نسب قبيلة الحويطات
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير}.ٌ
وقال الرّسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به ارحامكم، فإنّ صلة الرّحم محبة في الأهل، مثراة في المال منسأة في الأثر)
الحويطات هم من الجمامزة من الأشراف بني الحسين الذين هاجروا من المدينة المنورة الى بادية الشام واستوطنوا حول العقبة وفيما يلي نورد عمود النسب
حويط ابن جماز بن هاشم بن سالم بن مهنا بن داود بن مهنا بن جماز بن قاسم بن مهنا الأعرج بن الحسين بن المهنا بن داود أبو هاشم بن القاسم أحمد بن عبيدالله أبو علي الأمير بن طاهر شيخ الحجاز بن يحي النسابة بن الحسن أبو محمد جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدين بن الامام الحسين بن الامام علي بن أبي طالب
اعقاب الشريف حويط هم : عمران - علوان - سويعد
وقد اورد النسابة المعروف محمد سليمان الطيب تفصيلا موسعا عن قبيلة الحويطات فقد ذكر في احد مؤلفاته ان قبيلة الحويطات من أكبر قبائل الجزيرة العربية .. ولها امتداد في الأردن وفلسطين ومصر .
نسب الحويطات: نظراً للخطأ الوارد في العديد من مصنفات بعض محققي العصر في القرن العشرين الميلادي .. ووجود التباس وتناقض فيما بينها بشأن أصل الحويطات .. قمنا بعمل بحث ميداني واسع النطاق بدقة من كبار البوادي وثقات الرواة من الحويطات .. وقد كان الاتفاق العام من عدة مصادر لما تواتر عندهم وتناقلوه من أجدادهم وأسلافهم .. وهو أن جدهم حويط مؤسس قبيلة الحويطات من مدة ستة قرون ونصف القرن تقريباً .. وأنه ينتمي إلى أشراف الحجاز بنواحي المدينة المنورة .. وملخص الرواية هي : أن حويطاً جدهم كان مرافقاً لبعض ذويه من أشراف الحجاز في حوالي نصف القرن الثامن الهجري .. وقد كان ذووه ضمن قافلة تجارية متجهة الى بلاد الشام .. وأثناء مرورها قرب العقبة داهم حويط مرض شديد .. فلما قارب على الموت وقد يئس رفاقه من شفائه .. ورأفة منهم عليه من مشقة الطريق نزلوا به على مضارب بني عطية قرب العقبة .. وتركوه عند أحد البدو من العطاونة القاطنين في تلك الناحية .. ولما أيقنوا بهلاك حويط طلبوا من العطوي أن يخط وسم(1) الأشراف على نصب قبره بعد موته في غيابهم .. وظل حويط يصارع المرض أياماً وليالي حالكة .. ففكر الرجل العطوي الذي استضافه أن يجرب معه بعض الأعشاب الصحراوية التي كان يجمعها من وديان الجبال في المنطقة القريبة منه علّها تخفف الألم الذي يعاني منه حويط .. واستمر العطوي بتطبيبه ورعايته .. فشاء الله أن يبرأ من سقمه ويصح بدنه خلال فترة قصيرة .. وقد امتثل للشفاء والعافية تماماً .. وكان حويط شاباً فتياً وفطنا ذكياً .. وقد أحب المكوث عند العطوي قرب العقبة لما لمس فيه النخوة وفعل الجميل والمعروف معه .. وقد كان سبباً في إنقاذ حياته .. فلما ظهرت علامات الشجاعة والإقدام على حويط ملك قلوب من حوله وزاد حب وتقدير العطوي وأهله له .. فزوّجه ابنته وشاركه ماله وحلاله .. وقد اعتبره فرداً من عشيرته له ما لهم وعليه ما عليهم .. وهذا الشئ قد خلق الالتباس عند أحد رحالّة الحج في النصف ...... من القرن العاشر الهجري وهو عبدالقادر محمد الجزيري .. ونقله خطأ من بعض البادية .. لشيوع نسب حويط عند البعض من بني عطية ذاك الوقت .. وقد ذكر في مخطوطه (درر الفرائد المنظمة في طريق مكة المعظمة) (2) أن فصائل الحويطات ضمن لفيف بني عطية .. وقد تزوج حويط كما يذكر الرواة