ثلاثة آلاف نصف فضة من مال البهار سنة تاريخه وان يكون محمد بك حاكم جرجا عن سنة ثلاث وعشرين واربعة وعشرين وقضى اشغاله وبرز خيامه الى الآثار ثم طلب الوجه البلي الى ان وصل الى اسيوط فقبض على كل من وجده من طرف محمد بك الصعيدي وقتله ومنهم حسين اوده باشا ابن دقماق ثم انتقل الى منفلوط وهربت طوائف الهوارة باهلها الى الجبل الغربي واتت اليه هوارة بحري صحبة الامير حسن فاخبروه بما وقع لهم وساروا صحبته الى جرجا فنزل بالصيوان وابرز فرمانا قرىء بحضرة الجميع باهراق دم هوارة قبلي وامر بالركوب عليهم الى اسنا وتسلط عليهم هوارة تجري ونهبوا مواشيهم واغنامهم ومتاعهم وطواحينهم واشتفوا منهم وكل من وجدوه منهم قتلوه ولم يزل في سيره حتى وصل قنا وقوص ثم رجع إلى جرجا ثم أن هوارة قبلي التجأوا إلى إبراهيم بك أبو شنب والتمسوا منه ان ياخذ لهم مكتوبا من قيطاس بك بالامان ومكتوبا الى حاكم الصعيد كذلك وفرمانا من الباشا بموجب ذلك فارسل الى قيطاس بك تذكرة صحبة احمد بك الاعسر يترجى عنده فاجاب الى ذلك وارسلوا به محمد كاشف كتخدا وبرجوع التجريدة والعفو عن الهوارة
ورجع محمد كاشف والتجريدة وصحبته التقادم والهدايا وارسلوا الى ابراهيم بك مركب غلال وخيولا مثمنة واغناما
وفي اواخر شوال ورد اغا من الدولة وعلى يده مرسومات منها محاسبة خليل باشا واستعجال الخزينة وبيع بلاد من قتل في ايام الفتنة وكذلك املاكهم
وفي شهر رمضان قبل ذلك جلس بجامع المؤيد فكثر عليه الجمع وازدحم المسجد واكثرهم اتراك ثم انتقل من الوعظ وذكر ما يفعله اهل مصر بضرايح الاولياء وايقاد الشموع والقناديل على قبور الاولياء وتقبيل اعتابهم وفعل ذلك كفر يجب على الناس تركه وعلى ولاة الامور السعي
(1/83)
في ابطال ذلك
وذكر ايضا قول الشعراني في طبقاته ان بعض الاولياء اطلع على اللوح المحفوظ انه لا يجوز ذلك ولا تطلع الانبياء فضلا عن الاولياء على اللوح المحفوظ وانه لا يجوز ذلك ولا تطلع الانبياء فضلا عن والتكايا ويجب هدم ذلك
وذكر ايضا وقوف الفقراء بباب زويلة في ليالي رمضان
فلما سمع حزبه ذلك خرجوا بعد صلاة التراويح ووقفوا بالنبابيت والاسلحة فهرب الذين يقفون بالباب فقطعوا الجوخ والاكر المعلقة وهم يقولون اين الاولياء
فذهب بعض الناس الى العلماء بالازهر واخبروهم بقول ذلك الواعظ وكتبوا فتوى واجاب عليها الشيخ احمد النفراوي والشيخ احمد الخليفي بأن كرامات الاولياء لا تنقطع بالموت وأن انكاره على اطلاع الاولياء على اللوح المحفوظ لا يجوز ويجب على الحاكم زجره عن ذلك
واخذ بعض الناس تلك الفتوى ودفعها للواعظ وهو في مجلس وعظه فلما قرأها غضب وقال يا ايها الناس ان علماء بلدكم افتوا بخلاف ما ذكرت لكم واني اريد ان اتكلم معهم واباحثهم في مجلس قاضي العسكر فهل منكم من يساعدني على ذلك وينصر الحق
فقال له الجماعة نحن معك لا نفارقك
فنزل عن الكرسي واجتمع عليه العامة زيادة عن الف نفس ومر بهم من وسط القاهرة الى ان دخل بيت القاضي قريب العصر فانزعج القاضي وسألهم عن مرادهم فقدموا له الفتوى وطلب منه احضار المفتين والبحث معهما
فقال القاضي اصرفوا هؤلاء الجموع ثم نحضرهم ونسمع دعواكم
فقالوا ما تقول في هذه الفتوى قال باطلة
