[b]
Saif قبيلة الإمهدي
[size=7]أولاً – نسبها:
قال القلقشندي في نهاية الأرب بنو طريف , بفتح الطاء وكسرالراء المهملتين وفاء في الآخر ومنهم بنو مهدي, بفتحالميم وسكون الدال المهملة وياء مثناه.
بني مهدي من بني عذره . وقد تقدم أن عذرهمن قضاعة من حمير . وبالجملة فهم من عرب اليمن ومن بني طريف: بنو مسهر،بضمالميم وسكون السين المهملة وكسر الهاء وراء مهملة في الآخر, وبنو عجرمة, بفتحالعين المهملة وميم مفتوحة ثم هاء.
فأما بنو مهدي فهم أكثرهم عددا ً وأوسعهمنطاقا ً ومنهم : المشاطبة , ومن المشاطبة : أولاد عسكر ، والعناترة , والبترات ،واليعاقبة , والمطارنة, والعفير , والرويم , والقطاربة , وأولاد الطامية , وبنو دوس وآل سبأ , والمجابرة , والسماعنة , والعجارمة , بنو خالد , والسلمات , والحمالات والمساهرة , والمغاورة , وبنو عطا , وبنو صاد , وآل شبل , وآل رويم , وهم غيرالرويم المقدم ذكرهم _ والمحارقة , وبنو عياض قال الحمداني : وهؤلاء ديارهمالبلقاء كانوا أحلاف آل فضل عرب الشام وهم أبناء عمومة بني عقبة (العمرو)الذين ينزلون الكرك.
و تشير معاجم اللغة إلى أن كلمة مهدي لغة " هي بالأصل الثلاثي ( مهد) ومهد الشيء أي بسطه وجعله سويا فيقال ممهدا وجمعه ( مهود ) والمهيد هو الماء العذب الخالص الزلال وحرارته بين البارد والساخن ( الفاتر ) وأما تسمية القبيلة بهذا الاسم فهو يعود للجد الأعلى وهو إمهدي وقد تكرر هذا الاسم بأشكال مثل ( مهيد ، مهدي ، إمهادي ، مهداوي ...الخ) ولكن التسمية هي عائده إلى إمهادي بن عايد الله بن حسن بن علي وينتهي الاسم إلى طريف وطريف هو من نسل الشهيد الأول في الإسلام بأرض الشام ( فروة بن عمرو بن نافرة النفاثي من كهلان ) وقد تفرع عن هذه ( العمارة ) ( طريف ) وهي الطبقة الخامسة بطونا عديدة منها تكاثر وانتشر في شتى أنحاء البلاد الإسلامية سواء مع حركة الفتوحات الإسلامية وما تبعها من جيوش في المعارك الإسلامية مع الصليبيين والمغول
ثانياً - مساكنها و نمط معيشتها :
هم بدو أقحاح مساكنهم على ذكر القلقشندي في كتابه صبح الأعشى كانت في البلقاء و بريتها وتوسعت لهم بلاد شرق الأردن حتى أصبح لهم فيها أكثر من عشرين إمارة امتدت من حسمى وتبوك وأيله ومعان والشوبك وآبل الزيت وآبل التفاح إلى إمارة البلقاء وإمارة الزرقاء وإمارة الفحيص وإمارة وادي السير حيث سمي (عراق الأمير) وهو اسم بلده(العراق) ولأن الأمير الإمهدي سكنها سميت بعراق الأمير ثم كانت آخر إماراتهم فيتبنه من لواء الكورة ومنها كان غروب نجم بنو مهدي و كانوا أمراء تلك المنطقة وحولها حتى باير جنوباً و كان لهم سطوة في تلك المناطق على سكانها.
ولكي نتصور هذا الوضع علينا أن نتخيل الخارطة التي تغطيها رقعة الأراضي التي تحت حكم بني مهدي(من الغرب غور الأردن إلى منطقة سيل الزرقاء، وحده الغربي المصلوبية وصياغة وامتدادها غرباً حتى البحر الميت وجنوباً حدود الكرك وأطراف الشوبك وشرقاً مع نهاية الظليل لأن الزرقاء تحت حكم الأمير شبيب المهداوي( يعتقد أن قصر شبيب في الزرقاء سمي على اسمه ) وشمالاً نهر الزرقاء حتى التقائه بنهر الأردن، وهذه المساحة الكبيرة تشمل عدة محافظات حالياً منها (محافظة العاصمة ومحافظة الزرقاء ومحافظة البلقاء وأجزاء من محافظة عجلون حالياً وإربد أيضاً) فهي ثلثي مناطق الحياة في الأردن.
