سُورةُ المُدَّثِرِ على الخلق أمر التِسْعَةَ عَشَرَ 19
عند دراسةِ العددِ 19 فلابدَّ وأنْ نُعَرِّجَ إلى سُورة المُدَّثِر والتي ذُكِرَ فيها هذا العددُ صراحةً في الآيةِ 30 : {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}. من المعْلُومِ أنَّ التدثرَ هو تبطُّنٌ، ومنها اشتُقتْ كلمةُ (البطَّانيَّة). وسنجِدُ فيما يلي أنَّ هذه السُورةَ تحملُ في آياتِها الكثيرَ من أسرارِ الخلقِ المُبطنة ...
يأيُّها الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ {5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ {6} وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ {7} فَإِذَا نُقِرَ فِى النَّاقُورِ {8} فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ {9} عَلَى الْكَافِرينَ غَيْرُ يَسِيرٍ {10} ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا {11} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا {12} وَبَنِينَ شُهُودًا {13} وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا {14} ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ {15} كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا {16} سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا {17} إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ {18} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {19} ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {20} ثُمَّ نَظَرَ {21} ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ {22} ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ {23} فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ {24} إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ {25} سَأُصْلِيهِ سَقَرَ {26} وَمَاأَدْرَاكَ مَاسَقَرُ {27} لَا تُبْقى وَلَا تَذَرُ {28} لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ {29} عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ {30} وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِيمَانَاً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ والكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا، كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ، وَيَهْدى مَن يَشَاءُ، وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ، وَمَا هِىَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ {31} كَلَّا وَالْقَمَرِ {32} والَّيلِ إِذْ أَدْبَرَ {33} وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ {34} إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ {35} نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ {36}
ترتيبُ السُورةِ 74 وسُنبيِّنُ أنَّ الرقمَ 4 يعني الكتاب وأنَّ الرقمَ 7 يعني الأمر فيكونُ العددُ المركبُ 74 بمعنى كتاب الأمر ... فما هو هذا الأمر المكتوب المُبطَنُ في المُدَّثِرِ؟ نقول أنَّ الأمرَ المكتوبَ هو كلمةُ "عَلَيهَا" من قولِهِ تعالى في الآيةِ 30 : {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} ... وأفَصِّلُ فيما يلي :
هذه الآيةُ المُميَّزةُ تتكونُ من 3 كلماتٍ: {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ 30 } إذ ذُكِرَ العدد 19 ولم يذْكُرْ في أيِّ موضعٍ آخر من المُصحفِ. ولقد قيلَ الكثيرُ عن هذا العددِ وعن المقصودِ بـ {عَلَيهَا} وإلامَ الضميرُ بـ {عَلَيهَا}.
إنَّ المقصودَ هو: أنَّ على آياتِنا القُرآنيَّةِ من حيثُ ترتيبِ السُورِ وترتيبِ النزولِ وترتيبِ الآياتِ والكلماتِ والأحرفِ، بل على القُرآنِ كلِّه، وعلى آياتِنا الكونيَّةِ من سمواتٍ وأراضين، وعلى كُلِّ الخلقِ أحياءً وأمواتاً، وعلى حياتِهم ومَمَاتِهم أفراداً وجَمَاعاتٍ وأُمَماً .... على كُلِّ ذلك أمرُ عددِ العبوديَّةِ 19 ... أمرُ السُجُودِ للهِ الواحدِ الأحدِ ... فالسُجُودُ سِرُ الوجُود ....
فكلمةُ (علَى) هنا تعني الأمر والعلو والهيمنة كأنْ تقولَ (عَلىَّ دينٌ) و (عَليك فعلُ ذلك) و (عَلينا أميرٌ). فالجدالُ حول عودةِ الضميرِ في {عَلَيهَا} أو {عِدَّتَهُم} من الآيةِ 31 إلى سقرٍ أو إلى الملائكةِ الكرامِ أو إلى غيرِ ذلك من أقوالِ المُفسرين ما هو إلَّا تحصيلُ حاصلٍ. فالضميرُ يعودُ عليهم كلُّهم ... وبلا استثناءٍ ... فنحنُ أمامَ إحدى الكُبرِ... فهي تلوحُ أمامَ البشرِ ... وفى كُلِّ أمر ...
فبالنسبةِ للقرآنِ أجْمعه نجدُ في مطلعِهِ أي عليهِ {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} المُكونةُ من 19 حرفاً ...
وبالنسبةِ للسُورِ فعلى كُلِّ منها {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} المُكونةُ من 19 حرفاً ...
وبالنسبةِ لنزول القرآنِ كلِّه زَمَنياً فإنَّ أوَّل قُرآنٍ نزلَ منه هو الـ 19 كلمةً من سُورةِ العلق: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ {3} الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإنسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ {5} ... والسورةُ تتكون من 19 آية أيضاً، وقد تكلمنا بالتفصيلِ عن سورةِ العلقِ وأمرِ الـ 19 ...
وبالنسبةِ لآياتِ اللهِ تعالى الكونيةِ فإنَّ آيتي الشمسِ والقمرِ مُرتبِطتانِ فلكِيَّاً بالعددِ 19 ...
وبالنسبةِ لجميع شؤون المسلمين فيقولُ الحديثُ النبويُ الشريفُ : كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبْدأ فيه "بسم الله الرحمن الرحيم" فهو أقطعُ. فأمرُ التسعةَ عشرَ مُمَثلاً بالبسملةِ وأحرفها الـ 19 على (أي في بدايةِ) جميعِ أعمالِ المسلمينَ كالوضوءِ والطعامِ واللباس والزواج ...
ولكن لماذا اخترتُ الآيةَ 30 وحَدَدْتُ ومَيَّزْتُ كلمةَ "عليها" بأنَّها أمرُ الكتابِ من دونِ الكلماتِ الأخرى في السُورةِ؟ الجوابُ نَتْرُكُهُ للتفصيلِ الحسابيِّ الغير منشور ولكن نُشيرُ هنا إلى بعض الملاحظات:
• الآياتُ من 1 إلى 30 تتميزُ بالقصرِ الشديدِ إلى أنْ نُوَاجَهَ بالآيةِ 31 والتي تُعتبرُ أطولَ آيةٍ في المُصحفِ (مقارنةً بطولِ الآياتِ الأخرى في السُورةِ) ...
