منتديات السادة الهوارة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات السادة الهوارة

د/مصطفى سليمان أبو الطيب الهوارى

د مصطفى سليمان ابوالطيب ابويوسف عايد الهوارى من مواليد محافظة الاسكندرية 8-6-1973 الاصل من محافظه اسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيلة هوارة عايد الهوارى دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمة مشكاة للدرسات الاسلامية عن القبائل النازحة لمصر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء الهوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 ومؤلف مجلد قاموس القبائل العربية المصرية( مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة) و موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهم1-تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2- القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3- القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4-رجال العصر فى أنسابهوازن وبنى هلال وبنى نصر 5-الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية -6-القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف و الامين العام لمجلس للقبائل المصرية والعربية بالاسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصرى للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالاسكندرية حاصل على شهادة تفدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان [رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوطفرع عبدالقادرالعامرية الإسكندرية/ وكيل مؤسسين حزب التحرير العربى حزب لم يكتمل امين عام التنظيم بحزب مصر الثورة سابقا مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعه بالاسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدنى رئيس لجنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية وباحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية بمصر والوطن العربى موبايل رقم 01224369577 01002920977 01119825377
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

    دولة المماليك البحرية

    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الخميس ديسمبر 30, 2010 5:58 pm

    المماليك، المماليك البحريون ثم البرجيون، الجراكسة: سلالة من الجنود المماليك حكمت في مصر، الشام، العراق و الجزيرة العربية سنوات 1250-1517 م.

    المقر: القاهرة.

    كان المماليك عبيدا استقدمهم الأيوبيون، ثم زاد نفوذهم حتى تمكنوا من الاستيلاء على السلطة سنة 1250 م. واصل حكامهم إتباع نهج الأيوبيين في القيام باستقدام المماليك من بلدان غير إسلامية، والذين كانوا في الأغلب أطفالا، يتم تربيتهم وفق قواعد صارمة في ثكنات عسكرية، كان يتم عزلهم عن العالم الخارجي حتى يضمن ولاؤهم التام للحاكم. تمتعت دولة المماليك بنوع من الاستقرار السياسي.

    قام المماليك في أول عهد دولتهم بصد الغزو المغولي على بلاد الشام و مصر (عين جالوت)، بعدها و في عهد السلطان بيبيرس (1260-1277 م) و السلاطين من بعده، ركز المماليك جهودهم على الإمارات الصليبية في الشام. قضوا سنة 1290 م على آخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام (عكا).

    أصبحت القاهرة مركزا رئيسا للتبادل التجاري بين الشرق و الغرب، وازدهرت التجارة ومعها اقتصاد الدولة. قام السلطان برقوق (1382-1399 م) بقيادة حملات ناجحة ضد تيمورلنك وأعاد تنظيم الدولة من جديد. حاول السلطان برسباي (1422-1438 م) أن يسيطر على المعاملات التجارية في مملكته، كان للعملية تأثير سيئ على حركة هذه النشاطات. قام برسباي بعدها بشن حملات بحرية ناجحة على قبرص.

    منذ العام 1450 م بدأت دولة المماليك تفقد سيطرتها على النشاطات التجارية. أخذت الحالة الاقتصادية للدولة تتدهور. ثم زاد الأمر سوءا التقدم الذي أحرزته الدول الأخرى على حسابهم في مجال تصنيع الآلات الحربية (الأتراك العثمانيون). سنة 1517 م يتمكن السلطان العثماني سليم الأول من القضاء على دولتهم. ضمت مصر، الشام و الحجاز إلى أراض الدولة العثمانية.

    تمتع المماليك خلال دولتهم بشرعية دينية في العالم الإسلامي وهذا لسببين، تملكهم لأراضي الحجاز و الحرمين، ثم استضافتهم للخلفاء العباسيين في القاهرة منذ 1260 م.

    المصدر:
    - الفنون والهندسة الإسلامية (Islam: Kunst und Architektur) لـ"ماركوس هاتشتاين" (Markus Hattstein)
    السلاطين في المشرق العربي معالم دورهم السياسي والحضاري المماليك
    المؤلف: عصام محمد شبارو
    قضايا من تاريخ المماليك السياسي والحضاري
    (648-923هـ / 1250-1517م)
    المؤلف: أحمد حطيط
    المماليك
    المؤلف: السيد الباز العريني
    سيرة الملك الظاهر بيبرص حسب الرواية الشامية
    الجزء الثالث
    تحقيق: كاتيا زخريا، جورج بوهاس
    قيام دولة المماليك الاولى
    المؤلف: أحمد مختار العبادي
    الظاهر بيبرس: إسهام في تاريخ الشرق الأدنى في القرن الثالث عشر
    المؤلف: بيتر توراو
    المترجم: محمد جديد


    تاريخ الشعارات و الرايات المستعملة أثناء عهد الأسرة
    أدرجنا في هذه الفقرة كل الأشياء التي اتخذتها الأسرة أو السلالة أو مجموعة من الحكام حتى تميز نفسها. الشعارات: وقد تتخذ على الأختام، الدروع، الألبسة، الأواني...وغيرها. الرايات: وتتخذ أثناء الحروب، و هي أهم مايمكن أن يميز السلالات عن بعضها.
    الشعارات


    الأعلام و الرايات


    قائمة الحكام

    يمكنكم من هنا تغيير التقويم وضبط الخيارات الأخرى. في بعض الحالات قد لا يظهر التاريخ كاملا (اليوم، الشهر، السنة)، نظرا لعدم توفر البيانات أو عدم دقتها. عدا الفترة الحديثة، التواريخ القديمة أكثرها متضارب، فوجب الانتباه إلى أنه لايجب الإعتماد على هذه التواريخ (القديمة) كمراجع قياسية. وعلى العموم يفضل استعمال السنوات فقط عند التأريخ للأحداث القديمة. الرجاء التبليغ عن الأخطاء إذا وجدت (....).
    الصور: التقويم: سنوات فقط
    كامل التاريخ الملاحظات:


    الحاكم ملاحظات ملاحظات ملاحظات
    المماليك البحريون
    1 المعز عز الدين أيبك 1250 1257
    2 المنصور نور الدين علي بن أيبك 1257 1259
    3 المظفر سيف الدين قطز 1259 1260
    4 الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري 1260 1277
    5 السعيد ناصر الدين أبو المعالى محمد بن بركة خان بن بيبرس 1277 1279
    6 العادل بدر الدين سلامش بن الظاهر بيبرس 1279 1279
    7 المنصور سيف الدين قلاوون الألفى 1279 1290
    8 الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون 1290 1293 طرد الصلببيين من عكا و أنهى وجودهم في المشرق
    9 الناصر محمد بن قلاوون 1293 1294 خلع
    10 العادل زين الدين كتبغا المنصور 1294 1296
    11 المنصور حسام الدين لاجين 1296 1298
    9-2 الناصر محمد بن قلاوون 1298 1308 مرة ثانية ثم تنازل
    12 المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير 1308 1309
    9-3 الناصر محمد بن قلاوون 1309 1340 مرة ثالثة
    13 المنصور سيف الدين أبو بكر بن الناصر محمد بن قلاوون 1340 1341
    14 الأشرف علاء الدين كوجك بن الناصر محمد 1341 1342
    15 الناصر شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد 1342 1342
    16 الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد 1342 1345
    17 الكامل سيف الدين شعبان بن الناصر محمد 1345 1346
    18 المظفر زين الدين حاجي بن الناصر محمد 1346 1347
    19 الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد 1347 1351
    20 الصالح صلاح الدين صالح بن الناصر محمد 1351 1354
    19-2 الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد 1354 1361 مرة ثانية
    21 المنصور صلاح الدين محمد بن حاجي بن قلاوون 1361 1363
    22 الأشرف زين الدين شعبان بن حسن بن محمد بن قلاوون 1363 1376
    23 المنصور علاء الدين علي بن شعبان 1376 1381
    24 الصالح زين الدين حاجى 1381 1382 شاركه فى السلطنة الأمير برقوق




    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت مارس 06, 2021 6:37 pm

    دولة المماليك ١٢٥٠ - ١٥١٧

    بص بقى يا سيدي شوفي بقى يا ستي...

    المماليك دول عبارة عن شوية عيال غلابة كانوا اتشردوا بعد غزو المغول للدولة الخوارزمية في اسييا الصغرى و ديه عبارة عن دولة اتعملت في حتى من ايران على تركيا على افغانستان على اوزبكستان على تركمستان كانت دولة مسلمة سنية المهم الدولة ديه كان ملكها عامل اتفاقيات تبادل تجاري مع خاكان الارض او جنكيز خان اللي هو تيموجين قائد المغول.

    المهم قائد المغول ده كان مكوش على اسيا كلها و هزم الصين و خد حتى من الهند و عمل دولة كبيرة مقرها بكين عاصمة الصين و الدولة الخوارزمية كانت تعتبر خط دفاع الدولة العباسية اللي هي اصلا مخستعة و كل الامارات اللي تحتيها عاملة سلطنة باسم مؤسسها زي الايوبيين في مصر زي السلاجقة في تركيا و هكذا...

    المهم كان فيه تجار مغول في الدولة الخوارزمية اعتبرهم السلطان علاءالدين محمد خوارزمشاه خونة و قتلهم... المهم جنكيز خان بعت للسلطان ده رسول هب راح قتله جنكيز خان اتجنن قال يمين طلاق مانا سيبه غزو في غزو لغاية ما ولعاها كلها و احتل حتى و حفيده كمل بعد ما اتكل على الله.

    الاطفال الصغيرة ولاد و بنات هربوا من بطش المغول بس الدول العربية في الوقت ده ما عاملهومش كلاجائيين و كده لا عملوهم كعبيد و جواري و الدولة الايوبية بعد وفاة الناصر صلاح الدين الايوبي تم تقسميها بين اخواته و اولاده و احفاده لدرجة ان الايوبيين اللي فالشام استعانوا بالصلبيين ضد اللي في مصر و فيه مرة الايوبيين اللي في مصر سلموا بيت المقدس تاني للصلبيين في سبيل محاربة ولاد عمهم اللي في الشام اه و الله زي ما بقولك كده.

    المهم الايوبيين دول استعانوا بالعيال الصغيرة اللي خدوهم كعبيد و حولوهم لفرسان اقوياء شداد علموهم عربي و فورسية و حاجات حلوة كده و البنات طبعا عملوهم جواري و قليل منهم اليي جتلهن الفرصة و بقوا ملكات زي مين شجرة الدر ديه جارية من اصل خوارزمي اشتراها السلطان الصالح نجم الدين ايوب و حبها و اعتقها و تزوجها.
    الست شجرة الدر ديه تعتبر بداية دولة المماليك الحقيقية.. جوزها مات و هيا خبيت على الشعب و الجيش ان جوزها خلع حاجة كده بتاعة 50 يوم اصل الجيش كان عنده معركة مهمة ضد الصلبيين في الحملة الصلبية السابعة في المنصورة اللي اتسجن فيها ملك فرنسا لويس التاسع في دار ابن لقمان اكيد عارفين القصة.

    لما رجعوا بقى قالتلهم الراجل خلع و ابنه مسك توران شاه بس المماليك خلصوا عليه عشان كان متعجرف و قرفهم في عيشتهم مع انهم السبب فالنتصار فا المملوك اقطاي خلص عيه و شجرة الدر مسكة تاني فالمصريين طبعا قالولها وحياة امك ماينفع ولازم تتنزلي لراجل يبقى جوزك و يبقى سلطان مصر اصل مش حينفع... اختارت عز الدين ايبك مملوكي هو كمان و من هنا كانت تثبيت لدولة المماليك و تنازلت عن العرش ليه بعد 80 يوم حكم منهم 50 يوم ماحديش يعرف حاجة.

    عزالدين ايبك بقى مسك ٧ سنين و سمى نفسه الملك المعز و كان فارس الدين اقطاي اشد المعارضيبن ليه و شجرة الدر قلتله خلص عليه و فعلا قتله بمساعدتها و هووب المماليك انقسموا لمماليك بحرية هاربنيين زي بيبرس و قلاوون و مماليك معزية نسبة لعز الدين ايبك و اشهرم نائب السلطان قطز و في شوية مماليك اسمهم الصالحية و دول نسبة لاخر سلطان ايوبي الصالح نجم الدين ايوب...

    المهم عزالدين ايبك ابتدى يخاف من شجرة الدر و هي حاولت تسيطر عليه و كانت بتقلب الدنيا لما يروح يقابل مراته الاولنيه و يشوف ابنه نورالدين على ايبك بقى كان عايز يتحالف مع بدرالدين لؤلؤ صاحب الموصل عشان يحارب المماليك البحرية و الايوبيين اللي في الشام اللي حسوا انهم خدوا على قفاهم فكان حيتجوز بنت بنته فاشجرة الدر شمة خبر فدبرت مؤامرة مع خدم في القصر في 10 ابريل 1257 اثناء مكان بيستحمى خلصوا عليه. هي بقى اعلنت انه مات فجاة اثناء الليل قطز بقى و المماليك المعزية مبلعوش القصة فجابوا الخدام و عزلوهم زي اي ضباط مباحث شاطريين لغاية ما اعترفوا ...

    قطز كان هيخلص على الست شجرة الدر بس المماليك الصالحية منعوه ونقلوها للبرج الاحمر بالقلعة المعزية راحوا جايبين الواد الصغير اللي عنده 15 سنة ابن ايبك و سموه المنصور نور الدين ايبك عدي يومين كده و ام منصور رمت شجرة الدر من البرج انتقاما منها لقتل جوزها.
    الواد الصغير اللي مسك ده كان بيحب يركب الحمير و يتفرج على صراع الديوك و بيحب يربي حمام بيبرس و المماليك البحرية طمعوا قالوا نرجع ناخد الحكم من الواد الصغير ده بس لقوا مقاومة من المعزية و قطز راح ماسك قلاوون.

    الدنيا في مصر بالوضع ده مش اد كده عيل صغير بيحكم و فيه نفس الوقت جيش المغول بيحاصر لبغداد عاصمة الخلافة العباسية و فبراير 1258 استباحت بغداد و ارتكبوا ابشع الجرائم الانسانية و قتلوا الخليفة المستعصم بالله اللي كان هادنهكو ادلهوم فلوس و دهب كان ضعيف و طايش و مش فاهم ان هولاكو عايز بغداد مش هدايا من بغداد و فعلا خلص عليها و حرق اكبر مكتبة في العالم و حط الكتب في النهر لتمر الخيول من عليها.

    كده المغول هيخشوا على دمشق فابعث حاكم دمشق للمنصور في مصر رسالة استغاثة بس الواد كان لا يبالي غير بالحمام اللي بيربيه فاتفق قطز مع المماليك المعزية لعزله في 1259 تم تنصيب قطز مع وعد لهم بان يستقيل بعد زوال خطر المغول الواد الصغير بقى ليه قصتين ماحدش عارف الصح واحدة بتقول انوا هرب للقسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية و تنصر و سمى نفسه مخائيل و اتجوز و خلف و التانيه بتقول انه فضل محبوس في برج السلسلة في دمياط حتى توفى و دفن هناك.

    يُعدّ قطز بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول كما يعتبر أحد أبرز ملوك مصر وذلك على الرغم من أن فترة حكمه لم تدم سوى أقل من عام واحد حيث نجح في إعادة تعبئة وتجميع الجيش المصري، واستطاع إيقاف زحف التتار الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية، فهزمهم قطز بجيشه هزيمة كبيرة فيعين جالوت، ولاحق فلولهم حتى حرر الشام بأكملها من سلطتهم.

    قطز هو اسم أطلقه التتار عليه حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم له وهو صغير، ومعنى قطز باللغة المغولية (الكلب الشرس)، نسب قطز يعود إلى الأمير ممدود الخوارزمي ابن عم السلطان جلال الدين خوارزم شاه سلطان الدولة الخوارزمية وزوج أخته. نشأ قطز نشأة الأمراء وتدرب على فنون القتال على يد خاله، وبعد سقوط الدولة الخوارزمية بِيع مملوكًا في الشام، ثم انتقل لمصر وبِيع مملوكًا للملك الصالح نجم الدين أيوب آخر ملوك الدولة الأيوبية، فتعلم فنون القتال والخطط الحربية في مدارس المماليك، وشارك جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة، وتحقيق الانتصار في معركة المنصورة عام 648 هـ الموافق 1250.

    تدرّج قطز في ترتيب السلطة حتى كان يوم السبت 24 ذو القعدة 657 هـ الموافق 11 نوفمبر 1259 حيث نُصب ثالث سلاطين مماليك مصر، ولما عاد قطز منتصرًا من عين جالوت إلى مصر تآمر عليه بعض الأمراء المماليك بقيادة بيبرس، وكان مقتله يوم السبت 16 ذو القعدة 658 هـ الموافق 22 أكتوبر 1260، وذلك بعدمعركة عين جالوت بخمسين يومًا.

    الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البُنْدُقْدارِي الصالحي النجمي لقب بـأبي الفتوح. سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي، بدأ مملوكاً يباع في أسواق بغداد والشام وانتهى به الأمر أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط. لقّبه الملك الصالح أيوب في دمشق بـ"ركن الدين"، وبعد وصوله للحكم لقب نفسه بالملك الظاهر. ولد بيبرس نحو عام 620 هـ / 1223م، حقق خلال حياته العديد من الانتصارات ضد الصليبيين وخانات المغول ابتداءً من معركة المنصورة سنة 1250 ومعركة عين جالوت انتهاءً بمعركة الأبلستين ضد المغول سنة 1277. وقد قضى أثناء حكمه على الحشاشين واستولى أيضا على إمارة أنطاكية الصليبية.

    حكم بيبرس مصر بعد رجوعه من معركة عين جالوت واغتيال السلطان سيف الدين قطز من سنة 1260 حيث خطب له بالمساجد يوم الجمعة 6 ذي الحجة 658 هـ / 11 نوفمبر 1260 م وتوفي يوم الخميس 27 محرم 676 هـ / 2 مايو 1277 م (عمر 54 سنة) بعد رجوعه من معركة الأبلستين ضد خانات المغول سنة 1277. أحيا خلال حكمه الخلافة العباسية في القاهرة بعد ما قضى عليها المغول في بغداد، وأنشأ نظُماً إداريةً جديدة في الدولة. اشتهر بيبرس بذكائه العسكري والدبلوماسي، وكان له دور كبير في تغيير الخريطة السياسية والعسكرية في منطقة البحر المتوسط.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الثلاثاء يوليو 19, 2022 4:58 pm

    🐎⚜ 🖍 تاريخ العصر المملوكي 🎺 .. (1)
    🎷 #جواهر_Mamluk_Dynasties 🏹
    -------------------------------------------------------
    حكم المماليك مصر لمدة تزيد عن قرنين ونصف من الزمان كدولة رسمية قوية مستقلة قبل أن يحكموها كولاة أو بكوات وموظفين يتبعون حكم العثمانيين ما يزيد عن ثلاثة قرون أخرى ؛ آخرها في عصر محمد علي وأبنائه ..

    و قد حققوا في تلك الفترة الأولى إنجازات عسكرية مهمة مقابل الكثير من الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وخلفوا من ورائهم كثيرا من الآثار شاهدة على تقدم فنون البناء والعمارة والزخرفة في عصرهم، وعلى كم البذخ المادى والفساد الذي أطاح بدولتهم في نهاية الأمر.

    و يحسب لهم العديد من الإنجازات المشرقة في تاريخ أمة الإسلام منها : وقوفهم سدًا منيعًا لصد قوتين من قوى الشر التي حاولت هدم صرح الإسلام، وهما التتار والصليبيين، وكان للمماليك جهاد مستمر ضد هاتين القوتين، وعلى مراحل مختلفة، وظلت دولة المماليك تحمل راية الإسلام في الأرض قرابة ثلاثة قرون. (*1)

    يمكن أن يسمي عصر المماليك بحق : "العصر المظلم" لأنه أغمض عصر في تاريخ مصر ، ولأنه من جهة أخرى كان مظلما بالحجب التي حالت بين المؤرخين والوصول إلى حقيقته ، ولكنه بالرغم مما يوصف به كان عصرا قائما بنفسه له مظاهر وتعاليم وفلسفة ونظم اجتماعية وأخلاقية خاصة به .

    ولهذا العصر تأثير شديد في مجرى الحوادث في تاريخ مصر في العصور التي تلته لأن النير (العبء) الذي ألقاه المماليك على رقاب المصريين كان أثقل من أن تتخلص منه مصر في ثلاثة قرون ؛ إذ امتد حضور المماليك بقوة بعد سقوط دولتهم على يد العثمانيين إلى حملة نابليون و عصر محمد علي ؛ بل و لا يزال كثير من العادات الباقية من عصر المماليك فاشية في ارياف مصر وخصوصا في الصعيد، حتى الآن .

    ولذا يمكننا أن نقول أن مدنية عصر المماليك كثيرة المتناقضات ، ولذلك وصفت بالظلام ، أو عصر الفوضى أو العصور المظلمة ؛ ووصفها آخرون بأنها عصر النظم المحلية وحكم الاقطاع ؛ أو عصر الفروسية والشجاعة وغير ذلك من.المظاهر المختلفة التي جعلت تاريخ هذا العصر أمتع جزء في تاريخ مصر ..

    وفي هذا العصر عاشت مصر نفس الحياة التي عاشتها أوربا في القرون الوسطى في عصر الفرسان والاقطاع . (*2)
    ---------------
    لقد آل تراث الأيوبيين بعد انقراض ملكهم إلى المماليك البحرية سنة 1250م . ولم يحدث في التاريخ مثل ما حدث في مصر ! إذ المعتاد أن العبيد والأرقاء في ثوراتهم إذا تغلبوا فإنهم يسودون مواليهم سيادة مؤقتة ؛ لا تلبث أن تنقشع سحبها و تذهب ريحهم و يعود الوضع لما كان عليه قبلها.

    لكن ماحدث في مصر أن طائفة من الأرقاء المشترين بالأموال من اسواق آسيا كثر عددهم وعلا شأنهم و استجلبوا أرقاء مثلهم ثم حكموا قطرا غنيا كمصر ، ووضعوا أيديهم على بلاد أخرى خارج هذا القطر ، وصار مملوك اليوم منهم حاكم الغد !!!

    وقد كان نهوض هذه الطائفة هو اتباع للسنة التي جرى عليها العباسيون وهي بيع الألوف من العبيد من قبائل التركمان والمغول واستخدامهم حرسا لهم ومصدرا لجيشهم ليناهضوا بهم الجنود العربية فاستفحل أمرهم وقتئذ وأصبحوا سداة الجيش ولحمته فكانوا يأتون عبيدا فلا يلبثون أن يصبحوا
    ذوي الأمر والنهي في بيت الملك ، يشعلون نيران الفتن والقلاقل حتى عجلوا أجل الخلافة ...

    وسلك نفس سبيل العباسيين : خلفاء الفاطميين فأصابهم مثل ما أصاب من سبقهم من الخلفاء العباسيين !!

    و نحت دولة الأيوبيين بعدهم هذا النحو إذ كانوا غرباء في البلاد فاحتاجوا إلى الإعتزاز بأمثال هؤلاء لكن في هذه المرة توصل المماليك لحكم مصر قرونا طويلة ؛ ثم لم يتركوه إلى عصر محمد على .

    إن القبائل المقهورة في أواسط آسيا كانت لا ترى غضاضة في بيع أفلاذ أكبادها للنخاسين الذين كانوا يعدونهم بالحظ المبهر في المستقبل وبالسعادة التي ستغمرهم في الغرب ؛ وقد سهل عمل النخاسين ما كان يذاع عن ثروة مصر الكبيرة التي يمكن الحصول عليها بأقل جهد .

    لذلك لم يقتصر الأمر على سبايا الحروب وأسراها بل كان يتدفق على البلاد الغربية سيل من أبناء القبائل الشرقية لتهافت السلاطين والأمراء على شرائهم أحيانا بأثمان باهظة

    ولما كانت هذه الفئة تنشأ نشأة حربية كان أسعدهم حظا واعظمهم مقدرة من تفك رقبته بأمر السلطان فيصبح أميرا على عشرة أو خمسين أو مائة . وقد يثب أحدهم وثبة واحدة تجعله أميرا على ألف ؛ وأخذ عددهم يتضاعف بشراء مماليك جدد كانوا ينالون ما نال أمراؤهم من الحرية والثراء .

    وقد كان السلاطين بطبيعة الحال أكثر الناس انكبابا على شراء المماليك ؛ ولذلك استخدموا موارد الحكومة في إحاطة أنفسهم بجمع عظیم من هؤلاء المماليك ؛ وقد علمنا أن أحد السلاطين اشترى منهم نحو ستة آلاف ..

    وبينما كان السواد الأعظم من الأمة يعيش عيشة الفقر غارقا في حمأة الجهالة كان المماليك المقربون لدى الأمراء ولا سيما حاشية الملك يتعلمون علوم السلم والحرب ، وكان الواحد منهم ينهض من درجة حاجب ويتابع تدريجيا حتى يصل إلى مرتبة سيده ، فمملوك اليوم هو قائد الغد ؛ بل ليس بعزيز عليه أن يصبح سلطانا..

    وقد قص المقريزي في كتابه عن تاريخ مصر رواية عن المماليك؛ وإن كانت من القصص التي لا يعتمد عليها ، إلا أنها تعطينا فكرة صادقة عن الآمال والأماني التي كانت تدور في نفس المملوك وهو قادم في طريقه إلى مصر ...

    " روى الإسحاقي عن عبد الملك الأشرف قايتباي المحمودي ، أنه لما جلبه (الخواجا) ! محمود إلى مصر وكان معه رفيقه أحد المماليك الذي جلب معه مع الجمال الذي يحملهما إلى مصر ؛ - وفي طريقهم تحدثوا بليلة مقمرة - فقالا لعل هذه الليلة هي ليلة القدر التي يستجاب فيها الدعاء ، فليدع كل منا بما يحبه ...

    فأما قايتباي فقال أطلب من الله تعالی سلطنة مصر !!
    وقال الثاني وأنا أطلب من الله أن أكون أميرا كبيرا !!
    أما الجمال فقال أما أنا فأطلب حسن الخاتمة ...

    فصار قايتباي سلطانا وصاحبه أميرا ، فكانا إذا اجتمعا
    يقولان فاز الجمال من بيننا ... "

    فانظر كيف كانت تطمع نفس المملوك إلى السلطنة وهو لا يزال في الطريق إلى مصر .

    ورغم أن العباسيين هم أول من استجلبوا المماليك و صاروا يمكنون لهم ؛ إلا أن مماليك العباسيين ذابوا و انصهروا في سكان بغداد و مدن الخلافة و بعد حين لم يعد لهم جنس واضح ... أما الحالة في مصر فكانت على نقيض ذلك تماما ، وهذا هو موضع العجب ،.فمماليك مصر لم يختلطوا بأهلها بل ظلوا بمعزل عنهم محتفظين بجنسيتهم وعاداتهم ...

    فكانت حكومتهم على رأسها الأمير أو السلطان في حين أن باقي المماليك كان لهم سلطان نافذ لا ينازعهم فيه أحد ..

    وإذا علمنا كل ذلك وعلمنا مبلغ السلطة الهائلة التي لا حد لها ؛ التي تمتع بها المماليك في مصر عرفنا السبب الذي من أجله أقدم كثيرون من الناس على بيع أولادهم وبناتهم ليكونوا في حاشية سلطان مصر !..

    لا بل لعلمنا السبب الذي كان يدعو كثيرين من الجراکسة والتركمان أن يفدوا إلى مصر أرض الآمال بالنسبة لهم .(*3)
    ----------------‐--------------------------‐---------------------
    🔹️ تعرف دولة المماليك بأنها الفترة الزمنية من عام 1250 إلى عام 1517 والتي كانت فيها مصر تحت حكم المماليك.

