[size=44]أصلهم تركي وتعرضوا لتهجير قسري على يد ستالين.. مسلمو “تتار القرم” الذين فرضوا ذات يومٍ الجزية على موسكو
عربي بوست
[/size]
تم النشر: 2022/02/17 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/24 الساعة 09:31 بتوقيت غرينتش
[size=39]Getty Images/ تتار القرم[/size]
[size=39]لا شكَّ في أن خلافات روسيا وأوكرانيا الأخيرة أعادت إلى أذهاننا أزمة قديمة جديدة، وهي أزمة "تتار القرم" الذي يرفض سكانه المسلمون الانضمام لروسيا.
من هم سكان تتار القرم المُسلمون، كيف وصلوا إلى ذلك الإقليم، ولماذا قام جوزيف ستالين بتهجيرهم قسراً من أرضهم؟
[/size]
تتار القرم هُم مجموعة عرقيّة، تُقيم بإقليم شبه جزيرة القرم الذي سيطرت عليه روسيا من أوكرانيا في عام 2014، ويتحدثون لغتهم المحليّة الخاصة القريبة من اللغة التركية.
يعود أصل تتار القرم إلى قبائل تركيّة قديمة سكنت الساحل الشمالي للبحر الأسود، ويقال إن أجدادهم ينحدرون من جبال القوقاز.
ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء التركية TRT، فإن تتار القرم استقروا في شبه جزيرتهم خلال العصر العباسي، فأسسوا جمهورية "تتار القرم" المُسلمة التي أصبحت دولة قوية في القرن الرابع عشر الميلادي واستطاعت أن تمد نفوذها إلى المناطق المجاورة، حتى إنها فرضت ذات يوم، الجزية على موسكو.
من جهته قال الأستاذ أحمد عبد الوهاب الشرقاوي المُتخصص في التاريخ العثماني: "قام جنكيز خان بتوحيد قبائل التتار، واجتاح بهم طريق الحرير، ودمر دولاً وحضارات؛ وأقام على أنقاضها واحدة من أكبر الإمبراطوريات اتساعاً عرفها التاريخ، ليؤسس في النهاية الدولة المغولية التركية التي عُرفت باسم القبيلة الذهبية، والتي يَعتبر تتار القرم أنفسهم مكونَها الأساسي".
وأضاف الشرقاوي وفقاً لموقع "إضاءات": "إن الإسلام دخل إلى القبيلة الذهبية في عهد بركة خان وأصبح الدينَ الرئيسيَّ للدولة في عهد أوزبك خان 1313–1341".
وهي الفترة ذاتها التي بدأ فيها الروس يدفعون الجزية لأمراء القرم المُسلمين مقابل عدم اعتدائهم على قوافلهم التجارية.
لاحقاً ضُمَّت القرم إلى الخلافة العثمانية في العام 1441 تحت مسمى "خانية القرم"، ويقصد بـ"الخانية" أو "الخانات" الكيان الذي يحكمه "خان" أو "خاقان"، وهو يكافئ من حيث المفهوم الإمارة أو الإمبراطورية.
فكانت خانية تتارية القرم، الموجودة من 1441 إلى 1783، أطول الخانات التركية عمراً، إلى أن تمكّن الروس من غزو شبه جزيرة القرم إبان حكم كاثرين العظيمة في عام 1783 وضمّها إليهم بعد انتهاكهم معاهدة (كوجوك كايناركا 1774) التي تضمنت عدم تدخل كل من الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية في شؤون خانية القرم.
Getty Images/ تتار القرم هُم مجموعة عرقيّة، تُقيم بإقليم شبه جزيرة القرم الذي سيطرت عليه روسيا من أوكرانيا في عام 2014، ويتحدثون لغتهم المحليّة الخاصة القريبة من اللغة التركية.
مُنحت شبه جزيرة القرم حكماً ذاتياً باعتبارها جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفييتي عقب ثورة أكتوبر/تشرين الأول البلشفية عام 1917، واحتلها النازيون في أوائل عام 1940 قبل أن يُطردوا منها.
ولكن عندما وصل الزعيم السوفييتي السابق جوزيف ستالين إلى الحكم، قام بين ليلة وضحاها وتحديداً بين 2 و18 مايو/أيار 1944، بترحيل الشعب التتري بالكامل باتجاه سيبيريا ووسط آسيا.
ووفقاً لما ذكرته مجلة National Geographic، فقد تم إخطار سكان التتار المسلمين بضرورة إخلاء منازلهم ومنحهم مدة 30 دقيقة فقط للبدء بالخروج.
مات ما يقرب من نصف المنفيِّين من الرجال والنساء والأطفال الذين تم تحميلهم على عربات الماشية والبالغ عددهم 200 ألف، في الطريق أو بعد وقت قصير من وصولهم إلى جبال الأورال وسيبيريا وآسيا الوسطى، وأودى الترحيل بحياة من ثلث إلى نصف سكان تتار القرم في ذلك الوقت.
أما نفيهم من منازلهم فكان عقاباً لهم على تعاونهم المزعوم مع ألمانيا النازية التي احتلت شبه جزيرة القرم في الحرب العالمية الثانية.
رفعت تشوباروف، رئيس مجلس شعب تتار القرم، أكد لـNational Geographic، أن والدته كانت تبلغ من العمر 11 عاماً ووالده 13 عاماً، عندما تم ترحيلهما من قريتهما آي سيريز باتجاه أوزبكستان في عام 1944.
وقال: "بعدها كبرا وتزوَّجا في أوزبكستان وأنجوبني، كانا يقولان لي إنه يتعيَّن علينا بذل كل ما في وسعنا للعودة إلى وطننا، وأن ندرس بجد وأن نعمل بجد، وأن نوفر المال في يوم من الأيام للعودة وشراء منزل بالقرم".
وفي عام 1968، كانت عائلته واحدة من 300 عائلة فقط سُمح لهم بالعودة؛ حتى يتمكن السوفييت من إخبار العالم بأنهم سمحوا لهم بالعودة، ولكن الأمر كان لأغراض دعائية، وفقاً لرفعت تشوباروف.
ويُنظر اليوم إلى يوم ترحيل تتار القرم على أنه رمز لاضطهاد هذه الأقلية العرقية، حتى إن البرلمان الأوكراني أعلن في عام 2015، اعترافه بيوم 18 مايو/أيار على أنه "يوم إحياء ذكرى ضحايا إبادة تتار القرم الجماعية".
ظلت القرم جزءاً من الاتحاد السوفييتي حتى عام 1954 عندما قام الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف بـ"إهدائها" إلى جمهورية أوكرانيا السوفييتية آنذاك؛ "من أجل تعزيز الوحدة بين الروس والأوكرانيين".
ولكن لم يبدأ التتار بالعودة الى موطنهم الأصلي في القرم إلى حين انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 وزواله، وعندما عادوا كان عددهم يناهز ربع مليون فقط، فوجدوا أنفسهم أقلية في دولة مُستقلة جديدة هي أوكرانيا، حيث واجهوا نسبة بطالة عالية وظروف سكن رديئة.
كما فوجئ التتار أيضاً عند عودتهم بأن وطنهم قد أُعيد إسكانه بالكامل من قِبل الروس، مع ذلك التزموا بإعادة بناء وإحياء تراث التتار في القرم، وفقاً لما ذكرته مجلة Foreign Policy الأمريكية.
وعقب إعلان استقلال أوكرانيا، سعى سياسيون روس في القرم إلى توثيق علاقات شبه الجزيرة مع روسيا وإلى تثبيت سيادتها من خلال سلسلة من الخطوات وصفتها الحكومة الأوكرانية بأنها منافية للدستور الأوكراني، وفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية.
ونص الدستور الأوكراني الذي سُنَّ في عام 1996، على أن القرم لها وضع الجمهورية ذاتية الحكم، ولكنه نص أيضاً على أن القوانين التي تُسَن في القرم يجب أن تتماشى مع القوانين الأوكرانية.
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، بدأت الاحتجاجات الشعبية التي سميت بـ"الميدان الأوروبي" ضد الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، بسبب تأجيله المستمر لاتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.
اندلعت العديد من الاحتجاجات في مُعظم مناطق أوكرانيا، وانتهت بالإطاحة بالرئيس من منصبه في فبراير/شباط 2014.
وبعد الإطاحة بالرئيس بدأت مظاهرات موالية للروس بالاندلاع في بعض المناطق، وجاءت هذه المظاهرات بعد انتهاء حركة الميدان الأوروبي، بينما وصفت وسائل الإعلام الروسية تلك المظاهرات بأنها "الربيع الروسي".