• الآياتُ من 1 إلى 30 تتميزُ بأسلوبِها المكيِّ على عكسِ الآيةِ 31 التي تذْكُر الذين أوتوا الكتابَ والمنافقين وهو أسلوب الآياتِ المدنيَّةِ! بل إنَّ الآيةَ 31 مدنيَّة على غير الآياتِ المكيَّةِ الأخرى ...
• ذُكِرَ العددُ 19 صراحة في الآيةِ 30 ولم يُذكر في أيِّ موضعٍ آخر من المُصحفِ الشريفِ ...
• عدد كلماتِ الآيةِ 31 هو 57 كلمة وهذا العددُ هو نفسهُ 3 × 19 والذي هو مِحورُ السورةِ ...
الملاحظاتُ أعلاهُ والتغيراتُ المفاجئةُ التي أحدثتها الآية الطويلةُ 31 تجعلُ من الواجبِ التأمل والتوقف عند الآيةِ 30 للنظرِ والتأملِ ولهذا فهيَّ – أيْ الآية 30 – غَايةٌ في التميُّز، وما جُعِلَ هذا التميُّزُ إلَّا لحِكْمةٍ ربَّانيَّة آن أوانها. فعلى سبيلِ المثالِ لو كنتَ تمشي على أرضٍ رمليَّةٍ مستويَّةٍ ثُمَّ وجدتَ نفسَك أمامَ كتلةٍ صخريَّةٍ مُرتفعةٍ فلابدَّ من أنْ تتوقفَ وتتأملَ فتنظرَ أمامكَ وخلفكَ وتتساءَلَ عن سببِ وجُودِ هذه الكتلةِ الصخريَّةِ هنا دون غيرِها من الأماكن! ولله ولآياته المثل الأعلى ...
كان ما ذكرناهُ للتوِ أعلاهُ يخص ترتيبِ السُورةِ 74 والذي يعني ( كتابَ الأمر) وقلنا أنَّ الأمرَ المكتوبَ مُبطنٌ في كلمةِ "عليها" من الآيةِ 30 ... وفيما يلي نضيفُ دليلاً آخر على ما نقول به ...
لسُورةِ المُدَّثِر لدينا :
ترتيب السورة + عدد كلماتها + عدد أحرفها + عدد آياتها =
74 + 252 + 1024 + 56 = 1406
فما هو العدد 1406؟ إنُّه ترتيبُ السورةِ 74 مضروباً في رمزِ العبوديةِ 19:
1406 = 4 7 × 9 1
ولأنَّ الرقمَ 4 يعني كتاب والرقمَ 7 يعني أمر، والرقمَ 9 يعني سجود، والرقمَ 1 يعني "الواحد" سبحانه كما بيناه في مقالات منفصلة، فيكونُ لدينا :
1406 = 4 7 × 9 1
1406 = 4 كتاب 7 (أمر) × 9 السجود للواحد 1
بعبارةٍ أخرى فإحصاءات سورةِ المدثر تقول : كتابُ الأمرِ هو السجودُ للواحدِ ...
سُورةُ المُدَّثِرِ وتفصِيلَ الآياتِ
قلنا إنَّ المقصودَ بقولهِ تعالى من سورةِ المُدثرِ {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ 30 } هو : أنَّ على آياتِنا القُرآنيَّةِ من حيثُ ترتيبِ السُورِ وترتيبِ النزولِ وترتيبِ الآياتِ والكلماتِ والأحرفِ، بل على القُرآنِ كلِّه، وعَلى آياتِنا الكونيَّةِ من سمواتٍ وأراضينَ، وعَلى كُلِّ الخلقِ أحياءً وأمواتاً، وعَلى حياتِهم ومَمَاتِهم أفراداً وجَمَاعاتٍ وأُمَماً .... عَلى كُلِّ ذلك أمرُ عددِ العبوديَّةِ 19 .... أمرُ السُجُودِ للهِ الواحدِ الأحدِ ... فالسُجُودُ سِرُ الوجُود ...
ثم في الآياتِ 32 – 36 يُقسِمُ عزَّ وجلَّ بالآياتِ الكونيَّة : ....
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ، وَمَا هِىَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ {31} كَلَّا وَالْقَمَرِ، والَّيلِ إِذْ أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ،
إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ، نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ {المُدَّثِر: 32 – 36}
ويعودُ الضميرُ في {إحْدَى الكُبَرِ} بطبيعةِ الحالِ إلى العددِ 19 لِما ذكرناه أعلاه بِمعنى أنَّ إحدى الكُبَرِ
هو سِّرُّ الـ 19 الرامزُ للعبوديَّة ...
كذلك فالإنذارُ يبدأُ من أولِ السورةِ {يأيُّهَا المُدَّثِر ... قُمْ فأنْذِرْ } وهو إنذارٌ كَونيٌّ لأنَّ مادةَ القسمِ كَونيَّةٌ : القمرُ والليلُ إذ أدبرَ والصبحِ إذا أسفرَ إنَّها {لَإِحْدَى الْكُبَرِ} ...
وهذا الإنذارُ للبشرِ كلِّهمُ وليس لطائفةٍ منهم لأنَّ كلمةَ البَشَرِ تكررتْ في 4 مواضعَ في السورة قُبيلَ وبعد ذِكرِ العددِ 19 ...
فكيف يكونُ هذا الأمرُ الكبيرُ المُبْطنُ في المُدَّثِر (أي سِّرُّ العددِ 19) نذيراً للبشرِ كافةً؟ وما هي أسرارُ الأعدادِ 12 و 456؟
الأمرُ الكبير المُبْطن في المدَّثرِ للبشر كَافَّة وسِّرّ العددين 456 و 12
نبدأ بحثنا عن الإجابةِ من الآيتينِ 35 و 36 :
إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ، نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ
في سُورةِ المدثرِ يُوجَدُ (ألف مد=119، ل=104، ن=78، ذ=25، ياء منقوطة=62، ر=68، ألف قطع=43، ح=10، د=26، ياء غير منقوطة=10، ك=44، ب= 32، ء=9، ت=36، ش=14، م=71، س= 22، و= 63، ق=25، م=71، هـ=36).
بِجَمعِ أحرفِ (النذير) و ( إحدى الكبر) نجِدُ أنَّهم متساوون!
هذا التساوي بِحدِّ ذاتِهِ يحملُ الكثيرَ من الإعجازِ لأنَّ الترادفَ الُّلغوي بين (النذيرِ) و (إحدى الكبرِ) يدلُ على أنَّ الترادفَ (التساوي) الحِسَابيَّ ليس مُجردَ صُدفةً رقَميَّةً بل له ما يشيرُ له نصِّياً.
