أهم العادات والتقاليد عن قبيلة الهوارة
1 - الزواج عند هوارة :
يتميز نظام الزواج لدى الهوارة بتعقيدات عرفيه ترجع في مضمونها إلى تمسك القبيلة بأصولها السلالية القديمة
حيث أن الشاب الهواري يفضل له أن لا يتزوج من خارج القبيلة ولكن من الممكن أن يتزوج من خارج القبيلة الهوارية ولكن الفتاة الهوارية لا يمكن أبدا أن من خارج قبيلتها ومن خارج هوارة ، وقد يحدث خلل ما في هذا النظام ولكن في حالات ضيقه جدا ويعاقب صاحبها عقاباً شديداً من قبل القبيلة كالعزلة الاجتماعية أو الطرد من خارج القبيلة نهائيا ويوقع هذا العقاب من خلال شيخ القبيلة وأفرادها بصفه عامه.
ومردود هذا النظام أن أفراد قبيلة الهوارة يتمتعون بنسب عريق يختلف عن باقي القبائل الأخرى كما أنهم يمتلكون أراضي واسعة من أجود الأراضي الزراعية لذا فإن اختلاط النسب وخاصة للفتاه الهوارية خارج القبيلة يؤدى إلى أن تؤول أجزاء كبيرة من هذه الأراضي إلى أبناء ينتسبون إلى الأب وبالتالي إلى قبيلة أخرى وبهذا تتفرق الأراضي وتختلط الأنساب وتضيع هيبة القبيلة
- لذا كان من توابع هذا النظام أن ارتفع سن الذكور عند الزواج إلى 30 عاما وعند الإناث إلى 22 عاماً
تتفق الدرجات الثلاثة للقبيلة في هذا النظام للزواج
2 - الواجبات الاجتماعية عند هوارة
يتمسك أفراد قبيلة الهوارة بصفة التضامن القوى أثناء الأزمات ويعتبرونها من أهم الصفات التي تعبر عن بنائهم القبلي ويتجلى هذا التضامن من أثناء حالات الوفاة فعند حدوث حالة وفاة عند احد أفراد القبيلة تفتح الساحة ( المندرة) أو المضيفة لتلقى واجب العزاء من أفراد القبيلة من مختلف درجاتها من القبائل الأخرى لمدة 15 يوما يكونوا خلالها طالقي اللحية تقديرا للمتوفى وأهله ولكن الآن تغيرت هذه العادات وأصبحت تقريبا 3 أيام أو خمسة أيام فقط للرجل واخذ العزاء على القبر أو يوم واحد للعزاء للمرآة
كما يحرم دخول أي نوع من أنواع اللحوم إلى منازل القبيلة لمدة 40 يوما وبالنسبة لأهل المتوفى لمدة عامين كما يلبس نساء وبنات القبيلة بصفة عامة الملابس السوداء لمدة عامين وهذه العادة أيضا تغيرت عند معظم القبائل والعائلات واختفت تماما .
وفي حالة حدوث أن احدي درجات القبيلة لم تأتى للعزاء فأن الهوارة يقاطعونهم إلى الأبد ولا يشاركونهم في أفراح أو جنازة ولا تنتهي هذه المقاطعة إلا بحدوث صلح عن طريق المجلس العرفي للقبيلة
تتفق الدرجات الثلاثة في هذاالنظام الخاص بالواجبات الاجتماعية
3 - خروج الفتاه عند هوارة
يختلف الهوارة فيما بينهم في الدرجات الثلاث في هذه النقطة حيث أن فرع أولاد يحيى من الهوارة لا تخرج فتياتهم من البيت منذ أن تولد إلا عندما تذهب إلى بيت زوجها ثم عند مماتها . أما فيما يتعلق بتعليم الفتاه فيقوم رب الأسرة بإحضار مدرسة خاصة أو فتاه من المتعلمين بالقرية بتعليم بناته القراءة والكتابة داخل المنزل .
