منتديات السادة الهوارة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات السادة الهوارة

د/مصطفى سليمان أبو الطيب الهوارى

د مصطفى سليمان ابوالطيب ابويوسف عايد الهوارى من مواليد محافظة الاسكندرية 8-6-1973 الاصل من محافظه اسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيلة هوارة عايد الهوارى دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمة مشكاة للدرسات الاسلامية عن القبائل النازحة لمصر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء الهوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 ومؤلف مجلد قاموس القبائل العربية المصرية( مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة) و موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهم1-تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2- القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3- القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4-رجال العصر فى أنسابهوازن وبنى هلال وبنى نصر 5-الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية -6-القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف و الامين العام لمجلس للقبائل المصرية والعربية بالاسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصرى للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالاسكندرية حاصل على شهادة تفدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان [رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوطفرع عبدالقادرالعامرية الإسكندرية/ وكيل مؤسسين حزب التحرير العربى حزب لم يكتمل امين عام التنظيم بحزب مصر الثورة سابقا مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعه بالاسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدنى رئيس لجنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية وباحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية بمصر والوطن العربى موبايل رقم 01224369577 01002920977 01119825377
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

    الدولة العثمانية

    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت سبتمبر 23, 2017 9:18 am



    إنعائلة ارطغرال بن سليمان التركي

    في القرن السادس الهجري تعرض العالم الإسلامي لهجمات من المغول بقيادة جنكيزخان فقررت قبيلة قابي الايغورية الهجرة إلى المشرق الإسلامي .. للهروب من غزوات المغول ..
    فقامت القبيلة بقيادة سليمان التركي بالهجرة إلى العراق . وعند ضفاف نهر الدجلة
    غرق زعيم القبيلة سليمان في نهر دجلة . فأخلتفت القبيلة قسم أرد البقى في العراق وقسم أراد إن يكمل المسرة بقيادة ارطغرال بن سليمان .

    وقام ارطغرال بقيادة القبيلة حتى الأناضول في تركيا .. وعند وصوله في الأناضول
    شاهد معركة بين السلاجقة وبين الروم فأنحاز إلى المسلمين وأنقذ جيش علاء الدين السلجوقي من هزيمة على يد الروم .. واستطاع ارطغرال إن يقلب المعركة إلى نصر للمسلمين .. فكافئه السلطان السلجوقي بمنحه إقطاعية صغيرة

    بعد تولي ارطغرال الإقطاعية حتى اخذ في مهاجمة قرى الروم وحصونهم وقلاعهم
    وتوفي سنة 680 هـ وتولى ابنه عثمان الحكم

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/tr/6/67/Osman_Gazi.jpg

    خلف والدة في قيادة الإقطاعية الصغيرة وقبيلة وساعد السلطان السلجوقي علاء الدين كيكوبات.. وعندما قتل التتار السلطان السلجوقي هرع له المسلمين والأمراء السلاجقة فبياعوه سلطان عليهم .. فأخذ بمحاربة التتار في تركيا حتى استطاع إن يقف لهجماتهم بالمرصاد .. فتح مدينة قرة حصار الرومية واتخذها عاصمة له .
    وعندما فتح مدينة ينى شهر نقل عاصمتها له . حارب الروم والتتار في تركيا
    وأنتصر في اغلب معاركة ..
    وكأن حلمة إنه يفتح مدينة بورصة الرومية .. وقد حاول سبع مرات فتحها وفشل
    وعندما مرض وأوشك على الوفاة أوصى ابنه اورخإن إن يفتح مدينة بورصة
    فذهب ابنه بجيش كبير وفرض حصار على مدينة بورصة . وعندما سقطت المدينة
    كان السلطان عثمان قد توفى ..
    وكان السلطان عثمان سلطان عادل متمسك بالشريعة الإسلامية و شجاع وسياسيا محنك .. وضد مبادي الدولة العثمانية وهي الحكم بالشريعة الإسلامية ونشر الإسلام والدفاع عن أراضي المسلمين والجهاد في سبيل الله .
    توفي سنة 726 هـ
    وتولى بعده ابنه السلطان اورخإن بن عثمان

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/8/8e/Orhan_I.jpg

    كان قائد عسكري وسلطان عادل . وضع القوانين والأنظمة في دولته
    أسس فرق الإنكشارية واهتم بالعمران وتطوير الجيش . وأخذا بسياسة التوسع في بلاد الروم وتوحيد أراضي تركيا تحت قيادته .
    وحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية في كافة إنحاء دولته .
    وسع أراضي دولته حتى شملت جميع أجزاء تركيا .
    قرر السلطان اورخإن غزو قارة أوربا. فأرسل جيش بقيادة ابنه سليمان لمهاجمة أراضي اليونان وإيجاد موطئ قدم في قارة أوربا.
    وبنما جيش التركي بقيادة سليمان يطارد الجيوش اليونانية وقع سليمان من ظهر فرسه فتوفى على الفور ..
    وعندما علم السلطان اورخإن بموت ولده الأكبر سليمان حزن عليه ومرض
    وتوفي بعد وفاة ابنه بشهر في بورصة .
    فتولى ابنه مراد الأول بن اورخإن الحكم

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/b/b3/Muradhudavendigar.jpg

    تولى الحكم سنة 761 هـ بعد وفاة والدة اورخإن . توجا بداية حكمة في فتح مدينة أنقرة . ثم زحف على شواطي البحر الأسود فأخضعها جميع لحكمة .
    عند ذالك قرر مراد الأول تغير السياسة العثمانية . بنقل القيادات الإدارية والعسكرية إلى أراضي الأوربية .
    فنقل عاصمة إلى أدرنة القريبة من أوربا. وخاض الحروب الكثيرة
    ضد البلغاريين واليونانيين والصرب والالبإن .
    دعا بابا الفاتيكان إلى حملة صليبية ضد الدولة العثمانية .
    فجهزوا حملة قوامها ثمانين إلف مقاتل من صربيا والبوسنة والمجر .
    وعندما اقتربت الحملة من أراضي الدولة العثمانية .
    أرسل السلطان مراد فرقة عسكرية لهم بقيادة حاجي بيك الذي طلب منه إن يسلك الطريق إلى تلك الحملة في ثلاث أيام وإن يفاجئهم في أراضي البوسنة .
    استطاع حاجي إن يقطع المسافة في ثلاثة أيام وإن يهجم على الصليبين الذين تفاجئوا في الهجوم العثماني عليهم ولم يكونون متوقعين للهجوم العثماني بسبب بعدهم عنهم .. استطاع حاجي العثماني إن يدمر هذا الحملة وإن يفرق شملهم .
    احتل أكثر أراضي اليونان وبلغاريا .
    دقت نواقيس الخطر في كنائس أوربا فدعي بابا الفاتيكان إلى حرب صليبية تشارك فيها ملوك أوربا لمحاربة العثمانين . فتجهز ملك صربيا وملك البوسنة وملك بلغاريا المطرود من بلدة وملك المجر . وسارو بجيش ضخم قدر عدد بمائتين إلف مقاتل أوربي . وعندما علم السلطان مراد بذالك جمع جميع جيوشه من أسيا وأوربا
    وقرر إن يسير إلى كوسوفا لملاقاتهم . واقسم السلطان مراد إنه لن يرجع إلى بلادة إلا أذا أنتصر أو يقتل في هذا المعركة . والتقت الجيوش في مدينة كوسوفا .
    وصبر السلطان مراد في هذا المعركة التي طالت أكثر من أربعة أيام .
    عند ذالك آمر السلطان مراد بالزحف على الصليبين وصاح بجنوده آما الجنة وآم عز الإسلام . واستطاع إن ينتصر في هذا المعركة وإن يدمر جموع الصليبين .
    وإثناء تفقد السلطان لـ ارض المعركة . حتى لمح جندي صربي جريح يتظاهر بالإسلام فأمر السلطان إن يسقى ماء وعندنا شرب الصربي طلب منه إن يسمح له إن يقترب منه ليلعن أسلامة فسمح له بذالك ولكن الصربي اخرج خنجر معه وطعن السلطان مراد في بطنه , فتوفي على الحال
    وتولى السلطة بعده ابنه بايزيد الأول

    بايزيد الأول

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/5/59/Bayezid_I_-_Manyal_Palace_Museum.JPG

    تولى السلطة بعد مقتل والدة مراد الأول .
    دعا بابا الفاتيكان إلى حملة صليبية كبيرة ودعا ملوك أورب املك صربيا وملك المجر وملك المانيا وملك ايطاليا وملك النمسا وملك المجر .
    وتجمع أكثر من 300 إلف مقاتل أوربي فخرج لهم بايزيد بجيش قوامه 130 إلف مقاتل . والتقوا في معركة نيوقوبس في أراضي صربيا . واستطاع بايزيد إن ينتصر عليهم وإن يقتل ملك المانيا والنمسا وأسر ملك ايطاليا . الذي قال له بايزيد إن أطلق سراحك اليوم وأنت في حل من قسمك الذي أقسمت فيه إنك لن تحارب المسلمين . ولكن أخبرك إن أحب شي في قلبي هي مقاتلة ملوك الصلبان وإذا رجعت إلى بلادك أرجو إن ترسل جيوشك لكي احصدهم لك .
    أنتقل بايزيد بسرعة إلى أسيا وهاجم بعض الإمارات التي لم تخضع لحكمة .
    ثم أنتقل من أسيا إلى قارة أوربا وهاجم مملكة الصرب واستطاع إن يهزم جيش ملك صربيا استيفإن . ثم أنتقل إلى حصار القسطنطينية وفشل في فتحها .
    ثم عاد إلى أسيا واستطاع إن يضم الإمارات التركية الضعيفة لدولته . ثم أنتقل إلى أوربا وقرر مهاجمة أراضي صربيا . فعرض ملك صربيا عليه إن يزوجه أخته وإن يدفع له جزية كبيرة وإن يعطيه جنود صربيين يعملون لديه .
    فكر بايزيد في الأمر ووافق عليه لأنه كان يريد دولة نصرانية محالفة له لكي تبقى حاجز بينه وبين مملكة المجر القوية الأوربية. فهاجم دولة رومانيا واستولى عليها .
    وصلت أخبار إلى بايزيد إن تيمورلنك ينوي مهاجمة أراضي دولته فقرر إن يجمع جميع جيوشه وإن يلاقي تيمورلنك في معركة أنقرة التي استطاع فيها تيمورلنك إن يدمر جيشه وإن يأسر بايزيد وإن يضعه في قفص من حديد . ولم يستطع بايزيد تحمل هذا المهانة فتوفي بعد ثلاث أشهر من سجنه فتوفي .

    من هو تيمورلنك

    تيمورلنك :
    هو تيمور الجرجاني نسبة إلى جرجإن وهي مدينة في أوزبكستان . كان في بداية حياته راعي للغنم ثم حداد ثم قاطع طريق .
    شكل عصابة فقام بسرقة أموال الناس في احد سرقات جرحت رجله وعرجت فلقب
    بتيمور الأعرج . وهو مسلم شيعي تركي الأصل .
    وعندما قام حسين الكاشغري بغزو تركستان عمل تيمور في خدمة حسين حتى قام بثورة عليه ولكن نهزم وطرد تيمور من تركستان فهرب تيمور إلى خراسان .
    واتفق مع ملك خراسان على محاربة حسين الكاشغري . واستطاعوا إن يطردوا حسين الكاشغري من وسط أسيا . ولكن نشب خلاف بين تيمور وملك خراسان ونشبت بينهم حروب وأستطاع تيمور الانتصار عليه .
    ثم بعد ذالك قام تيمور بغزو خورازم واستطاع إن يدمرها ويضمها إلى أراضيه .
    ثم قام بغزو تركستان واستطاع الانتصار عليهم . ثم هاجم ايرإن بحرب السبع سنوات حتى استطاع الاستيلاء عليه . ثم خاض حروب عنيفة ضد تيمقوفيتش ملك روسيا واستطاع تيمور الانتصار عليه . ثم سير تيمور جيش ضخم لغزو روسيا
    واستطاع تيمور احتلال موسكو .
    ثم بعد ذالك توجهه تيمور إلى العراق وحارب دولة المماليك والسلطان برقوق
    واستطاع تيمور إن يحتل العراق والشام .
    ثم هاجم أراضي الدولة العثمانية في معركة أنقرة . وإن يستولي على تركيا واليونان وبلغاريا وجميع أراضي الدولة العثمانية .
    ثم قام بغزو القوقاز . واستطاع إن يحتل أراضي الشيشان وجورجيا وارمنييا
    ودمر مملكة الاوستين (( بلاد اوستين واوكرإنيا ))
    ثم بعد ذالك قام بمحاربة الأفغان وإن يحتل أراضيهم .
    ثم قام بعد ذالك بغزو الهند وباكستان واستطاع إن يهزم إبراهيم اللودهي ملك الهند
    وإن يضم الهند إلى أراضي دولة .
    ثم بعد ذالك قام بغزو التبت وإن يستولي إلى التبت كاملة .
    وفي أخر حياته سئل جلسائه هل توجد دولته لم يغزوها فقالو له جلسائه
    إنها الصين لم يحتلها احد من قبل .
    فجهز جيشه وقام بغزو منغوليا ومنشوريا وكوريا واستطاع احتلالها .
    فقالو له إن الصين هي بلاد مملكة بكين . فجهز جيش ضخم وسار به إلى غزو الصين حتى وصل إلى بكين وفرض عليها حصار .
    وكان تيمور قد بلغ السبعين من عمرة فتأثر بالبرد والجوع وتوفي وهو محاصر لبكين .
    وكان عند وفاته يحكم أراضي تمتد من الشام شرقا إلى بكين غربا
    ومن موسكو شمال إلى بنغلاديش جنوبا .
    وكان يحكم هذا الدول (( الشام والعراق وتركيا واليونان وروسيا وموسكو ايرإن وافغإنستإن وجميع دول تركستان و باكستان والهند وبنجلاديش والتبت ومنغوليا ومنشوريا وكوريا واغلب أراضي الصين والقوقاز والشيشان واذربيجإن وارمنييا وصحراء سيبريا ))
    كان تيمور قائد عسكري بارع كان يعتمد على التجسس وترويج الإشاعات وكان يعتمد على الخرائط في غزوه وهجماته مما مكنه من هزيمة جميع ملوك قارة أسيا واحتلال قارة أسيا كاملة تحت حكمة .

    وعندما توفي تيمورلنك استطاع أبناء بايزيد إن يهربوا من سجون تيمور وإن يعود إلى تركيا . ولكنهم نشبت بين الإخوة الثلاث حروب أهلية
    استطاع اصغر أبناء بايزيد وهو السلطان محمد من هزيمة إخوته وإن يحكم الدولة العثمانية

    --------------------------------------------------------------------------------

    الجربوع المتلطم04-09-2009, 11:54 PM
    السلطان محمد الأول

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/0/05/Mehmed_I.jpg

    نشغل لمدة ثلاثة عشرا سنة في محاربة أخوته . بذل اغلب سنين حكمة في استعادة أراضي الدولة العثمانية . خاض حروب مع ملك المجر وصربيا أنتصر في اغلبها .
    أصيب بمرض الدوسنتاريا الحادة وعندما شعر بقرب اجله عهد بالحكم لـ ابنه مراد لكي يحكم الدولة العثمانية ..
    أستطاع إن ينجي الدولة العثمانية من أكثر المحن اللي مرت بها .
    توفي سنة 824هـ

    فتولى بعده
    مراد الثاني بن محمد الأول

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/e/e9/Murat_II.jpg

    تولى عرش السلطة سنة 824 هـ هاجم صربيا وهزمها ثم حاصر القسطنطينية ولكنه فشل في فتحها . خاض حروب مع رومانيا حتى استطاع إن يرجعها إلى حكمة . وخاض حروب عنيفة ضد ملك البانيا ومقدونيا الاسكندر الألباني الذي كانت بينه وبين السلطان مراد الثاني حرب دامت 25 سنة . والسبب في طول الحرب بينهم هو اعتماد الاسكندر على الدعم الايطالي والجبال في حربه ضد السلطان مراد الثاني . كان مراد الثاني متدينا ومتمسك بالشريعة الإسلامية
    قرر إن يعتزل الحكم وإن يولي ابنه محمد الفاتح الحكم برغم من صغر سنه
    حيث كان عمرة 13 سنة . وذهب السلطان مراد إلى أماسيا وعكف على العبادة
    حتى سمع إن البلاد في خطر بسبب هجوم ملك المجر بجيوش ضخمه .
    فعاد إلى الحكم واستطاع يهزم ملك المجر ثم أنشغل بحربه مع الاسكندر الالبإني
    ثم قرر اعتزال الحكم ولكنه عاد إلى الحكم عندما علم إن العساكر شغبو على ابنه بسبب استخفافهم فيه . فعاد إلى الحكم حتى توفي سنة 855هـ .




    محمد الفاتح بن مراد الثاني

    http://img102.herosh.com/2009/09/04/708440135.jpg

    في بداية حكمة عقد معاهدات كثيرة مع ملوك أوربا. ثم أخذا يبني استعدادات ضخمة لفتح القسطنطينية حيث قام
    ببناء القلاع البحرية المحيطة بالمدينة . وقام ببناء أسطول ضخم كذالك جمع ابرع مهندسين الكورة الأرضية لبناء المدفعيات الضخمة
    ومنها مفتح ضخم استغرق صناعة أكثر من سنة . وهو المدفع السلطاني العملاق
    الذي كان يسحبه مائتين من الرجال الأقوياء ومائة ثور يستخدم في سحبه .
    واستغرق نقله من مدينة بورصة إلى الشاطي الأوربي قرابة الأربعة أشهر .
    حشد جيش ضخم قارب الربع مليون جندي .
    وأخذا في فرض حصار بري وبحري ومدافع عملاقة . واستمر الحصار قرابة الشهرين ولم تسقط المدينة .
    بعد ذالك سنحت فكرة لمحمد الفاتح وهي بسحب السفن على البر إلى القناة المائية
    المحيطة بمدينة القسطنطينية . وقام بهذا العملية واستطاع إن يدمر أسوار المدينة
    ليتم له فتح المدينة التي حاول المسلمين كثيرا فتحها .
    وغير اسم المدينة إلى اسلامبول أي مدينة الإسلام .
    هاجم بلاد المورة والبإنيا واستطاع إن يطرد ايطاليا منها وإن يقوم باحتلاله .
    قام ملك الافلاق (( رومانيا )) بمهاجمة بلغاريا النصرانية الخاضعة تحت حكم العثمانين وقام بقتل النصارى البلغاريين وآخذو أسرى من عوائل بلغارية
    اعتبر محمد الفاتح العثماني إن قتل رعايا وأسرى نصارى بلغاريين تابعين للدولة العثمانية هو اعتداء على ارضي الدولة العثمانية .
    فأرسل سفارة إلى ملك الافلاق يطلب فيها إطلاق سراح الأسرى الغير المسلمين البلغاريين ولكن ملك الافلاق قتل جميع أعضاء السفارة .
    فجرد السلطان محمد الفاتح الحملات العسكرية المتواصلة على رومانيا
    حتى هرب ملك الافلاق إلى المجر تارك دولته تحتل من قبل محمد الفاتح .
    امتنع ملك البوسنة عن دفع الجزية . فقام محمد الفاتح بغزو البوسنة واستطاع إن يفتحها .
    قام ملك المجر بشن هجوم على البوسنة ولكن القوات العثمانية استطاعت إن تقوم بصد هجومه .
    قام اليونإنين بالثورة على الحكم العثماني ولكن محمد الفاتح استطاع إن يقمع الثورة .
    قام محمد الفاتح بأكبر مشروع يقوم بإنشائه
    وهو جعل شعب البوسني (( من شعب نصراني أرثوذكسي إلى شعب مسلم ))
    فأتخذا هذا السياسة
    1_ إسقاط الجزية عن أي نصراني بوسني .
    2_ إرسال الدعاة إلى البوسنة وآي نصراني بوسني يحضر مجالس الدعاة
    له دينار ذهب
    3_ أقام ببناء الكثير من المدارس الإسلامية في البوسنة
    4_ أقام محاضرات ومناظرات بين كبار الشخصيات البوسنيين وبين لهم سوء العقيدة النصرانية
    5_ أي بوسني يعتنق الإسلام سوف يتم أيجاد وظيفة وعمل له في الدولة العثمانية

    وبهذا السياسة استطاع في فترة زمنية قصيرة إن يحول شعب أوربي من النصرانية إلى الإسلام

    خاضع الحروب العنيفة ضد ملوك أوربا ولكنه أنتصر عليهم
    جهز لحملة عسكرية كبيرة لغزو ايطاليا وفتح روما ولكنه توفي قبل إن يحقق هذا الحلم سنة 882هـ

    فتولى الحكم بايزيد الثاني ابن محمد الفاتح

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/0/09/Beyazid_II.jpg

    كان هادي ومسالم يكرهه الحروب والمعارك . وقع الكثير من معاهدات السلام
    مع ملوك أوربا والدولة الصفوية الشيعية . وكان ضعفه شخصيته في أخر حياته
    وأهمل في الحكم فأجبروها الوزراء على إن يستقيل من الحكم وإن يسلم الحكم لـ ابنه سليم الأول

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/d/db/Selim_I.jpg

    لقبوه الاوربين بسليم العابس حيث إنه لا يضحك ولا يبتسم
    وأطلقت الأتراك عليه لقب ياور أي الشجاع
    وكان قائد عسكري عصبيا المزاج له هيبة قوية . اتخذا سياسة القضاء والتدمير لـ أعداء الدولة العثمانية .
    أول إعماله التي قام بها جهز جيش ضخم وقرر إنه يكتسح قارة أوربا كاملة .
    فأخذا بمهاجمة ملك صربيا الذي استسلم له ثم تابع مسيرة لغزو المجر التي استلمت هي الأخرى له . فقام بمهاجمة النمسا التي اعلإن ملك النمسا إنه عبد له وإن خاضع لحكم وإثناء عودة من النمسا . قام بمهاجمة البندقية الايطالية التي أعلنت له إنها سوف تدفع له الجزية .
    بعد ذالك عاد اسطنبول . وأخذا يجهز جيش ضخم لغزو الدولة الصفوية الشيعية .