يزيدُ الإعجازُ بلاغةً إذا عَلِمْتَ أنَّهم يُساوون 456 ...
وهذا العددُ 456 هو الذي قال عنه مركز (نون) للدراساتِ القُرآنيَّة أنَّه ميزانٌ تاريخيٌّ وأنَّه مرتبطٌ بنشأةِ الأُمَم وبزوالِها .... وأضيفُ هُنا أنَّ الأُمَم كلَّها هي المرتبطةَ والخاضعةَ لهذا الميزانِ التاريخيِّ وليس العكس ....
بل إنَّ خلقَ السمواتِ والأرضَ مرتبطٌ بهذا العدد! وقد بيَّنا في مكانٍ آخر من هذا البحث أنَّ هذا العدد يعني :
التسْخِّير 6 آيات 5 الكتاب 4
ومعنى هذه الجملةِ هو أنَّ الخَلقٌ مُسَخَّرٌ لشيءٍ، وهذا الشيءِ هو سَببُ وجُودِه وخَلقِه، وهو آيةُ الكتاب. هذا التسخِّيرُ مُبطنٌ في كتابِ الخلق المبين وفي كتابِ القرآن الكريم، لذا فهذا التسْخِّير آيةٌ من آياتِه تبارك وتعالى ...
قلنا إنَّ مجموعَ الأحرفِ المكونةِ لعبارةِ {إحدَى الكُبر} في السُورةِ يُساوى 456 ولأنَّ 456 = 24 × 19
فيكون لدينا:
{إحدَى الكُبر} 456 = 24 × 19
ولأنَّ الرقم 4 يعني "كتاب"، والرقم 2 يعني "السِّر" ، والعددُ 19 يعني "العبودية"، فيكون لدينا :
456 = 4 2 × 19
إحدَى الكُبر هي كِتابُ سِّرِّ العبودية للواحد
فما معنى كتابةُ سِّرِ العُبُوديةِ 19 ؟
قلنا أنَّ المقصودَ بقولهِ تعالى {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ 30 } هو: أنَّ على آياتِنا القُرآنيَّةِ (كتابِ القرآن الكريم)، وعلى آياتِنا الكونيَّةِ (كتابِ الخلقِ المبين) على كُلِّ ذلك أمرُ عددِ العبوديَّةِ 19 ...
فما معنى أنَّ على القرآنِ وعلى الخلق أمرُ عددِ العبوديَّةِ 19؟
بالنسبةِ لـ (كتابِ القرآن الكريم) فإنَّ ذلك يعني أنَّ القرآنَ الكريمَ من حيثُ ترتيبِ السُورِ وترتيبِ النزولِ وترتيبِ الآياتِ والكلماتِ والأحرفِ والمواضيعِ والقصصِ يتبعُ منظومةً حسابيةً قائِمَةٌ على أساسِ عددِ العبوديَّةِ 19 ...
وبالنسبةِ لـ (كتابِ الخلقِ المبين) فإنَّ ذلك يعني أنَّ آياتَنا الكونيَّةَ من سمواتٍ وأراضينَ، و كُلَّ الخلقِ أحياءً وأمواتاً، أفراداً وجَمَاعاتٍ وأُمَماً ... كُلِّ ذلك يتبعُ منظومةً حِسَابيةً قائِمَةٌ على أساسِ عددِ العبوديَّةِ 19 ...
فما معنى أنَّ الآياتِ الكونيةَ قائمةٌ على أساسِ عددِ العبوديَّةِ 19؟ المعنى بطبيعةِ الحالِ أنَّ الآياتِ الكونيةَ تتبعُ قوانينَ ونواميسَ مرتبطةٌ بالعددِ 19 . والدليلُ على هذا هو ورودُ ذِكْرِ آياتِ القمرِ والشمسِ وحَرَكتِهِمَا {أَدْبَرَ، أَسْفَرَ } قُبَيلَ ذِكْرِ {إحْدَى الكُبَرِ} ونعلم من الفلكيينَ أنَّ حركةَ الشمسِ والقمرِ تتبعُ نظاماً له علاقةٌ أزليةٌ بالعدد 19 ...
فآيتا الشمسِ والقمرِ مُرتبِطتانِ فلكِيَّاً بالعددِ 19 . ولأنَّ آيةَ القمرِ مُرتبطةٌ بالعدد 12 وكذلك آية الشمس،
فيكون مجموع ءايتا الشمس والقمر هو 12 + 12 = 24 ... وبهذا يكون لدينا :
456 = 19 × 4 2
إحدَى الكُبر هي عبودية ءايتا الشمس والقمر
ومعنى عبوديةِ ءَايتي الشمسِ والقمرِ هو أنَّ ءايتي الشمسِ والقمرِ تتبعانِ نظامَ العددِ 19، كما هو حال كلِّ شيءٍ آخر ... بل إنَّ ذلك هو عبادةُ وتسبيحُ الشمسِ والقمر. فنحن البشرَ نُسبحُ ونعبدُ الله تبارك وتعالى وفقَ أوامرَ محددة، وكذلك هو حال الشمس والقمر يعبدُانِ الله وفقَ قوانينَ مُحددة ...
ولكن لماذا قُلنا أنَّ آيتي الشمس والقمرِ مُرتبطتانِ بالعدد 12؟ لنبحث عن الإجابةِ فيما يلي ...
يقول التنزيلُ العزيز في سُورةِ التوبة {3×3}:
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِى كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ {التوبة: 36}
معنى الآيةِ هو أنَّ العددَ 12 مُقدَرٌ عِنده عزَّ وجلَّ في كِتابِه (خَلْقِه) السمواتِ والأرض، أي أنَّه ليس مصادفةً أنْ يدورَ القمرُ حولَ الأرضِ 12 مرة في العامِ الهجري في الوقتِ الذي تدورُ الأرضُ حول الشمسِ دورةً واحِدةً في السَنَةِ الشمسيةِ (تقريباً) ...