أما باقي فرعى القبيلة وهم الهمامية والبلابيش فهم يسمحون لبناتهم بالخروج إلى التعليم وسواه . وهذا على الأقل في الوقت الحالي منذ عقدين أو ثلاثة من الزمن - إذا مرضت إحدى سيدات أوفتيات القبيلة سواء كان هذا المرض مرضا عاديا أو إحدى حالات الولادة فإن في قبيلة أولاد يحيى في هذه الحالة يقوموا بالبحث عن طبيبة من المركز وتأتى إلى المنزل وتقوم بعمل اللازم ، وإذا لم يجدوا الطبيبة يقوموا بعمل اللازم من خلال الوصفات الطبية أو علاج يقوم بكتابته طبيب بدون كشف على المريضة ، إذا وافق الطبيب وفي حالات الولادة إذا لم يجدوا طبيبة يأتوا بإحدى النساء المتخصصات في الولادة (الداية) وتقوم بتوليدها أيضا فيما يختص بهذه النقطة فإن فرعى القبيلة من الهمامية والبلابيش يختلفان عن فرع أولاد يحيى فهما يذهبان بالمريضة إلى الطبيبة أو الطبيب في العيادة أو في منزلهم ، وهذا يمثل في حد ذاته تغير لطبيعة البناء الاجتماعي القبلي لبعض العادات والتقاليد لدى القبيلة بصفة عامة
4 - الجانب الاقتصادي عند هوارة
تعتبر الزراعة هي النشاط الاقتصادي الرئيسي لأفراد القبيلة حيث يبلغ نسبة من يعمل بالزراعة أكثر من 80% حسب البيانات الرسمية المدونة بسجلات الجمعية الزراعية ، أما باقي الأفراد فيعملون في باقي المجالات ( الوظيفة ، التجارة المتوسطة والبسيطة ، والعمل في مصنع سكر دشنا.
وفيما يتعلق بالعمالة المأجورة ، فإن القبيلة تعتبر مصدرا جالبا مهما للعمالة المأجورة ولكن من خارج القبيلة لأن الهواري – حتى ولو كان من فقراء القبيلة القليلون – لا يعمل في أراضى الغير من أبناء عمومته لأنه يعتبر أن هذا ينقص من قدره وقدر أسرته عندما يعمل عند أشخاص يتساوون معه في الأصول والأنساب لمجرد أن الله منحهم مالا وأرضا واسعة وهناك تأثير مباشر لقبيلة الهوارة على نظام الملكية الزراعية بمجتمع الدراسة حيث أن أفراد القبيلة يستأثرون بالجزء الأكبر من الأرض الزراعية نتيجة لما أوقف لهم من قبل أجدادهم . يوضح لنا هذا انتشار العمالة المأجورة في أراضيهم
5- هوارة ...العادات والتقاليد
تختلف العادات والتقاليد قليلا حسب البيئة التي تعيش فيها القبيلة , فبالطبع العادات بالشمال الأفريقي ليست هي التي بمصر أو الشام مثلا ولكن تتفق في السمات الأساسية لكل قبائل البربر من بنى قيدار بصوره عامه فهم كما وصفهم أبن خلدون :
( وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة , مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم , ومدعاة المدح والثناء من الخلق , لما جبلوا عليه من الخلق الكريم من عز الجوار وحماية النزيل , والوفاء بالقول والعهد ,والصبرعلىالمكارة والثبات في الشدائد , وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب , والتجافي عنالانتقام , ورحمة المسكين وبر الكبير , وتوقير أهل العلم وقرى الضيف , والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإبائه الضيم ومشاقة الدول, ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه, فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف , لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك مااكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك , حتى علت على الأيادى أيديهم .)
ويسود في القبيله روح التعاون في تعمير مناطقهم والمساهمة فى أنشاء الخدمات مثل المدارس والمصالح الحكوميه ومشروعات المرافق المختلفه .
كما يسود بين أبناء القبيلة روح التكافل والتعاون في الرخاء والشدة , فتجدهم متعاونون مع من يقع في شده أو من لديه مناسبة زواج أو من يقيم دارا فيقدمون العون دون انتظار لدعوه , كما أنهم في المآتم يتعاونون في تقديم الواجب لأهل الفقيد ويتكفل الأقارب بإقامة العزاء وتقديم صواني الطعام للمعزيين الضيوف والمغتربيـن وكذلك لأسره الفقيد طوال فترة العزاء التي تمتد أسبوعا أو أكثر ويقدم الطعام للرجال في المندرة ( المضيفة ) ولأسره الفقيد من النساء والأطفال في دارهم ويتم ذلك وفق نظام وترتيب متفق عليه .
