من مشاهير محافظة اسيوط
الدكتور / حسن الحفناوي العالم في طب الأمراض الجلدية وزوج أم كلثوم)
(1915 – 1986م)
مولده ونشأته:
وُلد حسن سيد الحفناوي 8 أغسطس عام 1915م بمدينة أسيوط لعائلة ميسورة الحال، فوالده كان من كبار تجار الأقمشة في مدينة أسيوط، رزقه الله ذرية صالحة تتكون من حسن وأخ صار فيما بعد طيارًا مدنيًا وأخت تزوجت من الشيخ الجليل / عبد الحفيظ مكاوي وكيل الجامع الأزهر الشريف. كانت العائلة ككثير من عائلات أسيوط تربي أبناءها على مكارم الأخلاق والمحافظة على التقاليد المصرية الأصيلة.
مراحل التعليم:
• حصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1933م من مدرسة أسيوط الثانوية التي أصبحت فيما بعد مقرًا لجامعة أسيوط، ونجح بتفوق وكان من الأوائل مما أهله للالتحاق بكلية الطب جامعة فؤاد (القصر العيني، جامعة القاهرة حاليًا).
• تخرج في كلية طب القصر العيني عام 1940م وكان من الأوائل، وقد كرَّمه الملك فاروق مع زملائه المتفوقين ومنحهم الملك بعثة تدريبية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تدرب في مستشفيات نيويورك.
• عُين نائبًا بقسم الأمراض الجلدية وحصل على الدبلومات اللازمة وقتها للتسجيل لدرجة الدكتوراه.
• حصل على درجة الدكتوراه في الأمراض الجلدية وعُين مدرسًا عام 1945م.
• تدرج في وظائف هيئة التدريس حتى صار أستاذًا مرموقًا للأمراض الجلدية والتناسلية عام 1955م.
مكانته العلمية:
كان الدكتور / حسن الحفناوي من أشهر أساتذة مصر والعالم العربي، وكان معروفًا في الأوساط العلمية الأجنبية، فقد كان عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية العالمية، وقد نشر عددًا كبيرًا من الأبحاث العلمية في دوريات عالمية مرموقة، كما أن له إضافات علمية مسجلة باسمه اكتشف وعرّف فيها أمراضًا جلدية لم تكن قد درست من قبل.
حصل الدكتور / الحفناوي على عدد كبير من الجوائز العلمية وشهادات التقدير من مصر والوطن العربي وأوربا وأمريكا. كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الطبية عام 1956م.
كان الدكتور / حسن الحفناوي الطبيب العربي الوحيد الذي مثّل بلاده في المؤتمر الطبي العالمي للأمراض الجلدية الذي عُقد بعد العدوان الإسرائيلي مباشرة، في ميونيخ عام 1967م، وحضر هذا المؤتمر 3800 طبيبًا من مختلف أنحاء العالم، وقدّم الطبيب المصري دراسة، وعرض شريطًا سينمائيًا عن مرض جلدي خبيث مجهول الهوية. وما أن أتم محاضرته، حتى دوّت قاعة المؤتمر الطبي العالمي بعاصفة من التصفيق الطويل تحية للبروفسور / الحفناوي على دراسته القيّمة .
لقاؤه بكوكب الشرق:
عاشت أم كلثوم راهبة في محراب الفن لتسعد الآخرين بفنها كشمعة تحترق لتنير ما حولها، وبدأت رحلة المرض مع أم كلثوم بعد أن تجاوزت الأربعين حين أصيبت باضطرابات خاصة فنصحها طبيبها بالزواج لأنه العلاج الوحيد لحالتها، وعندما تجاوزت الخمسين أصيبت ببقع انتشرت على جلدها، عرّفها الشاعر / أحمد رامي علي طبيب الأمراض الجلدية الشهير وقتها / الدكتور الحفناوي الأستاذ المساعد بكلية طب القصر العيني لاستشارته.
كان الدكتور / الحفناوي سمِّيعًا من أصحاب الصفوف الأولى في حفلات أم كلثوم وتطورت العلاقة بينهما، ونشرت جريدة الأهرام في 17 سبتمبر 1954م نبأ عقد قران كوكب الشرق بالدكتور / حسن سيد الحفناوي الأستاذ المساعد بكلية طب القصر العيني وذكرت الصحيفة أن الدكتور / الحفناوي ولد في 8/8/1915م بمدينة أسيوط وتخرج في كلية الطب سنة 1940م. تزوج الطبيب من مريضته يوم 30 يونيو 1954م وكان يصغرها بنحو 17 عامًا، وعاش معها حتى وفاتها في فبراير 1975م.
