إنشاء مستند
مشاهدة الكل
التغييرات الحديثة
Tariq Jahlan
تم التحديث قبل 8 ساعات
Tariq Jahlan
ry Fast Withdrawal,Funds Safety
المجتمع الهواري ما بين العروبة والأسلمة
كان المجتمع الهواري من أول المجتمعات المستعربة التي دخلت العروبة واندرجت في سياق العالم العربي منذ بداية دخول الفاطميين حيث أنهم كانوا يشكلون خط الدفاع الأول عن العروبة أمام الأسلمة التي بدت بثورة الفرس في بداية الخمسينات من القرن السابع الميلادي حيث بدا الادعاء بالعروبة مع دخول العرب القيسية إلى شمال أفريقيا مع بداية النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي ومع ظهور المجتمع العربي الجديد الذي تشكلت ملامحه أخذ في الدفاع عن ذاته بعد أمازيغية شمال أفريقيا والمحاولة للهروب أو البعد عن المشرق تلك الحركة التي بدأها عبد المؤمن بن علي الكومي مستغلاً الثورة الدينية التي قام بها المهدي ابن تومرت الصنهاجي في ثلاثينات القرن الثاني عشر الميلادي فظهر لنا المرابطين في شمال أفريقيا مناهضين للحكم الأمازيغي رافضين خلافة الأمازيغ وظهر من جهة اللواتيين على رأسهم الشيخ محمد بن يوسف الهواري جد الجعافرة فحاربوا مع القيسية ضد الترك الذين رغبوا في الاستبداد بحكم المستنصر بالله الفاطمي سنة 1062م ورغم فشلهم الذريع سنة 1073م وسيطر الأرمن بقيادة بدر الجمال على سدة الخلافة ألا أنهم لم يئسوا في تكوين دولة عربية تعمل على عدم إقصاء الهوية العربية والابتعاد عنها فظهرت بعد ذلك محاولة بدر بن سلام في سنة 1378م التي تمخض عنها أول كيان عربي في صعيد مصر كما رأينا لمؤسسها إسماعيل الأول بن مازن الهواري وكما رأينا كيف تعاون مع قرط بن عمر لإنهاء على حكم السلطان برقوق والذي ظل يحكم حتى سنة 1387م ومن بعده أتى عمر بن عبد العزيز الهواري أي عمر الأول الذي تولى حكم الدولة ولكنها قسمت بينه وبين علي بن غريب ومات عمر بعد ذلك وتولى حكم دولته ابنه محمد الأول الوشاشي الذي انتفض هو الآخر ضد حكم المماليك رافضاً سلطانهم الأعجمي فتحالف مع الطنبغا الهواري مذكراً ذلك بعمه بدر بن سلام الهواري ونرى النحالفات التي يعقدها الشيخ محمد بن عمر بن عبد العزيز الهواري مع حلفائه المسراتين الهوارة مع رماح بن فايد بن أبو الليل الذيب ويقوم رماح هذا بالتحالف مع يلبغا المجنون ضد السلطات المملوكية لكي يزعج عروشهم بل أنه يتحالف معهم غريب بن علي الهواري من ديروط لكي يعكر صفو راحتهم حتى قتل سنة 1401م على يد جنتمر بن عبد الله التركماني الذي تولى حكم بلاد الصعيد من قبل السلطان فرج بن برقوق فتولى أخيه يوسف الأول الهواري والذي ظل يؤسس في دولته الذي كان له الفضل مع الهوارة الحلفاء المسراتين في الحرب ضد تيمورلنك الذي غزا بلاد الشام الذي قام بالهجوم المغولي الثاني وكان اعصار جديد عمل على خلل توازن القوى الدولية في قارة آسيا
