سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
زيد الخير رضي الله عنه
هو / زيد بن مهلهل أبو مكنف الطائي النبهاني المعروف بــ / زيد الخيل في الجاهلية، ثم سماه النبي صلى الله عليه وسلم / زيد الخير، كان هذا الصحابي الجليل علما من أعلام الجاهلية، وكان من أجمل الرجال، وأتمهم خِلقة، وأطولهم قامة، حتى إنه كان يركب الفرس فتمس رجلاه الأرض، وكان فارسا عظيما ورام من الطراز الأول وله ابنان / مكنف و / حريث، أسلما وصحبا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدا قتال الردة مع / خالد بن الوليد رضي الله عنه .
~¤ô إسلامه ô¤~
لما بلغت أخبار النبي صلى الله عليه وسلم سمع / زيد الخيل رضي الله عنه، ووقف على شيء مما يدعو إليه أعد راحلته، وجمع السادة الكبراء من قومه، وفيهم / زر بن سدوس، و / مالك بن جبير، و / عامر بن جوين، وغيرهم ودعاهم إلى زيارة يثرب، ولقاء النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سيد قومه، وفارس عظيم، إذا أسلم أسلم معه كبار القوم وعليتهم .
وركب / زيد الخيل رضي الله عنه، ومعه وفد كبير من طيئ، فلما بلغوا المدينة، توجهوا إلى المسجد النبوي الشريف، وأناخوا ركائبهم ببابه، وصادف عند دخولهم أن كان صلى الله عليه وسلم، يخطب المسلمين على المنبر وقت خطبة الجمعة، فراعهم كلامه، وأدهشهم تعلق المسلمين به .
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم فطنا فما أبصرهم، ورأى وفدا يدخل المسجد أول مرة، حتى أدار بعض الكلام وخاطبهم به، فقال : " إني خير لكم من العزى، ومن كل ما تعبِدون، إني خير لكم من الجمل الأسود، الذي تعبدونه من دون الله ".
كل عصر فيه شيء ثمين، ويبدو أن الجمل الأسود، كان أغلى أنواع الجمال، فالنبي صلى الله عليه وسلم تحداهم بالشيء الذي تعلقوا به، فقال : " إني خير لكم من الجمل الأسود، الذي تعبدونه من دون الله ".
وقع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في نفس / زيد الخيل رضي الله عنه ومن معه موقعين مختلفين، بعضهم استجاب للحق، وأقبل عليه، وبعضهم تولى عنه، واستكبر عليه مثل / زر بن سدوس فما كاد يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في موقفه الرائع، تحفه القلوب، وتحوطه العيون، حتى دب الحسد في قلبه، وملأ الخوف فؤاده، ثم قال لمن معه : " إني لأرى رجلا ليملكن رقاب العرب، والله لا أجعله يملك رقبتي أبدا " ثم توجه إلى بلاد الشام، وحلق رأسه وتنصر .
وأما / زيد والآخرون، فقد كان لهم شأن آخر، فما إن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته، حتى وقف / زيد الخيل رضي الله عنه، بين جموع المسلمين، وقف بقامته الممشوقة، وأطلق صوته الجهير وقال : ( يا محمد، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله )
~¤ô زيد الخير ô¤~
أقبل النبي صلى الله عليه وسلم على / زيد الخيل رضي الله عنه ثم قال : " من أنت ؟ " قال رضي الله عنه : ( أنا / زيد الخيل بن مهلهل ) فقال صلى الله عليه وسلم : " بل أنت / زيد الخير، لا / زيد الخيل، الحمد لله الذي جاء بك من سهلك وجبلك، ورقق قلبك للإسلام ".
فعُرف بعد ذلك بــ ( زيد الخير ) رضي الله عنه ثم أسلم مع / زيد رضي الله عنه جميع من صحبه مِن قومه ثم مضى به النبي صلى الله عليه وسلم، إلى منزله، ومعه / عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولفيف من الصحابة رضي الله عنهم، فلما بلغوا البيت طرح النبي صلى الله عليه وسلم لــ / زيد متكأ فعظم عليه أن يتكئ في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أنه لم يمضى على إسلامه سوى نصف ساعة، أو ربع ساعة، وقال : ( والله يا رسول الله، ما كنت لأتكئ في حضرتك ) ورد المتكأ وما زال يعيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يرده، ولما استقر بهم المجلس، قال صلى الله عليه وسلم لــ / زيد الخير رضي الله عنه : " يا / زيد ما وصف لي رجل قط، ثم رأيته، إلا كان دون ما وصف، إلا أنت ".
