أحمد بهاء الدين يواصل رسالته التنويرية من خلالها
مركز ثقافي "ينير"
تعد قرية الدوير التابعة لمركز صدفا بمحافظة أسيوط بقلب صعيد مصر واحدة من مئة قرية هي الأكثر فقراً واحتياجاً من بين أربعة آلاف قرية مصرية، إلا أن هذه القرية الفقيرة التي تربى فيها الكاتب الصحافي الراحل أحمد بهاء الدين شهدت في السنوات الماضية انطلاق إشعاع ثقافي باهر من خلال نشاط ملحوظ لجمعية محبيه . توج هذا النشاط أخيراً بافتتاح أكبر مركز ثقافي في الشرق الأوسط، ويحمل اسم الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين ويعنى بمواصلة نشر رسالته التنويرية مستهدفاً سكان الدوير وقرى الصعيد بشكل عام، ويتكلف إنشاؤه 7 ملايين جنيه .
جمعية محبي أحمد بهاء الدين أسسها قبل خمسة عشر عاماً من الآن وقبل عام من رحيله، نخبة من كبار مفكرينا وقادة الرأي في الوطن العربي على رأسهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي، والوزير والدبلوماسي الراحل أحمد ماهر، والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي والفنانة فاتن حمامة، والدكتور جلال أمين، والدكتور علي الدين هلال، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، وغيرهم .
نجحت الجمعية، كما يؤكد عضوها البارز رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي في إثراء الحركة الثقافية العربية من خلال تنفيذ 10 مسابقات سنوية لشباب الكتاب على مستوى الوطن العربي بقيمة تجاوزت نصف مليون جنيه، و5 مسابقات سنوية ثقافية لأبناء الصعيد تضم 15 مجالاً ثقافياً في الآداب والفنون التشكيلية والإعلام والأبحاث التنموية وغيرها، بقيم تجاوزت 300 ألف جنيه، و350 يوماً من العمل التطوعي في عشق بهاء الدين بأسيوط و75 يوماً ثقافياً من محاضرات فكرية، ومسابقات معلومات عامة ومسابقات علمية بين أوائل الطلبة، وتدريبات على التنمية البشرية، ونشاط مسرحي وموسيقي وغنائي وورش فنون تشكيلية و100 ندوة ولقاء أدبي، استفاد منها 7 آلاف شاب بأسيوط، فضلاً عن طباعة 19 كتاباً للموهوبين والمبدعين من شباب مصر .
قبل سبع سنوات من الآن والحديث مازال لسلماوي حددت الجمعية استراتيجية جديدة لعملها تستهدف تكثيف وجودها في أقاصي صعيد مصر، فانطلقت من قرية بهاء الدين (الدوير) بالتبرع بتكاليف إنشاء مدرسة تعليم أساسي بتكلفة تصل إلى 250 ألف جنيه، وتدعيم 11 مكتبة لمدارس القرى بالكتب، والحواسب الآلية وتنفيذ 15 مسرحاً متنقلاً للقرى بالصعيد و35 ورشة عمل ناقشت القضايا المجتمعية بالصعيد، واكتشاف 125 طفلاً موهوباً بمدارس القرى الفقيرة بصعيد مصر . وتوج هذا النشاط بترجمة فكر أحمد بهاء الدين الذي كان يؤمن بحق الشعوب في التربية والثقافة والفن والموسيقا والفلسفة والمعلومات والتكنولوجيا، إلى واقع من خلال تأمين هذه الحقوق للمجتمعات الريفية والهامشية، فكانت فكرة إنشاء أول مركز ثقافي وحضاري في قرية مصرية هو مركز أحمد بهاء الدين .
يهدف هذا المركز بالدرجة الأولى، كما يقول السياسي الجزائري الكبير الأخضر الإبراهيمي، أحد مؤسسي الجمعية والمركز إلى دعم تراث فكري واسع ينتمي إليه أحمد بهاء الدين، كما ينتمي إليه غيره . ويضيف: تكريم هذا التراث الفكري يجب ألا يتوقف عند حد المديح فيه وترديد مآثره، بل إن التكريم الصحيح والمنتج يكون بالنظر إلى المستقبل إتاحة الفرصة لآخرين، من جيل لاحق، على مواصلة ذات المسيرة الفكرية، وخاصة الشباب، ومنحهم فرصة للاطلاع على كافة القضايا الثقافية في العالم، وهو ما يتفق مع رؤية أحمد بهاء الدين لضرورة النظر إلى الأمام باستمرار وتجنب التوقف عند لحظة تاريخية معينة .