حتى امتدت جنوباً في سنة 1412م بعد أن طرد الكنوز من هناك وأسكن الهوارة المجلوبين الذين تسموا بعد ذلك في شمال أسوان باسم الجعافرة الذين ادعوا بعد ذلك الشرافة وهم آل دنقل وهو أحد بطون الجعافرة ومن معه من النوبيين الذين استعربوا وسكنوا بعد ذلك شمال السودان لأنهم بعد ذلك توسعوا في شمال السودان وأكبر فرع لهم الكميالاب والكميلاب ودخل الكنوز العرب في عداد النوبة وكان المجتمع الهواري ساخطاً على حكم المماليك بعد لأن تحول إلى حكم جمهوري سنة 1412م وتغير شكل المجتمع المصري من مجتمع ملكي راقي إلى مجتمع جمهوري عشوائي ونرى في رولية المقريزي عن فخر الدين بن أبي الفرج الذي سبى نساء الصعيد وجعلهن إماءاً ولا يعرف كما يقول المصدر سوء عاقبة ما فعله مما يؤكد على قوة النشاط السياسي لهذا المجتمع الرافض للتغير في النظام السياسي الجديد الذي حدث هذا ما دفع المؤيد شيخ سنة 1416م أن يحافظ على علاقات المودة مع حاكم هوارة في جرجا بالصعيد الشيخ يوسف الهواري وأخاصة أنه أمد في أزمته المالية وحافظ يوسف على هذا العهد حتى مات المؤيد شيخ سنة 1421م ومن بعده يوسف الهواري سنة 1422م
وتولى الحكم ابنه إسماعيل الأول الذي كان دائم التمرد ضد الحكام المماليك معلناً عروبته ورفضه لحكم العجم وقد تحالف مع الشيخ علي بن رماح الهواري في الحرب ضد آقبغا الجمالي الذي هاجمهم في سنة 1432م وانهزم أمامهم آقبغا الجمالي مما دفع برسباي خوفا من قوة سلطانهم أن يرسل لهم حسين الكردي مدفوعاً بكريم الدين ابن كاتب المناخ ولكن قامت محاولة استرضاء لتهدئة وفض التحالف
وعندما انفض التحالف فرضت الدولة من جديد ضرائب باهظة على الشيخ إسماعيل الهواري المهم الشيخ إسماعيل الهواري تنبه فقام بتشجيع الشيخ علي بن رماح الهواري بالسكن في حوش عيسى مع الهوارة الغماريين المتواجدين هناك لزيادة الثقل السياسي وعندما عرف بذلك برسباي رفض لهم السكن إلى البحيرة فقاموا بالثورة والتوجه جهة الصعيد للحرب ولكن هزمهم برسباي وهم في الطريق نحو الصعيد وهذا ما دفع بالقبض عليه سنة 1434م وإيداعه في سجن الكرك بالأردن ومعهه ابنه بكر الصغير جد سماعنة الشام وسيناء والشرقية والمنوفية وتولي ابن عمه يوسف بن محمد بن إسماعيل الهواري باسم يوسف الثاني الذي ثارت عليه الهوارة مطالبة بعودة إسماعيل الأول للحكم سنة 1438م في الوقت الذي اتحدا معهم هوارة بحري مطالبة بعودة الحاكم الهواري إسماعيل الأول ولكن دون جدوى عين علي الأول بن غريب حاكماً على دولة هوارة ولم يكن هوارة في هدوء بل كانوا في حرب ضد المماليك ممثلين العروبة في مهدها بل كانوا من المدافعين عنها فقووا سلطانهم بانلقلاب يوسف بن برسباي ضد جقمق ولكن الخوف الذي سيطر على بعض النفوس هو الذي دفع علي بن غريب الهواري أن يسلم الراية للمماليك من جديد والخوف من محاولة أي انقلاب لكن حادث سنة 1438م ترك أثراً عند المماليك وهو الخوف من سلطان الهوارة في صعيد مصر ولكن الخوف انقشع وعاد الميل من جديد للحرب بحضور إسماعيل بن يوسف الهواري ثانية للحكم سنة 1440م الذي استهل عهده بالحرب ضد المماليك وبالتعاون مع المسراتيين من جديد وكان قائد قواته شقيقه محمد القليعي الهواري الذي اشتدت الحرب عليه من قبل المماليك فقام بقتله المملوك سودون رجل جقمق الأول سنة 1447م وهذا ما دفع بعد هزيمة محمد القليعي أن يقبض على أخاه إسماعيل الهواري الحاكم ويسجن ثم يعدم في القاهرة سنة 1449م