ثم قال صلى الله عليه وسلم : " يا / زيد، إن فيك خصلتين، يحبهما الله ورسوله " قال رضي الله عنه : ( وما هما يا رسول الله ؟ ) قال صلى الله عليه وسلم : " الأناة والحلم " فقال / زيد الخير رضي الله عنه وكله أدب : ( الحمد لله الذي جعلني على ما يُحب الله ورسوله ) ثم التفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال رضي الله عنه : ( يا رسول الله، أعطني ثلاثمائة فارس، وأنا كفيل لك، بأن أغير بهم على بلاد الروم، وأنال منهم ) فأكبر النبي صلى الله عليه وسلم، همته هذه، وقال له : " لله درك يا / زيد، أي رجل أنت ؟ ".
~¤ô وباء المدينة ô¤~
لما هم / زيد رضي الله عنه بالرجوع إلى بلاده في نجد ودعه النبي صلى الله عليه وسلم، وقطع له فيد وأرضين معه وكتب له بذلك وقال بعد أن ودعه : " أي رجل هذا ؟ كم سيكون له من الشأن، لو سلم من وباء المدينة ".
وكان في المدينة أوبئة، وكانت آنئذ موبوءة بالحمى، فما إن برحها / زيد الخير رضي الله عنه حتى أصابته، فقال لمن معه : ( جنبوني بلاد قيس، فقد كانت بيننا وبينهم حماقات من حماقات الجاهلية، ولا والله لا أقاتل مسلما حتى ألقى الله عز وجل ) وتابع / زيد الخير رضي الله عنه سيره نحو ديار أهله في نجد، على الرغم من أن وطأة الحمى كانت تشتد عليه ساعة بعد أخرى .
~¤ô وفاته ô¤~
كان / زيد الخير رضي الله عنه يتمنى أن يلقى قومه، وأن يكتب الله لهم الإسلام على يديه، وطفق يسابق المنية، والمنية تسابقه، لكنها ما لبِثت أن سبقته، فلفظ أنفاسه الأخيرة في بعض الطريق، ولم يكن بين إسلامه وموته متسع لأن يقع في ذنب .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
زيد الخير رضي الله عنه
هو / زيد بن مهلهل أبو مكنف الطائي النبهاني المعروف بــ / زيد الخيل في الجاهلية، ثم سماه النبي صلى الله عليه وسلم / زيد الخير، كان هذا الصحابي الجليل علما من أعلام الجاهلية، وكان من أجمل الرجال، وأتمهم خِلقة، وأطولهم قامة، حتى إنه كان يركب الفرس فتمس رجلاه الأرض، وكان فارسا عظيما ورام من الطراز الأول وله ابنان / مكنف و / حريث، أسلما وصحبا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدا قتال الردة مع / خالد بن الوليد رضي الله عنه .
~¤ô إسلامه ô¤~
لما بلغت أخبار النبي صلى الله عليه وسلم سمع / زيد الخيل رضي الله عنه، ووقف على شيء مما يدعو إليه أعد راحلته، وجمع السادة الكبراء من قومه، وفيهم / زر بن سدوس، و / مالك بن جبير، و / عامر بن جوين، وغيرهم ودعاهم إلى زيارة يثرب، ولقاء النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سيد قومه، وفارس عظيم، إذا أسلم أسلم معه كبار القوم وعليتهم .
وركب / زيد الخيل رضي الله عنه، ومعه وفد كبير من طيئ، فلما بلغوا المدينة، توجهوا إلى المسجد النبوي الشريف، وأناخوا ركائبهم ببابه، وصادف عند دخولهم أن كان صلى الله عليه وسلم، يخطب المسلمين على المنبر وقت خطبة الجمعة، فراعهم كلامه، وأدهشهم تعلق المسلمين به .
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم فطنا فما أبصرهم، ورأى وفدا يدخل المسجد أول مرة، حتى أدار بعض الكلام وخاطبهم به، فقال : " إني خير لكم من العزى، ومن كل ما تعبِدون، إني خير لكم من الجمل الأسود، الذي تعبدونه من دون الله ".
كل عصر فيه شيء ثمين، ويبدو أن الجمل الأسود، كان أغلى أنواع الجمال، فالنبي صلى الله عليه وسلم تحداهم بالشيء الذي تعلقوا به، فقال : " إني خير لكم من الجمل الأسود، الذي تعبدونه من دون الله ".
