( عِرْس الضان )
بقلم: أحمد يوسف عقيلة
ألوان الضأن:
الطُّوْق جَمْع طَوقا.. وهي النعجة التي عيناها مُطَوَّقتان.. أي حول عينيها طَوْق أو دائرة سوداء أو حمراء.. وباقي الوجه أبيض أغَرّ.. فيُقال: طَوقا طوَقْها سعْد.. أوطَوقا طوَقْها حمْر.. أو طَوقا بحَمار.. وهي من الألوان الجميلة المُفَضَّلة في الضأن.. في اللسان (طوق): (كل شيء استدار فهو طَوْق).. ومن ألوان الضأن أيضاً النَّقْطا.. وهي النعجة ذات الوجه الأحمر أو المائل إلى الاحمرار.. وذات الوجه الأحمر الداكن: حَمّا.. وذات الوجه المائل إلى الاصفرار: صهبا.. وذات الوجه الأَسود: دعما.. وذات الوجه الأبيض: غَرّا.. والسَّوداء يُقال لها سعَدا.. من السَّعْد.. وتسمية اللون الأسود بالأسعد من باب التفاؤل.. يقول الشاعر:
مَطلُوب صُوفّا في السُّوق السّعِد ضان ما فِيْها مقَل.
هذا الشاعر يحتفي بالسمراوات (السّعِد).. وفي تعابيرنا الشعبية: (خاطِيْه الْمقَل).. أي ليس به عَيْب.. والْمقَل: النظر الْمُتفَحِّص.. جاء من الْمُقلَة.. نقول في اللهجة للشخص الْمُتفَحِّص: يتمَقَّل.
دعونا نتعرَّف ـ أوّلاً ـ على معنى (الجلامة).. في العَيْن واللسان (جلم): (جَلَمَ الشيءَ يَجلِمهُ جَلْماً: قَطَعَه.. الجَلَم: الذي يُجَزُّ به الشَّعْرُ والصوف.. والجُلامَة: ما جُزَّ).
موسم الجلامة:
يبدأ موسم جَزّ الصوف في شهر (أبريل) من كل عام.. هذا بالنسبة للمناطق الحارة.. أو ما نُسمِّيه (البَرّ).. وهو المنطقة الرعوية شبه الصحراوية.. أمّا في الجبل الأخضر فيبدأ موسم جَزّ الصوف في شهر (مايو).. وذلك نظراً لبرودة الطقس.. وهناك قول مأثور عند الرُّعاة (الْمَوّالة): (اللي يغلبَك بالرّعاية.. بَدِّر له بالجلامة).. فبعضهم يُسارع إلى جَزّ الصوف في بداية شهر (أبريل).. عملاً بهذا القول.. لأنّ جَزّ الصوف يُخلِّص الضأن من الحشرات العالقة كالقُراد.. كما أنّه يُسَرِّع عملية التناسل (القَرو).
ليلة الجلامة:
هي التي تسبق يوم الجلامة.. حيث يجتمع الجَلاّمة في بيت صاحب الأغنام (سِيْد الضان).. وتُعَد وجبة عشاء للضيوف.. والجَلاّمة هم الجيران والأقارب وقاطنو الأماكن القريبة.. وهم يؤدُّون هذا العمل دون مقابل.. فهو (فَزْعة).. تطلَّبتها ظروف الحياة.. كالرَّغّاطة في الحصاد.. أو جَهْر الآبار.. وغيرها من الأعمال التي تتطلّب الجهد الجماعي.. ومن الأهمية بمكان ألاّ تُسقَى الضأن عشيّة الجلامة حتى لا تتضرَّر أثناء عملية التصريع والتكتيف.. أمّا تجهيزات الجلامة فتبدأ بتحضير الأدوات اللازمة.. وهي (الجلامة ـ الكتافات ـ المسَنّ أو الْمَيْلَق ـ حمامِيد لجمع الصوف).. وهناك فارق بين الجلَم القديم والماكينة الحديثة.
