الحدود في الإسلام

إن الحدود في الإسلام إنما هي (زَوَاجـِرُ وجَوَابــِر) كما يقول العلماء؛ (زواجر) لتزجُرَ بعضًا مِن مَرضَى النفوس عن أن تطأ نفوسُهُم المعاصي، و(جوابر) تجبُرُ لمن عصى.. ذنبَهُ عند الله تعالى، فقصة ماعز رضي الله عنه توضح سبيل التوبة الذي رفع قدر التائب، وأعلى مقام التائه المدرك لذنبه والعائد إلى ربه، وذلكم بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم حين اختلف الصحابة رضي الله عنهم في ماعز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جازما بتوبته موضحا لمكانته: (لقد تاب توبة لو قُسِّمَت بين أمةٍ لَوَسِعَتْهُم) رواه الشيخان.

فالحدود إنما جاءت تربية نفسية وإعدادا اجتماعيا لأمة ينبغي أن تقي نفسها من الانحدار في تلك السوءات.

ما جاءت الحدود في الإسلام انتقامًا ولا تَشَفِّـيًا، بل جاءت الحدود بعد استكمال الشروط، ولم تأتِ الحدود في مُبتَدَئ الأمور وعند بداية تنزيل هذا الدين، ومن هنا نرى بأن تنزيل أحكام الحدود كانت متأخرة وآياتها مَدَنيّة، وذلك إثرَ اكتمال قيام الدولة التي تقيم الحق، وتحكم بالعدل، وتنصف المظلوم، وتأخذ على يد الظالم، وتتكفل بالكفاية لمواطنيها، وتتعهد برعاية أبناء مجتمعها.

فهذا أمير المؤمنين رضي الله عنه يوم لم تكن البيئة الراعية للإنسان تحميه من أن ينزلق في خطر السرقة، إذا به وجد بأن حد السرقة لم يبلغ مقصده الشرعي، فلذلك لم يطبق ذلك الحد، وليس إيقاف سيّدنا عمر للحَدّ.. مَنعًا مِن إقامته، لأن مَن أبطلَ حَدًّا مِن حدود الله تقصيرا.. يكون قد ارتكب موبقة من أعظم الموبقات، ومن أبطله إنكارا.. أدخل نفسَهُ في حَيِّزِ الكفر، لأنه أنكر ما أنزله الله تعالى في مُحكَمِ التنزيل.

أفيمكن أن نتصور أن أمير المؤمنين يُتَّهَمُ بواحدة من هاتين الشنيعتين؟!!..
إنما تألّقَ عمرُ رضي الله عنه بفقهه الأعظم ونظره الأسلم، فرأى بأن هذا الحد لم يستكمل شروطَهُ، ولم يستكمل آليات تنفيذه، إذ تنفيذه لا يمكن أن يكون في بيئة انتشرت فيها مجاعةٌ، وعُطِّلَتْ فيها أرزاقٌ، وصارَ الناسُ بمَسِيسِ الحاجة إلى الطعام والشراب، وقامَ بعضٌ مِن تُجّار الحروب ومُستَغِلّي الأزَمَات، فلم يُعطُوا العُمّالَ أجورَهُم، فسيّدنا عمر هنا إنما حذر أولئك الذين لم يُعطُوا الأجور، إن لم تعطوهم أجورَهُم وتُوَزِّعُوا عليهم في وقتِ الأزمات فسأجلدكم أنتم كذلك.

ومِن هنا نقول للذين يريدون اليوم أن يأتوا إلى ما يُسَمَّى بالهجوم على الإسلام قائلين بأن هذا الإسلام مُتَخِلّفٌ، أوّل شيء يريد أن يرجُمَ الزّاني، وأن يقطعَ يد السارق، وأن يقتصَّ الرقاب:

لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله عز وجل) رواه ابن ماجة.