فطلبوا منه ان يكتب لهم حجة ببطلانها
فقال ان الوقت قد ضاق والشهود ذهبوا الى منازلهم وخرج الترجمان
فقال لهم فضربوه واختفى القاضي بجريمة
فما وسع النائب الا انه كتب لهم حجة حسب مرادهم ثم اجتمع الناس في يوم الثلاثاء عشرينه وقت الظهر بالمؤيد لسماع الوعظ على عادتهم فلم يحضر
(1/84)
لهم الواعظ فاخذوا يسألون عن المانع من حضوره
فقال بعضهم اظن ان القاضي منعه من الوعظ
فقام رجل منهم وقال ايها الناس من اراد ان ينصر الحق فليقم معي
فتبعه الجم الغفير فمضى بهم الى مجلس القاضي فلما رآهم القاضي ومن في المحكمة طارت عقولهم من الخوف وفر من بها من الشهود ولم يبق الا القاضي فدخلوا عليه وقالوا له اين شيخنا فقال لا ادري
فقالوا له قم واركب معنا الى الديوان ونكلم الباشا في هذا الامر ونسأله ان يحضر لنا اخصامنا الذين افتوا بقتل شيخنا ونتباحث معهم فان اثبتوا دعواهم نجوا من ايدينا والا قتلناهم
فركب القاضي معهم مكرها وتبعوه من خلفه وامامه الى ان طلعوا الى الديوان فسأله الباشا عن سبب حضوره في غير وقته
فقال انظر الى هؤلاء الذين ملأوا الديوان والحوش فهم الذين اتوا بي وعرفه قصتهم وما وقع منهم بالامس واليوم وانهم ضربوا الترجمان واخذوا مني حجة قهرا واتوا اليوم واركبوني قهرا
فارسل الباشا الى كتخدا الينكجرية وكتخدا العزب وقال لهما اسألوا هؤلاء عن مرادهم
فقالوا نريد احضار النفراوي والخليفي ليبحثا مع شيخنا فيما افتيا به عليه فاعطاهم الباشا بيورلديا على مرادهم ونزلوا الى المؤيد واتوا بالواعظ واصعدوه الى الكرسي فصار يعظهم ويحرضهم على اجتماعهم في غد بالمؤيد ويذهبون بجمعيتهم الى القاضي وحضهم على الانتصار للدين وقمع الدجالين
وافترقوا على ذلك واما الباشا فانه لما اعطاهم البيورلدي ارسل بيورلديا الى ابراهيم بك وقيطاس بك بعرفهم ما حصل وما فعله العامة من سوء الادب وقصدهم تحريك الفتن وتحقيرنا نحن والقاضي وقد عزمت انا والقاضي على السفر من البلد
فلما قرأ الامراء ذلك لم يقر لهم قرار وجمعوا الصناجق والاغوات ببيت الدفتردار واجمعوا رايهم على ان ينظروا هذه العصبة من اي وجاق ويخرجوا من حقهم وينفي ذلك الواعظ من البلد
(1/85)
وأمروا الاغا ان يركب ومن رآه منهم قبض عليه وان يدخل جامع المؤيد ويطرد من يسكنه من السفط
فلما كان صبيحة ذلك اليوم ركب الاغا وارسل الجاويشية الى جامع المؤيد فلم يجدوا منهم احدا وجعل يفحص ويفتش على افراد المتعصبين فمن ظفر به ارسله الى باب اغاته فضربوا بعضهم ونفوا بعضهم وسكنت الفتنة
سنة اربع وعشرين ومائة والف
وفي ثالث المحرم سنة اربع وعشرين ومائة والف ورد مرسوم سلطاني بطلب ثلاثة آلاف من العساكر المصرية الى الغزو
وفي ثامنه تشاجر رجل شريف مع تركي في سوق البندقانيين فضرب التركي الشريف فقتله ولم يعلم اين ذهب
فوضع الاشراف المقتول في تابوت وطلعوا به الى الديوان واثبتوا القتل على القاتل
فلما كان يوم عاشره قامت الاشراف وقفلوا اسواق القاهرة وصاروا يرجمون اصحاب الدكاكين بالحجارة ويأمرونهم بقفل الدكاكين وكل من لقوه من الرعية او من أمير يضربونه