وتحرص الأسر على تعليم أبنائها قدر المستطاع وتحظى الفتاه بالقبيلة برعاية تفوق رعاية الابن فهي بجانب الحرص على تعليمها يتم الأنفاق على زواجها بسخاء ورعايتها حتى بعد الزواج وكأنها فرد مقيم مع الأسرة والفتاه التي قد يتوفى والدها قبل زواجها قد ترث فوق ميراثها الشرعي ما يوازى تكلفة زواجها أو يتكفل أخوتها بتكاليف زواجها , وتربى الفتاه في القبيلة على احترام زوجها حتى ولو كان أقل درجه منها في التعليم . وتحرص الأسر على زواج بناتهم من القبيلة خوفا وحرصا عليهم فإذا ما حدثت مشكله بعد الزواج تحل في حدود العرف والتقاليد . وليس ذلك حرصا على المواريث كما يظن البعض فهذا التقليد تحرص عليه الأسر التي لديها مواريث وأيضا تلك التي لا تملك مواريث تخاف عليها .. ولكن أذا ما عدنا ألي الوراء نجد أن هذا التقليد موروث منذ نشأة آل إبراهيم حيث كانوا يتبعونه منذ البداية, وفى التوراة نجد أشارات لذلك فهناك أشارة لزواج عيسو بن أسحق من أبنه عمه أسماعيل عليهما السلام ( نسمه ) وكانت وحيدة – فقد جاء أنه تزوجها لكى يرضى العائلة – وكذلك كان لسيدنا يعقوب عليه السلام ابنة أسمها ( دينا ) ويبدو أنها كانت جميله فطمع فيها قوم من الكنعانيين واحتجزوها لديهم وطلبوا من سيدنا يعقوب عليه السلام أن يزوجها لأبنهم وكانوا كثره فأحتال عليهم وأخبرهم انه لا يزوج أبنته لقوم لا يختانون ( والختان هي سمة المؤمنين آل أبراهيم ) فلما أختانوا غلبهم وحرر أبنته . وآل إبراهيم كانوا حريصين على ذلك لأنهم كانوا قوما مؤمنين وسط أمم وثنيه فكان لا يجوز أن يزوجوا بناتهم لهم ولكن توارثت تلك العادة بعد ذلك .
كذلك فأن المرأة في القبيلة بمناطق الريف لا تحتاج لأن تخرج للعمل بالحقول أو الذهاب للأسواق فإذا لم يكن لها زوج أو أبن فأن أقرب الرجال لها بالعائلة يخدمونها ويقضون حوائجها طواعية .
1 - الزواج عند هوارة :
يتميز نظام الزواج لدى الهوارة بتعقيدات عرفيه ترجع في مضمونها إلى تمسك القبيلة بأصولها السلالية القديمة
حيث أن الشاب الهواري يفضل له أن لا يتزوج من خارج القبيلة ولكن من الممكن أن يتزوج من خارج القبيلة الهوارية ولكن الفتاة الهوارية لا يمكن أبدا أن من خارج قبيلتها ومن خارج هوارة ، وقد يحدث خلل ما في هذا النظام ولكن في حالات ضيقه جدا ويعاقب صاحبها عقاباً شديداً من قبل القبيلة كالعزلة الاجتماعية أو الطرد من خارج القبيلة نهائيا ويوقع هذا العقاب من خلال شيخ القبيلة وأفرادها بصفه عامه.
ومردود هذا النظام أن أفراد قبيلة الهوارة يتمتعون بنسب عريق يختلف عن باقي القبائل الأخرى كما أنهم يمتلكون أراضي واسعة من أجود الأراضي الزراعية لذا فإن اختلاط النسب وخاصة للفتاه الهوارية خارج القبيلة يؤدى إلى أن تؤول أجزاء كبيرة من هذه الأراضي إلى أبناء ينتسبون إلى الأب وبالتالي إلى قبيلة أخرى وبهذا تتفرق الأراضي وتختلط الأنساب وتضيع هيبة القبيلة
- لذا كان من توابع هذا النظام أن ارتفع سن الذكور عند الزواج إلى 30 عاما وعند الإناث إلى 22 عاماً
تتفق الدرجات الثلاثة للقبيلة في هذا النظام للزواج
2 - الواجبات الاجتماعية عند هوارة
يتمسك أفراد قبيلة الهوارة بصفة التضامن القوى أثناء الأزمات ويعتبرونها من أهم الصفات التي تعبر عن بنائهم القبلي ويتجلى هذا التضامن من أثناء حالات الوفاة فعند حدوث حالة وفاة عند احد أفراد القبيلة تفتح الساحة ( المندرة) أو المضيفة لتلقى واجب العزاء من أفراد القبيلة من مختلف درجاتها من القبائل الأخرى لمدة 15 يوما يكونوا خلالها طالقي اللحية تقديرا للمتوفى وأهله ولكن الآن تغيرت هذه العادات وأصبحت تقريبا 3 أيام أو خمسة أيام فقط للرجل واخذ العزاء على القبر أو يوم واحد للعزاء للمرآة
كما يحرم دخول أي نوع من أنواع اللحوم إلى منازل القبيلة لمدة 40 يوما وبالنسبة لأهل المتوفى لمدة عامين كما يلبس نساء وبنات القبيلة بصفة عامة الملابس السوداء لمدة عامين وهذه العادة أيضا تغيرت عند معظم القبائل والعائلات واختفت تماما .