وتولى عيسى الهواري شياخة عرب هوارة وكان يميل إلى الهدوء ويرغب في توسعة ملكه بالسلام السياسي مع السلطان جقمق لكي لا يلاقي مصير أخوبه الشيخان إسماعيل الهواري ومحمد الهواري لذلك مات عيسى في هدوء تاركاً الحكم لابنه سليمان بن عيسى ولكن تداخل معه ابن عمه يونس بن إسماعيل الهواري الذي تولى الحكم فأثار هو المتاعب الآخر فتغيرت السياسة المملوكية الهوارية في زمنه فقام بالتحالف مع شيخ عرب السعادي الهوارة المسراتيين محمد بن علي الهواري في سنة 1461م وقام بالانتفاضة ضد البحيرة للضغط على السلطات المملوكية لسكنهم في البحيرة والاسكندرية ولكن أعلن الولاء لأن ابن تغري بردي يقول "أن جاني بك الدويدار عاد إلى الجيزة من الصعيد وطلع إلى السلطان من غير طائل ولا حرب..." أي أنه أقر سياسة المسالمة من جديد في سنة 1462م لأن الأمور هدأت بعد ذلك في الوجه البحري على مضض منه لأن عاد من جديد في الأعوام القادمة ثائراً حتى ضاقت به السلطات المملوكية ذرعاً سنة 1467م ورغبت في غزله بعد أن هزم جيشهم بقيادة مهدي الظاهري الذي أصابه بجروح شديدة ومميتة واستطاع بعد ذلك مهدي بالتفاوض أن يقنع يونس بالنزول لابن عمه سليمان بن عيسى الهواري وأرسل بذلك إلى السلطان يلباي الذي تولى الحكم خلفاً لخشقدم الذي مات في نفس العام
ولكن من الواضح إبان سلطان خشقدم كانت الدولة المملوكية أخذت تئن من الضعف ببسب الثورات العربية الرافضة للحكم الأعجمي فلم يكن الرغبة في القتال لأن يونس الهواري تنازل طواعية مقابل إقطاع معين له فلم تعد الرغبة عارمة في الحرب هذا شجع سليمان الهواري هو الآخر أن يتحالف من جديد مع محمد بن علي الهواري ويشعل الحرب بل تتسع الوحدة لتصل إلى العرب في الشرقية في ذات اللحظة لذلك قام قايتباي بإرسال يشبك الدويدار الذي أرهب الصعيد كما يقول ابن إياس فقام بدفن الناس أحياء وشوى أناس وهذا ما جعل سليمان يعلن الولاء والطاعة من جديد ولكن يبدو أن الرغبة في تلك المرحلة الأيدلوجية هو العربنة في مواجهة الحكام الشركس فعاد سليمان من جديد منتفض على الدولة المملوكية لكنه عزل سنة 1474م فوضع بدلاً منه أخاه أحمد الأول الشهير بهمام الأول أو ما قيل عنه همام سبيه الذي وسع سلطانه ضمنت له إقطاعية البهنسا حتى وصل ملكه لسواقي موسى في الجيزة مقابل المهادنة والطاعة وتم سجن سليمان في القلعة الذي توفي في عام 1476م فثار يونس ومعه أخاه أحمد بن إسماعيل ضد ابن عمهما أحمد بن عيسى مستكثرين ملك ابن عمهما أحمد بن عيسى ومستضعفين لذلك قام يشبك الدويدار بإعلان الحرب عليهما ولكن من الواضح انهزم على يد الشيخ يونس الهواري المنتفض الذي أعلن استقلاله سنة 1476م
فعادت الحرب من جديد سنة 1477م بين يشبك الدويدار وبين الشيخ أحمد بن عيسى الهواري والذي انتهت بهزيمة الأخير وفر من وجهه الذي توفي بعد ذلك فتم القبض على يونس وأخاه أحمد سببا الفتنة وتولى يشبك الدويدار حكم الدولة الهوارية ولكن عاد يونس من جديد بعد أن فر من سجنه للحرب ضد برسباي الذي خلف يشبك في ذات العام وانهزم بر سباي أمامه ومن ضيق قايتياي من يونس هذا ولكم من الواضح انشق الصف الهواري بعد هذا الانتصار لأن يونس طمع في حكم الدولة الهوارية الضخمة فقام داوود الأول بالانقلاب عليه وهو ابن الراحل سليمان الهواري فانضم إلى برسباي فعاد يشبك سنة 1478م مقرا لحكم داوود الأول الهواري فاتصر على يونس الذي هرب من وجهه إلى بلاد النوبة واستطاع