شخصيته:
كان الدكتور / الحفناوي شخصًا شديد التواضع ينأى بنفسه عن الأضواء ويفضل أن يعيش لعلمه ومرضاه دون دعاية أو إعلان، وبعد أن تزوّج من أم كلثوم لم يتغير نمط حياته وآثر أن يبقي في الظل، وفي نفس الوقت كان رجل البيت، والمعروف عنها أنها كانت تكره الرجل الضعيف. ويقص الفقيه الدستوري الدكتور / يحيي الجمل في جريدة "المصري اليوم" بتاريخ 9 فبراير 2009م حادثة لم يسبق نشرها أو معرفتها ولكن أُتيح له أن يعرفها وأن يتحقق منها من مصادر يعتقد أنها لا تكذب
فى الحياة الزوجية بين كل زوجين يحدث أحيانًا ما يعكر الصفو وقد يتطور الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك في لحظات الانفعال، وفي إحدى الأمسيات حدث بين الدكتور حسن الحفناوي وزوجته السيدة أم كلثوم شىء من ذلك وفي لحظة الانفعال امتدت يده إليها. ومالت الدنيا بأم كلثوم وإذا بها تطلب جمال عبدالناصر على خط التليفون المباشر وتجهش بالبكاء وسمعها عبدالناصر، أم كلثوم تبكي، وأخذ سيارته وقادها بنفسه وكانت ليلة من ليالي الصيف وبقميص وبنطلون قاد سيارته من منشية البكري إلى منزلها في شارع أبو الفدا في الزمالك، واستأذن ودخل، وبعد أن واساها وخفف عنها قال للدكتور / حسن الحفناوي: «يا دكتور حسن، هي زوجتك وأنا لا أتدخل في حياتكما ولكن هذه هي مصر، وما أظن أن أحدًا يجوز له أن تمتد يده إلى مصر» واستأذن خارجًا وانصرف.)
ويقول الدكتور / محمد حسن الحفناوي ابن المرحوم الدكتور / حسن الحفناوي إن كوكب الشرق كانت فلاحة طيبة تحب أباه كما تحب أي امرأة مصرية زوجها، وكانت تسعد حين ينادونها في أوربا باسم زوجها.
ومن المفارقات أن الدكتور حسن / الحفناوي طبيب الأمراض الجلدية الشهير كان أصلعًا ومع هذا فهو يتلقى آلاف الخطابات من الفتيات والشبان الذين يشكون من سقوط الشعر ويطلبون منه النصيحة.
كان الدكتور / الحفناوي الطبيب المعالج رجلاً ينظم نفسه بين عيادته والمستشفى والمكتبة، والبحث العلمي، ثم بين واجباته كرجل مجتمع، وقارئ ذوّاقة، ومحدّث لبق، ومُلِم بكل صغيرة وكبيرة في السياسة والأدب والفن.
ويظل الدكتور / حسن الحفناوي ضاحكًا مشرقًا دائم الحيوية والنشاط، كأنه لا يتعب ولا يعرق ولا يعالج عشرات المرضى كل يوم. والدكتور / حسن الحفناوي يشتهر باسم أم كلثوم أكثر من اشتهاره بأنه أحد كبار الاختصاصيين في الأمراض الجلدية في الشرق، وفي الغرب أيضا. والدكتور / الحفناوي نفسه يعرف هذا ويعتز به كل الاعتزاز لأنه كان ينظر إلى أم كلثوم نظرته إلى معجزة جاءت مرة واحدة إلى هذه الدنيا ولن تتكرر، وكثيرًا ما ينسى أنها زوجته وهو يتحدث عنها بإعجاب لا حدود له، ليس كمطربة عظيمة فحسب، بل كسيدة عظيمة فريدة من نوعها أيضًا.
وفاته:
انتقل العالم الجليل الدكتور / حسن سيد الحفناوي إلى رحمة الله عام 1986م عن عمر يناهز واحد وسبعين عامًا.