وفي حالة حدوث أن احدي درجات القبيلة لم تأتى للعزاء فأن الهوارة يقاطعونهم إلى الأبد ولا يشاركونهم في أفراح أو جنازة ولا تنتهي هذه المقاطعة إلا بحدوث صلح عن طريق المجلس العرفي للقبيلة
تتفق الدرجات الثلاثة في هذاالنظام الخاص بالواجبات الاجتماعية
3 - خروج الفتاه عند هوارة
يختلف الهوارة فيما بينهم في الدرجات الثلاث في هذه النقطة حيث أن فرع أولاد يحيى من الهوارة لا تخرج فتياتهم من البيت منذ أن تولد إلا عندما تذهب إلى بيت زوجها ثم عند مماتها . أما فيما يتعلق بتعليم الفتاه فيقوم رب الأسرة بإحضار مدرسة خاصة أو فتاه من المتعلمين بالقرية بتعليم بناته القراءة والكتابة داخل المنزل .
أما باقي فرعى القبيلة وهم الهمامية والبلابيش فهم يسمحون لبناتهم بالخروج إلى التعليم وسواه . وهذا على الأقل في الوقت الحالي منذ عقدين أو ثلاثة من الزمن - إذا مرضت إحدى سيدات أوفتيات القبيلة سواء كان هذا المرض مرضا عاديا أو إحدى حالات الولادة فإن في قبيلة أولاد يحيى في هذه الحالة يقوموا بالبحث عن طبيبة من المركز وتأتى إلى المنزل وتقوم بعمل اللازم ، وإذا لم يجدوا الطبيبة يقوموا بعمل اللازم من خلال الوصفات الطبية أو علاج يقوم بكتابته طبيب بدون كشف على المريضة ، إذا وافق الطبيب وفي حالات الولادة إذا لم يجدوا طبيبة يأتوا بإحدى النساء المتخصصات في الولادة (الداية) وتقوم بتوليدها أيضا فيما يختص بهذه النقطة فإن فرعى القبيلة من الهمامية والبلابيش يختلفان عن فرع أولاد يحيى فهما يذهبان بالمريضة إلى الطبيبة أو الطبيب في العيادة أو في منزلهم ، وهذا يمثل في حد ذاته تغير لطبيعة البناء الاجتماعي القبلي لبعض العادات والتقاليد لدى القبيلة بصفة عامة
4 - الجانب الاقتصادي عند هوارة
تعتبر الزراعة هي النشاط الاقتصادي الرئيسي لأفراد القبيلة حيث يبلغ نسبة من يعمل بالزراعة أكثر من 80% حسب البيانات الرسمية المدونة بسجلات الجمعية الزراعية ، أما باقي الأفراد فيعملون في باقي المجالات ( الوظيفة ، التجارة المتوسطة والبسيطة ، والعمل في مصنع سكر دشنا.
