قوات معمر القذافى تبدأ الزحف نحو الشرق بعد استعادة ٤ مدن.. والثوار يرسلون دعماً إلى مدينة «راس لانوف»
كتب عواصم ــ وكالات الأنباء ١٢/ ٣/ ٢٠١١
تسارعت وتيرة التطورات فى ليبيا سياسياً وعسكرياً مع تحقيق قوات العقيد معمر القذافى تقدماً كبيراً ضد الثوار الذين تقهقروا فى ٤ مدن رئيسية، كانوا قد أحكموا سيطرتهم عليها إثر تعرضهم للقصف جواً وبراً وبحراً، فيما أعلن سيف الإسلام القذافى، نجل الزعيم الليبى، بدء الزحف إلى الشرق لسحق الثوار، محذراً «الناتو» من أن ليبيا «ليست ميكى ماوس».
ففى مدينة «راس لانوف» النفطية شرق مدينة سرت، انسحب الثوار بعد أن قصفت قوات القذافى المدينة جواً وبراً وبحراً بصواريخ من ناقلات نفط. وأكد متحدث باسم تحالف «١٧ فبراير» أنهم يخوضون قتالاً شرساً لفرض سيطرتهم مجدداً على المدينة. وقال أحد الثوار إنهم لم ينسحبوا من كل المدينة، حيث مازال القتال دائراً قرب مصفاة لتكرير النفط فى المدينة وهى آخر نقطة يتحصنون بها داخل «راس لانوف». وفى وقت لاحق أعلن الثوار عن إرسال تعزيزات لدعم المقاتلين هناك.
وقال شهود عيان فى مدينة «مصراتة» شرق العاصمة طرابلس إنها خضعت بالكامل لسيطرة قوات القذافى، حيث انتشر عدد من عناصر الكتائب الأمنية فى ساحاتها، بينما احتفل أنصار القذافى فى وسطها رافعين الرايات الخضراء. وذكر الشهود أن ما حصل بالمدينة يرقى ربما لدرجة «جرائم الحرب» بسبب أعداد القتلى وحملة الاعتقالات الجماعية.
وأكد مراسلون فى مدينة «الزاوية» غرب العاصمة طرابلس أن المدينة سقطت فى يد القذافى بعد أيام من القصف، وقال أحد المراسلين الغربيين «المدينة دمرت بفعل القصف المتواصل عليها منذ أيام ولا يوجد فى الشوارع سوى مجموعات من رجال القذافى يحتفلون بالنصر»، مضيفاً أنهم «مصممون على الانتقام، ويفتشون المبانى بحثاً عن أى دليل على وجود المقاتلين الذين نجحوا فى صدهم بعيداً على مدى أسبوع».
كما سيطرت قوات القذافى على مدينة «رأس جدير» التى يبلغ عدد سكانها ٢٥٠ ألف نسمة على الحدود مع تونس.
ومع تحول الوضع الميدانى لصالح قوات القذافى، تعهد ثوار «١٧ فبراير» الذين شجعهم اعتراف فرنسا بمجلسها الوطنى الانتقالى فى بنغازى كممثل للشعب الليبى بمواصلة القتال ضد القذافى حتى دون فرض منطقة حظر جوى. وقالت مسؤولة الإعلام بالتحالف «إذا فرضوا منطقة حظر جوى فستكون لنا مطالب أخرى واذا لم يطبقوها فإننا سنواصل القتال». وأضافت: «لا تراجع بالنسبة لنا. هذا البلد لن يتحملنا معا.. إما نحن أو عائلة القذافى».
من جهته، توعد سيف الإسلام، نجل القذافى، أمام حشد فى طرابلس بسحق الثوار، معلناً بدء الزحف نحو الشرق قائلاً: «إن القوات الحكومية ستزحف فى اتجاه بنغازى، ثانى كبرى المدن الليبية، والمعقل الرئيسى للمعارضة». وأضاف أن ليبيا لن تكون لقمة سائغة، وأن القوات الموالية للنظام ستنتصر وستحرر المناطق التى يسيطر عليها المعارضون فى شرق البلاد.