صباح الجلامة:
في الصباح الباكر.. قبل شروق الشمس يقومون بإدخال الضأن إلى البيت.. وذلك بِجَرّ حَوْض به بعض العَلَف أمام الضأن حتى تستأنس وتدخل.. ثُم يقومون بإغلاق (طَقّ) الفواهق بإحكام حتى لا تتسرّب الريح إلى داخل البيت.. لأن ذلك ضروري من أجل أن ترتفع الحرارة في الداخل وتعرق الضان حتى يسهل جَزّ الصوف.
الحليب والتمر:
أوَّل غذاء يُقَدَّم قبل البدء الفعلي للجلامة هو الحليب والتمر.. وقبل أن يشرعوا في الأكل يقوم أحدهم برشّ بعض قطرات الحليب على وجه الكبش من باب الفأل الحسَن.
الصَّرّاع:
هو الشخص الذي يقوم بصَرْع الضان وتكتيفها.. وبالطبع هناك مجموعة من الصَّرّاعة.. يقلّ أو يكثر بحسب عدد الضأن.
تصْرِيْع ذَبّاحي:
ينهون عن تصريع النَّعْجة على الجهة اليُسرى كما لَو أنَّها ستُذبَح.. ويُسمُّونه: (تصْرِيْع ذَبّاحي).
التكتيف:
يكون بجمع أرجل النعجة الأربعة بالخِلاف.. مثلاً: الرِّجْل الأمامية اليُسرَى.. ثُمّ الخلفية اليُسرى.. ثُمّ الأمامية اليُمنَى.. ثُم الخلفية اليُمنى.. أمّا تكتيف الكبش فهو بِجَمْع الرِّجْل الأمامية اليُمنى مع الخلفية اليُمنى بكتاف واحد.. وجَمْع الأمامية اليُسرى مع الخلفية اليُسرى بكتاف واحد أيضاً.. وقد يُجلم الكبش واقفاً دون تكتيف.. كذلك إذا كانت التعجة سمينة بحيث يصعب ضم أرجلها تُكَتَّف بطريقة الكبش.
الكرسحة:
هي أن تُفَك عقدة الكتاف.. أو يرتخي بحيث تتملَّص النعجة.. وإذا كانت النعجة شروداً (شَرّادة) يُقال لها: (إِرْس إِرْس).. وهو صوت لتهدئتها.
الرَّحّام:
هو الشخص الذي يقوم بحلّ الكتاف بعد الانتهاء من جَلم النعجة أو الكبش.. وجاءت تسميته صيغة مبالغة من الرحمة.. فهو الذي يفكّ أسر الشاة.
الحسو:
أَول شاة تُجْلَم يُؤخذ القليل من صوفها ويوضع في إناء ويُصَب عليه الماء حتى يذوب الوذَح.. ويُسمَّى ذلك السائل (الحسو).. ويُستعمل لمسح الجلَم بين الحين والحين من الوذح المتراكم أثناء الجَزّ.
جَلاّم الكباشة:
غالباً هناك شخص متخصِّص في جَلْم الكِباش.. لأن الكبش يحتاج إلى جلامة خاصَّة.. فهو إمّا مَسْلُوح.. أي يُجلَم بالكامِل.. أو امْقَشَّط.. بقشَاطَة واحدة أو قشّاطتين.
القِشّاطَة:
القِشّاطَة هي الذؤابة من الصوف تُترَك فوق ظهر الحَولي أوالحَولِيّة.. والجمع: قشاشِيْط.. وهي ليست لِمُجرَّد الزينة.. بل هي للدلالة على العمر.. وترتيب السِّنّ من السنة الأولى هكذا: الأُنثى رباعية أمّ قشّاطَة.. ثُمّ مَسلُوحَة.. ثُمّ اسْدسة.. وكذلك الذَّكَر: ثني بقشاطتَين.. ثُمَّ مسلُوح.. ثُمّ سداس.. ثُمّ عَلَى أوَّل.. إلخ.. وفي المثل الشعبي: (الجرَب إن طال حَدّه القِشّاطَة).. أي أنّ السُّوء مهما بلغ فله حَدّ لا يتجاوزه.. أمّا ما يُتْرَك من الشَّعْر فوق ظهر العَناق فيُسمَّى ذرْوَة.