يشبك أن يقتله ويقطع رأسه ويقبض على أحمد في ذات العام ويعلقهم أحياء عند باب زويلة ويقول السخاوي أنه منظر تقشعر له الأبدان ووصفه إبن إياس بالشجاع ومات يونس وأخاه أحمد يفسر السخاوي بأن يونس هذا سنة 1466م قد جرج من قبل يشبك الدويدار لذلك كان بينهما ثأر ومن الواضح يرهب العرب لكي ينتفضوا على سلطان الدولة المملوكية ولم تهدأ الأوضاع بل قام الأمير محمد بن يونس بن إسماعيل بثورة ضد ابن عمه داوود بن سليمان الهواري فر من وجهه داوود وتولى الحكم محمد الثاني الهواري ولكن لجأ إلى اقبردي الدويدرار سنة 1483م الذي ألزمه محمد الثاني بالخلع والعودة إلى إقطاعه من جديد ولكن من الواضح أن محمد بن يونس الهواري كان مثيراً للشغب مثل أبيه وجده وكان ينتفض فانتفض للمرة الثانية سنة 1486م وتحالف هو الآخر كما يظن من قراءة المصادر من هوارة برقة مع الشيخ إبراهيم الهواري فعاد من جديد روح الثورة العربية ضد السلطان المملوكي ومن الواضح أن آل عمر الهواري كانوا منتفضين على بعضهم البعض فقد قام الأمير حسن بن أحمد بن عيسى الهواري ضد ابن عمه داوود الأول متحالفاً مع محمد بن يونس ولكن انهزما أمام داوود بمفرده الذي لم يلجأ للسلطات المملوكية كما فعل من قبل ومن الواضح أن ريان أخاه من قبل قد قتل بسبب هذا الشغب ضد ابن عمه داوود الهواري سنة 1484م وكان السر الصراعات فيما بينهم هو ميراث الراحل الشيخ همام الأول أحمد بن عيسى الذي ضاع ملكه وذهب لابن أخيه فكان الصراع بينهم على هذا النحو ما بين حسن وشقيقه من قبل ريان وابن عمهم محمد بن يونس الهواري كانت سمة الصراع هذه الفرقة بين أولاد العمومة هي التي ظهرت في الأحداث من بعد سنة 1474م لذلك يقول إبن إياس أنه خلع في سنة 1493م على داوود الأول أي أن أقر له بملكه دون عن باقي الأعياص من آل عمر البنداري ولكن انقلب عليه اقبردي بأنه قبض عليه وهو في منفلوط بأسيوط في سنة 1496م وتم إعدام داوود الأول وتولى الحكم عمه الشيخ علي بن عيسى الهواري (علي الثاني) من الواضح كما يفسر ابن إباس أن قتل داوود الثاني هذا أنه أراد أن يعلن استقلاله فتواطئ مع المماليك الجلبان ومن أهم أسباب ضعف الدولة المملوكية بسب ثوراتهم المستمرة فتواطئ مع كبيرهم جانم الاجرود لكن جانم الاجرود حاكم منفلوط ثار من بعد إعدام داوود الثاني فهرب من وجهه اقبردي إلى جرجا حيث شيخ العرب علي بن عيسى
وهناك كانت الفتنة بين إبراهيم ابن الشيخ علي بن عيسى وبين الفارس المغوار حميد بن سليمان (جد الحميدات) في سنة 1496م ضد آقبردي وانضم لحميد فيها جمع آل عمر بن عبد العزيز ضد عمهم الشيخ علي بن عيسى الهواري ولكن خشى السلطان محمد بن قايتباي فقام بإعادة تعيين اقبردي من جديد على ما هو لكي تعاد له هيبته أمام العرب فتمكن آقبردي منهم وثبت الشيخ علي بن عيسى الهواري على حكم دولة الهوارة ولكن الشيخ علي الثاني الهواري تعاون مع عرب عزالة في سنة 1498م وأعلن انتفاضة جديدة هناك استطاع رجالها هزيمة المماليك هزيمة شديدة يقول ابن إياس عنها أنها كانت كسرة قوية لهم حيث يسرد ابن إياس أنها تشبه حادث سنة 1378م الذي قامن به بدر بن سلام من هنا قويت شوكة هوارة رغم أن طومان باي المملوكي أخذهم غدراً لمولاه قنصوه الغوري
أ