وأكد أنه يتلقى مئات الاتصالات يومياً من سكان المناطق الشرقية «يستنجدون طالبين إنقاذهم»، وأضاف: «أرد بكلمتين لأهلنا فى المناطق الشرقية وللمجموعات المسلحة، أقول لهم نحن قادمون».
ورداً على إمكانية تدخل تقوده قوات حلف شمال الأطلنطى «ناتو» قال: «الشعب الليبى لن يرحب أبداً بالأمريكيين وقوات الأطلسى.. ليبيا ليست قطعة حلوى.. هى ليست دولة ميكى ماوس».
وأكد سيف الإسلام أنه ليست لديه مطامع سياسية فى بلاده، وقال: «كنت غائباً وانسحبت من العمل السياسى منذ ٢٠٠٨ ولكننى رجعت الآن. أنا مضطر فلن أدفن رأسى كالنعامة، لا أريد حكم ليبيا وأنا ضد الوراثة. عندما تهدأ البلاد أعود من حيث أتيت».
ودولياً، أعلن الرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، أن فرنسا وبريطانيا مستعدتان لشن غارات محددة الأهداف ضد النظام الليبى كملاذ أخير لحماية المدنيين الليبيين. وأكد أن هذه الغارات ستكون «دفاعية محصنة» ولن يتم شنها إلا بتصريح من مجلس الأمن وتأييد جامعة الدول العربية وبطلب من المعارضة الليبية فى حال لجأ القذافى لاستخدام الأسلحة الكيميائية أو هاجم المتظاهرين المسالمين.
وفيما أعلن الاتحاد الأفريقى رفضه أى شكل من أشكال التدخل العسكرى الأجنبى فى ليبيا، قال الاتحاد الأوروبى إنه سيعترف بشرعية المعارضة كممثل للشعب الليبى إذا أقر العرب بشرعيتها. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج أكدوا عدم شرعية النظام الليبى القائم، داعين إلى ضرورة إجراء اتصالات مع المجلس الوطنى الانتقالى.
وفيما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلارى كلينتون، أن خطة فرض منطقة الحظر الجوى فوق ليبيا ستقدم الثلاثاء المقبل إلى (الناتو)، أفاد دبلوماسيون بأن مجلس الأمن منقسم حول الموضوع. وقال دبلوماسى عربى رفض الكشف عن هويته «هناك هوة عميقة بين دول مجلس الأمن حول موضوع الحظر الجوى، إذ تعارض الصين وروسيا أى تحرك فى المجلس يسمح بعمل عسكرى». وأعدت فرنسا وبريطانيا مشروع قرار لكنهما لم تعرضاه بعد على الدول الـ١٣ الأخرى الأعضاء فى المجلس.
وقال رئيس وكالة المخابرات الدفاعية الأمريكية إن فرض منطقة «حظر جوى» على ليبيا يعتبر عملاً من أعمال الحرب.
فى غضون ذلك أثار توقع جيمس كلابر، مدير الاستخبارات القومية الأمريكية، كبير مستشارى الرئيس أوباما لشؤون المخابرات، انتصار القذافى فى معركته للبقاء فى السلطة الجدل، حيث طالب سيناتور أمريكى بإقالته، فيما قلل البيت الأبيض من هذا التقييم، مؤكداً أنه تقييم من وجهة نظر واحدة ولم يأخذ فى اعتباره الضغوط الدولية التى تمارس على النظام الليبى. وكان كلابر قال فى جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ «إن قوات القذافى أفضل تجهيزاً وتدريباً، وستكون لها الغلبة على الأرجح على المدى الطويل». وتوقع كلابر تفكك ليبيا إلى ٣ دويلات تتمتع بحكم شبه ذاتى.