الْجِزّة:
الجِزّة: الصُّوف الْمجزوز (الْمَجلوم).. ولها طريقة خاصّة في اللَّمّ.. وذلك بفَرْدها ووضع بقايا الصوف الخارج عنها في داخلها.. ورَدّ أطرافها إلى الداخِل بخيث يمكن حملها بيدٍ واحدة.. ومن يقوم بهذا العمل يُسمَّى (لَمّام الصوف).. وفي الترجيز:
ارْمِي الْجِزّة راحَي وَزّة.
الْمَثْرُودة:
وقتُها الضحَى.. وقد يُبادِر الجَلاّمة بطَلَبِها إذا تأخرت.. وذلك من خلال الترجِيْز:
يا رَحّام نريد طعام.
وتتكون الْمَثْرودة من الخبز الفطِير.. أي بدون خَمِيْرة.. حيث يُفَتّ قِطَعاً صغيرة.. ويُضاف إليه الحليب الساخِن لتطريته ومنحه مذاقاً طيّباً.. ويُسمَّى ذلك (البَشْبشة).. وقد يوضع اللبن أو الشاي بدل الحليب.. ثُمّ تُضاف الزبدة والتمر والبيض المسلوق.. والمشروب الْمُقَدَّم مع المثرودة هو اللبن.. وهناك وجبة أخرى بعد (الْمَثْرودة).. وهي (القلايا) تُقَدَّم بعد ذبْح الشاة.. وقد تَذْبَح أكثر من شاة حسب عدد الضيوف.. أمّا الشاي فهو يُقَدَّم باستمرار.. وتكون عِدّة الشاي (العدالة) قريبة من البيت أو داخله.
الجاوي والفاسُوخ:
من التقاليد الْمُتَّبَعة إطلاق رائحة البخور.. كالجاوي والفاسوخ.. والدَّوران بها في أركان البيت (الْخَوالِف).. وقراءة المعوِّذات سِرًّا.. وذلك خوفاً من الْحَسَد (العَيْن).
قذاذِيْر الافتتاح:
وهي غناوي جَزّ الصوف الأولى.. وتبدأ بالتفاؤل كمدح الجَلاّمة أو سِيْد الضان أو الضأن نفسها.. كقول عبدالكافي البرعصي:
يَرْعاهم الله يا ضان أَسْيادِك وفَزّاعتِك الكِل.
أو قول الشاعر سالم سعد مجيد:
الضان والْجلَم والبَيْت نهارة ملاقاهِن طرَب.
أو قول الآخر:
الضّان كلّ يَوْم تْزِيْد عَ الرّاعي غَلا مَو لَوّلِي.
أو:
طَيْبِك ادْرَيْدِيْبة الضّان ما بلاها ينْحمِل.
الدّرْدبة: صوت النَّعْجة حَناناً على ولدها.. ادْرَيْدِيْبة: تصغير دَرْدابة.. في اللسان (دردب): (الدَّرْدَبة: الخضوع.. دَرْدَبَتْ: خَضَعَتْ وذَلَّت.. دَرْبَجت الناقة إذا رَئِمَت ولدها ودَرْدَبَت).. بعد قذاذير الافتتاح ينتقل التقذير إلى مواضيع مختلفة.
النور ولا ظلام القبور:
الشخص الذي يأتي مُتأخِّراً عن الجلامة يقول بصوت مرتفع: (النُّور يا جَلاّمة النُّور).. فيردُّون عليه: (النُّور ولا ظلام القبُور).. وقد يردُّون عليه بشيء من الدُّعابة:
هَلْها ما جَوا نَيْن تغَدَّوا.