طارق جهلان
مشاهدة الكل
التغييرات الحديثة
Tariq Jahlan
تم التحديث قبل 8 ساعات
Tariq Jahlan
ry Fast Withdrawal,Funds Safety
المجتمع الهواري ما بين العروبة والأسلمة
كان المجتمع الهواري من أول المجتمعات المستعربة التي دخلت العروبة واندرجت في سياق العالم العربي منذ بداية دخول الفاطميين حيث أنهم كانوا يشكلون خط الدفاع الأول عن العروبة أمام الأسلمة التي بدت بثورة الفرس في بداية الخمسينات من القرن السابع الميلادي حيث بدا الادعاء بالعروبة مع دخول العرب القيسية إلى شمال أفريقيا مع بداية النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي ومع ظهور المجتمع العربي الجديد الذي تشكلت ملامحه أخذ في الدفاع عن ذاته بعد أمازيغية شمال أفريقيا والمحاولة للهروب أو البعد عن المشرق تلك الحركة التي بدأها عبد المؤمن بن علي الكومي مستغلاً الثورة الدينية التي قام بها المهدي ابن تومرت الصنهاجي في ثلاثينات القرن الثاني عشر الميلادي فظهر لنا المرابطين في شمال أفريقيا مناهضين للحكم الأمازيغي رافضين خلافة الأمازيغ وظهر من جهة اللواتيين على رأسهم الشيخ محمد بن يوسف الهواري جد الجعافرة فحاربوا مع القيسية ضد الترك الذين رغبوا في الاستبداد بحكم المستنصر بالله الفاطمي سنة 1062م ورغم فشلهم الذريع سنة 1073م وسيطر الأرمن بقيادة بدر الجمال على سدة الخلافة ألا أنهم لم يئسوا في تكوين دولة عربية تعمل على عدم إقصاء الهوية العربية والابتعاد عنها فظهرت بعد ذلك محاولة بدر بن سلام في سنة 1378م التي تمخض عنها أول كيان عربي في صعيد مصر كما رأينا لمؤسسها إسماعيل الأول بن مازن الهواري وكما رأينا كيف تعاون مع قرط بن عمر لإنهاء على حكم السلطان برقوق والذي ظل يحكم حتى سنة 1387م ومن بعده أتى عمر بن عبد العزيز الهواري أي عمر الأول الذي تولى حكم الدولة ولكنها قسمت بينه وبين علي بن غريب ومات عمر بعد ذلك وتولى حكم دولته ابنه محمد الأول الوشاشي الذي انتفض هو الآخر ضد حكم المماليك رافضاً سلطانهم الأعجمي فتحالف مع الطنبغا الهواري مذكراً ذلك بعمه بدر بن سلام الهواري ونرى النحالفات التي يعقدها الشيخ محمد بن عمر بن عبد العزيز الهواري مع حلفائه المسراتين الهوارة مع رماح بن فايد بن أبو الليل الذيب ويقوم رماح هذا بالتحالف مع يلبغا المجنون ضد السلطات المملوكية لكي يزعج عروشهم بل أنه يتحالف معهم غريب بن علي الهواري من ديروط لكي يعكر صفو راحتهم حتى قتل سنة 1401م على يد جنتمر بن عبد الله التركماني الذي تولى حكم بلاد الصعيد من قبل السلطان فرج بن برقوق فتولى أخيه يوسف الأول الهواري والذي ظل يؤسس في دولته الذي كان له الفضل مع الهوارة الحلفاء المسراتين في الحرب ضد تيمورلنك الذي غزا بلاد الشام الذي قام بالهجوم المغولي الثاني وكان اعصار جديد عمل على خلل توازن القوى الدولية في قارة آسيا