    كانت ايرإن في القرن الثامن الهجري دولة سنية حتى استولى إسماعيل الصفوي على الحكم فأعلن إن المذهب الشيعي الإثناء عشري هو المذهب الرسمي في ايرإن .
    وقد قام إسماعيل الصفوي بمقتل مليون سني في العراق و ايرإن
    وقتل الكثير من العلماء السنة في ايرإن وأرسل الكثير من الدعاة للمذهب الشيعي في ايرإن والعراق . وقام إسماعيل ببناء الكثير من المدارس الشيعية في ايرإن
    لنشر المذهب الشيعي في ايرإن حتى أصبحت ايرإن اغلبها شيعة .
    جهز سليم حملة عسكرية ضخمة لغزو ايرإن .
    فخرج بجيشه من اسطنبول وتوجهه إلى العراق ثم واذربيجإن ثم ايرإن . حتى استطاع من يقابل إسماعيل الصفوي في عقر دارة في معركة جالديرإن في تبريز
    وفر إسماعيل من المعركة لم رأى جيشه يدمر كله أمام عينها .
    احتل سليم واذربيجإن والعراق و ايرإن وأخضعها لحكمة . ولكي يتخلص من المذهب الشيعي . قام سليم بقتل دعاة الشيعة في أراضي دولته وفي أراضي العراق و ايرإن
    كذالك اهتم بنشر الدعاة في العراق واذربيجإن لـ إعادته الناس إلى مذهب السنة والجماعة .
    وعندما عاد سليم الأول إلى اسطنبول . حتى وصله تجار من مكة المكرمة يريدون مقابلته وعندما قابلهم اخبروه بأن سفن البرتغاليين تهاجم ميناء جدة .
    فجهز حملة عسكرية لنزع الدول العربية من حكم المماليك في مصر . فسار بجيشه
    حتى هزم قنصوه الغوري في مرج دابق . ثم أكمل مسيرته حتى ضم مصر له .
    ثم أرسل جيشه إلى ضم الحجاز واليمن للحكم العثماني .
    وعندما عاد سليم إلى عاصمته حتى أخذا يجهز حملة عسكرية ضخمة ولكن توفي
    إثناء تجهيزه لهذه الحملة .
    اختلف المورخين في اتجاه هذا الحملة . فهنالك بعض المورخين قال إن كأن يريد غزو روسيا وبعض المورخين قال إنه يريد إن يغزو ايطاليا أو المانيا .
    توفي سنة 926هـ
    السلطان سليم هو أول سلطان مسلم يحلق لحيته ويقوم بتربية شاربه
    ومع ذالك قد خدمات كثيرة للعالم الإسلامي من القضاء على الدولة الشيعية
    كذالك في حماية الدول العربية من خطر السفن البرتغالية . وكأن متمسك بالحكم بالشريعة الإسلامية وذات مرة علم سليم الأول إن رعايا الدولة العثمانية
    النصارى واليهود يعملون على التجسس لصالح أوربا فقرر سليم إن يقوم بقتلهم أو إجبارهم على الإسلام . فأعترض على سليم الأول علماء السنة واخبروه إن هذا العمل لا يجوز وإنه لا أكراه في الدين فتراجع عن رأيه .
    قرر إن يفرض اللغة العربية كلغة رسمية في الدولة وإن يجبر الناس على تعلم العربية ثم اجل قراره هذا ولكنه توفى .
    كان سريع الغضب وذو براعة عسكرية وقيادية فذة . لم يكن له أولاد إلا
    ولد واحد وهو السلطان سليمان القانوني .
    قال سليم الأول في وصيته لـ ابنه (( يا ابني اعمل كم عمل ابائاك وأجدادك السلاطين بني عثمان على حماية الإسلام والمسلمين . واحرص يا ابني على الجهاد ونشر الإسلام فإنها بهذا انتصرت بني عثمان على ملوك الأرض .
    ويا ابني عليك بالحكم بالشريعة الإسلامية وقرب علماء السنة من مجلسك . وإياك واللهو ومجالسة السفهاء . وأوصيك بمحاربة النمسا والمجر وحارب الشيعة
    واحمي يا ابني كل شبر من أراضي الإسلام وإن لم تفعل ذالك فأني برئي منك يوم الدين ))

    --------------------------------------------------------------------------------

    الجربوع المتلطم04-09-2009, 11:54 PM
    السلطان سليمان القانوني

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/9/98/Suleyman_I_of_the_Ottoman_Empire.jpg


    وهو أعظم سلاطين بني عثمان حيث جمع بين سياسة جدة محمد الفاتح وبين براعة أبيه سليم العسكرية .
    ابتداء حكمة بالقضاء على ثورة في الشام والمصر والحجاز على الدولة العثمانية
    وجهه ضربة قوية وقاضية على الصرب فأحتل بلغراد وقضى الدولة الصربية .
    ووجهه ثلاث حملات عسكرية قوية إلى ايرإن الشيعية حتى استطاع إن يضم العراق وأجزاء كثيرة من ايرإن تحت الحكم العثماني .
    قام بغزو المجر واستطاع إن يحتلها وإن يحتل عاصمتها بودابست .
    دعاء بابا الفاتيكان إلى حملة صليبية تشارك فيها ملوك أوربا ضد سليمان القانوني
    فتجهز ملك النمسا والمإنيا وهولندا وإنجلترا واسبانيا وايطاليا والبرتغال وروسيا
    واوكرإنيا . فتجمعوا ملوك أوربا في النمسا وزحفوا بجيوش ضخمة وسارو إلى اغزو العثمانين .
    علم سليمان القانوني بهذا الحملة فقرر ملاقاتهم وخرج بجيشه من اسطنبول
    وضع سليمان القانوني خطة عسكرية تقضى إن يقسم جيشه إلى ثلاث أقسام
    القسم الأول وطلب منه إنه ينسحب عند ملاقة الجيش الصليبي .
    والقسم الثاني وطلب منه إن ينسحب أيضا . وفي القسم الثالث كان السلطان سليمان وباقي جيشه ومعه خمسة الإلف مدفع .
    وعندما اقتربت الجيوش الصليبية المندفعة بسرعة . أمر سليمان بإطلاق المدفعية ضد جموع الصليبين . التي حصدتهم المدفعية العثمانية وكذالك فإن القسم الأول والقسم الثاني قد أطبق على جموع الصليبين من الخلف . وبالتالي في هذا المعركة المسماة بمعركة موهاكس قد حصدت جيوش أوربا كاملة . حيث إن جيش أوربا بلغ 300 إلف مقاتل أوربي لم ينجو من هذا المعركة إلا أربعة الإلف مقاتل .
    وراح في معركة موهاكس ملوك أوربا ضحايا .
    من بعد معركة موهاكس توجهه سليمان القانوني لغزو النمسا فحاصر النمسا ثلاث مرات حتى قررت إن تخضع النمسا تحت الحكم العثماني .
    قرر سليمان القانوني ضم ليبيا وتونس والجزائر تحت الحكم العثماني لحمايتها من الهجمات الاسبانية . وقد استطاع سليمان القانوني في هزيمة اسبانيا والبرتغال في معركة بحرية في البحر الأبيض المتوسط . وفرض حظر على سفن أوربا في الإبحار في البحر الأبيض المتوسط .
    كذالك قام سليمان بضم قطر والمنطقة الشرقية والإحساء وعمان والأمارات تحت حكم العثمانين وذالك حماية لهذا الدول من البرتغال ومن ايرإن الشيعية .
    إنتزع اوكرإنيا من الحكم البولوني الروسي وضمها لحكمه .
    سن القوانين والأنظمة في الدولة العثمانية حتى إنه عرف باسم القانوني .
    كان عادل سياسيا محنك متمسك بالشريعة الإسلامية. قامت المانيا بقيادة إمبراطورها لغزو الدولة العثمانية ولكنه أنهزم من القوات العثمانية التي تحرس الحدود وتم اسر الإمبراطور الالمإني الذي أمر بقتله .
    سير جيش عثماني لغزو موسكو بسبب قيام القيصر الروسي بقتل تجار مسلمين في موسكو واستطاع الجيش العثماني من إحراق موسكو وقتل القيصر الروسي
    قام بضم جيبوتي والصومال واريتريا لحكمة لذالك لـ إغلاق البحر الأحمر ضد
    السفن البرتغالية .
    كتب رسالة إلى ملك فرنسا الذي استنجد به من الغزو الاسباني والغزو الهولندي فكتب له
    (( إنا السلطان سليمان بن السلطان سليم . إنا الملك في بلاد العرب والعراق وإنا الخان في بلاد الفرس واذربيجإن وإنا الخاقان في بلاد الأتراك وإنا القيصر في بلاد الروملي وروسيا . إنا السلطان في البحر الأبيض وفي البحر الأحمر وبحر العرب وبحر طرابزون . وسيفي مسلول وخيولنا مسرجة ............ ))

    توفي سليمان سنة 974هـ كانت حروبه في جميع الميادين في أوربا واسيا وإفريقيا وفي البحار

    ويعتبر سليمان القانوني أخر السلاطين الأقوياء في الدولة العثمانية
    وتولى بعده سلاطين ضعاف اكتفوا في الجلوس في قصورهم وترك أمور الدولة بيد الوزراء


    من مزايا الدولة العثمانية
    1_ وقفت سد منيع ضد حملات أوربا الصليبية لـ أكثر من 300 سنة
    فعندما طرد المسلمين من الأندلس أخذت قارة أوربا تعد الحملات العسكرية
    للقضاء على دولة الإسلام ولكن الدولة العثمانية وقفت في وجهه هذا الحملات
    2_ استطاعت الدولة العثمانية في حماية الحرمين من الاحتلال الاسباني والبرتغالي لـ أكثر من خمسة قرون
    3_ استطاعت حماية الدول العربية من التوسع الشيعي الإيراني
    4_ نشرت الإسلام في قارة أوربا وذالك واضح في البوسنة والهرسك والبانيا
    5_ استطاعت أن توقف الزحف الروسي على البلاد الإسلامية
    6_ حماية تونس وليبيا والجزائر من الاحتلال الاسباني والبرتغالي والفرنسي



    سبب زوال الدولة العثمانية
    عدت أسباب ساعدت على ذالك منها
    سنة الله في خلقة . حيث متى ما تخلى الحكام عن الحكم يشرع الله إلا زال حكمه
    حيث كانوا العثمانين في بداية حكمهم يحكمون بعدل وبالشريعة الإسلامية
    ولكنهم في أخر حكامهم ابطلو الحكم بالشريعة الإسلامية .
    كذالك توالي السلطة حكام ضعاف لا يخرجون من قصورهم .
    كذالك اتساع أراضي الدولة العثمانية التي بلغت مساحتها في أخر عهد سليمان القانوني أكثر من عشرين مليون كيلو متر مربع .
    كذالك إهمالهم للجيش العسكري وكذالك بسبب وقوعهم في الظلم وظلم الرعايا.
    فقد قال شيخ الإسلام أبن تيمية رحمة الله
    (( إن الله يعز دولة الكفر عادلة ويذل دولة مسلمة ظالمة ))
    ومن ظلم سلاطينهم الضعاف محاربتهم لدعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمة الله

    --------------------------------------------------------------------------------

    الجربوع المتلطم04-09-2009, 11:58 PM
    معليش والله كنت ابي انزل الموضوع في منتدى قهوة الاقلاع واثرني لخبطت ونزلته في منتدى العيارين

    العذر والسموحه يا مشرفين

    --------------------------------------------------------------------------------

    الصبر مفتاح1405-09-2009, 12:15 AM
    للقهوة وبجي ارد عليه هناك Smile

    --------------------------------------------------------------------------------

    مختبصه05-09-2009, 12:33 AM
    موضوع قيم اين ماحل << هاذي اللي يبيلها قلعه موب الموضوع بس

    --------------------------------------------------------------------------------

    الجربوع المتلطم05-09-2009, 01:10 AM
    موضوع قيم اين ماحل << هاذي اللي يبيلها قلعه موب الموضوع بس

    اشكرك مختبصه على تنوير الموضوع وشكرا على هذا الاطراء

    --------------------------------------------------------------------------------

    مالي وطن دونك05-09-2009, 03:57 AM
    بسليم العابس
    ههههههه بس جد مجنون اتاريه هو سبب نشر المذهب الشيعي
    وتاليها يحاربون دعوة الشخ محمد
    موضوع قيم وثري بالعلومات وبصراحه اول مرة اقرأ هالمعلومات يعطيك العافيه

    --------------------------------------------------------------------------------

    حريملاء05-09-2009, 04:33 AM
    حلو الموضوع

    و الدوله العثمانيه على مزاياها الكثيره والفتوحات الكبيره وحمايتها للحرمين ,الا ان اهتمامهم بالجانب العسكري اكبر من اهتمامهم بالجانب العلمي والتعليم وبسببه انتشرت الاميه والجهل في العالم العربي خاصه

    بالنسبه لتأثير المسلسلات التركيه صحيح ان الدراما تعكس واقع المجتمع ورغم ذلك يمكن المسلسلات التركيه مثل المسلسلات السعوديه تنقل الجانب السلبي اكثر من الايجابي ومنها شفنا العادات والتقاليد التركيه المحليه


    الف شكر

    --------------------------------------------------------------------------------

    الجربوع المتلطم05-09-2009, 06:52 PM
    ههههههه بس جد مجنون اتاريه هو سبب نشر المذهب الشيعي
    وتاليها يحاربون دعوة الشخ محمد
    موضوع قيم وثري بالعلومات وبصراحه اول مرة اقرأ هالمعلومات يعطيك العافيه

    لا سبب في انتشار المذهب الشيعي هو أسماعيل الصفوي ولكن الدولة العثمانية وقفت له بالمرصاد

    الشي الثاني هولاء السلاطين الاقوياء كانو يحكمون بالشريعة الاسلامية ومتمسكين بالشرع

    حتى اتى بعدهم سلاطين لا يحكمون بالشريعة الاسلامية وقربو المذهب الصوفي
    وحاربو دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب

    كذالك السلطان محمد الفاتح وسليم الاول وسليمان القانوني اهتمو ببناء المدارس في البلدان
    الاسلامية

    --------------------------------------------------------------------------------

    الجربوع المتلطم05-09-2009, 06:54 PM
    حلو الموضوع

    و الدوله العثمانيه على مزاياها الكثيره والفتوحات الكبيره وحمايتها للحرمين ,الا ان اهتمامهم بالجانب العسكري اكبر من اهتمامهم بالجانب العلمي والتعليم وبسببه انتشرت الاميه والجهل في العالم العربي خاصه

    بالنسبه لتأثير المسلسلات التركيه صحيح ان الدراما تعكس واقع المجتمع ورغم ذلك يمكن المسلسلات التركيه مثل المسلسلات السعوديه تنقل الجانب السلبي اكثر من الايجابي ومنها شفنا العادات والتقاليد التركيه المحليه


    الف شكر

    أشكرك من اعماق قلبي على هذا الاضافة الجميلة
    وتقبل اجمل تحياتي ودمت بود

    --------------------------------------------------------------------------------

    ibrahim tatlise06-09-2009, 02:42 AM
    سلاطينهم .. سل الطين عنهم pb189



    أي شانلي أوردو ... أي شانلي عسكر ...
    هيدي غضنفر ... عماني صفدر ...
    بر الده قلقان ... بر الده خنجر ...
    سرحده دوغرو ... أي شانلي عسكر ...
    درياده أولسه هر شي مظفر ...
    ديللرده تكبير ... الله أكبر ...
    الله أكبر ... الله أكبر ...
    أوردوموز أولسون دائم مظفر ...

    بعد الترجمه بالعربيه Smile :-

    يا خير جيش ... يا خير عسكر ...
    أنت الغضنفر ... في البحر فاظفر ...
    في اليد درع ... في اليد خنجر ...
    نحو الأعادي ... يا خير عسكر ...
    لو كل شيء ... في البحر يُنصر ...
    نحن ننادي ... الله أكبر ...
    الله أكبر ... الله أكبر ...
    ليكن جيشنا ... دوما مظفر ...

    النشيد العسكري لدولة الخلافه العثمانيه bp039pb189




    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 11:58 am

    الدولة العثمانية[عدل]






    اذهب إلى التنقل

    اذهب إلى البحث




    الدَّوْلَةُ العُثمَانيَّة


    السلطنة العُثمانيَّة - دولة بني عُثمان



    ↓ 1299 – 1923 ↓




    الدولة العثمانية
    البيرق (1844 - 1923)

    الدولة العثمانية
    النيشان (1882 - 1923)
    الشعار الوطني : دَوْلَت اَبَد مُدَّت
    النشيد : السلام السلطاني



    OttomanEmpire1600.png

    الدولة العثمانية في أقصى اتساع لها سنة 1683




    سميت باسم
    عثمان الأول تعديل قيمة خاصية سمي باسم (P138) في ويكي بيانات

    عاصمة
    سكود (1299-1335)
    بورصة (1335-1363)
    أدرنة (1363–1453)
    إستانبول (1453–1922)[1][2]

    نظام الحكم
    خلافة وراثيَّة - سلطنة

    اللغة
    اللغة الرسميَّة: التُركيَّة.
    اللغة الثانية: العربية، والفارسية
    لُغات أُخرى: اليونانية، والكردية، والصربية، والمجرية، والألبانية، والأوكرانية.

    الديانة
    الإسلام: غالبيَّة سُنيَّة وأقليَّة شيعيَّة اثنا عشريَّة وإسماعيليَّة
    أقليَّات كُبرى وصُغرى: المسيحيَّة، واليهوديَّة والدُرزيَّة والصابئيَّة والإيزيديَّة

    السُلطان - أمير المؤمنين



    عُثمان الأوَّل
    (المُؤسس)
    1281–1326م

    سليم الأوَّل
    (أوَّل الخُلفاء)
    1512 - 1520م

    مُحمَّد السادس
    (آخر السلاطين)
    1918–1922م

    عبد المجيد الثاني
    (آخر الخُلفاء)
    1922 – 1924م

    الصدر الأعظم


    علاء الدين باشا
    (الأوَّل)
    1320–1331م

    أحمد توفيق باشا
    (الأخير)
    1920–1922م




    التشريع


    السلطة التشريعية
    المجلس العُمومي

    التاريخ



    التأسيس
    1299

    الزوال
    1923




    المساحة


    1683
    5٬200٬000 كم² (2٬007٬731 ميل²)

    1914
    1٬800٬000 كم² (694٬984 ميل²)

    السكان


    1912
    24٬000٬000 نسمة

    1914
    18٬520٬000 نسمة
    الكثافة: 10٫3 /كم² (26٫6 /ميل²)

    بيانات أخرى


    العملة
    آقجة، بارة، غروش، ليرة، سلطانية





    السابق اللاحق

    Flag of Sultanate of Rum.svg سلطنة سلاجقة الروم
    Byzantine imperial flag, 14th century.svg الإمبراطورية البيزنطية
    Komnenos-Trebizond-Arms.svg إمبراطورية طرابزون
    Coat of arms of Croatia 1495.svg مملكة الكروات
    South-eastern Europe c. 1210.jpg إمارة إبيروس البيزنطية
    Armoiries Naxos.svg دوقية الأرخبيل
    Karamanid Dynasty flag.svg إمارة قرمان
    Coat of arms of the Second Bulgarian Empire.svg الإمبراطورية البلغارية الثانية
    Despot of Serbia.png إمارة الصرب
    Mameluke Flag.svg الدولة المملوكية
    Coat of arms of Kingdom of Bosnia.svg مملكة البوسنة
    Flag of Louis II of Hungary.svg مملكة المجر
    Dz tlem2.png المملكة الزيانية
    Hafsid Flag - Tunisia.svg المملكة الحفصية

    تركيا Flag of Turkey.svg
    سلطنة مصر Flag of Egypt (1882-1922).svg
    مملكة اليونان State Flag of Greece (1863-1924 and 1935-1973).svg
    النيابات القوقازية Flag of Russia.svg
    المملكة العربية السورية Flag of Kingdom of Syria (1920-03-08 to 1920-07-24).svg
    المملكة العراقية Flag of Iraq (1924–1959).svg
    مملكة الحجاز Flag of Hejaz 1917.svg
    ألبانيا Flag of Albanian Provisional Government 1912-1914.gif
    تونس الفرنسية Flag of France.svg
    الجزائر الفرنسية French Algeria Naval Ensign 1848-1910.svg
    شمال أفريقيا الإيطالية Flag of Italy (1861–1946).svg
    إمارة صربيا Civil Flag of Serbia.svg
    إمارة بلغاريا Flag of Bulgaria.svg
    قبرص البريطانية Flag of Cyprus (1881–1922).svg
    مملكة رومانيا Flag of Romania.svg






    اليوم جزء من


    42 دولة˂












































    تعديل طالع توثيق القالب

    الدَّوْلَةُ العُثمَانِيَّة، أو الدَّوْلَةُ العَلِيَّةُ العُثمَانِيَّة (بالتركية العثمانية: دَوْلَتِ عَلِيّهٔ عُثمَانِيّه؛[7] بالتركية الحديثة: Yüce Osmanlı Devleti) أو الخِلَافَةُ العُثمَانِيَّة، هي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة، وبالتحديد من 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م.[8] نشأت الدولة العُثمانيَّة بدايةً كإمارة حُدود تُركمانيَّة تعمل في خدمة سلطنة سلاجقة الروم وترد الغارات البيزنطيَّة عن ديار الإسلام، وبعد سُقُوط السلطنة سالفة الذِكر استقلَّت الإمارات التُركمانيَّة التابعة لها، بما فيها الإمارة العُثمانيَّة، التي قُدِّر لها أن تبتلع سائر الإمارات بِمُرور الوقت. عبر العُثمانيُّون إلى أوروبا الشرقيَّة لأوَّل مرَّة بعد سنة 1354م، وخلال السنوات اللاحقة تمكَّن العُثمانيُّون من فتح أغلب البلاد البلقانيَّة، فتحوَّلت إمارتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة، وكانت أوَّل دولةٍ إسلاميَّة تتخذ لها موطئ قدم في البلقان، كما قُدِّر لِلعُثمانيين أن يفتتحوا القسطنطينية سنة 1453م، ويُسقطوا الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد أن عاشت أحد عشر قرنًا ونيفًا، وذلك تحت قيادة السُلطان محمد الفاتح.[9]

    بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة: أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث خضعت لها كامل آسيا الصغرى وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا.[10] وصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية، وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول والإمارات المجاورة في أوروبا، التي أضحى بعضها يُشكل جزءًا فعليًا من الدولة مع مرور الزمن، بينما حصل بعضها الآخر على نوع من الاستقلال الذاتي. وعندما ضمَّ العُثمانيُّون الشَّام ومصر والحجاز سنة 1517م، وأسقطوا الدولة المملوكية بعد أن شاخت وتراجعت قوتها، تنازل آخر الخلفاء العباسيين المُقيم في القاهرة مُحمَّد المتوكل على الله عن الخلافة لِلسُلطان سليم الأول، ومُنذ ذلك الحين أصبح سلاطين آل عُثمان خُلفاء المُسلمين. كان للدولة العثمانية سيادة على بضعة دول بعيدة كذلك الأمر، إما بحكم كونها دولاً إسلامية تتبع شرعًا سلطان آل عثمان كونه يحمل لقب "أمير المؤمنين" و"خليفة المسلمين"، كما في حالة سلطنة آتشيه السومطرية التي أعلنت ولاءها للسلطان في سنة 1565م؛ أو عن طريق استحواذها عليها لفترة مؤقتة، كما في حالة جزيرة "أنزاروت" في المحيط الأطلسي، والتي فتحها العثمانيون سنة 1585م.[11]

    أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان الأول "القانوني" (حكم منذ عام 1520م حتى عام 1566م)، قوّة عظمى من الناحيتين السياسية والعسكرية، وأصبحت عاصمتها القسطنطينية تلعب دور صلة الوصل بين العالمين الأوروبي المسيحي والشرقي الإسلامي،[12][13] كما كان لها سيطرة مُطلقة على البحار: المُتوسط والأحمر والأسود والعربي بالإضافة للمحيط الهندي. كان التوجه الأكاديمي السابق ينص على أنه بعد انتهاء عهد السلطان سالف الذكر، الذي يُعتبر عصر الدولة العثمانية الذهبي، أصيبت الدولة بالضعف والتفسخ وأخذت تفقد ممتلكاتها شيئاً فشيئاً، على الرغم من أنها عرفت فترات من الانتعاش والإصلاح إلا أنها لم تكن كافية لإعادتها إلى وضعها السابق، غير أن التوجه المُعاصر يُخالف هذا الرأي،[14] إذ حافظت الدولة على اقتصادها القوي والمرن، وأبقت على مُجتمعها مُتماسكًا طيلة القرن السابع عشر وشطرٍ من القرن الثامن عشر. لكن بدايةً من سنة 1740م أخذت الدولة العُثمانيَّة تتراجع وتتخلَّف عن ركب الحضارة، وعاشت فترةً طويلةً من الخمود والركود الثقافي والحضاري فيما أخذ خصومها يتفوقون عليها عسكريًا وعلميًّا، وفي مُقدمتهم مملكة هابسبورغ النمساويَّة والإمبراطورية الروسية. عانت الدولة العثمانية من خسائر عسكرية قاتلة على يد خصومها الأوروبيين والروس خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وتغلغلت القوى الأوروبية في البلاد العثمانية وتدخلت في شؤون الدولة وفرض بعضها الحماية على الأقليات الدينية، مما أدى إلى ازدياد أوضاع الدولة سوءًا. حثَّت هذه الحالة السلاطين العُثمانيين كي يتصرفوا ويُحاولوا انتشال السلطنة مما آلت إليه، فكان أن أُطلقت التنظيمات التي طالت الجيش والإدارة والتعليم وجوانب الحياة، فأُلبست الدولة حُلَّةً مُعاصرة، وتماسكت وأصبحت أكثر قُوَّةً وتنظيمًا من ذي قبل، رُغم أنَّها لم تسترجع البلاد الي خسرتها لصالح الغرب وروسيا، بل خسرت مزيدًا منها، وخصوصًا في البلقان.[15]

