الارمو. النشاءة والتاريخ
هو شعب كبير من شعوب شرق إفريقيا ، تقع بلادهم داخل جمهورية إثيوبيا الفيدرالية ( الحبشة ) ، حيث تم ضمهما إلى إثيوبيا منذ ما يزيد عن قرن ، في عهد ( منلك ) الذي قام بغزو البلدان الجنوبية وضمها إلى الإمبراطورية الحبشية ما بين عامي 1893 م و 1935 م .
ويوجد جزء من الأوروميين في كينيا التي يقال إن اسمها مأخوذ من لغتهم ، بمعنى : ( لنا ) أي هذا البلد لنا . وتوجد فيها ثلاث قبائل :
قبيلة ( بَوْرَنَا ) وقبيلة ( غَبْرَا ) وقبيلة ( أَوْرْمَا ) الأورومية .
عدد الأوروميين يقدر بنحو أربعين مليوناً . ونسبة المسلمين إلى مجموعهم 85 % ، والبقية من هذه النسبة وثنيون أو نصارى .
نواة السلالات الكوشية
أوروميا ليست وحدة ترابية متواصلة جغرافيا إذ تمتد من أقاليم العفر و الأمهرة و بني شنقول من الشمال، والحدود الكينية من الجنوب، والإقليم (الصومالي الغربي) من الشرق، كما لها امتداد عميق و واسع داخل الأراضي الكينية يجاور المناطق الصومالية شمال و شمال شرق كينيا، تقدر مساحة أوروميا 353,690 كيلو متر مربع داخل اثيوبيا فقط، وعاصمتها هي أديس أبابا أو ( فين فينِّي ) قديما.
وتسمى بلادهم : أوروميا ، وتقع فيها الممالك الإسلامية القديمة المعروفة في التاريخ الإسلامي بممالك الطراز الإسلامي ، وبممالك الزيلع ، وتلك الممالك هي :
( بالي ) ، ( دارو ) ، ( سركا ) ، ( هديا ) ، ( إفات ) ، ( أرابيني ) ، ( دوارو ) ، وهذه الممالك هي التي تدعى ممالك الطراز .
اللغة والثقافة والأديان
يتحدث الأروميون اللغة التي يسمونها ( أفان أورومو ) (أف أورومو) بالصومالية ، و هي من اللغات الكوشية شأن الصومالية ، و تتشابه هاتان اللغتان إلى حد كبير.
يدين شعب "أورومو" بالإسلام والمسيحية والوثنية ، ولا وجود للتطرف الدينى فيها ولا التكفير، كما لا زال يعتنق بعض أبناء الأورومو الديانة الكوشية القديمة التي كان مركزها الإله الواحد (واق)، أما أكبر قبائل أروميا فهي (برينتو / آل بورنا)، ولهذه الشعوب العريقة نظام حكم وقوانين خاصين بها، ويُسمى بـ(النظام الاجتماعي والسياسي الديمقراطي لشعب أورومو)،
و قد نشأت قبل هذه الممالك مملكة ( شوا ) الإسلامية التي قامت على أنقاضها مملكة ( إفات ) . ثم قامت مملكتا ( هرر ) و ( جما ) الإسلاميتين ، وهما آخر الممالك الإسلامية سقوطا في أيدي النصارى .
الأقاليم الأورومية الحالية هي :
1 – هرر. 2 – بالي. 3 – عروسي. 4 – جما. 5- غَمُوغُوفَ.
6 – إِلُو أَبَّا بَور. 7 – ولّو. 8 – شوا. 9 – ولَّغَّا. 10 – سدامو .
فالمسلمون في السبعة الأولى هم الأغلبية . ثم سكان ( شَوَا ) التي بها العاصمة ، وسكان ( ولَّغَّا ) في الغرب أغلبهم نصارى تم تنصيرهم بعد أن تم ضم بلادهم إلى تاج الإمبراطورية الإثيوبية ( الحبشية ) .