حتى امتدت جنوباً في سنة 1412م بعد أن طرد الكنوز من هناك وأسكن الهوارة المجلوبين الذين تسموا بعد ذلك في شمال أسوان باسم الجعافرة الذين ادعوا بعد ذلك الشرافة وهم آل دنقل وهو أحد بطون الجعافرة ومن معه من النوبيين الذين استعربوا وسكنوا بعد ذلك شمال السودان لأنهم بعد ذلك توسعوا في شمال السودان وأكبر فرع لهم الكميالاب والكميلاب ودخل الكنوز العرب في عداد النوبة وكان المجتمع الهواري ساخطاً على حكم المماليك بعد لأن تحول إلى حكم جمهوري سنة 1412م وتغير شكل المجتمع المصري من مجتمع ملكي راقي إلى مجتمع جمهوري عشوائي ونرى في رولية المقريزي عن فخر الدين بن أبي الفرج الذي سبى نساء الصعيد وجعلهن إماءاً ولا يعرف كما يقول المصدر سوء عاقبة ما فعله مما يؤكد على قوة النشاط السياسي لهذا المجتمع الرافض للتغير في النظام السياسي الجديد الذي حدث هذا ما دفع المؤيد شيخ سنة 1416م أن يحافظ على علاقات المودة مع حاكم هوارة في جرجا بالصعيد الشيخ يوسف الهواري وأخاصة أنه أمد في أزمته المالية وحافظ يوسف على هذا العهد حتى مات المؤيد شيخ سنة 1421م ومن بعده يوسف الهواري سنة 1422م
وتولى الحكم ابنه إسماعيل الأول الذي كان دائم التمرد ضد الحكام المماليك معلناً عروبته ورفضه لحكم العجم وقد تحالف مع الشيخ علي بن رماح الهواري في الحرب ضد آقبغا الجمالي الذي هاجمهم في سنة 1432م وانهزم أمامهم آقبغا الجمالي مما دفع برسباي خوفا من قوة سلطانهم أن يرسل لهم حسين الكردي مدفوعاً بكريم الدين ابن كاتب المناخ ولكن قامت محاولة استرضاء لتهدئة وفض التحالف
وعندما انفض التحالف فرضت الدولة من جديد ضرائب باهظة على الشيخ إسماعيل الهواري المهم الشيخ إسماعيل الهواري تنبه فقام بتشجيع الشيخ علي بن رماح الهواري بالسكن في حوش عيسى مع الهوارة الغماريين المتواجدين هناك لزيادة الثقل السياسي وعندما عرف بذلك برسباي رفض لهم السكن إلى البحيرة فقاموا بالثورة والتوجه جهة الصعيد للحرب ولكن هزمهم برسباي وهم في الطريق نحو الصعيد وهذا ما دفع بالقبض عليه سنة 1434م وإيداعه في سجن الكرك بالأردن ومعهه ابنه بكر الصغير جد سماعنة الشام وسيناء والشرقية والمنوفية وتولي ابن عمه يوسف بن محمد بن إسماعيل الهواري باسم يوسف الثاني الذي ثارت عليه الهوارة مطالبة بعودة إسماعيل الأول للحكم سنة 1438م في الوقت الذي اتحدا معهم هوارة بحري مطالبة بعودة الحاكم الهواري إسماعيل الأول ولكن دون جدوى عين علي الأول بن غريب حاكماً على دولة هوارة ولم يكن هوارة في هدوء بل كانوا في حرب ضد المماليك ممثلين العروبة في مهدها بل كانوا من المدافعين عنها فقووا سلطانهم بانلقلاب يوسف بن برسباي ضد جقمق ولكن الخوف الذي سيطر على بعض النفوس هو الذي دفع علي بن غريب الهواري أن يسلم الراية للمماليك من جديد والخوف من محاولة أي انقلاب لكن حادث سنة 1438م ترك أثراً عند المماليك وهو الخوف من سلطان الهوارة في صعيد مصر ولكن الخوف انقشع وعاد الميل من جديد للحرب بحضور إسماعيل بن يوسف الهواري ثانية للحكم سنة 1440م الذي استهل عهده بالحرب ضد المماليك وبالتعاون مع المسراتيين من جديد وكان قائد قواته شقيقه محمد القليعي الهواري الذي اشتدت الحرب عليه من قبل المماليك فقام بقتله المملوك سودون رجل جقمق الأول سنة 1447م وهذا ما دفع بعد هزيمة محمد القليعي أن يقبض على أخاه إسماعيل الهواري الحاكم ويسجن ثم يعدم في القاهرة سنة 1449م