http://www.almasryalyoum.com/multimedia/video
كتب عواصم ــ وكالات الأنباء ١٢/ ٣/ ٢٠١١
تسارعت وتيرة التطورات فى ليبيا سياسياً وعسكرياً مع تحقيق قوات العقيد معمر القذافى تقدماً كبيراً ضد الثوار الذين تقهقروا فى ٤ مدن رئيسية، كانوا قد أحكموا سيطرتهم عليها إثر تعرضهم للقصف جواً وبراً وبحراً، فيما أعلن سيف الإسلام القذافى، نجل الزعيم الليبى، بدء الزحف إلى الشرق لسحق الثوار، محذراً «الناتو» من أن ليبيا «ليست ميكى ماوس».
ففى مدينة «راس لانوف» النفطية شرق مدينة سرت، انسحب الثوار بعد أن قصفت قوات القذافى المدينة جواً وبراً وبحراً بصواريخ من ناقلات نفط. وأكد متحدث باسم تحالف «١٧ فبراير» أنهم يخوضون قتالاً شرساً لفرض سيطرتهم مجدداً على المدينة. وقال أحد الثوار إنهم لم ينسحبوا من كل المدينة، حيث مازال القتال دائراً قرب مصفاة لتكرير النفط فى المدينة وهى آخر نقطة يتحصنون بها داخل «راس لانوف». وفى وقت لاحق أعلن الثوار عن إرسال تعزيزات لدعم المقاتلين هناك.
وقال شهود عيان فى مدينة «مصراتة» شرق العاصمة طرابلس إنها خضعت بالكامل لسيطرة قوات القذافى، حيث انتشر عدد من عناصر الكتائب الأمنية فى ساحاتها، بينما احتفل أنصار القذافى فى وسطها رافعين الرايات الخضراء. وذكر الشهود أن ما حصل بالمدينة يرقى ربما لدرجة «جرائم الحرب» بسبب أعداد القتلى وحملة الاعتقالات الجماعية.
وأكد مراسلون فى مدينة «الزاوية» غرب العاصمة طرابلس أن المدينة سقطت فى يد القذافى بعد أيام من القصف، وقال أحد المراسلين الغربيين «المدينة دمرت بفعل القصف المتواصل عليها منذ أيام ولا يوجد فى الشوارع سوى مجموعات من رجال القذافى يحتفلون بالنصر»، مضيفاً أنهم «مصممون على الانتقام، ويفتشون المبانى بحثاً عن أى دليل على وجود المقاتلين الذين نجحوا فى صدهم بعيداً على مدى أسبوع».
كما سيطرت قوات القذافى على مدينة «رأس جدير» التى يبلغ عدد سكانها ٢٥٠ ألف نسمة على الحدود مع تونس.
ومع تحول الوضع الميدانى لصالح قوات القذافى، تعهد ثوار «١٧ فبراير» الذين شجعهم اعتراف فرنسا بمجلسها الوطنى الانتقالى فى بنغازى كممثل للشعب الليبى بمواصلة القتال ضد القذافى حتى دون فرض منطقة حظر جوى. وقالت مسؤولة الإعلام بالتحالف «إذا فرضوا منطقة حظر جوى فستكون لنا مطالب أخرى واذا لم يطبقوها فإننا سنواصل القتال». وأضافت: «لا تراجع بالنسبة لنا. هذا البلد لن يتحملنا معا.. إما نحن أو عائلة القذافى».
من جهته، توعد سيف الإسلام، نجل القذافى، أمام حشد فى طرابلس بسحق الثوار، معلناً بدء الزحف نحو الشرق قائلاً: «إن القوات الحكومية ستزحف فى اتجاه بنغازى، ثانى كبرى المدن الليبية، والمعقل الرئيسى للمعارضة». وأضاف أن ليبيا لن تكون لقمة سائغة، وأن القوات الموالية للنظام ستنتصر وستحرر المناطق التى يسيطر عليها المعارضون فى شرق البلاد.