    خلال عصر الدولة المملوكية، الذي استمر من عام (1250م-1517م)، حكمها نحو 55 سلطانًا انتهى حكم أكثر من 35 منهم بانقلابات مسلحة ، وانتهت حياة أكثر من 20 منهم بين القتل اغتيالًا أو إعدامًا أو بميتة شابتها شبهة اغتيال. (*4)

    و يمكن تقسيم هذه الفترة الزمنية الممتدة على مدى 270 عام تقريبا إلى فترتين شهدت كل واحدة منها قيام دولة للمماليك :
    ▪︎الفترة الأولى والتي امتدت من عام (1250-1382 م) و حكمها المماليك البحرية وهم من مماليك الشرق .

    ▪︎ أما الفترة الثانية فيميزها عن الأولى انتقال الحكم من مماليك الشرق التركمان إلى المماليك الجراكسة أو البرجية (1387 - 1517م)

    بينما يرى آخرون تقسيمها الى أربع فترات :

    ١- المماليك البحرية 1250 - 1387م
    ٢- المماليك البرجية 1381- 1517م
    ٣- المماليك البكوات 1517 - 1811 م
    ٤. مماليك الأسرة العلوية ( أسرة محمد علي )

    ويعلل د. "أنور زقلمة" ذلك فيقول :

    ونرى في كتاب فتح مصر الحديث أن حافظ بك عوض قد قسم المماليك إلى طبقتين كبيرتين :

    ▪︎الطبقة الأولى من 1250 إلى الفتح العثماني 1517 .
    ▪︎الطبقة الثانية من 1517إلى مذبحة القلعة الشهيرة أو إلى استقلال محمد علي بمصر..

    وذلك لأنه لا عبرة لقولهم أن القسم الأول من المماليك البحرية كان من جنس غير جنس المماليك الشراكسة لأن المماليك في أول أمرهم وفي أواخر الدولة العباسية إلى مذبحة القلعة ، ثم في ايام محمد علي واسماعيل وتوفيق لم يكونوا من جنس خاص ، ولا من أمة معلومة ، ...

    بل كانوا دائما خليطا ممن يباع ويشترى من الفتيان الحسان الأقوياء ، سواء أكانوا من شواطيء بحر قزوين وأواسط آسيا أو من تتار و مغول وشركس ، أم كانوا من بحر إيجة من الأروام وجزر البحر الأبيض المتوسط ..

    وهذا هو السلطان (الظاهر حوش) قدم من مماليك الطبقة الأولى ، يلقب بالرومي لأنه يوناني الأصل ، ويلقب بالناصري مع إسلامه ، وكان له ولع عظيم بالعلوم والآداب اليونانية القديمة . وربما كان فيهم من أجناس مختلفة من الشعوب القائمة حول الأدرياتيك أو من جزائر إيطاليا والبحر الأبيض
    على الإجمال .

    ولأنه يرى أيضا أن الفتح العثماني لم يقض على سلطة المماليك بل زادها عنوة وتجبرا وعلى ذلك يمكننا أن نقول أن المماليك حكموا مصر . من عام 1250 م إلى حوالي 1811م
    باستثناء مدة الحملة الفرنسية واول ظهور سلطة محمد علي ، فأما أنا نأميل إلى تقسيمهم إلى أربعة أقسام ..

    ثم ذكر التقسيم الذي وضحناه و عدد أسبابه . (*5)
    ----------------‐--------------------------‐---------------------
    🚩 دولة المماليك البحرية (1250-1382)

    يرجع تاريخ دولة المماليك البحرية إلى مؤسسها السلطان نجم الدين أيوب الذي أتى بالمماليك وبنى لهم قلعة بجزيرة الروضة عام 638 هـ، ..

    وتنقسم دولة المماليك البحرية إلى أسرتين وهما :

    ▪︎أسرة الظاهر بيبرس البندقداري الذي حكم مصر مدة 17عاما ويعتبر هو المؤسس الحقيقي لدولتهم، حيث قام بالعديد من التعديلات الإدارية ومنها إعادة إحياء الخلافة العباسية ونقل مقرها إلى القاهرة عام 658هـ،

    ▪︎وأسرة المنصور قلاوون حيث يعتبر حكم الناصر محمد بن قلاوون الذي قارب على نصف قرن من الحكم أزهى عصور المماليك البحرية وقد تعاقب على حكم مصر بعد الناصر محمد العديد من الحكام وكانوا غالبيتهم صغار السن فيتحكم بهم قادة الجيش (الأتابكة) وظل الحال كذلك إلى أن ظهر الأمير برقوق مؤسس دولة المماليك الجراكسة ( البرجية).(*6)

    🚩 دولة المماليك البرجية (1382-1517)
    ( أو دولة المماليك الثانية )

    تأسست دولة المماليك البرجية (أو الجركسية ) على يد سيف الدين برقوق. وتعود جذورهم إلى عهد المنصور قلاوون، الذي استعان بهم كثيرا في جيشه. وكانت هذه الفرقة مواليه له عندما أصبح جنرال عسكري، أصبح أحد هؤلاء المماليك الشركسيين (وهو برقوق) أحد أهم وأقوى رجال الدولة. ويمثل وصوله إلى الحكم بداية السلالة المملوكية البرجية .

    وقد شهدت مصر تقدماً معمارياً وفنياً خلال هذا العصر على الرغم من أنها كانت فترة غير مستقرة. حكمت دولة المماليك البرجية مصر لمدة 135 سنة تقريباً من خلال 23 من السلاطين بالتناوب. وانتهت مملكتهم بهزيمة السلطان طومان باي أمام السلطان العثماني سليم ياووز الأول . (*7)
    ---------‐-------‐-------------------------------------------------
    🔹️ كيفية تربية المماليك و أسلوب تعليمهم

    كان أمراء الدولة الأيوبية بوجه خاص يعتمدون على المماليك الذين يمتلكونهم في تدعيم قوتهم، ويستخدمونهم في حروبهم، لكن كانت أعدادهم محدودة إلى حد ما، ..

    وفي عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي يعد أفضل سلاطين الأيوبيين بعد صلاح الدين و يعتبر أيضا آخر ملوكهم في مصر ، و في عهده حدثت فتنة خروج الخُوارِزمية المرتزقة من جيشه، فاضطر إلى الإكثار من المماليك، حتى يُقوي جيشه ويعتمد عليهم، وبذلك تزايدت أعداد المماليك جدًّا، وخاصة في مصر .

    كان الصالح أيوب -ومن تبعه من الأمراء- لا يتعاملون مع المماليك كرقيق.. بل على العكس من ذلك تمامًا.. فقد كانوا يقربونهم منهم جدًّا لدرجة تكاد تقترب من درجة أبنائهم..

    ولم تكن الرابطة التي تربط بين المالك والمملوك هي رابطة السيد والعبد قط، بل رابطة المعلم والتلميذ، أو رابطة الأب والابن، أو رابطة كبير العائلة وأبناء عائلته..

    وهذه كلها روابط تعتمد على الحب في الأساس، لا على القهر أو المادة.. حتى إنهم كانوا يطلقون على السيد الذي يشتريهم لقب «الأستاذ» وليس لقب «السيد».

    ويشرح لنا المقريزي : كيف كان يتربى المملوك الصغير الذي يُشترى وهو ما زال في طفولته المبكرة، فيقول:

    «إن أول المراحل في حياة المملوك هي أن يتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة، ثم بعد ذلك يُدفع إلي من يعلمه القرآن الكريم، ثم يبدأ في تعلم مبادئ الفقه الإسلامي، وآداب الشريعة الإسلامية .. ويُهتم جدًّا بتدريبه على الصلاة، وكذلك على الأذكار النبوية، ويُراقب المملوك مراقبة شديدة من مؤدبيه ومعلميه، فإذا ارتكب خطأً يمس الآداب الإسلامية نُبه إلى ذلك، ثم عوقب» (*Cool.

    لهذه التربية المتميزة كان أطفال المماليك ينشأون عادة وهم يعظمون أمر الدين الإسلامي جدًّا، وتتكون لديهم خلفية واسعة جدًّا عن الفقه الإسلامي، وتظل مكانة العلم والعلماء عالية جدًّا عند المماليك طيلة حياتهم، ..

    و لعل هذا ما يفسر النهضة العلمية الراقية التي حدثت في زمان المماليك، وكيف كانوا يقدرون العلماء حتى ولو خالفوهم في الرأي..

    ولذلك ظهر في زمان دولة المماليك الكثير من علماء المسلمين الأفذاذ من أمثال العز بن عبد السلام والنووي وابن تيمية وابن القيم الجوزية وابن حجر العسقلاني وابن كثير والمقريزي وابن جماعة وابن قدامة المقدسي رحمهم الله جميعًا، وظهرت -أيضًا- غيرهم أعداد كثيرة من العلماء يصعب جدًّا حصرهم.

    ثم إذا وصل المملوك بعد ذلك إلى سن البلوغ جاء معلمو الفروسية ومدربو القتال فيعلمونهم فنون الحرب والقتال وركوب الخيل والرمي بالسهام والضرب بالسيوف، حتى يصلوا إلى مستويات عالية جدًّا في المهارة القتالية، والقوَّة البدنية، والقدرة على تحمل المشاق والصعاب (*9).

    ثم يتدربون بعد ذلك على أمور القيادة والإدارة ووضع الخطط الحربية، وحل المشكلات العسكرية، والتصرف في الأمور الصعبة، فينشأ المملوك وهو متفوق تمامًا في المجال العسكري والإداري (*10)،

    وذلك بالإضافة إلى حمية دينية كبيرة، وغيرة إسلامية واضحة.. وهذا كله -بلا شكٍّ- كان يثبت أقدام المماليك تمامًا في أرض القتال.

    وكل ما سبق يشير إلى دور من أعظم أدوار المربين والآباء والدعاة، وهو الاهتمام الدقيق بالنشء الصغير، فهو عادة ما يكون سهل التشكيل، ليس في عقله أفكار منحرفة، ولا عقائد فاسدة، كما أنه يتمتع بالحمية والقوَّة والنشاط، وكل ذلك يؤهله لتأدية الواجبات الصعبة والمهام الضخمة على أفضل ما يكون الأداء.

    وفي كل هذه المراحل من التربية كان السيد الذي اشتراهم يتابع كل هذه الخطوات بدقة، بل أحيانًا كان السلطان الصالح أيوب يطمئن بنفسه على طعامهم وشرابهم وراحتهم، وكان كثيرًا ما يجلس للأكل معهم، ويكثر من التبسط إليهم، وكان المماليك يحبونه حبًا كبيرًا حقيقيًا، ويدينون له بالولاء التام (*11).

    وهكذا دائمًا.. إذا كان القائد يخالط شعبه، ويشعر بهم، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، ويتألم لألمهم، فإنهم -ولاشك- يحبونه ويعظمونه، ولا شك -أيضًا- أنهم يثقون به، وإذا أمرهم بجهاد استجابوا سريعًا، وإذا كلفهم أمرًا تسابقوا لتنفيذه، وبذلوا أرواحهم لتحقيقه..

    أما إذا كان القائد في حالة انفصال عن شعبه، وكان يعيش حياته المترفة بعيدًا عن رعيته.. يتمتع بكل ملذات الحياة وهم في كدحهم يعانون ويتألمون، فإنهم لا يشعرون ناحيته بأي انتماء.. بل إنهم قد يفقدون الانتماء إلى أوطانهم نفسها.. ويصبح الإصلاح والبناء في هذه الحالة ضربًا من المستحيل.

    وكان المملوك إذا أظهر نبوغًا عسكريًا ودينيًا فإنه يترقى في المناصب من رتبة إلى رتبة، فيصبح هو قائدًا لغيره من المماليك، ثم إذا نبغ أكثر أُعطي بعض الإقطاعات في الدولة فيمتلكها، فتدر عليه أرباحًا وفيرة، وقد يُعطى إقطاعات كبيرة، بل قد يصل إلى درجة أمير، وهم أمراء الأقاليم المختلفة، وأمراء الفرق في الجيش وهكذا.

    وكان المماليك في الاسم ينتسبون عادة إلى السيد الذي اشتراهم.. فالمماليك الذين اشتراهم الملك الصالح يعرفون بالصالحية، والذين اشتراهم الملك الكامل يعرفون بالكاملية وهكذا.

    وقد زاد عدد المماليك الصالحية، وقوي نفوذهم وشأنهم في عهد الملك الصالح أيوب، حتى بنى لنفسه قصرًا على النيل، وبنى للمماليك قلعة إلى جواره تمامًا.. وكان القصر والقلعة في منطقة الروضة بالقاهرة، وكان النيل يعرف بالبحر، ولذلك اشتهرت تسمية المماليك الصالحية «بالمماليك البحرية» (لأنهم يسكنون بجوار البحر وكان يسمون النيل في مصر بحر النيل ).

    وهكذا وطد الملك الصالح أيوب ملكه بالاستعانة بالمماليك الذين وصلوا إلى أرقى المناصب في جيشه وفي دولته، وتولى قيادة الجيش في عهده أحد المماليك البارزين اسمه «فارس الدين أقطاي»، وكان الذي يليه في الدرجة هو «ركن الدين بيبرس»، فهما بذلك من المماليك البحرية. (*12)
    * هذا المقال خاص بصفحة (التاريخ ) إذا رأيته على صفحة أخرى يرجى الإبلاغ عنه أو إبلاغنا بسرقته #المماليك_جواهر
    --------------‐----------------------------------------------------
    ☆استجابة لطلبكم المتكرر أنشأنا هذه السلسلة .. و هذه الفقرة مقدمة عامة سنخوض بعدها في التفاصيل ان شاء الله نحرص على أن نجمع لكم أفضل ماكتب فيها من مراجع عديدة .. فنرجو التفاعل معنا بقوة .. و من يرى منشوراتنا تسرق عليه ابلاغنا مشكورا .
    (*1) "قصة الإسلام"التمهيد لدولة المماليك / د. راغب السرجاني
    (*2) المماليك في مصر .. أنور زقلمة ص 18. ط 1995 مكتبة مدبولي القاهرة .
    (*3) انظر المصدر السابق ص 21 - 24
    (*4) "تاريخ الغدر في زمن المماليك مقال اليوم السابع 18/1/2020 ؛ وانظر موقع قصة الأسلام التمهيد لدولة المماليك السرجاني .
    (*5) المماليك في مصر أنور زقلمة السابق ص24 - 25
    (*6) يمكن الرجوع الى" دراسات في تاريخ المماليك البحرية" د.علي ابراهيم حسن .
    (*7) يمكن الرجوع إلى العصر المملوكي د. مفيد الزيدي موسوعة التاريخ الإسلامي/ المماليك الجراكسة
    (*Cool المقريزي: الخطط 3/346.
    (*9)ابراهيم علي شعوط: مصر في عهد بناة القاهرة ص169.
    (*10)إبراهيم علي شعوط: المرجع السابق ص 340.
    (*11) سمير فراج دولة المماليك ص32.
    (*12) قصة الإسلام/نشأة المماليك /السرجاني 22/6/2016


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الإثنين ديسمبر 12, 2022 9:06 pm

    🐎⚜ 🖍 تاريخ العصر المملوكي 🎺 .. (2)
    🎷 #جواهر_Mamluk_Dynasties 🏹
    -------------------------------------------------------
    🔹️ملخص الفقرة السابقة :
    يمكن تقسيم فترة حكم المماليك كسلاطين لدولة مستقلةإلى فترتين :
    ▪︎الفترة الأولى والتي امتدت من عام (1250-1382 م) و حكمها المماليك البحرية وهم من مماليك الشرق .

    ▪︎ أما الفترة الثانية وحكمها المماليك الجراكسة أو البرجية (1387 - 1517م)

    بينما يرى آخرون تقسيم العصر المملوكي الى أربع فترات :

    ١- المماليك البحرية 1250 - 1387م
    ٢- المماليك البرجية 1381- 1517م
    ٣- المماليك البكوات في العصر العثماني 1517 - 1811 م
    ٤- مماليك الأسرة العلوية ( أسرة محمد علي )

    كان المماليك يربون تربية دينية و عسكرية خشنة و يدربون على فنون القتال و الفروسية ؛ و يعلمون كل أنواع العلم التي كانت متاحة في زمانهم ؛ فينشأون بذلك لديهم حمية لدينهم و حب شديد للجهاد ؛..

    و كان السيد الذي يملكهم يعاملهم كأبنائه يعلمهم و يجالسهم و يؤاكلهم و يتلطف معهم ؛ فيكون لديهم ولاء شديد لهذا السيد أو المعلم كما كانوا يسمونه ؛ وكانت أسماؤهم تنسب عادة إلى السيد الذي اشتراهم؛ فالمماليك الذين اشتراهم الملك الصالح يعرفون بالصالحية، والذين اشتراهم الملك الكامل يعرفون بالكاملية وهكذا.

    وكان المملوك إذا أظهر نبوغًا عسكريًا ودينيًا فإنه يترقى في المناصب من رتبة إلى رتبة، وقد يصل إلى درجة أمير يحكم فرقة عسكرية أو إقليم ، أو يصل إلى حكم السلطنة ذاته ..

    وشهدت فترة حكم المماليك حركة علمية كبيرة وكان للعلماء مكانة مرموقة فيها ؛ كما تميزت الفترة الأولى بالكثير من حروب التتار و الفرنجة ؛ و ترك المماليك الكثير من الآثار التي تدل على تقدم العمران و الفنون في زمانهم .

    كما تميز حكم المماليك بكثرة الإنقلابات على الحكم و قتل السلاطين في أحيان كثيرة ؛ و تميز بالإسراف و الفشل الأقتصادي ؛ و عزلة أو عدم اندماج جنس المماليك في الشعوب التي حكموها . (☆1)
    ---------------‐----------------------------------------------------
    🔸️ المماليك من النشأة حتى عصر صلاح الدين

    إذا ما تفحصنا أحداث التاريخ في مصر وبلاد الشام في الفترة منذ النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي حتى مطلع العصور الحديثة ، نلاحظ أنها تأثرت بالدور الذي أداه المماليك الذين قدموا إليها نتيجة السبي في الحروب أو بالشراء .

    وظل توافد هؤلاء إلى مصر، بشكل خاص لا ينقطع، منذ العصور العباسية المتأخرة ؛ وقد أتاحت لهم التطورات نوعا من الهيمنة العسكرية والسياسية، حيث كان من العسير عليهم ألا يتدخلوا في شؤون الإمارات الإسلامية، ليخطوا لهم
    طريقة ونهجا خاصا في الحكم، ويتركوا بصمات واضحة في تاريخ منطقة الشرق الأدني بشكل عام وتاريخ مصر وبلاد الشام بشكل خاص .

    إتخذت تسمية المماليك مدلولا اصطلاحيا خاصا في التاريخ الإسلامي، منذ عهد الخليفة العباسي المأمون (198 - 218 ه/ 813 - 833 م)، ثم المعتصم (218 -227 ه/ 833 - 842 م) حيث اقتصرت هذه التسمية على فئة من الرقيق الأبيض، كان الخلفاء وكبار القادة والولاة في دولة الخلافة العباسية، يشترونهم من أسواق النخاسة البيضاء لاستخدامهم كفرق عسكرية خاصة، بهدف الاعتماد عليهم في تدعيم نفوذهم .

    وقد أضحى المماليك، مع مرور الوقت، الأداة العسكرية الوحيدة في بعض الدول الإسلامية مثل دولة المماليك التي قامت في مصر والشام.

    وكان مصدرهم، آنذاك ، بلاد ما وراء النهر. واشتهرت مدن سمرقند، وفرغانة، وأشروسنة، والشاش، وخوارزم، بأنها المصادر الرئيسية لتصدير الرقيق الأبيض ذوي الأصول
    التركية، وتم ذلك بإحدى الطرق الثلاث :
    ١. الشراء .
    ۲ - الأسر في الحروب .
    ٣- الهدايا التي كان يؤديها ولاة أقاليم بلاد ما وراء النهر على شكل رقيق إلى الخليفة .

    وأضحت بلاد ما وراء النهر مصدرا هاما للمماليك الترك في العالم الإسلامي حتى آخر العهد الفاطمي..

    ويبدو أن الخليفة العباسي المعتصم هو أول خليفة اعتمد، بشكل أساسي، على العنصر التركي، نظرا لمقدرتهم القتالية المميزة، حتى أضحى الحرس التركي يمثل دعامة من دعائم الخلافة أيام حكمه، فاقتناهم منذ أن كان أميرا ؛ فكان يرسل
    سنويا من يشتري له منهم، حتى اجتمع له في أيام المأمون زهاء ثلاثة آلاف .. (*1)

    ثم تولى الخلافة في ظل ظروف من الصراع العنيف بين العرب من ناحية والفرس من ناحية أخرى بالإضافة إلى اختلال في التوازنات بين العناصر التي تكونت منها دولة الخلافة العباسية .

    فقد ساءت العلاقات بين العباسيين والخراسانيين منذ انتقال المأمون من مرو إلى بغداد، واستحال التوفيق بين مصالح الطرفين، فبدأت ثقة المعتصم تضعف في العنصر الفارسي
    ومن جهة أخرى، لم يركن المعتصم إلى العنصر العربي، ولم يثق بالعرب، نظرا لكثرة تقلبهم، واضطرابهم، وقيامهم ضد الخلفاء، بالإضافة إلى أن هؤلاء فقدوا كثيرا من مقومات قوتهم السياسية والعسكرية في ذلك الوقت، فأضحوا أقل
    خطورة وأضعف شانا .

    وقد حملت هذه المعطيات، الخليفة المعتصم على أن يوكل أمر سلامته الشخصية إلى فرقة من العنصر التركي، وقد توافقت طباعه النفسية، وصفاته الجسدية، من حيث القوة والشجاعة، ومتانة الجسم ؛ مع صفات الأتراك كأمة بربرية محاربة شديدة البأس.

    وأضحى لهذا العنصر أثر كبير في الحياة السياسية والاجتماعية بالرغم من أن الأتراك لم يكونوا أهل حضارة عريقة .

    ومهما يكن من أمر، فقد استكثر المعتصم من شراء الأتراك بهدف الحد من النفوذين العربي والفارسي، مدركا في الوقت نفسه أهميتهم في التواجد إلى جانبه، حتى بلغت عدتهم ثمانية آلاف مملوك، وقيل ثمانية عشر ألفا. (*2)

    و قد خصهم بالنفوذ، وقلدهم قيادة الجيوش، ومنهم في الأرض، وجعل لهم مرکزا متفوقا في مجال السياسة .

    وجاء الأتراك إلى بغداد حاملين معهم صفاتهم البدوية، من خشونة في الطبع، وبداوة في الحياة، وقوة في البدن، ومرانا على الفروسية والقتال ؛ وقد تجلى هذا في معاملتهم للناس، حتى آذوا أهل بغداد وضايقوهم ، فكرههم الناس، وقتلوا بعضا منهم ...

    ثم بلغ ضيق أهل بغداد بهم حدا تجاوز الاحتمال، فشكوهم
    إلى المعصتم، وتهددوه بالدعاء عليه في صلاتهم فتحرج(*3) واضطر إلى إخراجهم من بغداد، وبنى لهم مدينة سامراء وأسكنهم فيها.(*4)

    وسرعان ما نمت قوتهم، فأخذوا يتدخلون في شؤون الخلافة، حتى أمست دولة الخلافة العباسية في أيديهم ، يفعلون ما يريدون، يعزلون خليفة ويولون آخر، حتى إن بعض الخلفاء قتلوا نتيجة مؤامراتهم .(*5)

    ومع مرور الوقت، بدأ هؤلاء الأتراك يتجهون إلى تكوين كیان خاص بهم سواء في كنف الخلافة أو منفصلا عنها، كما طمع بعضهم في الاستئثار بشؤون الحكم في العاصمة حين أدركوا أن الخلافة لا يمكنها الاستغناء عن خدماتهم.

    ونذكر من بين الشخصيات التركية التي برزت في الحياة السياسية والعسكرية :
    ▪︎ الأفشين، ▪︎أشناس، ▪︎إيتاخ، ▪︎وصيف ، ▪︎بغا الكبير ؛▪︎سيما الدمشقي ، وغيرهم ...

    وقد خدموا دولة الخلافة العباسية، وساندوها في حروبها الداخلية، ضد الحركات المناهضة التي نشبت في أجزائها المختلفة، وفي حروبها الخارجية ضد الأمبراطورية البيزنطية .

    ونتيجة شعورهم بأهميتهم، أخذوا يزيدون من تدخلهم في شؤون الخلافة، حتى تمكنوا من تثبيت أقدامهم في الحكم.

    ويصف ابن طباطبا وضع دولة الخلافة العباسية في عهد تسلط الأتراك منذ مقتل المتوكل (232 - 247 ھ/ 847 - 861 م) بقوله: «واستضعفوا الخلفاء، فكان الخليفة في أيديهم كالأسير، إن شاؤوا أبقوه ،.وإن شاؤوا خلعوه، وإن شاؤوا قتلوه » (*6).

    والواقع أن استخدام العنصر التركي في الوظائف الكبرى في دولة الخلافة.العباسية يرجع إلى ما قبل عهد المعتصم. ففي أوائل عهد الدولة استخدم الخليفة العباسي المهدي (158 - 169 ه/ 755 - 785 م) یحیی بن داود الخرسي على إمارة
    مصر في عام (192 ھ/ 778م) وهو مملوك تركي . (*7)

    ويذكر الطبري أن طرسوس عمرت على يد أبي سليم فرج الخادم التركي في عام (170 ھ/ 789 م) (*Cool .

    وأضحى العنصر التركي رکنا هاما في المجتمع الإسلامي منذ العصر العباسي.الثاني (232 - 334 ھ/ 847 - 946م)، فقامت الدويلات المستقلة ذات الأصول التركية والفارسية في كنف دولة الخلافة العباسية بعد أن دب فيها الضعف، وغدا الأتراك وسيلة الخلفاء للقضاء على هذه الحركات الاستقلالية، خاصة عمال الأطراف الذين استقلوا بولاياتهم.

    واستخدم الصفاريون، الذين أسسوا دولة مستقلة لهم في المشرق الإسلامي (254 - 298 ھ/ 868 -911م)(*9)، خاصة عمرو بن الليث الصفاري، العنصر التركي، وقد اشترى هذا الأمير الصغار من الترك فدربهم وأنشأ منهم فرقة خاصة لحرسه، كما أهدى كثيرا منهم لقادته وولاته ، بهدف اتخاذهم عيونا له يمدونه سرا بالمعلومات والأخبار عن تصرفهم في حكم الولايات الخاضعة له . (*10)

    وعكف السامانيون ذوو الأصول الفارسية (*11) ، على استخدام الأتراك في جيوشهم منذ عام (۳۰۰ ھ/ ۹۱۲م)، فأكثروا من شرائهم، وبالغوا في الاعتماد عليهم في الجيش والإدارة. وقد برز من بينهم الأمير ألب تكين الذي أسس دولة تركية خاصة به في عام (۳۸۹ھ/ 994م) هي الدولة الغزنوية .

    ويبدو أن أحمد بن طولون كان ذا نزعات استقلالية، وحتى يحقق رغبته بالاستقلال في حكم مصر؛ رأى أن يدعم سلطته بجيش مملوكي من الأتراك من بني جنسه بالإضافة إلى العنصر الديلمي وقد بلغ تعداد هذا الجيش ما يزيد على أربعة وعشرين ألف غلام تركي ومنذ ذلك الوقت، أضحى جند مصر وولاتها من المماليك الأتراك .

    والجدير بالذكر أن كثيرا ممن دخل في الجيش الطولوني من هؤلاء قد تحرروا فيما بعد إذ عمد ابن طولون إلى تحرير أعداد كثيرة من جنوده لينشئ منهم جيشا خاصا وأضحت هذه العادة سنة متبعة في عهود خلفائه .

    وقد برز من بينهم الأمير ألب تكين الذي أسس دولة تركية خاصة به في عام (384 ھ/ 994م) هي الدولة الغزنوية . (*12)

    أما في مصر ، فقد استخدم الطولونيون، المماليك الأتراك بشكل واسع،.واعتمدوا عليهم في قيام دولتهم واستمرارها (254 - 292 ھ/ 868 - 905م) .