    تحول نظام الحكم في الدولة العثمانية من الملكيّ المطلق إلى الملكي الدستوري في بدايات عهد السلطان عبد الحميد الثاني، بعد أن افتتح المجلس العمومي وتمثلت فيه كل الولايات عن طريق نوابٍ مُنتخبين، ووضع هؤلاء دستورًا للدولة. لكن ما لبث السُلطان أن عطل العمل بالدستور لأسبابٍ مُختلفة، فعادت البلاد إلى النظام الملكي المُطلق طيلة 33 سنة، عُرفت باسم "العهد الحميدي" الذي تميز بكونه آخر عهد سُلطاني فعلي نظرًا لأن عبد الحميد الثاني كان آخر سلطانٍ فعليٍ للدولة، كون من تلوه كانوا مُجردين من القوة السياسية. تميز العهد الحميدي بتوسع نطاق التعليم وازدياد المؤسسات التعليمية في الدولة، وازدياد الانفتاح على الغرب، كما برزت فيه المطامع الصهيونية بأرض فلسطين، وظهرت الأزمة الأرمنية. أُعيد العمل بالدستور العُثماني سنة 1908م وسيطر حزب الاتحاد والترقي على أغلب مقاعد البرلمان، فعادت السلطنة للنظام الملكي الدستوري وبقيت كذلك حتى انهارت بعد عشر سنوات. شاركت الدولة العثمانية بالحرب العالمية الأولى إلى جانب الإمبراطورية الألمانية في محاولة لكسر عزلتها السياسية المفروضة عليها من قبل الدول الأوروبية مُنذ العهد الحميدي، وعلى الرُغم من تمكنها من الصُمُود على عدَّة جبهات إلَّا أنها عانت من الثورات الداخليَّة التي أشعلتها الحركات القوميَّة في الداخل العُثماني، ردًا على عنصريَّة حزب الاتحاد والترقي من جهة، وبسبب التحريض الأجنبي من جهةٍ أُخرى. وفي نهاية المطاف لم تتمكن السلطنة من الصُمود بوجه القوى العظمى، فاستسلمت لِلحُلفاء سنة 1918م. انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية بتاريخ 1 نوفمبر سنة 1922م، وأزيلت بوصفها دولة قائمة بحكم القانون في 24 يوليو سنة 1923م، بعد توقيعها على معاهدة لوزان، وزالت نهائيًا في 29 أكتوبر من نفس السنة عند قيام الجمهورية التركية، التي تعتبر حاليًا الوريث الشرعي للدولة العثمانية.[16] كما أدَّى سقوط الدولة العُثمانيَّة إلى ولادة مُعظم دُول الشرق الأوسط المُعاصرة، بعد أن اقتسمت المملكة المتحدة وفرنسا التركة العُثمانيَّة في العراق والشام، بعد أن انتزعت منها سابقًا مصر وبلاد المغرب.

    عُرفت الدولة العثمانية بأسماء مختلفة في اللغة العربية، لعلّ أبرزها هو "الدولة العليّة" وهو اختصار لاسمها الرسمي "الدولة العليّة العثمانية"، كذلك كان يُطلق عليها محليًا في العديد من الدول العربية، وخصوصًا بلاد الشام ومصر، "الدولة العثمليّة"، اشتقاقًا من كلمة "عثملى - Osmanlı" التركية، التي تعني "عثماني". ومن الأسماء الأخرى التي أضيفت للأسماء العربية نقلاً من تلك الأوروبية: "الإمبراطورية العثمانية" (بالتركية: Osmanlı İmparatorluğu)، كذلك يُطلق البعض عليها تسمية "السلطنة العثمانية"، و"دولة آل عثمان". تركت الدولة العثمانية إرثًا حضاريًّا غنيًّا في البلاد العربية وفي البلقان، إذ دخلت عدة كلمات ومصطلحات تركية إلى اللغة العربية وغيرها من اللغات التي كانت شائعة في الدولة العثمانية، وامتزجت مع المعاجم اللغوية المحلية وأصبحت بمرور الزمن تشكل جُزءًا مهمًا منها، ونزلت الكثير من العائلات والأُسر التُركيَّة في البلاد العربية والأوروبية الشرقية وتمازجت مع أهلها وذابت في وسطهم بمرور الزمن، وكان انتشار الإسلام في أوروبا الشرقية إحدى النتائج الحتمية للفتوحات العثمانية في تلك البلاد. كما ترك العثمانيون عدة آثار معمارية شهيرة في المشرق العربي والبلقان، عدا عن تركيا نفسها، كما دخلت عدَّة مأكولات ومشروبات تركية عثمانية إلى المطابخ البلقانية والعربية. بالمُقابل، تأثرت الثقافة التركية بِالثقافتين العربية والفارسية بشكلٍ كبيرٍ خلال هذه الفترة، لدرجة أن 88% من مصطلحات اللغة التركية العثمانية كان ذو أصولٍ عربية وفارسية.[17] وكانت هذه اللغة سالفة الذِكر ضحية سقوط الدولة العُثمانية، إذ زالت تدريجيًا بعد ذلك ما أن قامت الجمهورية التركية، بعد أن أُزيلت منها المُصطلحات الفارسية والعربية وطُعمت بِمُصطلحات تركية صرف، فتحولت إلى اللغة التركية المعاصرة.

    تركت سياسة الاتحاديين، بالإضافة إلى الاستعمار الغربي الذي تلا سُقُوط الدولة العُثمانيَّة، العلاقة العُثمانيَّة العربيَّة في حالة جدال، فقد زعم الغرب والعديد من المؤرخين العرب والبلقانيين الذين داروا في فلكهم، أنَّ العُثمانيين كانوا مُستعمرين للبلاد العربية والبلقانية، فيما أنكر آخرون هذا الكلام، على اعتبار أنَّ العُثمانيين يُشكلون امتدادًا لِلدول الإسلاميَّة السابقة وأنهم ساروا على نهجهم، وأنَّ وصولهم إلى شرقي أوروبا قضى على استغلالية الملوك لشعوبهم، وأقام مقامها الحرية الفردية، وقضى على التدخل الكاثوليكي في شؤون الأرثوذكس.[18]




    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:02 pm

    أصل العثمانيين وموطنهم الأول[عدل]

    العثمانيون قوم من الأتراك، فهم ينتسبون - من وجهة النظر الإثنيّة - إلى العرق الأصفر أو العرق المغولي، وهو العرق الذي ينتسب إليه المغول والصينيون وغيرهم من شعوب آسيا الشرقية.[19] وكان موطن الأتراك الأوّل في آسيا الوسطى، في البوادي الواقعة بين جبال آلطاي شرقًا وبحر قزوين في الغرب، وقد انقسموا إلى عشائر وقبائل عديدة منها عشيرة "قايي"،[19] التي نزحت في عهد زعيمها "كنذز ألب" إلى المراعي الواقعة شماليّ غربي أرمينيا قرب مدينة خلاط، عندما استولى المغول بقيادة جنكيز خان على خراسان.[19] إن الحياة السياسية المبكرة لهذه العشيرة يكتنفها الغموض، وهي أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقائق، وإنما كل ما يُعرف عنها هو استقرارها في تلك المنطقة لفترة من الزمن، ويُستدل على صحة هذا القول عن طريق عدد من الأحجار والقبور تعود لأجداد بني عثمان.[20] ويُستفاد من المعلومات المتوافرة أن هذه العشيرة تركت منطقة خلاط حوالي سنة 1229م تحت ضغط الأحداث العسكرية التي شهدتها المنطقة، بفعل الحروب التي أثارها السلطان جلال الدين الخوارزمي وهبطت إلى حوض نهر دجلة.[21]

    قيام الدولة العثمانية (1299–1453)[عدل]

    توفي "كندز ألب" في العام التالي لنزوح عشيرته إلى حوض دجلة، فترأس العشيرة ابنه سليمان، ثم حفيده "أرطغرل" الذي ارتحل مع عشيرته إلى مدينة إرزنجان، وكانت مسرحًا للقتال بين السلاجقة والخوارزميين، فالتحق بخدمة السلطان علاء الدين سلطان قونية، إحدى الإمارات السلجوقية التي تأسست عقب انحلال دولة السلاجقة العظام،[22][معلومة 1] وسانده في حروبه ضد الخوارزميين، فكافأه السلطان السلجوقي بأن أقطع عشيرته بعض الأراضي الخصبة قرب مدينة أنقرة.[23] وظل أرطغرل حليفًا للسلاجقة حتى أقطعه السلطان السلجوقي منطقة في أقصى الشمال الغربي من الأناضول على الحدود البيزنطية، في المنطقة المعروفة باسم "سُكُود" حول مدينة أسكي شهر، حيث بدأت العشيرة هناك حياة جديدة إلى جانب إمارات تركمانية سبقتها إلى المنطقة.[20] علا شأن أرطغرل لدى السلطان بعد أن أثبت إخلاصه للسلاجقة، وأظهرت عشيرته كفاءة قتالية عالية في كل معركة ووجدت دومًا في مقدمة الجيوش وتمّ النصر على يدي أبنائها،[22] فكافأه السلطان بأن خلع عليه لقب "أوج بكي"، أي محافظ الحدود، اعترافًا بعظم أمره.[23] غير أن أرطغرل كان ذا أطماع سياسية بعيدة، فلم يقنع بهذه المنطقة التي أقطعه إياها السلطان السلجوقي، ولا باللقب الذي ظفر به، ولا بمهمة حراسة الحدود والحفاظ عليها؛ بل شرع يهاجم باسم السلطان ممتلكات البيزنطيين في الأناضول،[24] فاستولى على مدينة أسكي شهر وضمها إلى أملاكه، واستطاع أن يوسع أراضيه خلال مدة نصف قرن قضاها كأمير على مقاطعة حدودية، وتوفي في سنة 1281م عن عمر يُناهز التسعين عامًا،[25] بعد أن خُلع عليه لقب كبير آخر هو "غازي"،[26] تقديرًا لفتوحاته وغزواته.

    التأسيس[عدل]





    السلطان الغازي عثمان خان الأول،[معلومة 2] مؤسس الدولة العثمانية.
    تولّى زعامة الإمارة بعد أرطغرل إبنه البكر عثمان ، فأخلص الولاء للدولة السلجوقية على الرغم مما كانت تتخبط فيه من اضطراب وما كان يتهددها من أخطار.[27] أظهر عثمان في بداية عهده براعة سياسية في علاقاته مع جيرانه، فعقد تحالفات مع الإمارات التركمانية المجاورة، ووجه نشاطه العسكري نحو الأراضي البيزنطية لاستكمال رسالة دولة سلاجقة الروم بفتح الأراضي البيزنطية كافة، وإدخالها ضمن الأراضي الإسلامية، وشجعه على ذلك حالة الضعف التي دبت في جسم الإمبراطورية البيزنطية وأجهزتها، وانهماكها بالحروب في أوروبا،[25] فأتاح له ذلك سهولة التوسع باتجاه غربي الأناضول، وفي عبور الدردنيل إلى أوروبا الشرقية الجنوبية. ومن الناحية الإدارية، فقد أظهر عثمان مقدرة فائقة في وضع النظم الإدارية لإمارته، بحيث قطع العثمانيون في عهده شوطًا كبيرًا على طريق التحول من نظام القبيلة المتنقلة إلى نظام الإدارة المستقرة، ما ساعدها على توطيد مركزها وتطورها سريعًا إلى دولة كبرى.[25] وقد أبدى السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد الثالث تقديره العميق لخدمات عثمان، فمنحه لقب "عثمان غازي حارس الحدود العالي الجاه، عثمان باشا".[25]

    أقدم عثمان بعد أن ثبّت أقدامه في إمارته على توسيع حدودها على حساب البيزنطيين، ففي عام 1291م فتح مدينة "قره جه حصار" الواقعة إلى الجنوب من سُكُود، وجعلها قاعدة له، وأمر بإقامة الخطبة باسمه،[28] وهو أول مظهر من مظاهر السيادة والسلطة، ومنها قاد عشيرته إلى بحر مرمرة والبحر الأسود.[27] وحين تغلب المغول على دولة قونية السلجوقية، سارع عثمان إلى إعلان استقلاله عن السلاجقة ولقّب نفسه "پاديشاه آل عثمان" أي عاهل آل عثمان،[29] فكان بذلك المؤسس الحقيقي لهذه الدولة التركية الكبرى التي نُسبت إليه لاحقًا.[27] وظلّ عثمان يحكم الدولة الجديدة بصفته سلطانًا مستقلاً حتى تاريخ 6 أبريل سنة 1326م، الموافق فيه 2 جمادى الأولى سنة 726هـ، عندما احتل ابنه "أورخان" مدينة بورصة الواقعة على مقربة من بحر مرمرة،[27] وفي هذه السنة توفي عثمان عن عمر يناهز السبعين عامًا،[30] بعد أن وضع أسس الدولة ومهد لها درب النمو والازدهار، وخُلع عليه لقب آخر هو "قره عثمان"، وهو يعني "عثمان الأسود" باللغة التركية الحديثة، لكن يُقصد به "الشجاع" أو "الكبير" أو "العظيم" في التركية العثمانية.[31]





    السلطان الغازي أورخان الأول.
    عُني أورخان بتنظيم مملكته تنظيمًا محكمًا، فقسمها إلى سناجق أو ولايات، وجعل من بورصة عاصمةً لها، وضرب النقود باسمه، ونظّم الجيش، فألّف فرقًا من الفرسان النظاميين، وأنشأ من الفتيان المسيحيين الروم والأوروبيين الذين جمعهم من مختلف الأنحاء جيشًا قويًا عُرف بجيش الإنكشارية.[32] وقد درّب أورخان هؤلاء الفتيان تدريبًا صارمًا وخصّهم بامتيارات كبيرة، فتعلقوا بشخصه وأظهروا له الولاء. وعمل أورخان على توسيع الدولة، فكان طبيعيًا أن ينشأ بينه وبين البيزنطيين صراعٌ عنيف كان من نتيجته استيلاؤه على مدينتيّ إزميد ونيقية. وفي عام 1337م شنّ هجومًا على القسطنطينية عاصمة البيزنطيين نفسها، ولكنه أخفق في احتلالها.[33] ومع ذلك فقد أوقعت هذه الغزوة الرعب في قلب إمبراطور الروم "أندرونيقوس الثالث"، فسعى إلى التحالف معه وزوجه ابنته. ولكن هذا الزواج لم يحل بين العثمانيين وبين الاندفاع إلى الأمام، وتثبيت أقدامهم سنة 1357م في شبه جزيرة غاليبولي، وهكذا اشتد الخطر العثماني على القسطنطينية من جديد. شهد المسلمون في عهد أورخان أوّل استقرار للعثمانيين في أوروبا، وأصبحت الدولة العثمانية تمتد من أسوار أنقرة في آسيا الصغرى إلى تراقيا في البلقان،[34] وشرع الدعاة يدعون السكان إلى اعتناق الإسلام. توفي أورخان الأول في سنة 1360م بعد أن أيّد الدولة الفتيّة بفتوحاته الجديدة وتنظيماته العديدة، وتولّى بعده ابنه "مراد الله"، الملقب بمراد الأول.[35]

    التوسُّع الأوَّل[عدل]





    معركة قوصوه، بريشة آدم ستيفانوڤيتش، (1870).
    كانت فاتحة أعمال مراد الأول احتلال مدينة أنقرة مقر إمارة القرمان، وذلك أن أميرها واسمه علاء الدين، أراد انتهاز فرصة انتقال المُلك من السلطان أورخان إلى ابنه مراد لإثارة حمية الأمراء المجاورين وتحريضهم على قتال العثمانيين ليقوضوا أركان ملكهم الآخذ في الامتداد يومًا فيومًا، فكانت عاقبة دسائسه أن فقد أهم مدنه.[35] وتحالف مراد مع بعض أمراء الأناضول مقابل بعض التنازلات لصالح العثمانيين، وأجبر آخرين على التنازل له عن ممتلكاتهم، وبذلك ضمّ جزء من الممتلكات التركمانية إلى الدولة العثمانية.[معلومة 3] ثم وجّه اهتمامه نحو شبه جزيرة البلقان التي كانت في ذلك الحين مسرحًا لتناحر دائم بين مجموعة من الأمراء الثانويين، ففتح مدينة أدرنة سنة 1362م ونقل مركز العاصمة إليها لتكون نقطة التحرك والجهاد في أوروبا،[36] وقد ظلت عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية في وقت لاحق، كما تم فتح عدّة مدن أخرى مثل صوفيا وسالونيك، وبذلك صارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من كل جهة في أوروبا.[36] وفي 12 يونيو سنة 1385م، الموافق فيه 19 جمادى الآخرة سنة 791هـ، التقت الجيوش العثمانية بالقوى الصربية - تساندها قوىً من المجر والبلغار والألبانيين - في إقليم "قوصوة"، المعروف حاليًا باسم "كوسوڤو"، فدارت بين الطرفين معركة عنيفة انتصر فيها العثمانيون، إلا أن السلطان قتل في نهايتها على يد أحد الجنود الذي تظاهر بالموت.[36]





    معركة نيقوبولس بين العثمانيين والأوروبيين. يعتبر العديد من المؤرخين هذه المعركة آخر حملة صليبية كبرى نُظمت في القرون الوسطى.




    السلطان بايزيد الأول أسيرًا لدى تيمورلنك، بريشة ستانيسلو تشلبوسكي، 1878.
    تولّى عرش آل عثمان بعد مراد الأول ابنه بايزيد، وعند ذلك كانت الدولة قد اتسعت حدودها بشكل كبير، فانصرف إلى تدعيمها بكل ما يملك من وسائل، وانتزع من البيزنطينيين مدينة آلاشهر، وكانت آخر ممتلكاتهم في آسيا الصغرى،[37] وأخضع البلغار عام 1393م إخضاعًا تامًا.[37] فجزع "سيگسموند" ملك المجر من هذا التوسع العثماني، خصوصًا بعد أن تاخمت حدود بلاده مناطق السيطرة العثمانية، فاستنجد بأوروبا الغربية، فدعا البابا "بونيفاس التاسع" إلى حملة صليبية جديدة ضد العثمانيين لمنعهم من التوغل في قلب أوروبا، فلبّى الدعوة ملك المجر سالف الذكر، وعدد من أمراء فرنسا[38] وباڤاريا[38] والنمسا[38] وفرسان القديس يوحنا في رودس[38] وجمهورية البندقية،[38] وقدمت إنگلترا مساعدات عسكرية.[39] تقابل الجيشان العثماني والأوروبي في 25 سبتمبر سنة 1396م، الموافق فيه 21 ذي الحجة سنة 798هـ، ودارت بينهما رحى معركة ضارية هُزم فيها الأوروبيون وردوا على أعقابهم.[37] حاصر بايزيد القسطنطينية مرتين متواليتين، ولكن حصونها المنيعة صمدت في وجه هجماته العنيفة، فارتد عنها خائبًا.[37] ولم ينس بايزيد وهو يوجه ضرباته الجديدة نحو الغرب، أن المغول يستعدون للانقضاض عليه من جهة الشرق، وخاصةً بعد أن ظهر فيهم رجلٌ عسكري جبّار هو تيمورلنك الشهير المتحدّر من سلالة جنكيز خان.[40][41] لذلك عمل بايزيد على تعزيز مركزه في آسيا الصغرى استعدادًا للموقعة الفاصلة بينه وبين تيمورلنك. وهكذا خف الضغط العثماني على البيزنطيين، وتأخر سقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين خمسين سنة ونيفًا.[37] وفي ربيع سنة 1402م، تقدّم تيمورلنك نحو سهل أنقرة لقتال بايزيد، فالتقى الجمعان عند "جُبق آباد" ودارت معركة طاحنة انهزم فيها العثمانيون وأُسر السلطان بايزيد وحمله المغول معهم عائدين إلى سمرقند عاصمة الدولة التيمورية،[معلومة 4] حيث عاش بقية أيامه ومات في سنة 1403م.[42]

    عهد الفترة[عدل]

    بعد موت السلطان بايزيد تجزأت الدولة إلى عدّة إمارت صغيرة كما حصل بعد سقوط الدولة السلجوقية، لأن تيمورلنك أعاد إلى أمراء قسطموني وصاروخان وكرميان وآيدين ومنتشا وقرمان ما فقدوه من البلاد.[43] واستقل في هذه الفترة كل من البلغار والصرب والفلاخ، ولم يبق تابعًا للراية العثمانية إلا قليل من البلدان. ومما زاد الخطر على الدولة عدم اتفاق أولاد بايزيد على تنصيب أحدهم، بل كان كل منهم يدعي الأحقية لنفسه،[43] فنشبت بينهم حروب ضارية، ولكن النصر كان آخر الأمر من نصيب محمد بن بايزيد، المُلقب بمحمد الأول أو "محمد چلبي"، الذي استطاع أن يعيد للدولة بعض ما فقدته من أملاكها في الأناضول.[44]

    عودة التوسُّع وفتح القُسطنطينيَّة[عدل]

    بعد محمد الأول تولّى عرش السلطنة العثمانية مراد الثاني، فاستمر بإخضاع المدن والإمارات التي استقلت عن الدولة العثمانية، وحاصر القسطنطينية، ولكنه لم يُوفق إلى احتلالها.[45] ثم حاول أن يعيد إخضاع البلقان لسيطرته، ففتح عدّة مدائن وقلاع وحاول أن يضم إليها مدينة بلغراد لكنه فشل في اقتحامها،[46] فكان هذا الهجوم إنذارًا جديدًا لأوروبا بالخطر العثماني، فقامت قوات مجرية - وعلى رأسها يوحنا هونياد - بالالتحام مع العثمانيين وهزمتهم هزيمة قاسية كان من نتائجها بعث الروح الصليبية في أوروبا، وإعلان النضال الديني ضد العثمانيين.[45]