العديد من النساء أغلبهن من بني عطية وبني عُقبه وأنجب أولاداً تزاوجوا بدورهم في أعمار الصبا من أخوالهم .. وكل منهم صار عنده أسرة كبيرة .. وبارك الله في نسل حويط وأصبح احفاده في بضع عشرات من السنين رهطاً كثيرين .. وفي فترة قياسية من الزمن (3) أي قبيل منتصف القرن العاشر للهجرة ظهروا في دنيا العشائر .. وأصبح كيانهم العشائري لا بأس به ومنهم فصائل عديدة .. وقد كونوا دياراً خاصة بهم .. وأكثرهم قد تجمعوا في زمرات حول العقبة وقليل من فصائلهم في التَهَم على ساحل البحر الأحمر .. وقد قويت شكوتهم رويداً ثم زاد بأسهم وجرت سطوتهم في البوادي .. ونافسوا القبائل الأقدم المجاورة لهم مثل بني عطية وبني عُقبة والمساعيد وغيرهم .. وذلك في التحكم في طرق الحج بعد ما بات لهم التجمع حول العقبة وهي المدخل الرئيسي للحجاج القادمين من مصر وإفريقيا والشام .. واصبحت العقبة مركزاً حيوياً ورئيسياً لأبناء حويط في طور نمائهم الأول .. ثم بعد تكاثرهم في شمالي الحجاز فيما بعد القرن العاشر الهجري انتقلت فصائلهم لمناطق عديدة في التَهَمة ( ساحل البحر ) بالمملكة العربية السعودية .. وكذلك في جنوب الأردن .. وأصبح لهم الآن بالوقت الحاضر آخر الربع الأول من القرن الخامس عشر الهجري كيان قبلي كبير ومعروف باسم الحويطات في أربعة بلدان عربية (4) .. وهي المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين ومصر .. ويُدعى واحدهم حويطي نسبة إلى حويط مؤسسهم الذي ينتمي إلى شجرة الأشراف من بني هاشم من قريش العدنانية.
التحقيق التاريخي لرواية شيوخ الحويطات
تم التحقيق لعدة مصنفات (5) ومخطوطات خاصة بشجرة الأشراف .. وقد تبين صحة رواية الثقات من الحويطات .. وحويط هو من نسل الأشراف الجمامزة الحسينيين (6) أمراء المدينة المنورة حتى القرن التاسع الهجري .. ومتوافق زمنياً مع ظهور عشيرة الحويطات قبيل منتصف القرن العاشر الهجري في شمالي الحجاز.
وحويط من نسل عبيدالله الأعرج من أحفاد الحسين السبط .. ويُطلق على الأعرج بلهجة البدو الدارجة (الكسيح) سواء عند الأشراف أو غيرهم من القبائل العربية.
وعمود نسب الشريف حويط كما ورد في شجرة الأشراف الحسينيين في مخطوط (رياض النقب في معرفة قبائل العرب) لمؤلفه بهجت الدين محمد بن سليم الزعبي الحسني نقلاً عن كتاب جده السيد عز الدين عبدالقادر العلامة والنسابة المغربي (عمدة الطالب في نسب عبدالله وأبي طالب) (7) كالتالي: حويط بن جماز بن هاشم بن سالم بن مهنا بن داود بن مهنا بن جماز بن قاسم بن مهنا بن الحسين بن مهنا الأكبر بن داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي - رضي الله عنه.
وذكر رواة الحويطات أن عدد أجدادهم من حويط حتى الوقت الحاضر حوالي ثمانية عشر جداً .. وهي المدة التنازلية من مؤسسهم حويط حتى الآن في آخر الربع الأول من القرن الخامس عشر الهجري وبالقياس الزمني التقريبي ( في أن المسافة الزمنية بين كل جد وآخر أعلى منه هو حوالي (خمسة وثلاثين عاماً) .. وبذلك تصبح المسافة التقديرية هنا لثمانية عشر جداً حتى حويط مؤسس الكيان القبلي نحو ستمائة وثلاثين عاماً.
أما المدة التصاعدية من حويط حتى الحسين السبط فتكون لثلاثة وعشرين جد .. وحسب القياس التقريبي السابق ذكره تستغرق حوالي ثمانية قرون وخمسة أعوام .. وبجمع كلتا المدتين التصاعدية والتنازلية سابقة الذكر نجد أنها تستغرق أربعة عشر قرناً وخمسة وثلاثين عاماً.