يقول اخويطِر الواحدي:
مابَن يقُولَن نُوْر الضّان وَيْن زرّاراتّا؟
شتاوي الجلامة:
قد تطول الجلامة فيحتاج الْجَلاّمة إلى إراحة أيديهم.. ويكون ذلك بالشتّاوة.. لأن التصفيق يُطلِق اليد الْمُنقبِضة.. الفَن هُنا يؤدِّي وظيفة جسدية:
الطَّوقا مَقْطوعَة النّصِيْب تشارِف نَيْن قتَلْها ذِيْب.
ـ ـ ـ
الطَّوقا ما تسْتاهَل ذِيْب الاّ غَيْر الْطُوط مكاتِيْب.
ـ ـ ـ
ما نحْساب عَناق السّدِّي بَيْن اِيْدَيْن الذِّيْب اتْعَدِّي.
ـ ـ ـ
الطَّوقا فِيْها جِرّة ناب يْخَلِّي في الشَّرّاي يْهاب.
"عوض الفاخري"
قذاذِيْر الخِتام:
قرب الانتهاء من الجلامة يعود الموضوع إلى التفاؤل كما بدأ.. كقول الشاعر محمد البزاري:
انْجوك يا الضان جدِيْد نَلْقَوك بالْحَوالَى زايْدة.
خِتام الجلامة:
عند جَلْم آخر الشِّياه لا يُقال انتهت الضأن أو كملت أو أيّة لفظة تدل على الانتهاء.. بل يُقال: (بَيّضَت) من البَياض.. أو (زادَت).. من باب التفاؤل.. يقول الشاعر ارحيّم جبريل:
ادْرَيْس الجلَم مازال يرِيْد صُوف والضان بَيّضَتْ.
ادْرَيْس: تصغيْر دَرْس.. وهو القديم.. بعد ذلك يُقَدَّم الماء والمنظِّفات للجَلاّمة.. ثُمَّ يُطرَح الفراش في البيت انتظاراً لوليمة الغَداء.
هذه هي الجلامة كما أحضرها شخصيًّا كلَّ عام.. وقد تكون هناك اختلافات طفيفة بين منطقة وأخرى.
بقلم: أحمد يوسف عقيلة
ألوان الضأن:
الطُّوْق جَمْع طَوقا.. وهي النعجة التي عيناها مُطَوَّقتان.. أي حول عينيها طَوْق أو دائرة سوداء أو حمراء.. وباقي الوجه أبيض أغَرّ.. فيُقال: طَوقا طوَقْها سعْد.. أوطَوقا طوَقْها حمْر.. أو طَوقا بحَمار.. وهي من الألوان الجميلة المُفَضَّلة في الضأن.. في اللسان (طوق): (كل شيء استدار فهو طَوْق).. ومن ألوان الضأن أيضاً النَّقْطا.. وهي النعجة ذات الوجه الأحمر أو المائل إلى الاحمرار.. وذات الوجه الأحمر الداكن: حَمّا.. وذات الوجه المائل إلى الاصفرار: صهبا.. وذات الوجه الأَسود: دعما.. وذات الوجه الأبيض: غَرّا.. والسَّوداء يُقال لها سعَدا.. من السَّعْد.. وتسمية اللون الأسود بالأسعد من باب التفاؤل.. يقول الشاعر:
مَطلُوب صُوفّا في السُّوق السّعِد ضان ما فِيْها مقَل.
هذا الشاعر يحتفي بالسمراوات (السّعِد).. وفي تعابيرنا الشعبية: (خاطِيْه الْمقَل).. أي ليس به عَيْب.. والْمقَل: النظر الْمُتفَحِّص.. جاء من الْمُقلَة.. نقول في اللهجة للشخص الْمُتفَحِّص: يتمَقَّل.
دعونا نتعرَّف ـ أوّلاً ـ على معنى (الجلامة).. في العَيْن واللسان (جلم): (جَلَمَ الشيءَ يَجلِمهُ جَلْماً: قَطَعَه.. الجَلَم: الذي يُجَزُّ به الشَّعْرُ والصوف.. والجُلامَة: ما جُزَّ).