وقع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في نفس / زيد الخيل رضي الله عنه ومن معه موقعين مختلفين، بعضهم استجاب للحق، وأقبل عليه، وبعضهم تولى عنه، واستكبر عليه مثل / زر بن سدوس فما كاد يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في موقفه الرائع، تحفه القلوب، وتحوطه العيون، حتى دب الحسد في قلبه، وملأ الخوف فؤاده، ثم قال لمن معه : " إني لأرى رجلا ليملكن رقاب العرب، والله لا أجعله يملك رقبتي أبدا " ثم توجه إلى بلاد الشام، وحلق رأسه وتنصر .
وأما / زيد والآخرون، فقد كان لهم شأن آخر، فما إن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته، حتى وقف / زيد الخيل رضي الله عنه، بين جموع المسلمين، وقف بقامته الممشوقة، وأطلق صوته الجهير وقال : ( يا محمد، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله )
~¤ô زيد الخير ô¤~
أقبل النبي صلى الله عليه وسلم على / زيد الخيل رضي الله عنه ثم قال : " من أنت ؟ " قال رضي الله عنه : ( أنا / زيد الخيل بن مهلهل ) فقال صلى الله عليه وسلم : " بل أنت / زيد الخير، لا / زيد الخيل، الحمد لله الذي جاء بك من سهلك وجبلك، ورقق قلبك للإسلام ".
فعُرف بعد ذلك بــ ( زيد الخير ) رضي الله عنه ثم أسلم مع / زيد رضي الله عنه جميع من صحبه مِن قومه ثم مضى به النبي صلى الله عليه وسلم، إلى منزله، ومعه / عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولفيف من الصحابة رضي الله عنهم، فلما بلغوا البيت طرح النبي صلى الله عليه وسلم لــ / زيد متكأ فعظم عليه أن يتكئ في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أنه لم يمضى على إسلامه سوى نصف ساعة، أو ربع ساعة، وقال : ( والله يا رسول الله، ما كنت لأتكئ في حضرتك ) ورد المتكأ وما زال يعيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يرده، ولما استقر بهم المجلس، قال صلى الله عليه وسلم لــ / زيد الخير رضي الله عنه : " يا / زيد ما وصف لي رجل قط، ثم رأيته، إلا كان دون ما وصف، إلا أنت ".
ثم قال صلى الله عليه وسلم : " يا / زيد، إن فيك خصلتين، يحبهما الله ورسوله " قال رضي الله عنه : ( وما هما يا رسول الله ؟ ) قال صلى الله عليه وسلم : " الأناة والحلم " فقال / زيد الخير رضي الله عنه وكله أدب : ( الحمد لله الذي جعلني على ما يُحب الله ورسوله ) ثم التفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال رضي الله عنه : ( يا رسول الله، أعطني ثلاثمائة فارس، وأنا كفيل لك، بأن أغير بهم على بلاد الروم، وأنال منهم ) فأكبر النبي صلى الله عليه وسلم، همته هذه، وقال له : " لله درك يا / زيد، أي رجل أنت ؟ ".
~¤ô وباء المدينة ô¤~
لما هم / زيد رضي الله عنه بالرجوع إلى بلاده في نجد ودعه النبي صلى الله عليه وسلم، وقطع له فيد وأرضين معه وكتب له بذلك وقال بعد أن ودعه : " أي رجل هذا ؟ كم سيكون له من الشأن، لو سلم من وباء المدينة ".
وكان في المدينة أوبئة، وكانت آنئذ موبوءة بالحمى، فما إن برحها / زيد الخير رضي الله عنه حتى أصابته، فقال لمن معه : ( جنبوني بلاد قيس، فقد كانت بيننا وبينهم حماقات من حماقات الجاهلية، ولا والله لا أقاتل مسلما حتى ألقى الله عز وجل ) وتابع / زيد الخير رضي الله عنه سيره نحو ديار أهله في نجد، على الرغم من أن وطأة الحمى كانت تشتد عليه ساعة بعد أخرى .
~¤ô وفاته ô¤~
كان / زيد الخير رضي الله عنه يتمنى أن يلقى قومه، وأن يكتب الله لهم الإسلام على يديه، وطفق يسابق المنية، والمنية تسابقه، لكنها ما لبِثت أن سبقته، فلفظ أنفاسه الأخيرة في بعض الطريق، ولم يكن بين إسلامه وموته متسع لأن يقع في ذنب .