وبذلك يكون القياس الزمني صحيحاً وسليماً .. وتقدير رواة الحويطات أقرب إلى الحقيقة بأن عدد أجدادهم حتى حويط ثمانية عشر جداً.
ولأن الحسين السبط كما هو معروف قد ولد بعد غزوة أُحد في العام الرابع للهجرة (شهر شعبان) .. وبذلك فالقياس التقديري منطبقاً مع التاريخ الهجري .. فإذا حذفنا ثلاث سنوات من ذلك التاريخ العام للهجرة يتبقى لنا نفس المدة الزمنية تقريباً والتي أشرنا إليها عاليه.
ووجود زيادة هنا سبع سنوات في مجموع القياس الزمني لأجداد الحويطات عن زمن التاريخ الهجري لأننا قدّرنا المسافة الزمنية بين الأجداد بوتيرة واحدة وهي 35 عاماً (9) ولكن قد تنقص المسافة الزمنية بين بعض الأجداد في سلسلة نسب حويط عن خمسة وثلاثين عاماً في بعض المرات لأن زواج الأشراف غالباً يكون مبكراً خاصة من كان منهم في البوادي.
___________________________
(1) نسب أي علامة لكل قبيلة عربية توضع بكي النار على الإبل خاصة .. وكذلك على الحجارة وصخور الجبال لتحديد الأماكن وديار كل قبيلة .. ومعنى الموسومة أي المُعلَّمة.
وفي النهاية لابن الأثير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: سوموا فإن الملائكة قد سومت أي اعملوا لكم علامة تتميزون بها.
(2) انظر عن نقد الجزيري والرد على أخطائه في نسب العديد من القبائل في ج1 من موسوعة القبائل العربية لمحمد سليمان الطيب .. الناشر دار الفكر العربي .. بالقاهرة.
(3) في الأعلام للزركلي مجلد 3 ص262 ذكر أن ذرية العباس بن عبدالمطلب من بني عبدهاشم خلال قرنين ونيف أي عام 200هــ قد بلغوا ثلاثين ألفاً .. فليس من الغريب أن تصبح عشيرة الحويطات عند مرور الجزيري عليها في القرن العاشر الهجري – خلال قرنين ونيف – بضع مئات .. وعن تكاثر الحويطات في خلال ستة قرون ونصف القرن .. ونشير إلى أن القبيلة قد انضمت اليها أفخاذ وعشائر ليست من ذرية حويط الشريف .. وليس مستغرباً عن نمو الحويطات منذ البداية وحتى النهاية في هذه الحقبة الزمنية .. ونقيس نمو الحويطات وتكاثرهم بالسعادي من بني سليم العدنانية .. فهذا البطن كان متزامناً في نمائه مع الحويطات .. ورغم ذلك فالسعادي في الوقت الحاضر يشكلون من الناحية العددية خمسة أمثال الحويطات بل يزيدون عن ذلك.
(4) وفي إقليم خوزخستان بإيران عشيرة تسمى الحويطات وهم هناك حلفاء لقبيلة الأمارة من بني تميم .. وفي القرارة بولاية غرداية في صحراء الجزائر توجد عشيرة باسم الحويطات نزح جدهم ويقال له منصور من حويطات صعيد مصر في أوائل الدولة العثمانية.
(5) نذكر من المصنفات والمراجع بدار الكتب المصرية بالقاهرة:
(أ) نخبة الزهرة الثمينة في نسب أشراف المدينة للشريف علي بن الحسن الشدقمي.
وقد ذكر السيد علي بن الحسن الشدقمي الحسيني هجرة الجمامزة الأشراف المنسوب لهم حويط إلى الشام ومصر قائلاً: (نقل والدي رحمه الله من غير واحد أنهم بالشام وصعيد مصر).
قلت: وهذا القول صحيح لأن حويط من آل جماز الأشراف قد استقر في العقبة وهي من مشارف الشام وهو مؤسس قبيلة الحويطات المعروفة .. وأما بقية الجمامزة فقد استقروا في نواحي قنا بصعيد مصر.
(ب) الرسائل الكمالية .. ص463.
(ج) كتاب المشجر الكشاف في أنساب السادة الأشراف المحقق من الأستاذ عارف أحمد عبدالغني من سوريا والأستاذ عبدالله السادة من دولة قطر .. ج1 .. ص13.