ومكثوا على ذلك يومهم واصبحوا كذلك يوم الجمعة وارسلوا خبرا للاشراف القاطنين بقرى مصر ليحضروا واجتمعوا بالمشهد الحسيني ثم خرجوا وامامهم بيرق وذهبوا الى منزل قيطاس بك الدفتردار فخرج عليهم ابتاعه بالسلاح فطردوهم وهزموهم ثم فقرة جديدة
فلما تفاقم أمرهم تحركت عليهم اغوات الاسباهية الثلاث واغات الينكجرية في عددهم وعددهم وطافوا البلد
فعند ذلك تفرقت الجمعية ورجع كل الى مكانه ونادوا بالامن والامان وفتحت الدكاكين ثم اجتمع راي الامراء على نفي طائفة من اكابر الاشراف فتشفع فيهم المشايخ والعلماء فعفوا عنهم
وفي هذا الشهر وقع ثلج بقريتي سرسنة وعشما من بلاد المنوفية كل
(1/86)
قطعة منه مقدار نصف رطل واقل واكثر ثم نزلت صاعقة احرقت مقدارا عظيما من زرع الناحية وقتلت اناسا
وفي يوم الخميس ثامن ربيع الاول سافر مصطفى بك تابع يوسف اغا من بولاق بالعسكر صحبة المعينين للغزو وحضرت العساكر الذين كانوا في سفر الموسقو صحبة سردارهم اسمعيل بك ولما عادوا الى اسلامبول بالنصر وضعوا لهم على رؤوسهم ريشا في عمائمهم سمة لهم
ومات اميرهم اسمعيل بك باسلامبول ودخلوا مصر وعلى رؤوسهم تلك الريش المسماة بالشلنجات
وفي ثاني عشرينه قبل الغروب خرجت فرتينة بريح عاصف اظلم منها الجو وسقط منها بعض منازل
وفي غرة ربيع الثاني ورد اغا ومعه مرسوم مضمونه حصول الصلح بين السلطنة والموسقو ورجوع العسكر المصري ولما رجعوا اخذوا منهم ثلثي النفقة وتركوا لهم الثلث وكذلك التراقي من الجوامك التي تعطى للسردارية واصحاب الدركات
وفي ثامن عشره ورد قابجي باشا وعلى يده مرسوم بتقليد قيطاس بك الدفتردار اميرا على الحاج عوضا عن يوسف بك الجزار وان يكون ابراهيم بك بشناق المعروف بابي شنب دفتردار
فامتثلوا ذلك ولبسوا الخلع ومرسوم آخر بانشاء سفينتين ببحر القلزم لحمل غلال الحرمين وان يجهزوا الى مكة مائة وخمسين كيسا من الاموال السلطانية برسم عمارة العين على يد محمد بك ابن حسين باشا
ثم ان قيطاس بك اجتمع بالامراء وشكا اليهم احتياجه لدراهم يستعين بها على لوازم الحاج ومهماته فعرضوا ذلك على الباشا وطلبوا منه ان يمده بخمسين كيسا من مال الخزينة ويعرض في شأنها بعد تسليمها الى الدولة وان لم يمضوا ذلك يحصلوها من الوجاقات بدلا عنها
ورجع محمد كاشف والتجريدة وصحبته التقادم والهدايا وارسلوا الى ابراهيم بك مركب غلال وخيولا مثمنة واغناما
وفي اواخر شوال ورد اغا من الدولة وعلى يده مرسومات منها محاسبة خليل باشا واستعجال الخزينة وبيع بلاد من قتل في ايام الفتنة وكذلك املاكهم
وفي شهر رمضان قبل ذلك جلس بجامع المؤيد فكثر عليه الجمع وازدحم المسجد واكثرهم اتراك ثم انتقل من الوعظ وذكر ما يفعله اهل مصر بضرايح الاولياء وايقاد الشموع والقناديل على قبور الاولياء وتقبيل اعتابهم وفعل ذلك كفر يجب على الناس تركه وعلى ولاة الامور السعي
(1/83)
في ابطال ذلك
وذكر ايضا قول الشعراني في طبقاته ان بعض الاولياء اطلع على اللوح المحفوظ انه لا يجوز ذلك ولا تطلع الانبياء فضلا عن الاولياء على اللوح المحفوظ وانه لا يجوز ذلك ولا تطلع الانبياء فضلا عن والتكايا ويجب هدم ذلك
وذكر ايضا وقوف الفقراء بباب زويلة في ليالي رمضان
فلما سمع حزبه ذلك خرجوا بعد صلاة التراويح ووقفوا بالنبابيت والاسلحة فهرب الذين يقفون بالباب فقطعوا الجوخ والاكر المعلقة وهم يقولون اين الاولياء