وكانوا يملكون الكثير من الاقطاعات من زمن الظاهر بيبرس سلطان المماليك الذي كانت القبيلة تسانده في الحروب و الفتوحات . ((ويوجد عند احد أحفادهم الحاليين وثيقة تدل على ذالك و هي قديمة جداً ))
ثالثاً - حقب التاريخية في حياة بنو مهدي :
- جاء منهم إلى بلاد الشام بنو عمرو بن عدي بن الحارث بن مره بن أُدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن عامر (سبأ الأكبر) بن يشجب بن يعرب (المرعف) بن قحطان، ولأن الرومان كانوا يدينون بالنصرانية فقد انتشرت هذه الديانة بينهم لاحتكاكهم بالرومان، وقد حاول الرومان السيطرة على هؤلاء البدو لكنهم وجدوا فيهم غلظة وقسوة وشدة في حروبهم فهابوهم وداهنوهم واقطعوهم قيمة من المال لكل أمير منهم.
- ظهرت الدعوة الإسلامية في الحجاز ببدايتها عندما كان يحكم الجزء الجنوبي من بلاد الشام (إمارة معان وأيله والشوبك) الأمير الشهيد فروه بن عمرو بن النافثة بن حرام بن عمرو ألجذامي الذي كان قريبا من مقر الدعوة المحمدية وقد كان من النبي الرسل إلى كافة الملوك تدريجيا فأرسل إلى فروه بن عمرو بن نافرة بن نافثة يدعوه للإسلام فما كان منه إلا ملبياً لاسيما انه على دين النصرانية ويعلم من خلال ما ورثه عن أجداده أن هناك نبياً سيأتي ونصرانيته التي بشرت بقدوم سيدنا محمد فأرسل هدية تكريماً له ثم اسلم حوله أقاربه وذووه ضمن أيله ومعان والشوبك، فلما بلغ الرومان ذلك خشوا على ملكهم أن يضيع منهم وطلب القيصر زيادة إقطاعه من الأرض ومره يزيد له في مخصصاته المالية السنوية ولكنه وجد فيه عزيمة قويه فأمر بصلبه وبقي ثلاثة أيام وهو يحاول معه ليعود عن دينه ولما أبى أمر بقتله وان يبقى مصلوبا على عين عفرى في منطقة الطفيلة ليكون عبرةً لغيره وقبل استشهاده قال: بلغ سراة المسلمين بأنني سلِم لربي أعظمي ومقام يعطوهم قيمة من المال لكل أمير منهم.
- شاركت القبيلة بعد إسلامها في فتوحات الشام مع جيش الصحابي عمرو بن العاص فنجد منهم في غزة وبئر السبع وطولكرم والقدس والرملة ونابلس ولكن مركز الثقل كان في البلقاء ولكثرة ذرية عمرو انتشارهم في شتى أقطار الأرض فمن الصعب على أي كان من علماء النسب جمعهم بدقة بتسلسل صحيح خاصة أن كثيراً منهم لا يعرف عن أقاربه وأهله أين أصبحوا وأين حلوا خاصة أيام استمرار الفتوحات الإسلامية وذلك مصداقا لقول الرسول صلى الله علية وسلم ..." الإيمان يمان هكذا وهكذا بني جذام صلوات الله على جذام يقاتلون الكفار على رؤوس الشغف ينصرون الله ورسوله "
- و لقد لعب آل العايد وأحفادهم بنو مهدي(الجذاميين) دوراً بارزاً وحضوراً فاعلاً في معارك التحرير ضد الصليبيين إلى جانب قوات صلاح الدين الأيوبي ككواكب من الفرسان وقد قدموا أكثر من ثلاثة آلاف فارس في معركة حطين وذلك لوجودهم جانب قوات صلاح الدين في الأردن وتماسكهم معهم بحكم الموقع وزاد ذلك اختراق آرلوند في عملية هجومه على أيله مدينتهم التي كانت لهم منذ فجر الإسلام مما زادهم غيرةً على دينهم وعِرضهم حيث أعادوا مع قوات صلاح الدين مدينة أيله وتم القضاء علي القوات الصليبية في المنطقة الجنوبية لبلاد الشام إمارات العايدي منيعة وقوية وزادها قوة مكانة فرسانها لدى صلاح الدين الأيوبي.