وعن أسباب اختيار قرية الدوير لإنشاء المركز كأول قرية في الشرق الأوسط ينشأ بها مثله، يقول د . زياد أحمد بهاء الدين رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية ونجل الكاتب الراحل: الجمعية تستهدف بمجمل أنشطتها الثقافية المتعددة تحقيق أعلى معدلات للتنمية البشرية لأبناء قرى محافظات الصعيد من بني سويف إلى أسوان، فضلاً عن اكتشاف المواهب ورعايتها . من أجل هذا كان الإصرار على إنشاء هذا المركز بمواصفاته التكنولوجية والفنية الدقيقة التي لم تتح لقرية في الشرق الأوسط من قبل، واختيرت الدوير باعتبارها مسقط رأس الراحل أحمد بهاء الدين، ونقطة انطلاق مركزية لكل سكان القرى والنجوع والكفور من حولها في صعيد مصر .
تناغم جمالي
أنشئ المركز كما يوضح مديره حمدي سعيد على مساحة 360 متراً مربعاً وبارتفاع 5 طوابق تضم 15 قاعة متعددة الأغراض تتراوح مساحتها بين 50 و250 متراً، يتضح خلالها الاستغلال الدقيق للمساحة برغم الحرص على دقة المعايير البيئية والهندسية والتكنولوجية، فضلاً عن توافر معايير الجمال الفني التي تمزج بين حضارات 3 دول هي مصر وتركيا وإيطاليا، وهذا ما جعل المركز يستغرق في بنائه وتجهيزه 7 أعوام كاملة لينال بذلك عدة جوائز دولية في مجالات التصاميم والبناء، فالتصميم يدمج العمارة الحديثة مع تراث صعيد مصر في شكل مجسمات تعكس وجهات نظر أحمد بهاء الدين بالنسبة إلى التوفيق بين جمال المباني ووظائفها .
ويتضمن المركز كما يشير محمود عبد الحميد مدير عام جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الكثير من الكنوز الثقافية، منها أول مكتبة متخصصة في القضية الفلسطينية تضم 16 ألف كتاب مهداة من الدكتور محمد محجوب، فضلا عن مكتبة الراحل أحمد بهاء الدين كاملة، بجانب مكتبة بحثية، وأخرى للأطفال، كذلك أقيم في المركز وبالتعاون مع الموسيقار نصير شمة أول فرع لبيت العود، كما أقيم بالمركز أول بيت لرعاية التراث في صعيد مصر، وأول بيت لحماية الآلات التراثية من الاندثار، وأول بيت للفنون الشعبية، وأول بيت للفنون التشكيلية في قرية مصرية، وقاعات للفنون والتمثيل والموسيقا والغناء، ومسرح للعرائس، وقاعات لتعليم اللغات والكمبيوتر، وقاعات للآداب، وورش لتدريب فنون الإعلام والاتصال، وبيت لتحفيظ القرآن . وبدأ المركز في رعاية وتنمية القدرات الإبداعية ل150 طفلاً موهوبا فضلا عن مشروعات توثيق السيرة الهلالية وإنشاء فرقة لها بالمركز .
وحدة الدراسات
وحدة الدراسات والبحوث في المركز يتحدث عنها الباحث بها أحمد مصطفى بقوله: أولى مهام الوحدة إجراء بحوث واقعية تستهدف تنمية المجتمع المحيط بالمركز فضلا عن عمل ندوات وورش بحثية ومسوحات ميدانية حول موضوعات ومشكلات تهم البيئة المحلية في صعيد مصر، بما يعكس أهمية وجود المركز في المنطقة، وتعطي انطباعاً لدى الشخص العادي بدور المركز ومشاركته وسعيه لحل هذه المشكلات، من خلال إثارة حالة من الحراك الثقافي والاجتماعي حول أبرز وأهم هذه المشكلات، عن طريق رصدها وتحليلها لتضع في النهاية حلولاً واقعية لمشكلات قائمة، أو متوقع وجودها على المدى القريب أو البعيد .
ويتابع: تقوم الوحدة بدور رئيسي في قياس واستطلاع رأي المترددين على المركز والممارسين لأنشطته، لمعرفة مستوى منتجه الثقافي وتسعى الوحدة لعقد لقاء شهري عن أبرز هموم محافظة أسيوط التي يقع بها المركز، لأنها الأعلى بين محافظات مصر في معدلات الفقر والأمية ووفيات الأطفال الرضع وإصابات حوادث الطرق .