في الوقت ذاته، غزت القوات الروسية شبه جزيرة القرم، وضمت بشكل غير قانوني، شبه الجزيرة من أوكرانيا.
أول ما فعله الروس بعد احتلال شبه الجزيرة هو مضايقة التتار المسلمين الذين كانوا من ضمن المشاركين في احتجاجات عزل الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا.
قاموا بإجراء استفتاء بشأن انضمام جمهورية الحكم الذاتي في القرم من أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية وتحويلها إلى جمهورية القرم.
وبما أنّ أكثر من 50% من سكان القرم من أصل روسي كان ستالين قد وطّنهم بدلاً من التتار، جاء الاستفتاء لصالح الانضمام إلى روسيا، وهو مالم تعترف به أي دولة على مستوى رسمي حتى الآن.
ووفقاً لآخر إحصاء سكاني أجرته أوكرانيا وأجري في 2001، فإن 58% من سكان القرم روس، و24.4% أوكرانيون و12.1% تتريون قرميون.
قد يهمك أيضاً:
[size=44]الجيش الروسي ينسحب من مناطق حول العاصمة كييف.. خلّف وراءه جثث جنوده القتلى وحطام دبابات محترقة
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 20:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 20:49 بتوقيت غرينتش
[size=39]دبابات روسية مدمرة/ رويترز[/size]
[size=39]استعادت أوكرانيا مزيداً من الأراضي حول عاصمتها كييف من القوات الروسية التي غادرت القرى المدمرة وتركت دباباتها على طريق الانسحاب، في حين تعثرت محادثات السلام الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، بسبب هجوم على مركز إمداد روسي عبر الحدود.
إذ رأى مراسلو رويترز في قرية دميتريفكا الصغيرة إلى الغرب من العاصمة، خيوط دخان لا تزال تتصاعد من حطام الدبابات المحترقة وجثث ثمانية جنود روس على الأقل في الشوارع.
[/size][/size]
من جانبه قال ليونيد فيرشاجين، وهو مسؤول تنفيذي في قطاع الأعمال: "كنا نسمع من جانب دوي قذائف الدبابات المصوبة إلينا، ومن منطقة بوتشا كان هناك قصف هائل بقذائف الهاون"، في إشارة إلى بلدة تقع إلى الشمال.
كما قال رئيس بلدية بوتشا، الجمعة، في مقطع فيديو يبدو أنه صُوِّر خارج مبنى البلدية، إن القوات الأوكرانية تمضي قدماً لاستعادة بوتشا. جاء التقدم بعد عدة أيام من المكاسب الأوكرانية حول كييف وفي الشمال.
في حين قال ماكسيم مارشينكو حاكم منطقة أوديسا بجنوب غربي أوكرانيا، إن ثلاثة صواريخ سقطت على حي سكني بالمنطقة اليوم الجمعة، مما تسبب في سقوط ضحايا، دون أن يحدد عددهم. وتنفي روسيا استهداف المدنيين، وأضاف أن الصواريخ أطلقت من منظومة إسكندر الصاروخية في شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا التي ضمتها روسيا في 2014.
من جانبها قالت موسكو إن حريقاً هائلاً في مستودع وقود بمدينة بيلجورود الروسية، وهي مركز لوجستي للجهود الحربية الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، كان نتيجة غارة جوية شنتها طائرات هليكوبتر أوكرانية. وسيكون مثل هذا الهجوم هو الأول من نوعه في الحرب المستمرة منذ سبعة أسابيع، ونفت أوكرانيا في وقت لاحق، مسؤوليتها عن الحريق.
في حين قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس فلاديمير بوتين أُطلع على الحادث، وإن الهجوم قد يعرّض للخطر مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، والتي استؤنفت يوم الجمعة عبر رابط فيديو.
لكن بعد ساعات من الهجوم الذي وردت تقارير بشأنه على مستودع الوقود، قال شاهد لـ"رويترز" عبر الهاتف في بيلجورود، طلب عدم الكشف عن هويته، إن طائرات كانت تحلّق في سماء المنطقة مع انفجارات مستمرة من اتجاه الحدود، وأضاف: "شيء ما، يحدث.. هناك طائرات وانفجارات مستمرة على بعد".
في سياق ذي صلة أظهرت لقطات فيديو صوَّرتها كاميرات أمنية من موقع تحققت منه رويترز، وميضاً يبدو أنه ناجم عن صاروخ أُطلق من ارتفاع منخفض في الجو، أعقبه دوي انفجار على الأرض.
في حين قال أكبر مسؤول أمني أوكراني إن المزاعم الروسية بأن بلاده مسؤولة عن الهجوم "غير صحيحة". وفي وقت سابق امتنعت وزارة الدفاع الأوكرانية، عن تأكيد أو نفي أي دور أوكراني.
كذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أوليكسندر موتوزيانيك: "أوكرانيا تنفذ حالياً عملية دفاعية ضد العدوان الروسي على أراضيها، وهذا لا يعني أن أوكرانيا مسؤولة عن كل كارثة تقع على الأراضي الروسية".
لكن في الوقت نفسه تقول روسيا الآن إنها حوّلت تركيزها إلى منطقة دونباس في جنوب شرقي أوكرانيا التي تقدم فيها موسكو الدعم للانفصاليين منذ عام 2014.
إذ إن الهدف الأكبر لروسيا في هذه المنطقة هو مدينة ماريوبول المحاصرة على البحر الأسود.
فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الظروف جعلت من المستحيل، الجمعة، المضي في خطة لإجلاء المدنيين من ماريوبول، حيث وجد عشرات الآلاف من المدنيين أنفسهم محاصرين بإمدادات شحيحة من المياه والغذاء.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للصحفيين، إن منسق الأمم المتحدة للمساعدات مارتن غريفيث سيتوجه إلى موسكو يوم الأحد ثم إلى كييف، في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في أوكرانيا.
كيريلو تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس، أشارت كذلك في منشور على الإنترنت، إلى أنه تم إجلاء 6266 شخصاً إجمالاً من المدن الأوكرانية عبر ممرات إنسانية، اليوم الجمعة.
لكن وبعد فشلها في الاستيلاء على أي مدينة أوكرانية كبرى بعد خمسة أسابيع من الحرب، وصفت روسيا انسحابها في الشمال بأنه بادرة حسن نية لمحادثات السلام، لكن أوكرانيا وحلفاءها يقولون إن القوات الروسية اضطرت إلى إعادة تجميع صفوفها بعد تكبدها خسائر فادحة، بسبب ضعف الخدمات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية الصلبة.
كذلك وفي إربين، وهي ضاحية تقع شمال غربي كييف وكانت إحدى ساحات القتال الرئيسية لأسابيع، استعاد الأوكرانيون السيطرة عليها. وحمل متطوعون وعمال الطوارئ الجثث التي انتشلت من تحت الأنقاض على نقالات. ووضعت نحو 12 جثة في أكياس بلاستيكية سوداء بأحد الشوارع ونُقلت في شاحنات صغيرة.
يُذكر أن بوتين أرسل قواته في 24 فبراير/شباط 2022، لَما وصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا، بينما تصف الدول الغربية ذلك بأنه حرب عدوانية غير مبررة.
اقترح تصحيحاً
علامات:
[size=40]واصل قراءة المزيد..[/size]
[size=44]سجلوا استغاثات وتفاخراً بنهب المنازل وأكل الكلاب! عملاء أوكرانيون ينجحون في التنصت على قوات روسيا[/size]
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش
[size=39]أوكرانيا تتحدث عن خسارة روسيا لآلاف المقاتلين منذ بدء الهجوم - Getty Images[/size]
[size=39]قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، إن خدمة الأمن الأوكرانية المعروفة على نطاق واسع باسم (SBU)، أصبحت السلاح الأساسي للبلاد في حرب المعلومات مع روسيا.
فبالإضافة إلى توفيرها المعلومات الاستخباراتية للوحدات العسكرية لتوجيه عملياتها في ساحة المعركة، قامت المنظمة الغامضة أيضاً (SBU) بنشر كميات هائلة من الدعاية وتحييد "مزارع الروبوتات" للعدو واعتقال مستخدمي الإنترنت الذين يدعمون روسيا.
فبينما تُنفَّذ كثير من أعمال التجسس المضاد خلف الأبواب المغلقة، ينخرط عملاؤها في نوع جديد من الحرب الإلكترونية: اعتراض الاتصالات العسكرية الروسية ونشرها عبر الإنترنت.
[/size]
فقد أدى اعتماد الجنود الروس على الهواتف المحمولة غير الآمنة وأجهزة الراديو عالية التردد إلى تعريض العديد من محادثاتهم للتنصت.