    السلطان الغازي محمد الثاني الفاتح.
    ولمّا توفي السلطان مراد الثاني ارتقى عرش العثمانيين ابنه محمد، فكان عليه بادئ الأمر أن يُخضع ثورة نشبت ضده في إمارة قرمان بآسيا الصغرى، فاستغل الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الحادي عشر هذا الأمر، وطلب من السلطان مضاعفة الجزية التي كان والده يدفعها إلى البيزنطيين لقاء أسرهم الأمير أورخان حفيد سليمان بن بايزيد المطالب بالعرش العثماني.[45] فاستاء السلطان محمد من هذا الطلب لما كان ينطوي عليه من تهديد بتحريض أورخان هذا على العصيان، فأمر بإلغاء الراتب المخصص له، وراح يتجهّز لحصار القسطنطينية والقضاء على هذه المدينة في أقرب فرصة ممكنة. وكان أوّل ما قام به في هذا السبيل تشييده عند أضيق نقطة من مضيق البوسفور قلعة "روملي حصار" القائمة على بعد سبعة كيلومترات من أبواب القسطنطينية.[45] وعندئذ أرسل الإمبراطور قسطنطين بعثة من السفراء إلى السلطان محمد لتحتجّ لديه على ذلك، فلم يلقوا منه جوابًا شافيًا،[47] بل أصرّ على البناء لما في القلعة من أهمية استراتيجية. واستنجد الإمبراطور قسطنطين بالدول الأوروبية فلم تنجده إلا بعض المدن الإيطالية، أما البابا فقد أبدى استعداده لمساعدة الإمبراطور شرط أن تتحد الكنيستان الشرقية والغربية، ووافق قسطنطين على المشروع، ولكنّ تعصّب الشعب حال دون تحقيق ذلك.[45][معلومة 5]





    محمد الثاني يدخل القسطنطينية، بريشة جوزيف بنيامين.
    وكان السلطان قد حشد لقتال البيزنطيين جيشًا عظيمًا مزودًا بالمدافع الكبيرة وأسطولاً ضخمًا، وبذلك حاصرهم من ناحيتيّ البر والبحر معًا. والواقع أن البيزنطيين استماتوا في الدفاع عن عاصمتهم، لكن ما أن مضى 53 يومًا على الحصار حتى كان العثمانيون قد دخلوا المدينة بعد أن هُدمت أجزاء كبيرة من أسوارها بفعل القصف المدفعي المتكرر،[48] واشتبكوا مع البيزنطيين في قتال عنيف جدًا دارت رحاه في الشوارع، وذهب ضحيته الإمبراطور نفسه وكثير من جنوده.[48] حتى إذا انتصف النهار دخل محمد المدينة وأصدر أمره إلى جنوده بالكف عن القتال، بعد أن قضى على المقاومة البيزنطية ونشر راية السلام.[45] اتخذ السلطان محمد لقب "الفاتح" بعد فتح المدينة، وأضاف إليه لقب "قيصر الروم"، على الرغم من عدم اعتراف بطريركية القسطنطينية ولا أوروبا الغربية بهذا الأمر، ونقل مركز العاصمة من أدرنة إلى القسطنطينية التي غيّر اسمها إلى "إسلامبول"، أي مدينة الإسلام أو تخت الإسلام،[49] وأعطى للمسيحين الآمان وحرية إقامة شعائرهم الدينية،[50] ودعا من هاجر منهم خوفًا إلى العودة إلى بيوتهم. سقطت الإمبراطورية البيزنطية عند فتح المدينة بعد أن استمرت أحد عشر قرنًا ونيفًا، وتابع السلطان محمد فتوحاته في أوروبا خلال السنوات اللاحقة التي أعقبت سقوط القسطنطينية، فأخضع بلاد الصرب وقضى على استقلالها، وفتح بلاد المورة في جنوب اليونان، وإقليم الأفلاق وبلاد البشناق وألبانيا، وهزم البندقية ووحد الأناضول عبر قضائه على إمبراطورية طرابزون الرومية وإمارة قرمان.[49] وقد حاول السلطان محمد أيضًا فتح إيطاليا لكن وافته المنية سنة 1481م،[معلومة 6] فانصرف العثمانيون عن هذه الجهة.[49]

    دور التوسع والقوة (1453–1683)[عدل]

    يُمكن تقسيم هذه الفترة في التاريخ العثماني إلى حقبتين مميزتين: حقبة النمو والازدهار العسكري والثقافي والحضاري والاقتصادي، وهي تمتد حتى سنة 1566م، وحقبة شهدت بأغلبها ركودًا سياسيًا وعسكريًا، وتخللتها فترات إصلاح وانتعاش، وقد دامت حتى سنة 1683م.

    انتقال الخلافة إلى العُثمانيين[عدل]





    السلطان الغازي بايزيد خان الثاني المُلقب "بالصوفي"، لجنوحه إلى السلم وابتعاده عن الحرب.
    بعد موت السلطان محمد الفاتح تنازع ابناه "جم" و"بايزيد" على العرش. ولكن الغلبة كانت من نصيب بايزيد، ففر جم إلى مصر حيث احتمى بسلطان المماليك "قايتباي"،[51] ثم إلى رودس حيث حاول أن يتعاون مع فرسان القديس يوحنا والدول الغربية على أخيه، لكن بايزيد استطاع إقناع دولة الفرسان بإبقاء الأمير جم على الجزيرة مقابل مبلغ من المال،[52] وتعهد بأن لا يمس جزيرتهم طيلة فترة حكمه،[51] فوافقوا على ذلك، لكنهم عادوا وسلموا الأمير إلى البابا "إنوسنت الثامن" كحل وسط، وعند وفاة الأخير قام خليفته بدس السم للأمير بعد أن أجبره الفرنسيون على تسليمهم إياه، فتوفي في مدينة ناپولي، ونقل جثمانه فيما بعد إلى بورصة ودُفن فيها.[51] اتصف السلطان بايزيد بأنه سلطان مسالم لا يدخل الحروب إلا مدافعًا، فقاتل جمهورية البندقية بسبب الهجمات التي قام بها أسطولها على بلاد المورة، وحارب المماليك حين قرر السلطان قايتباي السيطرة على إمارة ذي القدر ومدينة ألبستان التابعتين للدولة العثمانية، وعدا ذلك فكان يفضل مجالسة العلماء والأدباء.[53] وفي عهده سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس؛ فبعث بعدّة سفن لتحمل الأندلسيين المسلمين واليهود إلى القسطنطينية وغيرها من مدن الدولة،[54] وفي عهده أيضًا ظهرت سلالة وطنية شيعية في بلاد فارس، هي السلالة الصفوية، التي استطاعت بزعامة الشاه إسماعيل بن حيدر، أن تهدد بالخطر إمبراطورية العثمانيين في الشرق.





    السلطان الغازي سليم الأول "القاطع"، أول خليفة للمسلمين من آل عثمان.




    معركة چالديران بين العثمانيين والصفويين، جدارية من إحدى القصور في أصفهان.
    وفي أواخر عهد بايزيد دبّ النزاع بين أولاده بسبب من ولاية العهد. ذلك أن بايزيد اختار ابنه أحمد لخلافته، فغضب ابنه الآخر سليم، وأعلن الثورة على والده، وكان لثورة سليم أسباب سياسية ومذهبية وتجارية وعرقية،[55] ذلك أن الصفويين كانوا يعملون على نشر المذهب الشيعي في الأناضول على حساب المذهب السني، وقطعوا طريق التجارة مع الهند والشرق الأقصى، ومنعوا نزوح المزيد من قبائل التركمان من آسيا الوسطى إلى الأناضول وأوروبا الشرقية، وكان الشاه إسماعيل يدعم الأمير أحمد للوصول إلى سدة الحكم ولم يحرك الأخير ساكنًا لمنع التدخل الصفوي في الشؤون العثمانية. نتيجة لكل ما سلف، ثار سليم على والده وشقيقه ثم استولى على أدرنة، فما كان من بايزيد إلا أن انبرى لقتال ابنه سليم، فهزمه وقرر نفيه، لكن الجنود الإنكشارية قاموا بالضغط على السلطان وأرغموه بالتنازل عن العرش لصالح ابنه سليم.[56] وقد مات بايزيد يوم 26 مايو سنة 1512م، الموافق فيه 10 ربيع الأول سنة 918هـ،[57] واختلف المؤرخون على سبب الوفاة. كان على سليم، بعد اعتلائه العرش، تثبيت أقدامه في الحكم والتفاهم مع الدول الأوروبية الفاعلة ليتفرغ لأخطر أزمة واجهتها الدولة منذ أعقاب معركة أنقرة، ألا وهي القضية الصفوية، فأقدم على قتل إخوته وأولادهم حتى لا يبقى له منازع في الحكم، ثم أبرم هدنة طويلة مع الدول الأوروبية المجاورة، وحوّل انتباهه إلى الجبهة الشرقية لمواجهة الصفويين والمماليك.[58] وكان السلطان سليم يهدف إلى السيطرة على طرق التجارة بين الشرق والغرب، والتوسع على حساب القوى في المشرق، والقضاء على المد الشيعي،[59] وتوحيد الأمصار الإسلامية الأخرى حتى تكون يدًا واحدة في مواجهة أوروبا، وخاصة بعد سقوط الأندلس وقيام البرتغاليين بالتحالف مع الصفويين وإنشائهم لمستعمرات في بعض المواقع في جنوب العالم الإسلامي.[56] وكان الشيعة المقيمون في آسيا الصغرى قد ثاروا على الدولة العثمانية اعتمادًا على تأييد الصفويين، فأخضع سليم هذه الثورة وعمد إلى اضطهاد الشيعة، فذهب ضحية هذه السياسة أربعون ألفًا منهم، ثم انبرى لقتال الشاه، فالتقى الفريقان في سهل چالديران والتحما في معركة كبيرة كان النصر فيها لصالح السلطان سليم،[60] وفرّ الشاه ناجيًا بحياته، أما سليم فتقدم إلى تبريز عاصمة خصمه الصفوي، فاستولى عليها ورجع عائدًا إلى بلاده.[61]





    الدولة العثمانية عند نهاية عهد السلطان سليم الأوّل سنة 1520.




    السلطان الغازي سليمان خان الأول "القانوني".
    تقدم العثمانيون، بعد انتصارهم على الصفويين، لإخضاع السلطنة المملوكية،[معلومة 7] فنشبت بينهم وبين المماليك معركة على الحدود الشاميّة التركية تُعرف بمعركة مرج دابق، انتصر فيها العثمانيون وقُتل سلطان المماليك "قنصوه الغوري"، ثم تابعوا زحفهم نحو مصر والتحموا بالمماليك من جديد في معركة الريدانية التي قررت مصير مصر كلها،[61] وانتصروا عليهم مجددًا ودخلوا القاهرة فاتحين. وفي أثناء ذلك قدّم شريف مكة مفاتيح الحرمين الشريفين إلى السلطان سليم اعترافًا بخضوع الأراضي المقدسة الإسلامية للعثمانيين،[61] وتنازل في الوقت ذاته آخر الخلفاء العباسيين، محمد الثالث المتوكل على الله، عن الخلافة لسلطان آل عثمان، فأصبح كل سلطان منذ ذلك التاريخ خليفة للمسلمين، ويحمل لقب "أمير المؤمنين" و"خليفة رسول رب العالمين". وعند نهاية حملته الشرقية، كان السلطان سليم قد جعل من الدولة العثمانية قوة إقليمية كبرى ومنافسًا كبيرًا للإمبراطورية البرتغالية على زعامة المنافذ المائية العربية.[62]

    العصر الذهبي للدولة[عدل]

    توفي السلطان سليم في 22 سبتمبر سنة 1520م، الموافق فيه 9 شوّال سنة 926هـ، وهو على أهبة الاستعداد لقتال فرسان القديس يوحنا في رودس.[63] فارتقى العرش من بعده ابنه سليمان، الذي يُعرف في الشرق باسم "القانوني"، ويُعرف في الغرب باسم "العظيم". والواقع أن الفتوح في الشرق شغلت السلطان سليم طوال أيام حكمه، فكان طبيعيًا أن ينصرف السلطان سليمان إلى ناحية الغرب ليُتم الفتوح التي كان أسلافه قد بدأوها من قبله.[64] واحتل سليمان مدينة بلغراد في سهولة، عام 1521م، وعقد العزم على ما كان أبوه السلطان سليم قد شرع يستعد له قبل وفاته، أي الاستيلاء على جزيرة رودس، فتمكن من ذلك في سنة 1523م،[64] ثمّ ضمّ إلى الأملاك العثمانية القسم الجنوبي والأوسط من مملكة المجر، بعد أن استغل الأوضاع الداخلية المضطربة للمملكة،[معلومة 8] والأوضاع الخارجية الملائمة.[65][66]





    معركة موهاج والغزو العثماني للمجر، بريشة بيرطلان سيزيكيلي.
    اشتبكت الجيوش العثمانية مع نظيرتها المجرية في وادي موهاج بالمجر بتاريخ 26 أغسطس سنة 1526م، في معركة دامت حوالي الساعتين، وانتصر فيها العثمانيون نصرًا كبيرًا وثبتوا أقدامهم في البلاد لفترة طويلة من الزمن، وعين السلطان "جان زابوليا" ملك ترانسلڤانيا حاكمًا عليها،[67] عندئذ أرسل فرديناند ملك النمسا، وفدًا إلى السلطان يلتمس منه الاعتراف به ملكًا على المجر، فسخر سليمان من الوفد وزجّ أعضاءه في السجن فترة من الزمن، ولمّا أفرج عنهم حمّلهم رسالة إلى الملك ليستعد لملاقاته. وقاتل سليمان فرديناد بجيش عظيم، فلم يصمد في وجهه، فراح سليمان يتعقبه حتى ڤيينا العاصمة، وهنا ضرب سليمان الحصار على هذه المدينة القائمة في قلب أوروبا، وأحدثت الجنود العثمانية ثغرًا في أسوارها إلا أن الذخيرة والمؤن نفدت منهم، وأقبل فصل الشتاء فقفل السلطان ورجع إلى بلاده.[68] وفي عام 1532م، عاود سليمان الكرّة، فحاصر ڤيينا من جديد، ولكن التوفيق خانه في حملته الثانية هذه أيضًا، فعقد مع فرديناند صلحًا احتفظ بموجبه بجميع ما استولى عليه من الأراضي المجرية. وكان مما رغّب سليمان في عقد الصلح اضطراره إلى الالتفات صوب الشرق بعد أن توترت العلاقات بينه وبين "طهماسب بن إسماعيل الصفوي" شاه فارس، وتفصيل ذلك أن عامل بغداد من قبل طهماسب خان مولاه الصفوي وانحاز إلى العثمانيين بناءً على إلحاح الشعب بسبب سياسة التطرف المذهبي التي انتهجها الصفويون،[69] فسار إليه طهماسب يريد تأديبه، فلم يكن من السلطان سليمان إلا أن اغتنم هذه الفرصة للانقضاض على بلاد فارس، وهكذا احتل تبريز عاصمة الفرس، ثم استولى على بغداد ودخلها في أبّهة بالغة.[70]





    خير الدين بربروس باشا يهزم الأساطيل الحليفة في معركة بروزة سنة 1538م.
    حقق العثمانيون أيام السلطان سليمان عدّة فتوحات بحرية مهمة، وذلك بفضل البحّار يوناني الأصل، خير الدين بربروس، الذي كان سبق وضمّ الجزائر للدولة العثمانية أيام السلطان سليم. عيّن السلطان سليمان خير الدين هذا أميرًا للبحر عام 1533م، فنهض بالأسطول العثماني نهضة جبارة مكنته من انتزاع تونس من أيدي الإسبان وإخضاعها للسلطة العثمانية ولو لفترة قصيرة من الزمن. وفي سنة 1538م حقق خير الدين للدولة العثمانية نصرًا بحريًا كبيرًا، فقد وفّق إلى إنزال هزيمة قاسية بأندريا دوريا الذي كان يقود أساطيل كارلوس الخامس ملك إسبانيا والبابا بولس الثالث والبندقية مجتمعة،[71][72] وذلك قرب بروزة، الواقعة على خليج آرتا في الشمال الغربي من اليونان. ومن الفتوح الهامة التي حققها الأسطول العثماني في عهد السلطان سليمان، فتح طرابلس الغرب وتحريرها من الإسبان وفرسان القديس يوحنا على يد القبطان "طورغول بك".[67] توفي السلطان سليمان في 5 سبتمبر سنة 1566م، الموافق فيه 20 صفر سنة 974هـ، وكانت الدولة العثمانية آنذاك قد بلغت أعلى درجات الكمال وأصبح وجودها ضروريًا لحفظ التوازن السياسي في الشرق الأوسط وأوروبا، ووصل عدد سكانها إلى 15,000,000 نسمة بحسب بعض المصادر.[73]

    حقبة الركود والانتعاشات (1566–1683)[عدل]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:04 pm

    أصل العثمانيين وموطنهم الأول[عدل]

    العثمانيون قوم من الأتراك، فهم ينتسبون - من وجهة النظر الإثنيّة - إلى العرق الأصفر أو العرق المغولي، وهو العرق الذي ينتسب إليه المغول والصينيون وغيرهم من شعوب آسيا الشرقية.[19] وكان موطن الأتراك الأوّل في آسيا الوسطى، في البوادي الواقعة بين جبال آلطاي شرقًا وبحر قزوين في الغرب، وقد انقسموا إلى عشائر وقبائل عديدة منها عشيرة "قايي"،[19] التي نزحت في عهد زعيمها "كنذز ألب" إلى المراعي الواقعة شماليّ غربي أرمينيا قرب مدينة خلاط، عندما استولى المغول بقيادة جنكيز خان على خراسان.[19] إن الحياة السياسية المبكرة لهذه العشيرة يكتنفها الغموض، وهي أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقائق، وإنما كل ما يُعرف عنها هو استقرارها في تلك المنطقة لفترة من الزمن، ويُستدل على صحة هذا القول عن طريق عدد من الأحجار والقبور تعود لأجداد بني عثمان.[20] ويُستفاد من المعلومات المتوافرة أن هذه العشيرة تركت منطقة خلاط حوالي سنة 1229م تحت ضغط الأحداث العسكرية التي شهدتها المنطقة، بفعل الحروب التي أثارها السلطان جلال الدين الخوارزمي وهبطت إلى حوض نهر دجلة.[21]

    قيام الدولة العثمانية (1299–1453)[عدل]

    توفي "كندز ألب" في العام التالي لنزوح عشيرته إلى حوض دجلة، فترأس العشيرة ابنه سليمان، ثم حفيده "أرطغرل" الذي ارتحل مع عشيرته إلى مدينة إرزنجان، وكانت مسرحًا للقتال بين السلاجقة والخوارزميين، فالتحق بخدمة السلطان علاء الدين سلطان قونية، إحدى الإمارات السلجوقية التي تأسست عقب انحلال دولة السلاجقة العظام،[22][معلومة 1] وسانده في حروبه ضد الخوارزميين، فكافأه السلطان السلجوقي بأن أقطع عشيرته بعض الأراضي الخصبة قرب مدينة أنقرة.[23] وظل أرطغرل حليفًا للسلاجقة حتى أقطعه السلطان السلجوقي منطقة في أقصى الشمال الغربي من الأناضول على الحدود البيزنطية، في المنطقة المعروفة باسم "سُكُود" حول مدينة أسكي شهر، حيث بدأت العشيرة هناك حياة جديدة إلى جانب إمارات تركمانية سبقتها إلى المنطقة.[20] علا شأن أرطغرل لدى السلطان بعد أن أثبت إخلاصه للسلاجقة، وأظهرت عشيرته كفاءة قتالية عالية في كل معركة ووجدت دومًا في مقدمة الجيوش وتمّ النصر على يدي أبنائها،[22] فكافأه السلطان بأن خلع عليه لقب "أوج بكي"، أي محافظ الحدود، اعترافًا بعظم أمره.[23] غير أن أرطغرل كان ذا أطماع سياسية بعيدة، فلم يقنع بهذه المنطقة التي أقطعه إياها السلطان السلجوقي، ولا باللقب الذي ظفر به، ولا بمهمة حراسة الحدود والحفاظ عليها؛ بل شرع يهاجم باسم السلطان ممتلكات البيزنطيين في الأناضول،[24] فاستولى على مدينة أسكي شهر وضمها إلى أملاكه، واستطاع أن يوسع أراضيه خلال مدة نصف قرن قضاها كأمير على مقاطعة حدودية، وتوفي في سنة 1281م عن عمر يُناهز التسعين عامًا،[25] بعد أن خُلع عليه لقب كبير آخر هو "غازي"،[26] تقديرًا لفتوحاته وغزواته.

    التأسيس[عدل]





    السلطان الغازي عثمان خان الأول،[معلومة 2] مؤسس الدولة العثمانية.
    تولّى زعامة الإمارة بعد أرطغرل إبنه البكر عثمان ، فأخلص الولاء للدولة السلجوقية على الرغم مما كانت تتخبط فيه من اضطراب وما كان يتهددها من أخطار.[27] أظهر عثمان في بداية عهده براعة سياسية في علاقاته مع جيرانه، فعقد تحالفات مع الإمارات التركمانية المجاورة، ووجه نشاطه العسكري نحو الأراضي البيزنطية لاستكمال رسالة دولة سلاجقة الروم بفتح الأراضي البيزنطية كافة، وإدخالها ضمن الأراضي الإسلامية، وشجعه على ذلك حالة الضعف التي دبت في جسم الإمبراطورية البيزنطية وأجهزتها، وانهماكها بالحروب في أوروبا،[25] فأتاح له ذلك سهولة التوسع باتجاه غربي الأناضول، وفي عبور الدردنيل إلى أوروبا الشرقية الجنوبية. ومن الناحية الإدارية، فقد أظهر عثمان مقدرة فائقة في وضع النظم الإدارية لإمارته، بحيث قطع العثمانيون في عهده شوطًا كبيرًا على طريق التحول من نظام القبيلة المتنقلة إلى نظام الإدارة المستقرة، ما ساعدها على توطيد مركزها وتطورها سريعًا إلى دولة كبرى.[25] وقد أبدى السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد الثالث تقديره العميق لخدمات عثمان، فمنحه لقب "عثمان غازي حارس الحدود العالي الجاه، عثمان باشا".[25]

    أقدم عثمان بعد أن ثبّت أقدامه في إمارته على توسيع حدودها على حساب البيزنطيين، ففي عام 1291م فتح مدينة "قره جه حصار" الواقعة إلى الجنوب من سُكُود، وجعلها قاعدة له، وأمر بإقامة الخطبة باسمه،[28] وهو أول مظهر من مظاهر السيادة والسلطة، ومنها قاد عشيرته إلى بحر مرمرة والبحر الأسود.[27] وحين تغلب المغول على دولة قونية السلجوقية، سارع عثمان إلى إعلان استقلاله عن السلاجقة ولقّب نفسه "پاديشاه آل عثمان" أي عاهل آل عثمان،[29] فكان بذلك المؤسس الحقيقي لهذه الدولة التركية الكبرى التي نُسبت إليه لاحقًا.[27] وظلّ عثمان يحكم الدولة الجديدة بصفته سلطانًا مستقلاً حتى تاريخ 6 أبريل سنة 1326م، الموافق فيه 2 جمادى الأولى سنة 726هـ، عندما احتل ابنه "أورخان" مدينة بورصة الواقعة على مقربة من بحر مرمرة،[27] وفي هذه السنة توفي عثمان عن عمر يناهز السبعين عامًا،[30] بعد أن وضع أسس الدولة ومهد لها درب النمو والازدهار، وخُلع عليه لقب آخر هو "قره عثمان"، وهو يعني "عثمان الأسود" باللغة التركية الحديثة، لكن يُقصد به "الشجاع" أو "الكبير" أو "العظيم" في التركية العثمانية.[31]