- وكانوا يملكون الكثير من الاقطاعات من زمن الظاهر بيبرس سلطان المماليك الذي كانت القبيلة تسانده في الحروب و الفتوحات عام 1263م/661هـ(عهد الظاهر بيبرس) حيث كتب الظاهر بيبرس لبني العايد بدرك الحاج الشامي وغفر البلاد وغفر الطرق وأقطعهم أقطاعات جليلة.. ((ويوجد عند احد أحفادهم الحاليين وثيقة تدل على ذالك و هي قديمة جداً )).
- وفي عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون سانده بنو عايد في ثورته بالكرك سنة709هـ/1309م حيث استرجع سلطته على أيديهم مما زاده تقرباً منهم ومن أبناء عمومتهم ( بنو عقبة) في الكرك وجعل في بني مهدي الإمرة ورفع منزلتهم وقرّب الأمير شطي ووازاه بأُمراء آل فضل في الشام وأقطعهُ أقطاعات جليلة وعمّر له ولأهله الخباء(البيوت)،لكنهم انفوا دخول فناء التنظيم لحبهم للحرية وكثيراً ما ثاروا على السلطة فقد شاركوا في ثورة الكرك معبّرين عن روحهم العربية الأصيلة لأنهم أبوا الخضوع لسلطانٍ ليس من الجنس العربي وكان عدد مقاتليهم سبعة آلاف والتزموا بتقديم ألف فارس للدولة مقابل أقطاعاتهم وذلك حسب النظام الإقطاعي المملوكي وكان أميرهم شطي بن عبيه الذي توفي سنة 1347م.
- و كانوا أيام العثمانيين يحمون طريق الحج ولكن في الفترة الواقعة بين 1600 و 1710 م كانوا في حالة عصيان على الدولة العثمانية وقد ذكر الطابو المفصل الصادر عن الدولة لسنجق البلقاء في عام 1673 التالي : (( قبيلة بني مهدي 3000 خانة (يعني أسرة) النازلة حالياً في شرق البلاد لم تدفع الضريبة المستوجبة عليهم لأنهم في حالة عصيان )) بل كانت قبيلة الإمهدي تأخذ من قافلة عثمانية تمر ديرتها "خاوة" تسمى (ربع البعير) أي تأخذ ربع ما في القافلة .
رابعاً - سبب تشتتها :
بدأت نهاية هذه القبيلة عندما تسلم الأمير جودة بن محمد بن درباس المهداوي التي ورثها عن والده الأمير محمد وعن جده إمهدي عام 1630،وهذه الإمارة متوارثة منذ عهد (الأمير الشهيد فروه ألجذامي أول شهيد في بلاد الشام ) , كانت علاقته مع باقي القبائل علاقة مودة واحترام فقد كان قاضياً عشائرياً ورث ذلك عن جده وأبيه (ابن مهيد)أو الأمير(الأمهدي) وعرف عنه العدل وصواب النظر في الأمور، لذلك كانت تأتيه الخصوم لينهي الخصومة بينهم والأمثلة كثيرة على ذلك منها ما أورده كتاب تاريخ الفحيص لمؤلفه أديب ألعديلي في(القضوة) للأمير بن مؤنس ألعبادي الذي كان في ماحص وأهل الفحيص على نبع الماء، وكان كريماً عفيف النفس و لم يذكر عنه أنه هضم حق أحد من الناس ممن حوله وكان فارساً سليل فارس وكان ضيوفه أكثر من أقاربه حوله ولهذا التسامح نجد أن النصارى قطنوا الفحيص وماحص طلباً للأمان بجوار هذا الشيخ الجليل ولم يذكر أنه تعرض لهم بسوءٍ يذكر , وأما ما كان يروى على ألسنة بعض الناس ممن يجيدون حبك الروايات وتلوين الصور(قصة الأمير المهداوي مع ابنه خوري الفحيص) والتي حرفت لأكثر من صيغة كما يحلو للراوي تعديله وتبديله, وأنه كان ظالماً و متسلطاً ويستعبد الفلاحين و النصارى و أهل القرى و يغزو على البدو .