هناك مبالغات من الجانب الأوكراني بشأن نتائج الخرب/رويترز
يقول خبراء الدفاع إن الهجمات الروسية المبكرة على أبراج الهاتف الأوكرانية من الجيلين الثالث والرابع قوَّضت عن غير قصد، قدرتهم على استخدام نظام اتصالات آمن أنشأته الحكومة، يسمى إيرا، والذي خُطِّطَ لاستخدامه على نطاق واسع.
لكن الخطأ الفادح هو أن وحدات النخبة فقط هي التي تُمنح حق الوصول إلى هواتف الأقمار الصناعية باهظة الثمن، مما يعني أن ضباط المخابرات الأوكرانيين ومشغِّلي الراديو الهواة تمكَّنوا من الاستماع إلى محادثات حسَّاسة.
كذلك، من المحتمل أن تكون أهم الإرسالات التي سجلها وكلاء إدارة أمن الدولة قد نُشِرَت بشكل خاص فقط للموظفين الأوكرانيين المصرح لهم، ولكن العشرات من المحادثات قد بُثَّت، لا سيَّما تلك التي تسلِّط الضوء على الفوضى والإجرام في الحملة الروسية، بشكل روتيني عبر عدد من الشبكات العامة.
في حين كشفت مقاطع صوتية منتشرة على الإنترنت عن جنود يبكون ويتوسلون للحصول على مزيد من الإمدادات ويأكلون الكلاب ويشكون من نيران صديقة ويتفاخرون بنهب البضائع من المنازل الأوكرانية.
دبابات روسية تعبر نحو أوكرانيا،/ رويترز
كذلك فإنه على الرغم من أن معظم المحادثات تشمل جنود المشاة الذين يستخدمون خطوطاً غير آمنة للتحدث مع رفاقهم أو أحبائهم، فقد التُقِطَت أحاديث من عملاء خدمة الأمن الفيدرالية ومعلومات حول تحركات القوات في الأسابيع الأخيرة. وشورِكَت المحادثات مئات الآلاف من المرات منذ بداية الهجوم الروسي، حيث تروِّجها وحدة إدارة الأمن عبر فيسبوك وتويتر وتليغرام.
ورغم أنه من الواضح أن ذلك جزءٌ من استراتيجية دعاية لتدمير الروح المعنوية الروسية، يقول المحللون الغربيون إن مشاكل الاتصال في الكرملين ملحوظة أيضاً بساحة المعركة. كانت روسيا تنشر حلولاً للأجهزة رداً على ذلك، مع أدلة على استخدام الجنود أطباق الأقمار الصناعية المحمولة ذات المعايير العسكرية في أوكرانيا. وطبق Auriga مثالٌ على ذلك، وهو نظام اتصالات متنقل يتيح الإرسال الآمن عبر آلاف الأميال بين المقرات الروسية والوحدات الموجودة على الخطوط الأمامية.
من جانبه حذّر مارك غالوتي، الأستاذ الفخري في كلية لندن الجامعية للدراسات السلافية وأوروبا الشرقية، من أن البث الأوكراني لا ينبغي أن يؤخذ في ظاهره، لكنه قال إن أنظمة الاتصال الروسية الآمنة كانت في حالة فوضى بأجزاءٍ من أوكرانيا.
كذلك، قال: "يجري استغلال نقطة ضعف خطيرة للروس. لم يعد الروس قادرين على الوثوق بأنظمة اتصالاتهم الآمنة أو استخدامها، لذلك نحن نراهم يعتمدون على الهواتف المحمولة المدنية. عليهم استكشاف وسرقة بطاقات الهاتف الأوكرانية، ومن الواضح أن البطاقات الروسية لا تعمل".
كما أضاف غالوتي أن خدمة الأمن الفيدرالية الروسية "لا يبدو أن لديها نظاماً مشابهاً، إذ يستمع مدنيون وعملاء إلى كثير من المكالمات"، ما وَصَفَه بأنه "في قلب حرب المعلومات".
في سياق متصل أصبح المدنيون الأوكرانيون أيضاً ترساً لا غنى عنه في آلة المعلومات بعد أن أنشأت إدارة أمن الدولة "روبوت محادثة" رسمياً يمكن للجمهور استخدامه لنقل البيانات حول تحركات دبابات ووحدات العدو.
في حين يشمل المخبرون مدنيين يستخدمون تكنولوجيا مفتوحة المصدر للاستماع إلى البث الإذاعي من أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم، وكذلك مستخدمي الطائرات المسيَّرة الهواة الذين يستخدمون طائرات كوادكوبتر التجارية لمراقبة القوافل الروسية من السماء.
من جانبه قال سام كراني إيفانز، خبير الاتصالات والمراقبة في معهد رويال يونايتد سيرفيسز للأبحاث، إنه بينما أثرت مشكلات الاتصال بشكل رئيسي على الأجزاء الشمالية من أوكرانيا، كانت إدارة أمن الدولة تستخدم عمليات الاعتراض لرسم صورة للفوضى المنتشرة بين صفوف الروس.
كما أضاف خبير الاتصالات والمراقبة في معهد رويال يونايتد سيرفيسز: "ليس من الواضح ما إذا كان الروس يعانون مع ذلك"، مضيفاً أن بعض الوحدات الهجومية كانت تستخدم أجهزة اتصالات محمولة وآمنة عبر الأقمار الصناعية. وقال إن المحادثات التي تُبَثُّ علناً من المُرجَّح أن تكون "تكتيكية" وتهدف إلى رفع الروح المعنوية الأوكرانية، في حين أن المعلومات "الاستراتيجية" التي يمكن أن تشكِّل المعارك على الأرض تظلُّ سرية.
اقترح تصحيحاً
علامات:
[size=40]واصل قراءة المزيد..[/size]
[size=44]300 جندي سوري يَصلون روسيا استعداداً للالتحاق بحرب أوكرانيا! موسكو طلبت 16 ألف مرتزق[/size]
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 20:02 بتوقيت غرينتش
[size=39]قوات تابعة لروسيا في أوكرانيا - رويترز[/size]
[size=39]قالت صحيفة The New York Times الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 31 مارس/آذار 2022، نقلاً عن مصدرين يراقبان حركة المرتزقة، إنَّ مئات من المقاتلين السوريين في طريقهم للانضمام إلى القوات الروسية في أوكرانيا؛ لردّ الجميل فعلياً لموسكو لمساعدتها رأس النظام السوري بشار الأسد في سحق المتظاهرين والمعارضين طيلة 11 عاماً.
وفقاً لدبلوماسي غربي وحليف للحكومة السورية في دمشق، وصلت مجموعة أولى من الجنود بالفعل إلى روسيا للتدريب العسكري قبل التوجه إلى أوكرانيا. وهي تضم ما لا يقل عن 300 جندي من فرقة في الجيش السوري عملت من كثب مع ضباط روس ذهبوا إلى سوريا لدعم الأسد خلال الحرب.
[/size]
قد يكون هناك مزيد من الجنود في الطريق؛ إذ عكف العاملون في التجنيد بجميع أنحاء سوريا على وضع قوائم بالآلاف من المرشحين المهتمين؛ كي تفحصها أجهزة الأمن السورية، ثم تُمرِّرها إلى الروس.
وحدات من الجيش الروسي/رويترز
إذ تطورت سوريا في السنوات الأخيرة إلى دولة مُصَدِّرَة للمرتزقة، وهو أثر قاتم بعد سنوات من الحرب التي أعطت العديد من الرجال خبرة قتالية، لكنها دمرت اقتصاد البلاد لدرجة أنَّ الناس يكافحون الآن للعثور على عمل. لذلك انتشروا كسلاح مقابل أجر في الحروب بليبيا وأذربيجان وجمهورية إفريقيا الوسطى، والآن أوكرانيا.
من جانبه قال بسام الأحمد، رئيس "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، وهي مجموعة مناصرة بحثت في تجارة المرتزقة بسوريا: "في العموم، المال هو الدافع". وأضاف أنَّ بعض السوريين يشعرون بالولاء لروسيا، بسبب دعمها للأسد، بينما يشترك آخرون في القتال، لأنهم ببساطة يحتاجون إلى المال ويصدّقون وعود المُجنِّدين لهم بأنهم سيحصلون على وظائف غير قتالية، مثل حراسة القواعد أو المنشآت النفطية.
هناك مبالغات من الجانب الأوكراني بشأن نتائج الخرب/رويترز
تابع الأحمد: "بعض الناس لا يمانعون القتال، لكن هناك مجموعات تستفيد بالتأكيد من احتياجات الناس. والنتيجة واحدة: الناس يدفعون الثمن. ويشاركون في حروب ليست حروبهم".