    السلطان الغازي أورخان الأول.
    عُني أورخان بتنظيم مملكته تنظيمًا محكمًا، فقسمها إلى سناجق أو ولايات، وجعل من بورصة عاصمةً لها، وضرب النقود باسمه، ونظّم الجيش، فألّف فرقًا من الفرسان النظاميين، وأنشأ من الفتيان المسيحيين الروم والأوروبيين الذين جمعهم من مختلف الأنحاء جيشًا قويًا عُرف بجيش الإنكشارية.[32] وقد درّب أورخان هؤلاء الفتيان تدريبًا صارمًا وخصّهم بامتيارات كبيرة، فتعلقوا بشخصه وأظهروا له الولاء. وعمل أورخان على توسيع الدولة، فكان طبيعيًا أن ينشأ بينه وبين البيزنطيين صراعٌ عنيف كان من نتيجته استيلاؤه على مدينتيّ إزميد ونيقية. وفي عام 1337م شنّ هجومًا على القسطنطينية عاصمة البيزنطيين نفسها، ولكنه أخفق في احتلالها.[33] ومع ذلك فقد أوقعت هذه الغزوة الرعب في قلب إمبراطور الروم "أندرونيقوس الثالث"، فسعى إلى التحالف معه وزوجه ابنته. ولكن هذا الزواج لم يحل بين العثمانيين وبين الاندفاع إلى الأمام، وتثبيت أقدامهم سنة 1357م في شبه جزيرة غاليبولي، وهكذا اشتد الخطر العثماني على القسطنطينية من جديد. شهد المسلمون في عهد أورخان أوّل استقرار للعثمانيين في أوروبا، وأصبحت الدولة العثمانية تمتد من أسوار أنقرة في آسيا الصغرى إلى تراقيا في البلقان،[34] وشرع الدعاة يدعون السكان إلى اعتناق الإسلام. توفي أورخان الأول في سنة 1360م بعد أن أيّد الدولة الفتيّة بفتوحاته الجديدة وتنظيماته العديدة، وتولّى بعده ابنه "مراد الله"، الملقب بمراد الأول.[35]

    التوسُّع الأوَّل[عدل]





    معركة قوصوه، بريشة آدم ستيفانوڤيتش، (1870).
    كانت فاتحة أعمال مراد الأول احتلال مدينة أنقرة مقر إمارة القرمان، وذلك أن أميرها واسمه علاء الدين، أراد انتهاز فرصة انتقال المُلك من السلطان أورخان إلى ابنه مراد لإثارة حمية الأمراء المجاورين وتحريضهم على قتال العثمانيين ليقوضوا أركان ملكهم الآخذ في الامتداد يومًا فيومًا، فكانت عاقبة دسائسه أن فقد أهم مدنه.[35] وتحالف مراد مع بعض أمراء الأناضول مقابل بعض التنازلات لصالح العثمانيين، وأجبر آخرين على التنازل له عن ممتلكاتهم، وبذلك ضمّ جزء من الممتلكات التركمانية إلى الدولة العثمانية.[معلومة 3] ثم وجّه اهتمامه نحو شبه جزيرة البلقان التي كانت في ذلك الحين مسرحًا لتناحر دائم بين مجموعة من الأمراء الثانويين، ففتح مدينة أدرنة سنة 1362م ونقل مركز العاصمة إليها لتكون نقطة التحرك والجهاد في أوروبا،[36] وقد ظلت عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية في وقت لاحق، كما تم فتح عدّة مدن أخرى مثل صوفيا وسالونيك، وبذلك صارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من كل جهة في أوروبا.[36] وفي 12 يونيو سنة 1385م، الموافق فيه 19 جمادى الآخرة سنة 791هـ، التقت الجيوش العثمانية بالقوى الصربية - تساندها قوىً من المجر والبلغار والألبانيين - في إقليم "قوصوة"، المعروف حاليًا باسم "كوسوڤو"، فدارت بين الطرفين معركة عنيفة انتصر فيها العثمانيون، إلا أن السلطان قتل في نهايتها على يد أحد الجنود الذي تظاهر بالموت.[36]





    معركة نيقوبولس بين العثمانيين والأوروبيين. يعتبر العديد من المؤرخين هذه المعركة آخر حملة صليبية كبرى نُظمت في القرون الوسطى.




    السلطان بايزيد الأول أسيرًا لدى تيمورلنك، بريشة ستانيسلو تشلبوسكي، 1878.
    تولّى عرش آل عثمان بعد مراد الأول ابنه بايزيد، وعند ذلك كانت الدولة قد اتسعت حدودها بشكل كبير، فانصرف إلى تدعيمها بكل ما يملك من وسائل، وانتزع من البيزنطينيين مدينة آلاشهر، وكانت آخر ممتلكاتهم في آسيا الصغرى،[37] وأخضع البلغار عام 1393م إخضاعًا تامًا.[37] فجزع "سيگسموند" ملك المجر من هذا التوسع العثماني، خصوصًا بعد أن تاخمت حدود بلاده مناطق السيطرة العثمانية، فاستنجد بأوروبا الغربية، فدعا البابا "بونيفاس التاسع" إلى حملة صليبية جديدة ضد العثمانيين لمنعهم من التوغل في قلب أوروبا، فلبّى الدعوة ملك المجر سالف الذكر، وعدد من أمراء فرنسا[38] وباڤاريا[38] والنمسا[38] وفرسان القديس يوحنا في رودس[38] وجمهورية البندقية،[38] وقدمت إنگلترا مساعدات عسكرية.[39] تقابل الجيشان العثماني والأوروبي في 25 سبتمبر سنة 1396م، الموافق فيه 21 ذي الحجة سنة 798هـ، ودارت بينهما رحى معركة ضارية هُزم فيها الأوروبيون وردوا على أعقابهم.[37] حاصر بايزيد القسطنطينية مرتين متواليتين، ولكن حصونها المنيعة صمدت في وجه هجماته العنيفة، فارتد عنها خائبًا.[37] ولم ينس بايزيد وهو يوجه ضرباته الجديدة نحو الغرب، أن المغول يستعدون للانقضاض عليه من جهة الشرق، وخاصةً بعد أن ظهر فيهم رجلٌ عسكري جبّار هو تيمورلنك الشهير المتحدّر من سلالة جنكيز خان.[40][41] لذلك عمل بايزيد على تعزيز مركزه في آسيا الصغرى استعدادًا للموقعة الفاصلة بينه وبين تيمورلنك. وهكذا خف الضغط العثماني على البيزنطيين، وتأخر سقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين خمسين سنة ونيفًا.[37] وفي ربيع سنة 1402م، تقدّم تيمورلنك نحو سهل أنقرة لقتال بايزيد، فالتقى الجمعان عند "جُبق آباد" ودارت معركة طاحنة انهزم فيها العثمانيون وأُسر السلطان بايزيد وحمله المغول معهم عائدين إلى سمرقند عاصمة الدولة التيمورية،[معلومة 4] حيث عاش بقية أيامه ومات في سنة 1403م.[42]

    عهد الفترة[عدل]

    بعد موت السلطان بايزيد تجزأت الدولة إلى عدّة إمارت صغيرة كما حصل بعد سقوط الدولة السلجوقية، لأن تيمورلنك أعاد إلى أمراء قسطموني وصاروخان وكرميان وآيدين ومنتشا وقرمان ما فقدوه من البلاد.[43] واستقل في هذه الفترة كل من البلغار والصرب والفلاخ، ولم يبق تابعًا للراية العثمانية إلا قليل من البلدان. ومما زاد الخطر على الدولة عدم اتفاق أولاد بايزيد على تنصيب أحدهم، بل كان كل منهم يدعي الأحقية لنفسه،[43] فنشبت بينهم حروب ضارية، ولكن النصر كان آخر الأمر من نصيب محمد بن بايزيد، المُلقب بمحمد الأول أو "محمد چلبي"، الذي استطاع أن يعيد للدولة بعض ما فقدته من أملاكها في الأناضول.[44]

    عودة التوسُّع وفتح القُسطنطينيَّة[عدل]

    بعد محمد الأول تولّى عرش السلطنة العثمانية مراد الثاني، فاستمر بإخضاع المدن والإمارات التي استقلت عن الدولة العثمانية، وحاصر القسطنطينية، ولكنه لم يُوفق إلى احتلالها.[45] ثم حاول أن يعيد إخضاع البلقان لسيطرته، ففتح عدّة مدائن وقلاع وحاول أن يضم إليها مدينة بلغراد لكنه فشل في اقتحامها،[46] فكان هذا الهجوم إنذارًا جديدًا لأوروبا بالخطر العثماني، فقامت قوات مجرية - وعلى رأسها يوحنا هونياد - بالالتحام مع العثمانيين وهزمتهم هزيمة قاسية كان من نتائجها بعث الروح الصليبية في أوروبا، وإعلان النضال الديني ضد العثمانيين.[45]





    السلطان الغازي محمد الثاني الفاتح.
    ولمّا توفي السلطان مراد الثاني ارتقى عرش العثمانيين ابنه محمد، فكان عليه بادئ الأمر أن يُخضع ثورة نشبت ضده في إمارة قرمان بآسيا الصغرى، فاستغل الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الحادي عشر هذا الأمر، وطلب من السلطان مضاعفة الجزية التي كان والده يدفعها إلى البيزنطيين لقاء أسرهم الأمير أورخان حفيد سليمان بن بايزيد المطالب بالعرش العثماني.[45] فاستاء السلطان محمد من هذا الطلب لما كان ينطوي عليه من تهديد بتحريض أورخان هذا على العصيان، فأمر بإلغاء الراتب المخصص له، وراح يتجهّز لحصار القسطنطينية والقضاء على هذه المدينة في أقرب فرصة ممكنة. وكان أوّل ما قام به في هذا السبيل تشييده عند أضيق نقطة من مضيق البوسفور قلعة "روملي حصار" القائمة على بعد سبعة كيلومترات من أبواب القسطنطينية.[45] وعندئذ أرسل الإمبراطور قسطنطين بعثة من السفراء إلى السلطان محمد لتحتجّ لديه على ذلك، فلم يلقوا منه جوابًا شافيًا،[47] بل أصرّ على البناء لما في القلعة من أهمية استراتيجية. واستنجد الإمبراطور قسطنطين بالدول الأوروبية فلم تنجده إلا بعض المدن الإيطالية، أما البابا فقد أبدى استعداده لمساعدة الإمبراطور شرط أن تتحد الكنيستان الشرقية والغربية، ووافق قسطنطين على المشروع، ولكنّ تعصّب الشعب حال دون تحقيق ذلك.[45][معلومة 5]





    محمد الثاني يدخل القسطنطينية، بريشة جوزيف بنيامين.
    وكان السلطان قد حشد لقتال البيزنطيين جيشًا عظيمًا مزودًا بالمدافع الكبيرة وأسطولاً ضخمًا، وبذلك حاصرهم من ناحيتيّ البر والبحر معًا. والواقع أن البيزنطيين استماتوا في الدفاع عن عاصمتهم، لكن ما أن مضى 53 يومًا على الحصار حتى كان العثمانيون قد دخلوا المدينة بعد أن هُدمت أجزاء كبيرة من أسوارها بفعل القصف المدفعي المتكرر،[48] واشتبكوا مع البيزنطيين في قتال عنيف جدًا دارت رحاه في الشوارع، وذهب ضحيته الإمبراطور نفسه وكثير من جنوده.[48] حتى إذا انتصف النهار دخل محمد المدينة وأصدر أمره إلى جنوده بالكف عن القتال، بعد أن قضى على المقاومة البيزنطية ونشر راية السلام.[45] اتخذ السلطان محمد لقب "الفاتح" بعد فتح المدينة، وأضاف إليه لقب "قيصر الروم"، على الرغم من عدم اعتراف بطريركية القسطنطينية ولا أوروبا الغربية بهذا الأمر، ونقل مركز العاصمة من أدرنة إلى القسطنطينية التي غيّر اسمها إلى "إسلامبول"، أي مدينة الإسلام أو تخت الإسلام،[49] وأعطى للمسيحين الآمان وحرية إقامة شعائرهم الدينية،[50] ودعا من هاجر منهم خوفًا إلى العودة إلى بيوتهم. سقطت الإمبراطورية البيزنطية عند فتح المدينة بعد أن استمرت أحد عشر قرنًا ونيفًا، وتابع السلطان محمد فتوحاته في أوروبا خلال السنوات اللاحقة التي أعقبت سقوط القسطنطينية، فأخضع بلاد الصرب وقضى على استقلالها، وفتح بلاد المورة في جنوب اليونان، وإقليم الأفلاق وبلاد البشناق وألبانيا، وهزم البندقية ووحد الأناضول عبر قضائه على إمبراطورية طرابزون الرومية وإمارة قرمان.[49] وقد حاول السلطان محمد أيضًا فتح إيطاليا لكن وافته المنية سنة 1481م،[معلومة 6] فانصرف العثمانيون عن هذه الجهة.[49]

    دور التوسع والقوة (1453–1683)[عدل]

    يُمكن تقسيم هذه الفترة في التاريخ العثماني إلى حقبتين مميزتين: حقبة النمو والازدهار العسكري والثقافي والحضاري والاقتصادي، وهي تمتد حتى سنة 1566م، وحقبة شهدت بأغلبها ركودًا سياسيًا وعسكريًا، وتخللتها فترات إصلاح وانتعاش، وقد دامت حتى سنة 1683م.

    انتقال الخلافة إلى العُثمانيين[عدل]





    السلطان الغازي بايزيد خان الثاني المُلقب "بالصوفي"، لجنوحه إلى السلم وابتعاده عن الحرب.
    بعد موت السلطان محمد الفاتح تنازع ابناه "جم" و"بايزيد" على العرش. ولكن الغلبة كانت من نصيب بايزيد، ففر جم إلى مصر حيث احتمى بسلطان المماليك "قايتباي"،[51] ثم إلى رودس حيث حاول أن يتعاون مع فرسان القديس يوحنا والدول الغربية على أخيه، لكن بايزيد استطاع إقناع دولة الفرسان بإبقاء الأمير جم على الجزيرة مقابل مبلغ من المال،[52] وتعهد بأن لا يمس جزيرتهم طيلة فترة حكمه،[51] فوافقوا على ذلك، لكنهم عادوا وسلموا الأمير إلى البابا "إنوسنت الثامن" كحل وسط، وعند وفاة الأخير قام خليفته بدس السم للأمير بعد أن أجبره الفرنسيون على تسليمهم إياه، فتوفي في مدينة ناپولي، ونقل جثمانه فيما بعد إلى بورصة ودُفن فيها.[51] اتصف السلطان بايزيد بأنه سلطان مسالم لا يدخل الحروب إلا مدافعًا، فقاتل جمهورية البندقية بسبب الهجمات التي قام بها أسطولها على بلاد المورة، وحارب المماليك حين قرر السلطان قايتباي السيطرة على إمارة ذي القدر ومدينة ألبستان التابعتين للدولة العثمانية، وعدا ذلك فكان يفضل مجالسة العلماء والأدباء.[53] وفي عهده سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس؛ فبعث بعدّة سفن لتحمل الأندلسيين المسلمين واليهود إلى القسطنطينية وغيرها من مدن الدولة،[54] وفي عهده أيضًا ظهرت سلالة وطنية شيعية في بلاد فارس، هي السلالة الصفوية، التي استطاعت بزعامة الشاه إسماعيل بن حيدر، أن تهدد بالخطر إمبراطورية العثمانيين في الشرق.





    السلطان الغازي سليم الأول "القاطع"، أول خليفة للمسلمين من آل عثمان.




    معركة چالديران بين العثمانيين والصفويين، جدارية من إحدى القصور في أصفهان.
    وفي أواخر عهد بايزيد دبّ النزاع بين أولاده بسبب من ولاية العهد. ذلك أن بايزيد اختار ابنه أحمد لخلافته، فغضب ابنه الآخر سليم، وأعلن الثورة على والده، وكان لثورة سليم أسباب سياسية ومذهبية وتجارية وعرقية،[55] ذلك أن الصفويين كانوا يعملون على نشر المذهب الشيعي في الأناضول على حساب المذهب السني، وقطعوا طريق التجارة مع الهند والشرق الأقصى، ومنعوا نزوح المزيد من قبائل التركمان من آسيا الوسطى إلى الأناضول وأوروبا الشرقية، وكان الشاه إسماعيل يدعم الأمير أحمد للوصول إلى سدة الحكم ولم يحرك الأخير ساكنًا لمنع التدخل الصفوي في الشؤون العثمانية. نتيجة لكل ما سلف، ثار سليم على والده وشقيقه ثم استولى على أدرنة، فما كان من بايزيد إلا أن انبرى لقتال ابنه سليم، فهزمه وقرر نفيه، لكن الجنود الإنكشارية قاموا بالضغط على السلطان وأرغموه بالتنازل عن العرش لصالح ابنه سليم.[56] وقد مات بايزيد يوم 26 مايو سنة 1512م، الموافق فيه 10 ربيع الأول سنة 918هـ،[57] واختلف المؤرخون على سبب الوفاة. كان على سليم، بعد اعتلائه العرش، تثبيت أقدامه في الحكم والتفاهم مع الدول الأوروبية الفاعلة ليتفرغ لأخطر أزمة واجهتها الدولة منذ أعقاب معركة أنقرة، ألا وهي القضية الصفوية، فأقدم على قتل إخوته وأولادهم حتى لا يبقى له منازع في الحكم، ثم أبرم هدنة طويلة مع الدول الأوروبية المجاورة، وحوّل انتباهه إلى الجبهة الشرقية لمواجهة الصفويين والمماليك.[58] وكان السلطان سليم يهدف إلى السيطرة على طرق التجارة بين الشرق والغرب، والتوسع على حساب القوى في المشرق، والقضاء على المد الشيعي،[59] وتوحيد الأمصار الإسلامية الأخرى حتى تكون يدًا واحدة في مواجهة أوروبا، وخاصة بعد سقوط الأندلس وقيام البرتغاليين بالتحالف مع الصفويين وإنشائهم لمستعمرات في بعض المواقع في جنوب العالم الإسلامي.[56] وكان الشيعة المقيمون في آسيا الصغرى قد ثاروا على الدولة العثمانية اعتمادًا على تأييد الصفويين، فأخضع سليم هذه الثورة وعمد إلى اضطهاد الشيعة، فذهب ضحية هذه السياسة أربعون ألفًا منهم، ثم انبرى لقتال الشاه، فالتقى الفريقان في سهل چالديران والتحما في معركة كبيرة كان النصر فيها لصالح السلطان سليم،[60] وفرّ الشاه ناجيًا بحياته، أما سليم فتقدم إلى تبريز عاصمة خصمه الصفوي، فاستولى عليها ورجع عائدًا إلى بلاده.[61]





    الدولة العثمانية عند نهاية عهد السلطان سليم الأوّل سنة 1520.




    السلطان الغازي سليمان خان الأول "القانوني".
    تقدم العثمانيون، بعد انتصارهم على الصفويين، لإخضاع السلطنة المملوكية،[معلومة 7] فنشبت بينهم وبين المماليك معركة على الحدود الشاميّة التركية تُعرف بمعركة مرج دابق، انتصر فيها العثمانيون وقُتل سلطان المماليك "قنصوه الغوري"، ثم تابعوا زحفهم نحو مصر والتحموا بالمماليك من جديد في معركة الريدانية التي قررت مصير مصر كلها،[61] وانتصروا عليهم مجددًا ودخلوا القاهرة فاتحين. وفي أثناء ذلك قدّم شريف مكة مفاتيح الحرمين الشريفين إلى السلطان سليم اعترافًا بخضوع الأراضي المقدسة الإسلامية للعثمانيين،[61] وتنازل في الوقت ذاته آخر الخلفاء العباسيين، محمد الثالث المتوكل على الله، عن الخلافة لسلطان آل عثمان، فأصبح كل سلطان منذ ذلك التاريخ خليفة للمسلمين، ويحمل لقب "أمير المؤمنين" و"خليفة رسول رب العالمين". وعند نهاية حملته الشرقية، كان السلطان سليم قد جعل من الدولة العثمانية قوة إقليمية كبرى ومنافسًا كبيرًا للإمبراطورية البرتغالية على زعامة المنافذ المائية العربية.[62]

    العصر الذهبي للدولة[عدل]

    توفي السلطان سليم في 22 سبتمبر سنة 1520م، الموافق فيه 9 شوّال سنة 926هـ، وهو على أهبة الاستعداد لقتال فرسان القديس يوحنا في رودس.[63] فارتقى العرش من بعده ابنه سليمان، الذي يُعرف في الشرق باسم "القانوني"، ويُعرف في الغرب باسم "العظيم". والواقع أن الفتوح في الشرق شغلت السلطان سليم طوال أيام حكمه، فكان طبيعيًا أن ينصرف السلطان سليمان إلى ناحية الغرب ليُتم الفتوح التي كان أسلافه قد بدأوها من قبله.[64] واحتل سليمان مدينة بلغراد في سهولة، عام 1521م، وعقد العزم على ما كان أبوه السلطان سليم قد شرع يستعد له قبل وفاته، أي الاستيلاء على جزيرة رودس، فتمكن من ذلك في سنة 1523م،[64] ثمّ ضمّ إلى الأملاك العثمانية القسم الجنوبي والأوسط من مملكة المجر، بعد أن استغل الأوضاع الداخلية المضطربة للمملكة،[معلومة 8] والأوضاع الخارجية الملائمة.[65][66]





    معركة موهاج والغزو العثماني للمجر، بريشة بيرطلان سيزيكيلي.
    اشتبكت الجيوش العثمانية مع نظيرتها المجرية في وادي موهاج بالمجر بتاريخ 26 أغسطس سنة 1526م، في معركة دامت حوالي الساعتين، وانتصر فيها العثمانيون نصرًا كبيرًا وثبتوا أقدامهم في البلاد لفترة طويلة من الزمن، وعين السلطان "جان زابوليا" ملك ترانسلڤانيا حاكمًا عليها،[67] عندئذ أرسل فرديناند ملك النمسا، وفدًا إلى السلطان يلتمس منه الاعتراف به ملكًا على المجر، فسخر سليمان من الوفد وزجّ أعضاءه في السجن فترة من الزمن، ولمّا أفرج عنهم حمّلهم رسالة إلى الملك ليستعد لملاقاته. وقاتل سليمان فرديناد بجيش عظيم، فلم يصمد في وجهه، فراح سليمان يتعقبه حتى ڤيينا العاصمة، وهنا ضرب سليمان الحصار على هذه المدينة القائمة في قلب أوروبا، وأحدثت الجنود العثمانية ثغرًا في أسوارها إلا أن الذخيرة والمؤن نفدت منهم، وأقبل فصل الشتاء فقفل السلطان ورجع إلى بلاده.[68] وفي عام 1532م، عاود سليمان الكرّة، فحاصر ڤيينا من جديد، ولكن التوفيق خانه في حملته الثانية هذه أيضًا، فعقد مع فرديناند صلحًا احتفظ بموجبه بجميع ما استولى عليه من الأراضي المجرية. وكان مما رغّب سليمان في عقد الصلح اضطراره إلى الالتفات صوب الشرق بعد أن توترت العلاقات بينه وبين "طهماسب بن إسماعيل الصفوي" شاه فارس، وتفصيل ذلك أن عامل بغداد من قبل طهماسب خان مولاه الصفوي وانحاز إلى العثمانيين بناءً على إلحاح الشعب بسبب سياسة التطرف المذهبي التي انتهجها الصفويون،[69] فسار إليه طهماسب يريد تأديبه، فلم يكن من السلطان سليمان إلا أن اغتنم هذه الفرصة للانقضاض على بلاد فارس، وهكذا احتل تبريز عاصمة الفرس، ثم استولى على بغداد ودخلها في أبّهة بالغة.[70]