    فقد طمع أحمد بن طولون، التركي الأصل (*13) بالاستقلال في حكم مصر، بعد أن عينه الخليفة المعتمد (256 - 279 ھ/ 870 - 892م) في عام (263 ھ/ 877 م) واليا عليها، وأضحت أعمالها الإدارية والقضائية والعسكرية والمالية بيده . (*14)

    ويبدو أن أحمد بن طولون كان ذا نزعات استقلالية، وحتى يحقق رغبته بالاستقلال في حكم مصر؛ رأى أن يدعم سلطته بجيش مملوكي من الأتراك من بني جنسه بالإضافة إلى العنصر الديلمي (*15) وقد بلغ تعداد هذا الجيش ما يزيد على أربعة وعشرين ألف غلام تركي (*16)

    👌 ومنذ ذلك الوقت، أضحى جند مصر وولاتها من المماليك الأتراك.

    والجدير بالذكر أن كثيرا ممن دخل في الجيش الطولوني من هؤلاء قد تحرروا فيما بعد إذ عمد ابن طولون إلى تحرير أعداد كثيرة من جنوده لينشئ منهم جيشا خاصا وأضحت هذه العادة سنة متبعة في عهود خلفائه . (*17)

    وقد نهجت الدولة الأخشيدية (323 - 358 ھ/ 939 - 969م)، التي خلفت الدولة الطولونية ، نفس نهج الأولى في الاعتماد على المماليك. وقد بلغ تعداد مماليك محمد بن طغج الأخشيدي، مؤسس الدولة الأخشيدية، نحو ثمانية آلاف مملوك من الأتراك والديلم، وأنه كان ينام بحراسة ألف مملوك . (*18)

    ولما استولى الفاطميون على مصر في عام (358 ھ/ 969م) بعد قيام دولتهم في شمالي أفريقيا، اعتمد خلفاؤهم الأوائل، منذ أيام المعز (341 - 365 ھ/ 952 - 975م) على عدة عناصر تركية وسودانية وبربرية وصقالبية (*19) .

    واستخدم الخليفة الفاطمي العزيز (365 - 386 ھ/ 975 - 996 م) الأتراك في الوظائف العامة والقيادية في الدولة، وفضلهم على غيرهم من العناصر الأخرى .

    فولی مملو که منجوتكين التركي قيادة الجيش، كما ولاه الشام(20)، مما أثار عوامل الحسد والبغضاء بينهم وبين العناصر الأخرى، وظهر أثر ذلك واضحا في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله (386 - 411 ھ/ 9 - 1020م) الذي استكثر من شراء السودان للحد من نفوذ الفريقين.

    ثم نشط العنصر التركي مرة أخرى في عهد الخليفة الظاهر (411 - 427 ھ /1020 - 1036م) لميله إلى الأتراك، حتى أضحت قيادة الجيوش في يد المملوك التركي الأصل منصور أنوشتكين وقد ولاه الظاهر دمشق في عام (419 ھ/
    1028م) .. (*21)

    واعتمد الفاطميون، منذ عهد المستنصر (427 - 487 ھ/ 1036 - 1094م) على عناصر مختلفة ، وقد استكثر هذا الخليفة من شراء العبيد السود لأن أمه كانت أمة سوداء (*22).

    وظل هذا العنصر عماد الدولة الفاطمية حتى زوالها.(*23)

    واهتم الفاطميون بتربية صغار مماليكهم وفق نظام خاص، وهم أول من وضع.نظاما منهجيا في تربية المماليك في مصر (*24)
    --------------------------------------------------------------------
    🔹️ تمكن المماليك الأتراك في مصر

    قامت الدولة الأيوبية في مصر في عام (567 ھ/ 1171م) على أنقاض الدولة الفاطمية لتفتح صفحة جديدة في تاريخ الشرق الأدنى والمماليك معا .

    والجدير بالذكر أن هذه الدولة كردية الأصل، لكنها نمت في أحضان الدولة السلجوقية التركية ومماليكها ونقلت عنها الكثير من عاداتها وأنظمتها التركية المشرقية (*25)

    والمعروف أن السلاجقة اعتمدوا منذ نشأتهم المبكرة على المماليك من الترك، وتربى هؤلاء في البلاط السلجوقي على مقربة من السلاطين السلاجقةوأمرائهم (*26) فكانوا يجلبون صغار السن من بلاد القبجاق(*27)، ثم يربون على أساس النظام المملوكي - الساماني الذي وضعه الوزير السلجوقي نظام الملك.وفصله في كتابه "سياسة نامة"(*28) ، ثم يتم إدخالهم في خدمة القصور السلطانية، والدوائر الحكومية .

    والواقع أن نظام الملك هو أول من أقطع الإقطاعات للمماليك الأتراك بهدف الحفاظ على استمرارية الدولة نتيجة اعتناء المقطعين بإقطاعاتهم، وحذا السلاطين حذوه ، فمنحوا قادتهم من المماليك القلاع والمدن مقابل تقدیم الخدمات العسكرية وقت الحرب وتولي شؤون تربية أبنائهم وتأديبهم. وقد دعي هؤلاء الأمراء بالأتابكة (*29).

    وسرعان ما اشتد نفوذ الأتابكة، وقوي ساعدهم، فانتهزوا فرصة ضعف السلاجقة واستقلوا بإقطاعاتهم مشكلين ظاهرة قيام دول منفصلة على حسابهم، دارت في فلك دولة الخلافة العباسية، وعرفت بالدول الأتابكية، أشهرها أتابكيات : كيفا وماردین ودمشق ودانشمند والموصل والجزيرة وأذربيجان .

    واشتهر الأتابك عماد الدين زنكي، مؤسس أتابكيات الموصل وحلب ودیار ربيعة ومضر، في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي، وهو ابن قسيم الدولة آق سنقر الحاجب الذي بدأ حياته مملوكا للسلطان السلجوقي ملكشاه . (*30)

    ثم برز صلاح الدين الأيوبي ، عن طريق نور الدين محمود ابن عماد الدين زنكي، بعد أن ارتبط تاريخ أسرته بأسرة الزنكيين نتيجة تولي والده نجم الدين أيوب حاکمية بعلبك من قبل عماد الدين زنكي والجدير بالذكر أن أفراد هذه الأسرة الأيوبية كانوا أحرارا، ولم يجر على أحد منهم رق . (*31)

    وعندما قرر نور الدين محمود بن زنكي أن يرسل حملة إلى مصر، في عام (559 ھ/ 1164م) ، للحؤول دون احتلالها من قبل مملكة بيت المقدس الصليبية اختار القائد الأيوبي أسد الدین شیرکوه لقيادتها، وقد اصطحب معه ابن أخيه صلاح الدين .

    والواقع أن الجيش الذي قاده أسد الدين إلى مصر، تألف في غالبيته من المماليك والأمراء النورية بالإضافة إلى فرقة من المماليك الأسدية (المماليك الأسدية نسبة إلى أسد الدین شیرکوه ).(*32) .

    استفاد صلاح الدين من التجربة العسكرية التي اكتسبها من
    وساعدته الظروف السياسية التي استجدت بعد فشل الصليبيين في الاستيلاء على مصر (*33) ، ووفاة عمه أسد الدين، في عام (564 ه/ 1169م)، ليتولى وزارة مصر من قبل الخليفة الفاطمي العاضد (555 - 567 ھ/ 1160 - 1171م) بمساعدة المماليك الأسدية (*34) .

    * و أخذ صلاح الدين ، يعمل على إسقاط الدولة الفاطمية ومحو آثار معالمها الشيعية تمهيدا لتوحيد مصر والشام في دولة سنية واحدة لمواجهة الخطر المغولي و كانت تلك الخطوة حلما لنور الدين و بدأت بموافقته و دعمه ..

    خاصة وأن دولة الفاطميين باتت تعيش أواخر أيامها بعد أن دب الضعف في أوصالها بفعل تنازع الأمراء على منصب الوزارة . فقضى على الفرق العسكرية الفاطمية من العبيد والأرمن ،وأنشأ لنفسه جيشا خاصا عماده المماليك الأسدية والأحرار الأكراد، الذين كانوا في خدمته، بالإضافة إلى المماليك الأتراك الذين اشتراهم لنفسه وسماهم الصلاحية أو الناصرية.(*35)

    ثم حدث أن توفي الخليفة الفاطمي العاضد في شهر محرم عام 567 ه/ شهر أيلول عام 1171م)، وزالت بوفاته دولة الخلافة الفاطمية.

    وكان صلاح الدين قد قطع الخطبة له قبل ثلاثة أيام من وفاته بناء على إلحاح نور الدين، وخطب للخليفة العباسي المستضيء (*36)

    وشاءت الأقدار أن يموت كل من نور الدين محمود الذي كان على جفاء مع صلاح الدين بفعل نظرة كل منهما إلى الواقع السياسي تجاه الصليبيين والدولة الفاطمية ، وعموري ملك بيت المقدس الطامع في مصر، في العام نفسه (569 ه/
    1174م)، مما منحه فرصة لحرية التحرك.

    فقد ترك نور الدين وراءه في الحكم طفلا في الحادية عشرة من عمره هو الملك الصالح إسماعيل، فخشي صلاح الدين من أن تؤول الأمور إلى الوصي عليه، وأعتبر نفسه أحق بالوصاية ، كما دبت بنفس الوقت الخلافات الداخلية بين الصليبيين بشأن وراثة عرش مملكة بيت المقدس .(*37)

    وكان باستطاعة صلاح الدين، بفضل الإمكانيات التي توفرت له في مصر، أن يبقى فيها ويحارب الصليبيين، لكنه فضل تحقیق وحدة الصف الإسلامي قبل مواجهتهم، لذلك توجه إلى بلاد الشام لضمها فعلية إلى مصر .

    ونجح صلاح الدين، بعد خمسة عشر عاما من العمل المتواصل، أن يوحد المسلمين، ويجمع شمل الأجزاء المتفرقة، ويكون جبهة إسلامية متحدة، أتاحت له أن يصطدم بالصليبيين ويتغلب عليهم، ويسترجع منهم بيت المقدس وبعض.المدن الساحلية .

    ووقد اشتركت فئات المماليك الأسدية والصلاحية والعادلية (*38) في مختلف المعارك التي خاضها ضد الأمراء المسلمين بهدف تحقيق الوحدة الإسلامية وضد الصليبيين بهدف طردهم من المناطق الإسلامية ..

    والواقع أن المماليك بلغوا في هذه المرحلة مبلغا من القوة، مما دفع صلاح الدين إلى استشارتهم والنزول عند إرادتهم في كثير من الأحيان.

    وازداد عددهم في مصر وبلاد الشام بعد وفاة صلاح الدين في عام (589ه/ 1193م) بشكل ملفت، وبرزوا على أثر اشتداد التنافس والصراع بين ورثته من أبنائه وإخوته وأبناء إخوته الذين اقتسموا فيما بينهم الإرث الأيوبي .(*39)

    والواقع أن أحداث الخلافات والمنازعات الداخلية بين أبناء البيت الأيوبي؛ تملأ معظم تاريخ الدولة الأيوبية بعد وفاة صلاح الدين حيث قامت الحروب بينهم

    وفي ظل هذه النزاعات، والفوضى التي عمت العلاقات بين مختلف المناطق الإسلامية كان لا بد لكل أمير من أن ينشئ لنفسه قوة خاصة يعتمد عليها في للاحتفاظ بإمارته، أو لتحقيق طموحاته ومطامعه، على حساب الأمراء الآخرين،
    ولم تكن هذه القوة سوى المماليك، فأكثر هؤلاء الأمراء من شرائهم وأنشؤوهم تنشئة عسكرية خاصة، ليكونوا سندا

    وهكذا شهدت فترة السنوات الأخيرة من القرن الثاني عشر الميلادي ، والسنوات الأولى من القرن الثالث عشر الميلادي ازدیاد نفوذ المماليك في مختلف الإمارات الإسلامية في الشرق الأدنى، ومنها مصر، وسرعان ما أضحى لهم من النفوذ ما كان له تأثير قوي في مجرى الأحداث التي تعرضت لها المنطقة .

    إذ لم تمض سنوات ذات عدد حتى دب الخلاف بين أبناء صلاح الدين، فاستغل عمهم العادل هذه الفرصة ليعيد توحيد الدولة الأيوبية. وعندما حاول ضم مصر إلى أملاكه خشي المماليك الأسدية والصالحية من سطوته، فتدخلوا حتى يحولوا بينه وبين ما يبتغي، فناصروا العزيز ابن صلاح الدين، ملك مصر، کما ساندوا ابنه المنصور الذي خلفه في عام (595 ه/ 1195م) وكان صغيرا، ثم استدعوا الملك الأفضل من حوران وسلموه مقاليد الأمور (*40).... .(☆ 2)

    I love you معلومات مهمة للطلبة في الهامش #جواهر_الأدب_والتاريخ
    --------------‐-----------------------------------------------------
    (☆1) انظر الفقرة السابقة أو الرجوع إلى: المماليك في مصر .. أنور زقلمة ص 18- 32. ط 1995 مكتبة مدبولي القاهرة .
    (☆2) د. محمد سهيل طقوش : تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشام ط 1 دار النفائس 1997م ص 15-23
    -------
    (*1) اليعقوبي : کتاب البلدان، ص۲۳.
    (*2) ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة، ج۲، ص۲۳۳.
    (*3) المصدر نفسه.
    (*4) المسعودي : مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج۳، ص466 - 467.
    (*5) قتل الأتراك عددا من الخلفاء العباسيين نذكر منهم: المتوكل (247ھ/ 861 م)، والمنتصر (248 ه/ 862 م)، والمستعین (252 ه/ 866م) .
    (*6) الفخري : في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، ص۲۲۰
    (*7) الطبري : تاريخ الرسل والملوك، ج۸، ص۱۹۳ ؛ وابن تغري بردي: ج ۲، ص 44.
    (*Cool الطبري : المصدر نفسه ، ص ۲۳۹.
    (*9) راجع فيما يتعلق بالدولة الصفارية : إقبال، عباس: تاریخ ایران بعد الإسلام، ص۹۷ - ۱۳۲.
    (*10) أبن الأثير: الكامل في التاریخ، ج1، ص16.
    (*11) راجع فيما يتعلق بالدولة السامانية : إقبال عباس ص۱۳۳ - ۱۹۷.
    (*12) لقد عهد عبد الملك بن نوح الساماني في عام (349 ھ/ 960م) إلى مملوكه ألب تكین حكم ولاية خراسان فذهب إليها في جيش من ممالیکه الأتراك يبلغ تعدادهم الألفين والسبعمائة تقريبا، وفيهم مملوکه سبکتکین والد السلطان محمود الغزنوي، الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة الغزنوية . راجع فيما يتعلق بتاريخ الغزنويين: إقبال، مرجع سابق، ص168- 208.
    (*13) كان طولون، والد أحمد، أحد الأتراك الذين كان يرسلهم الولاة من بلاد ما وراء النهر إلى الخلفاء العباسيين، وقد أهدي إلى الخليفة العباسي المأمون .
    (*14) ابن الأثير: ج5، ص339.
    (*15) الديلم: هو الجزء الجبلي من جيلان، وتسكنه قبيلة تعرف أيضا بالديلم. يحده من الشمال جيلان نفسها، ومن الشرق طبرستان و مازندران، ومن الغرب أذربيجان وبلاد الران، ومن الجنوب نواحي قزوين وطرم وجزء من الري. وينتسب ملوك الديلم إلى أسرة جستان. وكانوا وثنيين قبل أن يدخلوا في الإسلام، وكانوا يملون الخلفاء العباسيين بالجنود المرتزقة. راجع دائرة المعارف الإسلامية : ج9، ص367 .
    (*16) المقريزي : الخطط، ج1، ص168. وابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور: ج1، قسم 1، ص 162.
    (*17) العبادي: مرجع سابق، ص67 .
    (*18) ابن تغري بردي: ج3، ص 256.
    (*19) كلمة صقلب فرنسية قديمة، ومعناها عبد أو رقيق. وهي التسمية التي أطلقها الجغرافيون العرب في العصور الوسطى على الشعوب السلافية عامة، لأن الجرمان دأبوا على سبي تلك الشعوب السلافية ، رجالها ونسائها وأطفالها إلى عرب إسبانيا، لذا أطلق العرب عليهم اسم الصقالبة ، راجع العبادي، ص 35 ؛ وراجع فيما يتعلق بترتيب الجند في عهد الخليفة المستنصر: ناصر خسرو : سفر نامة ص 94.
    (*20) ابن تغري بردي : ج4 ، ص 117.
    (*21) ابن تغري بردي: ج5 ص17 - 19.
    (*22) المصدر نفسه .
    (*23) العبادي: مرجع سابق، ص69.
    (*24) المرجع نفسه : ص 70.
    (*25) لان بول : صلاح الدين Lane - pool: Salah El Din: p15
    (*26) العبادي : ص 73 .
    (*27) بلاد القفجاق أو القبجاق أو القبشاك، إقليم في حوض نهر الفولغا في الجنوب الشرقي من بلاد روسيا، السابقة، وشمالي البحر الأسود والقوقاز، وسكانها من أصل تركي، اشتهروا بالبداوة والفروسية، وتعتبر بلادهم مرکزة مهمة لتجارة الرقيق الأبيض من الترك. راجع القلقشندي، أبو العباس احمد:الأعشى في صناعة الإنشا، ج4، ص458.
    (*28) العبادي، ص 74 .
    (*29) الأتابك : كلمة تركية مؤلفة من كلمتين أتا بمعنى الأب وبك بمعنى الأمير، ومعناها مربي الأمير . وكان السلاطين السلاجقة يعهدون بتربية أبنائهم إلى المقربين منهم من المماليك الأتراك الذين ترعرعوا في كنفهم. وإذا عين السلطان أحد أبنائه على مدينة من المدن أو ولاية من الولايات،
    أرسل معه هذا التركي المربي ليعاونه في شؤون الحكم، ويسدي إليه النصح، ثم جاء الوقت الذي سيطر فيه الأتابك على الأمير السلجوقي وتحكم في ولايته .
    (*30) أبو شامة : كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، ج1، ص24 - 27
    (*31) ابن تغري بردي: ج 6، ص3 - 4 .
    (*32) أبو شامة : ج1، ص 155 .
    (*33) تكررت محاولات الصليبيين، بقيادة عموري الأول ملك بيت المقدس، للاستيلاء على مصر : ثلاث مرات: (559 ھ/ 1164م)، (563/ 1168م)؛ (564 ھ/ 1169م)،
    (*34) ابن الأثير: ج9 ، ص 102 .
    (*35) المماليك الصلاحية نسبة إلى اسمه، والمماليك الناصرية نسبة إلى اللقب الذي منحه إياه الخليفة الفاطمي العاضد حين تولى الوزارة. راجع أبو شامة : ج2، ص229
    (*36) ابن واصل : مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، ج1, ص200.
    (*37) المصدر نفسه: ج 2، ص 7، 18.
    (*38) المماليك العادلية نسبة إلى الملك العادل، شقيق صلاح الدين .
    (*39) كان صلاح الدين قد قسم المناطق التي يسيطر عليها على الشكل التالي: يتولى ابنه العزيز عثمان حكم مصر، وابنه الأفضل نور الدين حكم دمشق، وابنه الظاهر غازي حكم حلب. أما بقية الأمراء فقد حصلوا على إقطاعات صغيرة كانت تابعة لسلطة هؤلاء الأبناء. فتولى أخو صلاح الدين الأصغر، العادل سیف الدین، حکم الشوبك والكرك والبلقاء وبعض جهات مصر، وحكم أخوه الثاني طغتكين بلاد اليمن. أما أبناء إخوة صلاح الدين، فقد حكم المظفر تقي الدين عمر . حماة ، ثم تولاها بعد وفاته في عام (۵۸۷ه/ ۹۹۱م) ابنه المنصور تقي الدين، وتولى الأمجد بن تورانشاه حكم بعلبك؛ وتولى ابن مجاهد بن ناصر الدين شير كوه حكم حمص .
    (*40) المقريزي : السلوك، ج 1، ص146 - 147، أبو شامة : ج2، ص235.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الجمعة ديسمبر 23, 2022 7:18 pm

    🐎⚜ 🖍 تاريخ العصر المملوكي 🎺 .. (4)
    🎷 #جواهر_Mamluk_Dynasties 🏹
    -------------------------------------------------------
    توقفنا في الفقرة السابقة عند الملك الصالح أيوب ؛ وتعرفنا على دور المماليك في الدولة الأيوبية سواء في صراعاتها الدخلية أو صراعاتها مع الصليبيين و القوى المجاورة ..

    وكنا تكلمنا عن المصادر والوسائل التي كانت تمد السلاطين والأمراء بهذه الأعداد الكبيرة من الغلمان المماليك؛ فماذا كان أكبر سبب أدى لزيادة تلك الموارد و سهل الحصول عليهم؟

    وتطرقنا إلى مصطلح مر سريعا لم نوضحه هو الجند الخوارزمية فماذا كانت قصتهم ؟

    وتوقفنا أيضا عند مقدم الحملة الصليبية السابعة إلى دمياط بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع في أواخر عهد الصالح أيوب ؛
    فماذا كانت أسباب تلك الحملة ؟ وماذا كان دور المماليك في دحرها ؟ وماعلاقتهم بشجر الدر و توران شاه ؛ وكيف انتهى عصر الدولة الأيوبية ذلك الوقت في مصر؟

    👌هذا ما سنعرفه في هذه الفقرة المهمة فإلى التفاصيل ...
    --------------‐-----------------------------------------------------
    🔹️ قصة الجند الخوارزمية

    في نهاية القرن السادس الهجري التي تزامنت مع بداية القرن الثالث عشر الميلادي ؛ نشطت حركة المغول بزعامة جنكيز خان وبدأ زحفهم نحو الاراضي الاسلامية سنة (599 ه/1202م) ، فاستولوا على بخاري وسمرقند وقتلوا اهلهما وسبوهم وحاصروا خوارزم شاه ، فانضم اليهم الخطائيون من جنده وصاروا تبعا لهم (*1)

    واخلي خوارزم شاه البلاد قبل مقدمهم فلم يجدوا أحدا يردهم ، ووصلوا سنة (615 ه /1217م) الى الري وقزوین و همدان وقتلوا أهلها واحرقوا مساجدها ، وفعلوا بأذربيجان ما فعلوه بغيرها من المدن (*2) .

    وحاول خوارزم شاه الاستنجاد وقتذاك بالسلطان العادل أیوب وهو مرابط بمرج الصفر ، فبعث العادل بالجواب متأخرا بعد أن اندفع خوارزم شاه بين يدي الخطا والتتار شریدا مخذولا من عسكره الخوارزمية (*3) .

    وانبسطت يد جنكيز خان واشتد ساعده وخلت البلاد من المقاومة فبعث سنة (618 ھ / 1220م) بأولاده واحفاده الى الآفاق ، فتوجه باطو بن دوش بن جنكيز خان الى البلاد الشمالية ، وبلغت جموعه الدربند على بحر الخزر ( قزوین ) ، وحدثت بينهم وبين القبجاق والروس وقعة كبيرة سنة (620/ 1222م)، انتهت بهزيمة القبجاق والروس و تشريدهم في الافاق على غير هدى (*4) ،

    واستولی باطو على ما بتلك الجهات من طوائف الترك وقبائل القبجاق والعلان واللان والادلاق والجرکس والروس وتمكنوا منهم قتلا وسبيا ونهبا ، وجلبت سبايا هذه الاجناس إلى البلاد الشامية والمصرية ، فمنهم المماليك العادلية والكاملية والأشرفية والمعظمية والناصرية والعزيزية ، وحسنت آثارهم في الممالك الاسلامية (*5)

    ثم رجعت جموع التتار جنوبا حتى هبطت على الري فوضعوا السيف في أهلها ، وأنزلوا بها الدمار والخراب، وفعلوا مثل ذلك بمدن قم وقاشان وهمدان ، وكلها تابعة للدولة الخوارزمية .

    ثم تعقبوا الجيوش الخوارزمية إلى أذربيجان فكسروهم وقتلوا منهم خلقا كثيرا ، وأعقب ذلك هزيمة سلطانهم جلال الدین خوارزم شاه في أصفهان سنة( 623 ه/ 1226م)(*6) ،

    وغلب على حروب جنگیزخان الاكتساح والتخريب والتدمير کي تصبح البلاد المفتوحة مراعي كافية للجموع المغولية (*7)

    ولم تغير وفاة جنكيز خان سنة(624 ه/ 1227م) شيئا في الحركة الذاتية الدافعة للمغول ، إذ أسهم أولاده واحفاده أثناء حياته في مواصلة هذه الحركة

    قسم جنكيز خان بين أبنائه الممالك فجعل لأكبر أولاده دوش خان مملكة تمتد من اطراف خوارزم إلى أقصى بلاد ساقسين وبلغار المتاخمة لاطراف الامبراطورية البيزنطية ، ويقع في سلطانها الترك والقبجاق وطوائف من الجركس والروس والاص ، وبينها وبين أذربيجان باب الحديد والدربند ، وعاصمتها صراى على نهر الفولجا (*Cool

    وهذه هي المملكة التي صارت معروفة فيما بعد باسم القبيلة.الذهبية نسبة الى اللون الغالب على خيام معسكراتهم (*9)

    أما جغتاي ابن جنكيز خان فحكم بلاد أویغور وما وراء النهر من سمرقند و بخاری وعاصمتها قراقورم . وشملت مملكة تولي خراسان و ولايات المجم والعراق وهي التي اضيفت اليها فيما بعد اذربيجان والروم والجزيرة وعاصمتها تبریز (*10) ، وصارت معروفة بالايلخانية الفارسية (*11) .

    وصفوة القول أن التتار استمروا في زحفهم في الأراضي الإسلامية.بعد وفاة جنكيز خان ، فأوغل باطو بن دوش خان في أذربيجان حتى أزال الدولة الخوارزمية ، وغدا جلال الدین خوارزم شاه شریدا في البلاد حتى وقع في أيدي المغول فقتلوه سنة (628 ه/1230م) في قرية من اعمال
    میافارقين (*12)

    فتفرق جنده من الخوارزمية وساءت أحوالهم ، وقصد فريق منهم بلاد سلاجقة الروم فاستخدمهم السلطان علاء الدین کیقباد السلجوقي إلى أن مات سنة (634 ه/ 1236م) (*13)

    ولم يعرف الناس ما سوف يحدث بعد ذلك فدخل جماعة مثلا على الملك الأشرف موسی صاحب دمشق فهنأوه بموت
    عدوه خوارزم شاه فقال : "والله لتكونن هذه الكسرة سببا لدخول التتار الى بلاد الاسلام " ؛ أي أن إنهيار المقاومة الخوارزمية العنيدة ماهي إلا إیذان بقرب الخطر المغولي على جوف البلاد الاسلامية (*14) .

    وقد استولی باطو بن دوش خان على بلاد العجم كلها سنة (629 ه/1231م) ، وباتت دويلات الأيوبيين في الجزيرة وحران قاب قوسين من الخطر المغولي ، فخرج الكامل سلطان مصر من دمشق إلى ديار بكر بعد أن اجتمع باخیه الأشرف واتفق معه على دفع التتار (*15)

    وفي سنة (633 ه/1235م) جاء الخبر إلى الكامل بأن فرقة من التتار قطعت دجلة في مائة كتيبة کل كتيبة خمسمائة فارس ، ووصلت الى سنجار فخرج إليها إبن مهاجر أمیر سنجار فقتلوه (*16) ،

    واستنجد بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل بالكامل ، فاوقف الحرب مع السلاجقة الروم ،وعاد إلى دمشق وأرسل إبنه الصالح ایوب لدفع التيار المغولي الداهم ، فسار بجماعته وأهله وأولاده بعد أن عينه أبوه واليا على بلاد الشرق ، وجعله ولي عهده في سلطنته ..

    فتسلم الصالح سنة (634 ه/ 1236م) حصن کیفا ودخل في حكمه حران والرها و سروج والرقة ورأس العين وآمد .