ما نقوله أنَّ العددَ 12 لا يتبعُ حركة القمر .. بل إن القمر تابع للعدد 12 في دورانه حول الأرض أيْ أنَّ القمرَ خُلِقَ ليدورَ حول الأرضِ 12 مرة في السَنَة. فاللهُ عزَّ وجلَّ يُعَلمُ البشرَ الحساب إمَّا بأمر من الوحي (عدة الشهور 12، صيام الشهر 9، الحج في الشهر 12 .... الخ) أو بطريق غير مباشرٍ وذلك بأنَّ يستنبط الإنسان الحساب والعدد بما أعطاه ربه من الحواسِ والعقلِ وذلك عن طريقِ ملاحظةِ حركةِ الأجرامِ السماويةِ وتغيرِ المناخِ والفصولِ والليلِ والنهارِ وما إلى ذلك من تفصيلٍ كعددِ أصابعَ اليدِ والتي منها استوحى الإنسانُ نظامَ العدِّ العشري ...
ولِكي تتمَ عَمليَّةُ التَعَلُمِ على أكملِ وجْه، فقد جَعَلَ سُبحانَهُ الحاجة لتعَلم الحساب في الإنسانِ بحيث تكُون من الأولوياتِ في حياتِه ... فيجبُ معرفةُ والتنبؤُ بالفصولِ المَناخيَّةِ لتجنبِ البرد والقيظ ولِجَنْي المحاصيل الزراعيَّة ويجبُ حساب الأيامِ والسنين بدقة لإدارة شؤون الناس وجَمْع الضَرائب وكِتابة التارِيخ وما إلى غيرهِ من متطلباتِ تَعَلُمِ عِلْمِ الحسابِ ...
فبدأَ الإنسان قديماً بتعلم العددِ 12 لرؤيته 12 بدراً في سَنَةٍ واحِدةٍ ... ووضعَ للدائرةِ 360 درجة وللساعةِ 3600 ثانية من ملاحظتِه دورةَ الأرضِ حولَ نفسِها فيما يقاربُ ذلك من الأيامِ في سَنَة واحِدةٍ ... وتعلمَ العددَ 19 لأنَّه وجدَ أنَّ التقويمَ القمريَّ يتوافقُ مع الشمسيِّ كلَّ 19 سَنَة ... وهكذا علَّمَ سُبحانَهُ الإنسانَ العددَ والحسابَ شيئاً فشيئاً على مدارِ العُصُور. بهذا فإنَّ جميعَ علومِنا الأساسيَّةِ اليومَ هي إمَّا بأمرٍ تشريعي مُباشرٍ أو مُستوحاةٍ من الخلقِ من حولِنا ...
وحيث أنَّه كان على الإنسان الأوَّلِ تقسيم السَنَة إلى 12 قِسماً أو شهراً إمَّا بأمر تشريعيٍّ أو عن طريقِ وَحْي الطبيعةِ من حولِه المُتَمَثِلِ برؤيةِ 12 بدراً في السَنَةِ الواحِدةِ، فكان لابدَّ من تقسيمِ الليل أيضاً إلى 12 جزءاً لتكون حساباته متناغمة مع بعضِها ... ولأنَّه قسَّمَ الليلَ إلى 12 جزءاً فلابدَّ من تقسيمِ النهار إلى 12 جزءاً مماثلاً .... فكان اليومُ 24 جزءاً! بهذا التأويلِ فإنَّ ءايتا الشمسِ والقمر يُرمزُ لهما حِسابيَّاً بالعدد 24 ... وهذا يُفسرُ ما وجدناه من سُورةِ المُدَّثِر ....
وللتأكيدِ على ما سَبَقَ من تأويلٍ لمعنى العدد 24 فَلَنا القول التالي ...
إذا حسبنا جُمَّل الحروف المكونة لعبارة {عليها تسعةَ عشرَ} نجِدُ أنَّها تساوي 1221 ...
وتحسبُ هكذا :ع=70 + ل=30 + ي=10 + هـ=5 + ألف=1 + ت=400 + س=60 + ع=70 + ة=5 + ع=70 + ش=300 + ر=200 ...
وإذا حسبنا جُمَّل الحروف المكونة لعبارة (ءايتا الشمس والقمر) نجِدُ أنَّها تساوي 1221 ...
وتحسبُ هكذا : همزة=1 + ألف=1 + ي=10 + ت=400 + ألف=1 + ألف=1 + ل=30 + ش=300 + م=40 + س=60 + و=6 + ألف=1 + ل=30 + ق=100 + م=40 + ر=200 ....
أي أنَّ :
جُمَّل {عليها تسعةَ عشرَ} = جُمَّل (ءايتا الشمس والقمر) = 1221
لاحظ أنَّ العددَ 1221 مُكونٌ من التصاق العددِ 21 ومعكوسِه 12 هكذا 21 12 ويُفهمُ من هذا أنَّ أحدهما يمثلُ الشمسَ والآخرُ القمرَ وهما متعاكسانِ لأنَّ القمرَ يعكسُ ضوءَ الشمسَ على الأرضِ عندما يكونُ القمر في الناحية البعيدة من الشمس ...
أنظرْ وتمعنْ في المعاني العظيمةِ في الآيةِ 12 من سُورةِ الإسراء والتي تؤكدُ ما قلناه للتو ...
{وجَعَلنَا الَّيلَ والنَّهارَ ءَايَتَينِ ...} أي القمرُ والشمسُ آيتان ويقابلُ كُلّ منهما الآخر، {فَمَحَوْنَا ءَايَةَ الَّيلِ وَجَعَلنا ءَايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ...} فجعلنا القمرَ مُظلماً والشمسَ مُنيرةً فهما متعاكسان {لِّتَبتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ ...} أي لتزرعوا وتحصدوا وتصحوا وتناموا وتنظموا أمورَكم وتُلبُوا متطلباتكم المُخْتلِفة على نظام آيتا الشمس والقمر وذلك لكي {وَلِتَعلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والحِسَابَ ...} بناءً على نظام وحساب آيتا الشمس والقمر {وكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلنَاهُ تَفْصِيلاً} ...
وأخيراً فإنَّ تَعَلُمَ الإنسانِ عِلْمَ الحساب إمَّا بوحيٍّ سَماوي مُباشر للأنبياء أو بوَحْى الطبيعةِ من حولِه هو المقصودُ بقولِه تَعالى من الآيةِ 31 من سُورةِ البقرة: {وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأسْمَاء كُلَّهَا} ... فهذه الأسماءُ أرقامٌ لها دلالاتٌ مُحَدَدَة لأشياءَ مُبْطنة في كتابِ الخلقِ المبين وكتابِ القرآن الكريم ... وكِلا الكِتابين قائمٌ على نَفْس الأرقام وعلى نَفْس دلالاتها ...
http://www.alraqeem3.net/
سبحانه وتعالى عما نقول علوا كبيرا
عند دراسةِ العددِ 19 فلابدَّ وأنْ نُعَرِّجَ إلى سُورة المُدَّثِر والتي ذُكِرَ فيها هذا العددُ صراحةً في الآيةِ 30 : {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ}. من المعْلُومِ أنَّ التدثرَ هو تبطُّنٌ، ومنها اشتُقتْ كلمةُ (البطَّانيَّة). وسنجِدُ فيما يلي أنَّ هذه السُورةَ تحملُ في آياتِها الكثيرَ من أسرارِ الخلقِ المُبطنة ...