كان المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قد صرّح، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022، بأنَّ نحو ألف مرتزق، من بينهم سوريون، تابعين لمجموعة فاغنر، المتعاقد العسكري الروسي، موجودون بالفعل في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا، حيث أقامت روسيا جيبين انفصاليين.
برغم أنَّ استخدام المرتزقة لا يعد جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف، فإن هناك معاهدة منفصلة للأمم المتحدة تُجرِّمها. وأوكرانيا من الدول الموقعة على تلك المعاهدة، لكن روسيا ليست كذلك.
من جانبها قالت سورتشا ماكليود، رئيسة فريق الأمم المتحدة العامل المعني باستخدام المرتزقة: "ما نراه هو تجنيد مفترس. إنهم يستغلون الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيئ الذي يجد هؤلاء الناس أنفسهم فيه".
كذلك، يمكن أن تجذب العملية العسكرية في أوكرانيا أعداداً كبيرة من السوريين؛ نظراً إلى نطاق العملية، والعدد الكبير من القتلى والجرحى الروس، وعلاقات روسيا الوثيقة مع الجيش السوري. لكن الكثير من تفاصيل عمليات انتشار وأنشطة المرتزقة السوريين لا يزال غامضاً، بسبب الطبيعة السرية لعملهم.
في حين وصف المسؤولون والخبراء الغربيون، الذين يتتبعون القضية والمجندين والمقاتلين العائدين، نظاماً فوضوياً يتزاحم فيه الرجال، الذين لا يملكون سوى قليل من الخيارات، من أجل الحصول على فرص محدودة للمخاطرة بحياتهم من أجل رواتب لا يمكنهم الحصول على مثلها في وطنهم.
قال مُجنِّد مرتزقة في جنوب سوريا إنه سجل عدة مجموعات للذهاب إلى ليبيا، وتلقى حديثاً معلومات بأنَّ الروس يريدون ما يصل إلى 16000 سوري للقتال في أوكرانيا، وأشار إلى أنه يوضح الخطر الذي قد يواجه المرتزقة، برغم أنَّ بعض المُجنِّدين الآخرين يبرزون الفوائد التي ستعود على المرتزقة ويقللون من المخاطر.
كذلك، قال: "بعض الناس يروجون للمرتزقة الأمر كأنهم ذاهبون إلى الجنة. لكنكم لستم ذاهبون إلى الجنة".
في حين قال سوري عاد مؤخراً من القتال بليبيا إنه ذهب من أجل المال فقط، لكنه لن يفعل ذلك مرة أخرى وسيخبر كل من يستمع إليه بألا يذهب إلى أوكرانيا، وأضاف: "الناس الذين يذهبون إلى هناك سيموتون".
اقترح تصحيحاً
علامات:
[size=40]واصل قراءة المزيد..[/size]
[size=44]تقسيم أوكرانيا هو السيناريو المفضل لبوتين.. ما الذي تريده روسيا بعد شهر من وصولها أبواب كييف؟[/size]
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
[size=39]الرئيس الروسي فلاديمير بوتين/ عربي بوست[/size]
[size=39]ما زالت المعارك مستمرة في أوكرانيا باستعمال شتى أنواع الأسلحة الفتاكة والدقيقة، وهذه العملية لا ترحم كبيراً ولا صغيراً، ولا يوجد متعادل لغاية هذه اللحظات، فالجيش الروسي يستعمل القوة المفرطة لتحقيق هدف العملية الخاصة التي أعلن عنها، والجيش الأوكراني يقاوم بدعم غربي واضح وبأسلحة متطورة من الولايات المتحدة الأمريكية، والناتو لا يريد أن يكون طرفاً في هذه المواجهة.
هذا الوضع المعقد، الذي يبدو بلا حل نهائي قريباً، داخل أوكرانيا، جعل روسيا تعيد حساباتها من جديد على كل الأصعدة حسب رأي الخبراء، سواء من خلال الاقتصاد والطاقة أو تغيّر علاقاتها بالدول المساندة لأوكرانيا خصوصاً الغرب، فواضحٌ أن روسيا تشرع في استراتيجية جديدة في القتال، بالتلميح إلى تقسيم أوكرانيا؛ كي تتم السيطرة على الأرض، فالعملية العسكرية في أوكرانيا برغم قسوتها لم تحقق الهدف المرجو منها كما جاء في بعض وسائل الإعلام وعلى لسان الخبراء العسكريين، بعيداً حتى عن البروباغندا الغربية، فالكلام الذي يتحدث عن ذلك من أروقة النظام الروسي نفسه، أن القادة العسكريين أخطأوا تقدير العملية، وبوتين نفسه لم يكن يظن في أسوأ الأحوال، أن يلقى هذه المقاومة حتى اللحظة.
وحسب بعض الخبراء فإن تقسيم أوكرانيا من الممكن أن يكون سهلاً، بما أن جغرافية الأرض تسمح بذلك وبوجود نهر داخل أوكرانيا، فيقسم البلاد بطبعه إلى شرقي وغربي النهر، وهذا ما ترفضه أوكرانيا جملةً وتفصيلاً، وتحارب من أجل عدم تحقيقه، فهو هدف كبير من أهداف الهجوم الروسي منذ البداية، الذي بدأ بُعيد اعتراف موسكو بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين، واستمرار العملية العسكرية بهذا الشكل يمكن أن يطول إلى حد حرب الاستنزاف أو الأرض المحروقة.
جنود من الجيش الروسي ينقلون شاحنات على جسر عائم عبر نهر دنيبرو خلال التدريبات العسكرية المشتركة التي أجرتها روسيا وبيلاروسيا في سبتمبر 2021، أرشيفية / رويترز
هذا الخيار إن طُبِّق فسيخفف من عمليات النزوح والقتل اليومي من الجنود والمدنيين لكلا الطرفين، وهذا التقسيم إن حصل- حسب رأي البعض- فإنه يمكِّن روسيا مستقبلاً من السيطرة على أوكرانيا وإضعافها وعدم تسليحها بأسلحة استراتيجية، وهو من أسباب هذه العملية الخاصة في أوكرانيا.
والأحداث الدائرة الآن على الأرض الأوكرانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية في دول أوروبا، وأصبحت موسكو في وضع لا تحسد عليه أمام هذه المقاومة الشرسة من قِبل الجيش الأوكراني، فاستراتيجية روسيا في هذه العملية هي السيطرة على مواقع بعينها ثم الانتقال إلى مدن أخرى وهكذا، حتى تُحكم الطوق على كييف في نهاية المطاف.
هل العالم سيقبل بعملية التقسيم إن حصلت؟
هناك أصوات ترتفع بعدم التقسيم وتدعم أوكرانيا من أجله، والأمم المتحدة هل سيكون لها دور في هذا القرار الروسي إن تم تنفيذه على الأرض؟ هناك أسئلة كثيرة، الأيام القادمة فقط هي الكفيلة بالإجابة عنها.
التقسيم في العالم ليس بجديد، فألمانيا نفسها في زمن الحرب العالمية قُسمت إلى شرقية وغربية، وكوريا أيضاً كوريتان، واليمن إلى يمنيين، والسودان إلى سودانيين، وكثيراً ما كان التقسيم في يتم في نهاية الحربين العالميتين الأولى والثانية. فليس من المستبعد هنا هذه المرَّة.
ولا ننسى أن "التقسيم" بحد ذاته هو سيناريو محتمل حدوثه بقوة، وكان مما برز منذ بداية الهجوم.
[/size]
أصلهم تركي وتعرضوا لتهجير قسري على يد ستالين.. مسلمو "تتار القرم" الذين فرضوا ذات يومٍ الجزية على موسكو
الاسمالايميلما التصحيح؟ قم بوصف الخطأ هنا بما لا يتجاوز ألف حرف
عربي بوست
[/size]
- نوّار كتاو
تم النشر: 2022/02/17 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/24 الساعة 09:31 بتوقيت غرينتش
[size=39]Getty Images/ تتار القرم[/size]
[size=39]لا شكَّ في أن خلافات روسيا وأوكرانيا الأخيرة أعادت إلى أذهاننا أزمة قديمة جديدة، وهي أزمة "تتار القرم" الذي يرفض سكانه المسلمون الانضمام لروسيا.