فذهب بعض الناس الى العلماء بالازهر واخبروهم بقول ذلك الواعظ وكتبوا فتوى واجاب عليها الشيخ احمد النفراوي والشيخ احمد الخليفي بأن كرامات الاولياء لا تنقطع بالموت وأن انكاره على اطلاع الاولياء على اللوح المحفوظ لا يجوز ويجب على الحاكم زجره عن ذلك
واخذ بعض الناس تلك الفتوى ودفعها للواعظ وهو في مجلس وعظه فلما قرأها غضب وقال يا ايها الناس ان علماء بلدكم افتوا بخلاف ما ذكرت لكم واني اريد ان اتكلم معهم واباحثهم في مجلس قاضي العسكر فهل منكم من يساعدني على ذلك وينصر الحق
فقال له الجماعة نحن معك لا نفارقك
فنزل عن الكرسي واجتمع عليه العامة زيادة عن الف نفس ومر بهم من وسط القاهرة الى ان دخل بيت القاضي قريب العصر فانزعج القاضي وسألهم عن مرادهم فقدموا له الفتوى وطلب منه احضار المفتين والبحث معهما
فقال القاضي اصرفوا هؤلاء الجموع ثم نحضرهم ونسمع دعواكم
فقالوا ما تقول في هذه الفتوى قال باطلة
فطلبوا منه ان يكتب لهم حجة ببطلانها
فقال ان الوقت قد ضاق والشهود ذهبوا الى منازلهم وخرج الترجمان
فقال لهم فضربوه واختفى القاضي بجريمة
فما وسع النائب الا انه كتب لهم حجة حسب مرادهم ثم اجتمع الناس في يوم الثلاثاء عشرينه وقت الظهر بالمؤيد لسماع الوعظ على عادتهم فلم يحضر
(1/84)
لهم الواعظ فاخذوا يسألون عن المانع من حضوره
فقال بعضهم اظن ان القاضي منعه من الوعظ
فقام رجل منهم وقال ايها الناس من اراد ان ينصر الحق فليقم معي
فتبعه الجم الغفير فمضى بهم الى مجلس القاضي فلما رآهم القاضي ومن في المحكمة طارت عقولهم من الخوف وفر من بها من الشهود ولم يبق الا القاضي فدخلوا عليه وقالوا له اين شيخنا فقال لا ادري
فقالوا له قم واركب معنا الى الديوان ونكلم الباشا في هذا الامر ونسأله ان يحضر لنا اخصامنا الذين افتوا بقتل شيخنا ونتباحث معهم فان اثبتوا دعواهم نجوا من ايدينا والا قتلناهم
فركب القاضي معهم مكرها وتبعوه من خلفه وامامه الى ان طلعوا الى الديوان فسأله الباشا عن سبب حضوره في غير وقته
فقال انظر الى هؤلاء الذين ملأوا الديوان والحوش فهم الذين اتوا بي وعرفه قصتهم وما وقع منهم بالامس واليوم وانهم ضربوا الترجمان واخذوا مني حجة قهرا واتوا اليوم واركبوني قهرا
فارسل الباشا الى كتخدا الينكجرية وكتخدا العزب وقال لهما اسألوا هؤلاء عن مرادهم
فقالوا نريد احضار النفراوي والخليفي ليبحثا مع شيخنا فيما افتيا به عليه فاعطاهم الباشا بيورلديا على مرادهم ونزلوا الى المؤيد واتوا بالواعظ واصعدوه الى الكرسي فصار يعظهم ويحرضهم على اجتماعهم في غد بالمؤيد ويذهبون بجمعيتهم الى القاضي وحضهم على الانتصار للدين وقمع الدجالين
وافترقوا على ذلك واما الباشا فانه لما اعطاهم البيورلدي ارسل بيورلديا الى ابراهيم بك وقيطاس بك بعرفهم ما حصل وما فعله العامة من سوء الادب وقصدهم تحريك الفتن وتحقيرنا نحن والقاضي وقد عزمت انا والقاضي على السفر من البلد
فلما قرأ الامراء ذلك لم يقر لهم قرار وجمعوا الصناجق والاغوات ببيت الدفتردار واجمعوا رايهم على ان ينظروا هذه العصبة من اي وجاق ويخرجوا من حقهم وينفي ذلك الواعظ من البلد