وانظروا إلى التشبيه، لأن إقامة الحد فيه تنظيفٌ للمجتمع، وكما تعلمون بأن ركائز إقامة المجتمع إنما هي: (الزمان، والمكان، والإنسان)، فإذا كان الإنسان مُعطلا عن استغلال المكان واستغلال الزمان، لا يمكن أن تُقامَ حضارةٌ، ولا بد من أن يكون تكاتُفٌ ما بين هذه العناصر الثلاثة، فالإنسان إذا كان مُعَطَّلًا عن أداء مُهِمَّتِهِ بأن كان منحرفا شاذا يُعَطِّلُ حركة الحياة من خلال استهتاره بالناس أو قطعه للطرقات أو استبداده بالآخرين، فهذا طاغوت، لا ينبغي أن يبقى قائما طغيانُهُ على الإطلاق، سواءٌ أكان طاغوتا في الزنا، أو طاغوتا في السرقة، أو طاغوتا في الربا.
إن الحدود في الإسلام إنما هي (زَوَاجـِرُ وجَوَابــِر) كما يقول العلماء؛ (زواجر) لتزجُرَ بعضًا مِن مَرضَى النفوس عن أن تطأ نفوسُهُم المعاصي، و(جوابر) تجبُرُ لمن عصى.. ذنبَهُ عند الله تعالى، فقصة ماعز رضي الله عنه توضح سبيل التوبة الذي رفع قدر التائب، وأعلى مقام التائه المدرك لذنبه والعائد إلى ربه، وذلكم بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم حين اختلف الصحابة رضي الله عنهم في ماعز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جازما بتوبته موضحا لمكانته: (لقد تاب توبة لو قُسِّمَت بين أمةٍ لَوَسِعَتْهُم) رواه الشيخان. فالحدود إنما جاءت تربية نفسية وإعدادا اجتماعيا لأمة ينبغي أن تقي نفسها من الانحدار في تلك السوءات. ما جاءت الحدود في الإسلام انتقامًا ولا تَشَفِّـيًا، بل جاءت الحدود بعد استكمال الشروط، ولم تأتِ الحدود في مُبتَدَئ الأمور وعند بداية تنزيل هذا الدين، ومن هنا نرى بأن تنزيل أحكام الحدود كانت متأخرة وآياتها مَدَنيّة، وذلك إثرَ اكتمال قيام الدولة التي تقيم الحق، وتحكم بالعدل، وتنصف المظلوم، وتأخذ على يد الظالم، وتتكفل بالكفاية لمواطنيها، وتتعهد برعاية أبناء مجتمعها. فهذا أمير المؤمنين رضي الله عنه يوم لم تكن البيئة الراعية للإنسان تحميه من أن ينزلق في خطر السرقة، إذا به وجد بأن حد السرقة لم يبلغ مقصده الشرعي، فلذلك لم يطبق ذلك الحد، وليس إيقاف سيّدنا عمر للحَدّ.. مَنعًا مِن إقامته، لأن مَن أبطلَ حَدًّا مِن حدود الله تقصيرا.. يكون قد ارتكب موبقة من أعظم الموبقات، ومن أبطله إنكارا.. أدخل نفسَهُ في حَيِّزِ الكفر، لأنه أنكر ما أنزله الله تعالى في مُحكَمِ التنزيل. أفيمكن أن نتصور أن أمير المؤمنين يُتَّهَمُ بواحدة من هاتين الشنيعتين؟!!.. إنما تألّقَ عمرُ رضي الله عنه بفقهه الأعظم ونظره الأسلم، فرأى بأن هذا الحد لم يستكمل شروطَهُ، ولم يستكمل آليات تنفيذه، إذ تنفيذه لا يمكن أن يكون في بيئة انتشرت فيها مجاعةٌ، وعُطِّلَتْ فيها أرزاقٌ، وصارَ الناسُ بمَسِيسِ الحاجة إلى الطعام والشراب، وقامَ بعضٌ مِن تُجّار الحروب ومُستَغِلّي الأزَمَات، فلم يُعطُوا العُمّالَ أجورَهُم، فسيّدنا عمر هنا إنما حذر أولئك الذين لم يُعطُوا الأجور، إن لم تعطوهم أجورَهُم وتُوَزِّعُوا عليهم في وقتِ الأزمات فسأجلدكم أنتم كذلك. ومِن هنا نقول للذين يريدون اليوم أن يأتوا إلى ما يُسَمَّى بالهجوم على الإسلام قائلين بأن هذا الإسلام مُتَخِلّفٌ، أوّل شيء يريد أن يرجُمَ الزّاني، وأن يقطعَ يد السارق، وأن يقتصَّ الرقاب: لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله عز وجل) رواه ابن ماجة. وانظروا إلى التشبيه، لأن إقامة الحد فيه تنظيفٌ للمجتمع، وكما تعلمون بأن ركائز إقامة المجتمع إنما هي: (الزمان، والمكان، والإنسان)، فإذا كان الإنسان مُعطلا عن استغلال المكان واستغلال الزمان، لا يمكن أن تُقامَ حضارةٌ، ولا بد من أن يكون تكاتُفٌ ما بين هذه العناصر الثلاثة، فالإنسان إذا كان مُعَطَّلًا عن أداء مُهِمَّتِهِ بأن كان منحرفا شاذا يُعَطِّلُ حركة الحياة من خلال استهتاره بالناس أو قطعه للطرقات أو استبداده بالآخرين، فهذا طاغوت، لا ينبغي أن يبقى قائما طغيانُهُ على الإطلاق، سواءٌ أكان طاغوتا في الزنا، أو طاغوتا في السرقة، أو طاغوتا في الربا.