من هم سكان تتار القرم المُسلمون، كيف وصلوا إلى ذلك الإقليم، ولماذا قام جوزيف ستالين بتهجيرهم قسراً من أرضهم؟
[/size]
[size=42]من هُم مسلمو تتار القرم؟[/size]
تتار القرم هُم مجموعة عرقيّة، تُقيم بإقليم شبه جزيرة القرم الذي سيطرت عليه روسيا من أوكرانيا في عام 2014، ويتحدثون لغتهم المحليّة الخاصة القريبة من اللغة التركية.
يعود أصل تتار القرم إلى قبائل تركيّة قديمة سكنت الساحل الشمالي للبحر الأسود، ويقال إن أجدادهم ينحدرون من جبال القوقاز.
ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء التركية TRT، فإن تتار القرم استقروا في شبه جزيرتهم خلال العصر العباسي، فأسسوا جمهورية "تتار القرم" المُسلمة التي أصبحت دولة قوية في القرن الرابع عشر الميلادي واستطاعت أن تمد نفوذها إلى المناطق المجاورة، حتى إنها فرضت ذات يوم، الجزية على موسكو.
من جهته قال الأستاذ أحمد عبد الوهاب الشرقاوي المُتخصص في التاريخ العثماني: "قام جنكيز خان بتوحيد قبائل التتار، واجتاح بهم طريق الحرير، ودمر دولاً وحضارات؛ وأقام على أنقاضها واحدة من أكبر الإمبراطوريات اتساعاً عرفها التاريخ، ليؤسس في النهاية الدولة المغولية التركية التي عُرفت باسم القبيلة الذهبية، والتي يَعتبر تتار القرم أنفسهم مكونَها الأساسي".
وأضاف الشرقاوي وفقاً لموقع "إضاءات": "إن الإسلام دخل إلى القبيلة الذهبية في عهد بركة خان وأصبح الدينَ الرئيسيَّ للدولة في عهد أوزبك خان 1313–1341".
وهي الفترة ذاتها التي بدأ فيها الروس يدفعون الجزية لأمراء القرم المُسلمين مقابل عدم اعتدائهم على قوافلهم التجارية.
لاحقاً ضُمَّت القرم إلى الخلافة العثمانية في العام 1441 تحت مسمى "خانية القرم"، ويقصد بـ"الخانية" أو "الخانات" الكيان الذي يحكمه "خان" أو "خاقان"، وهو يكافئ من حيث المفهوم الإمارة أو الإمبراطورية.
فكانت خانية تتارية القرم، الموجودة من 1441 إلى 1783، أطول الخانات التركية عمراً، إلى أن تمكّن الروس من غزو شبه جزيرة القرم إبان حكم كاثرين العظيمة في عام 1783 وضمّها إليهم بعد انتهاكهم معاهدة (كوجوك كايناركا 1774) التي تضمنت عدم تدخل كل من الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية في شؤون خانية القرم.
Getty Images/ تتار القرم هُم مجموعة عرقيّة، تُقيم بإقليم شبه جزيرة القرم الذي سيطرت عليه روسيا من أوكرانيا في عام 2014، ويتحدثون لغتهم المحليّة الخاصة القريبة من اللغة التركية.
[size=42]عمليات الترحيل القسري في عهد ستالين![/size]
مُنحت شبه جزيرة القرم حكماً ذاتياً باعتبارها جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفييتي عقب ثورة أكتوبر/تشرين الأول البلشفية عام 1917، واحتلها النازيون في أوائل عام 1940 قبل أن يُطردوا منها.
ولكن عندما وصل الزعيم السوفييتي السابق جوزيف ستالين إلى الحكم، قام بين ليلة وضحاها وتحديداً بين 2 و18 مايو/أيار 1944، بترحيل الشعب التتري بالكامل باتجاه سيبيريا ووسط آسيا.
ووفقاً لما ذكرته مجلة National Geographic، فقد تم إخطار سكان التتار المسلمين بضرورة إخلاء منازلهم ومنحهم مدة 30 دقيقة فقط للبدء بالخروج.
مات ما يقرب من نصف المنفيِّين من الرجال والنساء والأطفال الذين تم تحميلهم على عربات الماشية والبالغ عددهم 200 ألف، في الطريق أو بعد وقت قصير من وصولهم إلى جبال الأورال وسيبيريا وآسيا الوسطى، وأودى الترحيل بحياة من ثلث إلى نصف سكان تتار القرم في ذلك الوقت.
أما نفيهم من منازلهم فكان عقاباً لهم على تعاونهم المزعوم مع ألمانيا النازية التي احتلت شبه جزيرة القرم في الحرب العالمية الثانية.
رفعت تشوباروف، رئيس مجلس شعب تتار القرم، أكد لـNational Geographic، أن والدته كانت تبلغ من العمر 11 عاماً ووالده 13 عاماً، عندما تم ترحيلهما من قريتهما آي سيريز باتجاه أوزبكستان في عام 1944.
وقال: "بعدها كبرا وتزوَّجا في أوزبكستان وأنجوبني، كانا يقولان لي إنه يتعيَّن علينا بذل كل ما في وسعنا للعودة إلى وطننا، وأن ندرس بجد وأن نعمل بجد، وأن نوفر المال في يوم من الأيام للعودة وشراء منزل بالقرم".
وفي عام 1968، كانت عائلته واحدة من 300 عائلة فقط سُمح لهم بالعودة؛ حتى يتمكن السوفييت من إخبار العالم بأنهم سمحوا لهم بالعودة، ولكن الأمر كان لأغراض دعائية، وفقاً لرفعت تشوباروف.
ويُنظر اليوم إلى يوم ترحيل تتار القرم على أنه رمز لاضطهاد هذه الأقلية العرقية، حتى إن البرلمان الأوكراني أعلن في عام 2015، اعترافه بيوم 18 مايو/أيار على أنه "يوم إحياء ذكرى ضحايا إبادة تتار القرم الجماعية".
[size=42]إهداء القرم إلى أوكرانيا وعودة تتار القرم إلى أراضيهم![/size]
ظلت القرم جزءاً من الاتحاد السوفييتي حتى عام 1954 عندما قام الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف بـ"إهدائها" إلى جمهورية أوكرانيا السوفييتية آنذاك؛ "من أجل تعزيز الوحدة بين الروس والأوكرانيين".
ولكن لم يبدأ التتار بالعودة الى موطنهم الأصلي في القرم إلى حين انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 وزواله، وعندما عادوا كان عددهم يناهز ربع مليون فقط، فوجدوا أنفسهم أقلية في دولة مُستقلة جديدة هي أوكرانيا، حيث واجهوا نسبة بطالة عالية وظروف سكن رديئة.
كما فوجئ التتار أيضاً عند عودتهم بأن وطنهم قد أُعيد إسكانه بالكامل من قِبل الروس، مع ذلك التزموا بإعادة بناء وإحياء تراث التتار في القرم، وفقاً لما ذكرته مجلة Foreign Policy الأمريكية.
وعقب إعلان استقلال أوكرانيا، سعى سياسيون روس في القرم إلى توثيق علاقات شبه الجزيرة مع روسيا وإلى تثبيت سيادتها من خلال سلسلة من الخطوات وصفتها الحكومة الأوكرانية بأنها منافية للدستور الأوكراني، وفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية.
ونص الدستور الأوكراني الذي سُنَّ في عام 1996، على أن القرم لها وضع الجمهورية ذاتية الحكم، ولكنه نص أيضاً على أن القوانين التي تُسَن في القرم يجب أن تتماشى مع القوانين الأوكرانية.
[size=42]احتلال روسيا للقرم في 2014[/size]
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، بدأت الاحتجاجات الشعبية التي سميت بـ"الميدان الأوروبي" ضد الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، بسبب تأجيله المستمر لاتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.
اندلعت العديد من الاحتجاجات في مُعظم مناطق أوكرانيا، وانتهت بالإطاحة بالرئيس من منصبه في فبراير/شباط 2014.
وبعد الإطاحة بالرئيس بدأت مظاهرات موالية للروس بالاندلاع في بعض المناطق، وجاءت هذه المظاهرات بعد انتهاء حركة الميدان الأوروبي، بينما وصفت وسائل الإعلام الروسية تلك المظاهرات بأنها "الربيع الروسي".
في الوقت ذاته، غزت القوات الروسية شبه جزيرة القرم، وضمت بشكل غير قانوني، شبه الجزيرة من أوكرانيا.
أول ما فعله الروس بعد احتلال شبه الجزيرة هو مضايقة التتار المسلمين الذين كانوا من ضمن المشاركين في احتجاجات عزل الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا.
قاموا بإجراء استفتاء بشأن انضمام جمهورية الحكم الذاتي في القرم من أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية وتحويلها إلى جمهورية القرم.