وتولى عيسى الهواري شياخة عرب هوارة وكان يميل إلى الهدوء ويرغب في توسعة ملكه بالسلام السياسي مع السلطان جقمق لكي لا يلاقي مصير أخوبه الشيخان إسماعيل الهواري ومحمد الهواري لذلك مات عيسى في هدوء تاركاً الحكم لابنه سليمان بن عيسى ولكن تداخل معه ابن عمه يونس بن إسماعيل الهواري الذي تولى الحكم فأثار هو المتاعب الآخر فتغيرت السياسة المملوكية الهوارية في زمنه فقام بالتحالف مع شيخ عرب السعادي الهوارة المسراتيين محمد بن علي الهواري في سنة 1461م وقام بالانتفاضة ضد البحيرة للضغط على السلطات المملوكية لسكنهم في البحيرة والاسكندرية ولكن أعلن الولاء لأن ابن تغري بردي يقول "أن جاني بك الدويدار عاد إلى الجيزة من الصعيد وطلع إلى السلطان من غير طائل ولا حرب..." أي أنه أقر سياسة المسالمة من جديد في سنة 1462م لأن الأمور هدأت بعد ذلك في الوجه البحري على مضض منه لأن عاد من جديد في الأعوام القادمة ثائراً حتى ضاقت به السلطات المملوكية ذرعاً سنة 1467م ورغبت في غزله بعد أن هزم جيشهم بقيادة مهدي الظاهري الذي أصابه بجروح شديدة ومميتة واستطاع بعد ذلك مهدي بالتفاوض أن يقنع يونس بالنزول لابن عمه سليمان بن عيسى الهواري وأرسل بذلك إلى السلطان يلباي الذي تولى الحكم خلفاً لخشقدم الذي مات في نفس العام
ولكن من الواضح إبان سلطان خشقدم كانت الدولة المملوكية أخذت تئن من الضعف ببسب الثورات العربية الرافضة للحكم الأعجمي فلم يكن الرغبة في القتال لأن يونس الهواري تنازل طواعية مقابل إقطاع معين له فلم تعد الرغبة عارمة في الحرب هذا شجع سليمان الهواري هو الآخر أن يتحالف من جديد مع محمد بن علي الهواري ويشعل الحرب بل تتسع الوحدة لتصل إلى العرب في الشرقية في ذات اللحظة لذلك قام قايتباي بإرسال يشبك الدويدار الذي أرهب الصعيد كما يقول ابن إياس فقام بدفن الناس أحياء وشوى أناس وهذا ما جعل سليمان يعلن الولاء والطاعة من جديد ولكن يبدو أن الرغبة في تلك المرحلة الأيدلوجية هو العربنة في مواجهة الحكام الشركس فعاد سليمان من جديد منتفض على الدولة المملوكية لكنه عزل سنة 1474م فوضع بدلاً منه أخاه أحمد الأول الشهير بهمام الأول أو ما قيل عنه همام سبيه الذي وسع سلطانه ضمنت له إقطاعية البهنسا حتى وصل ملكه لسواقي موسى في الجيزة مقابل المهادنة والطاعة وتم سجن سليمان في القلعة الذي توفي في عام 1476م فثار يونس ومعه أخاه أحمد بن إسماعيل ضد ابن عمهما أحمد بن عيسى مستكثرين ملك ابن عمهما أحمد بن عيسى ومستضعفين لذلك قام يشبك الدويدار بإعلان الحرب عليهما ولكن من الواضح انهزم على يد الشيخ يونس الهواري المنتفض الذي أعلن استقلاله سنة 1476م
فعادت الحرب من جديد سنة 1477م بين يشبك الدويدار وبين الشيخ أحمد بن عيسى الهواري والذي انتهت بهزيمة الأخير وفر من وجهه الذي توفي بعد ذلك فتم القبض على يونس وأخاه أحمد سببا الفتنة وتولى يشبك الدويدار حكم الدولة الهوارية ولكن عاد يونس من جديد بعد أن فر من سجنه للحرب ضد برسباي الذي خلف يشبك في ذات العام وانهزم بر سباي أمامه ومن ضيق قايتياي من يونس هذا ولكم من الواضح انشق الصف الهواري بعد هذا الانتصار لأن يونس طمع في حكم الدولة الهوارية الضخمة فقام داوود الأول بالانقلاب عليه وهو ابن الراحل سليمان الهواري فانضم إلى برسباي فعاد يشبك سنة 1478م مقرا لحكم داوود الأول الهواري فاتصر على يونس الذي هرب من وجهه إلى بلاد النوبة واستطاع يشبك