يأيُّها الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ {5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ {6} وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ {7} فَإِذَا نُقِرَ فِى النَّاقُورِ {8} فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ {9} عَلَى الْكَافِرينَ غَيْرُ يَسِيرٍ {10} ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا {11} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا {12} وَبَنِينَ شُهُودًا {13} وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا {14} ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ {15} كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا {16} سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا {17} إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ {18} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {19} ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {20} ثُمَّ نَظَرَ {21} ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ {22} ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ {23} فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ {24} إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ {25} سَأُصْلِيهِ سَقَرَ {26} وَمَاأَدْرَاكَ مَاسَقَرُ {27} لَا تُبْقى وَلَا تَذَرُ {28} لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ {29} عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ {30} وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِيمَانَاً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ والكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا، كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ، وَيَهْدى مَن يَشَاءُ، وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ، وَمَا هِىَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ {31} كَلَّا وَالْقَمَرِ {32} والَّيلِ إِذْ أَدْبَرَ {33} وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ {34} إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ {35} نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ {36}
ترتيبُ السُورةِ 74 وسُنبيِّنُ أنَّ الرقمَ 4 يعني الكتاب وأنَّ الرقمَ 7 يعني الأمر فيكونُ العددُ المركبُ 74 بمعنى كتاب الأمر ... فما هو هذا الأمر المكتوب المُبطَنُ في المُدَّثِرِ؟ نقول أنَّ الأمرَ المكتوبَ هو كلمةُ "عَلَيهَا" من قولِهِ تعالى في الآيةِ 30 : {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} ... وأفَصِّلُ فيما يلي :
هذه الآيةُ المُميَّزةُ تتكونُ من 3 كلماتٍ: {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ 30 } إذ ذُكِرَ العدد 19 ولم يذْكُرْ في أيِّ موضعٍ آخر من المُصحفِ. ولقد قيلَ الكثيرُ عن هذا العددِ وعن المقصودِ بـ {عَلَيهَا} وإلامَ الضميرُ بـ {عَلَيهَا}.
إنَّ المقصودَ هو: أنَّ على آياتِنا القُرآنيَّةِ من حيثُ ترتيبِ السُورِ وترتيبِ النزولِ وترتيبِ الآياتِ والكلماتِ والأحرفِ، بل على القُرآنِ كلِّه، وعلى آياتِنا الكونيَّةِ من سمواتٍ وأراضين، وعلى كُلِّ الخلقِ أحياءً وأمواتاً، وعلى حياتِهم ومَمَاتِهم أفراداً وجَمَاعاتٍ وأُمَماً .... على كُلِّ ذلك أمرُ عددِ العبوديَّةِ 19 ... أمرُ السُجُودِ للهِ الواحدِ الأحدِ ... فالسُجُودُ سِرُ الوجُود ....
فكلمةُ (علَى) هنا تعني الأمر والعلو والهيمنة كأنْ تقولَ (عَلىَّ دينٌ) و (عَليك فعلُ ذلك) و (عَلينا أميرٌ). فالجدالُ حول عودةِ الضميرِ في {عَلَيهَا} أو {عِدَّتَهُم} من الآيةِ 31 إلى سقرٍ أو إلى الملائكةِ الكرامِ أو إلى غيرِ ذلك من أقوالِ المُفسرين ما هو إلَّا تحصيلُ حاصلٍ. فالضميرُ يعودُ عليهم كلُّهم ... وبلا استثناءٍ ... فنحنُ أمامَ إحدى الكُبرِ... فهي تلوحُ أمامَ البشرِ ... وفى كُلِّ أمر ...
فبالنسبةِ للقرآنِ أجْمعه نجدُ في مطلعِهِ أي عليهِ {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} المُكونةُ من 19 حرفاً ...
وبالنسبةِ للسُورِ فعلى كُلِّ منها {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} المُكونةُ من 19 حرفاً ...
وبالنسبةِ لنزول القرآنِ كلِّه زَمَنياً فإنَّ أوَّل قُرآنٍ نزلَ منه هو الـ 19 كلمةً من سُورةِ العلق: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ {3} الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإنسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ {5} ... والسورةُ تتكون من 19 آية أيضاً، وقد تكلمنا بالتفصيلِ عن سورةِ العلقِ وأمرِ الـ 19 ...
وبالنسبةِ لآياتِ اللهِ تعالى الكونيةِ فإنَّ آيتي الشمسِ والقمرِ مُرتبِطتانِ فلكِيَّاً بالعددِ 19 ...
وبالنسبةِ لجميع شؤون المسلمين فيقولُ الحديثُ النبويُ الشريفُ : كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبْدأ فيه "بسم الله الرحمن الرحيم" فهو أقطعُ. فأمرُ التسعةَ عشرَ مُمَثلاً بالبسملةِ وأحرفها الـ 19 على (أي في بدايةِ) جميعِ أعمالِ المسلمينَ كالوضوءِ والطعامِ واللباس والزواج ...
ولكن لماذا اخترتُ الآيةَ 30 وحَدَدْتُ ومَيَّزْتُ كلمةَ "عليها" بأنَّها أمرُ الكتابِ من دونِ الكلماتِ الأخرى في السُورةِ؟ الجوابُ نَتْرُكُهُ للتفصيلِ الحسابيِّ الغير منشور ولكن نُشيرُ هنا إلى بعض الملاحظات:
• الآياتُ من 1 إلى 30 تتميزُ بالقصرِ الشديدِ إلى أنْ نُوَاجَهَ بالآيةِ 31 والتي تُعتبرُ أطولَ آيةٍ في المُصحفِ (مقارنةً بطولِ الآياتِ الأخرى في السُورةِ) ...