    خير الدين بربروس باشا يهزم الأساطيل الحليفة في معركة بروزة سنة 1538م.
    حقق العثمانيون أيام السلطان سليمان عدّة فتوحات بحرية مهمة، وذلك بفضل البحّار يوناني الأصل، خير الدين بربروس، الذي كان سبق وضمّ الجزائر للدولة العثمانية أيام السلطان سليم. عيّن السلطان سليمان خير الدين هذا أميرًا للبحر عام 1533م، فنهض بالأسطول العثماني نهضة جبارة مكنته من انتزاع تونس من أيدي الإسبان وإخضاعها للسلطة العثمانية ولو لفترة قصيرة من الزمن. وفي سنة 1538م حقق خير الدين للدولة العثمانية نصرًا بحريًا كبيرًا، فقد وفّق إلى إنزال هزيمة قاسية بأندريا دوريا الذي كان يقود أساطيل كارلوس الخامس ملك إسبانيا والبابا بولس الثالث والبندقية مجتمعة،[71][72] وذلك قرب بروزة، الواقعة على خليج آرتا في الشمال الغربي من اليونان. ومن الفتوح الهامة التي حققها الأسطول العثماني في عهد السلطان سليمان، فتح طرابلس الغرب وتحريرها من الإسبان وفرسان القديس يوحنا على يد القبطان "طورغول بك".[67] توفي السلطان سليمان في 5 سبتمبر سنة 1566م، الموافق فيه 20 صفر سنة 974هـ، وكانت الدولة العثمانية آنذاك قد بلغت أعلى درجات الكمال وأصبح وجودها ضروريًا لحفظ التوازن السياسي في الشرق الأوسط وأوروبا، ووصل عدد سكانها إلى 15,000,000 نسمة بحسب بعض المصادر.[73]

    حقبة الركود والانتعاشات (1566–1683)[عدل]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:05 pm

    حقبة الركود والانتعاشات (1566–1683)[عدل]





    الصدر الأعظم محمد باشا صقللي، ربّان السفينة العثمانية خلال عهد السلطان سليم الثاني.
    يُعتبر عصر سليمان القانوني عصر الدولة العثمانية الذهبي، وما أن انقضى هذا العصر حتى أصاب الدولة الضعف والتفسخ. فقد كان سليم الثاني، خليفة سليمان، سلطانًا ضعيفًا لا يتصف بما يؤهله للقيام بحفظ فتوحات أبيه فضلاً عن إضافة شيء إليها، بالإضافة إلى أنه كان حاكمًا منحلاً خاملاً، وكان ماجنًا سكّيرًا.[74] وما يميّز عهد هذا السلطان هو أن وظيفة الصدر الأعظم أصبحت تجعل من يتقلدها الحاكم الفعلي وقائد الجيوش،[75] فلولا وجود الصدر الأعظم محمد باشا صقللي المخضرم في الأعمال السياسية والحربية للحق الدولة الفشل،[76] لكن حسن سياسة هذا الرجل وعظم اسم الدولة ومهابتها في قلوب أعدائها حفظها من السقوط مرة واحدة.[76] ومن أعمال محمد باشا صقللي أن أرسل جيشًا كبيرًا إلى اليمن سنة 1569م بقيادة عثمان باشا يسانده سنان باشا والي مصر، لقمع ثورة الأهالي، وتمكن الجيش من إخماد الثورة، ودخل مدينة صنعاء بعد أن فتح جميع القلاع.[76] ومن أعمال الصدر الأعظم أيضًا فتح جزيرة قبرص وانتزاعها من أيدي البنادقة.[76] شنّت الدولة العثمانية في عام 1569م أيضًا حملة على مدينة أسترخان، الواقعة على مصب نهر الڤولغا في بحر قزوين، بهدف استرداد الإمارة ووضع حد لامتداد روسيا من ناحية الجنوب، خشية أن يؤدي توسعها إلى استيلائها على الطرق التجارية والأسواق الكبرى وإلى هيمنتها على تجارة البلدان الإسلامية،[77] إلا أن هذه الحملة كان مصيرها الفشل، بسبب امتناع خاقان القرم، "دولت گراي الأول"، عن التعاون مع الجيش العثماني وسعيه شخصيًا لأن يقوم بالاستيلاء على أسترخان وقازان، كما تعذر ضرب الحصار على المدينة لأن الروس بنوا قلعة قوية إلى الجنوب منها، على الطريق المؤدية إليها حالت دون تقدم الجيش العثماني.[78]





    معركة ليبانت بين الأسطول العثماني والأوروبي.
    وفي عهد السلطان سليم الثاني جرت موقعة ليبانت البحرية التي هزّت صورة البحرية العثمانية والجيش العثماني الذي اعتبره كثيرون لا يُقهر. وتفصيل ذلك أنه بعد ازدياد الخطر العثماني في البحر المتوسط على أوروبا، وخاصة بعد فتح جزيرة قبرص، وبعض المواقع على البحر الأدرياتيكي،[75] تحالف فيليب الثاني ملك إسبانيا مع البابا بيوس الخامس وجمهورية البندقية لوقف التقدم العثماني باتجاه إيطاليا من جهة، واسترداد جميع المواقع التي فتحوها على حساب أوروبا وبخاصة في شمال أفريقيا، من جهة أخرى. فجمعوا مائتين وثلاثين سفينة وثلاثين ألف جندي،[79] وسلموا لواء القيادة إلى الدون يوحنا النمساوي، الذي أبحر إلى خليج پاتراس، أحد فروع البحر الأيوني، وهناك اشتبك الأسطولان العثماني والأوروبي في معركة بحرية طاحنة هي إحدى أكبر المعارك في التاريخ الحديث، أسفرت عن انتصار الأوروبيين وانهزام العثمانيين هزيمة منكرة.[76] ولم تُقعد هذه الحادثة همّة الصدر الأعظم محمد باشا صقللي، بل انتهز فرصة الشتاء وعدم إمكانية استمرار الحرب لتجهيز أسطولٍ جديد، وبذل النفس والنفيس في تجهيزه وتسليحه حتى إذا أقبل صيف سنة 1572م كان قد تمّ بناء 250 سفينة بما فيها 8 غلايين حديثة،[80] وأعلم الصدر الأعظم البنادقة باستعداده للجولة الثانية،[80] ففضلت البندقية أن تجنح للسلام ووقعت مع الدولة العثمانية معاهدة بذلك سنة 1573م،[81] فتفرغ العثمانيون لمحاربة إسبانيا التي عادت لاحتلال تونس، وكذلك هزموا أمير البغدان الذي تمرّد على الدولة طلبًا للاستقلال.[76]





    معركة وادي المخازن عام 1578 بين الدولة المغربية في يمين الصورة، بمشاركة 15 ألف إنكشاري أرسلتهم الدولة العثمانية كمساعدة عسكرية، والإمبراطورية البرتغالية في يسار الصورة، بمشاركة متطوعين من قشتالة وإيطاليا، ومرتزقة من الإقليم الفلامندي وألمانيا وحلفاء مغاربة.[82]
    توفي السلطان سليم الثاني يوم 12 ديسمبر سنة 1574م، الموافق فيه 27 شعبان سنة 982هـ،[76] وتولّى بعده ابنه مراد الثالث. وفي عهد هذا السلطان تدخلت الدولة العثمانية في انتخاب حليفها "أتيين باتوري"، أمير ترانسلڤانيا، ملكًا على بولندا بعد شغور العرش، وبذا تحولت الحماية العثمانية على بولندا من حماية اسمية إلى حماية فعلية.[83] وساعد العثمانيون سلطان مراكش لإخماد ثورة اندلعت في بلاده، فاصطدموا مع الثوّار والبرتغاليين الذين ساندوهم في موقعة القصر الكبير وانتصروا عليهم وأعادوا السلطان إلى الحكم.[75] أما أهم ما حصل في عهد السلطان مراد الثالث هو التوسع العثماني في الشرق، على حساب الدولة الصفوية، فبعد وفاة الشاه طهماسب الأول من غير أن يسمي من سيخلفه، تنازع أبناؤه على السلطة، فأرسل الصدر الأعظم محمد باشا صقللي حملة عسكرية إلى بلاد فارس لفتح ما تيسر من مدنها، فضموا إليهم من أملاكها بلاد الكرج، ثم أذربيجان الشمالية، ثم بلاد داغستان.[84]

    تعرضت الدولة العثمانية بعد هذه الغزوات لخضّة سياسية عنيفة، عندما تقلّص نفوذ الصدر الأعظم محمد باشا صقللي، ومن ثم قُتل في سنة 1579م، فعمّت الفوضى بعد موته بفعل ضعف حلفائه وتمرّد الإنكشارية، وراح الولاة يتنافسون فيما بينهم على منصب الصدارة العظمى. وفي عام 1590م أبرم العثمانيون صلحًا مع الصفويين، اعترفوا فيه بما تم ضمه إلى الدولة العثمانية، إضافةً إلى جنوب أذربيجان بما فيها العاصمة تبريز.[75] وبعد إبرام الصلح استتب الأمن على حدود الدولة، إن في الشرق أو في الغرب، فثار الإنكشارية في القسطنطينية وفي الولايات نظرًا لهبوط قيمة أجورهم، الأمر الذي دفع الصدر الأعظم الجديد، سنان باشا، أن يشغلهم بالحروب مع النمسا في المجر،[85] ونظرًا لما وصل إليه الإنكشارية من فوضى توالت عليهم الهزائم، وفقدوا بعض القلاع، وعلى الرغم من أن سنان باشا استطاع أن يستردها لاحقًا،[85] إلا أن أمراء الأفلاق والبغدان وترانسلڤانيا استغلوا الموقف وانتصروا على الجيوش العثمانية في بضعة معارك واستردوا منهم بعض المدن.[85] وتوفي السلطان مراد الثالث مساء 19 يناير سنة 1595م، الموافق فيه 8 جمادى الأولى سنة 1003هـ، بعد أن أصيب بداء عياء.[1]





    موقعة كرزت بين الدولة العثمانية والحلف النمساوي المجري.
    تولّى عرش آل عثمان بعد مراد الثالث ابنه محمد الثالث، الذي خرج عن القاعدة التي استفحلت منذ أيام جده سليم الثاني، وهي تولي الصدر الأعظم قيادة الجيش، فقاد الجيوش بنفسه وخرج لقتال المجر والنمسا، وانتصر عليهم في موقعة كرزت سنة 1596م.[86] وفي بداية القرن السابع عشر حصلت في الأناضول ثورة داخلية كادت أن تكون عاقبتها وخيمة على الدولة، خصوصًا وأن نار الحروب كانت مشتعلة على حدود المجر والنمسا، وخلاصتها أن قائد إحدى فرق الإنكشارية التي نفيت إلى الأناضول عقابًا لها لعدم ثباتها في موقعة كرزت، ادعى أنه رأى النبي محمد في منامه يبشره بالنصر على العثمانيين،[87] فأعلن العصيان وثار على الدولة وقام بعدد من الفتن إلى جانب شقيقه، ثم مات بعد أن أصيب بجراح في إحدى المعارك،[87] لكن شقيقه استمر يعصي الدولة إلى أن أعطته ولاية البوسنة ليحارب الأوروبيين حتى هلكت جيوشه عن آخرها في المناوشات المستمرة بينها وبين النمسا والمجر.[88] وأعقبت هذه الثورة الكبيرة ثورة أخرى في القسطنطينية هي ثورة الخيالة، الذين طالبوا بتعويضهم عما لحق بهم من أضرار جرّاء الثورة السابقة، فاستعانت الدولة عليهم بجنود الإنكشارية وأدخلتهم في طاعتها مجددًا.[87]





    الجيش العثماني يقاتل الجيش النمساوي المجري في سلوڤينيا خلال عهد آل كوبرولي.




    المُصلح الكبير فاضل أحمد كوبرولي باشا.




    حصار ڤيينا من قبل الجيش العثماني للمرة الأخيرة سنة 1683.
    تميزت المدة الممتدة على مدار القرن السابع عشر بمظهر أقل روعة من مظهر مدة القرن السادس عشر بالنسبة للدولة العثمانية،[89] فبعد وفاة السلطان محمد ظهر سلاطين أكثر ضعفًا وانغماسًا في الملذات، على الرغم من بروز بعض الشخصيات القوية منهم، مثل السلطان عثمان الثاني ومراد الرابع، وبعض الوزراء الذين عملوا على صون هيبة وسلطان الدولة، ومن هؤلاء مراد باشا القبوجي، الذي كان عونًا وعضدًا للسلطان أحمد الأول الذي تولّى وهو لم يتجاوز الرابعة عشر إلا بقليل.[90] وفي تلك الفترة تنازلت الدولة العثمانية عن عراق العجم للدولة الصفوية، فكانت تلك أول معاهدة تركت فيها الدولة فتوحاتها، وكانت بمثابة فاتحة الانحطاط.[90] وبعد أحمد الأول تولّى أخوه مصطفى العرش لثلاثة أشهر فقط، قبل أن يُعيّن عثمان الثاني بدلاً منه، الذي حدثت في عهده سابقة كانت الأولى من نوعها، وتدل على مدى الانحطاط الذي وصلت إليه الدولة آنذاك، إذ تخاذل الإنكشارية في القتال، فأراد أن يؤدبهم ويستبدل بهم جنودًا جددًا مدربين، فثاروا عليه وقتلوه وأعادوا عمه مصطفى إلى الحكم،[91] وما إن انتشر خبر قتل الخليفة حتى عمت الفوضى والثورات أرجاء الدولة العثمانية، وقام الولاة يعلنون الاستقلال عن الدولة، فأشار الصدر الأعظم المعين بواسطة الإنكشارية بعزل مصطفى الأول وتعيين ابن أخيه مراد الرابع.[92] استطاع مراد الرابع أن يُطهّر الدولة من بعض الثورات مثل ثورة أباظة باشا والي أرضروم، وثورة قام بها الإنكشارية، وحركة أمير لبنان فخر الدين المعني الثاني الاستقلالية، كما استرجع بغداد وهمدان وتبريز ويريڤان وكامل أذربيجان من الصفويين.[93] وفي عهد خليفته إبراهيم الأول، انتعشت الدولة بعض الانتعاش، فدخل الأسطول العثماني جزيرة كريت من غير أن يلقى مقاومة تذكر،[74] وبعد هذا العهد عرف العثمانيون فترةً من الضعف والعجز لم ينتشلهم منها إلا المصلح الكبير "محمد الكوبريللي" الذي تولّى منصب الصدارة العظمى عام 1656م في عهد السلطان محمد الرابع، فنهض بالدولة نهضة جديدة وطهرها من آفاتها الفتاكة، وهكذا اشتد ساعدها من جديد.[74] وبعد محمد كوبرولي تولّى ابنه "فاضل أحمد" ذات المنصب وسار على نهج أبيه،[94] فقامت القوات العثمانية سنة 1663م بهجوم على بلاد المجر وهددت ڤيينا نفسها بالسقوط.[74] وفي سنة 1672م استولى العثمانيون على أوكرانيا وكانت تابعة لملك بولندا.[95] وفي 17 يوليو سنة 1683م، حاصرت جيوش السلطان محمد الرابع ڤيينا للمرة الأخيرة، ولكنها صُدّت عنها.[74]

    دور الركود (1683–1827)[عدل]





    توسّع الدولة العثمانية منذ قيامها حتى بداية دور الركود في سنة 1683.
    عُزل السلطان محمد الرابع بتاريخ 8 نوفمبر سنة 1687م، الموافق فيه 2 محرم سنة 1099هـ،[96] فعمّت الفوضى بعد عزله، وتوالت الهزائم على الدولة العثمانية، فاحتلت النمسا بلغراد وأجزاء من بلاد الصرب، واحتلت البندقية أجزاء كثيرة من كرواتيا ودلماسيا وأكثر أجزاء المورة.[97] ولم يُنقذ الدولة من تلك المشاكل إلا "مصطفى كوبرولي باشا"، الابن الآخر للمصلح الكبير محمد كوبرولي، فبذل جهده في بث روح النظام في الجنود، وأحسن للنصارى بشكل كبير حتى استمال جميع مسيحيي الدولة، واستطاع استرجاع بلغراد وإقليم ترانسلڤانيا.[97] لكن على الرغم من ذلك، فإن الدولة العثمانية لم تحقق أي فتوحات جديدة وراء الحدود التي رسمها السلطان سليمان القانوني، فكانت حروبها وفتوحاتها خلال هذه الحقبة لاسترداد ما سُلب منها إجمالاً، ففي عهد السلطان مصطفى الثاني، انتصر العثمانيون على بولندا وأجبروا قيصر الروس بطرس الأكبر على فك الحصار عن مدينة آزوف، واستعادوا البوسنة وبعض الجزر في بحر إيجة، لكن الروس ما لبثوا أن عادوا لفتح آزوف، وانتصر النمساويون مرة أخرى على العثمانيين في معركة زانطة،[98] وتحالفوا مع بضعة دول أوروبية ضد الدولة العثمانية وأجبروها على توقيع معاهدة "كارلوڤتش"، التي فقدت فيها مدينة آزوف لصالح روسيا، وما بقي لها من بلاد المجر للنمسا، وأوكرانيا وبودوليا لبولندا، وساحل دلماسيا وبعض جزر بحر إيجة للبندقية.[97]

    الحروب مع روسيا[عدل]





    ملك السويد كارل الثاني عشر، المعروف أيضًا باسم "شارل الثاني عشر". لجأ إلى الدولة العثمانية بعد هزيمته على يد الروس في سنة 1709، في عهد السلطان أحمد الثالث.[معلومة 9]
    إزداد وضع الدولة العثمانية سوءًا خلال السنوات القليلة اللاحقة، ففي أوائل القرن الثامن عشر، وفي عهد السلطان أحمد الثالث تحديدًا، طلبت السويد دعم العثمانيين في حربها ضد الروس، لكن الأخيرة رفضت في بداية الأمر، فمالت كفة الميزان لصالح الروس الذين هزموا السويد وأرغموا ملكها على الفرار ملتجئً إلى بلاد الترك،[97] وعندما قررت الدولة العثمانية خوض الحرب أخيرًا، سنحت لها الفرصة أن تقضي على القيصر بطرس الأكبر، لكن الصدر الأعظم رفع الحصار عنه بعد تلقيه رشوة من خليلة القيصر كاترين. كذلك أجبر العثمانيون على توقيع معاهدة جديدة هي معاهدة "بيساروفتش"، وذلك بعد أن استنجدت البندقية بالنمسا لتجبر الأخيرة العثمانيين على إعادة جزيرة كريت إلى البندقية، واضطرت الدولة في هذه المعاهدة أن تستغني عن بلغراد، ومعظم بلاد الصرب وجزءًا من الأفلاق للنمسا، وأن تظل البندقية مسيطرة على سواحل دلماسيا، مقابل عودة بلاد المورة للعثمانيين.[97] استرجعت الدولة العثمانية أيضًا بعض المدن التي فقدتها سابقًا لصالح الصفويين، مثل همدان وتبريز وإقليم لورستان، لكنهم عادوا وهزموا وتنازلوا عن كل ما أخذوه من الصفويين.[97]

    سجّلت هذه المرحلة بداية اليقظة العثمانية بالانفتاح على الغرب،[99] وبدأت ترجمة بعض المؤلفات الغربية، وسُمح بإنشاء مكتب للطباعة في العاصمة، وجرت الاستعانة بمجريّ اعتنق الإسلام، لبناء المطبعة وتشغيلها.[100] وأخذت وجهة الإصلاح تتجه نحو الاقتباس من الغرب الأوروبي مع المحافظة على الأصول العثمانية الإسلامية، إذ كانت الحضارة الغربية تتسرب، بشكل أو بآخر، إلى الدولة ولكن ببطء، وظهر عدد من المثقفين العلمانيين، كما وفد إلى البلاد عدد من الخبراء الأجانب الذين وضعوا خبراتهم في خدمة الدولة.[101]

    قامت الحرب مجددًا بين روسيا والدولة العثمانية خلال عقد الثلاينيات من القرن الثامن عشر بسبب احتلال الأخيرة لبولندا بدعم من النمسا، فاتحدت الدولة العثمانية مع الفرس واستطاعت دحر الجيش الروسي والنمساوي وثأرت لنفسها من النمسا بعد أن أرغمتها على توقيع معاهدة بلغراد التي نصت على عودة بلغراد وما استحوذت عليه النمسا من أراضي الصرب والأفلاق إلى الدولة العثمانية، وأن تلتزم روسيا بهدم قلاع مدينة آزوف، وألا تبحر أي سفينة حربية أو تجارية تابعة لها في البحر الأسود.[102] لكن نيران الحرب عادت لتستعر مجددًا بين الروس والعثمانيين خلال عقد السبعينيات من القرن الثامن عشر، عندما فقد العثمانيون عدة مدن لصالح الإمبراطورية الروسية، إلى جانب إقليمي الأفلاق والبغدان. وحاول الروس احتلال طرابزون ولكنهم لم يستطيعوا،[97] ولكنهم استطاعوا لاحقًا فصل القرم عن الدولة العثمانية، وقاومت الدولة العثمانية بكل ما أتيح لها من وسائل حتى أجلت الروس عن كثير من المناطق التي احتلوها. وعند هذه النقطة لجأت الإمبراطورية الروسية إلى أسلوب آخر لزعزعة كيان الدولة العثمانية، هو أسلوب الفتنة الداخلية، فقامت بإثارة مسيحيي المورة على العثمانيين،[97] واتجه الأسطول الروسي إلى المورة لدعم الثورة، ولكنه مُني بالهزيمة، ولكن بعض السفن التي أفلتت تمكنت من إحراق جزء كبير من الأسطول العثماني، ثم اتجهت لاحتلال جزيرة "لمنوس"، فأجبرتها البحرية العثمانية على التقهقر، وأخمدت الثورة في المورة. وفي 10 يونيو سنة 1772م، الموافق فيه 9 ربيع الأول سنة 1186هـ، تهادن الفريقان مقابل بعض الامتيازات لصالح روسيا لعلّ أهمها هو حقها في حماية جميع المسيحيين الأرثوذكس في الدولة العثمانية.[103] وفي غضون الحرب العثمانية الروسية، ظهرت حركتان استقلاليتان عن الدولة العثمانية هي: حركة علي بك الكبير في مصر وحركة الشيخ ظاهر العمر في فلسطين، وقد تمكن العثمانيون من القضاء عليها.[104][105][106]

    مُحاولات الإصلاح الأولى[عدل]





    السلطان الغازي سليم خان الثالث، رائد الحركة الإصلاحية في الدولة العثمانية.
    ابتدأت محاولات الإصلاح الجدية في عهد السلطان سليم الثالث، الذي يُعد من أوائل المصلحين والروّاد الحقيقيين في التاريخ العثماني كله، وقد قلّده من جاء بعده، واستهدفت إصلاحاته نواحي الحياة كافة، إدارية وثقافية واقتصادية واجتماعية وعسكرية.[107] كانت ثقافة هذا السلطان أكثر اكتمالاً من ثقافة من سبقه من السلاطين، إذ تلقّى بعض التدريب على الأفكار الغربية، كما تلقى تعليمًا خاصًا بالطرق الأوروبية، واطّلع على كتابات المؤلفين الأوروبيين، ويبدو أنه استوعب الحالة المتدنية للدولة بشكل أفضل من أسلافه. وعندما اعتلى هذا السلطان العرش كانت ثروات البلاد قد وصلت إلى حالة متدنية، وكان العثمانيون قد عادوا للحرب مع روسيا والنمسا، ولم يكن باستطاعة أي سلطان أن يقوم بحملة إصلاحات ورحى الحرب دائرة، لكن جاءت عناية القدر، عندما ظهرت الثورة الفرنسية وانشغل الإمبراطور النمساوي بها، وخاف أن تمتد إلى بلاده، فعقد صلحًا مع العثمانيين أعاد إليهم بموجبه بلاد الصرب وبلغراد.[108] واجهت السلطان سليم الثالث في بداية حياته السياسية، المشكلات التقليدية القديمة: تفوّق الغرب، والاتجاه المحافظ لشعبه، وكان بطبعه ميالاً للإصلاح بحيث لم يتردد في الأخذ ببعض الأنماط الغربية، بعد أن حصل على معلومات عن المؤسسات المدنية والعسكرية لدول أوروبا الغربية وأسباب تفوقها على العثمانيين. فجاء بفكرة الجنود النظامية ليتخلص من الإنكشارية الذين أصبحوا منبعًا للفتن والهزائم، وأصلح الثغور وبنى القلاع الحصينة لحمايتها وجعل إنشاء السفن على الطريقة الفرنسية، واستعان بالسويد في وضع المدافع، وترجم المراجع العلمية في الرياضيات والفن العسكري،[108] كما وضع نظامًا هرميًا للقيادة العسكرية، وأخضع التجنيد لقواعد أكثر صرامة، ووضع نظامًا للجنود المشاة تضمن تعليمات لمساعدة الجنود على التصرف كوحدة، ودُعي هذا النظام "بالنظام الجديد".[107] كان من الطبيعي أن تبرز المعارضة لإصلاحات السلطان سليم الثالث العسكرية من جانب المحافظين عند إدراكهم لنتائجها، فنظر الإنكشارية إلى هذه الإصلاحات نظرة ارتياب خاصة بعد فصل السلطان الأسطول والمدفعية عن فرقتهم، فثاروا ومعهم الجنود غير النظاميين وأجبروا الخليفة على إلغاء النظام العسكري الجديد،[108] ولم يكتفوا بذلك بل عزلوا السلطان وقاموا بقتله لاحقًا بناءً على أمر خليفته،[109] ويُعتبر سليم الثالث السلطان العثماني الوحيد الذي قُتل بسلاح أبيض.[110]

    الحركات الاستقلالية في البلقان والفتن في المشرق[عدل]





    معركة "ميشار" (1806) بين الثوّار الصربيين تساندهم النمسا وروسيا، والدولة العثمانية، بريشة "أفاناسيج شيلوموڤ".