أن يقتله ويقطع رأسه ويقبض على أحمد في ذات العام ويعلقهم أحياء عند باب زويلة ويقول السخاوي أنه منظر تقشعر له الأبدان ووصفه إبن إياس بالشجاع ومات يونس وأخاه أحمد يفسر السخاوي بأن يونس هذا سنة 1466م قد جرج من قبل يشبك الدويدار لذلك كان بينهما ثأر ومن الواضح يرهب العرب لكي ينتفضوا على سلطان الدولة المملوكية ولم تهدأ الأوضاع بل قام الأمير محمد بن يونس بن إسماعيل بثورة ضد ابن عمه داوود بن سليمان الهواري فر من وجهه داوود وتولى الحكم محمد الثاني الهواري ولكن لجأ إلى اقبردي الدويدرار سنة 1483م الذي ألزمه محمد الثاني بالخلع والعودة إلى إقطاعه من جديد ولكن من الواضح أن محمد بن يونس الهواري كان مثيراً للشغب مثل أبيه وجده وكان ينتفض فانتفض للمرة الثانية سنة 1486م وتحالف هو الآخر كما يظن من قراءة المصادر من هوارة برقة مع الشيخ إبراهيم الهواري فعاد من جديد روح الثورة العربية ضد السلطان المملوكي ومن الواضح أن آل عمر الهواري كانوا منتفضين على بعضهم البعض فقد قام الأمير حسن بن أحمد بن عيسى الهواري ضد ابن عمه داوود الأول متحالفاً مع محمد بن يونس ولكن انهزما أمام داوود بمفرده الذي لم يلجأ للسلطات المملوكية كما فعل من قبل ومن الواضح أن ريان أخاه من قبل قد قتل بسبب هذا الشغب ضد ابن عمه داوود الهواري سنة 1484م وكان السر الصراعات فيما بينهم هو ميراث الراحل الشيخ همام الأول أحمد بن عيسى الذي ضاع ملكه وذهب لابن أخيه فكان الصراع بينهم على هذا النحو ما بين حسن وشقيقه من قبل ريان وابن عمهم محمد بن يونس الهواري كانت سمة الصراع هذه الفرقة بين أولاد العمومة هي التي ظهرت في الأحداث من بعد سنة 1474م لذلك يقول إبن إياس أنه خلع في سنة 1493م على داوود الأول أي أن أقر له بملكه دون عن باقي الأعياص من آل عمر البنداري ولكن انقلب عليه اقبردي بأنه قبض عليه وهو في منفلوط بأسيوط في سنة 1496م وتم إعدام داوود الأول وتولى الحكم عمه الشيخ علي بن عيسى الهواري (علي الثاني) من الواضح كما يفسر ابن إباس أن قتل داوود الثاني هذا أنه أراد أن يعلن استقلاله فتواطئ مع المماليك الجلبان ومن أهم أسباب ضعف الدولة المملوكية بسب ثوراتهم المستمرة فتواطئ مع كبيرهم جانم الاجرود لكن جانم الاجرود حاكم منفلوط ثار من بعد إعدام داوود الثاني فهرب من وجهه اقبردي إلى جرجا حيث شيخ العرب علي بن عيسى
وهناك كانت الفتنة بين إبراهيم ابن الشيخ علي بن عيسى وبين الفارس المغوار حميد بن سليمان (جد الحميدات) في سنة 1496م ضد آقبردي وانضم لحميد فيها جمع آل عمر بن عبد العزيز ضد عمهم الشيخ علي بن عيسى الهواري ولكن خشى السلطان محمد بن قايتباي فقام بإعادة تعيين اقبردي من جديد على ما هو لكي تعاد له هيبته أمام العرب فتمكن آقبردي منهم وثبت الشيخ علي بن عيسى الهواري على حكم دولة الهوارة ولكن الشيخ علي الثاني الهواري تعاون مع عرب عزالة في سنة 1498م وأعلن انتفاضة جديدة هناك استطاع رجالها هزيمة المماليك هزيمة شديدة يقول ابن إياس عنها أنها كانت كسرة قوية لهم حيث يسرد ابن إياس أنها تشبه حادث سنة 1378م الذي قامن به بدر بن سلام من هنا قويت شوكة هوارة رغم أن طومان باي المملوكي أخذهم غدراً لمولاه قنصوه الغوري
أ
طارق جهلان