مركز ثقافي "ينير"
تعد قرية الدوير التابعة لمركز صدفا بمحافظة أسيوط بقلب صعيد مصر واحدة من مئة قرية هي الأكثر فقراً واحتياجاً من بين أربعة آلاف قرية مصرية، إلا أن هذه القرية الفقيرة التي تربى فيها الكاتب الصحافي الراحل أحمد بهاء الدين شهدت في السنوات الماضية انطلاق إشعاع ثقافي باهر من خلال نشاط ملحوظ لجمعية محبيه . توج هذا النشاط أخيراً بافتتاح أكبر مركز ثقافي في الشرق الأوسط، ويحمل اسم الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين ويعنى بمواصلة نشر رسالته التنويرية مستهدفاً سكان الدوير وقرى الصعيد بشكل عام، ويتكلف إنشاؤه 7 ملايين جنيه .
جمعية محبي أحمد بهاء الدين أسسها قبل خمسة عشر عاماً من الآن وقبل عام من رحيله، نخبة من كبار مفكرينا وقادة الرأي في الوطن العربي على رأسهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي، والوزير والدبلوماسي الراحل أحمد ماهر، والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي والفنانة فاتن حمامة، والدكتور جلال أمين، والدكتور علي الدين هلال، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، وغيرهم .
نجحت الجمعية، كما يؤكد عضوها البارز رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي في إثراء الحركة الثقافية العربية من خلال تنفيذ 10 مسابقات سنوية لشباب الكتاب على مستوى الوطن العربي بقيمة تجاوزت نصف مليون جنيه، و5 مسابقات سنوية ثقافية لأبناء الصعيد تضم 15 مجالاً ثقافياً في الآداب والفنون التشكيلية والإعلام والأبحاث التنموية وغيرها، بقيم تجاوزت 300 ألف جنيه، و350 يوماً من العمل التطوعي في عشق بهاء الدين بأسيوط و75 يوماً ثقافياً من محاضرات فكرية، ومسابقات معلومات عامة ومسابقات علمية بين أوائل الطلبة، وتدريبات على التنمية البشرية، ونشاط مسرحي وموسيقي وغنائي وورش فنون تشكيلية و100 ندوة ولقاء أدبي، استفاد منها 7 آلاف شاب بأسيوط، فضلاً عن طباعة 19 كتاباً للموهوبين والمبدعين من شباب مصر .
قبل سبع سنوات من الآن والحديث مازال لسلماوي حددت الجمعية استراتيجية جديدة لعملها تستهدف تكثيف وجودها في أقاصي صعيد مصر، فانطلقت من قرية بهاء الدين (الدوير) بالتبرع بتكاليف إنشاء مدرسة تعليم أساسي بتكلفة تصل إلى 250 ألف جنيه، وتدعيم 11 مكتبة لمدارس القرى بالكتب، والحواسب الآلية وتنفيذ 15 مسرحاً متنقلاً للقرى بالصعيد و35 ورشة عمل ناقشت القضايا المجتمعية بالصعيد، واكتشاف 125 طفلاً موهوباً بمدارس القرى الفقيرة بصعيد مصر . وتوج هذا النشاط بترجمة فكر أحمد بهاء الدين الذي كان يؤمن بحق الشعوب في التربية والثقافة والفن والموسيقا والفلسفة والمعلومات والتكنولوجيا، إلى واقع من خلال تأمين هذه الحقوق للمجتمعات الريفية والهامشية، فكانت فكرة إنشاء أول مركز ثقافي وحضاري في قرية مصرية هو مركز أحمد بهاء الدين .
يهدف هذا المركز بالدرجة الأولى، كما يقول السياسي الجزائري الكبير الأخضر الإبراهيمي، أحد مؤسسي الجمعية والمركز إلى دعم تراث فكري واسع ينتمي إليه أحمد بهاء الدين، كما ينتمي إليه غيره . ويضيف: تكريم هذا التراث الفكري يجب ألا يتوقف عند حد المديح فيه وترديد مآثره، بل إن التكريم الصحيح والمنتج يكون بالنظر إلى المستقبل إتاحة الفرصة لآخرين، من جيل لاحق، على مواصلة ذات المسيرة الفكرية، وخاصة الشباب، ومنحهم فرصة للاطلاع على كافة القضايا الثقافية في العالم، وهو ما يتفق مع رؤية أحمد بهاء الدين لضرورة النظر إلى الأمام باستمرار وتجنب التوقف عند لحظة تاريخية معينة .