(6) كما ذكر الباحث الجيولوجي الإنجليزي ريتشارد فرانسيس بورتون في كتابه "أرض مدين" المطبوع في عام 1984م بالإنجليزية على نفقة أحد أحفاده أنه أخبر من الشيخ أبو طقيقة عام 1878م أن الحويطات من الأشراف وهم غير بني عقبة وبني عطية المجاورين لهم.
(7) كما أشار إلى ذلك كتاب المشجر الكشّاف للأستاذ عارف أحمد عبدالغني .. والأستاذ عبدالله السادة.
( قدرنا القياس الزمني التقريبي بين كل جد وآخر أعلى منه بخمسة وثلاثين عاماً لأن الواقع الفعلي المطبق هو كذلك .. وهناك طبعاً في بعض الأحيان أو المرات تشذ القاعده وتزيد المسافة الزمنية عن ذلك .. ويرجع ذلك إلى أن الابن أو الجد في عمود النسب ليس بكر أبيه أي الجد الأعلى منه أو من أولاده الصغار .. وهنا في شجرة الأشراف فالمسافة بين الأب وابنه (الجد والجد الأعلى) تكون في حوالي الخمسة والثلاثين عاماً أو أقل في بعض الأحيان .. لأن الأشراف في المدينة المنورة كانوا أغنياء وميسوري الحال وزواجهم في العادة يكون مبكراً وبالتالي فالإنجاب يكون مبكراً وتبعاً لذلك فالمسافة بين الأجداد ليست كبيرة .. وندلل بمثل فريد وهو قلة المسافة بين عمرو بن العاص وولده عبدالله فكانت ثلاثة عشر عاماً فقط .. هذا طبعاً والمسافة أيام سيدنا إسماعيل بين الأجداد كبيرة لأن الأعمار كانت طويلة.
(9) وذكر العلامة عبدالرحمن بن خلدون مؤسس علم الاجتماع في – تاريخ العبر – قاعدة مؤكدة في أن لكل مائة عام ثلاثة أجداد تقريباً .. وهذا ما أشرنا إليه عاليه
تحيات منتدى قبيلة الحويطات الرسمي
www.alhoweitat.com
زورونا
المصدر: منتديات الوليد بن طلال - من قسم: منتدى القبائل العربيه والتراث الشعبي
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير}.ٌ
وقال الرّسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به ارحامكم، فإنّ صلة الرّحم محبة في الأهل، مثراة في المال منسأة في الأثر)
الحويطات هم من الجمامزة من الأشراف بني الحسين الذين هاجروا من المدينة المنورة الى بادية الشام واستوطنوا حول العقبة وفيما يلي نورد عمود النسب
حويط ابن جماز بن هاشم بن سالم بن مهنا بن داود بن مهنا بن جماز بن قاسم بن مهنا الأعرج بن الحسين بن المهنا بن داود أبو هاشم بن القاسم أحمد بن عبيدالله أبو علي الأمير بن طاهر شيخ الحجاز بن يحي النسابة بن الحسن أبو محمد جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدين بن الامام الحسين بن الامام علي بن أبي طالب
اعقاب الشريف حويط هم : عمران - علوان - سويعد
وقد اورد النسابة المعروف محمد سليمان الطيب تفصيلا موسعا عن قبيلة الحويطات فقد ذكر في احد مؤلفاته ان قبيلة الحويطات من أكبر قبائل الجزيرة العربية .. ولها امتداد في الأردن وفلسطين ومصر .
