الإفراج عن عبود وطارق الزمر
تحقيق:عبد الرحمن سعد
قبل ساعات من إطلاق سراحهما, تجمع المئات من أهالي وذوي القياديين الإسلاميين عبود وطارق الزمر بمسقط رأسهما في قرية ناهيا التابعة لمحافظة6 أكتوبر عصر أمس الجمعة.
في حالة ترقب ولهفة لتلقي الخبر بانتهاء إجراءات الإفراج عنهما للتحرك إلي محبسهما في سجن مزرعة طرة, ليكونوا في استقبالهما, وهما يتنسمان عبير الحرية.
ومن المتوقع أن يحتشد المئات من عائلة الشيخين وأقاربهما وأنصارهما بمجرد إعلان انتهاء إجراءات الإفراج عنهما, لاستقبالهما لدي بوابة سجن مزرعة طرة, وهي اللحظة التي تترقبها كاميرات وسائل الإعلام العالمية والمحلية, فيما تواصلت الزغاريد والأفراح بالقرار في بيت العائلة
وقالت أم الهيثم زوجة عبود الزمر ـ لـ تحقيقات الأهرام ـ إن زوجها أعلن أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلتين في مصر, وأن هذا موقف نهائي بالنسبة له, مشيرة إلي أن أولويات زوجها في خلال المرحلة المقبلة ممارسة العمل السياسي, والإسهام في الشأن العام, والانفتاح علي جميع اليتارات والأفكار, وليس فقط التيار الإسلامي, أو الحركة الإسلامية.
ووصفت أم الهيثم الإفراج عن الشيخ عبود بأنه خطوة انتظرناها أكثر من عشر سنوات, عانينا خلالها معاناة شديدة من الظلم والقهر, والعنت, وكنا نتمني احترام القانون, والإفراج عن زوجي, وإبن عمه طارق, في الموعد القانوني; لكن نظام مبارك البائد كان لا يحترم قانونا ولا شريعة.
وحمدت الله علي قرار الإفراج, ووجهت الشكر لشباب ثورة25 يناير, ووجهت التحية لشهداء الثورة, وشكرت جميع أطياف الشعب المصري, الذين أبدوا تعاطفهم مع عبود وطارق خلال الفترة الماضية,
كما وجهت الشكر للمجلس الأعلي للقوات المسلحة علي قرار الإفراج عن الستين معتقلا سياسيا,, ووصفت القرار بأنه إيجابي, معربة عن أمنياتها بالإفراج عن الباقين من معتقلي الرأي والضمير.
وكشفت عن أن عبود تلقي عروضا كثيرة في محبسه خلال الفترة الماضية للإفراج عنه مقابل اعتزال العمل السياسي, والدعوي, والخضوع لإقامة الجبرية, لكنه رفض هذه العروض رفضا شديدا, واعتبرها بلا جدوي ولا معني, إذ استنكر أن يعلن التزامه بالعمل السلمي, وفي الوقت نفسه يتعرض للحرمان من مشاركة التيار الإسلامي حقه ودوره في ممارسة العمل السياسي, والمشاركة السياسية.
بلاء وصبر
في السياق نفسه, يقول أحمد الزمر شقيق عبود الزمر وابن عم طارق الزمر إن هذا الإفراج هو ثمرة من ثمرات ثورة25 يناير المباركة, مشيرا إلي أنه لولاها لظل الإثنان في محبسهما, ولظلت الأمور كما هي من طغيان وتحكم وفساد,: والحمد لله أن زالت هذه الغمة.
وقال: ثلاثون سنة ونحن صابرون علي هذا البلاء, الذي كنا نعتبره كعائلة نيشانا علي صدورنا, لأننا وقفنا ضد هذا النظام الفاسد المستبد,, ولم نتراجع أو نتنازل, بالرغم من كل الضغوط التي تعرضنا لها, وتعرض لها عبود وطارق.
وأضاف أن الحركة الإسلامية حركة معتدلة ما دامت تلتزم بالإسلام, لأن الإسلام دين الاعتدال, مشددا علي أن الحزب الوطني السابق كان يتبني سياسية لا سياسة في السياسة, أي أنه كان يحتكر لنفسه العمل السياسي, دونا عن جموع المصريين.