وبما أنّ أكثر من 50% من سكان القرم من أصل روسي كان ستالين قد وطّنهم بدلاً من التتار، جاء الاستفتاء لصالح الانضمام إلى روسيا، وهو مالم تعترف به أي دولة على مستوى رسمي حتى الآن.
ووفقاً لآخر إحصاء سكاني أجرته أوكرانيا وأجري في 2001، فإن 58% من سكان القرم روس، و24.4% أوكرانيون و12.1% تتريون قرميون.
قد يهمك أيضاً:
[size=44]الجيش الروسي ينسحب من مناطق حول العاصمة كييف.. خلّف وراءه جثث جنوده القتلى وحطام دبابات محترقة
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 20:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 20:49 بتوقيت غرينتش
[size=39]دبابات روسية مدمرة/ رويترز[/size]
[size=39]استعادت أوكرانيا مزيداً من الأراضي حول عاصمتها كييف من القوات الروسية التي غادرت القرى المدمرة وتركت دباباتها على طريق الانسحاب، في حين تعثرت محادثات السلام الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، بسبب هجوم على مركز إمداد روسي عبر الحدود.
إذ رأى مراسلو رويترز في قرية دميتريفكا الصغيرة إلى الغرب من العاصمة، خيوط دخان لا تزال تتصاعد من حطام الدبابات المحترقة وجثث ثمانية جنود روس على الأقل في الشوارع.
[/size][/size]
[size=42]تقدم للقوات الأوكرانية على حساب جيش روسيا[/size]
من جانبه قال ليونيد فيرشاجين، وهو مسؤول تنفيذي في قطاع الأعمال: "كنا نسمع من جانب دوي قذائف الدبابات المصوبة إلينا، ومن منطقة بوتشا كان هناك قصف هائل بقذائف الهاون"، في إشارة إلى بلدة تقع إلى الشمال.
كما قال رئيس بلدية بوتشا، الجمعة، في مقطع فيديو يبدو أنه صُوِّر خارج مبنى البلدية، إن القوات الأوكرانية تمضي قدماً لاستعادة بوتشا. جاء التقدم بعد عدة أيام من المكاسب الأوكرانية حول كييف وفي الشمال.
في حين قال ماكسيم مارشينكو حاكم منطقة أوديسا بجنوب غربي أوكرانيا، إن ثلاثة صواريخ سقطت على حي سكني بالمنطقة اليوم الجمعة، مما تسبب في سقوط ضحايا، دون أن يحدد عددهم. وتنفي روسيا استهداف المدنيين، وأضاف أن الصواريخ أطلقت من منظومة إسكندر الصاروخية في شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا التي ضمتها روسيا في 2014.
[size=42]حريق في مستودع وقود[/size]
من جانبها قالت موسكو إن حريقاً هائلاً في مستودع وقود بمدينة بيلجورود الروسية، وهي مركز لوجستي للجهود الحربية الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، كان نتيجة غارة جوية شنتها طائرات هليكوبتر أوكرانية. وسيكون مثل هذا الهجوم هو الأول من نوعه في الحرب المستمرة منذ سبعة أسابيع، ونفت أوكرانيا في وقت لاحق، مسؤوليتها عن الحريق.
في حين قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس فلاديمير بوتين أُطلع على الحادث، وإن الهجوم قد يعرّض للخطر مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، والتي استؤنفت يوم الجمعة عبر رابط فيديو.
لكن بعد ساعات من الهجوم الذي وردت تقارير بشأنه على مستودع الوقود، قال شاهد لـ"رويترز" عبر الهاتف في بيلجورود، طلب عدم الكشف عن هويته، إن طائرات كانت تحلّق في سماء المنطقة مع انفجارات مستمرة من اتجاه الحدود، وأضاف: "شيء ما، يحدث.. هناك طائرات وانفجارات مستمرة على بعد".
[size=42]إطلاق صواريخ قرب كييف[/size]
في سياق ذي صلة أظهرت لقطات فيديو صوَّرتها كاميرات أمنية من موقع تحققت منه رويترز، وميضاً يبدو أنه ناجم عن صاروخ أُطلق من ارتفاع منخفض في الجو، أعقبه دوي انفجار على الأرض.
في حين قال أكبر مسؤول أمني أوكراني إن المزاعم الروسية بأن بلاده مسؤولة عن الهجوم "غير صحيحة". وفي وقت سابق امتنعت وزارة الدفاع الأوكرانية، عن تأكيد أو نفي أي دور أوكراني.
كذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أوليكسندر موتوزيانيك: "أوكرانيا تنفذ حالياً عملية دفاعية ضد العدوان الروسي على أراضيها، وهذا لا يعني أن أوكرانيا مسؤولة عن كل كارثة تقع على الأراضي الروسية".
[size=42]دعم روسيا للانفصاليين [/size]
لكن في الوقت نفسه تقول روسيا الآن إنها حوّلت تركيزها إلى منطقة دونباس في جنوب شرقي أوكرانيا التي تقدم فيها موسكو الدعم للانفصاليين منذ عام 2014.
إذ إن الهدف الأكبر لروسيا في هذه المنطقة هو مدينة ماريوبول المحاصرة على البحر الأسود.
فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الظروف جعلت من المستحيل، الجمعة، المضي في خطة لإجلاء المدنيين من ماريوبول، حيث وجد عشرات الآلاف من المدنيين أنفسهم محاصرين بإمدادات شحيحة من المياه والغذاء.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للصحفيين، إن منسق الأمم المتحدة للمساعدات مارتن غريفيث سيتوجه إلى موسكو يوم الأحد ثم إلى كييف، في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في أوكرانيا.
كيريلو تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس، أشارت كذلك في منشور على الإنترنت، إلى أنه تم إجلاء 6266 شخصاً إجمالاً من المدن الأوكرانية عبر ممرات إنسانية، اليوم الجمعة.
لكن وبعد فشلها في الاستيلاء على أي مدينة أوكرانية كبرى بعد خمسة أسابيع من الحرب، وصفت روسيا انسحابها في الشمال بأنه بادرة حسن نية لمحادثات السلام، لكن أوكرانيا وحلفاءها يقولون إن القوات الروسية اضطرت إلى إعادة تجميع صفوفها بعد تكبدها خسائر فادحة، بسبب ضعف الخدمات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية الصلبة.
كذلك وفي إربين، وهي ضاحية تقع شمال غربي كييف وكانت إحدى ساحات القتال الرئيسية لأسابيع، استعاد الأوكرانيون السيطرة عليها. وحمل متطوعون وعمال الطوارئ الجثث التي انتشلت من تحت الأنقاض على نقالات. ووضعت نحو 12 جثة في أكياس بلاستيكية سوداء بأحد الشوارع ونُقلت في شاحنات صغيرة.
يُذكر أن بوتين أرسل قواته في 24 فبراير/شباط 2022، لَما وصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا، بينما تصف الدول الغربية ذلك بأنه حرب عدوانية غير مبررة.
اقترح تصحيحاً
علامات:
- سياسة
- روسيا
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- أوكرانيا
- الهجوم على أوكرانيا
- دولي
[size=40]واصل قراءة المزيد..[/size]
[size=44]سجلوا استغاثات وتفاخراً بنهب المنازل وأكل الكلاب! عملاء أوكرانيون ينجحون في التنصت على قوات روسيا[/size]
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش
[size=39]أوكرانيا تتحدث عن خسارة روسيا لآلاف المقاتلين منذ بدء الهجوم - Getty Images[/size]
[size=39]قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، إن خدمة الأمن الأوكرانية المعروفة على نطاق واسع باسم (SBU)، أصبحت السلاح الأساسي للبلاد في حرب المعلومات مع روسيا.
فبالإضافة إلى توفيرها المعلومات الاستخباراتية للوحدات العسكرية لتوجيه عملياتها في ساحة المعركة، قامت المنظمة الغامضة أيضاً (SBU) بنشر كميات هائلة من الدعاية وتحييد "مزارع الروبوتات" للعدو واعتقال مستخدمي الإنترنت الذين يدعمون روسيا.
فبينما تُنفَّذ كثير من أعمال التجسس المضاد خلف الأبواب المغلقة، ينخرط عملاؤها في نوع جديد من الحرب الإلكترونية: اعتراض الاتصالات العسكرية الروسية ونشرها عبر الإنترنت.
[/size]
[size=42]اعتراض مكالمات واتصالات الجيش الروسي[/size]
فقد أدى اعتماد الجنود الروس على الهواتف المحمولة غير الآمنة وأجهزة الراديو عالية التردد إلى تعريض العديد من محادثاتهم للتنصت.