    واستخدم الجند الخوارزمية في هذه السنة وعددهم
    إثنا عشر ألف مارس بعد أن ساءت معاملة السلطان غیاث الدین کیخسرو السلجوقي لهم ، وهربوا من بلاده ونهبوا ما قدروا عليه وعبروا الفرات ، وكتب الصالح الى والده الملك الكامل يستأذنه في استخدامهم عنده ، فإذن له في ذلك ، وتقوى بهم ، وأقطعهم مواضع بالبلاد الجزرية (الفراتية) (*17)

    غير أن الجند الخوارزمية طمعوا في الصالح ومالوا إلى
    نهب البلاد التي صارت إقطاعا لهم ، وخرجوا على طاعته وهموا بالقبض عليه فهرب إلى سنجار ، ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا بدر الدين بن لؤلؤ صاحب الموصل، ولم ينجه من الوقوع في أيديهم إلا الهرب من وجههم (*18).

    على أن الصالح أیوب إستطاع استمالتهم فيما بعد ، وأقطعهم سنجار وحران والرها فقاموا في خدمة إبنه الملك المغيث ، وساروا معه إلى سنجار واستخلصوها من جند لؤلؤ صاحب الموصل ، کما زحفوا الى آمد فطردوا السلاجقة عنها (*19) ۰

    ثم أصهر الصالح إليهم فزوج مقدمهم حسام الدين بركة خان من أخت الصالح من أمه (*20) ،

    لكن الخوارزمية عادوا إلى نهب البلاد شمال الشام ، وأخذوا يعلنون لأهل حلب وحمص ودمشق أنهم يفعلون ما يفعلون لخدمة صاحب مصر ، وذلك لأن ملوك هذه البلاد اعداء له .

    ومع أن صاحب حمص إستطاع هزيمتهم ومطاردتهم لم يكف الخوارزمية عن النهب والسلب حتى هجموا سنة(642 ه/ 1244 م) على مدينة بيت المقدس واخذوها من الصليين وواصلوا سيرهم نحو غزة في طريقهم إلى مصر ..

    و في غزة ارسل الخوارزمية إلى السلطان يطلبون اليه الاذن في دخول الأراضي المصرية ، فامرهم بالاقامة في غزة ووعدهم بلاد الشام فضلا عما بيدهم من البلاد الفراتية، وأرسل إليهم الخلع والخيل والأموال في سبيل إيقافهم خارج أطراف مصر (*21)

    ثم جهز السلطان الصالح ایوب عسکرا بقيادة بيبرس لمحاربتهم وهو أحد ممالیکه الأخصاء ، فانحاز اليهم عند غزة .

    ولم يجد السلطان بدا من التحالف مع صاحب حمص سنة (644 ه/ 1246م) . واستطاع أن يهزم الخوارزمية ويقتل مقدمهم ، فانحاز بعضهم الى التتار ، ووقع مملوکه القديم بيبرس في يده فأمر بحبسه (*22)

    واثناء هذه الاضطرابات بالممتلكات الأيوبية بالشام نفذ التتار الى بلاد سلاجقة الروم ، فصالحهم الملك غیاث الدین بن علاء الدين بن كیقباد على أن يدفع إليهم جزية وانتهى الأمر بإقامة حامية من التتار في بلاده بعد وفاته سنة (ه 634 ه/ 1237م) (*23)

    ثم مات السلطان الصالح ایوب سنة (647 ه/ 1249م)قبل أن يتمكن من طرد الفرنسيين الذين استولوا على دمیاش، فقام بتدبير الجيش كبار قواده من المماليك بمشورة زوجه شجر الدر ، حتى وصل ابنه توران شاه من حصن کیفا بديار بكر ؛ واستطاع تحقيق النصر على الصليبيين بمساعدة المماليك ..
    --------------‐-----------------------------------------------------
    🔹️ دور المماليك البحرية في التصدي للصليبيين

    في عام (647 ه/ 1249م) استهدفت مصر في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي لخطر هجوم صليبي كبير بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، الذي اشتهر بالتقوى والورع، ولم تكن هذه
    الحملة التي تستحق لقب حملة دينية منذ أيام جودفري (*24)
    أولى المحاولات الصليبية التي هاجمت مصر بهدف السيطرة عليها، إنما وقعت عدة محاولات متوالية لغزوها منذ أواسط القرن الثاني عشر الميلادي ..

    والجدير بالذكر أن الشرق الأدنى الإسلامي تعرض ابتداء من أواخر القرن الحادي عشر لخطر هجوم أوروبي غربي واسع عرف بالحروب الصليبية، وقد انتهت بنهاية القرن الثالث عشر، في حين استمرت ذيولها حتى القرن الخامس عشر

    هذا ويحدد المؤرخون عدد الحملات الصليبية التي خرجت من الغرب إلى الشرق، في المدة الواقعة بين نهاية القرن الحادي عشر ونهاية القرن الثالث عشر ، بثماني حملات اتجهت أربع منها نحو بلاد الشام وهي الأولى والثانية والثالثة والسادسة، واثنتان ضد مصر هما الخامسة والسابعة، وواحدة ضد القسطنطينية هي الرابعة، وأخرى نزلت في شمالي أفريقيا وهي الثامنة ...

    وكانت البواعث الظاهرية لهذا الهجوم الأوروبي الواسع على الشرق الإسلامي، انتزاع الأراضي المقدسة المسيحية من أيدي المسلمين، في حين تعددت البواعث الحقيقية من اقتصادية وسياسية واجتماعية ونفسية وغيرها.

    ومنذ أوائل القرن الثالث عشر الميلادي طرأ تطور هام في مسار الحركة الصليبية نتيجة تنامي القوة الإسلامية في مصر بشكل خاص.

    فبعد أن كانت بيت المقدس هي الهدف الأساسي للحملات الصليبية، فقد اتجهت الحملة الصليبية الخامسة (615 ه/ 1218م)، بزعامة حنا دي برين (1210م - 1225م) - صاحب عكا، والملك الإسمي لبيت المقدس - اتجهت إلى مصر، التي تعتبر مفتاح بیت المقدس، بهدف الاستيلاء عليها.

    إذ ظن حنا أن الاستيلاء على مصر يعتبر خطوة تمهيدية
    وضرورية لاستعادة بیت المقدس وسائر بلاد الشام ؛ وكان ريتشارد قلب الأسد، أحد قادة الحملة الصليبية الثالثة من سنة (585 ه/ 1189م) إلى سنة (588 ه/1192 م) كان قد أوصى بمهاجمة مصر، إذ اعتبرها النقطة الضعيفة في العالم الإسلامي وهي مفتاح بلاد الشام .

    كما أن مجمع اللاتران، الذي عقد برئاسة البابا أنوسنت الثالث في عام (612 ه/ 1215م)، أشار إلى ضرورة مهاجمة مصر، لأن الصليبيين إذا تمكنوا من الاستيلاء عليها، فإن المسلمين سوف يفقدون إقليما إستراتيجيا وغنيا، مما سيؤثر سلبا على قدراتهم العسكرية، فلا يستطيعون المحافظة على أسطولهم في شرقي البحر الأبيض المتوسط، ولن يستطيعوا البقاء في بيت المقدس بعد أن تقع قواتهم بين القوات الصليبية في عكا ومصر .

    و قد تقرر في هذا المجمع أن تكون دمياط هي الهدف الأساسي ؛ وعلى ضوء ذلك يمكن أن نفسر التحول الجديد في مسار الحملات الصليبية واتجاهات الصليبيين وتوجههم نحو مصر منذ أوائل القرن الثالث عشر ..(*25)

    لكن الحملة الصليبية الخامسة فشلت في تحقيق غايتها واضطر أفرادها إلى مغادرة مصر في عام (618 ه/ 1212 م).

    ولم تمض ثلاثون سنة على انتهاء هذه الحملة، حتى توجهت الحملة الصليبية السابعة(*26) ، بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، إلى مصر بهدف الاستيلاء عليها وتحقيق الحلم الصليبي القديم وهو استعادة بيت المقدس وأراضي بلاد الشام، وتدعيم الكيان الصليبي المتداعي .

    لقد تعددت وتشعبت أسباب هذه الحملة ؛ فمنها أسباب رئيسية تنطوي على الدوافع الحقيقية لقيامها، كما أن هناك عوامل ثانوية ساعدت على التنفيذ (*27) .

    ولعل أهم الدوافع الحقيقية التي أثارت شعور الملك الفرنسي بصورة خاصة والغرب الأوروبي بصورة عامة، وحفزت الجميع للثأر ، هي :
    ▪︎1- تعرض الصليبيين في الشرق إلى مضايقات خلال النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي ، على يد الخوارزمية بشكل خاص .
    ▪︎2- ضیاع بیت المقدس منهم، حيث استعادها الملك الصالح أيوب بمساعدة الجند الخوارمية ،الذين نگلوا بسكانها النصارى، ونهبوا دورهم وأموالهم، حتى أضحى وضعهم مقلقا من وجهة النظر الصليبية .

    3- لقد أنزل المسلمون ضربات قاسية بباقي الممتلكات الصليبية في بلاد الشام، تمثل بعضها باستعادة الصالح أيوب طبرية وعسقلان في عام (645 ه/1247م) حتى أضحت باقي ممتلكاتهم ومعاقلهم مهددة بالخطر والضياع .

    أما فيما يتعلق بالأسباب الثانوية فلعل أهمها:

    1- لقد حدث أن مرض لويس التاسع حتى أشرف على الموت. ولما أفاق من شدة المرض نذر إن من الله عليه بالشفاء، أن يحمل الصليب ويذهب لغزو الأراضي المقدسة .

    2 - يرى بعض المؤرخين أن الملك الفرنسي حمل الصليب، وتعهد القيام بحرب مقدسة لإنقاذ صليبيي الشرق، إثر رؤيا ظهرت له أثناء مرضه، فحواها أنه رأي فيما يرى النائم شخصين يتقاتلان، أحدهما مسلم والآخر مسيحي، وقد انتصر الأول على الثاني، ففسر هذه الرؤيا بحاجة صليبيي الشرق إلى المساعدة، وأن الله أناط به هذه المهمة .

    3- كان للآثار والذخائر الدينية المقدسة التي حصل عليها لويس التاسع من حنا دي برين، الملك الإسمي لبيت المقدس، وبلدوين الثاني، أمبراطور القسطنطينية اللاتيني(فترة الإحتلال النورمندي للقسطنطينية)، أثر غير مباشر دفعه للقيام بحملته على مصر من أجل استعادة بيت المقدس .

    4 - نتيجة لوقوع الكوارث بالصليبيين في الشرق، فقد أرسل هؤلاء الرسل إلى الغرب الأوروبي يستنجدون به، وأنذروا الأوروبيين باحتمال ضياع ما تبقى من ممتلكاتهم إذا لم يلبوا نداء الاستغاثة .

    5 - ساند البابا أنوسنت الثالث مشروع لويس التاسع، فدعا إلى الاشتراك في الحملة الصليبية السابعة، خشية من أن يطغى نفوذ الملك الفرنسي، الذي اشتهر بالورع والتقوى، و عرف بمواقفه الحازمة حيال الكنيسة ورجال الدين، على نفوذه کرجل دين ورئيس أعلى للكنيسة اللاتينية .

    والواقع أن حملة لويس التاسع شكلت تهدیدا فعليا لمصر فاق الأخطار التي تعرضت لها في الحملات السابقة، ولعل أسباب ذلك تعود إلى :

    1- أن الحملة اتسمت بدقة التنظيم ووفرة الإعداد والتجهيز .
    2- لقد ترأس الحملة ملك من أعظم ملوك أوروبا آنذاك وأشدهم تدينا وتحمسا للفكرة الصليبية .

    3- إن ظروف الشرق الإسلامي، ساعدت على إضفاء الخطورة الشديدة على مصر، نظرا لأوضاعها الداخلية الصعبة، ذلك أن الحملة وصلت إلى هذا البلد في الوقت الذي كان فيه السلطان الصالح نجم الدين أيوب يعاني آلام المرض، فلم يتمكن من قيادة مماليكه، (*28)

    فعهد إلى وزيره فخر الدين يوسف بقيادة الجيش، وطلب إليه الإسراع إلى دمياط، التي كانت هدف الحملة، للتصدي للصليبيين ومنعهم من النزول إلى البر، كما زود المدينة بمقادير وافرة من المؤن (*29) .

    وبالرغم من التدابير الدفاعية المتخذة، فقد تمكن الجيش الصليبي من النزول إلى دمياط واستولى عليها في (شهر ربيع الأول عام 647 ه شهر حزيران عام 1248م) ، وانسحب فخر الدين مع جنوده منها (*30) .

    ارتاع المسلمون لسقوط دمياط، وحزن الصالح أيوب حزنا شديدة لوقوعها في قبضة الصليبيين، وعنف مماليكه ووبخهم لإهمالهم في الدفاع عنها، وشنق ما يزيد عن خمسين أميرا من رجال بني كنانة الذين تركوا مواقعهم الدفاعية، وهربوا(*31)

    ويبدو أن المماليك تخوفوا، عندئذ، من نوايا الصالح أيوب تجاههم، ودخل الشك إلى قلوبهم، ففكروا في التخلص منه، لكن حال بينه وبينهم الوزير فخر الدين الذي أقنعهم بالصبر بفعل اشتداد مرضه بعد أن.بئس الأطباء من شفائه.

    وفعلا لم يلبث الصالح أيوب أن قضى نحبه في (2 شعبان عام 647ه / 23 تشرين الثاني عام 1249م) والحرب لم تضع أوزارها بعد بین المسلمين والصليبيين ..(*32)

    جاءت وفاة الصالح أيوب، في تلك الظروف الحرجة، خسارة كبرى، لعدم وجود من يحل محله بسرعة في حكم البلاد وفي مواجهة الصليبيين. لكن ظهرت فجأة زوجته شجرة الدر، بعد أن قدرت خطورة الموقف. فأخفت موت زوجها خشية تضعضع أوضاع المسلمين، وأرسلت في الوقت نفسه تدعو ابنه الوحيد الباقي على قيد الحياة، المعظم تورانشاه من حصن کیفا، للقدوم إلى مصر على عجل ليتولى الحكم (*33)

    وقامت شجرة الدر بإدارة الشؤون العامة، في هذه الفترة الانتقالية بالاشتراك مع الوزير فخر الدين يوسف ..

    وعلى الرغم من كافة الاحتياطات التي اتخذتها لإخفاء وفاة زوجها، فقد علم الصليبيون بخبر وفاته، فانتهزوها فرصة لتوجيه ضربة قاضية للمسلمين قبل أن يفيقوا من أثر الصدمة
    ويستكملوا استعداداتهم ؛ فتركوا دمياط وزحفوا نحو المنصورة ، وتمكنوا من دخولها بعد اصطدامات حامية مع الجيش الإسلامي (*34)

    و برز في هذه الحرب المماليك البحرية الذين أخذوا على عاتقهم إنقاذ الموقف، وقد تولى قيادتهم فارس الدين أقطاي الصالحي .

    وصل، في هذه الأثناء، المعظم توران شاه إلى مصر، فأعلنت عندئذ وفاة ، الصالح أيوب، وسلمته شجرة الدر مقاليد الأمور، وأعد خطة عسكرية كفلت له النصر النهائي على الصليبيين، واضطر الصليبيون إلى التراجع تحت ضغط معركة فارسكور، فطاردهم المماليك، ووقع لويس التاسع نفسه في الأسر .(*35)

    وعلى هذا الشكل، انتهت الحملة الصليبية، بفضل جهود المماليك .

    🔹️ نهاية الدولة الأيوبية

    يبدو أن السلطان الجديد توران شاه لم يكن رجل الساعة المطلوب، واشتهر بأنه شخصية عابثة. فقد اتصف بسوء الخلق والتصرف، والجهل بشؤون الحكم والسياسة، فبدت منه منذ وصوله من حصن کیفا أمور نفرت القلوب : إنه ازداد
    غرورة بالنصر الذي حققه، وتناسي ما أبلاه مماليك أبيه من صد الصليبيين، فلم يقدر ثمن هذا النصر، كما لم يقدر جهودهم في الحفاظ على نظام الحكم كي يؤمنوا الملك له.

    ويبدو أن تورانشاه فقد ثقته بهم، بعد انتصاره على الصليبيين، عندما شعر بأن له من القوة ما يكفي لأن يملأ الوظائف الحكومية بممالیکه الذين اصطحبهم معه من معه من إقليم الجزيرة، ولما احتج عليه هؤلاء رد عليهم بالتهديد والوعيد، ثم أعرض عنهم، وأبعدهم عن المناصب الكبرى، وجردهم من مظاهر السلطة وأخيرا أمر باعتقالهم.

    كما تنكر لشجرة الدر التي حفظت له ملکه، فاتهمها بأنها أخفت ثروة أبيه ، وطالبها بهذا المال، وهددها، حتى داخلها منه خوف شديد (*36) مما حملها على بث شكواها إلى المماليك البحرية الذين يخلصون لها باعتبارها زوجة أستاذهم" (*37)

    و بعد فإن تورانشاه، بالإضافة إلى ضعف شخصيته، وسلوكه السيء، قد تأثر بآراء ممالیکه الذين قدموا معه من الحصن، وقد أثاروا ضغينته على البحرية وشجرة الدر، وحثوه على التخلص منهم حتى يتفردوا بمشاركته في الحكم وإدارة شؤون الدولة (*38) .

    نتيجة لهذه السياسة الحمقاء، حنق المماليك البحرية عليه، وتخوفوا من نواياه، واستقر رأيهم على قتله قبل أن يبطش بهم وساندتهم شجرة الدر التي باتت تخشى على نفسها من غدره .

    وتزعم المؤامرة مجموعة من الأمراء البحرية منهم فارس الدين أقطاي وبيبرس البندقداري وقلاوون الصالحي وأيبك التركماني.

    وتم تنفيذ المؤامرة في صباح يوم الاثنين (28 من شهر محرم عام 648 ه/ 2 أيار عام 1250م)، وكان السلطان آنذاك بفارسكور يحتفل بانتصاره ويتهيأ لاستعادة دمياط، فاقتحم بيبرس البندقداري خيمته، وتقدم نحوه وضربه بسيفه.

    تلقي السلطان الضربة بيده فقطعت بعض أصابعه، ثم التجأ إلى البرج الخشبي الذي كان قد أقامه على النيل ليمضي
    فيه بعض وقته ؛ حتى يحتمي به، فتعقبه بيبرس وأقطاي وغيرهما من زعماء البحرية، فأحاطوا بالبرج وأضرموا فيه النار. وفزع تورانشاه، وألقى بنفسه من البرج في النيل وقد اشتعلت النار بثيابه، وهو يصيح مستنجدا، إلا أن أحدا لم يغثه ،

    ثم راح يسبح طلبا للنجاة، لكن المماليك لاحقوه بالنشاب من كل ناحية، فأخذ يتوسل إليهم ؛وقد وقف في مياه النهر ملتمسا الرحمة وعرض عليهم التنازل عن العرش والعودة إلى إقليم الجزيرة فلم يستجب أحد لندائه .

    ولما لم تنجح الرماية بالسهام في قتله، وثب عليه بيبرس من الشاطئ إلى النهر وأجهز عليه بسيفه، فمات جريحا، غريقا،
    محترقا، وظلت جثته في العراء مدة ثلاثة أيام بعد انتشالها من الماء دون أن يجرؤ أحد على دفنها، حتى شفع فيه رسول الخليفة العباسي، فحملت الجثة إلى الجانب الآخر من النهر ودفنت هناك (*39).

    وبمتقل توران شاه ينتهي حكم الأيوبيين في مصر .
    --------------‐-----------------------------------------------------
    نرجو من الناسخين اللاصقين عدم النسخ و تعريض صفحاتهم للسخرية أو البلاغات من طرفنا #جواهر_الأدب_والتاريخ
    --------------‐-----------------------------------------------------
    (☆1) المماليك د. السيد الباز العريني .. استاذ تاريخ العصور الوسطى جامعة القاهرة وبيروت /ط دار النهضةبيروت ١٩٦٧/ ص ٤٠-٤٦
    (☆2) د. محمد سهيل طقوش : تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشام ط 1 دار النفائس 1997م ص 28- 34
    --------------
    (*1) ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج 6 ص ۲۱۹ - ۲۲۰
    (*2)ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج6 ص 348
    (*3)ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج 233
    (*4)ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج 6 ص 428
    (*5)العيني : عقد الجمان مجلد 53 ص 423
    (*6) ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج 6 ص 258
    وانظر ؛ العيني : عقد الجمان مجلد 53 ص 430
    (*7) انظر Grussat. Le Empair De Steppes ص. 305
    (*Cool القلقشندي: صبح الاعشی ج 4 ص 474
    ابن تغری بردی : المنهل الصافي ج 1ص 335 ؛العيني : عقد الجمان مجلد 53 ص 343
    (*9)جروست Grousset - مرجع سابق. 279
    (*10) انظر ابن تغری بردی : المنهل الصافي ج 1 ص ، 136، ص 149
    (*11) زامباور : معجم الأنساب والأسرات الحاكمة (الترجمة العربية) ج۲ ص 356 •
    (*12) ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج 6 ص 275
    (*13) ابن واصل : تاريخ الواصليين ص 305 أ ، ب ؛ العيني : عقد الجمان مجلد 53 ص179 ؛ المقريزي : السلوك لمعرفة دول الملوك ج 1 ص 255
    (*14) ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج 6 ص 277
    العيني : عقد الجمان مجلد 53 ص 158
    (*15) إبن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج 6 ص 278
    (*16) إبن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج 6 ص 297
    (*17) المقريزي : السلوك لمعرفة دول الملوك ج 1 ص 255
    ؛ العيني : عقد الجمان مجلد 53 ص 179؛ابن واصل : تاريخ الواصليين ص 305 أ ، ب
    (*18) المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ج۱ ص270-271
    العيني : عقد الجمان مجلد 3، ص 207 - 208
    (*19) المقريزي : السلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص271 -272
    (*20) المقريزي : السلوك لمعرفة دول الملوك ج 1 ص 280
    (*21) المقريزي : السلوك المعرفة دول الملوك ج 1 ص 316
    (*22) المقريزي : السلوك لمعرفة دول الملوك ج1 ص 326
    (*23)ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج 6 ص 347
    ؛ العيني : عقد الجمان مجلد 54 ص 258
    --------------------
    (*24) جود فري دي بوايون أول حاكم صليبي لبيت المقدس بعد أن استولى الصليبيون عليها في عام1099م. اشتهر بالتقوى، ورفض أن يتخذ لقب ملك وغرف باسم حامي القبر المقدس.
    (*25) كان من المقرر أن تتجه الحملة الصليبية الرابعة إلى مصر في عام 1204م، إلا أنها غيرت اتجاهها نحو القسطنطينية بتحريض من البنادقة .
    (*26) لقد توجهت الحملة الصليبية السادسة بقيادة فريدريك الثاني، الأمبراطور الألماني، في عام
    (625 ه/ 1228م) إلى عكا بهدف استعادة بيت المقدس من المسلمين.
    (*27) راجع حول هذه الأسباب: نسیم، جوزف: العدوان الصليبي على مصر، هزيمة لويس التاسع في المنصورة وفارسكور، ص 47 - 56.
    (*28) القاضي ابن عبد الظاهر، محيي الدين : الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، ص48- 50 ؛ النويري: نهاية الأرب في فنون الأدب : ج۲۹، ص360-361. العيني : عقد الجمان في تاريخ اهل الزمان، ج1 ص26-27؛ ابن تغري بردي: ج6 ص371 - 372.
    (*29) ابن تغري بردي: ج6، ص328.
    حصن کیفا: بلدة وقلعة کبیرة مشرفة على دجلة بین آمد وجزيرة ابن عمر من ديار بكر، الحموي، ياقوت : معجم البلدان : ج2، ص590.
    (*30) المقريزي: ج1، ص349. ابن تغري بردي: ج6 ص360.
    (*31) ابن تغري بردي: ج6، ص362- 364
    (*32) المقريزي : السلوك، ج۱، ص۳۳۳.
    (*33) المصدر نفسه .
    (*34) ابن تغري بردي: ج۱، ص۳۳۰.
    (*35) كان الصالح ایوب قد عهد إلى عرب من كنانة بالدفاع عن دمياط .
    (*36) المقريزي: السلوك ج۱، ص346
    (*37) ابن تغري بردي: ج6، ص371.
    (*37) كانت علاقة المملوك بسيده أو أستاذه تسمى في المصطلح الرسمي المملوكي بالأستاذية، بينما كانت رابطة الزمالة التي تربط المملوك بزميله المملوك في الخدمة تسمى الخوشداشية، وكانت هاتان العلاقتان الأستاذية والخوشداشية من أقوى الروابط التي قامت عليها دولة المماليك. (راجع العبادي، أحمد مختار وسالم السيد عبد العزيز : تاريخ البحرية الإسلامية في مصر والشام، ص 294 هامش رقم 2.
    (*39) العريني ، السيد الباز: الشرق الأدني في العصور الوسطى، الأيوبيون، ص 152.-


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الثلاثاء يناير 24, 2023 5:38 am

    نهاية المماليك ودخول العثمانيين إلى مصر
    ذكرى إنتصار العثمانيين على المماليك في معركة الريدانية، لتتحول مصر لولاية بعدما كانت دولة مركزية

    حيث في مثل هذا اليوم

    وقعت معركة الريدانية.

    وذلك في 29 ذي الحجة 922 هجري

    الموافق في تاريخ 1517/01/22 م.

    وكانت المعركة بين:

    ** الجيش العثماني بقيادة السلطان سليم وعدده 150000 مقاتل

    ** الجيش المملوكي بقيادة السلطان طومان باي وعدده 90000 مقاتل.

    -
    -
    قبل المعركة
    -
    -
    كان المماليك يعانون من الخوف نتيجة الهزيمة في مرج دابق قبل شهور قليلة، حيث رفضوا إقتراح طومان باي بالذهاب إلى العريش لملاقاة العثمانيين هناك، وفضلوا البقاء في الريدانية قرب القاهرة والإتكال على دفاعاتها.

    وقام طومان باي بجلب 200 مدفع ووضعها في الريدانية والهدف منها هو مباغتة العثمانيين عند مرورهم والانقضاض عليهم وحُفرت الخنادق وأقيمت الدشم لمئة مدفع وكذلك الحواجز المضادة للخيول، ولكن جان بردي الغزالي نائب طومان باي كان متعاونا مع العثمانيين وأرسل لهم الخطة الدفاعية، فقام السلطان سليم بالإلتفاف حول جبل المقطم وهاجم جيش المماليك من الخلف.
    -
    -
    المعركة
    -
    -
    تلاقى الجيشان في الريدانية، فكان بين الجيشين معركة مهولة تفوق المماليك في البداية ثم تفوق العثمانيين، وأمام التفوق العثماني، قرر طومان باي بنفسه أن ينفذ عملية فدائية بأن يهاجم خيمة السلطان سليم ويقتله لكي يدمر معنويات العثمانيين، وفعلا نجح في الوصول للخيمة، وقبض على سنان باشا الصدر الأعظم العثماني وقتله بيده ظناً منه أنه سليم.

    واستمرت المعركة وزاد التفوق العثماني بسبب كثافة استخدام المدافع وقتل من جيش المماليك حوالي 25000 مقاتل مقابل 9000 من العثمانيين.

    وبعد حوالي 8 ساعات من بداية المعركة فر طومان باي وانتصر العثمانيين ودخلوا القاهرة.
    -
    -
    توسط الخليفة لإنسحاب العثمانيين
    -
    -
    ذكر ابن إياس في (بدائع الزهور) أنه بعد دخول العثمانيين إلى مصر، توسط الخليفة العباسي المتوكل بين المماليك والعثمانيين، فوافق السلطان سليم على الإنسحاب من مصر واستمرار سيطرته على الشام، تماما كما انسحب سليم من تبريز عاصمة الصفويين بعد أن انتصر عليهم في معركة جالديران، وخاصة أن السلطان سليم كان يعتقد بأن للمماليك جيوشا كبيرة انسحبت إلى الصعيد.
    -
    وأرسل الخليفة وفده إلى الصعيد حيث هرب عدد من أمراء المماليك، فتمت مهاجمة الوفد وإبادته من المماليك لإعتقادهم بأنها مجموعة عسكرية عثمانية، وخلال ذلك الوقت استطاع السلطان سليم أن يقبض على طومان باي، وهنا أدرك بأن قوة المماليك محدودة بعد أن أصبحت رسائل المبايعة تصله من الأمراء الباقين، وتم إعدام طومان باي آخر سلاطين المماليك، لتدخل مصر بشكل كامل للتبعية العثمانية.
    -
    -
    بعد المعركة
    -
    -
    تحولت مصر من دولة مستقلة مركزية إلى ولاية تابعة للدولة العثمانية، ولم يقم السلطان سليم بتغيير النظام الاداري المملوكي، بل حافظ عليه بشكل يكون تابع له، وعين المملوكي خاير بيك واليا على مصر، وقام بتأسيس الديوان الأكبر والديوان الأصغر، وكانا يمثلان السلطة العسكرية والدينية، ورتب في مصر سبعة أفواج لحمايتها.