وفيما يتعلق بالعمالة المأجورة ، فإن القبيلة تعتبر مصدرا جالبا مهما للعمالة المأجورة ولكن من خارج القبيلة لأن الهواري – حتى ولو كان من فقراء القبيلة القليلون – لا يعمل في أراضى الغير من أبناء عمومته لأنه يعتبر أن هذا ينقص من قدره وقدر أسرته عندما يعمل عند أشخاص يتساوون معه في الأصول والأنساب لمجرد أن الله منحهم مالا وأرضا واسعة وهناك تأثير مباشر لقبيلة الهوارة على نظام الملكية الزراعية بمجتمع الدراسة حيث أن أفراد القبيلة يستأثرون بالجزء الأكبر من الأرض الزراعية نتيجة لما أوقف لهم من قبل أجدادهم . يوضح لنا هذا انتشار العمالة المأجورة في أراضيهم
5- هوارة ...العادات والتقاليد
تختلف العادات والتقاليد قليلا حسب البيئة التي تعيش فيها القبيلة , فبالطبع العادات بالشمال الأفريقي ليست هي التي بمصر أو الشام مثلا ولكن تتفق في السمات الأساسية لكل قبائل البربر من بنى قيدار بصوره عامه فهم كما وصفهم أبن خلدون :
( وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة , مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم , ومدعاة المدح والثناء من الخلق , لما جبلوا عليه من الخلق الكريم من عز الجوار وحماية النزيل , والوفاء بالقول والعهد ,والصبرعلىالمكارة والثبات في الشدائد , وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب , والتجافي عنالانتقام , ورحمة المسكين وبر الكبير , وتوقير أهل العلم وقرى الضيف , والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإبائه الضيم ومشاقة الدول, ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه, فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف , لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك مااكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك , حتى علت على الأيادى أيديهم .)
ويسود في القبيله روح التعاون في تعمير مناطقهم والمساهمة فى أنشاء الخدمات مثل المدارس والمصالح الحكوميه ومشروعات المرافق المختلفه .
كما يسود بين أبناء القبيلة روح التكافل والتعاون في الرخاء والشدة , فتجدهم متعاونون مع من يقع في شده أو من لديه مناسبة زواج أو من يقيم دارا فيقدمون العون دون انتظار لدعوه , كما أنهم في المآتم يتعاونون في تقديم الواجب لأهل الفقيد ويتكفل الأقارب بإقامة العزاء وتقديم صواني الطعام للمعزيين الضيوف والمغتربيـن وكذلك لأسره الفقيد طوال فترة العزاء التي تمتد أسبوعا أو أكثر ويقدم الطعام للرجال في المندرة ( المضيفة ) ولأسره الفقيد من النساء والأطفال في دارهم ويتم ذلك وفق نظام وترتيب متفق عليه .
وتحرص الأسر على تعليم أبنائها قدر المستطاع وتحظى الفتاه بالقبيلة برعاية تفوق رعاية الابن فهي بجانب الحرص على تعليمها يتم الأنفاق على زواجها بسخاء ورعايتها حتى بعد الزواج وكأنها فرد مقيم مع الأسرة والفتاه التي قد يتوفى والدها قبل زواجها قد ترث فوق ميراثها الشرعي ما يوازى تكلفة زواجها أو يتكفل أخوتها بتكاليف زواجها , وتربى الفتاه في القبيلة على احترام زوجها حتى ولو كان أقل درجه منها في التعليم . وتحرص الأسر على زواج بناتهم من القبيلة خوفا وحرصا عليهم فإذا ما حدثت مشكله بعد الزواج تحل في حدود العرف والتقاليد . وليس ذلك حرصا على المواريث كما يظن البعض فهذا التقليد تحرص عليه الأسر التي لديها مواريث وأيضا تلك التي لا تملك مواريث تخاف عليها .. ولكن أذا ما عدنا ألي الوراء نجد أن هذا التقليد موروث منذ نشأة آل إبراهيم حيث كانوا يتبعونه منذ البداية, وفى التوراة نجد أشارات لذلك فهناك أشارة لزواج عيسو بن أسحق من أبنه عمه أسماعيل عليهما السلام ( نسمه ) وكانت وحيدة – فقد جاء أنه تزوجها لكى يرضى العائلة – وكذلك كان لسيدنا يعقوب عليه السلام ابنة أسمها ( دينا ) ويبدو أنها كانت جميله فطمع فيها قوم من الكنعانيين واحتجزوها لديهم وطلبوا من سيدنا يعقوب عليه السلام أن يزوجها لأبنهم وكانوا كثره فأحتال عليهم وأخبرهم انه لا يزوج أبنته لقوم لا يختانون ( والختان هي سمة المؤمنين آل أبراهيم ) فلما أختانوا غلبهم وحرر أبنته . وآل إبراهيم كانوا حريصين على ذلك لأنهم كانوا قوما مؤمنين وسط أمم وثنيه فكان لا يجوز أن يزوجوا بناتهم لهم ولكن توارثت تلك العادة بعد ذلك .
كذلك فأن المرأة في القبيلة بمناطق الريف لا تحتاج لأن تخرج للعمل بالحقول أو الذهاب للأسواق فإذا لم يكن لها زوج أو أبن فأن أقرب الرجال لها بالعائلة يخدمونها ويقضون حوائجها طواعية .