"أبناء مبارك" أشعلوا النيران فى ميدان التحرير
كانت الساعة تقترب من الثامنة مساء، وقتها نصبت شباك فلول النظام وبقاياه، لاشعال النار في جسد الوطن، دشنوا معركتهم التي استمرت حتي العاشرة صباحا بين شباب الثورة والداخلية، ممهمورة بعبارة احتضنتها جدران المبني المقابل لـ«المتحف المصري». أولاد المنوفية أبناء مبارك قادمون، و«ثورة أبناء مبارك».. لتدور رحي الانتقام لـ«رأس النظام المخلوع» علي امتداد شارع محمد محمود علي مقربة من ميدان التحرير، من الشعب الثائر، ويبطل عجب جموع المصريين من احتدام النار في الميدان.
فصل واحد للمسرحية خاب مؤلفوه في تسويقه، مثلما فعل أسلافهم في موقعة الجمل، مجرمون فشلة دأبوا علي قهر الوطن ومواطنيه، لكن نقاء سريرة أسر الشهداء سيظل بالمرصاد لمؤامرات أكل عليها الزمن وشرب تستهدف عنق الثورة، من ماسبيرو وبدأت قصة الأسر المكلومة لفراق أبنائها، والمصدومة ولاتزال بتأجيل محاكمات القتلة، هناك انضموا إلي أسر مدينة السلام لإعلان احتجاجهم علي إخلاء سبيل «الضباط» المتهمين بقتل المتظاهرين، وإلي مسرح البالون، حيث استقطاب بزعم «التكريم» من جانب الشرطة، أعقبه تراشق بالألفاظ بينهم وبين بعض الضباط انتهي إلي وابل من «السباب والشتائم»، مهمورا بالاعتداء، بعدها قرروا الاتجاه إلي ميدان التحرير لتأكيد اعتصامهم، تعاطف الشباب، وكان قرارا جمعيا بالتظاهر أمام الداخلية لرد الاعتبار.. عند ميدان التحرير.. وقف أحد الضباط بحسب رواية شهود العيان ممسكا بمكبر صوت وهو يكشف عن حقده علي الثورة والثوار، وردد عبارته «اللي عايز يتربي ييجي واحنا نربيه»، و«...... أمه»، كافية لابطال مزاعم تطوير جهاز نشأ وترعرع في أحضان الفاسدين..، وعلي الجانب الآخر عند مدخل باب اللوق رفض الضابط المحترم إطلاق النار علي المعتصمين وقرر الانسحاب.
ذريعة «البلطجية» كانت حاضرة لمواجهة هتافات «أسر الشهداء» بـ«قنابل الغاز» أمريكية الصنع، وجنود يتشحون بالسواد خلف دروع بشرية اختلق لهم حصريا مصطلح «أنصار الداخلية».. مواجهة مع الشباب الثائر بدأت هادئة بين الجانبين بحجة أن «أنصار الشرطة» لجان شعبية، بعدها بدقائق سقطت ورقة التوت، وظهرت أسلحتهم البيضاء لتواجه الهتافات السلمية المستمرة، ليتطور الاشتباك إلي رشق بالزجاجات، يتبعه قنابل «الأمن المركزي» ورصاصهم المطاطي، وثمة اختلاف بين «قنابل جمعة الغضب»، ومثيلاتها في موقعة «أبناء مبارك» يأتي في أن الأولي «كانت منتهية الصلاحية» لكنها لم تكن حلزونية من الصعب السيطرة عليها، في جمعة الغضب كانت القنابل تطلق في كبد السماء ثم تهطل كالمطر، وبالأمس كانت تصوب نحو وجوه «الثوار»، وصدورهم.. أما وجه الشبه في الموقعتين فهو استبسال شباب الثورة في مواجهة «جنود النظام»، علامة النصر وحدها كافية لدرء كيدهم في نحورهم.