هناك مبالغات من الجانب الأوكراني بشأن نتائج الخرب/رويترز
يقول خبراء الدفاع إن الهجمات الروسية المبكرة على أبراج الهاتف الأوكرانية من الجيلين الثالث والرابع قوَّضت عن غير قصد، قدرتهم على استخدام نظام اتصالات آمن أنشأته الحكومة، يسمى إيرا، والذي خُطِّطَ لاستخدامه على نطاق واسع.
لكن الخطأ الفادح هو أن وحدات النخبة فقط هي التي تُمنح حق الوصول إلى هواتف الأقمار الصناعية باهظة الثمن، مما يعني أن ضباط المخابرات الأوكرانيين ومشغِّلي الراديو الهواة تمكَّنوا من الاستماع إلى محادثات حسَّاسة.
[size=42]التنصت على اتصالات الجيش الروسي[/size]
كذلك، من المحتمل أن تكون أهم الإرسالات التي سجلها وكلاء إدارة أمن الدولة قد نُشِرَت بشكل خاص فقط للموظفين الأوكرانيين المصرح لهم، ولكن العشرات من المحادثات قد بُثَّت، لا سيَّما تلك التي تسلِّط الضوء على الفوضى والإجرام في الحملة الروسية، بشكل روتيني عبر عدد من الشبكات العامة.
في حين كشفت مقاطع صوتية منتشرة على الإنترنت عن جنود يبكون ويتوسلون للحصول على مزيد من الإمدادات ويأكلون الكلاب ويشكون من نيران صديقة ويتفاخرون بنهب البضائع من المنازل الأوكرانية.
دبابات روسية تعبر نحو أوكرانيا،/ رويترز
كذلك فإنه على الرغم من أن معظم المحادثات تشمل جنود المشاة الذين يستخدمون خطوطاً غير آمنة للتحدث مع رفاقهم أو أحبائهم، فقد التُقِطَت أحاديث من عملاء خدمة الأمن الفيدرالية ومعلومات حول تحركات القوات في الأسابيع الأخيرة. وشورِكَت المحادثات مئات الآلاف من المرات منذ بداية الهجوم الروسي، حيث تروِّجها وحدة إدارة الأمن عبر فيسبوك وتويتر وتليغرام.
[size=42]استراتيجية لتدمير الروح المعنوية الروسية [/size]
ورغم أنه من الواضح أن ذلك جزءٌ من استراتيجية دعاية لتدمير الروح المعنوية الروسية، يقول المحللون الغربيون إن مشاكل الاتصال في الكرملين ملحوظة أيضاً بساحة المعركة. كانت روسيا تنشر حلولاً للأجهزة رداً على ذلك، مع أدلة على استخدام الجنود أطباق الأقمار الصناعية المحمولة ذات المعايير العسكرية في أوكرانيا. وطبق Auriga مثالٌ على ذلك، وهو نظام اتصالات متنقل يتيح الإرسال الآمن عبر آلاف الأميال بين المقرات الروسية والوحدات الموجودة على الخطوط الأمامية.
من جانبه حذّر مارك غالوتي، الأستاذ الفخري في كلية لندن الجامعية للدراسات السلافية وأوروبا الشرقية، من أن البث الأوكراني لا ينبغي أن يؤخذ في ظاهره، لكنه قال إن أنظمة الاتصال الروسية الآمنة كانت في حالة فوضى بأجزاءٍ من أوكرانيا.
كذلك، قال: "يجري استغلال نقطة ضعف خطيرة للروس. لم يعد الروس قادرين على الوثوق بأنظمة اتصالاتهم الآمنة أو استخدامها، لذلك نحن نراهم يعتمدون على الهواتف المحمولة المدنية. عليهم استكشاف وسرقة بطاقات الهاتف الأوكرانية، ومن الواضح أن البطاقات الروسية لا تعمل".
كما أضاف غالوتي أن خدمة الأمن الفيدرالية الروسية "لا يبدو أن لديها نظاماً مشابهاً، إذ يستمع مدنيون وعملاء إلى كثير من المكالمات"، ما وَصَفَه بأنه "في قلب حرب المعلومات".
[size=42]إنشاء روبوت محادثة [/size]
في سياق متصل أصبح المدنيون الأوكرانيون أيضاً ترساً لا غنى عنه في آلة المعلومات بعد أن أنشأت إدارة أمن الدولة "روبوت محادثة" رسمياً يمكن للجمهور استخدامه لنقل البيانات حول تحركات دبابات ووحدات العدو.
في حين يشمل المخبرون مدنيين يستخدمون تكنولوجيا مفتوحة المصدر للاستماع إلى البث الإذاعي من أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم، وكذلك مستخدمي الطائرات المسيَّرة الهواة الذين يستخدمون طائرات كوادكوبتر التجارية لمراقبة القوافل الروسية من السماء.
من جانبه قال سام كراني إيفانز، خبير الاتصالات والمراقبة في معهد رويال يونايتد سيرفيسز للأبحاث، إنه بينما أثرت مشكلات الاتصال بشكل رئيسي على الأجزاء الشمالية من أوكرانيا، كانت إدارة أمن الدولة تستخدم عمليات الاعتراض لرسم صورة للفوضى المنتشرة بين صفوف الروس.
كما أضاف خبير الاتصالات والمراقبة في معهد رويال يونايتد سيرفيسز: "ليس من الواضح ما إذا كان الروس يعانون مع ذلك"، مضيفاً أن بعض الوحدات الهجومية كانت تستخدم أجهزة اتصالات محمولة وآمنة عبر الأقمار الصناعية. وقال إن المحادثات التي تُبَثُّ علناً من المُرجَّح أن تكون "تكتيكية" وتهدف إلى رفع الروح المعنوية الأوكرانية، في حين أن المعلومات "الاستراتيجية" التي يمكن أن تشكِّل المعارك على الأرض تظلُّ سرية.
اقترح تصحيحاً
علامات:
- روسيا
- دولي
- أوكرانيا
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- الهجوم على أوكرانيا
- سياسة
[size=40]واصل قراءة المزيد..[/size]
[size=44]300 جندي سوري يَصلون روسيا استعداداً للالتحاق بحرب أوكرانيا! موسكو طلبت 16 ألف مرتزق[/size]
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 20:02 بتوقيت غرينتش
[size=39]قوات تابعة لروسيا في أوكرانيا - رويترز[/size]
[size=39]قالت صحيفة The New York Times الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 31 مارس/آذار 2022، نقلاً عن مصدرين يراقبان حركة المرتزقة، إنَّ مئات من المقاتلين السوريين في طريقهم للانضمام إلى القوات الروسية في أوكرانيا؛ لردّ الجميل فعلياً لموسكو لمساعدتها رأس النظام السوري بشار الأسد في سحق المتظاهرين والمعارضين طيلة 11 عاماً.
وفقاً لدبلوماسي غربي وحليف للحكومة السورية في دمشق، وصلت مجموعة أولى من الجنود بالفعل إلى روسيا للتدريب العسكري قبل التوجه إلى أوكرانيا. وهي تضم ما لا يقل عن 300 جندي من فرقة في الجيش السوري عملت من كثب مع ضباط روس ذهبوا إلى سوريا لدعم الأسد خلال الحرب.
[/size]
[size=42]جنود سوريون في طريقهم إلى حرب أوكرانيا[/size]
قد يكون هناك مزيد من الجنود في الطريق؛ إذ عكف العاملون في التجنيد بجميع أنحاء سوريا على وضع قوائم بالآلاف من المرشحين المهتمين؛ كي تفحصها أجهزة الأمن السورية، ثم تُمرِّرها إلى الروس.
وحدات من الجيش الروسي/رويترز
إذ تطورت سوريا في السنوات الأخيرة إلى دولة مُصَدِّرَة للمرتزقة، وهو أثر قاتم بعد سنوات من الحرب التي أعطت العديد من الرجال خبرة قتالية، لكنها دمرت اقتصاد البلاد لدرجة أنَّ الناس يكافحون الآن للعثور على عمل. لذلك انتشروا كسلاح مقابل أجر في الحروب بليبيا وأذربيجان وجمهورية إفريقيا الوسطى، والآن أوكرانيا.
[size=42]تجارة المرتزقة في سوريا[/size]
من جانبه قال بسام الأحمد، رئيس "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، وهي مجموعة مناصرة بحثت في تجارة المرتزقة بسوريا: "في العموم، المال هو الدافع". وأضاف أنَّ بعض السوريين يشعرون بالولاء لروسيا، بسبب دعمها للأسد، بينما يشترك آخرون في القتال، لأنهم ببساطة يحتاجون إلى المال ويصدّقون وعود المُجنِّدين لهم بأنهم سيحصلون على وظائف غير قتالية، مثل حراسة القواعد أو المنشآت النفطية.