و إثيوبيا هي هذه البلاد التي تقع فيها الأقاليم الأورومية ضمن الفيدرالية الإثيوبية الحالية ، وكانت تعرف قديما بالحبشة ، وهي التي هاجر إليها أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام ، وملكها النجاشي أصحمة الذي أسلم هو الذي قام بإيواء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأكرم وفادتهم ، وأحسن ضيافتهم ، ورفض تسليمهم لأعدائهم من قريش ، وهو الذي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة التي كانت من المهاجرات حيث مات زوجها بأرض الحبشة .
والنجاشي هو الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب يوم وفاته .
وذلك حين هاجر الرعيل الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن بينهم ابن عم رسول الله جعفر بن أبي طال رضي الله عنه ، وابنة رسول الله وبضعته رقية مع زوجها ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنهما ، وكان ذلك في العام الخامس من البعثة النبوية .
منح الله إثيوبيا طبيعة خلابة
في هذه الهجرة الأولى لم يبق الصحابة سوى نحو ثلاثة أشهر في تلك البلاد ، وكان عددهم يتراوح بين 15 و 16 رجلا وامرأة . أما عدد المهاجرين في الهجرة الثانية فقد بلغ نحو مائة وثلاثة وعشرين رجلاً وامرأة مع الأولاد الصغار ، على خلاف بين علماء والسير في ذلك .
لقد ولد فيها للصحابة أربعة وعشرون ولداً . وتوفي بها ستة عشر شخصاً منهم . وقد امتدت إقامة الصحابة في تلك البلاد ثماني سنوات بلا انقطاع ، ثم بدأت رحلة العودة إلى الجزيرة حتى عاد آخرهم في السنة السابعة من الهجرة.
ولا شك أن وجودهم تلك الفترة الطويلة ساهم مساهمة عظيمة في دخول الإسلام إلى تلك المنطقة وانتشاره بين الشعوب خلال خمس عشرة سنة .
و أول المناطق تأثراً بالصحابة ، القسم الشمالي من الحبشة ابتداءً من ساحل البحر الأحمر الغربي : إرتريا وعفر وتجراي التي فيها عاصمة الحبشة آنذاك وهي مدينة ( أكسوم ) التاريخية .
وبما أن هذا الدين دين عالمي وأن المؤمن المتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بالدعوة إلى الله تعالى حيثما حل ، وأن صحابته خير من يقتدي به في ذلك ، فإن أثرهم رضي الله عنهم لابد أن يكون عظيماً ، وإن أغفلت كتب السير والتاريخ هذا الجانب من حياة المهاجرين اهتماماً بما هو أعظم ، وإلا فإنه لا يتصور أن يبقى الصحابة تلك الفترة الطويلة التي سادها الأمن والطمأنينة من غير دعوة إلى دين الله تعالى .
ولابد أن لذلك أثراً عظيما في دخول الإسلام وانتشاره بين شعوب المنطقة التي من بينها شعب أورومو الذي يوجد جنوبي المنطقة . ومما يدل على ذلك وجود مساجد قديمة في مختلف المناطق من أوروميا . يقال إن بعضها للصحابة رضي الله عنهم ، مثل مسجد يعرف باسم ( مسجد الصحابة ) في إقليم ( شوا ) الذي فيه عاصمة إثيوبيا الحالية ، والذي قامت فيه دولة إسلامية من القرن الثالث الهجري ، تعرف ( بمملكة شوا الإسلامية ) ،وكانت نشأتها في حدود عام 276 هـ - 896 م .
ومنطقة ( هرر ) جبل يعرف الآن بجبل الصحابة ( أسبوت ) . وفي منطقة بالي يوجد مسجد قديم مكتوب عليه تاريخ بنائه ، وهو سنة 460 هـ .
ويحكى أن هناك آثاراً إسلامية قديمة تدل على أن الإسلام قد انتشر بين الأوروميين منذ فجر التاريخ الإسلامي ، وإن كان لموت أعداد كبيرة من العلماء في الحروب أثر كبير في انتشار الجهل واندراس العلم وفشو الوثنية بين شعوب كانت في يوم من الأيام مسلمة .
وآثار الإسلام وبقايا تعاليمه بين الوثنيين الأوروميين كقبيلة بورنا وغبرا شاهد على ذلك رغم ما يدعيه البعض من أن الإسلام لم يدخل بين الأوروميين إلا في عصور متأخرة جداً .