تزداد ظلمة الليل بتجاوز لحظة الانتصاف، وفي الوقت ذاته تزداد ظلمة قلوب «أبناء مبارك» وجنوده، إنهم لا يزالون فاسدين.. دعوات النخبوبيين «المناضلين بالكلمات» تواجه سفالة الضابط، بضرورة انسحاب الداخلية، مع السماح لأسر الشهداء وشباب الثورة بالاعتصام.. يمتد الليل، لم تضع المعركة أوزارها بعد، أذان الفجر لم يفلح في إزالة طمس قلوب عليها أقفالها، جنود الأمن المركزي لا يعرفون الا تعليمات ضباطهم، الصلاة عندهم ليست خيرًا من «القتل».. هذا ما يفعله رجال العادلي الباقون.
جنديان منهما ساقهما القدر إلي أيدي الثوار، اختبأوا ثم تمكنوا منهما، وأوجوعهما ضربا مبرحا في أماكن متفرقة، أحد شباب الثورة ألقي بنفسه علي الجنديين، اختلطت دماؤهما بقميصه، وفي ذلك تشتد رحي القتال بين الشعب والشرطة، يشرع الثوار مع نسمات الصبح الذي لا يزال حرا خارج عتبات «مصر»، في استرجاع ذاكرة موقعة الجمل، النساء مع الشباب في «خلع» بلاط شارع محمد محمود «أرض المعركة»، وجنود «المخلوع» لا يرقبون في مصري «إلاً ولا ذمة»، بكل ما أوتوا يواصلون إلقاء قذائفهم، لتبقي قاعدة المعركة «الغاز والرصاص»، مقابل «الأحجار».. اقتربت الساعة من السادسة صباحا، تزايدت أعداد الوافدين إلي الميدان، عاد المستشفي الميداني «نسخة» موقعة الداخلية إلي مكانها، كل فرقة لمهامهم يفعلون، لم تفلح تعزيزات الأمن في تفريق الثوار، ظهرت مهارات جمعة الغضب في التعامل مع القنابل، بإعادتها مرة أخري إلي صفوف «الأمن المركزي» أو إلقائها في الجامعة الأمريكية.
دقت السابعة، هرع أهالي المنطقة إلي ذويهم، شددوا علي إغلاق النوافذ بعد تواتر أنباء عن محاصرة الثوار من كل اتجاه، وإفراط «المدرعات» في إطلاق عشوائي للقنابل في كل اتجاه، مع حركة عقارب الساعة نحو دقائقها يتزايد عدد المصابين لم تكن إسعافات «حكومة الثورة» قد أتت بعد، كانت «الدراجات البخارية» التي يقودها الشباب هي وسيلة نقل المصابين إلي المستشفي الميداني بجوار محلات هارديز، بينما تنقل الاصابات الخطرة إلي المستشفيات، وتنطلق هتافات الثوار في مسار متطور مركزة في «مش هنمشي.. المجلس يمشي».
قرابة الثامنة صباحا لامست أقدام الموظفين سلالم محطة مترو السادات، شابان أعلي السلم في اتجاه الجامعة الأمريكية يدعوان المارة لحملة تبرعات لـ«شراء» الشاش والقطن لإسعاف المصابين، وفي ميدان المعركة يزداد بطش «الأمن» ويتساقط المصابون سراعا كأنهم إلي نصب يوفضون.. نجحت حملة التبرعات، لكن أغلبية الموظفين دخلوا في نقاشات حادة مع الثوار مطالبين بوقف أعمال العنف وفتح الميدان، حفاظا علي صورة مصر وثورتها، بعضهم صدق علي موقف الشباب بعد الاستماع إلي التفاصيل، غير أن آخرين وصفوا شباب الميدان بـ«البلطجية».. عند الثامنة والربع حضرت سيارات الاسعاف المجهزة موزعة علي جانبي الميدان، أحد المصابين طالب المارة بالذهاب إلي موقع المعركة لمساندة الشباب ضد «قنابل الأمن».. واللجان الشعبية سيطرت علي مداخل الميدان ومخارجه كأنما هو يوم عادي من أيام ثورة الغضب.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية "أبناء مبارك" أشعلوا النيران فى ميدان التحرير
كانت الساعة تقترب من الثامنة مساء، وقتها نصبت شباك فلول النظام وبقاياه، لاشعال النار في جسد الوطن، دشنوا معركتهم التي استمرت حتي العاشرة صباحا بين شباب الثورة والداخلية، ممهمورة بعبارة احتضنتها جدران المبني المقابل لـ«المتحف المصري». أولاد المنوفية أبناء مبارك قادمون، و«ثورة أبناء مبارك».. لتدور رحي الانتقام لـ«رأس النظام المخلوع» علي امتداد شارع محمد محمود علي مقربة من ميدان التحرير، من الشعب الثائر، ويبطل عجب جموع المصريين من احتدام النار في الميدان.