وكان الأمير يغير على حاميات الأتراك و قوافلهم وأقروا تقاضي قيمة ربع بعير عن كل قافلة تمر بأراضيهم من مأدبا إلى البلقاء إلى الزرقاء وكان وازعهم في أخذ هذه الضريبة عدم دفع رواتب لأبنائهم الذين يعملون كجنود للدولة وكأجرة خدماتهم لتوفير الأمن في المنطقة.
فحاول الأتراك إنهاءه بإرسال والي إلى الكرك،وحامية إلى الشوبك لكنها لم تُجْدِ شيئاً ؛حيث قاموا باستخدام أسلوب القوة معهم وكانت واقعة (وادي الشلالة) في منطقة شمال الأردن حيث انهزم فيها العثمانيون ونتيجةً لذلك انقسمت القبيلة إلى قسمين (قسم آل مريود) شمالاً خلف القوات المهزومة حتى وصل إلى مناطق جنوب سوريا واستقروا هناك قرب أبناء عمومتهم آل مهيد ليكونوا درعاً عن بقية القبيلة في الجنوب وهم يعرفون اليوم بآل مريود , وكانت بداية نهاية القبيلة عندما أرسل الأتراك حملة عسكرية تقدر ب 5000 جندي و فارس وتحالفهم مع قبائل المنطقة من بدو و فلاحين,(وقد قتل الأمير جودة المهداوي في حادثة الفحيص المشهورة بطريقة الغدر).
- أما قبيلة الإمهدي فدامت الحروب بينها وبين الدولة العثمانية وقبائل البلقاء حلفاء الدولة قرابة 25 سنة مما أدى إلى شتات هذه القبيلة.
خامساً- أحفاد الأمير الجودة المهداوي هم:
-المهيدات:وأفخاذهممهيد،عمامره،جوهر،سواعده،عثامنه، عيسى،خميس،تيم،سلمان) وهم في منطقة الإقحوانة (كفر أسد،صيدور).
-الشقيرات:وهم أبناء محمد بن ضامان بن جودة الملقب بـ(أبو شقره) وهم في مناطق الكورة/الأردن (جفين، كفر الماء،رحابا)،والسلط،ومعان والشوبك(المقارعية والمثلث..).
-الهبارنه : وهم أبناء الأمير عوض بن جودة ويعيشون في مناطق عمان الشرقية.
-بنو شبيب (قطع شبيب) وتشمل (الدلاهمه،أبو سحيبان،أبو تتوه،قطارنه،وهم في مناطق:عمان الجنوبية والغربية) أم الحيران،الجو يده،القويسمه،العلياء،النهاريه،صويلح،طارق،شفا بدران).
-الحيادره آل حيدر) وهم أحفاد حيدر بن سليمان ويقطنون مناطق عمان الغربية.
-المهداوي أبناء محسن) في شويكه،وقسم في مناطق (بيسان) ومنهم قسم كبير في منطقة إربد وفي بلدة المشارع/الأغوار الشمالية.
-السويلميين،آل سلوم،: وهم أحفاد حمدان بن إبراهيم بن عثمان وقسم منهم في مناطق (الكوم،وياجوز) وآل سلوم في سوريا.
-القرقش : وهم أبناء الأمير ضمان الذي توفي في مدينة نابلس نتيجة البرد وأطلق عليهم لقب قرقش ومنهم قسم في مناطق عمان.
-الحوريين/الحورات :وهم أبناء ضامن وقسم منهم في مناطق كفر أسد وحور وفي منطقة أبو الزيغان .
-آل مريود: قسم منهم بقي في سوريا والقسم الآخر عاد إلى كفر أسد ومنهم احمد مريود وحسان مريود زعماء الثورة ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا والزعيم المناضل أحمد مريود زعيم الثورة ضد الفرنسيين وقد قدم إلى الأردن في عهد قدوم المغفور له جلالة الملك عبد الله الأول وكان من مؤسسي (نضارة شؤون العربان) ثم كان وزيراً للمعارف وعضواً في البرلمان الأردني.