• الآياتُ من 1 إلى 30 تتميزُ بأسلوبِها المكيِّ على عكسِ الآيةِ 31 التي تذْكُر الذين أوتوا الكتابَ والمنافقين وهو أسلوب الآياتِ المدنيَّةِ! بل إنَّ الآيةَ 31 مدنيَّة على غير الآياتِ المكيَّةِ الأخرى ...
• ذُكِرَ العددُ 19 صراحة في الآيةِ 30 ولم يُذكر في أيِّ موضعٍ آخر من المُصحفِ الشريفِ ...
• عدد كلماتِ الآيةِ 31 هو 57 كلمة وهذا العددُ هو نفسهُ 3 × 19 والذي هو مِحورُ السورةِ ...
الملاحظاتُ أعلاهُ والتغيراتُ المفاجئةُ التي أحدثتها الآية الطويلةُ 31 تجعلُ من الواجبِ التأمل والتوقف عند الآيةِ 30 للنظرِ والتأملِ ولهذا فهيَّ – أيْ الآية 30 – غَايةٌ في التميُّز، وما جُعِلَ هذا التميُّزُ إلَّا لحِكْمةٍ ربَّانيَّة آن أوانها. فعلى سبيلِ المثالِ لو كنتَ تمشي على أرضٍ رمليَّةٍ مستويَّةٍ ثُمَّ وجدتَ نفسَك أمامَ كتلةٍ صخريَّةٍ مُرتفعةٍ فلابدَّ من أنْ تتوقفَ وتتأملَ فتنظرَ أمامكَ وخلفكَ وتتساءَلَ عن سببِ وجُودِ هذه الكتلةِ الصخريَّةِ هنا دون غيرِها من الأماكن! ولله ولآياته المثل الأعلى ...
كان ما ذكرناهُ للتوِ أعلاهُ يخص ترتيبِ السُورةِ 74 والذي يعني ( كتابَ الأمر) وقلنا أنَّ الأمرَ المكتوبَ مُبطنٌ في كلمةِ "عليها" من الآيةِ 30 ... وفيما يلي نضيفُ دليلاً آخر على ما نقول به ...
لسُورةِ المُدَّثِر لدينا :
ترتيب السورة + عدد كلماتها + عدد أحرفها + عدد آياتها =
74 + 252 + 1024 + 56 = 1406
فما هو العدد 1406؟ إنُّه ترتيبُ السورةِ 74 مضروباً في رمزِ العبوديةِ 19:
1406 = 4 7 × 9 1
ولأنَّ الرقمَ 4 يعني كتاب والرقمَ 7 يعني أمر، والرقمَ 9 يعني سجود، والرقمَ 1 يعني "الواحد" سبحانه كما بيناه في مقالات منفصلة، فيكونُ لدينا :
1406 = 4 7 × 9 1
1406 = 4 كتاب 7 (أمر) × 9 السجود للواحد 1
بعبارةٍ أخرى فإحصاءات سورةِ المدثر تقول : كتابُ الأمرِ هو السجودُ للواحدِ ...
سُورةُ المُدَّثِرِ وتفصِيلَ الآياتِ
قلنا إنَّ المقصودَ بقولهِ تعالى من سورةِ المُدثرِ {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ 30 } هو : أنَّ على آياتِنا القُرآنيَّةِ من حيثُ ترتيبِ السُورِ وترتيبِ النزولِ وترتيبِ الآياتِ والكلماتِ والأحرفِ، بل على القُرآنِ كلِّه، وعَلى آياتِنا الكونيَّةِ من سمواتٍ وأراضينَ، وعَلى كُلِّ الخلقِ أحياءً وأمواتاً، وعَلى حياتِهم ومَمَاتِهم أفراداً وجَمَاعاتٍ وأُمَماً .... عَلى كُلِّ ذلك أمرُ عددِ العبوديَّةِ 19 .... أمرُ السُجُودِ للهِ الواحدِ الأحدِ ... فالسُجُودُ سِرُ الوجُود ...
ثم في الآياتِ 32 – 36 يُقسِمُ عزَّ وجلَّ بالآياتِ الكونيَّة : ....
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ، وَمَا هِىَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ {31} كَلَّا وَالْقَمَرِ، والَّيلِ إِذْ أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ،
إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ، نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ {المُدَّثِر: 32 – 36}
ويعودُ الضميرُ في {إحْدَى الكُبَرِ} بطبيعةِ الحالِ إلى العددِ 19 لِما ذكرناه أعلاه بِمعنى أنَّ إحدى الكُبَرِ
هو سِّرُّ الـ 19 الرامزُ للعبوديَّة ...
كذلك فالإنذارُ يبدأُ من أولِ السورةِ {يأيُّهَا المُدَّثِر ... قُمْ فأنْذِرْ } وهو إنذارٌ كَونيٌّ لأنَّ مادةَ القسمِ كَونيَّةٌ : القمرُ والليلُ إذ أدبرَ والصبحِ إذا أسفرَ إنَّها {لَإِحْدَى الْكُبَرِ} ...
وهذا الإنذارُ للبشرِ كلِّهمُ وليس لطائفةٍ منهم لأنَّ كلمةَ البَشَرِ تكررتْ في 4 مواضعَ في السورة قُبيلَ وبعد ذِكرِ العددِ 19 ...
فكيف يكونُ هذا الأمرُ الكبيرُ المُبْطنُ في المُدَّثِر (أي سِّرُّ العددِ 19) نذيراً للبشرِ كافةً؟ وما هي أسرارُ الأعدادِ 12 و 456؟
الأمرُ الكبير المُبْطن في المدَّثرِ للبشر كَافَّة وسِّرّ العددين 456 و 12
نبدأ بحثنا عن الإجابةِ من الآيتينِ 35 و 36 :
إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ، نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ
في سُورةِ المدثرِ يُوجَدُ (ألف مد=119، ل=104، ن=78، ذ=25، ياء منقوطة=62، ر=68، ألف قطع=43، ح=10، د=26، ياء غير منقوطة=10، ك=44، ب= 32، ء=9، ت=36، ش=14، م=71، س= 22، و= 63، ق=25، م=71، هـ=36).
بِجَمعِ أحرفِ (النذير) و ( إحدى الكبر) نجِدُ أنَّهم متساوون!
هذا التساوي بِحدِّ ذاتِهِ يحملُ الكثيرَ من الإعجازِ لأنَّ الترادفَ الُّلغوي بين (النذيرِ) و (إحدى الكبرِ) يدلُ على أنَّ الترادفَ (التساوي) الحِسَابيَّ ليس مُجردَ صُدفةً رقَميَّةً بل له ما يشيرُ له نصِّياً.