وأكد أنه يتلقى مئات الاتصالات يومياً من سكان المناطق الشرقية «يستنجدون طالبين إنقاذهم»، وأضاف: «أرد بكلمتين لأهلنا فى المناطق الشرقية وللمجموعات المسلحة، أقول لهم نحن قادمون».
ورداً على إمكانية تدخل تقوده قوات حلف شمال الأطلنطى «ناتو» قال: «الشعب الليبى لن يرحب أبداً بالأمريكيين وقوات الأطلسى.. ليبيا ليست قطعة حلوى.. هى ليست دولة ميكى ماوس».
وأكد سيف الإسلام أنه ليست لديه مطامع سياسية فى بلاده، وقال: «كنت غائباً وانسحبت من العمل السياسى منذ ٢٠٠٨ ولكننى رجعت الآن. أنا مضطر فلن أدفن رأسى كالنعامة، لا أريد حكم ليبيا وأنا ضد الوراثة. عندما تهدأ البلاد أعود من حيث أتيت».
ودولياً، أعلن الرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، أن فرنسا وبريطانيا مستعدتان لشن غارات محددة الأهداف ضد النظام الليبى كملاذ أخير لحماية المدنيين الليبيين. وأكد أن هذه الغارات ستكون «دفاعية محصنة» ولن يتم شنها إلا بتصريح من مجلس الأمن وتأييد جامعة الدول العربية وبطلب من المعارضة الليبية فى حال لجأ القذافى لاستخدام الأسلحة الكيميائية أو هاجم المتظاهرين المسالمين.
وفيما أعلن الاتحاد الأفريقى رفضه أى شكل من أشكال التدخل العسكرى الأجنبى فى ليبيا، قال الاتحاد الأوروبى إنه سيعترف بشرعية المعارضة كممثل للشعب الليبى إذا أقر العرب بشرعيتها. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج أكدوا عدم شرعية النظام الليبى القائم، داعين إلى ضرورة إجراء اتصالات مع المجلس الوطنى الانتقالى.
وفيما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلارى كلينتون، أن خطة فرض منطقة الحظر الجوى فوق ليبيا ستقدم الثلاثاء المقبل إلى (الناتو)، أفاد دبلوماسيون بأن مجلس الأمن منقسم حول الموضوع. وقال دبلوماسى عربى رفض الكشف عن هويته «هناك هوة عميقة بين دول مجلس الأمن حول موضوع الحظر الجوى، إذ تعارض الصين وروسيا أى تحرك فى المجلس يسمح بعمل عسكرى». وأعدت فرنسا وبريطانيا مشروع قرار لكنهما لم تعرضاه بعد على الدول الـ١٣ الأخرى الأعضاء فى المجلس.
وقال رئيس وكالة المخابرات الدفاعية الأمريكية إن فرض منطقة «حظر جوى» على ليبيا يعتبر عملاً من أعمال الحرب.
فى غضون ذلك أثار توقع جيمس كلابر، مدير الاستخبارات القومية الأمريكية، كبير مستشارى الرئيس أوباما لشؤون المخابرات، انتصار القذافى فى معركته للبقاء فى السلطة الجدل، حيث طالب سيناتور أمريكى بإقالته، فيما قلل البيت الأبيض من هذا التقييم، مؤكداً أنه تقييم من وجهة نظر واحدة ولم يأخذ فى اعتباره الضغوط الدولية التى تمارس على النظام الليبى. وكان كلابر قال فى جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ «إن قوات القذافى أفضل تجهيزاً وتدريباً، وستكون لها الغلبة على الأرجح على المدى الطويل». وتوقع كلابر تفكك ليبيا إلى ٣ دويلات تتمتع بحكم شبه ذاتى.
http://www.almasryalyoum.com/multimedia/video