المصدر:كتاب"كشف الحجاب في التاريخ والأنساب" ؛تأليف الأستاذ حسين محمود الشقيرات
daugiau nei prieš metus
[list=1]
[*]
Saif قبيلة الإمهدي
[size=7]أولاً – نسبها:
قال القلقشندي في نهاية الأرب بنو طريف , بفتح الطاء وكسرالراء المهملتين وفاء في الآخر ومنهم بنو مهدي, بفتحالميم وسكون الدال المهملة وياء مثناه.
بني مهدي من بني عذره . وقد تقدم أن عذرهمن قضاعة من حمير . وبالجملة فهم من عرب اليمن ومن بني طريف: بنو مسهر،بضمالميم وسكون السين المهملة وكسر الهاء وراء مهملة في الآخر, وبنو عجرمة, بفتحالعين المهملة وميم مفتوحة ثم هاء.
فأما بنو مهدي فهم أكثرهم عددا ً وأوسعهمنطاقا ً ومنهم : المشاطبة , ومن المشاطبة : أولاد عسكر ، والعناترة , والبترات ،واليعاقبة , والمطارنة, والعفير , والرويم , والقطاربة , وأولاد الطامية , وبنو دوس وآل سبأ , والمجابرة , والسماعنة , والعجارمة , بنو خالد , والسلمات , والحمالات والمساهرة , والمغاورة , وبنو عطا , وبنو صاد , وآل شبل , وآل رويم , وهم غيرالرويم المقدم ذكرهم _ والمحارقة , وبنو عياض قال الحمداني : وهؤلاء ديارهمالبلقاء كانوا أحلاف آل فضل عرب الشام وهم أبناء عمومة بني عقبة (العمرو)الذين ينزلون الكرك.
و تشير معاجم اللغة إلى أن كلمة مهدي لغة " هي بالأصل الثلاثي ( مهد) ومهد الشيء أي بسطه وجعله سويا فيقال ممهدا وجمعه ( مهود ) والمهيد هو الماء العذب الخالص الزلال وحرارته بين البارد والساخن ( الفاتر ) وأما تسمية القبيلة بهذا الاسم فهو يعود للجد الأعلى وهو إمهدي وقد تكرر هذا الاسم بأشكال مثل ( مهيد ، مهدي ، إمهادي ، مهداوي ...الخ) ولكن التسمية هي عائده إلى إمهادي بن عايد الله بن حسن بن علي وينتهي الاسم إلى طريف وطريف هو من نسل الشهيد الأول في الإسلام بأرض الشام ( فروة بن عمرو بن نافرة النفاثي من كهلان ) وقد تفرع عن هذه ( العمارة ) ( طريف ) وهي الطبقة الخامسة بطونا عديدة منها تكاثر وانتشر في شتى أنحاء البلاد الإسلامية سواء مع حركة الفتوحات الإسلامية وما تبعها من جيوش في المعارك الإسلامية مع الصليبيين والمغول
ثانياً - مساكنها و نمط معيشتها :
هم بدو أقحاح مساكنهم على ذكر القلقشندي في كتابه صبح الأعشى كانت في البلقاء و بريتها وتوسعت لهم بلاد شرق الأردن حتى أصبح لهم فيها أكثر من عشرين إمارة امتدت من حسمى وتبوك وأيله ومعان والشوبك وآبل الزيت وآبل التفاح إلى إمارة البلقاء وإمارة الزرقاء وإمارة الفحيص وإمارة وادي السير حيث سمي (عراق الأمير) وهو اسم بلده(العراق) ولأن الأمير الإمهدي سكنها سميت بعراق الأمير ثم كانت آخر إماراتهم فيتبنه من لواء الكورة ومنها كان غروب نجم بنو مهدي و كانوا أمراء تلك المنطقة وحولها حتى باير جنوباً و كان لهم سطوة في تلك المناطق على سكانها.
ولكي نتصور هذا الوضع علينا أن نتخيل الخارطة التي تغطيها رقعة الأراضي التي تحت حكم بني مهدي(من الغرب غور الأردن إلى منطقة سيل الزرقاء، وحده الغربي المصلوبية وصياغة وامتدادها غرباً حتى البحر الميت وجنوباً حدود الكرك وأطراف الشوبك وشرقاً مع نهاية الظليل لأن الزرقاء تحت حكم الأمير شبيب المهداوي( يعتقد أن قصر شبيب في الزرقاء سمي على اسمه ) وشمالاً نهر الزرقاء حتى التقائه بنهر الأردن، وهذه المساحة الكبيرة تشمل عدة محافظات حالياً منها (محافظة العاصمة ومحافظة الزرقاء ومحافظة البلقاء وأجزاء من محافظة عجلون حالياً وإربد أيضاً) فهي ثلثي مناطق الحياة في الأردن.