هناك مبالغات من الجانب الأوكراني بشأن نتائج الخرب/رويترز
تابع الأحمد: "بعض الناس لا يمانعون القتال، لكن هناك مجموعات تستفيد بالتأكيد من احتياجات الناس. والنتيجة واحدة: الناس يدفعون الثمن. ويشاركون في حروب ليست حروبهم".
كان المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قد صرّح، الأربعاء 30 مارس/آذار 2022، بأنَّ نحو ألف مرتزق، من بينهم سوريون، تابعين لمجموعة فاغنر، المتعاقد العسكري الروسي، موجودون بالفعل في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا، حيث أقامت روسيا جيبين انفصاليين.
[size=42]استخدام المرتزقة [/size]
برغم أنَّ استخدام المرتزقة لا يعد جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف، فإن هناك معاهدة منفصلة للأمم المتحدة تُجرِّمها. وأوكرانيا من الدول الموقعة على تلك المعاهدة، لكن روسيا ليست كذلك.
من جانبها قالت سورتشا ماكليود، رئيسة فريق الأمم المتحدة العامل المعني باستخدام المرتزقة: "ما نراه هو تجنيد مفترس. إنهم يستغلون الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيئ الذي يجد هؤلاء الناس أنفسهم فيه".
كذلك، يمكن أن تجذب العملية العسكرية في أوكرانيا أعداداً كبيرة من السوريين؛ نظراً إلى نطاق العملية، والعدد الكبير من القتلى والجرحى الروس، وعلاقات روسيا الوثيقة مع الجيش السوري. لكن الكثير من تفاصيل عمليات انتشار وأنشطة المرتزقة السوريين لا يزال غامضاً، بسبب الطبيعة السرية لعملهم.
في حين وصف المسؤولون والخبراء الغربيون، الذين يتتبعون القضية والمجندين والمقاتلين العائدين، نظاماً فوضوياً يتزاحم فيه الرجال، الذين لا يملكون سوى قليل من الخيارات، من أجل الحصول على فرص محدودة للمخاطرة بحياتهم من أجل رواتب لا يمكنهم الحصول على مثلها في وطنهم.
[size=42]شهادات لمرتزقة [/size]
قال مُجنِّد مرتزقة في جنوب سوريا إنه سجل عدة مجموعات للذهاب إلى ليبيا، وتلقى حديثاً معلومات بأنَّ الروس يريدون ما يصل إلى 16000 سوري للقتال في أوكرانيا، وأشار إلى أنه يوضح الخطر الذي قد يواجه المرتزقة، برغم أنَّ بعض المُجنِّدين الآخرين يبرزون الفوائد التي ستعود على المرتزقة ويقللون من المخاطر.
كذلك، قال: "بعض الناس يروجون للمرتزقة الأمر كأنهم ذاهبون إلى الجنة. لكنكم لستم ذاهبون إلى الجنة".
في حين قال سوري عاد مؤخراً من القتال بليبيا إنه ذهب من أجل المال فقط، لكنه لن يفعل ذلك مرة أخرى وسيخبر كل من يستمع إليه بألا يذهب إلى أوكرانيا، وأضاف: "الناس الذين يذهبون إلى هناك سيموتون".
اقترح تصحيحاً
علامات:
- روسيا
- سياسة
- دولي
- سوريا
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- أوكرانيا
- الهجوم على أوكرانيا
[size=40]واصل قراءة المزيد..[/size]
- آراء
- دولي
[size=44]تقسيم أوكرانيا هو السيناريو المفضل لبوتين.. ما الذي تريده روسيا بعد شهر من وصولها أبواب كييف؟[/size]
تم النشر: 2022/04/01 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/01 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
[size=39]الرئيس الروسي فلاديمير بوتين/ عربي بوست[/size]
[size=39]ما زالت المعارك مستمرة في أوكرانيا باستعمال شتى أنواع الأسلحة الفتاكة والدقيقة، وهذه العملية لا ترحم كبيراً ولا صغيراً، ولا يوجد متعادل لغاية هذه اللحظات، فالجيش الروسي يستعمل القوة المفرطة لتحقيق هدف العملية الخاصة التي أعلن عنها، والجيش الأوكراني يقاوم بدعم غربي واضح وبأسلحة متطورة من الولايات المتحدة الأمريكية، والناتو لا يريد أن يكون طرفاً في هذه المواجهة.
هذا الوضع المعقد، الذي يبدو بلا حل نهائي قريباً، داخل أوكرانيا، جعل روسيا تعيد حساباتها من جديد على كل الأصعدة حسب رأي الخبراء، سواء من خلال الاقتصاد والطاقة أو تغيّر علاقاتها بالدول المساندة لأوكرانيا خصوصاً الغرب، فواضحٌ أن روسيا تشرع في استراتيجية جديدة في القتال، بالتلميح إلى تقسيم أوكرانيا؛ كي تتم السيطرة على الأرض، فالعملية العسكرية في أوكرانيا برغم قسوتها لم تحقق الهدف المرجو منها كما جاء في بعض وسائل الإعلام وعلى لسان الخبراء العسكريين، بعيداً حتى عن البروباغندا الغربية، فالكلام الذي يتحدث عن ذلك من أروقة النظام الروسي نفسه، أن القادة العسكريين أخطأوا تقدير العملية، وبوتين نفسه لم يكن يظن في أسوأ الأحوال، أن يلقى هذه المقاومة حتى اللحظة.
وحسب بعض الخبراء فإن تقسيم أوكرانيا من الممكن أن يكون سهلاً، بما أن جغرافية الأرض تسمح بذلك وبوجود نهر داخل أوكرانيا، فيقسم البلاد بطبعه إلى شرقي وغربي النهر، وهذا ما ترفضه أوكرانيا جملةً وتفصيلاً، وتحارب من أجل عدم تحقيقه، فهو هدف كبير من أهداف الهجوم الروسي منذ البداية، الذي بدأ بُعيد اعتراف موسكو بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين، واستمرار العملية العسكرية بهذا الشكل يمكن أن يطول إلى حد حرب الاستنزاف أو الأرض المحروقة.
جنود من الجيش الروسي ينقلون شاحنات على جسر عائم عبر نهر دنيبرو خلال التدريبات العسكرية المشتركة التي أجرتها روسيا وبيلاروسيا في سبتمبر 2021، أرشيفية / رويترز
هذا الخيار إن طُبِّق فسيخفف من عمليات النزوح والقتل اليومي من الجنود والمدنيين لكلا الطرفين، وهذا التقسيم إن حصل- حسب رأي البعض- فإنه يمكِّن روسيا مستقبلاً من السيطرة على أوكرانيا وإضعافها وعدم تسليحها بأسلحة استراتيجية، وهو من أسباب هذه العملية الخاصة في أوكرانيا.
والأحداث الدائرة الآن على الأرض الأوكرانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية في دول أوروبا، وأصبحت موسكو في وضع لا تحسد عليه أمام هذه المقاومة الشرسة من قِبل الجيش الأوكراني، فاستراتيجية روسيا في هذه العملية هي السيطرة على مواقع بعينها ثم الانتقال إلى مدن أخرى وهكذا، حتى تُحكم الطوق على كييف في نهاية المطاف.
هل العالم سيقبل بعملية التقسيم إن حصلت؟
هناك أصوات ترتفع بعدم التقسيم وتدعم أوكرانيا من أجله، والأمم المتحدة هل سيكون لها دور في هذا القرار الروسي إن تم تنفيذه على الأرض؟ هناك أسئلة كثيرة، الأيام القادمة فقط هي الكفيلة بالإجابة عنها.
التقسيم في العالم ليس بجديد، فألمانيا نفسها في زمن الحرب العالمية قُسمت إلى شرقية وغربية، وكوريا أيضاً كوريتان، واليمن إلى يمنيين، والسودان إلى سودانيين، وكثيراً ما كان التقسيم في يتم في نهاية الحربين العالميتين الأولى والثانية. فليس من المستبعد هنا هذه المرَّة.
ولا ننسى أن "التقسيم" بحد ذاته هو سيناريو محتمل حدوثه بقوة، وكان مما برز منذ بداية الهجوم.
[/size]
أصلهم تركي وتعرضوا لتهجير قسري على يد ستالين.. مسلمو "تتار القرم" الذين فرضوا ذات يومٍ الجزية على موسكو
الاسمالايميلما التصحيح؟ قم بوصف الخطأ هنا بما لا يتجاوز ألف حرف