    *** المصادر:

    1) بدائع الزهور في وقائع الدهور، ابن إياس
    2) بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى، عبد العزيز بن فهد المكي.
    3) انفصال دولة الأوان واتصال دولة بني عثمان، ابن زنبل
    4) تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قُبيل الوقت الحاضر، عمر الإسكندراني

    *****************
    كتب بقلم:
    المؤرخ تامر الزغاري
    *****************


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 28, 2023 11:26 am

    السلطان المملوكي البطل الظاهر بيبرس
    قاهر الفرنجة والمغول وأرمينيا، من عبد يُباع ويُسترد لعيب في عينه إلى أحد أعظم السلاطين والأبطال
    -
    -
    نشأته
    -
    -
    ولد في عام 1228م في بلاد القبجاق التي تقع حاليا في كازاخستان وروسيا، واسم بيبرس هو اسم تركي مؤلف من كلمتين وهما "باي" (بالتركية: Bey)‏ وتعني أمير و"پارس" (بالتركية: Pars)‏ وتعني فهد.

    خطف في صغره وبيع في أسواق حماة فاشتراه حاكم حماه المنصور محمد الأيوبي ولكنه أرجعه لعيب خلقي كان في إحدى عينيه (مياه بيضاء)، فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري، ولكن بعد فترة تمت مصادرة أملاكه، فانتقل بيبرس إلى تبعية السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب بالقاهرة.
    -
    -
    صفاته.
    -
    -
    كان بيبرس ضخماً طويلاً ذا شخصية قوية، وصوته جهوري وعيناه زرقاوان، ويوجد بإحدى عينيه نقطة بيضاء
    -
    -
    ظهوره في معركة المنصورة
    -
    -
    تعتبر معركة المنصورة هي البداية الحقيقية لبيبرس، حيث كان سابقا من القادة الصغار، ولكن خطته التي وضعها في هذه المعركة كانت سببا لبزوغ نجمه وترقيته
    -
    ففي 8 فبراير 1250م بدأ الفرنجة بالهجوم على المنصورة بعد أن عرفوا منافذ يصلوا بها للجيش الأيوبي، واستطاعوا أن يقتلوا قائد الجيش الأيوبي فخر الدين يوسف الدمشقي، وكانت هذه لحظة فارقة في التاريخ، حيث لأول مرة يجد المماليك في الجيش الأيوبي أنفسهم بدون قائد يقودهم، فرفض المماليك الهرب، وتولوا قيادة المعركة بقيادة فارس الدين أقطاي الذي أصبح القائد العام للجيش.
    -
    ووضع بيبرس البندقداري خطة تقضي باستدراج القوات الفرنجية المهاجمة الى داخل مدينة المنصورة، فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة وبتأهب المدافعين من الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام. فبلعت القوات الفرنجية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة قد خوت من الجنود والسكان كما حدث من قبل في دمياط، فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب ومعهم العربان والعوام والفلاحين يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة، وسد المدافعون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الفرنجة الفرار، وأدركوا أنهم قد سقطوا في كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة وأنهم متورطون في معركة حياة أو موت، فألقى بعضهم بأنفسهم في النيل وابتلعتهم المياه، وادت مصيدة بي


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الخميس فبراير 02, 2023 2:40 pm

    🐎⚜ 🖍 تاريخ العصر المملوكي 🎺 .. (6)
    🎷 #جواهر_Mamluk_Dynasties 🏹
    -------------------------------------------------------
    توقفنا في الفقرة السابقة عندما فرض المماليك بقيادة شجرة الدر شروطهم على الصليبيين مقابل إطلاق سراح لويس و أقربائه الأسرى ؛ وهي شروط اتسمت بالقسوة البالغة لكن الصليبيين لم يكونوا في وضع يسمح لهم بالمناورة في المفاوضات مما اضطرهم لقبولها وهي :

    1▪︎ يعيد الملك الفرنسي لويس التاسع مدينة دمياط إلى المصريين .
    2▪︎ يطلق سراح الأسرى المسلمين لديه.
    3▪︎لا يهاجم السواحل الإسلامية مرة أخرى .
    4▪︎ يدفع مبلغ خمسمائة ألف دينار مقابل إخلاء سبيله وسبيل الأسرى المسيحيين منذ عهد الملك العادل الأيوبي من جهة، وتعويضة عما أحدثه الصليبيون في دمياط من النهب خلال إقامتهم بها من جهة أخرى.

    5▪︎ يدفع الملك الفرنسي نصف المبلغ المتفق عليه فورا وقبل إطلاق.سراحه، ويدفع النصف الآخر بعد مغادرته مصر ووصوله إلى عكا.
    6▪︎ يتعهد المسلمون، من جانبهم، برعاية مرضى الصليبيين في دمياط، والمحافظة على معدات الصليبيين إلى أن تحين الفرصة لأخذها .
    7▪︎ تحدد مدة المعاهدة بعشر سنوات .

    وقد حدثت خلافات داخلية بين المماليك بشأن الإفراج عن الملك الفرنسي أو الاحتفاظ به ؛ إذ بعد أن وضع المسلمون يدهم على دمياط، أخذوا يتداولون في مسألة الإبقاء عليه وعلى الأسرى الصليبيين .. لكن بالنهاية اتفقوا على اطلاقهم .

    وبذلك نجحت شجرة الدر في رد ذلك الخطر الذي تعرضت له مصر، وأقيمت الأفراح في مصر، وفي كل إقليم إسلامي، احتفالا بهذا النصر وعادت العساكر المملوكية إلى القاهرة يوم (9 صفر عام 648 ه / 13 أيار عام 1250 م) .

    --------------‐-----------------------------------------------------
    بعد أن نجحت شجرة الدر في تصفية الحملة الصليبية السابعة، واستعادت دمياط عملت على تدعيم مركزها الداخلي ، فأخذت تتقرب من الخاصة والعامة، وتعمل على إرضائهم بشتى الوسائل، فخلعت على الأمراء والعساکر وأرباب الدولة، وأنفقت عليهم الهبات والأموال، وأنعمت عليهم بالرتب والمناصب العالية ومنحتهم الإقطاعات الواسعة، تقديرا لما أبدوه من ضروب الشجاعة في طرد الصليبيين، كما خففت الضرائب عن الرعية لتستميل قلوبهم .(*1)

    فهل أدت هذه الأعمال إلى تدعيم مركزها الداخلي؟ أسارع إلى الإجابة.بالنفي، ذلك أن المصريين عموما لم يتقبلوا وجود امرأة في السلطة، والمسلمون لم يعتادوا في تاريخهم أن يسلموا زمام أمورهم لامرأة .

    ويبدو أن السلطانة شعرت بهذا الحرج، فحرصت على ألا تبرز إسمها مكشوفا في المناشير . فكانت توقع بأسماء وتعابير تمت لها بالصلة، مثل "والدة خليل" .

    وجعلت صيغة الدعاء على المنابر "احفظ اللهم الجهة الصالحية ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، أم خليل، المستعصمية* صاحبة الملك الصالح "

    *{ يروي لين بول في كتابه " تاريخ مصر في العصور الوسطى" ، أن كلمة المستعصمية تدل على أن شجرة الدر بدأت حياتها كجارية للخليفة العباسي المستعصم قبل أن يشتريها الصالح أيوب . غير أن صمت المصادر العربية عن هذه المسألة يحمل على الاعتقاد أن شجرة الدر ربما اقزت هذه التسمية في خطبتها وسكنها ترضية للخليفة العباسي كي يعترف بشرعية حكمها. } (*2)

    ونقشت إسمها على السكة(العملة) في صيغة :
    "المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنین " .

    اما الخطباء، فكانوا يدعون لها، في دعاء يوم الجمعة على المنابر بصيغة : "اللهم احفظ وأدم سلطان الست الرفيع، والحجاب المنيع، ملكة المسلمين والدة الملك خليل "

    أو وبعبارة احفظ اللهم الجهة الصالحية ملكة المسلمين عصمة الدنيا والدين أم خليل المستعصمية صاحبة الملك الصالح (*3).

    وقد هدفت أن تضفي الصفة الشرعية على حكمها، لذلك كانت تتقرب من الخلافة العباسية حينا وتتمسك بلقب المستعصمية إشارة إلى صلتها بالخليفة العباسي المستعصم ، وأحيانا تتمسك بلقب "أم خلیل صاحبة الملك الصالح" في إشارة إلى صلتها بالبيت الأيوبي والملك الصالح نجم الدين أيوب بوجه خاص .(*4)

    وقامت المظاهرات في القاهرة، وحدثت اضطرابات عديدة مناهضة لحكمها، بعد أن اتهمها المعارضون بالتساهل مع الصليبيين، وحملوها مسؤولية إطلاق سراح الملك الفرنسي لويس التاسع الذي ما أن أطلق سراحه حتى ذهب إلى
    عكا ليواصل نشاطه الصليبي في بلاد الشام.

    وعمد القيمون على الدولة إلى غلق أبواب مدينة القاهرة للحؤول دون تسرب أنباء الاضطرابات إلى الخارج.

    ويبدو أن رجال الدين كانوا وراء هذه الحركة المعارضة، بدليل أن الشيخ عزالدين بن عبد السلام، وهو أكبر زعيم ديني، في ذلك الوقت، كتب كتابة حول ما قد يصيب المسلمين نتيجة توليتهم إمرأة . (*5)

    وكان من الطبيعي أن يقف الملوك والأمراء الأيوبيون في بلاد الشام، موقف العداء لهذا لنظام الجديد . إذ أن ما حدث في مصر من ثورة المماليك لم تلق القبول في بلاد الشام.

    وقد جرت العادة منذ أيام صلاح الدين أن يكون سلطان مصر
    مسيطرا على بقية الأمراء الأيوبيين في هذه البلاد، لذلك أرسلت شجرة الدر ، عقب مبايعتها بالحكم ، أرسلت الخطيب أصيل الدین محمد لأخذ البيعة لها من أمراء الشام.

    والواقع أن الأمراء الأيوبيين الذين ظلوا يعتقدون أنهم أصحاب الحق الشرعي في حكم مصر وبلاد الشام باعتبارهم من سلالة صلاح الدين، وأن ما جرى يعتبر خروجا للسلطنة في مصر على البيت الأيوبي، رفضوا حلف اليمين للسلطانة
    الجديدة .(*6)

    وشاركهم بعض الأمراء المماليك في بلاد الشام . فقد رفض الممالك القيمرية"(*7) في دمشق أن يحلفوا يمين الولاء والطاعة للسلطانة الجديدة، ولم يعترفوا بما جرى في مصر من تغيير في نظام الحكم.

    فكتبوا إلى الملك الناصر يوسف الأيوبي صاحب حلب يعلمونه بموقفهم الرافض الحكم شجرة الدر، ويستدعونه للقدوم إليهم ليسلموا له دمشق . (*Cool

    ويبدو أن الأمير جمال الدين بن يغمور، نائب السلطنة في دمشق الذي كان المعظم تورانشاه قد عينه نائبا للسلطنة وهو في طريقه من حصن کیفا إلى مصر. (*9) وقف على الحياد بانتظار جلاء الموقف، وسانده المماليك الصالحية النجمية، لكن ساءه إقدام المماليك القيمرية على استدعاء الناصر يوسف، وحصل جفاء بين الطرفين . ... (*10)

    وخرج الملك السعيد حسن بن العزيز عثمان الأيوبي، صاحب قلعة الصبية ، من الديار المصرية احتجاجا، فهاجم غزة وأخذها واستقر في القلعة المذكورة .(*11)

    وثار الطواشي بدر الدين الصوابي الصالحي، نائب الملك الصالح بالكرك والشوبك، وسلم الحصنين إلى الملك المغيث عمر الأيوبي، بعد الأيوبي، بعد أن أخرجه من السجن. (*12)

    و خضعت باقي مدن بلاد الشام لملوك من البيت الأيوبي .(*13)

    وهكذا تضعضعت الأوضاع في بلاد الشام، ولم يلبث أن التهب الموقف، وبدا واضحا أن الملوك الأيوبيين سيتخذون موقفا متصلبا من هذه التطورات الجديدة في مصر .

    وانتهز الملك الناصر يوسف هذه الفرصة واستجاب لدعوة المماليك القيمرية ، فزحف بجيوشه نحو دمشق ودخلها دون قتال، في يوم السبت في الثامن من شهر ربيع الآخر عام 648 ه/ العاشر من شهر تموز عام 1250م) . (*14)

    وخلع على الأمير جمال الدين بن يغمور بعد أن عفا عنه، وعلى الأمراء القيمرية، وعلى جماعة من الأمراء المصريين من مماليك الصالح أيوب .(*15)

    وبذلك خرجت بلاد الشام من قبضة شجرة الدر ، وانقسمت الجبهة الإسلامية، التي وځدها كل من صلاح الدين ثم أخيه العادل مرة أخرى، فأضحت مصر في يد المماليك وبلاد الشام تحت سيطرة الأيوبيين، وتجددت المنافسة المريرة بين القاهرة ودمشق.

    وخشي المماليك على نظامهم الجديد من منافسة الأيوبيين، واضطربت أوضاعهم، فتنادوا إلى اجتماع يعقد في قلعة الجبل، حيث جدد الأمراء والأجناد الولاء والطاعة للسلطانة شجرة الدر وللأمير عزالدين أيبك أتابكا وقائدا للجيش،
    وقرروا الخروج من القاهرة للتصدي للأيوبيين وإبعاد الملك الناصر عن دمشق إلا أنهم أحجموا عن ذلك عندما بلغهم انضمام كافة أمراء نيابات الشام إلى الصف الأيوبي واستعداد الملك الناصر يوسف للزحف نحو مصر (*16)

    وفي المقابل شهدت القاهرة إجراءات قمعية بحق الموالين للأيوبيين، حيث قبض على كل شخص عرف بموالاته لهم.

    واتجه المماليك نحو بغداد لإنقاذ حكمهم المهدد، وإضفاء الضفة الشرعية على النظام الجديد. فكتبوا إلى الخليفة العباسي المستعصم يطلبون منه تأیید سلطنة شجرة الدر، لكن خاب أملهم عندما عاب عليهم الخليفة تنصيب امرأة في الحكم، وقال قولته المشهورة : إن كان الرجال قد عدمت عندكم فأخبرونا حتى نسير إليكم رجلا (*17)

    ولما وصل جواب الخليفة إلى القاهرة، وجدت شجرة الدر نفسها في موقف حرج، بعد أن أحاطت بها مظاهر العداء في الداخل والخارج.

    وأدرك المماليك، من جهتهم أيضا ، مدى ما وقعوا فيه من خطأ عندما ولوا عليهم أمرأة ، واقتنعوا بضرورة تغيير رأس السلطة ؛ ورأوا للخروج من هذا المأزق أن تتزوج شجرة الدر من الأمير عز الدين أيبك وتتنازل له عن العرش .

    استجابت السلطانة لمطلب الأمراء، فخلعت نفسها من السلطنة في (شهر ربيع الآخر 648 ه / شهر تموز عام 1250م)، وتزوجت الأمير عزالدين أيبك ، وكان قد دام حكمها ثلاثة أشهر .(*18)

    والواقع أن سلطنة شجرة الدر، وهي المرأة التي برهنت خلال فترة حكمها عن مهارة نادرة، وكفاءة عالية من حسن السيرة والتدبير، وغزارة العقل ؛ كانت وليدة ظروف خاصة أحاطت بمصر في ذلك الوقت ، ونتيجة لموافقة المماليك البحرية ، وقد زالت الظروف الآن وأضحى وجود رجل على رأس السلطة أمرا اقتضته الظروف المستجدة ؛ وبذلك انتهى عهد السلطانة شجرة الدر .

    👌 وباعتلاء عزالدين أيبك عرش السلطنة قامت دولة المماليك البحرية . ☆1
    --------------------------------------------------------------‐-----
    🔹 ️فئات الجيش المملوكي ووصفه

    تألف الجيش المملوکی بمصر من أربع فئات هي :

    1▪︎ المماليك السلطانية (الجلبان والسيفية)
    ويشملون مماليك السلاطين المتقدمين وهم القرانية ،
    ومماليك السلاطين الذين في دست الحكم ، وهم المشتروات ويطلق عليهم في كثير من الأحيان الجلبان أو الأجلاب (*19)

    ويضاف الى هؤلاء جماعات المماليك الذين ينتقلون الى خدمة السلطان بسبب وفاة سادتهم من الأمراء ، او لسبب عزل بعض الأمراء او مصادرة (ممتلكاتهم) ويطلق على هذه
    الجماعات الاميرية اسم السيفية .

    2▪︎المماليك الأميرية
    اما الفئة الثانية فتشمل مماليك الأمراء أصحاب الاقطاعات و أرباب الدولة والوظائف ، ويعرفون باسم أجناد الأمراء .

    3▪︎ مماليك الحلفة و المتعممين
    ويطلق على الفئة الثالثة اجناد الحلفة وهم الذين يجنون من عناصر مختلفة من أصناف المماليك الذين تقدمت الاشارة اليهم فضلا عن بعض المتعممين .(*20)

    4▪︎أولاد الناس
    وثمة فئة أخرى تضم مماليك ابناء الامراء ، واشتهر اولئك الابناء باسم اولاد الناس ، كما اشتهر مماليكهم باسم مماليك اولاد الناس . (*21)

    وجاءت عناصر الجيش المملوكی من أجناس مختلفة وأولها جنس الترك ، على أن لفظ الترك يشمل معان كثيرة ، فهو تسمية خاطئة لدولة المماليك الأولى في مصر ، وهو اسم جنس للماليك الذين جاءوا من بلاد قبجاق، وهم أصحاب السيادة في العصر المملوكي الأول ، وموطنهم منذ أوائل العصور الوسطى حوض نهر أرتش .

    ثم اتجهت فئة منهم جنوبا نحو حوض نهر سرداریا سیحون في القرن الثاني عشر الميلادي (القرن السادس الهجري) ، بينما اتجهت فئة أخري إلي شرق أوربا حوالي ذلك الزمن (*22)

    و دخل هؤلاء وأولئك جميعا في حوزة التتار وجنكيز خان، ولاسيما بعد أن توجه باطو خان بن دوش بن جنكيز خان نحو البلاد الشمالية ، وأخضع لسلطانه سكانها من القبجاق والعلاق واللان والأدلاق والجركس فضلا عن الروس .

    وغدت مملكة باطوخان، ومقرها صراي على نهر الفولجا تمتد من خوارزم إلى أطراف القسطنطينية ، ومن بلاد الروس إلى القوقاز ، وبذلك امتزج التتار والمغول بالترك في هذه البلاد (*23)

    و نشطت حركة جلب الرقيق من العناصر التي خضعت للتتار على يد تجار مختلفين ، وأقبل أبناء الملوك من الأيوبيين على اقتناء اعداد كثيرة من ذلك الرقيق لإنشاء الجيوش الكافية لحروبهم الداخلية ولاسيما الصالح أیوب بن السلطان الكامل الذي اكثر في شراء المماليك بعد أن تبين له فساد الخوارزمية واقتنع بعدم الاعتماد عليهم ، تمکینا لنفسه في ولاية العهد وجعلهم بطانته والمحيطين بدهلیزه وسماهم البحرية (*24)
    وهي تسمية سابقة على عصره (*) .

    ولذا فان معظم سلاطين المماليك في العصر المملوكي الأول هم من بلاد القبجاق .

    فالسلطان ايبك تركي الأصل والجنس فعرف بين البحرية بالتركماني (*)

    وقطز من المغول برغم دعواه بأنه ابن اخت خوارزم شاه (*) اما بیبرس فمولده بارض القبجاق وجاء الى القاهرة من سوق الرقيق بسيواس (*)، وقلاوون من جنس القبجاق كذلك (*) .

    ومن الطبيعي أن يعتمد كل سلاطين المماليك على مثل
    ما نشأوا فيه من جيوش مملوكية معظمها من جنسهم . فلم يكتف السلطان الظاهر بيبرس بما كان يجلب إليه من المماليك من بلاد القبجاق وما يقع (في الرق)اثناء الحروب مع التتار والسلاجقة الروم (*) ، بل بعث التجار ليشتروا له المماليك من من بلاد التتار (*)

    وسار قلاون على نهجه في استجلاب المماليك من الترك والتتار (*)، ومعظمهم من الآص والجركس الذين جعلهم في أبراج القلعة ، وسماهم البرجية (*) .

    وكان لاستمرار الحرب بين ملوك التتار في الشرق اثر كبير في كثرة السبي من النساء والصبيان الذين جيء بهم إلى مختلف الأسواق في مصر والشام (*) ، ولا سيما زمن السلطان الناصر محمد بن قلاون (*) .

    ووجد الجنوية(من جنوة ايطاليا) وغيرهم من التجار في السلطان مغنما ، فأمعنوا في الاستيلاء على أولاد التتار وجلبهم الى ثغر کفا بالقرم ، وضاق طقطا خان ملك القبجاق بهذه التجارة فارسل جیشا الى مدينة كفا وضرب أوکار تجار الرقيق بها ، غير أن ذلك لم يمنع تجارة الرقيق أو يقلل من نشاطها (*) .

    على أن الحروب الناشبة بين ملوك التتار لم ينجم عنها ازدیاد
    تجارة الرقيق فحسب ، بل ترتب عليها كذلك هجرة طوائف وأقوام من الأجناس التي غدت خاضعة للتتار ، ومنها طوائف تترية ؛ وهؤلاء التحقوا كذلك بالجيش المملوكي في مراتب أعلى مما كان فيه طوائف العرب والكرد والتركمان ، وإنما تقل عن مكانة المماليك السلطانية الذين اشتروا بالمال وقضوا مدة الرق في التعليم الحربي والديني ثم عتقوا واصبحوا جنودا مؤهلين (*)

    ويطلق على من قدم من هذه الطوائف التترية إلى مصر في خلال العصر المملوكي الأول اسم الوافدية والمستأمنين أو المستأمنة (*).

    ودخل هؤلاء الوافدية دولة المماليك وهم أحرار وظلوا كذلك ، وارتبط كثير منهم بالمماليك بالمصاهرة (*)

    ولحق عدد قليل منهم بفرق المماليك السلطانية والخاصكية (*) ،ودخل عدد كبير منهم في خدمة الأمراء المماليك (*) ،

    غير أن الترقية في سلك الجيش خضعت لقيود شديدة ،
    فلم يصل زعیم من زعماء اولئك الأحرار إلى ما وصل اليه نظائرهم من المماليك السلطانية (*) •

    ويرجع السبب في بطء ترقية الوافدية في سلك الجيش المملوكي التركي إلى تعصب المماليك السلطانية ضد جميع العناصر الدخيلة على تربيتهم و نظام تنشئتهم ، لأن المماليك السلطانية في نظرهم وفي نظر المعاصرين كذلك ، هم أرباب الفروسية المملوكية دون غيرهم من فئات الجيش المملوکی ، وهم كذلك أشد ما يكونون حرصا على أن يجيء السلطان من
    صفوفهم .

    ومن الأدلة على امتياز المماليك السلطانية على غيرهم من
    الطوائف العسكرية ، أنهم استطاعوا منذ أواخر ايام السلطان الصالح أیوب أن يبعدوا الخوارزمية من الجيش النظامي في القاهرة ، فصاروا مكلفين بحماية الأعمال الساحلية بالشام ، وهي أقل مرتبة مما تقوم به فئات المماليك السلطانية (*)

    ثم إن كثرة أعداد الوافدية الى مصر وخشية هذه الكثرة على العصبية المملوكية السلطانية جعلت من السياسة ألا يصل الوافدي الى وظيفة كبيرة إلا قليلا .