وكانوا يملكون الكثير من الاقطاعات من زمن الظاهر بيبرس سلطان المماليك الذي كانت القبيلة تسانده في الحروب و الفتوحات . ((ويوجد عند احد أحفادهم الحاليين وثيقة تدل على ذالك و هي قديمة جداً ))
ثالثاً - حقب التاريخية في حياة بنو مهدي :
- جاء منهم إلى بلاد الشام بنو عمرو بن عدي بن الحارث بن مره بن أُدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن عامر (سبأ الأكبر) بن يشجب بن يعرب (المرعف) بن قحطان، ولأن الرومان كانوا يدينون بالنصرانية فقد انتشرت هذه الديانة بينهم لاحتكاكهم بالرومان، وقد حاول الرومان السيطرة على هؤلاء البدو لكنهم وجدوا فيهم غلظة وقسوة وشدة في حروبهم فهابوهم وداهنوهم واقطعوهم قيمة من المال لكل أمير منهم.
- ظهرت الدعوة الإسلامية في الحجاز ببدايتها عندما كان يحكم الجزء الجنوبي من بلاد الشام (إمارة معان وأيله والشوبك) الأمير الشهيد فروه بن عمرو بن النافثة بن حرام بن عمرو ألجذامي الذي كان قريبا من مقر الدعوة المحمدية وقد كان من النبي الرسل إلى كافة الملوك تدريجيا فأرسل إلى فروه بن عمرو بن نافرة بن نافثة يدعوه للإسلام فما كان منه إلا ملبياً لاسيما انه على دين النصرانية ويعلم من خلال ما ورثه عن أجداده أن هناك نبياً سيأتي ونصرانيته التي بشرت بقدوم سيدنا محمد فأرسل هدية تكريماً له ثم اسلم حوله أقاربه وذووه ضمن أيله ومعان والشوبك، فلما بلغ الرومان ذلك خشوا على ملكهم أن يضيع منهم وطلب القيصر زيادة إقطاعه من الأرض ومره يزيد له في مخصصاته المالية السنوية ولكنه وجد فيه عزيمة قويه فأمر بصلبه وبقي ثلاثة أيام وهو يحاول معه ليعود عن دينه ولما أبى أمر بقتله وان يبقى مصلوبا على عين عفرى في منطقة الطفيلة ليكون عبرةً لغيره وقبل استشهاده قال: بلغ سراة المسلمين بأنني سلِم لربي أعظمي ومقام يعطوهم قيمة من المال لكل أمير منهم.
- شاركت القبيلة بعد إسلامها في فتوحات الشام مع جيش الصحابي عمرو بن العاص فنجد منهم في غزة وبئر السبع وطولكرم والقدس والرملة ونابلس ولكن مركز الثقل كان في البلقاء ولكثرة ذرية عمرو انتشارهم في شتى أقطار الأرض فمن الصعب على أي كان من علماء النسب جمعهم بدقة بتسلسل صحيح خاصة أن كثيراً منهم لا يعرف عن أقاربه وأهله أين أصبحوا وأين حلوا خاصة أيام استمرار الفتوحات الإسلامية وذلك مصداقا لقول الرسول صلى الله علية وسلم ..." الإيمان يمان هكذا وهكذا بني جذام صلوات الله على جذام يقاتلون الكفار على رؤوس الشغف ينصرون الله ورسوله "
- و لقد لعب آل العايد وأحفادهم بنو مهدي(الجذاميين) دوراً بارزاً وحضوراً فاعلاً في معارك التحرير ضد الصليبيين إلى جانب قوات صلاح الدين الأيوبي ككواكب من الفرسان وقد قدموا أكثر من ثلاثة آلاف فارس في معركة حطين وذلك لوجودهم جانب قوات صلاح الدين في الأردن وتماسكهم معهم بحكم الموقع وزاد ذلك اختراق آرلوند في عملية هجومه على أيله مدينتهم التي كانت لهم منذ فجر الإسلام مما زادهم غيرةً على دينهم وعِرضهم حيث أعادوا مع قوات صلاح الدين مدينة أيله وتم القضاء علي القوات الصليبية في المنطقة الجنوبية لبلاد الشام إمارات العايدي منيعة وقوية وزادها قوة مكانة فرسانها لدى صلاح الدين الأيوبي.