(1/85)
وأمروا الاغا ان يركب ومن رآه منهم قبض عليه وان يدخل جامع المؤيد ويطرد من يسكنه من السفط
فلما كان صبيحة ذلك اليوم ركب الاغا وارسل الجاويشية الى جامع المؤيد فلم يجدوا منهم احدا وجعل يفحص ويفتش على افراد المتعصبين فمن ظفر به ارسله الى باب اغاته فضربوا بعضهم ونفوا بعضهم وسكنت الفتنة
سنة اربع وعشرين ومائة والف
وفي ثالث المحرم سنة اربع وعشرين ومائة والف ورد مرسوم سلطاني بطلب ثلاثة آلاف من العساكر المصرية الى الغزو
وفي ثامنه تشاجر رجل شريف مع تركي في سوق البندقانيين فضرب التركي الشريف فقتله ولم يعلم اين ذهب
فوضع الاشراف المقتول في تابوت وطلعوا به الى الديوان واثبتوا القتل على القاتل
فلما كان يوم عاشره قامت الاشراف وقفلوا اسواق القاهرة وصاروا يرجمون اصحاب الدكاكين بالحجارة ويأمرونهم بقفل الدكاكين وكل من لقوه من الرعية او من أمير يضربونه
ومكثوا على ذلك يومهم واصبحوا كذلك يوم الجمعة وارسلوا خبرا للاشراف القاطنين بقرى مصر ليحضروا واجتمعوا بالمشهد الحسيني ثم خرجوا وامامهم بيرق وذهبوا الى منزل قيطاس بك الدفتردار فخرج عليهم ابتاعه بالسلاح فطردوهم وهزموهم ثم فقرة جديدة
فلما تفاقم أمرهم تحركت عليهم اغوات الاسباهية الثلاث واغات الينكجرية في عددهم وعددهم وطافوا البلد
فعند ذلك تفرقت الجمعية ورجع كل الى مكانه ونادوا بالامن والامان وفتحت الدكاكين ثم اجتمع راي الامراء على نفي طائفة من اكابر الاشراف فتشفع فيهم المشايخ والعلماء فعفوا عنهم
وفي هذا الشهر وقع ثلج بقريتي سرسنة وعشما من بلاد المنوفية كل
(1/86)
قطعة منه مقدار نصف رطل واقل واكثر ثم نزلت صاعقة احرقت مقدارا عظيما من زرع الناحية وقتلت اناسا
وفي يوم الخميس ثامن ربيع الاول سافر مصطفى بك تابع يوسف اغا من بولاق بالعسكر صحبة المعينين للغزو وحضرت العساكر الذين كانوا في سفر الموسقو صحبة سردارهم اسمعيل بك ولما عادوا الى اسلامبول بالنصر وضعوا لهم على رؤوسهم ريشا في عمائمهم سمة لهم
ومات اميرهم اسمعيل بك باسلامبول ودخلوا مصر وعلى رؤوسهم تلك الريش المسماة بالشلنجات
وفي ثاني عشرينه قبل الغروب خرجت فرتينة بريح عاصف اظلم منها الجو وسقط منها بعض منازل
وفي غرة ربيع الثاني ورد اغا ومعه مرسوم مضمونه حصول الصلح بين السلطنة والموسقو ورجوع العسكر المصري ولما رجعوا اخذوا منهم ثلثي النفقة وتركوا لهم الثلث وكذلك التراقي من الجوامك التي تعطى للسردارية واصحاب الدركات
وفي ثامن عشره ورد قابجي باشا وعلى يده مرسوم بتقليد قيطاس بك الدفتردار اميرا على الحاج عوضا عن يوسف بك الجزار وان يكون ابراهيم بك بشناق المعروف بابي شنب دفتردار
فامتثلوا ذلك ولبسوا الخلع ومرسوم آخر بانشاء سفينتين ببحر القلزم لحمل غلال الحرمين وان يجهزوا الى مكة مائة وخمسين كيسا من الاموال السلطانية برسم عمارة العين على يد محمد بك ابن حسين باشا
ثم ان قيطاس بك اجتمع بالامراء وشكا اليهم احتياجه لدراهم يستعين بها على لوازم الحاج ومهماته فعرضوا ذلك على الباشا وطلبوا منه ان يمده بخمسين كيسا من مال الخزينة ويعرض في شأنها بعد تسليمها الى الدولة وان لم يمضوا ذلك يحصلوها من الوجاقات بدلا عنها