    ومن الأدلة على ذلك أيضا أن عددا كبيرا من الخاملين من المماليك السلطانية إرتقوا الى المناصب العالية على حين لم ينجح في الوصول الى هذه المناصب او شبهها الا أفراد قلائل من الوافدية أمثال السلطان كتبغا وسلار (*)،

    ولعل أوضح الأدلة على ذلك كله قول أمیر مملوكي للأمير سلار من باب التعزير والاحتقار (أنت واحد منفي وافدي ، وليس باستطاعتك أن تجعل نفسك مثل مماليك السلطان) (*) ، فضلا عن محاباة السلطان كتبغا لهم ومحاولته مساواتهم بهم مما أثار حنق المماليك السلطانية (*) .☆2
    --------------‐-----------------------------------------------------
    الهامش لم يستكمل بعد و تصحيح أخطاء النسخ و الأرقام فنرجو من الناسخين عدم النسخ و تعريض صفحاتهم للسخرية أو البلاغات من طرفنا #جواهر_الأدب_والتاريخ
    --------------‐-----------------------------------------------------
    (☆1) انظر د. محمد سهيل طقوش : تاريخ المماليك في مصر
    وبلاد الشام ط 1 دار النفائس 1997م ص 39 -
    --------------
    (☆2) المماليك د.السيد الباز العريني ص٥٤ - ٥٩
    ---------
    (*1) ابن إياس : ج ١، قسم ۱، ص۲۸٦ .
    (*2) راجع : تاريخ مصر في العصور الوسطى. لان بول
    Lane-Poole: Egypt in middle ages P255
    العبادي : قيام دولة المماليك الأولى، ص۱۱۹.
    (*3) النويري: ج۲۹، ص۷٦٣ . العيني : ج ١ ص ۲۷، ابن إياس : ج١ قسم ۱، ص۲۸٦
    (*4) عاشور، سعيد عبد الفتاح : مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك، ص۱۷۲.
    (*5) السيوطي . حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ص٣٤
    (*6) المنصوري : ص۲۷. العيني: ج۱، ص۰۳۱
    (*7) القيمرية : نسبة إلى قيمر، وهي قلعة بين الموصل وخلاط، وكان سكانها زمن ياقوت الحموي من الأكراد. یاقوت الحموي: معجم البلدان، ج٤، ص٤٢٤ .
    (*Cool النويري: ج ۲، ص۳۹۷.
    (*9) المصدر نفسه، ص۳٥٣.
    (*10) المصدر نفسه، ص۳۹۷.
    (*11) العيني: ج۱، ص۳۲. قلعة الصبية هي قلعة بانياس من أرض دمشق .
    (*12) المصدر نفسه .
    (*13) راجع حول هذا الموضوع : النويري: ج۲۹، ص٣٦٨
    (*14) العيني: ج۱، ص۳٣.
    (*15) النويري: ج۲۹، ص۳٦٧.
    (*16) العيني: ج۱، ص۳۳.
    (*17) المقريزي: ج۱، ص۳۹۸-۳۹۹
    (*18) النويري: ج ۲٩، ص ۳٦٣ - ٣٦٤
    ---------
    (*19)الظاهري : زبدة كشف الممالك ص ۱۱۹
    (*20)الظاهري : زبدة کشف الممالك ص ۱۱۹
    ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة ج۱ ص ۲۸٦ - ٢٨٧
    (*21) إبن تغري بردي : المنهل الصافي ج ۲ ص ۱٣٥
    النجوم الزاهرة ج ٥ ص ۱٥٣ ، ۱٥٦ ؛ ١٦٠
    منتخبات من حوادث الدهور ص ۱۷٤ ؛ ١٧٥
    ابن إياس : بدائع الزهور ج۲ ص٩٣ ؛ ص ١٠١--١٠٤ ؛ ص١٢٧
    (*22) انظر En Ist Turks C 6
    (*23) القلقشندي صبح الأعشى ج٤ ص ٤٧٤؛ ج٦ ص ٤٥٨
    والمقريزي : الخطط (بولاق) ج۱ ص ۹۰ ؛ وانظر العيني : عقد الجمان مجلد ٥ ص ٤٢٢
    (*24) ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج ٦ ص۳۳۰-٣٣١
    . والمقريزي : السلوك لمعرفة دول الملوك ج۱ ص ۳۳۹.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء فبراير 15, 2023 5:39 pm

    عمرك سمعت عن ُكتيب المملوكي الصغير للتدريب وللانتصار على #المغول "

    ..تعالى أحكليك أزاي #قطز و #بيبرس أنتصروا في المعركة بسبب الكتاب ده Very Happy

    بعد سقوط بغداد في قبضة المغول سنة 1258 وإنهاء الخلافة العباسية والقضاء على مراكز القوة العسكرية تمامًا ، أصبحت القوة الوحيدة المتبقية في العالم الإسلامي هي دولة " المماليك" ، "الصليبين" كانوا متأكدين تماماً إن قوة المماليك العسكرية ممتازة مفيش نقاش ولكن المغول كانوا أكثر تنظيمًا وقوة عسكرية منهم ..دي بالحسابات وبالمعارك والأستراتيجيات العسكرية اللي حصلت في السنين اللي فاتت ، بالتالي كانوا متأكدين إن هي مسألة وقت ويقع العالم الإسلامي كله في قبضة المغول.!!
    لكن " المماليك" كان ليهم رأي تاني وهو إنهم يطوروا نفسهم بسرعة ويتعلموا من الفشل القديم لباقي القوات العباسية والخوارزمية ( بلاد ما وراء النهر ) علشان يستعدوا لمعركة أكيد هتحصل في يوم من الأيام ...وتعالي أقولك إزي بدأت التدريبات دي واللي أتصنفت في التاريخ بإعتبارها واحدة من أخطر فترات الإستعداد العسكرية في العالم ...
    بداية من 1258 ، أصدرت القوات المملوكية كُتيب صغير أسـم (دليل المملوكي للفروسية والحرب ) كان فيه أساسيات لازم تدرب عليها بشكل سريع ، حتى ولو أصبح عندك 30 سنة..وبقالك عشرين سنة في ميدان القتال .. هترجع تمشي علي الدليل ده تاني وتنفذه بالحرف :

    بالنسبة #للفروسية :

    يبدأ المملوكي الصغير من عمر 18 سنة يتدرب علي ركوب الخيول ( ثابته ، متحركة ) ثم ( بدون سرج أو لجام في مرحلة تانية ) .و لازم يتعلم إنه يقلع كل معداته العسكرية الخوذة والدرع والسيف والجرموق( حذاء عسكري مملوكي ) والخيل بيتحرك !! وفي مرحلة متقدمة لازم يطلع يقف على الحصان وهو بيتحرك بتمكن عالى + إنه لازم يفهم أزاي يعمل بيه إستداراة حادة ومتفرقة ..لو فشل أي مملوكي كبير او صغير في إجتياز الاختبارات الجديدة دي ..يعتبر مش مملوكي ويعيد التدريب كله تاني !! ولازم يدرس طبيعة الخيول وأنواعها والأمراض اللي بتجيلها وأزاي يقدر يعالجها بسرعة في أرض المعركة

    بالنسبة #للرماية :

    "المغول أحتلوا نصف العالم بربع مليون حصان عليهم ناس بترمي سهام" !! دي حقيقة أجمع عليها كل المؤرخين في العالم بداية من ( جميس واترسون ) ولحد أكبر المؤرخين ( أرنولد توينبي ) ... لكن اللي أدرك الحقيقية دي أساسًا هما المماليك وشافوها بعيونهم !! كان من الواضح بمراجعة سجلات الحروب القديمة إن الأسلوب المغولي بيعتمد على أسهم خفيقة أوثقيلة وتحركات فرسان سريعة متفرقة يقدروا منها إنهم يشتتوا القوات اللي قدامهم بسرعة وينفصلوا عن بعض ومنها تبدأ عمليات مواجهات مباشرة بقي ، ورغم إن المماليك والمغول أستخدموا نفس النوع من الأقواس ( القوس #المركب المنحني ) "هسيب لكم الصور كلها في التعليقات" ..الا إن فضل التفوق في الرماية للمغول ؟! علشان كده أصدر قطز تعلمياته بإعادة تدريب القوات المملوكية على الدليل الجديد للرماية .. وهو :

    -لازم يتم تقسيم القوات المملوكية لأقسام كل قسم من 1000 مملوكي .. وأطُلق عليهم ( الخُشداشية ) ودول مجموعة مماليك تحت قيادة أمير واحد ..يأكلوا مع بعض ويشربوا مع بعض ..ويأسسوا روابط قوية جدًا مع بعضهم (لهدف هقولكم عليه بعدين )

    -كل متدرب هيتعلم إنه يشيل الكنانة اللي هي ( حقيبة السهام ) بزاوية معينة علشان يقدر يسرع معدل إستخراج السهام بسرعة وإطلاقها !! ..وكل ( كنانة) هيكون فيها 60 سهم ...منهم 5 ثقيلة لإصابة الخيول مباشرة ... سهام بريشة واحدة علشان تستخدمها في إطلاق أسهم مشتعة ..أسهم ب3 ريش علشان الاصابات بعيدة المدي المتحركة ..وأسهم بـ 4 ريش علشان الأهداف الثابتة ..والريش المستخدم هنا من ريش الصقور والنسور

    -أما المملوكي المتدرب الشاب هيتم تدريبه علي 3 حاجات تانية اضافية وهي.. ( إنه يتدرب على السهام بشكلها الحقيقي بدون أي ريش ، ومشروع تخرجه ضرب 3 أسهم في 3 أهداف مختلفة في أقل من 3 ثواني ) ..ثم إطلاق السهام من فوق الخيول بمسافة 66.5 متر !!
    وخليني أقولكم إن التدريبات دي إتعملت برضه للمماليك القدامى من تاني .. وكان في علماء رياضيات قاعدين يحسبوا نسب النجاح والفشل وبيسجلوا الإحصائيات ومين ينفع معانا في الحرب ومين مينفعش وادائه ضعيف... وطلب قطز رفع معدل رمي السهام بمعدل 25 سهم في الدقيقة بأي شكل ..علشان يتغلب علي رماية المغول وقد كان فعلاً Very Happy

    أما بخصوص (#الخشداشية) اللي إتكلمنا عليها فوق ، قطز كان شايف ومتابع إستراتيجية المغول في إطلاق السهام وتشتيت الجنود وبالتالي أمر بالنظام ده علشان تتحرك القوات وقت الحرب في مجموعات واحدة.... كل خشداشية مع بعض ويقسموا على الولاء بالإنتصار أو الموت ..ومهما يتضرب عليهم من سهام يحاولوا يتفادوها بأي شكل ولكن ميكسروش الكتلة الهجومية اللي بيتحركوا بيها للأمام تجاه العدو ... وعلشان ده يتحقق في مماليك متجمعين من كل حتة في العالم الإسلامي ومن قوميات مختلفة فكان لازم يعمل تأثير نفسي عليه فيخليهم ويحبوا ويخافوا على مصلحة بعض وده كان الهدف من النظام الخشداشي ... (عاوز أقولك إنه وأثناء معركة عين جالوت ، النظام الخشداشي ده أثبت تفوقه وسبب رعب فظيع للقوات المغولية ..أطلقوا سهام وأستنفدوا طاقتهم في محاولات يأسة لتفريق الجيش ولكن مقدروش وده من أسباب الأنتصار بعد توفيق الله..

    و زي ما كتب أبن الأثير في كتابه عن قوة المغول العسكرية ( بالهجمات التي قام بشنها عليهم المغول من الشرق والفرنجة من الغرب ، لم يكن المسلمون في وضع أشد قسوة منه في تاريخهم ..الله فقط هو الذي يستطيع ان ينقذهم من هذه المحنة )

    #السيوف :

    المسلمين طوال حياتهم كانوا بيستخدموا أنواع عديدة من السيوف ، لكن المماليك محدش كتب في التاريخ عنهم إلا و قال إنهم أقوي مجموعة عسكرية أستخدمت السيوف في العالم >>.. ده لأسباب كتيرة منها
    إن السيف المستخدم المملوكي بعد كده أصبح السيف " #المنُحني #Scimitar" الصور في التعليقات بس بعد ما تقرأ المقالة Very Happy

    .. السيف ده هو الأشهر في التاريخ العربي والإسلامي كله بعد السيف الدمشقي... ، وكان نقطة تفوق العسكرية الإسلامية ضد الصليبين اللي كانت جاية بسيوف طويلة مستقيمة .. ورغم أنها ليها مميزات هي كمان >>> الا إنها في مواجهة السيف المُنحني وبراعة المقاتل اللي بيتسخدمه بتختفي مميزاتها وتظهر كل عيوبها .. لأنها بتسمح بحركة مفتوحة لليدين من غير ما يضطر الفارس كل شوية إنه يحرك ذارعه يمين وشمال وفوق وتحت ويرهق نفسه ..ببساطة إعمل مِيل بالسيف درجة بسيطة ..وهو هياخد في طريقه أي حاجة !! كمان كانت حادة وسريعة تقطع الشرايين والعروق وحتي لو مخترقتش درع الفارس اللي قدامها ...هيموت برضه .. !! ده غيرإنها خفيفة وسريعة لاحتوائها على الكربون والحديد بنسب معينة متخليش القصور الذاتي للفارس يتأثر بوزنها أوتعوقه عن تفادي الضربة

    -التدريب المملوكي ركز علي إنشاء جيل في السنتين قبل موقعة #عين_جالوت 1260... بإعادة تدريبات الأختراق والتلاحم والمبارزة فيتدرب علي وزن السيف " كيلو جرام " ثم يتطور الأمر لحد السيف الحقيقي ... مع ملاحظة إن الشاب المتدرب في الأول بيتدرب إنه يمسك السيف بصباعين أتنين ( السبابة والإبهام ) وينفذ بالطريقة دي 1000 ضربة كل يوم علي مجموعة طينية ...ويستمر لفترة معينة وينفذ الكلام ده بالإيد الشمال ...المملوكي اللي ميعرفش يضرب بالشمال زي اليمين 100% ...يروح بيتهم احسن !! والإختبار النهائي إنه يتلاعب بالسيف ويضرب 25 ضربة في علي كيس من القش ..ثم لازم يطلع فوق الحصان من التدريب القديم فاكره بتاع ( الفروسية ) ويقوم طاير في الهواء لمسافة سبعة أمتار علشان يوقع كيس من القش مربوط في شجر أو عمود ...ونسبة النجاح لازم تكون 100% علشان يستحق لقب "#فارس"

    في النهاية ....تفاصيل الدليل دي طويلة قوي بس لطيفة .. والتفاصيل اللي أتكتبت عن تدريب العصر المملوكي وبالذات في فترة إعادة تنظيم الجيش إستعداد لموقعة عن جالوت كتيرة سواء الأجنبية أو العربية .. منها كتاب في العصر المملوكي نفسه لـ "نجم الدين الرماح" في الفروسية واللي قال إن دليل المملوكي بدأ بـ 129 تدريب وخطة ، وأختصر لـ 79 بس من حيث الأهمية ..
    وكتاب" #جميس_واترسون " .."فرسان الإسلام وحروب المماليك" اللي أعتمدت عليه كمصدر للمقالة ده ..ومتاح بالعربي وتقدروا تحملوه ومفيد جدًا في فهم الحياة المملوكية ..بجانب كتب كتيرة باللغة الإنلجيزية ومخطوطات مازلت موجودة في المتاحف الأوروبية سبت ليكم بعض صورها في التعليقات

    . تركيز المؤرخين على المرحلة دي لإثبات إن القوة المملوكية وإنتصارهم علي المغول مكانش مجرد توفيق بس من ربنا ..ولكن أيضًا أخذ بأسباب النصر ..وإعادة صياغة عناصر القوة العسكرية من اول وجديد بعد تحطيمها في بغداد .."دليل المملوكي للتدريب والفروسية "يعتبر هو اللي صنع قوة المماليك مع #بيبرس و #قلاوون ...وهو للأسف يمكن يكون السبب في النهاية إن المماليك ينهزموا ويخسروا في معاركهم مع #نابليون ..لأن السلاح إتغير والإستراتيجيات إتغيرت وفضل الدليل هو نفسه ... بدون تغيير حقيقي

    ...ربنا يرحم سيف الدين قطز ويبرس إنهم فهموا كده من الاول وإلا كنا زمانا دلوقتي " ني هاو 你好 " :
    Very Happy

    في شوية صور هسيبها ليك من الدليل, ولو أول مرة تقرأ المعلومات دي يسعدني إنك تعمل شير وتشارك المعلومة دي مع أصدقائك يمكن يستفادوا

    وشكرًا ليكم Very Happy

    #peso92


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الجمعة فبراير 24, 2023 2:16 pm

    🐎⚜ 🖍 تاريخ العصر المملوكي 🎺 .. (6)
    🎷 #جواهر_Mamluk_Dynasties 🏹
    -------------------------------------------------------
    توقفنا في الفقرة السابقة عندما فرض المماليك بقيادة شجرة الدر شروطهم على الصليبيين مقابل إطلاق سراح لويس و أقربائه الأسرى ؛ وهي شروط اتسمت بالقسوة البالغة لكن الصليبيين لم يكونوا في وضع يسمح لهم بالمناورة في المفاوضات مما اضطرهم لقبولها وهي :

    1▪︎ يعيد الملك الفرنسي لويس التاسع مدينة دمياط إلى المصريين .
    2▪︎ يطلق سراح الأسرى المسلمين لديه.
    3▪︎لا يهاجم السواحل الإسلامية مرة أخرى .
    4▪︎ يدفع مبلغ خمسمائة ألف دينار مقابل إخلاء سبيله وسبيل الأسرى المسيحيين منذ عهد الملك العادل الأيوبي من جهة، وتعويضة عما أحدثه الصليبيون في دمياط من النهب خلال إقامتهم بها من جهة أخرى.

    5▪︎ يدفع الملك الفرنسي نصف المبلغ المتفق عليه فورا وقبل إطلاق.سراحه، ويدفع النصف الآخر بعد مغادرته مصر ووصوله إلى عكا.
    6▪︎ يتعهد المسلمون، من جانبهم، برعاية مرضى الصليبيين في دمياط، والمحافظة على معدات الصليبيين إلى أن تحين الفرصة لأخذها .
    7▪︎ تحدد مدة المعاهدة بعشر سنوات .

    وقد حدثت خلافات داخلية بين المماليك بشأن الإفراج عن الملك الفرنسي أو الاحتفاظ به ؛ إذ بعد أن وضع المسلمون يدهم على دمياط، أخذوا يتداولون في مسألة الإبقاء عليه وعلى الأسرى الصليبيين .. لكن بالنهاية اتفقوا على اطلاقهم .

    وبذلك نجحت شجرة الدر في رد ذلك الخطر الذي تعرضت له مصر، وأقيمت الأفراح في مصر، وفي كل إقليم إسلامي، احتفالا بهذا النصر وعادت العساكر المملوكية إلى القاهرة يوم (9 صفر عام 648 ه / 13 أيار عام 1250 م) .

    --------------‐-----------------------------------------------------
    بعد أن نجحت شجرة الدر في تصفية الحملة الصليبية السابعة، واستعادت دمياط عملت على تدعيم مركزها الداخلي ، فأخذت تتقرب من الخاصة والعامة، وتعمل على إرضائهم بشتى الوسائل، فخلعت على الأمراء والعساکر وأرباب الدولة، وأنفقت عليهم الهبات والأموال، وأنعمت عليهم بالرتب والمناصب العالية ومنحتهم الإقطاعات الواسعة، تقديرا لما أبدوه من ضروب الشجاعة في طرد الصليبيين، كما خففت الضرائب عن الرعية لتستميل قلوبهم .(*1)

    فهل أدت هذه الأعمال إلى تدعيم مركزها الداخلي؟ أسارع إلى الإجابة.بالنفي، ذلك أن المصريين عموما لم يتقبلوا وجود امرأة في السلطة، والمسلمون لم يعتادوا في تاريخهم أن يسلموا زمام أمورهم لامرأة .

    ويبدو أن السلطانة شعرت بهذا الحرج، فحرصت على ألا تبرز إسمها مكشوفا في المناشير . فكانت توقع بأسماء وتعابير تمت لها بالصلة، مثل "والدة خليل" .

    وجعلت صيغة الدعاء على المنابر "احفظ اللهم الجهة الصالحية ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، أم خليل، المستعصمية* صاحبة الملك الصالح "

    *{ يروي لين بول في كتابه " تاريخ مصر في العصور الوسطى" ، أن كلمة المستعصمية تدل على أن شجرة الدر بدأت حياتها كجارية للخليفة العباسي المستعصم قبل أن يشتريها الصالح أيوب . غير أن صمت المصادر العربية عن هذه المسألة يحمل على الاعتقاد أن شجرة الدر ربما اقزت هذه التسمية في خطبتها وسكنها ترضية للخليفة العباسي كي يعترف بشرعية حكمها. } (*2)

    ونقشت إسمها على السكة(العملة) في صيغة :
    "المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنین " .

    اما الخطباء، فكانوا يدعون لها، في دعاء يوم الجمعة على المنابر بصيغة : "اللهم احفظ وأدم سلطان الست الرفيع، والحجاب المنيع، ملكة المسلمين والدة الملك خليل "

    أو وبعبارة احفظ اللهم الجهة الصالحية ملكة المسلمين عصمة الدنيا والدين أم خليل المستعصمية صاحبة الملك الصالح (*3).

    وقد هدفت أن تضفي الصفة الشرعية على حكمها، لذلك كانت تتقرب من الخلافة العباسية حينا وتتمسك بلقب المستعصمية إشارة إلى صلتها بالخليفة العباسي المستعصم ، وأحيانا تتمسك بلقب "أم خلیل صاحبة الملك الصالح" في إشارة إلى صلتها بالبيت الأيوبي والملك الصالح نجم الدين أيوب بوجه خاص .(*4)

    وقامت المظاهرات في القاهرة، وحدثت اضطرابات عديدة مناهضة لحكمها، بعد أن اتهمها المعارضون بالتساهل مع الصليبيين، وحملوها مسؤولية إطلاق سراح الملك الفرنسي لويس التاسع الذي ما أن أطلق سراحه حتى ذهب إلى
    عكا ليواصل نشاطه الصليبي في بلاد الشام.

    وعمد القيمون على الدولة إلى غلق أبواب مدينة القاهرة للحؤول دون تسرب أنباء الاضطرابات إلى الخارج.

    ويبدو أن رجال الدين كانوا وراء هذه الحركة المعارضة، بدليل أن الشيخ عزالدين بن عبد السلام، وهو أكبر زعيم ديني، في ذلك الوقت، كتب كتابة حول ما قد يصيب المسلمين نتيجة توليتهم إمرأة . (*5)

    وكان من الطبيعي أن يقف الملوك والأمراء الأيوبيون في بلاد الشام، موقف العداء لهذا لنظام الجديد . إذ أن ما حدث في مصر من ثورة المماليك لم تلق القبول في بلاد الشام.

    وقد جرت العادة منذ أيام صلاح الدين أن يكون سلطان مصر
    مسيطرا على بقية الأمراء الأيوبيين في هذه البلاد، لذلك أرسلت شجرة الدر ، عقب مبايعتها بالحكم ، أرسلت الخطيب أصيل الدین محمد لأخذ البيعة لها من أمراء الشام.

    والواقع أن الأمراء الأيوبيين الذين ظلوا يعتقدون أنهم أصحاب الحق الشرعي في حكم مصر وبلاد الشام باعتبارهم من سلالة صلاح الدين، وأن ما جرى يعتبر خروجا للسلطنة في مصر على البيت الأيوبي، رفضوا حلف اليمين للسلطانة
    الجديدة .(*6)

    وشاركهم بعض الأمراء المماليك في بلاد الشام . فقد رفض الممالك القيمرية"(*7) في دمشق أن يحلفوا يمين الولاء والطاعة للسلطانة الجديدة، ولم يعترفوا بما جرى في مصر من تغيير في نظام الحكم.

    فكتبوا إلى الملك الناصر يوسف الأيوبي صاحب حلب يعلمونه بموقفهم الرافض الحكم شجرة الدر، ويستدعونه للقدوم إليهم ليسلموا له دمشق . (*Cool

    ويبدو أن الأمير جمال الدين بن يغمور، نائب السلطنة في دمشق الذي كان المعظم تورانشاه قد عينه نائبا للسلطنة وهو في طريقه من حصن کیفا إلى مصر. (*9) وقف على الحياد بانتظار جلاء الموقف، وسانده المماليك الصالحية النجمية، لكن ساءه إقدام المماليك القيمرية على استدعاء الناصر يوسف، وحصل جفاء بين الطرفين . ... (*10)

    وخرج الملك السعيد حسن بن العزيز عثمان الأيوبي، صاحب قلعة الصبية ، من الديار المصرية احتجاجا، فهاجم غزة وأخذها واستقر في القلعة المذكورة .(*11)

    وثار الطواشي بدر الدين الصوابي الصالحي، نائب الملك الصالح بالكرك والشوبك، وسلم الحصنين إلى الملك المغيث عمر الأيوبي، بعد الأيوبي، بعد أن أخرجه من السجن. (*12)

    و خضعت باقي مدن بلاد الشام لملوك من البيت الأيوبي .(*13)

    وهكذا تضعضعت الأوضاع في بلاد الشام، ولم يلبث أن التهب الموقف، وبدا واضحا أن الملوك الأيوبيين سيتخذون موقفا متصلبا من هذه التطورات الجديدة في مصر .

    وانتهز الملك الناصر يوسف هذه الفرصة واستجاب لدعوة المماليك القيمرية ، فزحف بجيوشه نحو دمشق ودخلها دون قتال، في يوم السبت في الثامن من شهر ربيع الآخر عام 648 ه/ العاشر من شهر تموز عام 1250م) . (*14)

    وخلع على الأمير جمال الدين بن يغمور بعد أن عفا عنه، وعلى الأمراء القيمرية، وعلى جماعة من الأمراء المصريين من مماليك الصالح أيوب .(*15)

    وبذلك خرجت بلاد الشام من قبضة شجرة الدر ، وانقسمت الجبهة الإسلامية، التي وځدها كل من صلاح الدين ثم أخيه العادل مرة أخرى، فأضحت مصر في يد المماليك وبلاد الشام تحت سيطرة الأيوبيين، وتجددت المنافسة المريرة بين القاهرة ودمشق.

    وخشي المماليك على نظامهم الجديد من منافسة الأيوبيين، واضطربت أوضاعهم، فتنادوا إلى اجتماع يعقد في قلعة الجبل، حيث جدد الأمراء والأجناد الولاء والطاعة للسلطانة شجرة الدر وللأمير عزالدين أيبك أتابكا وقائدا للجيش،
    وقرروا الخروج من القاهرة للتصدي للأيوبيين وإبعاد الملك الناصر عن دمشق إلا أنهم أحجموا عن ذلك عندما بلغهم انضمام كافة أمراء نيابات الشام إلى الصف الأيوبي واستعداد الملك الناصر يوسف للزحف نحو مصر (*16)

    وفي المقابل شهدت القاهرة إجراءات قمعية بحق الموالين للأيوبيين، حيث قبض على كل شخص عرف بموالاته لهم.

    واتجه المماليك نحو بغداد لإنقاذ حكمهم المهدد، وإضفاء الضفة الشرعية على النظام الجديد. فكتبوا إلى الخليفة العباسي المستعصم يطلبون منه تأیید سلطنة شجرة الدر، لكن خاب أملهم عندما عاب عليهم الخليفة تنصيب امرأة في الحكم، وقال قولته المشهورة : إن كان الرجال قد عدمت عندكم فأخبرونا حتى نسير إليكم رجلا (*17)

    ولما وصل جواب الخليفة إلى القاهرة، وجدت شجرة الدر نفسها في موقف حرج، بعد أن أحاطت بها مظاهر العداء في الداخل والخارج.

    وأدرك المماليك، من جهتهم أيضا ، مدى ما وقعوا فيه من خطأ عندما ولوا عليهم أمرأة ، واقتنعوا بضرورة تغيير رأس السلطة ؛ ورأوا للخروج من هذا المأزق أن تتزوج شجرة الدر من الأمير عز الدين أيبك وتتنازل له عن العرش .

    استجابت السلطانة لمطلب الأمراء، فخلعت نفسها من السلطنة في (شهر ربيع الآخر 648 ه / شهر تموز عام 1250م)، وتزوجت الأمير عزالدين أيبك ، وكان قد دام حكمها ثلاثة أشهر .(*18)

    والواقع أن سلطنة شجرة الدر، وهي المرأة التي برهنت خلال فترة حكمها عن مهارة نادرة، وكفاءة عالية من حسن السيرة والتدبير، وغزارة العقل ؛ كانت وليدة ظروف خاصة أحاطت بمصر في ذلك الوقت ، ونتيجة لموافقة المماليك البحرية ، وقد زالت الظروف الآن وأضحى وجود رجل على رأس السلطة أمرا اقتضته الظروف المستجدة ؛ وبذلك انتهى عهد السلطانة شجرة الدر .

    👌 وباعتلاء عزالدين أيبك عرش السلطنة قامت دولة المماليك البحرية . ☆1
    --------------------------------------------------------------‐-----
    🔹 ️فئات الجيش المملوكي ووصفه

    تألف الجيش المملوکی بمصر من أربع فئات هي :

    1▪︎ المماليك السلطانية (الجلبان والسيفية)
    ويشملون مماليك السلاطين المتقدمين وهم القرانية ،
    ومماليك السلاطين الذين في دست الحكم ، وهم المشتروات ويطلق عليهم في كثير من الأحيان الجلبان أو الأجلاب (*19)

    ويضاف الى هؤلاء جماعات المماليك الذين ينتقلون الى خدمة السلطان بسبب وفاة سادتهم من الأمراء ، او لسبب عزل بعض الأمراء او مصادرة (ممتلكاتهم) ويطلق على هذه
    الجماعات الاميرية اسم السيفية .

    2▪︎المماليك الأميرية
    اما الفئة الثانية فتشمل مماليك الأمراء أصحاب الاقطاعات و أرباب الدولة والوظائف ، ويعرفون باسم أجناد الأمراء .

    3▪︎ مماليك الحلفة و المتعممين
    ويطلق على الفئة الثالثة اجناد الحلفة وهم الذين يجنون من عناصر مختلفة من أصناف المماليك الذين تقدمت الاشارة اليهم فضلا عن بعض المتعممين .(*20)

    4▪︎أولاد الناس
    وثمة فئة أخرى تضم مماليك ابناء الامراء ، واشتهر اولئك الابناء باسم اولاد الناس ، كما اشتهر مماليكهم باسم مماليك اولاد الناس . (*21)

    وجاءت عناصر الجيش المملوكی من أجناس مختلفة وأولها جنس الترك ، على أن لفظ الترك يشمل معان كثيرة ، فهو تسمية خاطئة لدولة المماليك الأولى في مصر ، وهو اسم جنس للماليك الذين جاءوا من بلاد قبجاق، وهم أصحاب السيادة في العصر المملوكي الأول ، وموطنهم منذ أوائل العصور الوسطى حوض نهر أرتش .

    ثم اتجهت فئة منهم جنوبا نحو حوض نهر سرداریا سیحون في القرن الثاني عشر الميلادي (القرن السادس الهجري) ، بينما اتجهت فئة أخري إلي شرق أوربا حوالي ذلك الزمن (*22)

    و دخل هؤلاء وأولئك جميعا في حوزة التتار وجنكيز خان، ولاسيما بعد أن توجه باطو خان بن دوش بن جنكيز خان نحو البلاد الشمالية ، وأخضع لسلطانه سكانها من القبجاق والعلاق واللان والأدلاق والجركس فضلا عن الروس .