- وكانوا يملكون الكثير من الاقطاعات من زمن الظاهر بيبرس سلطان المماليك الذي كانت القبيلة تسانده في الحروب و الفتوحات عام 1263م/661هـ(عهد الظاهر بيبرس) حيث كتب الظاهر بيبرس لبني العايد بدرك الحاج الشامي وغفر البلاد وغفر الطرق وأقطعهم أقطاعات جليلة.. ((ويوجد عند احد أحفادهم الحاليين وثيقة تدل على ذالك و هي قديمة جداً )).
- وفي عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون سانده بنو عايد في ثورته بالكرك سنة709هـ/1309م حيث استرجع سلطته على أيديهم مما زاده تقرباً منهم ومن أبناء عمومتهم ( بنو عقبة) في الكرك وجعل في بني مهدي الإمرة ورفع منزلتهم وقرّب الأمير شطي ووازاه بأُمراء آل فضل في الشام وأقطعهُ أقطاعات جليلة وعمّر له ولأهله الخباء(البيوت)،لكنهم انفوا دخول فناء التنظيم لحبهم للحرية وكثيراً ما ثاروا على السلطة فقد شاركوا في ثورة الكرك معبّرين عن روحهم العربية الأصيلة لأنهم أبوا الخضوع لسلطانٍ ليس من الجنس العربي وكان عدد مقاتليهم سبعة آلاف والتزموا بتقديم ألف فارس للدولة مقابل أقطاعاتهم وذلك حسب النظام الإقطاعي المملوكي وكان أميرهم شطي بن عبيه الذي توفي سنة 1347م.
- و كانوا أيام العثمانيين يحمون طريق الحج ولكن في الفترة الواقعة بين 1600 و 1710 م كانوا في حالة عصيان على الدولة العثمانية وقد ذكر الطابو المفصل الصادر عن الدولة لسنجق البلقاء في عام 1673 التالي : (( قبيلة بني مهدي 3000 خانة (يعني أسرة) النازلة حالياً في شرق البلاد لم تدفع الضريبة المستوجبة عليهم لأنهم في حالة عصيان )) بل كانت قبيلة الإمهدي تأخذ من قافلة عثمانية تمر ديرتها "خاوة" تسمى (ربع البعير) أي تأخذ ربع ما في القافلة .
رابعاً - سبب تشتتها :
بدأت نهاية هذه القبيلة عندما تسلم الأمير جودة بن محمد بن درباس المهداوي التي ورثها عن والده الأمير محمد وعن جده إمهدي عام 1630،وهذه الإمارة متوارثة منذ عهد (الأمير الشهيد فروه ألجذامي أول شهيد في بلاد الشام ) , كانت علاقته مع باقي القبائل علاقة مودة واحترام فقد كان قاضياً عشائرياً ورث ذلك عن جده وأبيه (ابن مهيد)أو الأمير(الأمهدي) وعرف عنه العدل وصواب النظر في الأمور، لذلك كانت تأتيه الخصوم لينهي الخصومة بينهم والأمثلة كثيرة على ذلك منها ما أورده كتاب تاريخ الفحيص لمؤلفه أديب ألعديلي في(القضوة) للأمير بن مؤنس ألعبادي الذي كان في ماحص وأهل الفحيص على نبع الماء، وكان كريماً عفيف النفس و لم يذكر عنه أنه هضم حق أحد من الناس ممن حوله وكان فارساً سليل فارس وكان ضيوفه أكثر من أقاربه حوله ولهذا التسامح نجد أن النصارى قطنوا الفحيص وماحص طلباً للأمان بجوار هذا الشيخ الجليل ولم يذكر أنه تعرض لهم بسوءٍ يذكر , وأما ما كان يروى على ألسنة بعض الناس ممن يجيدون حبك الروايات وتلوين الصور(قصة الأمير المهداوي مع ابنه خوري الفحيص) والتي حرفت لأكثر من صيغة كما يحلو للراوي تعديله وتبديله, وأنه كان ظالماً و متسلطاً ويستعبد الفلاحين و النصارى و أهل القرى و يغزو على البدو .