موسم الجلامة:
يبدأ موسم جَزّ الصوف في شهر (أبريل) من كل عام.. هذا بالنسبة للمناطق الحارة.. أو ما نُسمِّيه (البَرّ).. وهو المنطقة الرعوية شبه الصحراوية.. أمّا في الجبل الأخضر فيبدأ موسم جَزّ الصوف في شهر (مايو).. وذلك نظراً لبرودة الطقس.. وهناك قول مأثور عند الرُّعاة (الْمَوّالة): (اللي يغلبَك بالرّعاية.. بَدِّر له بالجلامة).. فبعضهم يُسارع إلى جَزّ الصوف في بداية شهر (أبريل).. عملاً بهذا القول.. لأنّ جَزّ الصوف يُخلِّص الضأن من الحشرات العالقة كالقُراد.. كما أنّه يُسَرِّع عملية التناسل (القَرو).
ليلة الجلامة:
هي التي تسبق يوم الجلامة.. حيث يجتمع الجَلاّمة في بيت صاحب الأغنام (سِيْد الضان).. وتُعَد وجبة عشاء للضيوف.. والجَلاّمة هم الجيران والأقارب وقاطنو الأماكن القريبة.. وهم يؤدُّون هذا العمل دون مقابل.. فهو (فَزْعة).. تطلَّبتها ظروف الحياة.. كالرَّغّاطة في الحصاد.. أو جَهْر الآبار.. وغيرها من الأعمال التي تتطلّب الجهد الجماعي.. ومن الأهمية بمكان ألاّ تُسقَى الضأن عشيّة الجلامة حتى لا تتضرَّر أثناء عملية التصريع والتكتيف.. أمّا تجهيزات الجلامة فتبدأ بتحضير الأدوات اللازمة.. وهي (الجلامة ـ الكتافات ـ المسَنّ أو الْمَيْلَق ـ حمامِيد لجمع الصوف).. وهناك فارق بين الجلَم القديم والماكينة الحديثة.
صباح الجلامة:
في الصباح الباكر.. قبل شروق الشمس يقومون بإدخال الضأن إلى البيت.. وذلك بِجَرّ حَوْض به بعض العَلَف أمام الضأن حتى تستأنس وتدخل.. ثُم يقومون بإغلاق (طَقّ) الفواهق بإحكام حتى لا تتسرّب الريح إلى داخل البيت.. لأن ذلك ضروري من أجل أن ترتفع الحرارة في الداخل وتعرق الضان حتى يسهل جَزّ الصوف.
الحليب والتمر:
أوَّل غذاء يُقَدَّم قبل البدء الفعلي للجلامة هو الحليب والتمر.. وقبل أن يشرعوا في الأكل يقوم أحدهم برشّ بعض قطرات الحليب على وجه الكبش من باب الفأل الحسَن.
الصَّرّاع:
هو الشخص الذي يقوم بصَرْع الضان وتكتيفها.. وبالطبع هناك مجموعة من الصَّرّاعة.. يقلّ أو يكثر بحسب عدد الضأن.
تصْرِيْع ذَبّاحي:
ينهون عن تصريع النَّعْجة على الجهة اليُسرى كما لَو أنَّها ستُذبَح.. ويُسمُّونه: (تصْرِيْع ذَبّاحي).
التكتيف:
يكون بجمع أرجل النعجة الأربعة بالخِلاف.. مثلاً: الرِّجْل الأمامية اليُسرَى.. ثُمّ الخلفية اليُسرى.. ثُمّ الأمامية اليُمنَى.. ثُم الخلفية اليُمنى.. أمّا تكتيف الكبش فهو بِجَمْع الرِّجْل الأمامية اليُمنى مع الخلفية اليُمنى بكتاف واحد.. وجَمْع الأمامية اليُسرى مع الخلفية اليُسرى بكتاف واحد أيضاً.. وقد يُجلم الكبش واقفاً دون تكتيف.. كذلك إذا كانت التعجة سمينة بحيث يصعب ضم أرجلها تُكَتَّف بطريقة الكبش.