    وغدت مملكة باطوخان، ومقرها صراي على نهر الفولجا تمتد من خوارزم إلى أطراف القسطنطينية ، ومن بلاد الروس إلى القوقاز ، وبذلك امتزج التتار والمغول بالترك في هذه البلاد (*23)

    و نشطت حركة جلب الرقيق من العناصر التي خضعت للتتار على يد تجار مختلفين ، وأقبل أبناء الملوك من الأيوبيين على اقتناء اعداد كثيرة من ذلك الرقيق لإنشاء الجيوش الكافية لحروبهم الداخلية ولاسيما الصالح أیوب بن السلطان الكامل الذي اكثر في شراء المماليك بعد أن تبين له فساد الخوارزمية واقتنع بعدم الاعتماد عليهم ، تمکینا لنفسه في ولاية العهد وجعلهم بطانته والمحيطين بدهلیزه وسماهم البحرية (*24)
    وهي تسمية سابقة على عصره (*) .

    ولذا فان معظم سلاطين المماليك في العصر المملوكي الأول هم من بلاد القبجاق .

    فالسلطان ايبك تركي الأصل والجنس فعرف بين البحرية بالتركماني (*)

    وقطز من المغول برغم دعواه بأنه ابن اخت خوارزم شاه (*) اما بیبرس فمولده بارض القبجاق وجاء الى القاهرة من سوق الرقيق بسيواس (*)، وقلاوون من جنس القبجاق كذلك (*) .

    ومن الطبيعي أن يعتمد كل سلاطين المماليك على مثل
    ما نشأوا فيه من جيوش مملوكية معظمها من جنسهم . فلم يكتف السلطان الظاهر بيبرس بما كان يجلب إليه من المماليك من بلاد القبجاق وما يقع (في الرق)اثناء الحروب مع التتار والسلاجقة الروم (*) ، بل بعث التجار ليشتروا له المماليك من من بلاد التتار (*)

    وسار قلاون على نهجه في استجلاب المماليك من الترك والتتار (*)، ومعظمهم من الآص والجركس الذين جعلهم في أبراج القلعة ، وسماهم البرجية (*) .

    وكان لاستمرار الحرب بين ملوك التتار في الشرق اثر كبير في كثرة السبي من النساء والصبيان الذين جيء بهم إلى مختلف الأسواق في مصر والشام (*) ، ولا سيما زمن السلطان الناصر محمد بن قلاون (*) .

    ووجد الجنوية(من جنوة ايطاليا) وغيرهم من التجار في السلطان مغنما ، فأمعنوا في الاستيلاء على أولاد التتار وجلبهم الى ثغر کفا بالقرم ، وضاق طقطا خان ملك القبجاق بهذه التجارة فارسل جیشا الى مدينة كفا وضرب أوکار تجار الرقيق بها ، غير أن ذلك لم يمنع تجارة الرقيق أو يقلل من نشاطها (*) .

    على أن الحروب الناشبة بين ملوك التتار لم ينجم عنها ازدیاد
    تجارة الرقيق فحسب ، بل ترتب عليها كذلك هجرة طوائف وأقوام من الأجناس التي غدت خاضعة للتتار ، ومنها طوائف تترية ؛ وهؤلاء التحقوا كذلك بالجيش المملوكي في مراتب أعلى مما كان فيه طوائف العرب والكرد والتركمان ، وإنما تقل عن مكانة المماليك السلطانية الذين اشتروا بالمال وقضوا مدة الرق في التعليم الحربي والديني ثم عتقوا واصبحوا جنودا مؤهلين (*)

    ويطلق على من قدم من هذه الطوائف التترية إلى مصر في خلال العصر المملوكي الأول اسم الوافدية والمستأمنين أو المستأمنة (*).

    ودخل هؤلاء الوافدية دولة المماليك وهم أحرار وظلوا كذلك ، وارتبط كثير منهم بالمماليك بالمصاهرة (*)

    ولحق عدد قليل منهم بفرق المماليك السلطانية والخاصكية (*) ،ودخل عدد كبير منهم في خدمة الأمراء المماليك (*) ،

    غير أن الترقية في سلك الجيش خضعت لقيود شديدة ،
    فلم يصل زعیم من زعماء اولئك الأحرار إلى ما وصل اليه نظائرهم من المماليك السلطانية (*) •

    ويرجع السبب في بطء ترقية الوافدية في سلك الجيش المملوكي التركي إلى تعصب المماليك السلطانية ضد جميع العناصر الدخيلة على تربيتهم و نظام تنشئتهم ، لأن المماليك السلطانية في نظرهم وفي نظر المعاصرين كذلك ، هم أرباب الفروسية المملوكية دون غيرهم من فئات الجيش المملوکی ، وهم كذلك أشد ما يكونون حرصا على أن يجيء السلطان من
    صفوفهم .

    ومن الأدلة على امتياز المماليك السلطانية على غيرهم من
    الطوائف العسكرية ، أنهم استطاعوا منذ أواخر ايام السلطان الصالح أیوب أن يبعدوا الخوارزمية من الجيش النظامي في القاهرة ، فصاروا مكلفين بحماية الأعمال الساحلية بالشام ، وهي أقل مرتبة مما تقوم به فئات المماليك السلطانية (*)

    ثم إن كثرة أعداد الوافدية الى مصر وخشية هذه الكثرة على العصبية المملوكية السلطانية جعلت من السياسة ألا يصل الوافدي الى وظيفة كبيرة إلا قليلا .

    ومن الأدلة على ذلك أيضا أن عددا كبيرا من الخاملين من المماليك السلطانية إرتقوا الى المناصب العالية على حين لم ينجح في الوصول الى هذه المناصب او شبهها الا أفراد قلائل من الوافدية أمثال السلطان كتبغا وسلار (*)،

    ولعل أوضح الأدلة على ذلك كله قول أمیر مملوكي للأمير سلار من باب التعزير والاحتقار (أنت واحد منفي وافدي ، وليس باستطاعتك أن تجعل نفسك مثل مماليك السلطان) (*) ، فضلا عن محاباة السلطان كتبغا لهم ومحاولته مساواتهم بهم مما أثار حنق المماليك السلطانية (*) .☆2
    --------------‐-----------------------------------------------------
    الهامش لم يستكمل بعد و تصحيح أخطاء النسخ و الأرقام فنرجو من الناسخين عدم النسخ و تعريض صفحاتهم للسخرية أو البلاغات من طرفنا #جواهر_الأدب_والتاريخ
    --------------‐-----------------------------------------------------
    (☆1) انظر د. محمد سهيل طقوش : تاريخ المماليك في مصر
    وبلاد الشام ط 1 دار النفائس 1997م ص 39 -
    --------------
    (☆2) المماليك د.السيد الباز العريني ص٥٤ - ٥٩
    ---------
    (*1) ابن إياس : ج ١، قسم ۱، ص۲۸٦ .
    (*2) راجع : تاريخ مصر في العصور الوسطى. لان بول
    Lane-Poole: Egypt in middle ages P255
    العبادي : قيام دولة المماليك الأولى، ص۱۱۹.
    (*3) النويري: ج۲۹، ص۷٦٣ . العيني : ج ١ ص ۲۷، ابن إياس : ج١ قسم ۱، ص۲۸٦
    (*4) عاشور، سعيد عبد الفتاح : مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك، ص۱۷۲.
    (*5) السيوطي . حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ص٣٤
    (*6) المنصوري : ص۲۷. العيني: ج۱، ص۰۳۱
    (*7) القيمرية : نسبة إلى قيمر، وهي قلعة بين الموصل وخلاط، وكان سكانها زمن ياقوت الحموي من الأكراد. یاقوت الحموي: معجم البلدان، ج٤، ص٤٢٤ .
    (*Cool النويري: ج ۲، ص۳۹۷.
    (*9) المصدر نفسه، ص۳٥٣.
    (*10) المصدر نفسه، ص۳۹۷.
    (*11) العيني: ج۱، ص۳۲. قلعة الصبية هي قلعة بانياس من أرض دمشق .
    (*12) المصدر نفسه .
    (*13) راجع حول هذا الموضوع : النويري: ج۲۹، ص٣٦٨
    (*14) العيني: ج۱، ص۳٣.
    (*15) النويري: ج۲۹، ص۳٦٧.
    (*16) العيني: ج۱، ص۳۳.
    (*17) المقريزي: ج۱، ص۳۹۸-۳۹۹
    (*18) النويري: ج ۲٩، ص ۳٦٣ - ٣٦٤
    ---------
    (*19)الظاهري : زبدة كشف الممالك ص ۱۱۹
    (*20)الظاهري : زبدة کشف الممالك ص ۱۱۹
    ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة ج۱ ص ۲۸٦ - ٢٨٧
    (*21) إبن تغري بردي : المنهل الصافي ج ۲ ص ۱٣٥
    النجوم الزاهرة ج ٥ ص ۱٥٣ ، ۱٥٦ ؛ ١٦٠
    منتخبات من حوادث الدهور ص ۱۷٤ ؛ ١٧٥
    ابن إياس : بدائع الزهور ج۲ ص٩٣ ؛ ص ١٠١--١٠٤ ؛ ص١٢٧
    (*22) انظر En Ist Turks C 6
    (*23) القلقشندي صبح الأعشى ج٤ ص ٤٧٤؛ ج٦ ص ٤٥٨
    والمقريزي : الخطط (بولاق) ج۱ ص ۹۰ ؛ وانظر العيني : عقد الجمان مجلد ٥ ص ٤٢٢
    (*24) ابن تغری بردی : النجوم الزاهرة (ق) ج ٦ ص۳۳۰-٣٣١
    . والمقريزي : السلوك لمعرفة دول الملوك ج۱ ص ۳۳۹.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الجمعة أبريل 21, 2023 7:23 pm

    من هم المماليك؟
    ما هي نشأتهم ؟
    من أين أتوا؟
    وما منهج الملك الصالح نجم الدين أيوب في تربيتهم؟

    نشأة المماليك

    من هم المماليك؟

    المماليك في اللغة العربية هم العبيد أو الرقيق، وبخاصة هم الذين سُبُوا ولم يُسب آباؤهم ولا أمهاتهم.. ومفرد المماليك مملوك، وهو العبد الذي يباع ويشترى، أما العبد الذي سُبِي أبواه يعرف بالعبد القن وليس المملوك.

    ومع أن لفظ المماليك بهذا التعريف يعتبر عامًا على معظم الرقيق، فإنه اتخذ مدلولًا اصطلاحيًا خاصًا في التاريخ الإسلامي، وذلك منذ أيام الخليفة العباسي المشهور «المأمون»، والذي حكم من سنة 198 هجرية إلى 218 هجرية، وأخيه «المعتصم» الذي حكم من سنة 218 هجرية إلى 227 هجرية.. ففي فترة حكم هذين الخليفتين استجلبا أعدادًا ضخمة من الرقيق عن طريق الشراء من أسواق النخاسة، واستخدموهم كفرق عسكرية بهدف الاعتماد عليهم في تدعيم نفوذهما.

    وبذلك -ومع مرور الوقت- أصبح المماليك هم الأداة العسكرية الرئيسية -وأحيانًا الوحيدة- في كثير من البلاد الإسلامية.. وكان أمراء الدولة الأيوبية بوجه خاص يعتمدون على المماليك الذين يمتلكونهم في تدعيم قوتهم، ويستخدمونهم في حروبهم، لكن كانت أعدادهم محدودة إلى حد ما، إلى أن جاء الملك الصالح أيوب، وحدثت فتنة خروج الخُوارِزمية من جيشه، فاضطر إلى الإكثار من المماليك، حتى يُقوي جيشه ويعتمد عليهم، وبذلك تزايدت أعداد المماليك جدًّا، وخاصة في مصر.

    مصادر المماليك:

    كان المصدر الرئيسي للمماليك إما بالأسر في الحروب، أو الشراء من أسواق النخاسة.. ومن أكثر المناطق التي كان يجلب منها المماليك بلاد ما وراء النهر، (أي: نهر جيحون، الذي يجري شمال تركمنستان وأفغانستان، ويفصل بينهما وبين أوزبكستان وطاجكستان)، وكانت الأعراق التي تعيش خلف هذا النهر أعراق تركية في الأغلب، وكانت هذه المناطق مسرحًا دائمًا للقتال وعدم الاستقرار، ولذلك كثر الأسرى القادمون من هذه المناطق، وكثرت أسواق الرقيق هناك، ومن أشهر مدن الرقيق في ذلك الوقت كانت «سمرقند» و«فَرْغَانَة» و«خُوارِزم» وغيرها.. لذلك كان الأصل التركي هو الغالب على المماليك، وإن كان لا يمنع أن هناك مماليك من أصول أرمينية ومن أصول مغولية، كما كان هناك مماليك من أصول أوروبية، وكان هؤلاء الأوربيون يعرفون بالصقالبة، وكانوا يستقدمون من شرق أوربا بوجه خاص.

    كل هذا كان يحدث على مدار عشرات أو مئات السنين، ولكن الأمر الذي استحدثه الملك الصالح أيوب -وتبعه بعد ذلك سلاطين دولة المماليك- أنه كان لا يأتي إلا بالمماليك الصغار في السن، أي في مرحلة الطفولة المبكرة، وكان غالبهم من بلاد غير مسلمة، وإن كان يحدث أحيانًا أن يؤسر بعض الأطفال المسلمين غير الناطقين بالعربية، فلا يُعرفون، ولا يُعرف أصلهم أو دينهم، فيعاملون معاملة الرقيق.

    تربية المماليك:

    وكان الصالح أيوب -ومن تبعه من الأمراء- لا يتعاملون مع المماليك كرقيق.. بل على العكس من ذلك تمامًا.. فقد كانوا يقربونهم منهم جدًّا لدرجة تكاد تقترب من درجة أبنائهم.. ولم تكن الرابطة التي تربط بين المالك والمملوك هي رابطة السيد والعبد قط، بل رابطة المعلم والتلميذ، أو رابطة الأب والابن، أو رابطة كبير العائلة وأبناء عائلته.. وهذه كلها روابط تعتمد على الحب في الأساس، لا على القهر أو المادة.. حتى إنهم كانوا يطلقون على السيد الذي يشتريهم لقب «الأستاذ» وليس لقب «السيد».

    ويشرح لنا المقريزي: كيف كان يتربى المملوك الصغير الذي يُشترى وهو ما زال في طفولته المبكرة، فيقول:

    «إن أول المراحل في حياة المملوك هي أن يتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة، ثم بعد ذلك يُدفع إلي من يعلمه القرآن الكريم، ثم يبدأ في تعلم مبادئ الفقه الإسلامي، وآداب الشريعة الإسلامية.. ويُهتم جدًّا بتدريبه على الصلاة، وكذلك على الأذكار النبوية، ويُراقب المملوك مراقبة شديدة من مؤدبيه ومعلميه، فإذا ارتكب خطأً يمس الآداب الإسلامية نُبه إلى ذلك، ثم عوقب».

    لهذه التربية المتميزة كان أطفال المماليك ينشئون عادة وهم يعظمون أمر الدين الإسلامي جدًّا، وتتكون لديهم خلفية واسعة جدًّا عن الفقه الإسلامي، وتظل مكانة العلم والعلماء عالية جدًّا جدًّا عند المماليك طيلة حياتهم، وهذا ما يفسر النهضة العلمية الراقية التي حدثت في زمان المماليك، وكيف كانوا يقدرون العلماء حتى ولو خالفوهم في الرأي.. ولذلك ظهر في زمان دولة المماليك الكثير من علماء المسلمين الأفذاذ من أمثال العز بن عبد السلام والنووي وابن تيمية وابن القيم الجوزية وابن حجر العسقلاني وابن كثير والمقريزي وابن جماعة وابن قدامة المقدسي رحمهم الله جميعًا، وظهرت -أيضًا- غيرهم أعداد كثيرة من العلماء يصعب جدًّا حصرهم.

    ثم إذا وصل المملوك بعد ذلك إلى سن البلوغ جاء معلمو الفروسية ومدربو القتال فيعلمونهم فنون الحرب والقتال وركوب الخيل والرمي بالسهام والضرب بالسيوف، حتى يصلوا إلى مستويات عالية جدًّا في المهارة القتالية، والقوَّة البدنية، والقدرة على تحمل المشاق والصعاب.

    ثم يتدربون بعد ذلك على أمور القيادة والإدارة ووضع الخطط الحربية، وحل المشكلات العسكرية، والتصرف في الأمور الصعبة، فينشأ المملوك وهو متفوق تمامًا في المجال العسكري والإداري، وذلك بالإضافة إلى حمية دينية كبيرة، وغيرة إسلامية واضحة.. وهذا كله -بلا شكٍّ- كان يثبت أقدام المماليك تمامًا في أرض القتال.

    وكل ما سبق يشير إلى دور من أعظم أدوار المربين والآباء والدعاة، وهو الاهتمام الدقيق بالنشء الصغير، فهو عادة ما يكون سهل التشكيل، ليس في عقله أفكار منحرفة، ولا عقائد فاسدة، كما أنه يتمتع بالحمية والقوَّة والنشاط، وكل ذلك يؤهله لتأدية الواجبات الصعبة والمهام الضخمة على أفضل ما يكون الأداء.

    وفي كل هذه المراحل من التربية كان السيد الذي اشتراهم يتابع كل هذه الخطوات بدقة، بل أحيانًا كان السلطان الصالح أيوب يطمئن بنفسه على طعامهم وشرابهم وراحتهم، وكان كثيرًا ما يجلس للأكل معهم، ويكثر من التبسط إليهم، وكان المماليك يحبونه حبًا كبيرًا حقيقيًا، ويدينون له بالولاء التام.

    وهكذا دائمًا.. إذا كان القائد يخالط شعبه، ويشعر بهم، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، ويتألم لألمهم، فإنهم -ولاشك- يحبونه ويعظمونه، ولا شك -أيضًا- أنهم يثقون به، وإذا أمرهم بجهاد استجابوا سريعًا، وإذا كلفهم أمرًا تسابقوا لتنفيذه، وبذلوا أرواحهم لتحقيقه.. أما إذا كان القائد في حالة انفصال عن شعبه، وكان يعيش حياته المترفة بعيدًا عن رعيته.. يتمتع بكل ملذات الحياة وهم في كدحهم يعانون ويتألمون، فإنهم لا يشعرون ناحيته بأي انتماء.. بل إنهم قد يفقدون الانتماء إلى أوطانهم نفسها.. ويصبح الإصلاح والبناء في هذه الحالة ضربًا من المستحيل.

    وكان المملوك إذا أظهر نبوغًا عسكريًا ودينيًا فإنه يترقى في المناصب من رتبة إلى رتبة، فيصبح هو قائدًا لغيره من المماليك، ثم إذا نبغ أكثر أُعطي بعض الإقطاعات في الدولة فيمتلكها، فتدر عليه أرباحًا وفيرة، وقد يُعطى إقطاعات كبيرة، بل قد يصل إلى درجة أمير، وهم أمراء الأقاليم المختلفة، وأمراء الفرق في الجيش وهكذا.

    وكان المماليك في الاسم ينتسبون عادة إلى السيد الذي اشتراهم.. فالمماليك الذين اشتراهم الملك الصالح يعرفون بالصالحية، والذين اشتراهم الملك الكامل يعرفون بالكاملية وهكذا.

    وقد زاد عدد المماليك الصالحية، وقوي نفوذهم وشأنهم في عهد الملك الصالح أيوب، حتى بنى لنفسه قصرًا على النيل، وبنى للمماليك قلعة إلى جواره تمامًا.. وكان القصر والقلعة في منطقة الروضة بالقاهرة، وكان النيل يعرف بالبحر، ولذلك اشتهرت تسمية المماليك الصالحية «بالمماليك البحرية» (لأنهم يسكنون بجوار البحر).

    وهكذا وطد الملك الصالح أيوب ملكه بالاستعانة بالمماليك الذين وصلوا إلى أرقى المناصب في جيشه وفي دولته، وتولى قيادة الجيش في عهده أحد المماليك البارزين اسمه «فارس الدين أقطاي»، وكان الذي يليه في الدرجة هو «ركن الدين بيبرس»، فهما بذلك من المماليك البحرية.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الجمعة يونيو 02, 2023 6:09 pm

    المماليك هم الهدية الإلهية
    هم عرب من أصول غير عربية، عرب اللغة والثقافة والإنتماء وأبناء بلادنا ضحوا لأجلها وأنقذوها وعمروها

    وقالها السلطان قطز مفتخرا: سهامنا يمانية، وسيوفنا مضرية.

    لقد كان تعريف العرب ما قبل الإسلام منحصراً بالإنتماء إلى القبائل العربية والحضارات العربية القديمة، ولكن بعد الإسلام تطورت العروبة من رابطة الأصل والدم إلى رابطة لغوية ثقافية واسعة جذبت كل من يريد العلم أو المجد.

    ولكن في الفترة الأخيرة بلينا بعدد ممن يدعي العروبة والعروبة منه براء، يسعون لأن يغيروا مفاهيم وقواعد حققت العروبة مجدها بها، فتراه ينزع العروبة عن رجال علم وسياسة لمجرد أن أصولهم غير عربية رغم أن ولائهم للعرب وأرض العرب، ومتجاهلين أن رجال العلم كان كل نتاجهم العلمي باللغة العربية، ورجال السياسة لغتهم ومراسلاتهم ودواوينهم باللغة العربية، وضحوا بأرواحهم في سبيل حماية أرض العرب حتى لو ضد أعداء من بنو جلدتهم ومن نفس أصولهم.

    ويقومون بسحب هذه النظرية الخاطئة حتى على المماليك، وإذا رجعنا إلى نشأة المماليك سنجد أنه تم إحضار أغلبهم إلى مصر وهم أطفال صغار، وتم تجميعهم إما في جزيرة الروضة أو في أبراج القلعة، وتم تعليمهم الفنون العسكرية والدين واللغة العربية والشعر العربي، فأصبح أغلبهم لا يعرف لغة غير العربية ولا يعرف وطنا إلا مصر والشام.

    وحينما جاء الطوفان المغولي وتساقطت أمامهم البلاد كأحجار الدومينو، كان المماليك هم الهدية الإلهية التي رزقت بها أمتنا، حيث أنقذوها فكان لهم الدور الأكبر في وقف الزحف المغولي بإنتصارهم في معركة عين جالوت عام 1260 ميلادي، بل وتحرير الشام بأسرها من إحتلالهم، ومن ثم تبع ذلك بأن أعادوا التاج لأمتنا حينما بايعوا خليفة عربي عباسي قرشي لتعود الخلافة من بعد إنقطاع، وإتخذوا من إسم الدولة العباسية إسما رسميا يكتب على النقود والمراسلات والخطب.

    وكذلك تمت إعادة هيكلة الدولة التي خرجت من كارثة المغول، وإزدهر في عهدهم بناء المساجد والمدارس والأسوار بنمط معماري رائع ومميز، ولذلك نجد اليوم مدننا غنية بهذا الإرث التاريخي، فنرى آثارهم باقية حينما نتجول في القدس أو القاهرة أو دمشق وحلب، وعندما نرى كمية المباني المملوكية نشعر بمدى إنتماء المماليك لبلادنا، وكيف بلادنا تزينت بهم.

    وأما بخصوص نهاية المماليك فبالنسبة لي لا أعتبر أن نهاية المماليك بغزو السلطان العثماني سليم للشام ومصر، بل أعتبرها حينما قام المماليك بأكبر غلطة وسلبية وهي إحضارهم لل "المماليك الجلبان"، وقد كان هذا خطأ كارثي قضى عليهم ونشر كره الناس لهم، حيث أن المماليك الجلبان هم مماليك تم جلبهم وإستئجارهم وهم كبار ليعملوا كمرتزقة، وبهذا دمرت العملية التربوية التي إعتمدها المماليك لقرون.

    وإنتشر بين العرب أناس أغراب لا يعرفون لغتهم ولا يوالوهم، وبل أيضا مستعدين لنهب الأسواق في حال عدم قبضهم لرواتبهم، وانتشر الظلم والفساد، وكان الجلبان أول من خان المماليك وانضموا للسلطان سليم، لتكون نهاية المماليك على يدهم وليس على يد سليم.

    واليوم إذا نظرنا للعائلات في بلادنا العربية سنجد أن العديد منها تعود أصولها إلى المماليك، ولا نستطيع أن نفرق بينهم وبين غيرهم من الأسر العربية، وحتى سنجد أن أغلبهم لا يعرفون بأنهم لهم أي صلة بالمماليك، فهل يجوز أن نعتمد مصطلع عروبي يقسم مجتمعاتنا ويدمرها من الداخل بدلاً من توحيدها.

    ومن الأدلة أيضا على عروبة المماليك وإنتمائهم للعرب، هو ما أتى منهم من شعراء وفقهاء ومؤرخين أثروا العروبة بإبداعاتهم.

    فمثلا السلطان المملوكي قانصوه الغوري له قصائد بالعربية أورد جزء منها راغب الطباخ في كتابه "تاريخ حلب".

    ومنها

    بالمُلْك أنعمَ ربُّنا الرحمن و هو الكريمُ المنعمُ المنّانُ
    فله علينا الشكرُ حقٌّ واجبٌ يقضيه قلبٌ مخلصٌ ولسانُ

    وكذلك السلطان المملوكي قايتباي يقول عنه ابن إياس في كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور:

    وكان لا يملّ من المطالعة في الكتب، وله أذكار وأوراد تُتلى في المساجد، وميلٌ وحبٌّ في المتصوّفة وله نتاج شعري مكتوب بالعربيّة ومجموعة من الموشّحات والأذكار الصوفيّة.

    والشاعر الأمير علاء الدين الطنبُغا يقول عنه ابن تغري من أبرز من اتقن الشعر العربي

    والسلطان المؤيّد شيخ الذي درس "صحيح البخاري" عن سراج الدين البلقيني

    وممن اشتهر بعقد مجالس السماع أيضاً في منزله، الأمير سيف الدين تنكز الحسامي

    وأما الأمير سنجر المنصوري (تـ745هـ - 1344م)، نائب السلطنة على حماة في عهد السلطان الصالح إسماعيل، فأجمع كلّ من ترجم له أنه سمع وروى الأحاديث، وروى مسند الشافعي، وكان يفتي وتُمهر الفتاوى بتوقيعه، وخرّج له الحافظ علم الدين البرزالي (تـ739هـ - 1338م) 40 حديثاً

    وأيضا الأمير سنجر الدوداري (تـ699هـ - 1299م)، الذي تولّى منصب "مشد الدواوين" بدمشق، ثم في القاهرة، والذي سمع الكثير من المتون ورواها وحدّث بها، مثل "دلائل النبوّة" للبيهقي، و"الإشارة" في الفقه لسليم الرازي. كما روى الحديث وخرَّج له البرزالي "معجماً" في 14 جزءاً.

    والأمير تَغْري بَرْمَش الجَلالي (تـ852هـ 1448م) كان نائباً للسلطان الظاهر جَقمَق، لقب بـ المُحدّث، وعرف أيضاً بالفقيه

    ومنهم أيضاً المؤرخ الجليل ابو بكر عبد الله الداوداري المملوكي صاحب كتاب كنز الدرر وجامع الغرر والذي أرخ التاريخ الإسلامي بكل تفاصيله.

    وكذلك أولاد المماليك وأحفادهم الذين ولدوا في بلاد العرب، ونشأوا على اللسان العربي، وسُمّوا بأسماء عربيّة، عُرف منهم مؤرّخون وأدباء وعلماء حديث وفقه.

    ومن أشهر مؤرّخيهم: يوسف بن تغري بردي، ابن إياس الحنفي، وابن دقماق، وابن أيبك الصفدي.

    وممن برز منهم في علوم الحديث والفقه: علاء الدين مُغلَطاي بن قَلِيج، خليل بن كَيْكَلدي بن عبد الله العلائي، ضيغم بن قراقسنقر بن عبد الله الداودي. وهؤلاء احترفوا العلم ولم يكن لهم شغل سواه.