هو شعب كبير من شعوب شرق إفريقيا ، تقع بلادهم داخل جمهورية إثيوبيا الفيدرالية ( الحبشة ) ، حيث تم ضمهما إلى إثيوبيا منذ ما يزيد عن قرن ، في عهد ( منلك ) الذي قام بغزو البلدان الجنوبية وضمها إلى الإمبراطورية الحبشية ما بين عامي 1893 م و 1935 م .
ويوجد جزء من الأوروميين في كينيا التي يقال إن اسمها مأخوذ من لغتهم ، بمعنى : ( لنا ) أي هذا البلد لنا . وتوجد فيها ثلاث قبائل :
قبيلة ( بَوْرَنَا ) وقبيلة ( غَبْرَا ) وقبيلة ( أَوْرْمَا ) الأورومية .
عدد الأوروميين يقدر بنحو أربعين مليوناً . ونسبة المسلمين إلى مجموعهم 85 % ، والبقية من هذه النسبة وثنيون أو نصارى .
نواة السلالات الكوشية
أوروميا ليست وحدة ترابية متواصلة جغرافيا إذ تمتد من أقاليم العفر و الأمهرة و بني شنقول من الشمال، والحدود الكينية من الجنوب، والإقليم (الصومالي الغربي) من الشرق، كما لها امتداد عميق و واسع داخل الأراضي الكينية يجاور المناطق الصومالية شمال و شمال شرق كينيا، تقدر مساحة أوروميا 353,690 كيلو متر مربع داخل اثيوبيا فقط، وعاصمتها هي أديس أبابا أو ( فين فينِّي ) قديما.
وتسمى بلادهم : أوروميا ، وتقع فيها الممالك الإسلامية القديمة المعروفة في التاريخ الإسلامي بممالك الطراز الإسلامي ، وبممالك الزيلع ، وتلك الممالك هي :
( بالي ) ، ( دارو ) ، ( سركا ) ، ( هديا ) ، ( إفات ) ، ( أرابيني ) ، ( دوارو ) ، وهذه الممالك هي التي تدعى ممالك الطراز .
اللغة والثقافة والأديان
يتحدث الأروميون اللغة التي يسمونها ( أفان أورومو ) (أف أورومو) بالصومالية ، و هي من اللغات الكوشية شأن الصومالية ، و تتشابه هاتان اللغتان إلى حد كبير.
يدين شعب "أورومو" بالإسلام والمسيحية والوثنية ، ولا وجود للتطرف الدينى فيها ولا التكفير، كما لا زال يعتنق بعض أبناء الأورومو الديانة الكوشية القديمة التي كان مركزها الإله الواحد (واق)، أما أكبر قبائل أروميا فهي (برينتو / آل بورنا)، ولهذه الشعوب العريقة نظام حكم وقوانين خاصين بها، ويُسمى بـ(النظام الاجتماعي والسياسي الديمقراطي لشعب أورومو)،
و قد نشأت قبل هذه الممالك مملكة ( شوا ) الإسلامية التي قامت على أنقاضها مملكة ( إفات ) . ثم قامت مملكتا ( هرر ) و ( جما ) الإسلاميتين ، وهما آخر الممالك الإسلامية سقوطا في أيدي النصارى .
الأقاليم الأورومية الحالية هي :
1 – هرر. 2 – بالي. 3 – عروسي. 4 – جما. 5- غَمُوغُوفَ.
6 – إِلُو أَبَّا بَور. 7 – ولّو. 8 – شوا. 9 – ولَّغَّا. 10 – سدامو .
فالمسلمون في السبعة الأولى هم الأغلبية . ثم سكان ( شَوَا ) التي بها العاصمة ، وسكان ( ولَّغَّا ) في الغرب أغلبهم نصارى تم تنصيرهم بعد أن تم ضم بلادهم إلى تاج الإمبراطورية الإثيوبية ( الحبشية ) .