    معركة ناڤارين (1827) بين الأسطول العثماني والأوروبي، بريشة لويس أمبرواز گرناري.
    وكان من أبرز الأحداث التي حصلت في عهد سليم الثالث قيام الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت الأول، فتحول أعداء الأمس إلى حلفاء والعكس صحيح، حيث انهارت الصداقة العثمانية الفرنسية التي قامت منذ عهد السلطان سليمان القانوني، وتحالفت روسيا وبريطانيا مع الدولة العثمانية لإخراج الفرنسيين من مصر، وفي عهده أيضًا تكونت جمهورية مستقلة في اليونان تحت حماية الدولة العثمانية.[108] وبعد سليم الثالث تولّى مصطفى الرابع عرش آل عثمان، ولم يدم ملكه طويلاً قبل أن تثور الإنكشارية عليه ويقوموا بعزله وتنصيب أخاه محمود بدلاً منه.[111] امتلأ عهد محمود الثاني بأحداث مهمة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فنتيجة للضعف الشديد الذي دب في أوصال الدولة العثمانية ظهر فيها اتجاهان: الاتجاه الأول الذي أرجع ما وصلت إليه الدولة العثمانية من ضعف إلى الابتعاد عن الإسلام، والذي ما كان للمسلمين أن تقوم لهم قائمة في الأرض إلا بالتمسك به؛ والاتجاه الثاني الذي يقوم على ضرورة تقليد أوروبا تقليدًا أعمى، لكي يصل العثمانيون إلى ما وصلت إليه من تقدم وازدهار.[108] وكان من نتيجة الإيمان بالاتجاه الأول أن قامت الحركة الوهابية في شبه الجزيرة العربية،[معلومة 10] واجتذبت إليها الكثير من أهلها، ودعت إلى تطهير الإسلام من كامل الشوائب التي تعلقت به عبر القرون.[112] ولما رأى السلطان محمود أنه من الضروري قمع هذه الفئة التي يخشى من امتدادها على تفريق كلمة الإسلام، كلّف محمد علي باشا، والي مصر ومؤسس أسرتها الخديوية العلوية، بمحاربتها والقضاء عليها، ففعل ما طُلب منه وأباد الحركة الوهابية، ثمّ شرع في إصلاح مصر وتنظيمها وفق النظام الأوروبي.[112] وفي بداية عهد محمود الثاني استقلّت عدّة دول أوروبية عن الدولة العثمانية، وكانت بداية انشقاق أوروبا الشرقية عن الدولة العثمانية عندما ثار الصربيون وطالبوا باستقلالهم، فقمعتهم الدولة العثمانية مرتين، وتعهدت ألا تتدخل في شؤون الصرب الداخلية، وأن تكون السيطرة للعثمانيين في الصرب على القلاع فقط.[113][114] سرعان ما أعقب هذه الثورة عصيان "علي باشا" والي مدينة يانية الألبانية، حيث امتنع عن دفع الخراج واحترام الأوامر التي تُرسل إليه من الآستانة، فأرسل إليه السلطان جيشًا تمكن قائده من القبض عليه وإعدامه.[115] وما فتئت المشاكل تنهال على الدولة العثمانية، فقد ثار اليونانيون طلبًا للاستقلال وهزموا فرقة عسكرية عثمانية أرسلت لقمعهم، فلم يجد السلطان لإخماد الثورة في اليونان غير محمد علي باشا والي مصر، فاستجاب الأخير لطلبه وأرسل سفنًا حربية محملة بالجنود إلى اليونان،[116] استطاعت أن تحقق انتصارات كاسحة على الثوّار. غير أن ثورة اليونانيين نجحت، واستطاع الثائرون أن يستقلوا ببلدهم عن الدولة العثمانية بعد المساعدات التي تلقوها من الدول الأوروبية. كذلك كان الأسطول العثماني قد تحطم في معركة ناڤارين عام 1827م، على يد السفن البريطانية والروسية.[116]

    دور الأفول والتنظيمات (1828–1908)[عدل]





    السلطان الغازي محمود خان الثاني "أبو الإصلاح"، بعد إقراره اعتماد اللباس الأوروبي لباسًا رسميًا.
    تتميز هذه المرحلة بانحدار الدولة العثمانية سريعًا وفقدانها لمعظم ممتلكاتها الباقية في أوروبا، وقيام السلطان محمود الثاني بعدد من الإصلاحات الكبيرة الهادفة لجعل الدولة تواكب أوروبا الغربية في التطور والازدهار.[117] وأوّل ما قام به السلطان محمود الثاني في هذا المجال كان إلغائه لطائفة الإنكشارية بعد أن أصبحت إحدى عوامل تخلّف وتراجع الدولة يقينًا، فاعترض الإنكشارية على ذلك وحاولوا التمرد وتجمعوا في أحد ميادين الآستانة، فحصدتهم المدفعية العثمانية حصدًا.[108] أعلن السلطان بعد قضائه على الإنكشارية نظامًا جديدًا للجند قلّد فيه الأوروبيين، كذلك قام بعدد من الإصلاحات المدنية مثل إقامة المدارس الحديثة ورفع يد الهيئة الإسلامية عن الإشراف على التعليم،[117] وإرسال بعثات طلابية إلى الخارج،[117] واتجه بالبلاد إلى تقليد أوروبا حتى إنه تزيا بزيهم، واستبدل بالعمامة الطربوش، والعباءة والجلباب بالبذلة الغربية.[117]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:06 pm

    الشرقيَّة[عدل]

    أعلنت روسيا الحرب على العثمانيين بعد أن رفضت الدولة العثمانية الاعتراف بقرارات مؤتمر لندن الذي نص على استقلال اليونان، وتمكنت من احتلال البغدان والأفلاق، بل وصلت إلى مدينة أدرنة وهددت الآستانة بالسقوط، فتدخلت بريطانيا وفرنسا لوقف تقدم روسيا خوفًا على مصالحها في الشرق، فعُقدت بين الروس والعثمانيين معاهدة أدرنه التي نصت على عودة المناطق التي احتلها الروس إلى الدولة العثمانية مقابل تمتع روسيا ببعض الامتيازات وتعويضها عن الخسائر التي تكبدتها في الحرب، واستقلال بلاد الصرب وتسليم ما تحتفظ به الدولة من قلاعها.[118] وفي أواسط سنة 1830م، ساءت العلاقات بين الدولة العثمانية وفرنسا مجددًا، بعد أن نفذت الأخيرة ما كانت تنويه من مدّة، ألا وهو الاستيلاء على ولاية الجزائر بدعوى منع تعدي القراصنة المسلمين على مراكبها التجارية،[119] وبذلك فقدت الدولة العثمانية الجزائر إلى الأبد، على الرغم من استبسال المقاومة بقيادة الأمير عبد القادر الجزائري، الذي اضطر للاستسلام بعد أن دافع عن بلاده مدة سبع عشرة سنة.





    محمد علي باشا، أبرز ولاة الشرق العربي العثماني في أواسط القرن التاسع عشر، وأشهر من أعلن العصيان على الدولة العثمانية في ذلك الوقت.
    استمرت المشاكل تنهال على الدولة العثمانية بعد سقوط الجزائر، وذلك أن والي مصر محمد علي باشا طمع في توسيع رقعة نفوذه بعد أن غدا أقوى ولاة السلطان العثماني في الشرق العربي،[120] وكان السلطان محمود الثاني قد وعد محمد علي بأن يوليه على بلاد الشام لقاء خدماته الجليلة التي قدمها للدولة،[معلومة 11] لكنه عاد وأخلف وعده، إذ شعر أن وجود محمد علي في الشام خطرٌ على كيان السلطنة نفسها.[120] فقرر محمد علي أن يجتاح بلاد الشام بالقوة، فوجه جيشه إلى فلسطين وأخضعها، ثم زحف على مدن الساحل اللبناني وفتحها الواحدة تلو الأخرى، وسرعان ما لحقت بها سوريا الوسطى والشمالية، وامتد زحف الجيش المصري إلى الأناضول حيث هزم الجيش العثماني حديث النشأة في قونية،[121][122] وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الآستانة، حتى خُيل للعالم في ذلك الوقت أن نهاية الدولة العثمانية أصبحت قريبة.[120] عقب هزيمة قونية، استنجد السلطان محمود الثاني بالدول الأوروبية للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم ينجده إلا روسيا، التي أرسلت 15 ألف جندي إلى الآستانة للدفاع عنها، فخشيت بريطانيا وفرنسا من امتداد النفوذ الروسي وتوسطت للصلح مع محمد علي،[108] حيث أقر له السلطان بولاية مصر وجزيرة كريت وفلسطين ولبنان وأضنة، لقاء نفس الأموال التي كان يؤديها عن الشام الولاة العثمانيون من قبل.[120] وفي غضون ذلك توسّع النفوذ الروسي في الدولة خصوصًا بعد أن أبرم السلطان معاهدة مع روسيا تعهدت فيها الأخيرة بالدفاع عن الدولة العثمانية لو هاجمها المصريون أو غيرهم. عمل السلطان محمود الثاني في أواخر أيامه على استعادة الشام ومصر، فجمع جيشًا جديدًا، ونشط عملاؤه في الشام يحرضون الشعب للثورة على المصريين، ثم سار الجيش وقام بهجوم عبر الفرات أسفر عن كارثة نزلت به، إذ بدده الجيش المصري في معركة نصيبين عام 1839م. ولم تصل أنباء هذه الهزيمة إلى السلطان محمود الثاني، إذ توفي قبل ذلك بأيام.[120]





    السلطان الغازي عبد المجيد خان الأول.
    خلف السلطان عبد المجيد الأول أباه السلطان محمود الثاني، وهو صبيّ لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره،[123] وكانت الدولة العثمانية على شفير الانهيار، إذ أصبحت بلا جيش، بفعل خسارة الجيوش العثمانية أمام المصريين، وتشتيت القوى المسلحة، وبلا أسطول، بفعل انضمام الأسطول العثماني طواعية إلى الأسطول المصري في الإسكندرية،[124] فسارع السلطان الفتى إلى إجراء مفاوضات مع محمد علي، فاشترط الأخير، لعقد الصلح، أن يكون الحكم في الشام ومصر حقًا وراثيًا في أسرته.[120] وكاد السلطان عبد المجيد يقبل شروط محمد علي لو لم تصله مذكرة مشتركة من الدول الأوروبية الكبرى، عدا فرنسا،[معلومة 12] تطلب إليه بألا يتخذ قرارًا يتعلق بمحمد علي إلا بمشورتهم، ووعدوه بالتوسط بينه وبين محمد علي، فوافق على ذلك.[120] ثم اجتمعت كل من بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا وعقدوا اتفاقية صدق عليها العثمانيون، وعرضوها على محمد علي، وهي تنص على بقاء ولاية مصر وراثية في عائلته، وولاية عكا مدى حياته،[124] فرفض محمد علي ذلك وطرد المندوبين الأوروبيين والمندوب العثماني من مصر،[124] وبناءً على ذلك هاجمت البوارج الحربية البريطانية والنمساوية والعثمانية مدن الساحل الشامي واستطاعت أن تحرز انتصارًا كبيرًا على جيوش محمد علي بقيادة ابنه إبراهيم باشا، وأجبرته على العودة إلى مصر والانكماش فيها، وبذلك عادت الشام إلى ربوع الدولة العثمانية، وأصبحت سيادة الدولة على مصر سيادةً اسميّة.[120] توصلت الدول الأوروبية الكبرى، بعد انتهاء الأزمة العثمانية - المصرية، إلى عقد اتفاقية جماعية مع الدولة العثمانية، أُطلق عليها تسمية "معاهدة المضائق" أو "اتفاقية لندن للمضائق"، وقد أرست هذه الاتفاقية نظامًا للمضائق العثمانية ظل مطبقًا بدون إدخال تعديلات جوهرية عليه حتى قيام الحرب العالمية الأولى.[125] حدث في عهد السلطان عبد المجيد عدد من الفتن الداخلية في الولايات العثمانية، وازدادت الدولة ضعفًا على ضعف، مما زاد من أطماع الدول الأوروبية فيها، فدُعيت باسم "الرجل المريض"، وأخذ الأوروبيون يخططون لاقتسام تركتها مستقبلاً.





    حصار سيڤاستوبول من قبل الجيوش العثمانية والأوروبية خلال حرب القرم، بريشة فرانز روبو.




    واقعة سينوب البحرية أثناء حرب القرم، التي نجم عنها انتصار الروس وانهزام العثمانيين،[126] بريشة إيڤان آيڤازوڤسكي.
    اتخذت المسألة الشرقية في أواخر القرن الثامن عشر، شكلها الحديث،[127] وبرزت مع بداية انحسار المد التوسعي العثماني عن أوروبا، ومع اتجاه العثمانيين المتزايد نحو فقدانهم تفوقهم العسكري أمام الدول الأوروبية، وبخاصة روسيا والنمسا، وقد تحكمت بها ثلاثة عوامل هي: ضعف الدولة العثمانية المتزايد وظهور عدد من القوميات المسيحية الصغيرة في شبه جزيرة البلقان والفتن الداخلية المستمرة في بعض الولايات، وقد سمحت جميع هذه العوامل للدول الأوروبية أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدولة وتسيرها حسب مصالحها.[127] ومن أبرز الأحداث التي استغلتها أوروبا للتدخل في الشؤون العثمانية كانت الفتن الطائفية التي وقعت في بلاد الشام خلال عقد الأربعينيات من القرن التاسع عشر، وبلغت ذروتها في جبل لبنان، فتدخلت فرنسا بحجة حماية الكاثوليك وبشكل رئيسي الموارنة، وتدخلت بريطانيا لدعم الدروز، وروسيا لدعم الأرثوذكس، فوقعت في البلاد مذابح عظيمة تخللتها سنوات قليلة من السلام.[128] كما اتجهت الدولة نحو سياسة نقل أمور الولايات إلى سلطة داخلية فأنهوا حكم مماليك العراق في بغداد والبصرة وآل جليلي في الموصل في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، كما قضوا على الإمارات الكردية شبه المستقلة في حكاري وسوران وبادينان إثر ضغط دولي عقب مجازر بدر خان في الأربعينيات من نفس القرن.[129] تُعدّ حرب القرم التي ابتدأت عام 1854م بين روسيا والدولة العثمانية، من أهم مراحل المسألة الشرقية، فقد دفعت هذه الحرب بالعلاقات الدولية نحو التأزم، وغيّرت التحالفات السياسية، فوقفت بريطانيا وفرنسا إلى جانب الدولة العثمانية للدفاع عن سلامة أراضيها ضد الروس.[130] وتتخلص هذه الحرب في أن القيصر الروسي نيقولا الأول اعتقد أن بإمكانه أن يطرح قضية إنهاء المسألة الشرقية بشكل جذري، وأبدى نيته في اقتسام أملاك الدولة العثمانية، فعرض على بريطانيا تقسيم الدولة العثمانية بينهما، فرفضت، فحاول إغراء فرنسا بنفس الإغراء، فرفضت أيضًا، فهددت روسيا باحتلال الأفلاق والبغدان إن لم تعد الدولة العثمانية للإمبراطورية الروسية حق حماية المسيحيين الأرثوذكس الذي فقدته وفق نص معاهدة المضائق،[131] فلم يعرها السلطان أي اهتمام بعد أن وعدته بريطانيا وفرنسا بالدفاع عن الدولة ضد أي هجوم محتمل، فأقدمت روسيا على تنفيذ تهديدها، فتحالف العثمانيون مع بريطانيا وفرنسا والنمسا ومملكة البيمونت بإيطاليا والسويد، وقصفت أساطيلهم ميناء سيڤاستوبول في شبه جزيرة القرم، وضربت الكثير من قلاعه بالإضافة للإغارة على الكثير من موانئ روسيا على البحر الأسود، وتوغلت القوات المتحالفة في أراضي روسيا حتى طلبت الصلح، فعُقدت معاهدة سلام في باريس أنهت الحرب وأنقذت الدولة العثمانية من الخطر الروسي الذي كان يتهددها، وبات من المنتظر أن تغدوا بلدًا متحدًا يأخذ بركب الحياة الدستورية كما عرفها الغرب، وتنضم إلى سائر أعضاء المنظمة الدولة على قدم المساواة.[132]

    وفي أواخر عهد السلطان عبد المجيد الأول، نشبت فتنة طائفية كبرى في الشام، وتحديدًا في دمشق وسهل البقاع وجبل لبنان بين المسلمين والمسيحيين عمومًا، والدروز والموارنة خصوصًا،[133] فوقعت مذابح مؤلمة وبلغ عدد القتلى اثني عشر ألفًا،[133] وكان ممثلو بريطانيا وفرنسا يشجعون الفريقين على الانتقام ويساعدونهم على الثأر، فخشي السلطان أن تؤدي هذه الفتنة إلى تدخل الدول الأجنبية العسكري، فأوعز إلى المسؤولين العثمانيين في بيروت ودمشق بوجوب إخمادها حالاً،[133] وأوفد في الوقت ذاته وزير الخارجية فؤاد باشا الذي عُرف بالدهاء والحزم، وخوله سلطات مطلقة لمعالجة الموقف، فقام بمهمته خير قيام وأعدم معظم الذين تسببوا بالمذابح وسجن الباقين ونفى بعضهم وأعاد بعض المسلوبات إلى أصحابها من المنكوبين المسيحيين، وجمع تبرعات كثيرة أنفقها على ترميم القرى.[133] وكانت الدول الأوروبية قد ضغطت على السلطان وحملته على القبول بتشكيل لجنة دولية يوكل إليها أمر إعادة الهدوء إلى جبل لبنان ودمشق، وتصفية ذيول الفتنة.[133] توفي السلطان عبد المجيد يوم 6 يونيو سنة 1861م، الموافق فيه 17 ذي الحجة سنة 1277هـ، عن أربعين سنة،[134] بعد أن قام ببعض الإصلاحات الكبيرة في الدولة، أبرزها فرمانه الشهير الصادر سنة 1856م، الذي ساوى فيه بين جميع رعايا الدولة مهما اختلفت عقيدتهم الدينية،[133] فتحسن وضع المسيحيين بشكل أكبر، وازدادت نسبة المتعلمين منهم،[135] الأمر الذي ساهم في إنعاش اقتصاد الدولة لاحقًا.[135]





    حفل افتتاح قناة السويس في مدينة بور سعيد سنة 1869، خلال عهد السلطان عبد العزيز الأول.
    بويع السلطان عبد العزيز الأول بالخلافة وعرش آل عثمان بعد وفاة أخيه عبد المجيد، ومما يذكر في عهده: افتتاح قناة السويس وقيام ثورة في جزيرة كريت تم إخمادها.[124] وكان هذا السلطان كثير التجوال في البلاد الخارجية، فزار مصر وزار فرنسا، وحاول تقريب روسيا إليه حتى تخافه دول أوروبا، لكنه عُزل بناءً على فتوى شرعية بسبب تبذيره أموال الدولة، كما تنص بعض المصادر،[136] وعُثر عليه ميتًا في غرفته فقيل أنه انتحر وقيل أنه قُتل،[124] وتولّى بعده ابن شقيقه عبد المجيد الأول مراد، ولم يستمر عهده أكثر من 3 أشهر، وتم عزله بسبب اختلال عقله.[124]

    العهد الحميدي[عدل]





    السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني "الكبير"، آخر سلطان فعليّ للدولة العثمانية.




    رسم هزلي من مجلة اللكمة البريطانية يعود لتاريخ 17 يونيو سنة 1876، يصوّر الإمبراطورية الروسية بهيئة رجل، على وشك أن تُطلق "كلاب الحرب" البلقانية على الدولة العثمانية، بينما بريطانيا، ممثلة بهيئة شرطي، تحذرها من مغبة عملها. أعلنت الصرب والجبل الأسود الحرب على الدولة العثمانية في اليوم التالي لنشر هذا العدد من المجلة.