    وبعد كل هذا يأتيك إنسان سطحي ليقول أن المماليك ليسوا عرب، وهناك من يتطرف ليقول عنهم بأنهم كانوا إحتلال.
    *****************
    كتب بقلم:
    المؤرخ تامر الزغاري
    *****************


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14543
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    دولة المماليك البحرية Empty رد: دولة المماليك البحرية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الخميس يوليو 20, 2023 9:58 pm

    ما ينفعش تبقى مهتم بالتاريخ وتجهل المعلومة دي..
    بُص حضرتك، المؤرخين بيقسموا الدولة المملوكيَّة لفرعين، دولتين، الأولى دولة المماليك البحرية والتانية دولة المماليك البرجية"، بُص، تعال معايا نجيب الموضوع من البداية، المماليك البحرية هم سلالة من المماليك أغلبها من الأتراك القبجاق، ولفظ "البحرية" بتعني النهر، وهي إشارة لجزيرة الروضة في القاهرة اللي عاش فيها المماليك، وبنى فيها السلطان الأيوبي "الصالح أيوب" قلعة الروضة، وانتقل للعيش فيها مع مماليكه، وفيه نظرية تانية عن حول أصل الاسم، بتقول إن لقب "البحرية" لأنها جاءت عن طريق البحر، وعلى كل حال، كانت المماليك في مصر هم الترك البحرية، اللي بدأوا حكاياتهم مع عرش مصر، في 1250م لما مات السلطان الأيوبي "الصالح أيوب"، أثناء الحملة الصليبية السابعة بقيادة ملك فرنسا "لويس التاسع"، وخلال معركة المنصورة المجيدة مات السلطان الأيوبي فقامت زوجته "شجر الدر" بكتم الخبر، وبعد الانتصار في المعركة قام المماليك بقتل ابنه ووريثه "توران شاه"، وتم تنصيب "شجر الدر" سلطانة، لكن الخليفة العباسي في بغداد "المستعصم بالله"، بعت رسالة لمصر وقال فيها: "إن كانت الرجال قد عُدِمَت عِندكم فأعلمونا حتى نُسيّرُ إليكم رجلًا"، فقامت بالزواج من القائد العام الأتابك الأمير "عز الدين أيبك"، وتنازلت له عن العرش، وبقى "أيبك" أول سلطان من المماليك البحرية بيحكم مصر، من سنة 1250-1257م، وأنا كتبت قبل كدا عن الأحداث دي بالتفصيل في مقال سابق، ممكن تقرأه من هنا: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=709038230085382&id=100029376351171&mibextid=Nif5oz

    معركة المنصورة دارت رحاها في مصر من 8 ل11 فبراير من سنة 1250م، فيها ظهر اسم أمير مملوكي اسمه "المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي"، وهو كان واحد من رجال السلطان "الصالح أيوب"، عاصر تأسيس دولة المماليك، ولكن زادت مكانته وعلا شأنه بعد كدا، وبقى من كبار الأمراء أصحاب النفوذ في دولة السلطان "الظاهر بيبرس"، وبعد وفاة السلطان تم تنصيب ابنه السلطان "السعيد ناصر الدين محمد بركة خان"، اللي كان متجوز بنت "سيف الدين قلاوون"، "بركة خان" حكم سنتين من 1277 إلى 1279م، وخلع نفسه بعد أحداث كتيرة مملوءة بالتمرد والانقلاب من المماليك، وهابقى اكتب لكم مقال بالتفصيل عن الأحداث دي، اللي لازم تعرفه دلوقت إن "قلاوون" انضم للتمرد وأجبر السلطان -زوج بنته- على التنحي، وأبعده من مصر على الكرك، في ج2 من "السلوك" بيقول "المقريزي" إن المماليك اجتمعوا على تنصيب "قلاوون" سلطان، ولكنه رفض وقال: "أنا ما خلعت الملك السعيد طمعاً في السلطنة، والأولى ألا يخرج الأمر عن ذرية الملك الظاهر"، وهكذا، جابوا "سلامش بن بيبرس"، عيل عنده 7 سنين وحطوه على العرش، وبقى "قلاوون" هو الحاكم الفعلي للبلاد، وأمر بأن يخطب باسمه واسم "سلامش" مع بعض، في ج7 من "النجوم الزاهرة" بيقول "ابن تغري" إن "قلاوون" انتظر 100 يوم بيرتب لوصوله للعرش وإزاحة "سلامش"، قام بالقبض على الأمراء الظاهرية وإيداعهم السجون، راح يستميل المماليك الصالحية عن طريق منحهم الإقطاعات والوظائف والهبات بهدف سيطرته الكاملة على البلاد، تمهيدًا لاعتلائه تخت السلطنة، ولما أحس "قلاوون" إن البلاد بقت في قبضته بالكامل استدعى الأمراء والقضاة والأعيان بقلعة الجبل، وقال لهم: "قد علمتم أن المملكة لا تقوم إلا برجل كامل"، فوافقوه، وتم خلع "سُلامش" ونصب "قلاوون" سلطان..

    وبدأ "سيف الدين قلاوون" عهد أسرة حكمت مصر والمشرق العربي مايزيد على قرن من الزمان، في عهده بدأ وجود المماليك الشركس أو المماليك البرجية أو مماليك البرج أو مماليك الحصن، المماليك البرجية هم عبارة عن لواء من المماليك كان مقيم في القلعة من أول ما جنده "قلاوون"، سُميت بالدولة البرجية لأن مماليكها كانوا يسكنوا أبراج قلعة الجبل، لكن فيه رأي تاني بيقول إن أبراج القلعة كانت للحراسة مش للسكن، ولكنهم كانوا بينتسبوا لقبيلة "برج" الشركسية، اللي يقال إن السلطان "سيف الدين قلاوون" كان في الأصل منها، واسمهم مماليك شركسية أو جركسية، لأن مماليكها كانوا من الشركس سكان المرتفعات الجنوبية في بلاد القبجاق، بين البحر الأسود وبحر قزوين، تم أسر أعداد كبيرة منهم وقت الغارات والحروب، واشترى السلطان "قلاوون" أعداد كبيرة منهم، وأسكنهم في قلعة الجبل عشان يبعدهم عن المماليك البحرية، وأعطى مناصب مقربة منه لعدد منهم، زي السلحدارية اللي هو ماسك السلاح، والجقمقدارية وهو المسؤول عن ملابس السلطان، والجاشنكيرية وهو ذواق طعام السلطان، والأوشاقية وهو مسؤول ركوب السلطان للأحصنة للمتعة والرياضة، وبالمناسبة، استخدام اسم البرجية أصح من الشركسية، لأن لفظ شركسية بيشير لجنس مش لنظام سياسة، وكمان فيه سلاطين من أصول شركسية حكموا في فترة دولة المماليك البحرية أصلًا، وخلال قرن كامل من حكم سلالة "قلاوون" لمصر، كانت المماليك البرجية بتثبت أقدامها في مراكز القوى في الدولة، لحد ما توفى واحد من أعظم سلاطين الدولة المملوكية وأسرة "قلاوون"، وهو السلطان "ناصر الدين أبو المعالي محمد بن قلاوون" اللي مات سنة 1341م..

    بُص، "الناصر محمد بن قلاوون"، ناصر الدين، أبو المعالي، خاض حروب ضد الصليبيين والمغول وانتصر في كل معاركه، واتوسع مُلكه ليشمل البر والبحر في الشرق والغرب، وعمل قوانين إصلاحية في داخل الدولة ضد الفساد، وأسس لبناء امبراطورية إسلامية عفية، وحكم العالم من حاضنة الخلافة العباسية في القاهرة، بيقول عنه "ابن إياس" في ج2 من "بدائع الزهور": "خُطب له في أماكن لم يخطب فيها لأحد من الملوك غيره، وكاتبه سائر الملوك من مسلم وكافر"، لكنه مات وبدأ الانهيار، في ج3 من "السلوك" بيقول "المقريزي" إن السلطان "الناصر" ترك 14 ولداً وسبع بنات. وُلّيَ السلطنة ثمانية من أولاده من 1341 إلى 1361 م وهم: المنصور أبو بكر، والأشرف كجك، والناصر أحمد، والصالح إسماعيل، والكامل شعبان، والمظفر حاجي، والناصر حسن، والصالح صالح. ومن أحفاده أربعة من 1361 لسنة 1382 م وهم: المنصور محمد، والأشرف شعبان، والمنصور علي، والصالح حاجي، بُص، خلال الفترة دي كانت دولة المماليك البحرية بتحتضر، تتابع على عرش مصر المحروسة أولاده، لكن لم يكد أحدهم يستقر على تخت الملك كم شهر إلا ويتم الانقلاب عليه، ويبقى مصيره الخلع أو القتل، 5 ملوك أخوة تم سلطنتهم في خلال كم شهر، وبعد ما تم خلع الملك "شهاب الدين أحمد" وتنصيب أخوه الملك "عماد الدين اسماعيل"، "ابن إياس" بيقول في "بدائع الزهور" إن الأمير "منجك" السلاحدار راح الكرك ودخل على الملك المخلوع وخنقه، وقطع راسه ورجع بيها على القاهرة، كان جاي لتقديمها للسلطان "عماد الدين إسماعيل"، لكن السلطان لما شاف راس أخوه المقطوعة أصابه رعب شديد، ومرض، وبات ليلته يراه في نومه، كوابيس مرعبة ظلت تطارده..

    السلطان أصابته علة غامضة، وكانت رؤية رأس أخوه بتخليه يخاف يغمض عينه، عانى من الأرق والكوابيس واشتد عليه المرض، ولما الخبر سرى بين الحاشية راح الأمراء له، بس كان في نزعه الأخير، هو حس باحتضاره فطلبوا منه أن يعهد بالسلطنة من بعده لأحدهم، بكى وأبكى الأمراء وقال لهم: "سلموا على النائب والأمراء، وعرفوهم أني إن مت يولوا أخى شعبان".. وبالفعل مات ليلتها، وقام أخوه "شعبان" السلطان الجديد بكتم الخبر، وأمر بالقبض على أخويه المتبقيين، "حاجي و حسين"، قال عنه "ابن تغري بردي" إنه من أشد الملوك ظلمًا، ولكنه ما لحقش يستقر في المُلك، وثار عليه الأمراء واعتقلوه وولوا مكانه أخوه "حاجي"، اللي بعت له أحد القتلة فذبحه في سجنه.. الأوضاع كانت ملتهبة في مصر، وبتنبئ بكارثة، صراع الأمراء المماليك على العرش أدى لتفكك الدولة واستنزفها وأضعفها، بقت شبه دولة، ما بقاش فيها من الدولة اللي أسسها "الناصر محمد بن قلاوون" إلا الاسم وبس، وبقى عرش السلطنة مغسول بدماء المماليك من أبنائه، السلطان "حاجي" حكم سنة وشوية وبعدين المماليك انقلبوا عليه، وواجههم بقواته، كانوا في رمضان ودرات العركة، ولكنه انهزم واتقتل يوم الأحد 16 ديسمبر 1347م، ومن بعده تم تنصيب "الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون"، صبي صغير لا يملك من الأمر شيء قليل الخبرة والتجارب، ما يقدرش على مواجهة الأمراء والكبار وتصريف الأمور، شهد 6 سنين من حكم أبوه الزاهر، وشهد على سقوط 6 سلاطين من إخواته على العرش، السلطان صاحب الجامع الشهير، اللي على الورقة أم 100 جنيه، اللي أنا حكيت لكم حكايته قبل كدا في مقال سابق، ممكن تقرأه من هنا: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=712474569741748&id=100029376351171&mibextid=Nif5oz

    لو قرأت المقال دا هتعرف إن في سنة 1350م أعلن القضاة أن السلطان بلغ سن الرشد، ويقدر على الحكم بدون وصاية من حد أو تدخل من أمير، وأول ما مسك مقاليد الأمور قام بالقبض على الأمراء الأوصياء عليه وصادر أملاكهم، فقرر باقي الأمراء التخلص منه قبل ما يتخلص هو منهم، وكانوا أسرع منه حركة فخلعوه عن العرش يوم 11 أغسطس 1351م، وبايعوا أخوه الملك "صلاح الدين بن محمد بن قلاوون"، فتى ما كملش 14 سنة، ولكن برضو حصل عليه انقلاب جديد ورجعوا الناصر "حسن" للحكم مرة تانية في سنة 1354م، ولكنه حاول ممارسة السلطنة لوحده بدون منازع، ولكن حصل عليه انقلاب، وقيل إنه اختفى ومفيش حد عرف له طرق، وقيل إنه اتقتل، وعلى كل حال، وصل العرش للسلطان المنصور "صلاح الدين محمد بن حاجي بن قلاوون"، حكم سنتين بس في الفترة من سنة 1361م لسنة 1363م، وهو أول حفيد للسلطان "الناصر محمد بن قلاوون" يتولى الحكم، وبرضو تم خلعه وجاء من بعده ابن عمه السلطان "شعبان"، الملك الأشرف "زين الدين شعبان بن حسن بن محمد بن قلاوون"، اللي تولى حكم مصر سنة 764هـ/1363م، في ج11 من "النجوم الزاهرة" بيقول "ابن إياس" إن لما اتفق الأمراء على سلطنته أحضر الخليفة العباسي في القاهرة "المتوكل على الله أبو عبد الله محمد"، والقضاة الأربعة، وأفيض عليه الخلعة الخليفتية السوداء بالسلطنة وقعد على تخت الملك، وكان عمره 10 سنين، تم تنصيبه بدون أي هرج في المملكة ولا اضطراب في الرعية..

    قال إنه في أقل من قليل وقع خلع السلطان "المنصور" وسلطنة "الأشرف" وانتهى الأمر، ونزل الخليفة لداره وعليه التشريف، وما عرفتش الأهالي إن بقى بيحكمهم سلطان جديد إلا بدق البشاير والمناداة باسمه في الشوارع واتزينت القاهرة له.. متخيل، سلطان بيتخلع وغيره بيتم تنصيبه للحكم، والناس ما تعرفش حاجة، وقتها، كانت أوروبا بالكامل بتخطط لإسقاط مصر، مستغلين حالة التخبط والاقتتال الداخلي على الحكم فيها، أجهزة الدولة السيادية اتحولت لتكتلات بتضرب من تحت لتحت في بعضها البعض، والعسس كارهين المماليك البرجية اللي بيقاتلوا المماليك البحرية، ورئيس الديوان مع فريق ومسؤول النظام مع فريق مضاد، وفيه صراع شرس بين قائد الجيش الأتابك "يلبغا" ضد أمير السلاح "طيبغا الطويل"، حتى السلطان "شعبان" نفسه بيتحين الفرصة عشان يتخلص من الأوصياء وكبار قادة المماليك، عشان يقدر يحكم لوحده، وقال لخاصكيته إن المقال دا بتاع "أحمد الكراني"، واللي هيسرقه مش هياخد باله من السطر دا، المهم، عشان كدا طمعت أوروبا في مصر وجهز القبارصة حملة صليبية ضد مصر، نزلت اسكندرية وارتكبت مذبحة رهيبة، كتبت لكم عنها قبل كدا، ممكن تقرأ مقالي من هنا: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1032801927709009&id=100029376351171&mibextid=Nif5oz

    "الأشرف شعبان بن قلاوون" كان مصيره أكتر بشاعة، وكتب النهاية لدولة المماليك البحرية، في ج2 من "السلوك" بيقول "المقريزي" إنه كان عيان ورغم كدا قرر إنه يخرج لأداء فريضة الحج، وأوصى السلطان المماليك بحفظ القلعة، وعهد إليهم إنه إذا أصابه الموت فولده الأمير "علي" هو السلطان من بعده، وركب من قلعة الجبل ومشي ركابه لسرياقوس، فبات بقصوره فيها ليلة التلات ونزل على بركة الحجاج، وكان معاه معظم أمراء الألوف والمشايخ والأعيان والقضاة وحصله كمان الخليفة العباسي، فلما كان يوم السبت 3 ذي القعدة، وقع الانقلاب في القاهرة، خرجت المماليك مع من تأخر بالقلعة من المماليك السلطانية، واجتمع لهم مماليك الأسياد ومماليك الأمراء المسافرين صحبة السلطان، وفي جماعة من المماليك البطالة وواعدوهم جميعًا على القيام معهم، على أن ينفقوا فيهم 500 دينار، عنها 10 آلاف درهم، لكل واحد منهم، فمالوا إليهم وتحالفوا على الاتفاق بالإطاحة بالسلطان، وركبوا بآلة الحرب وعليهم ثياب القتال، مدججين بالسلاح، ونزل المماليك السلطانية اللي بالطباق من قلعة الجبل، وصعد اللي كانوا أسفل القلعة إليها، واحتشدت فيالق جيوشهم عند باب الستارة، وفي داخله الطواشي سابق الدين مثقال زمام الدور، والأمير جلبان لالا الأسياد، والأمير أقبغا جركس اللالا، فأغلقوا باب الستارة، وبدأ الهرج لما قام الانقلابيين بالدق على الباب، وطلبوا منهم إنزال الأمير "علي بن السلطان شعبان"، وزعقوا وقالوا: " قد مات السلطان ونحن نريد نسلطن ابنه الأمير علي"، كذبوا الكذبة وصدقوها، قالوا إن السلطان مات في طريقه للحج وهم هما بادعاء إنهم بينفذوا وصية السلطان فقيل لهم: "من كبيركم حتى نسلم إليه ابن السلطان"، لكن تبلبل القوم وتناقروا فيما بينهم ساعة وجمعهم بيكتر، وبينضم لهم الغوغاء من صغار المماليك والجلبان..

    وفجأة، كسروا شباك الزمام المطل على الجهة دي من باب الساعات في القلعة، واتسلقوا الحيطان وارتقوا فوق أسوار القلعة، واقتحموا البرج فنهبوا ما في بيت الزمام، ونزلوا لرحبة باب الستارة وقبضوا على الطواشي مثفال الزمام، وعلى الأمير حلبان، ودخلوا من باب الستارة بأجمعهم، وأخرجوا الأمير "علي" بالقوة الجبرية، وأجلسوه بباب الستارة وعليه عباءة الخلعة والعمامة، وأحضروا الأمير "أيدمر الشمسي"، وألزموه بتقبيل الأرض بين إيد السلطان الجديد، فقبلها، وأركبوا الأمير "علي" فوق حصان ومشيوا بيه وسط زفة على الإيوان المعروف بدار العدل، وأجلسوه على تخت الملك هناك، ولقبوه بالملك العادل علاء الدين، وبدأ المتمردين بالقبض على كل كبار القادة والموظفين في الحكومة، ولما استقر بيهم الأمر أمروا بأن ينادى في الناس بالأمان، فنودي في القاهرة ومصر بين يدي والي المحروسة: "الأمان والاطمئنان، افتحو دكاكينكم وبيعوا واشتروا، وترحموا على الملك الأشرف، والدعاء لولده الملك العادل علي، ونائبه الأمير آقتمر الحنبلي"، فكترت القيل والقال بين الناس، واستمرت الكوسات تدق بالقلعة بطبول الحرب، وطبلخاناة الأمراء أيضا تدق، والقوم وقوف تحت القلعة طول اليوم السبت، وليلة الأحد، والأمير "علي" مغلوب على أمره في الاصطبل السلطاني، وأصبح نهار الأحد، غيروا لقب الأمير "علي" وخلوه الملك المنصور، وأخدوا خطوط وتوقيعات جميع العلماء والأمراء إنهم رضوا بيه سلطان، ونادوا في القاهرة وأعمالهما تاني بالأمان والاطمئنان والدعاء للملك المنصور، وخرج البريد لإحضار الأمير "آقتمر الحنبلي" من بلاد الصعيد، وتقسموا الأمريات والألقاب بينهم..

    لما أصبح في يوم الأربعاء كان السلطان بمنزلة العقبة، فجأة اتجمع عليه المماليك واتحججوا بطلب عليق وأكل دوابهم، فوعدهم السلطان بصرفه في منزلة الأزلم ، فسألوه أن ينفق فيهم مالا لينفقوه في غلمانهم، فقال: " ما عندي إلا البشماط والشعير " ، فرادوه مرارا حتى نهرهم وتوعدهم، فخرجوا وهم مستائين ولفوا على الأمراء الكبار بيشتكوا السلطان، وقالوها نصًا كدا: "إن لم ينفق فينا قتلناه"، وهاجت حفائظهم واتحركت أحقادهم، وتواعدوا على قتل السلطان وخاصكيته، ولبسوا السلاح، وأتوا على الأمير "طشتمر" واتوعدوه بالقتل إن لم يوافقهم، فألبس مماليكه السلاح، وركب معهم هو والأمير "مبارك الطازي"، وغيره من كبار الأمراء الألوف، وقصدوا السلطان، وكان في خيمته بيتكلم مع خاصكيته، وفجأة ارتفعت الضجة، فبعث من يكشف له الخبر، فقيل قد ركب المماليك بالسلاح، ففهم إنه إنقلاب، فأمر من عنده بلبس السلاح، فما تم كلامه حتى هجموا على الخيام، وقطعوا الأطناب، فأمر السلطان بطفي الشموع وخرج بمن معاه متخفي في الظلام وهرب على الخيول قاصدين القاهرة، ومفيش مع أمرائه وخاصكيته من دعم، ما يملكش كل واحد فيهم إلا نفسه، ومشيوا في طريقهم لحد ما وصلوا قبة النصر خارج القاهرة، ومن هناك سمعوا دق كوسات الحرب في القلعة، فتخوف السلطان من الأمر، وبعت مرسال لكشف الخبر، وتوجه السلطان ومعاه الأمير يلبغا الناصري على الجبل، ودخل بقية الأمراء من خاصكيته للاختباء في قبة النصر، وناموا، فبينما المماليك راكبين تحت القلعة، فقبضوا بعد الضهر على مرسال السلطان، فأتوا بيه لأكابرهم فعرفهم خبر وقعة العقبة، وإن السلطان رجع على القاهرة شريد هو ومن معاه من شراذم المماليك، ودلهم على موضع السلطان، واتوجه المتمردين في جماعة على قبة النصر، واقتحموها..

    اتفاجئوا بخمسة من الأمراء الألوف منهكين ومتعبين ونايمين، فقاموا بذبحهم جميعًا، وأتوا برءوسهم معلقة على أسنة الرماح، لفوا بيها المحروسة احد ما استقروا بيها تحت القلعة وهم بيزعقوا عند كل ناصية وزقاق وشارع، بيقولوا: "صلوا على محمد"، وبعدين دفعوا الرءوس لأهلها، اللي راحوا يستكشفوا جثث الأمراء الخمسة وواروها التراب، وهكذا، اضطربت القاهرة، وخافت الناس على أرواها وأغلقوا ما فتح من الحوانيت، وكتر تخلقهم للحديث في أمر السلطان والقائمين بالدولة، ونودي بالقاهرة ومصر على السلطان، وتوعد من أخفاه، انفضحت الخطة اللي الأمراء أقاموا عليها الانقلاب، الناس عرفت إن سلطانهم لسة عايش، واللي بيحصل مجرد مؤامرة من المماليك للإطاحة بيه، ولكنهم انكتموا ومفيش حد قام بأي رد فعل إيجابي، كلهم سلبيين، والمتغطي بالناس عريان! الشعب كله بات ليلة الاتنين على تخوف وقلق شديد، ومترقب لمجريات الأمور، واللي هيحكم هيغني ويطبل ويرقص ويدعي له، فلما طلع النهار اتقبض رئيس هجانة السلطان واستجوبوه، فذكر إن آخر علمه بيه إنه فارق الأمراء وطلع الجبل، وقتها كان السلطان شاف الخيل اقتحمت قبة النصر في طلبه وقتلوا خاصكيته، فاختفي لحد الليل، وخرج على بيت أستادار الأمير الناصري، فآواه هو ومن معاه وحدثهم بقيام المماليك، وما كان منهم وذبح الأمراء، فاشتد خوف السلطان، وخرج من ليلته لوحده من بيت أستادار الناصري، وقصد بيت آمنة امرأة المشتولى بحارة المحمودية من القاهرة، وبات عندها بقية ليلة الاتنين، وأصبح فيه لحد آخر النهار، لكن واحدة جارتها شافته عندها فمضت وأعلمت القائمين بالدولة بمكانه، فركب المتمردين على الجياد وقصدوا بيت أمنة، وقبضوا عليها وعذبوها وأرهبوها، فأشارت بادهنج البيت، اللي هو المنور أو المسقط يعني..

    فدخل الأمراء فوجدوا السلطان لابس جلابية حريمي، ومتخفي فيها بخمار ونقاب، ومستعد للهرب! قبضوا عليه، وخلعوا عنه زيه التنكري وألبسوه سلاح وملابس جندي منهم، وستروا وجهه بكيس قماش أسود، وخرجوا بيه من باب سعادة أحد أبواب القاهرة، لحد ما صعدوا بيه قلعة الجبل، فتسلمه الأمير أينبك، وعاقبه وعذبه بالضرب والإهانة والمد على الرجلين لحد ما دلهم على مكان كنوزه، وجمعوا بينه وبين ناظر الخاص شمس الدين المقسى، لحد ما يتحققوا من مكان الكنز بالفعل، نهبوه، ولعدين استدعوا القاضي "صدر الدين محمد بن إبراهيم المناوي"، واحد من خلفاء الحكم، يوم التلات، وأمروه بإثبات وصية الملك الأشرف، فقالهم: "لابد من إثبات وفاته"، اللي هو ازاي ننفذ وصيته أصلًا وهو لسة عايش! فدخل عليه مملوك منهم اسمه "جركس السيفي"، وخنقه، وبعدين أدخلوا عليه جماعة عاينوه وهو ميت، ورجعوا على القاضى فشهدوا عنده بموته، وإنه أوصى الأمير "عز الدين أينبك"، اللي أنعم على "جركس" قاتل السلطان بإمرة عشرة، جزاء بما فعله من خنق السلطان، وبعدين أخدوا جثة الأشرف ووضعوها في قفة وخيطوها عليه، وبعدين ألقيت في بير آخر نهار التلات، ومضت له أيام لحد ما ظهرت وفاحت ريحة نتنه، فأخرجه جيران البير وعرفوه ودفنوه بالكيمان اللي بجانب مشهد السيدة نفيسة، ولكن واحد من خدم السلطان راقبهم لحد ما انتهوا، وأخرجه بالليل من قبره وحمله على تربة أمه "خوند بركة" من التبانة، وغسله وكفنه وصلى عليه، ودفنه بالقبة التانية، في الجامع المعروف باسم جامع "أم السلطان شعبان"..

    مات السلطان بشكل مأساوي سنة 1377م، بعد 14 سنة من الحكم، واتسلطن ابنه "المنصور علاء الدين علي"، تولى الحكم لمدة سنتين لحد ما مات واتسلطن الطفل "الصالح زين الدين حاجي"، وكان الوصي عليه هو الأمير "سيف الدين برقوق، اللي بعد سنة واحدة استجاب لإلحاح الأمراء ورغبتهم في تنصيبه سلطان فعل عليهم، بعد ما قضى على كل الموالين لحكم آل قلاوون، والبقية آرادوه بدل من السلطان الاسمي الصغير، فوافق، وبويع سلطان على مصر في 19 رمضان 784 هـ / 16 نوفمبر 1382 م، ولُقّب بالملك "الظاهر سيف الدين برقوق" فكان هو مؤسس الدولة التانية، دولة سلطنة المماليك البرجية في مصر، وهابقى اكتب عن الأكداث دي بالتفصيل بعدين، وهكذا، انتقل الحكم من دولة المماليك البحرية لدولة المماليك البرجية، اللي استمرت في حكم مصر لحد سنة 1517 م.. وكان آخر سلاطينها هو السلطان الشهيد الأشرف "طومان باي"، اللي انهزم أمام قوات الغزو العثمانلي، وقام "سليم الأول بإعدامه، وبكدا انتهت دولة المماليك للأبد، وفي النهاية، المقال دا وغيره لهم حقوق ملكية، وباكتبهم لحضرتك بكل محبة وتقدير، وبالمناسبة اللايك والكومنت والشير دي حاجات بتساعدني جدًا عشان أكمل في نشر المحتوى بتاعي، وعشان توصل لك مقالاتي بعد كدا يا ريت تفضل متفاعل عندي وما تنساش تعمل متابعة للحساب، واشترك في قناة اليوتيوب بتاعتي في التعليق الأول .. 👌

    فوتكم بعافية..

    #أحمد_الكراني


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 8:29 am