يزيدُ الإعجازُ بلاغةً إذا عَلِمْتَ أنَّهم يُساوون 456 ...
وهذا العددُ 456 هو الذي قال عنه مركز (نون) للدراساتِ القُرآنيَّة أنَّه ميزانٌ تاريخيٌّ وأنَّه مرتبطٌ بنشأةِ الأُمَم وبزوالِها .... وأضيفُ هُنا أنَّ الأُمَم كلَّها هي المرتبطةَ والخاضعةَ لهذا الميزانِ التاريخيِّ وليس العكس ....
بل إنَّ خلقَ السمواتِ والأرضَ مرتبطٌ بهذا العدد! وقد بيَّنا في مكانٍ آخر من هذا البحث أنَّ هذا العدد يعني :
التسْخِّير 6 آيات 5 الكتاب 4
ومعنى هذه الجملةِ هو أنَّ الخَلقٌ مُسَخَّرٌ لشيءٍ، وهذا الشيءِ هو سَببُ وجُودِه وخَلقِه، وهو آيةُ الكتاب. هذا التسخِّيرُ مُبطنٌ في كتابِ الخلق المبين وفي كتابِ القرآن الكريم، لذا فهذا التسْخِّير آيةٌ من آياتِه تبارك وتعالى ...
قلنا إنَّ مجموعَ الأحرفِ المكونةِ لعبارةِ {إحدَى الكُبر} في السُورةِ يُساوى 456 ولأنَّ 456 = 24 × 19
فيكون لدينا:
{إحدَى الكُبر} 456 = 24 × 19
ولأنَّ الرقم 4 يعني "كتاب"، والرقم 2 يعني "السِّر" ، والعددُ 19 يعني "العبودية"، فيكون لدينا :
456 = 4 2 × 19
إحدَى الكُبر هي كِتابُ سِّرِّ العبودية للواحد
فما معنى كتابةُ سِّرِ العُبُوديةِ 19 ؟
قلنا أنَّ المقصودَ بقولهِ تعالى {عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ 30 } هو: أنَّ على آياتِنا القُرآنيَّةِ (كتابِ القرآن الكريم)، وعلى آياتِنا الكونيَّةِ (كتابِ الخلقِ المبين) على كُلِّ ذلك أمرُ عددِ العبوديَّةِ 19 ...
فما معنى أنَّ على القرآنِ وعلى الخلق أمرُ عددِ العبوديَّةِ 19؟
بالنسبةِ لـ (كتابِ القرآن الكريم) فإنَّ ذلك يعني أنَّ القرآنَ الكريمَ من حيثُ ترتيبِ السُورِ وترتيبِ النزولِ وترتيبِ الآياتِ والكلماتِ والأحرفِ والمواضيعِ والقصصِ يتبعُ منظومةً حسابيةً قائِمَةٌ على أساسِ عددِ العبوديَّةِ 19 ...
وبالنسبةِ لـ (كتابِ الخلقِ المبين) فإنَّ ذلك يعني أنَّ آياتَنا الكونيَّةَ من سمواتٍ وأراضينَ، و كُلَّ الخلقِ أحياءً وأمواتاً، أفراداً وجَمَاعاتٍ وأُمَماً ... كُلِّ ذلك يتبعُ منظومةً حِسَابيةً قائِمَةٌ على أساسِ عددِ العبوديَّةِ 19 ...
فما معنى أنَّ الآياتِ الكونيةَ قائمةٌ على أساسِ عددِ العبوديَّةِ 19؟ المعنى بطبيعةِ الحالِ أنَّ الآياتِ الكونيةَ تتبعُ قوانينَ ونواميسَ مرتبطةٌ بالعددِ 19 . والدليلُ على هذا هو ورودُ ذِكْرِ آياتِ القمرِ والشمسِ وحَرَكتِهِمَا {أَدْبَرَ، أَسْفَرَ } قُبَيلَ ذِكْرِ {إحْدَى الكُبَرِ} ونعلم من الفلكيينَ أنَّ حركةَ الشمسِ والقمرِ تتبعُ نظاماً له علاقةٌ أزليةٌ بالعدد 19 ...
فآيتا الشمسِ والقمرِ مُرتبِطتانِ فلكِيَّاً بالعددِ 19 . ولأنَّ آيةَ القمرِ مُرتبطةٌ بالعدد 12 وكذلك آية الشمس،
فيكون مجموع ءايتا الشمس والقمر هو 12 + 12 = 24 ... وبهذا يكون لدينا :
456 = 19 × 4 2
إحدَى الكُبر هي عبودية ءايتا الشمس والقمر
ومعنى عبوديةِ ءَايتي الشمسِ والقمرِ هو أنَّ ءايتي الشمسِ والقمرِ تتبعانِ نظامَ العددِ 19، كما هو حال كلِّ شيءٍ آخر ... بل إنَّ ذلك هو عبادةُ وتسبيحُ الشمسِ والقمر. فنحن البشرَ نُسبحُ ونعبدُ الله تبارك وتعالى وفقَ أوامرَ محددة، وكذلك هو حال الشمس والقمر يعبدُانِ الله وفقَ قوانينَ مُحددة ...
ولكن لماذا قُلنا أنَّ آيتي الشمس والقمرِ مُرتبطتانِ بالعدد 12؟ لنبحث عن الإجابةِ فيما يلي ...
يقول التنزيلُ العزيز في سُورةِ التوبة {3×3}:
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِى كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ {التوبة: 36}
معنى الآيةِ هو أنَّ العددَ 12 مُقدَرٌ عِنده عزَّ وجلَّ في كِتابِه (خَلْقِه) السمواتِ والأرض، أي أنَّه ليس مصادفةً أنْ يدورَ القمرُ حولَ الأرضِ 12 مرة في العامِ الهجري في الوقتِ الذي تدورُ الأرضُ حول الشمسِ دورةً واحِدةً في السَنَةِ الشمسيةِ (تقريباً) ...