وأضاف أن عبود يدعو إلي التدول السلمي للسلطة, وأنه حذر كثيرا من أن الحزب الوطني كان يحاول الوقيعة الخبيثة بين الشعب والحركة الإسلامية, وتقديمها للناس علي أنها بعبع.
ولم يستبعد إمكان أن يفكر عبود الزمر في إنشاء حزب سياسي, مشيرا إلي أن الرؤية لم تتبلور بعد في هذا الأمر, وأن الشيخ عبود يؤمن بالحرية الفكرية لجميع التيارات العلمانية والإسلامية, ويؤمن بالحوار الوطني بين الجميع.
وأشار إلي أنه كان يطالب بحريته كاملة غير منقوصة, وكان يقول: السجن أشرف من إفراج مشروط, ورفض أكثر من عرض للإفراج عنه مقابل التنازل عن أي حقوقه السياسية, وكان يقول: بعد ده كله أقول مليش دعوة.. كيف؟.
ويتابع: نثق في المجلس الأعلي للقوات المسلحة, وجيشنا البطل, ونعتز بهما, ولكن ندعو للإسراع في تصفية بقية النظام الفاسد البائد, حتي لا تكون هناك ثورة مضادة.
ومن جهته, قال المهندس حمدي الزمر إبن عم عبود الزمر, وهو مهندس في شركة المقاولون العرب, إن الإفراج عن عبود وطارق خطوة انتظرناها منذ انتهاء فترة عقوبتهما قبل10 سنوات,, لولا وجود قانون الطوارئ الجائر, وهي خطوة تحتاج إلي استكمالها بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
وشدد علي أن جميع الأحكام الاستثناية تسقط بسقوط النظام البائد, وأن من الطلبات الرئيسة لثورة25 يناير إلغاء قانون الطوارئ, وما اتخذ في ظله من أحكام جائرة بحق المعارضين السياسيين.
هذه الفرحة
وقال علاء الزمر( مدرس بوزارة التربية والتعليم, وابن عم عبود الزمر) إن الأسرة بالرغم من أن أحد أبنائها يعقد قرانه اليوم في مسجد الشرطة بمدينة نصر, ولم يستطع تأجيله, سوف يتوجه عدد قليل منها إلي عقد القران, بينما ستتجه الغالبية من أبنائها لتكون في انتظار عبود وطارق الزمر لدي الإفراج عنهما, مشيرا إلي أن هناك أكثر من14 ألف معتقل سياسي ينتظرون هذه الفرحة أيضا.
وأضاف أن عبود طالما عرف عنه وقاره, وسمته باعتباره عضوا في المخابرات الحربية قبل مشاركته في أحداث أكتوبر عام1981, مؤكدا أنه كان وصالا للرحم حتي إنه رافقه لدي قيامه بخطبة زوجته للقاء مع أبيها, برغم أشغاله, وخطورة مهنته.
وأشار إلي أن الناس في القرية متلهفة لرؤية ابنها البار, وأنهم كانوا في مؤتمر شعبي في مركز شباب قرية ناهيا بالآلآف من القرية والقري المجاورة, وكانوا يطالبون بالإفراج عن ابنيهما, والمعتقلين السياسيين, عندما جاءهم الخبر بالإفراج عن الشيخين, فهتف الآلآف بالتكبير. وكشف عن أن أقارب عبود في السعودية سيأتون خصيصا من أجل السلام عليه, وأنه بمجرد الإفراج عنه سيلتئم شمل الآلآف في دوار العائلة في قرية ناهيا.
وكان الشيخ عرفة خطيب مسجد جامع سيدي عمر, القريب من منزل عائلة الزمر ألقي خطبة الجمعة أمس, واستكمل فيها شرح سورة الأحزاب, مؤكدا أن قدرة الله في هزيمة الأحزاب, قد تجلت في هزيمة الحزب السابق الذي كان متحكما في مصر خلال الفترة الماضية.
وعائلة الزمر من أقدم وأكبر العائلات في مصر, وكان والد عبود, وهو عبداللطيف عبود الزمر عمدة قرية ناهيا قبل ثورة.1952 ويعيش الشيخ عبود مع زوجته بشارع فيصل, في حين يعيش إبن عمه طارق مع زوجته بمنطقة إمبابة.
Share/Bookmark
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام،و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أى مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام
راسلنا على البريد الاليكترونى ahramdaily@ahram.org.eg