نسب الحويطات: نظراً للخطأ الوارد في العديد من مصنفات بعض محققي العصر في القرن العشرين الميلادي .. ووجود التباس وتناقض فيما بينها بشأن أصل الحويطات .. قمنا بعمل بحث ميداني واسع النطاق بدقة من كبار البوادي وثقات الرواة من الحويطات .. وقد كان الاتفاق العام من عدة مصادر لما تواتر عندهم وتناقلوه من أجدادهم وأسلافهم .. وهو أن جدهم حويط مؤسس قبيلة الحويطات من مدة ستة قرون ونصف القرن تقريباً .. وأنه ينتمي إلى أشراف الحجاز بنواحي المدينة المنورة .. وملخص الرواية هي : أن حويطاً جدهم كان مرافقاً لبعض ذويه من أشراف الحجاز في حوالي نصف القرن الثامن الهجري .. وقد كان ذووه ضمن قافلة تجارية متجهة الى بلاد الشام .. وأثناء مرورها قرب العقبة داهم حويط مرض شديد .. فلما قارب على الموت وقد يئس رفاقه من شفائه .. ورأفة منهم عليه من مشقة الطريق نزلوا به على مضارب بني عطية قرب العقبة .. وتركوه عند أحد البدو من العطاونة القاطنين في تلك الناحية .. ولما أيقنوا بهلاك حويط طلبوا من العطوي أن يخط وسم(1) الأشراف على نصب قبره بعد موته في غيابهم .. وظل حويط يصارع المرض أياماً وليالي حالكة .. ففكر الرجل العطوي الذي استضافه أن يجرب معه بعض الأعشاب الصحراوية التي كان يجمعها من وديان الجبال في المنطقة القريبة منه علّها تخفف الألم الذي يعاني منه حويط .. واستمر العطوي بتطبيبه ورعايته .. فشاء الله أن يبرأ من سقمه ويصح بدنه خلال فترة قصيرة .. وقد امتثل للشفاء والعافية تماماً .. وكان حويط شاباً فتياً وفطنا ذكياً .. وقد أحب المكوث عند العطوي قرب العقبة لما لمس فيه النخوة وفعل الجميل والمعروف معه .. وقد كان سبباً في إنقاذ حياته .. فلما ظهرت علامات الشجاعة والإقدام على حويط ملك قلوب من حوله وزاد حب وتقدير العطوي وأهله له .. فزوّجه ابنته وشاركه ماله وحلاله .. وقد اعتبره فرداً من عشيرته له ما لهم وعليه ما عليهم .. وهذا الشئ قد خلق الالتباس عند أحد رحالّة الحج في النصف ...... من القرن العاشر الهجري وهو عبدالقادر محمد الجزيري .. ونقله خطأ من بعض البادية .. لشيوع نسب حويط عند البعض من بني عطية ذاك الوقت .. وقد ذكر في مخطوطه (درر الفرائد المنظمة في طريق مكة المعظمة) (2) أن فصائل الحويطات ضمن لفيف بني عطية .. وقد تزوج حويط كما يذكر الرواة العديد من النساء أغلبهن من بني عطية وبني عُقبه وأنجب أولاداً تزاوجوا بدورهم في أعمار الصبا من أخوالهم .. وكل منهم صار عنده أسرة كبيرة .. وبارك الله في نسل حويط وأصبح احفاده في بضع عشرات من السنين رهطاً كثيرين .. وفي فترة قياسية من الزمن (3) أي قبيل منتصف القرن العاشر للهجرة ظهروا في دنيا العشائر .. وأصبح كيانهم العشائري لا بأس به ومنهم فصائل عديدة .. وقد كونوا دياراً خاصة بهم .. وأكثرهم قد تجمعوا في زمرات حول العقبة وقليل من فصائلهم في التَهَم على ساحل البحر الأحمر .. وقد قويت شكوتهم رويداً ثم زاد بأسهم وجرت سطوتهم في البوادي .. ونافسوا القبائل الأقدم المجاورة لهم مثل بني عطية وبني عُقبة والمساعيد وغيرهم .. وذلك في التحكم في طرق الحج بعد ما بات لهم التجمع حول العقبة وهي المدخل الرئيسي للحجاج القادمين من مصر وإفريقيا والشام .. واصبحت العقبة مركزاً حيوياً ورئيسياً لأبناء حويط في طور نمائهم الأول .. ثم بعد تكاثرهم في شمالي الحجاز فيما بعد القرن العاشر الهجري انتقلت فصائلهم لمناطق عديدة في التَهَمة ( ساحل البحر ) بالمملكة العربية السعودية .. وكذلك في جنوب الأردن .. وأصبح لهم الآن بالوقت الحاضر آخر الربع الأول من القرن الخامس عشر الهجري كيان قبلي كبير ومعروف باسم الحويطات في أربعة بلدان عربية (4) .. وهي المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين ومصر .. ويُدعى واحدهم حويطي نسبة إلى حويط مؤسسهم الذي ينتمي إلى شجرة الأشراف من بني هاشم من قريش العدنانية.
التحقيق التاريخي لرواية شيوخ الحويطات
تم التحقيق لعدة مصنفات (5) ومخطوطات خاصة بشجرة الأشراف .. وقد تبين صحة رواية الثقات من الحويطات .. وحويط هو من نسل الأشراف الجمامزة الحسينيين (6) أمراء المدينة المنورة حتى القرن التاسع الهجري .. ومتوافق زمنياً مع ظهور عشيرة الحويطات قبيل منتصف القرن العاشر الهجري في شمالي الحجاز.