ما نقوله أنَّ العددَ 12 لا يتبعُ حركة القمر .. بل إن القمر تابع للعدد 12 في دورانه حول الأرض أيْ أنَّ القمرَ خُلِقَ ليدورَ حول الأرضِ 12 مرة في السَنَة. فاللهُ عزَّ وجلَّ يُعَلمُ البشرَ الحساب إمَّا بأمر من الوحي (عدة الشهور 12، صيام الشهر 9، الحج في الشهر 12 .... الخ) أو بطريق غير مباشرٍ وذلك بأنَّ يستنبط الإنسان الحساب والعدد بما أعطاه ربه من الحواسِ والعقلِ وذلك عن طريقِ ملاحظةِ حركةِ الأجرامِ السماويةِ وتغيرِ المناخِ والفصولِ والليلِ والنهارِ وما إلى ذلك من تفصيلٍ كعددِ أصابعَ اليدِ والتي منها استوحى الإنسانُ نظامَ العدِّ العشري ...
ولِكي تتمَ عَمليَّةُ التَعَلُمِ على أكملِ وجْه، فقد جَعَلَ سُبحانَهُ الحاجة لتعَلم الحساب في الإنسانِ بحيث تكُون من الأولوياتِ في حياتِه ... فيجبُ معرفةُ والتنبؤُ بالفصولِ المَناخيَّةِ لتجنبِ البرد والقيظ ولِجَنْي المحاصيل الزراعيَّة ويجبُ حساب الأيامِ والسنين بدقة لإدارة شؤون الناس وجَمْع الضَرائب وكِتابة التارِيخ وما إلى غيرهِ من متطلباتِ تَعَلُمِ عِلْمِ الحسابِ ...
فبدأَ الإنسان قديماً بتعلم العددِ 12 لرؤيته 12 بدراً في سَنَةٍ واحِدةٍ ... ووضعَ للدائرةِ 360 درجة وللساعةِ 3600 ثانية من ملاحظتِه دورةَ الأرضِ حولَ نفسِها فيما يقاربُ ذلك من الأيامِ في سَنَة واحِدةٍ ... وتعلمَ العددَ 19 لأنَّه وجدَ أنَّ التقويمَ القمريَّ يتوافقُ مع الشمسيِّ كلَّ 19 سَنَة ... وهكذا علَّمَ سُبحانَهُ الإنسانَ العددَ والحسابَ شيئاً فشيئاً على مدارِ العُصُور. بهذا فإنَّ جميعَ علومِنا الأساسيَّةِ اليومَ هي إمَّا بأمرٍ تشريعي مُباشرٍ أو مُستوحاةٍ من الخلقِ من حولِنا ...
وحيث أنَّه كان على الإنسان الأوَّلِ تقسيم السَنَة إلى 12 قِسماً أو شهراً إمَّا بأمر تشريعيٍّ أو عن طريقِ وَحْي الطبيعةِ من حولِه المُتَمَثِلِ برؤيةِ 12 بدراً في السَنَةِ الواحِدةِ، فكان لابدَّ من تقسيمِ الليل أيضاً إلى 12 جزءاً لتكون حساباته متناغمة مع بعضِها ... ولأنَّه قسَّمَ الليلَ إلى 12 جزءاً فلابدَّ من تقسيمِ النهار إلى 12 جزءاً مماثلاً .... فكان اليومُ 24 جزءاً! بهذا التأويلِ فإنَّ ءايتا الشمسِ والقمر يُرمزُ لهما حِسابيَّاً بالعدد 24 ... وهذا يُفسرُ ما وجدناه من سُورةِ المُدَّثِر ....
وللتأكيدِ على ما سَبَقَ من تأويلٍ لمعنى العدد 24 فَلَنا القول التالي ...
إذا حسبنا جُمَّل الحروف المكونة لعبارة {عليها تسعةَ عشرَ} نجِدُ أنَّها تساوي 1221 ...
وتحسبُ هكذا :ع=70 + ل=30 + ي=10 + هـ=5 + ألف=1 + ت=400 + س=60 + ع=70 + ة=5 + ع=70 + ش=300 + ر=200 ...
وإذا حسبنا جُمَّل الحروف المكونة لعبارة (ءايتا الشمس والقمر) نجِدُ أنَّها تساوي 1221 ...
وتحسبُ هكذا : همزة=1 + ألف=1 + ي=10 + ت=400 + ألف=1 + ألف=1 + ل=30 + ش=300 + م=40 + س=60 + و=6 + ألف=1 + ل=30 + ق=100 + م=40 + ر=200 ....
أي أنَّ :
جُمَّل {عليها تسعةَ عشرَ} = جُمَّل (ءايتا الشمس والقمر) = 1221
لاحظ أنَّ العددَ 1221 مُكونٌ من التصاق العددِ 21 ومعكوسِه 12 هكذا 21 12 ويُفهمُ من هذا أنَّ أحدهما يمثلُ الشمسَ والآخرُ القمرَ وهما متعاكسانِ لأنَّ القمرَ يعكسُ ضوءَ الشمسَ على الأرضِ عندما يكونُ القمر في الناحية البعيدة من الشمس ...
أنظرْ وتمعنْ في المعاني العظيمةِ في الآيةِ 12 من سُورةِ الإسراء والتي تؤكدُ ما قلناه للتو ...
{وجَعَلنَا الَّيلَ والنَّهارَ ءَايَتَينِ ...} أي القمرُ والشمسُ آيتان ويقابلُ كُلّ منهما الآخر، {فَمَحَوْنَا ءَايَةَ الَّيلِ وَجَعَلنا ءَايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ...} فجعلنا القمرَ مُظلماً والشمسَ مُنيرةً فهما متعاكسان {لِّتَبتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ ...} أي لتزرعوا وتحصدوا وتصحوا وتناموا وتنظموا أمورَكم وتُلبُوا متطلباتكم المُخْتلِفة على نظام آيتا الشمس والقمر وذلك لكي {وَلِتَعلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والحِسَابَ ...} بناءً على نظام وحساب آيتا الشمس والقمر {وكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلنَاهُ تَفْصِيلاً} ...
وأخيراً فإنَّ تَعَلُمَ الإنسانِ عِلْمَ الحساب إمَّا بوحيٍّ سَماوي مُباشر للأنبياء أو بوَحْى الطبيعةِ من حولِه هو المقصودُ بقولِه تَعالى من الآيةِ 31 من سُورةِ البقرة: {وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأسْمَاء كُلَّهَا} ... فهذه الأسماءُ أرقامٌ لها دلالاتٌ مُحَدَدَة لأشياءَ مُبْطنة في كتابِ الخلقِ المبين وكتابِ القرآن الكريم ... وكِلا الكِتابين قائمٌ على نَفْس الأرقام وعلى نَفْس دلالاتها ...
http://www.alraqeem3.net/
سبحانه وتعالى عما نقول علوا كبيرا