الكرسحة:
هي أن تُفَك عقدة الكتاف.. أو يرتخي بحيث تتملَّص النعجة.. وإذا كانت النعجة شروداً (شَرّادة) يُقال لها: (إِرْس إِرْس).. وهو صوت لتهدئتها.
الرَّحّام:
هو الشخص الذي يقوم بحلّ الكتاف بعد الانتهاء من جَلم النعجة أو الكبش.. وجاءت تسميته صيغة مبالغة من الرحمة.. فهو الذي يفكّ أسر الشاة.
الحسو:
أَول شاة تُجْلَم يُؤخذ القليل من صوفها ويوضع في إناء ويُصَب عليه الماء حتى يذوب الوذَح.. ويُسمَّى ذلك السائل (الحسو).. ويُستعمل لمسح الجلَم بين الحين والحين من الوذح المتراكم أثناء الجَزّ.
جَلاّم الكباشة:
غالباً هناك شخص متخصِّص في جَلْم الكِباش.. لأن الكبش يحتاج إلى جلامة خاصَّة.. فهو إمّا مَسْلُوح.. أي يُجلَم بالكامِل.. أو امْقَشَّط.. بقشَاطَة واحدة أو قشّاطتين.
القِشّاطَة:
القِشّاطَة هي الذؤابة من الصوف تُترَك فوق ظهر الحَولي أوالحَولِيّة.. والجمع: قشاشِيْط.. وهي ليست لِمُجرَّد الزينة.. بل هي للدلالة على العمر.. وترتيب السِّنّ من السنة الأولى هكذا: الأُنثى رباعية أمّ قشّاطَة.. ثُمّ مَسلُوحَة.. ثُمّ اسْدسة.. وكذلك الذَّكَر: ثني بقشاطتَين.. ثُمَّ مسلُوح.. ثُمّ سداس.. ثُمّ عَلَى أوَّل.. إلخ.. وفي المثل الشعبي: (الجرَب إن طال حَدّه القِشّاطَة).. أي أنّ السُّوء مهما بلغ فله حَدّ لا يتجاوزه.. أمّا ما يُتْرَك من الشَّعْر فوق ظهر العَناق فيُسمَّى ذرْوَة.
الْجِزّة:
الجِزّة: الصُّوف الْمجزوز (الْمَجلوم).. ولها طريقة خاصّة في اللَّمّ.. وذلك بفَرْدها ووضع بقايا الصوف الخارج عنها في داخلها.. ورَدّ أطرافها إلى الداخِل بخيث يمكن حملها بيدٍ واحدة.. ومن يقوم بهذا العمل يُسمَّى (لَمّام الصوف).. وفي الترجيز:
ارْمِي الْجِزّة راحَي وَزّة.
الْمَثْرُودة:
وقتُها الضحَى.. وقد يُبادِر الجَلاّمة بطَلَبِها إذا تأخرت.. وذلك من خلال الترجِيْز:
يا رَحّام نريد طعام.
وتتكون الْمَثْرودة من الخبز الفطِير.. أي بدون خَمِيْرة.. حيث يُفَتّ قِطَعاً صغيرة.. ويُضاف إليه الحليب الساخِن لتطريته ومنحه مذاقاً طيّباً.. ويُسمَّى ذلك (البَشْبشة).. وقد يوضع اللبن أو الشاي بدل الحليب.. ثُمّ تُضاف الزبدة والتمر والبيض المسلوق.. والمشروب الْمُقَدَّم مع المثرودة هو اللبن.. وهناك وجبة أخرى بعد (الْمَثْرودة).. وهي (القلايا) تُقَدَّم بعد ذبْح الشاة.. وقد تَذْبَح أكثر من شاة حسب عدد الضيوف.. أمّا الشاي فهو يُقَدَّم باستمرار.. وتكون عِدّة الشاي (العدالة) قريبة من البيت أو داخله.