فصل واحد للمسرحية خاب مؤلفوه في تسويقه، مثلما فعل أسلافهم في موقعة الجمل، مجرمون فشلة دأبوا علي قهر الوطن ومواطنيه، لكن نقاء سريرة أسر الشهداء سيظل بالمرصاد لمؤامرات أكل عليها الزمن وشرب تستهدف عنق الثورة، من ماسبيرو وبدأت قصة الأسر المكلومة لفراق أبنائها، والمصدومة ولاتزال بتأجيل محاكمات القتلة، هناك انضموا إلي أسر مدينة السلام لإعلان احتجاجهم علي إخلاء سبيل «الضباط» المتهمين بقتل المتظاهرين، وإلي مسرح البالون، حيث استقطاب بزعم «التكريم» من جانب الشرطة، أعقبه تراشق بالألفاظ بينهم وبين بعض الضباط انتهي إلي وابل من «السباب والشتائم»، مهمورا بالاعتداء، بعدها قرروا الاتجاه إلي ميدان التحرير لتأكيد اعتصامهم، تعاطف الشباب، وكان قرارا جمعيا بالتظاهر أمام الداخلية لرد الاعتبار.. عند ميدان التحرير.. وقف أحد الضباط بحسب رواية شهود العيان ممسكا بمكبر صوت وهو يكشف عن حقده علي الثورة والثوار، وردد عبارته «اللي عايز يتربي ييجي واحنا نربيه»، و«...... أمه»، كافية لابطال مزاعم تطوير جهاز نشأ وترعرع في أحضان الفاسدين..، وعلي الجانب الآخر عند مدخل باب اللوق رفض الضابط المحترم إطلاق النار علي المعتصمين وقرر الانسحاب.
ذريعة «البلطجية» كانت حاضرة لمواجهة هتافات «أسر الشهداء» بـ«قنابل الغاز» أمريكية الصنع، وجنود يتشحون بالسواد خلف دروع بشرية اختلق لهم حصريا مصطلح «أنصار الداخلية».. مواجهة مع الشباب الثائر بدأت هادئة بين الجانبين بحجة أن «أنصار الشرطة» لجان شعبية، بعدها بدقائق سقطت ورقة التوت، وظهرت أسلحتهم البيضاء لتواجه الهتافات السلمية المستمرة، ليتطور الاشتباك إلي رشق بالزجاجات، يتبعه قنابل «الأمن المركزي» ورصاصهم المطاطي، وثمة اختلاف بين «قنابل جمعة الغضب»، ومثيلاتها في موقعة «أبناء مبارك» يأتي في أن الأولي «كانت منتهية الصلاحية» لكنها لم تكن حلزونية من الصعب السيطرة عليها، في جمعة الغضب كانت القنابل تطلق في كبد السماء ثم تهطل كالمطر، وبالأمس كانت تصوب نحو وجوه «الثوار»، وصدورهم.. أما وجه الشبه في الموقعتين فهو استبسال شباب الثورة في مواجهة «جنود النظام»، علامة النصر وحدها كافية لدرء كيدهم في نحورهم.