وكان الأمير يغير على حاميات الأتراك و قوافلهم وأقروا تقاضي قيمة ربع بعير عن كل قافلة تمر بأراضيهم من مأدبا إلى البلقاء إلى الزرقاء وكان وازعهم في أخذ هذه الضريبة عدم دفع رواتب لأبنائهم الذين يعملون كجنود للدولة وكأجرة خدماتهم لتوفير الأمن في المنطقة.
فحاول الأتراك إنهاءه بإرسال والي إلى الكرك،وحامية إلى الشوبك لكنها لم تُجْدِ شيئاً ؛حيث قاموا باستخدام أسلوب القوة معهم وكانت واقعة (وادي الشلالة) في منطقة شمال الأردن حيث انهزم فيها العثمانيون ونتيجةً لذلك انقسمت القبيلة إلى قسمين (قسم آل مريود) شمالاً خلف القوات المهزومة حتى وصل إلى مناطق جنوب سوريا واستقروا هناك قرب أبناء عمومتهم آل مهيد ليكونوا درعاً عن بقية القبيلة في الجنوب وهم يعرفون اليوم بآل مريود , وكانت بداية نهاية القبيلة عندما أرسل الأتراك حملة عسكرية تقدر ب 5000 جندي و فارس وتحالفهم مع قبائل المنطقة من بدو و فلاحين,(وقد قتل الأمير جودة المهداوي في حادثة الفحيص المشهورة بطريقة الغدر).
- أما قبيلة الإمهدي فدامت الحروب بينها وبين الدولة العثمانية وقبائل البلقاء حلفاء الدولة قرابة 25 سنة مما أدى إلى شتات هذه القبيلة.
خامساً- أحفاد الأمير الجودة المهداوي هم:
-المهيدات:وأفخاذهممهيد،عمامره،جوهر،سواعده،عثامنه، عيسى،خميس،تيم،سلمان) وهم في منطقة الإقحوانة (كفر أسد،صيدور).
-الشقيرات:وهم أبناء محمد بن ضامان بن جودة الملقب بـ(أبو شقره) وهم في مناطق الكورة/الأردن (جفين، كفر الماء،رحابا)،والسلط،ومعان والشوبك(المقارعية والمثلث..).
-الهبارنه : وهم أبناء الأمير عوض بن جودة ويعيشون في مناطق عمان الشرقية.
-بنو شبيب (قطع شبيب) وتشمل (الدلاهمه،أبو سحيبان،أبو تتوه،قطارنه،وهم في مناطق:عمان الجنوبية والغربية) أم الحيران،الجو يده،القويسمه،العلياء،النهاريه،صويلح،طارق،شفا بدران).
-الحيادره آل حيدر) وهم أحفاد حيدر بن سليمان ويقطنون مناطق عمان الغربية.
-المهداوي أبناء محسن) في شويكه،وقسم في مناطق (بيسان) ومنهم قسم كبير في منطقة إربد وفي بلدة المشارع/الأغوار الشمالية.
-السويلميين،آل سلوم،: وهم أحفاد حمدان بن إبراهيم بن عثمان وقسم منهم في مناطق (الكوم،وياجوز) وآل سلوم في سوريا.
-القرقش : وهم أبناء الأمير ضمان الذي توفي في مدينة نابلس نتيجة البرد وأطلق عليهم لقب قرقش ومنهم قسم في مناطق عمان.
-الحوريين/الحورات :وهم أبناء ضامن وقسم منهم في مناطق كفر أسد وحور وفي منطقة أبو الزيغان .
-آل مريود: قسم منهم بقي في سوريا والقسم الآخر عاد إلى كفر أسد ومنهم احمد مريود وحسان مريود زعماء الثورة ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا والزعيم المناضل أحمد مريود زعيم الثورة ضد الفرنسيين وقد قدم إلى الأردن في عهد قدوم المغفور له جلالة الملك عبد الله الأول وكان من مؤسسي (نضارة شؤون العربان) ثم كان وزيراً للمعارف وعضواً في البرلمان الأردني.
المصدر:كتاب"كشف الحجاب في التاريخ والأنساب" ؛تأليف الأستاذ حسين محمود الشقيرات
daugiau nei prieš metus
[list=1]
[*]
[/b]
[/list[/size]][url][/url]