وعن أسباب اختيار قرية الدوير لإنشاء المركز كأول قرية في الشرق الأوسط ينشأ بها مثله، يقول د . زياد أحمد بهاء الدين رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية ونجل الكاتب الراحل: الجمعية تستهدف بمجمل أنشطتها الثقافية المتعددة تحقيق أعلى معدلات للتنمية البشرية لأبناء قرى محافظات الصعيد من بني سويف إلى أسوان، فضلاً عن اكتشاف المواهب ورعايتها . من أجل هذا كان الإصرار على إنشاء هذا المركز بمواصفاته التكنولوجية والفنية الدقيقة التي لم تتح لقرية في الشرق الأوسط من قبل، واختيرت الدوير باعتبارها مسقط رأس الراحل أحمد بهاء الدين، ونقطة انطلاق مركزية لكل سكان القرى والنجوع والكفور من حولها في صعيد مصر .
تناغم جمالي
أنشئ المركز كما يوضح مديره حمدي سعيد على مساحة 360 متراً مربعاً وبارتفاع 5 طوابق تضم 15 قاعة متعددة الأغراض تتراوح مساحتها بين 50 و250 متراً، يتضح خلالها الاستغلال الدقيق للمساحة برغم الحرص على دقة المعايير البيئية والهندسية والتكنولوجية، فضلاً عن توافر معايير الجمال الفني التي تمزج بين حضارات 3 دول هي مصر وتركيا وإيطاليا، وهذا ما جعل المركز يستغرق في بنائه وتجهيزه 7 أعوام كاملة لينال بذلك عدة جوائز دولية في مجالات التصاميم والبناء، فالتصميم يدمج العمارة الحديثة مع تراث صعيد مصر في شكل مجسمات تعكس وجهات نظر أحمد بهاء الدين بالنسبة إلى التوفيق بين جمال المباني ووظائفها .
ويتضمن المركز كما يشير محمود عبد الحميد مدير عام جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الكثير من الكنوز الثقافية، منها أول مكتبة متخصصة في القضية الفلسطينية تضم 16 ألف كتاب مهداة من الدكتور محمد محجوب، فضلا عن مكتبة الراحل أحمد بهاء الدين كاملة، بجانب مكتبة بحثية، وأخرى للأطفال، كذلك أقيم في المركز وبالتعاون مع الموسيقار نصير شمة أول فرع لبيت العود، كما أقيم بالمركز أول بيت لرعاية التراث في صعيد مصر، وأول بيت لحماية الآلات التراثية من الاندثار، وأول بيت للفنون الشعبية، وأول بيت للفنون التشكيلية في قرية مصرية، وقاعات للفنون والتمثيل والموسيقا والغناء، ومسرح للعرائس، وقاعات لتعليم اللغات والكمبيوتر، وقاعات للآداب، وورش لتدريب فنون الإعلام والاتصال، وبيت لتحفيظ القرآن . وبدأ المركز في رعاية وتنمية القدرات الإبداعية ل150 طفلاً موهوبا فضلا عن مشروعات توثيق السيرة الهلالية وإنشاء فرقة لها بالمركز .
وحدة الدراسات
وحدة الدراسات والبحوث في المركز يتحدث عنها الباحث بها أحمد مصطفى بقوله: أولى مهام الوحدة إجراء بحوث واقعية تستهدف تنمية المجتمع المحيط بالمركز فضلا عن عمل ندوات وورش بحثية ومسوحات ميدانية حول موضوعات ومشكلات تهم البيئة المحلية في صعيد مصر، بما يعكس أهمية وجود المركز في المنطقة، وتعطي انطباعاً لدى الشخص العادي بدور المركز ومشاركته وسعيه لحل هذه المشكلات، من خلال إثارة حالة من الحراك الثقافي والاجتماعي حول أبرز وأهم هذه المشكلات، عن طريق رصدها وتحليلها لتضع في النهاية حلولاً واقعية لمشكلات قائمة، أو متوقع وجودها على المدى القريب أو البعيد .
ويتابع: تقوم الوحدة بدور رئيسي في قياس واستطلاع رأي المترددين على المركز والممارسين لأنشطته، لمعرفة مستوى منتجه الثقافي وتسعى الوحدة لعقد لقاء شهري عن أبرز هموم محافظة أسيوط التي يقع بها المركز، لأنها الأعلى بين محافظات مصر في معدلات الفقر والأمية ووفيات الأطفال الرضع وإصابات حوادث الطرق .