وحويط من نسل عبيدالله الأعرج من أحفاد الحسين السبط .. ويُطلق على الأعرج بلهجة البدو الدارجة (الكسيح) سواء عند الأشراف أو غيرهم من القبائل العربية.
وعمود نسب الشريف حويط كما ورد في شجرة الأشراف الحسينيين في مخطوط (رياض النقب في معرفة قبائل العرب) لمؤلفه بهجت الدين محمد بن سليم الزعبي الحسني نقلاً عن كتاب جده السيد عز الدين عبدالقادر العلامة والنسابة المغربي (عمدة الطالب في نسب عبدالله وأبي طالب) (7) كالتالي: حويط بن جماز بن هاشم بن سالم بن مهنا بن داود بن مهنا بن جماز بن قاسم بن مهنا بن الحسين بن مهنا الأكبر بن داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي - رضي الله عنه.
وذكر رواة الحويطات أن عدد أجدادهم من حويط حتى الوقت الحاضر حوالي ثمانية عشر جداً .. وهي المدة التنازلية من مؤسسهم حويط حتى الآن في آخر الربع الأول من القرن الخامس عشر الهجري وبالقياس الزمني التقريبي ( في أن المسافة الزمنية بين كل جد وآخر أعلى منه هو حوالي (خمسة وثلاثين عاماً) .. وبذلك تصبح المسافة التقديرية هنا لثمانية عشر جداً حتى حويط مؤسس الكيان القبلي نحو ستمائة وثلاثين عاماً.
أما المدة التصاعدية من حويط حتى الحسين السبط فتكون لثلاثة وعشرين جد .. وحسب القياس التقريبي السابق ذكره تستغرق حوالي ثمانية قرون وخمسة أعوام .. وبجمع كلتا المدتين التصاعدية والتنازلية سابقة الذكر نجد أنها تستغرق أربعة عشر قرناً وخمسة وثلاثين عاماً.
وبذلك يكون القياس الزمني صحيحاً وسليماً .. وتقدير رواة الحويطات أقرب إلى الحقيقة بأن عدد أجدادهم حتى حويط ثمانية عشر جداً.
ولأن الحسين السبط كما هو معروف قد ولد بعد غزوة أُحد في العام الرابع للهجرة (شهر شعبان) .. وبذلك فالقياس التقديري منطبقاً مع التاريخ الهجري .. فإذا حذفنا ثلاث سنوات من ذلك التاريخ العام للهجرة يتبقى لنا نفس المدة الزمنية تقريباً والتي أشرنا إليها عاليه.
ووجود زيادة هنا سبع سنوات في مجموع القياس الزمني لأجداد الحويطات عن زمن التاريخ الهجري لأننا قدّرنا المسافة الزمنية بين الأجداد بوتيرة واحدة وهي 35 عاماً (9) ولكن قد تنقص المسافة الزمنية بين بعض الأجداد في سلسلة نسب حويط عن خمسة وثلاثين عاماً في بعض المرات لأن زواج الأشراف غالباً يكون مبكراً خاصة من كان منهم في البوادي.
___________________________
(1) نسب أي علامة لكل قبيلة عربية توضع بكي النار على الإبل خاصة .. وكذلك على الحجارة وصخور الجبال لتحديد الأماكن وديار كل قبيلة .. ومعنى الموسومة أي المُعلَّمة.
وفي النهاية لابن الأثير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: سوموا فإن الملائكة قد سومت أي اعملوا لكم علامة تتميزون بها.
(2) انظر عن نقد الجزيري والرد على أخطائه في نسب العديد من القبائل في ج1 من موسوعة القبائل العربية لمحمد سليمان الطيب .. الناشر دار الفكر العربي .. بالقاهرة.