الجاوي والفاسُوخ:
من التقاليد الْمُتَّبَعة إطلاق رائحة البخور.. كالجاوي والفاسوخ.. والدَّوران بها في أركان البيت (الْخَوالِف).. وقراءة المعوِّذات سِرًّا.. وذلك خوفاً من الْحَسَد (العَيْن).
قذاذِيْر الافتتاح:
وهي غناوي جَزّ الصوف الأولى.. وتبدأ بالتفاؤل كمدح الجَلاّمة أو سِيْد الضان أو الضأن نفسها.. كقول عبدالكافي البرعصي:
يَرْعاهم الله يا ضان أَسْيادِك وفَزّاعتِك الكِل.
أو قول الشاعر سالم سعد مجيد:
الضان والْجلَم والبَيْت نهارة ملاقاهِن طرَب.
أو قول الآخر:
الضّان كلّ يَوْم تْزِيْد عَ الرّاعي غَلا مَو لَوّلِي.
أو:
طَيْبِك ادْرَيْدِيْبة الضّان ما بلاها ينْحمِل.
الدّرْدبة: صوت النَّعْجة حَناناً على ولدها.. ادْرَيْدِيْبة: تصغير دَرْدابة.. في اللسان (دردب): (الدَّرْدَبة: الخضوع.. دَرْدَبَتْ: خَضَعَتْ وذَلَّت.. دَرْبَجت الناقة إذا رَئِمَت ولدها ودَرْدَبَت).. بعد قذاذير الافتتاح ينتقل التقذير إلى مواضيع مختلفة.
النور ولا ظلام القبور:
الشخص الذي يأتي مُتأخِّراً عن الجلامة يقول بصوت مرتفع: (النُّور يا جَلاّمة النُّور).. فيردُّون عليه: (النُّور ولا ظلام القبُور).. وقد يردُّون عليه بشيء من الدُّعابة:
هَلْها ما جَوا نَيْن تغَدَّوا.
يقول اخويطِر الواحدي:
مابَن يقُولَن نُوْر الضّان وَيْن زرّاراتّا؟
شتاوي الجلامة:
قد تطول الجلامة فيحتاج الْجَلاّمة إلى إراحة أيديهم.. ويكون ذلك بالشتّاوة.. لأن التصفيق يُطلِق اليد الْمُنقبِضة.. الفَن هُنا يؤدِّي وظيفة جسدية:
الطَّوقا مَقْطوعَة النّصِيْب تشارِف نَيْن قتَلْها ذِيْب.
ـ ـ ـ
الطَّوقا ما تسْتاهَل ذِيْب الاّ غَيْر الْطُوط مكاتِيْب.
ـ ـ ـ
ما نحْساب عَناق السّدِّي بَيْن اِيْدَيْن الذِّيْب اتْعَدِّي.
ـ ـ ـ
الطَّوقا فِيْها جِرّة ناب يْخَلِّي في الشَّرّاي يْهاب.
"عوض الفاخري"
قذاذِيْر الخِتام:
قرب الانتهاء من الجلامة يعود الموضوع إلى التفاؤل كما بدأ.. كقول الشاعر محمد البزاري:
انْجوك يا الضان جدِيْد نَلْقَوك بالْحَوالَى زايْدة.
خِتام الجلامة:
عند جَلْم آخر الشِّياه لا يُقال انتهت الضأن أو كملت أو أيّة لفظة تدل على الانتهاء.. بل يُقال: (بَيّضَت) من البَياض.. أو (زادَت).. من باب التفاؤل.. يقول الشاعر ارحيّم جبريل:
ادْرَيْس الجلَم مازال يرِيْد صُوف والضان بَيّضَتْ.
ادْرَيْس: تصغيْر دَرْس.. وهو القديم.. بعد ذلك يُقَدَّم الماء والمنظِّفات للجَلاّمة.. ثُمَّ يُطرَح الفراش في البيت انتظاراً لوليمة الغَداء.
هذه هي الجلامة كما أحضرها شخصيًّا كلَّ عام.. وقد تكون هناك اختلافات طفيفة بين منطقة وأخرى.