تزداد ظلمة الليل بتجاوز لحظة الانتصاف، وفي الوقت ذاته تزداد ظلمة قلوب «أبناء مبارك» وجنوده، إنهم لا يزالون فاسدين.. دعوات النخبوبيين «المناضلين بالكلمات» تواجه سفالة الضابط، بضرورة انسحاب الداخلية، مع السماح لأسر الشهداء وشباب الثورة بالاعتصام.. يمتد الليل، لم تضع المعركة أوزارها بعد، أذان الفجر لم يفلح في إزالة طمس قلوب عليها أقفالها، جنود الأمن المركزي لا يعرفون الا تعليمات ضباطهم، الصلاة عندهم ليست خيرًا من «القتل».. هذا ما يفعله رجال العادلي الباقون.
جنديان منهما ساقهما القدر إلي أيدي الثوار، اختبأوا ثم تمكنوا منهما، وأوجوعهما ضربا مبرحا في أماكن متفرقة، أحد شباب الثورة ألقي بنفسه علي الجنديين، اختلطت دماؤهما بقميصه، وفي ذلك تشتد رحي القتال بين الشعب والشرطة، يشرع الثوار مع نسمات الصبح الذي لا يزال حرا خارج عتبات «مصر»، في استرجاع ذاكرة موقعة الجمل، النساء مع الشباب في «خلع» بلاط شارع محمد محمود «أرض المعركة»، وجنود «المخلوع» لا يرقبون في مصري «إلاً ولا ذمة»، بكل ما أوتوا يواصلون إلقاء قذائفهم، لتبقي قاعدة المعركة «الغاز والرصاص»، مقابل «الأحجار».. اقتربت الساعة من السادسة صباحا، تزايدت أعداد الوافدين إلي الميدان، عاد المستشفي الميداني «نسخة» موقعة الداخلية إلي مكانها، كل فرقة لمهامهم يفعلون، لم تفلح تعزيزات الأمن في تفريق الثوار، ظهرت مهارات جمعة الغضب في التعامل مع القنابل، بإعادتها مرة أخري إلي صفوف «الأمن المركزي» أو إلقائها في الجامعة الأمريكية.
دقت السابعة، هرع أهالي المنطقة إلي ذويهم، شددوا علي إغلاق النوافذ بعد تواتر أنباء عن محاصرة الثوار من كل اتجاه، وإفراط «المدرعات» في إطلاق عشوائي للقنابل في كل اتجاه، مع حركة عقارب الساعة نحو دقائقها يتزايد عدد المصابين لم تكن إسعافات «حكومة الثورة» قد أتت بعد، كانت «الدراجات البخارية» التي يقودها الشباب هي وسيلة نقل المصابين إلي المستشفي الميداني بجوار محلات هارديز، بينما تنقل الاصابات الخطرة إلي المستشفيات، وتنطلق هتافات الثوار في مسار متطور مركزة في «مش هنمشي.. المجلس يمشي».
قرابة الثامنة صباحا لامست أقدام الموظفين سلالم محطة مترو السادات، شابان أعلي السلم في اتجاه الجامعة الأمريكية يدعوان المارة لحملة تبرعات لـ«شراء» الشاش والقطن لإسعاف المصابين، وفي ميدان المعركة يزداد بطش «الأمن» ويتساقط المصابون سراعا كأنهم إلي نصب يوفضون.. نجحت حملة التبرعات، لكن أغلبية الموظفين دخلوا في نقاشات حادة مع الثوار مطالبين بوقف أعمال العنف وفتح الميدان، حفاظا علي صورة مصر وثورتها، بعضهم صدق علي موقف الشباب بعد الاستماع إلي التفاصيل، غير أن آخرين وصفوا شباب الميدان بـ«البلطجية».. عند الثامنة والربع حضرت سيارات الاسعاف المجهزة موزعة علي جانبي الميدان، أحد المصابين طالب المارة بالذهاب إلي موقع المعركة لمساندة الشباب ضد «قنابل الأمن».. واللجان الشعبية سيطرت علي مداخل الميدان ومخارجه كأنما هو يوم عادي من أيام ثورة الغضب.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية "أبناء مبارك" أشعلوا النيران فى ميدان التحرير