و إثيوبيا هي هذه البلاد التي تقع فيها الأقاليم الأورومية ضمن الفيدرالية الإثيوبية الحالية ، وكانت تعرف قديما بالحبشة ، وهي التي هاجر إليها أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام ، وملكها النجاشي أصحمة الذي أسلم هو الذي قام بإيواء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأكرم وفادتهم ، وأحسن ضيافتهم ، ورفض تسليمهم لأعدائهم من قريش ، وهو الذي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة التي كانت من المهاجرات حيث مات زوجها بأرض الحبشة .
والنجاشي هو الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب يوم وفاته .
وذلك حين هاجر الرعيل الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن بينهم ابن عم رسول الله جعفر بن أبي طال رضي الله عنه ، وابنة رسول الله وبضعته رقية مع زوجها ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنهما ، وكان ذلك في العام الخامس من البعثة النبوية .
منح الله إثيوبيا طبيعة خلابة
في هذه الهجرة الأولى لم يبق الصحابة سوى نحو ثلاثة أشهر في تلك البلاد ، وكان عددهم يتراوح بين 15 و 16 رجلا وامرأة . أما عدد المهاجرين في الهجرة الثانية فقد بلغ نحو مائة وثلاثة وعشرين رجلاً وامرأة مع الأولاد الصغار ، على خلاف بين علماء والسير في ذلك .
لقد ولد فيها للصحابة أربعة وعشرون ولداً . وتوفي بها ستة عشر شخصاً منهم . وقد امتدت إقامة الصحابة في تلك البلاد ثماني سنوات بلا انقطاع ، ثم بدأت رحلة العودة إلى الجزيرة حتى عاد آخرهم في السنة السابعة من الهجرة.
ولا شك أن وجودهم تلك الفترة الطويلة ساهم مساهمة عظيمة في دخول الإسلام إلى تلك المنطقة وانتشاره بين الشعوب خلال خمس عشرة سنة .
و أول المناطق تأثراً بالصحابة ، القسم الشمالي من الحبشة ابتداءً من ساحل البحر الأحمر الغربي : إرتريا وعفر وتجراي التي فيها عاصمة الحبشة آنذاك وهي مدينة ( أكسوم ) التاريخية .
وبما أن هذا الدين دين عالمي وأن المؤمن المتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بالدعوة إلى الله تعالى حيثما حل ، وأن صحابته خير من يقتدي به في ذلك ، فإن أثرهم رضي الله عنهم لابد أن يكون عظيماً ، وإن أغفلت كتب السير والتاريخ هذا الجانب من حياة المهاجرين اهتماماً بما هو أعظم ، وإلا فإنه لا يتصور أن يبقى الصحابة تلك الفترة الطويلة التي سادها الأمن والطمأنينة من غير دعوة إلى دين الله تعالى .
ولابد أن لذلك أثراً عظيما في دخول الإسلام وانتشاره بين شعوب المنطقة التي من بينها شعب أورومو الذي يوجد جنوبي المنطقة . ومما يدل على ذلك وجود مساجد قديمة في مختلف المناطق من أوروميا . يقال إن بعضها للصحابة رضي الله عنهم ، مثل مسجد يعرف باسم ( مسجد الصحابة ) في إقليم ( شوا ) الذي فيه عاصمة إثيوبيا الحالية ، والذي قامت فيه دولة إسلامية من القرن الثالث الهجري ، تعرف ( بمملكة شوا الإسلامية ) ،وكانت نشأتها في حدود عام 276 هـ - 896 م .
ومنطقة ( هرر ) جبل يعرف الآن بجبل الصحابة ( أسبوت ) . وفي منطقة بالي يوجد مسجد قديم مكتوب عليه تاريخ بنائه ، وهو سنة 460 هـ .
ويحكى أن هناك آثاراً إسلامية قديمة تدل على أن الإسلام قد انتشر بين الأوروميين منذ فجر التاريخ الإسلامي ، وإن كان لموت أعداد كبيرة من العلماء في الحروب أثر كبير في انتشار الجهل واندراس العلم وفشو الوثنية بين شعوب كانت في يوم من الأيام مسلمة .
وآثار الإسلام وبقايا تعاليمه بين الوثنيين الأوروميين كقبيلة بورنا وغبرا شاهد على ذلك رغم ما يدعيه البعض من أن الإسلام لم يدخل بين الأوروميين إلا في عصور متأخرة جداً .