(3) في الأعلام للزركلي مجلد 3 ص262 ذكر أن ذرية العباس بن عبدالمطلب من بني عبدهاشم خلال قرنين ونيف أي عام 200هــ قد بلغوا ثلاثين ألفاً .. فليس من الغريب أن تصبح عشيرة الحويطات عند مرور الجزيري عليها في القرن العاشر الهجري – خلال قرنين ونيف – بضع مئات .. وعن تكاثر الحويطات في خلال ستة قرون ونصف القرن .. ونشير إلى أن القبيلة قد انضمت اليها أفخاذ وعشائر ليست من ذرية حويط الشريف .. وليس مستغرباً عن نمو الحويطات منذ البداية وحتى النهاية في هذه الحقبة الزمنية .. ونقيس نمو الحويطات وتكاثرهم بالسعادي من بني سليم العدنانية .. فهذا البطن كان متزامناً في نمائه مع الحويطات .. ورغم ذلك فالسعادي في الوقت الحاضر يشكلون من الناحية العددية خمسة أمثال الحويطات بل يزيدون عن ذلك.
(4) وفي إقليم خوزخستان بإيران عشيرة تسمى الحويطات وهم هناك حلفاء لقبيلة الأمارة من بني تميم .. وفي القرارة بولاية غرداية في صحراء الجزائر توجد عشيرة باسم الحويطات نزح جدهم ويقال له منصور من حويطات صعيد مصر في أوائل الدولة العثمانية.
(5) نذكر من المصنفات والمراجع بدار الكتب المصرية بالقاهرة:
(أ) نخبة الزهرة الثمينة في نسب أشراف المدينة للشريف علي بن الحسن الشدقمي.
وقد ذكر السيد علي بن الحسن الشدقمي الحسيني هجرة الجمامزة الأشراف المنسوب لهم حويط إلى الشام ومصر قائلاً: (نقل والدي رحمه الله من غير واحد أنهم بالشام وصعيد مصر).
قلت: وهذا القول صحيح لأن حويط من آل جماز الأشراف قد استقر في العقبة وهي من مشارف الشام وهو مؤسس قبيلة الحويطات المعروفة .. وأما بقية الجمامزة فقد استقروا في نواحي قنا بصعيد مصر.
(ب) الرسائل الكمالية .. ص463.
(ج) كتاب المشجر الكشاف في أنساب السادة الأشراف المحقق من الأستاذ عارف أحمد عبدالغني من سوريا والأستاذ عبدالله السادة من دولة قطر .. ج1 .. ص13.
(6) كما ذكر الباحث الجيولوجي الإنجليزي ريتشارد فرانسيس بورتون في كتابه "أرض مدين" المطبوع في عام 1984م بالإنجليزية على نفقة أحد أحفاده أنه أخبر من الشيخ أبو طقيقة عام 1878م أن الحويطات من الأشراف وهم غير بني عقبة وبني عطية المجاورين لهم.
(7) كما أشار إلى ذلك كتاب المشجر الكشّاف للأستاذ عارف أحمد عبدالغني .. والأستاذ عبدالله السادة.
( قدرنا القياس الزمني التقريبي بين كل جد وآخر أعلى منه بخمسة وثلاثين عاماً لأن الواقع الفعلي المطبق هو كذلك .. وهناك طبعاً في بعض الأحيان أو المرات تشذ القاعده وتزيد المسافة الزمنية عن ذلك .. ويرجع ذلك إلى أن الابن أو الجد في عمود النسب ليس بكر أبيه أي الجد الأعلى منه أو من أولاده الصغار .. وهنا في شجرة الأشراف فالمسافة بين الأب وابنه (الجد والجد الأعلى) تكون في حوالي الخمسة والثلاثين عاماً أو أقل في بعض الأحيان .. لأن الأشراف في المدينة المنورة كانوا أغنياء وميسوري الحال وزواجهم في العادة يكون مبكراً وبالتالي فالإنجاب يكون مبكراً وتبعاً لذلك فالمسافة بين الأجداد ليست كبيرة .. وندلل بمثل فريد وهو قلة المسافة بين عمرو بن العاص وولده عبدالله فكانت ثلاثة عشر عاماً فقط .. هذا طبعاً والمسافة أيام سيدنا إسماعيل بين الأجداد كبيرة لأن الأعمار كانت طويلة.
(9) وذكر العلامة عبدالرحمن بن خلدون مؤسس علم الاجتماع في – تاريخ العبر – قاعدة مؤكدة في أن لكل مائة عام ثلاثة أجداد تقريباً .. وهذا ما أشرنا إليه عاليه
تحيات منتدى قبيلة الحويطات الرسمي
www.alhoweitat.com
زورونا
المصدر: منتديات الوليد بن طلال - من قسم: منتدى القبائل العربيه والتراث الشعبي