    إخلاء المسلمين لمدينة نيكوبول البلغارية بعد سقوطها بيد روسيا، وفق ما نصت عليه معاهدة سان ستيفانو.
    وبعد مراد الخامس بويع عبد الحميد الثاني بالخلافة وعرش السلطنة، وفي ذلك الحين كانت البلاد تمر في أزمات حادة ومصاعب مالية كبيرة، وتشهد ثورات عاتية في البلقان تقوم بها عناصر قومية تتوثبّ لتحقيق انفصالها، وتتعرض لمؤامرات سياسية بهدف اقتسام تركة "الرجل المريض". ومنذ اليوم الأول لارتقائه العرش، واجه السلطان عبد الحميد موقفًا دقيقًا وعصيبًا، فقد كانت الأزمات تهدد كيان الدولة، وازدادت سرعة انتشار الأفكار الانفصالية، وأصبح للوطنية معنى جديد أخذت فكرته تنمو وتترعرع في الولايات العثمانية، ووجد السلطان نفسه مشبع بالثورة والاضطراب.[137] فقد تجددت الثورة في إقليميّ البوسنة والهرسك، واستمرت في بلغاريا، وكان الصرب والجبل الأسود في حالة حرب مع الدولة.[137] ولهذه الأسباب تدخلت الدول الأوروبية لاستغلال الموقف بغية تحقيق مصالحها بحجة إحلال السلام. فشجعت روسيا والنمسا الصرب والجبل الأسود على حرب العثمانيين، حيث رغبت النمسا بضم البوسنة والهرسك، بينما رغبت روسيا بضم الأفلاق والبغدان وبلغاريا، ووعدت روسيا النمسا والصرب والجبل الأسود بالوقوف بجانبهم إذا قامت حرب بينهم وبين العثمانيين.[138] وبالفعل قامت الحرب بين الدولة العثمانية وتلك الدول، إلا أن الجيوش العثمانية استطاعت الانتصار ووصلت إلى مشارف بلغراد، غير أن تدخل أوروبا أوقف الحرب.[138] قدّمت الدول الأوروبية الكبرى لائحة للدولة العثمانية تقضي بتحسين الأحوال المعيشية لرعاياها المسيحيين، ومراقبة الدول الأوروبية لتنفيذ إجراءات التحسين، فرفضت الدولة اللائحة؛ لأن هذا يعتبر تدخلاً صريحًا في شؤونها، فاستغلت روسيا الرفض واعتبرته سببًا كافيًا للحرب، وفي هذه المرة أطلقت أوروبا العنان لروسيا لتتصرف كيفما تشاء مع العثمانيين، فاحتلت الأفلاق والبغدان وبلغاريا ووصلت أدرنة وأصبحت على بعد 50 كيلومترًا فقط من الآستانة،[138] كذلك دخلت جيوشها الأناضول،[139] وعادت الصرب والجبل الأسود لتعلن الحرب على الدولة العثمانية، فاضطرت الأخيرة إلى طلب الصلح، وأبرمت معاهدة سان ستيفانو مع روسيا، التي اعترفت فيها باستقلال الصرب والجبل الأسود والأفلاق والبغدان وبلغاريا، ثمّ تمّ تعديل هذه المعاهدة في مؤتمر عُقد في برلين تمّ بموجبه سلخ المزيد من الأراضي عن الدولة العثمانية.[140] كشفت قرارات مؤتمر برلين عن ضعف الدولة العثمانية، فاستغلت الكيانات السياسية والقومية هذا الضعف، وقامت بانتفاضات على الحكم المركزي بهدف الحصول على الاستقلال الكامل، ودعمتها أوروبا في سبيل تحقيق ذلك، وهكذا توالت الأزمات السياسية في وجه السلطان عبد الحميد الثاني بعد الحرب العثمانية الروسية ومؤتمر برلين. إنضمت تونس إلى قائمة الأقاليم التي فقدتها الدولة العثمانية لصالح أوروبا في عهد عبد الحميد الثاني عندما احتلتها فرنسا، ثم لحقتها قبرص التي احتلتها بريطانيا، وأتبعتها بمصر والسودان، بحجة حماية الدولة العثمانية من أي اعتداء.[141]

    الأزمة الأرمنية والحركة الصهيونية[عدل]

    لعلّ أهم الأحداث التي جرت في عهد عبد الحميد هي الأزمة الأرمنية وقيام الحركة الصهيونية، ويتفق المؤرخون، المسلمون منهم خاصةً، أن هذين الحدثين هما ما ساهم في تشويه صورة الدولة العثمانية والسلطان عبد الحميد الثاني. وتفصيل الأزمة الأرمنية أن الأرمن طالبوا بعد مؤتمر برلين باستقلالهم، خاصة أن السلطان لم يقم بتطوير يُذكر لأوضاعهم، وعملت البعثات التبشيرية الأوروبية والأمريكية على إذكاء الشعور القومي الأرمني، وفي الوقت نفسه اعتقدت الدوائر الحاكمة في الآستانة أن بعض الأرمن يعملون كعملاء لروسيا وبريطانيا، وساورها الشكوك حول ولائهم، ومن ثم نظرت إليهم على أنهم خطر يهدد كيان الدولة ومستقبلها وأمنها.[142] وتصاعد التوتر في بلاد الأرمن، ولم تلبث أن عمّت الاضطرابات، فخرج حوالي 4000 أرمني عن طاعة السلطان في بدليس بعد تأخر الإصلاحات الموعودة،[143] فقام العثمانيون بالرد على ثورة الأرمن بأن أرسلوا جيشًا مؤلفًا بمعظمه من الأكراد[144] إلى مناطق الثورة حيث دمّروا العديد من القرى الأرمنية وقتلوا كثيرًا من الثوّار ومن ساندهم، فيما أصبح يُعرف باسم "المجازر الحميدية"،[145] وتطور العنف ليشمل المسيحيين بشكل عام كالسريان كما في مجازر ديار بكر.[146] أما الحركة الصهيونية، فنشأت بقيادة ثيودور هرتزل، ودعت إلى إنشاء وطن قومي ليهود العالم في فلسطين الخاضعة للدولة العثمانية وتشجيع اليهود على الهجرة إليها، فأصدر السلطان عبد الحميد فرمانًا يمنع هجرة اليهود إلى الأراضي المقدسة، لكنه اضطر في نهاية المطاف إلى التهاون معها تحت ضغط الدول الأوروبية، وخاصةً بريطانيا.[147][معلومة 13]

    دور الانحلال وخاتمة الدولة (1908–1922)[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: سقوط الدولة العثمانية





    مظاهرة لمؤيدي جمعية تركيا الفتاة في ناحية السلطان أحمد من الآستانة في سنة 1908.
    كانت الأفكار القومية قد تغلغلت بشكل كبير في جسم الدولة العثمانية أواخر عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وأنشأ الداعون لهذه المفاهيم المؤسسات والجمعيات التي تحمل أفكارهم، وكان من أهم هذه الجمعيات جمعية تركيا الفتاة، التي تأسست في باريس وكان لها فروع أخرى في برلين، وفي أنحاء الدولة العثمانية في سالونيك والآستانة، واستطاعت أن تضع لها قدمًا في الجيش العثماني، وكان لها جناح عسكري عرف بتنظيم الاتحاد العثماني وكان لها جناح مدني هو الانتظام والترقي، واتفق الفريقان أن تكون جمعيتهم باسم "الاتحاد والترقي".[138] وامتد نفوذ الاتحاد والترقي في الدولة، فضم إليه الكثير من ضباط الفيلق الأول المسيطر على الآستانة، وكذلك الفيلقين الثاني والثالث المرابطين في الولايات العثمانية الباقية في أوروبا. وقد حاول السلطان عبد الحميد مقاومة هذه الجمعيات، فنادى وتمسّك بفكرة الجامعة الإسلامية، لكنه فشل أمامهم، خصوصًا بعد أن سيطروا على أكثر الجيش.[138] فرض الاتحاديون على السلطان إعلان دستور جديد للبلاد يخلف الدستور الأول أو "القانون الأساسي" الذي أعلنه سنة 1876م، فذعن لمطلبهم وأعلن الدستور، فسيطر الاتحاديون على معظم مقاعد المجالس النيابية، ووجدوا أن السلطان سيكون عائقًا في تحقيق أهدافهم، فعزلوه وولوا أخاه محمد الخامس مكانه.[138]





    مصطفى كمال "أتاتورك"، رئيس الجمهورية التركية مستقبلاً، إلى جانب بعض المقاومين الليبيين، أثناء الحرب العثمانية الإيطالية.
    تولّى محمد "رشاد" الخامس العرش والدولة في احتضار، ولكنها كانت ما تزال متماسكة، وأصبح الاتحاديون هم الحكام الفعليين للبلاد، أما السلطان فكان مجرّد ألعوبة في أيديهم، وفي ذلك الوقت كانت الدولة قد أضاعت كثيرًا من بلادها في أوروبا، والأفكار القومية تنتشر يومًا بعد يوم، والبلاد في حالة إفلاس بسبب الحروب المتواصلة، والأوروبيون قد تسلطوا على مالية الدولة لاستيفاء ما لهم عليها من ديون.[148] وفي نفس السنة لاعتلاء محمد رشاد العرش، سيطرت الإمبراطورية النمساوية المجرية على البوسنة والهرسك، وبعد ثلاث سنوات هاجمت إيطاليا ليبيا، آخر الممتلكات العثمانية الفعلية في شمال أفريقيا، فقاومها العثمانيون بكل طاقتهم، لكنهم لم يستطيعوا شيءًا، فسقطت البلاد بعد سنة من المعارك الشديدة.[148] ثم جاءت حرب البلقان الأولى التي تولّى كبرها كل من مملكة صربيا ومملكة الجبل الأسود ومملكة اليونان ومملكة بلغاريا، وفقدت فيها الدولة العثمانية ما تبقى لها من ممتلكات في البلقان عدا تراقيا الشرقية ومدينة أدرنة، وانسحب حوالي 400,000 مسلم من سكّان تلك البلاد إلى تركيا خوفًا من ما قد تُقدم عليه جنود العدو.[149] وفي تلك الفترة ظهرت النزعة التركية الطورانية بقوة وعنف، وسعى حزب الاتحاد والترقي إلى تتريك الشعوب غير التركية المشتركة مع الأتراك في العيش تحت ظل الدولة العثمانية، مثل العرب والشركس والأكراد والأرمن.[148] وفي سنة 1913م عقد الوطنيون العرب مؤتمرًا في باريس، واتخذوا مقررات أكدوا فيها على رغبة العرب في الاحتفاظ بوحدة الدولة العثمانية بشرط أن تعترف الحكومة بحقوقهم، كون العرب أكبر الشركاء في الدولة، وطالب هؤلاء أن تُحكم الأراضي العربية حكمًا ذاتيًا وفق نظام اللامركزية، وقد وعد الاتحاديون الزعماء العرب الأحرار بقبول مطالبهم، لكن ذلك لم يتحقق بفعل نشوب الحرب العالمية الأولى.[150]

    الحرب العالمية الأولى (1914–1918)[عدل]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:06 pm

    انطلقت شرارة الحرب الأولى في 28 يونيو عام 1914م عندما كان الأرشيدوق فرانز فرديناند، وليّ عهد العرش النمساوي المجري يقود سيارته في مدينة سراييڤو في البوسنة الخاضعة للنمسا، فاغتاله أحد القوميين الصرب، فاعتبرت الإمبراطورية النمساوية المجرية صربيا مسؤولة عن هذا الاغتيال، فتدخلت روسيا لدعم صربيا مدعومة من فرنسا وتحركت ألمانيا ضدهما، وما لبثت أن دخلت بريطانيا الحرب بعد ذلك بفترة قليلة، ومن ثم تشكلت الأحلاف، فدخلت الدولة العثمانية الحرب إلى جانب معسكر دول المحور، أي ألمانيا والنمسا وبلغاريا،[151] بعد أن فقد العثمانيون الأمل في محاولات التقارب مع بريطانيا وفرنسا، وفشلوا في الحصول على قروض عاجلة منهما لدعم الخزينة، وعُزلت الدولة سياسيًا بعد حروب البلقان وإيطاليا؛ فلم يكن لهم سوى خيار التقارب مع ألمانيا التي رأت مصلحتها في "الانتشار نحو الشرق".[152] وفي 10 أغسطس سنة 1914م، دخلت الدولة العثمانية الحرب بشكل فعليّ،[153] بعد أن سمحت لبارجتين ألمانيتين كانتا تطوفان البحر المتوسط، بعبور مضيق الدردنيل نحو البحر الأسود هربًا من مطاردة السفن البريطانية.[154] وخطا الباب العالي خطوة هامة باتجاه الاشتراك بالحرب، حيث أعلن الصدر الأعظم إلغاء الامتيارات الأجنبية، ملبيًا بذلك إحدى المطالب الرئيسية للقوميين الأتراك، ثم اتخذ خطوة أخرى في طريق التحدي بإغلاقه المضائق بوجه الملاحة التجارية، كما ألغى مكاتب البريد الأجنبية وجميع السلطات القضائية غير العثمانية.[152] بعثت الانتصارات الألمانية الخاطفة على الجبهة الروسية الأمل في نفوس الاتحاديين، بشأن إمكانية استعادة الأراضي العثمانية المفقودة لصالح روسيا المهزومة، فهاجم الأسطول العثماني الموانئ الروسية في البحر الأسود، وقد شكّل ذلك أمرًا واقعًا زج بالدولة العثمانية في الحرب، فأعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية، واقتدت بها كل من بريطانيا وفرنسا، وردّ السلطان محمد الخامس بإعلان الحرب، ودعا المسلمين إلى الجهاد، إلا أن ذلك لم يتحقق، فأغلب مسلمي العالم كانوا يرزحون تحت نير الاستعمار البريطاني أو الفرنسي، وكانت السلطات الاستعمارية قد جندت بعضًا منهم أيضًا في جيوشها.[152] خاضت الجيوش العثمانية الحرب على جبهات متعددة من دون استعداد كامل، فعلى الجبهة الروسية مُنيت الحملة العثمانية بهزيمة فادحة، حيث فتك القتال والصقيع والوباء بتسعين ألف جندي عثماني، وفي الجنوب نزل البريطانيون في الفاو على الخليج العربي واستولوا على العراق، أما عملية قناة السويس فجرت قبل الموعد المحدد، وفيها اتفق العثمانيون مع المصريين على قتال البريطانيين، لكنها أسفرت عن هزيمة العثمانيين وأودت بحياة الكثيرين دون طائل. وقام أسطول الحلفاء بمهاجمة مضيق الدردنيل في خطوة للاستيلاء على الآستانة وإخراج الدولة العثمانية من الحرب، وإمداد الجبهة الروسية،[155] لكن هذا الأسطول الضخم عجز عن اجتياز المضيق وهزم العثمانيون طاقمه هزيمة كبيرة في معركة بريّة، كانت النجاح الوحيد لهم في مقابل سلسلة من الإخفاقات، وبرز في هذه المعركة القائد مصطفى كمال.[152]





    الجيش العثماني قبل هجومه على قناة السويس بوقت قصير.
    وأثيرت أثناء المعارك، التي اندلعت على الجبهة الشرقية وهجوم الحلفاء في الدردنيل وغاليبولي، قضية الأرمن مرة أخرى، إذ قام الاتحاديون بنقل سكان المناطق الأرمنية في ولايات الشرق وكيليكيا والأناضول الغربية إلى بلاد الشام، بهدف تأمين حياة السكان المدنيين وحماية القوات المسلحة من خيانة محتملة من جانب العناصر الموالية لروسيا.[152] وكان بعض الأرمن قد تطوعوا في الجيش الروسي،[156] وقتلوا عددًا من السكان المسلمين في الأناضول الشرقية، ونتيجة لذلك تعرّض المرحلون لعمليات تعذيب وقتل فيما أصبح يُعرف باسم "مذابح الأرمن".[157][158][159] بعد فشل الحملة العثمانية على مصر، جرت اتصالات سريّة بين البريطانيين في مصر وشريف مكة حسين بن علي الهاشمي، وبعض الزعماء العرب، وتمّ الاتفاق بين الفريقين على أن يثور العرب على الأتراك وينضموا إلى الحلفاء مقابل وعد من هؤلاء بمنح العرب الاستقلال وإعادة الخلافة إليهم. وتنفيذًا لهذا الاتفاق أعلن شريف مكة حسين في يونيو سنة 1916م الثورة العربية على الأتراك، فأخرجهم من الحجاز وأرسل قوّاته شمالاً بقيادة ولديه فيصل وعبد الله لتشارك القوات البريطانية في السيطرة على بلاد الشام.[160] وفي غضون ذلك سُحقت المقاومة البلغارية في البلقان، مما أرغم حكومة صوفيا على طلب الهدنة، فأدرك الباب العالي خطورة الموقف، لأن الحرب أضحت قريبة من الأراضي التركية، ويمكن للعدو أن يتغلغل بحريّة في تراقيا الشرقية ويزحف حتى أبواب الآستانة، فأبرم العثمانيون معاهدة مودروس مع الحلفاء، خرجوا بموجبها من الحرب.[152]

    حرب الاستقلال التركية (1919–1922)[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: حرب الاستقلال التركية





    مظاهرة في الآستانة منددة بالاحتلال بتاريخ 23 مايو سنة 1919.
    توفي السلطان محمد الخامس قبل أشهر من انتهاء الحرب، وخلفه أخاه محمد "وحيد الدين" السادس. وبعد مرور شهر على توقيع هدنة مودروس، دخلت البحرية الملكية البريطانية والفرنسية والإيطالية ثم الأمريكية إلى القرن الذهبي، وأنزلت قواتها في الآستانة التي حوّلتها إلى قاعدة لنشاط الحلفاء في المنطقة كلها. سيطر الحلفاء على موانئ البحر الأسود كلها، واقتسموا الأراضي التركية، فاحتل الفرنسيون مرسين وأضنة، والإيطاليون أنطاكية وكوسه داسي وقونية، واحتل اليونانيون القسم الغربي من الأناضول، بالإضافة إلى تراقيا.[161] كان ردّ الفعل الداخلي لاتفاق الهدنة سلبيًا، فقد رفض الأتراك الخضوع للاحتلال والقبول بمشاريعه، فقامت ثورة وطنية في جميع أنحاء البلاد احتضنتها الحركة الوطنية بزعامة القائد مصطفى كمال،[162] والتي عُرفت باسمه "الحركة الكماليّة"، لتواجه خضوع الحكومة لرغبات الحلفاء وتعاون السلطان محمد السادس مع المحتلين، ومحاولات اليونان توسيع المناطق التي احتلتها، وازدياد الثورات الأرمنية. وعقدت الحركة الكمالية مؤتمرات عديدة في طول البلاد وعرضها لاستنهاض الوعي القومي وإنقاذ البلاد من التقسيم، وتشكّلت حكومة وطنية برئاسة مصطفى كمال بهدف إقامة دولة تركية مستقلة، ألغت جميع القوانين والتعليمات التي أصدرتها الحكومة السابقة، ووضعت السلطان وحكومته خارج إطار القانون.[161] وقد حاول السلطان القضاء على هذه الحركة فلم يُفلح.





    السلطان محمد "وحيد الدين" السادس، آخر سلاطين بني عثمان، يغادر البلاد إلى المنفى في سنة 1922.
    وفي تلك الفترة فُرضت معاهدة سيڤر على السلطان، التي مزّقت أوصال الدولة، وقد وقّع عليها مرغمًا، في حين رفضتها الحكومة الكمالية، ووضعت مخططًا لإنقاذ تركيا بمعزل عن السلطان. تمكّن مصطفى كمال بعد جهود مضنية واصطدامات شديدة مع اليونانيين، من الانتصار، فاستعاد كمال الأراضي التي احتلوها، وفرض على الحلفاء توقيع هدنة جديدة اعترفت فيها اليونان بانتصارات تركيا،[161] فأضحى مصطفى كمال بطلاً قوميًا، وبرز في الواجهة السياسية في حين ظل السلطان في الظل، فما كان منه إلا أن تنازل عن العرش واعتزل الحياة السياسية، وغادر البلاد على ظهر بارجة بريطانية نقلته إلى جزيرة مالطة، في 17 أكتوبر سنة 1922م، الموافق فيه 27 ربيع الأول سنة 1341هـ.[161]

    اعتلى عرش السلطنة العثمانية، بعد تنازل السلطان محمد السادس، وليّ العهد عبد المجيد الثاني، وبعد أن أصبح مصطفى كمال سيد الموقف، وقّع معاهدة لوزان مع الحلفاء التي تنازل بمقتضاها عن باقي الأراضي العثمانية غير التركية،[163] ثم جرّد السلطان من السلطة الزمنية وجعله مجرّد خليفة، أي أشبه بشيخ الإسلام، ولكن من غير سلطة روحيّة أيضًا. ثم ألغى الخلافة سنة 1924 وطرد عبد المجيد من البلاد، وبهذا سقطت الدولة العثمانية فعليًا بعد أن استمرت لما يقرب من 600 سنة، وانهارت معها الخلافة الإسلامية بعد أن استمرت ما يزيد عن ألف سنة.[164] وقد رثا أمير الشعراء أحمد شوقي الدولة العثمانية والخلافة الإسلامية بأبيات من الشعر قال فيها:[165]


    ضجت عليك مآذن ومنابر وبكت عليك ممالك ونواح
    الهند والهة ومصر حزينة تبكي عليك بمدمع سحَّاح
    والشام تسأل والعراق وفارس أمحا من الأرض الخلافة ماح؟!

    المدعون بالحق في عرش آل عثمان[عدل]





    عبد المجيد الثاني، آخر خُلفاء المُسلمين.
    عندما طرد مصطفى كمال عبد المجيد الثاني من البلاد، طرد معه كامل أفراد الأسرة العثمانية وصادر أملاكهم،[166] فذهب هؤلاء ليعيشوا في المنفى ومنعوا من العودة إلى تركيا. وفي سنة 1974م، أصدر البرلمان التركي قرارًا نص على جواز منح الجنسية التركية للمنفيين المتحدرين من نسل عثمان الأول، وتمّ إعلامهم بذلك عن طريق السفارة التركية في كل بلد يعيشون فيه. يندرج ضمن قائمة المدعين بالحق في العرش العثماني: "محمد أورخان" ابن الأمير محمد عبد القادر، الذي توفي في سنة 1994، و"أرطغرل عثمان" أصغر أحفاد السلطان عبد الحميد الثاني.

    يشتهر أرطغرل عثمان برفضه حمل الجنسية التركية رغم عرضها عليه عدّة مرّات، قائلاً أنه "مواطن عثماني"، لكنه على الرغم من ذلك قال أنه لا يتمنى نهوض الدولة العثمانية من جديد، وأفاد أن "الديمقراطية تسري سريانًا جيدًا في تركيا".[167] عاد أرطغرل عثمان إلى تركيا في سنة 1992م، وكانت تلك المرة الأولى التي يدوس فيها أرض وطنه الأم منذ نفيه وأفراد الأسرة الحاكمة في عشرينيات القرن العشرين، وحصل على الجنسية والهوية التركية في سنة 2002م.[168] توفي أرطغرل عثمان في 23 سبتمبر سنة 2009م في إسطنبول عن عمر يناهز 97 عامًا ولم يخلف أولادًا، وبموته لم يتبق أحد من المدعين بالحق في العرش العثماني من الذين وُلدوا في الفترة التي كانت الدولة فيها لا تزال قائمة. كان الأتراك يُلقبون أرطغرل عثمان باسم "العثماني الأخير" (بالتركية: Son Osmanlı)،[169] ولو قُدّر له أن يحكم بصفته سلطانًا، لكان أكبر سلاطين الدولة سنًا منذ نشأتها، ولعُرف باسم السلطان عثمان الخامس أو السلطان أرطغرل الأول.

    يُعتبر "إبراهيم توفيق"، وهو ابن حفيد السلطان عبد المجيد الأول الوريث الأول لعرش آل عثمان، كذلك تقول الحكومة التركية أن أحد المواطنين الأمريكيين من أصل تركي، واسمه "عدنان گلكور"، هو الوريث الأصغر لعرش الدولة العثمانية.[170] وبجميع الأحوال فإن رأس العائلة العثمانية الحالي هو دوندار علي عثمان، وهو حفيد حفيد السلطان عبد الحميد الثاني،[171] ولو قُدّر له أن يحكم بصفته سلطانًا، لعُرف باسم السُلطان دوندار الأول أو السُلطان علي الثاني (بعد علي واثب أفندي المتوفى بالإسكندرية سنة 1983م).

    الاقتصاد[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: تاريخ الدولة العثمانية الاقتصادي





    رسم للسوق الكبير المغطى في الآستانة خلال العهد العثماني. بنى السلطان محمد الفاتح هذا السوق لإنعاش اقتصاد المدينة بعد أن فتحها لا سيما وأنها كانت تعاني من التدهور الاقتصادي.
    اعتنى العثمانيون بالعواصم المختلفة لدولتهم عناية خاصة، فجعلوا من مدن بورصة وأدرنة والقسطنطينية مراكز صناعية وتجارية مهمة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، بل في العالم عندما بلغت الدولة ذروة مجدها وقوتها، واستقطبوا إليها الصنّاع والحرفيين والتجّار المهرة من مختلف أنحاء الأراضي الخاضعة لهم.[172] ومن أبرز السلاطين الذين عملوا على تنمية الدولة العثمانية من الناحية الاقتصادية: محمد الفاتح وخليفته بايزيد الثاني وحفيده سليم الأول، فخلال عهد هؤلاء السلاطين فُتحت مناطق كثيرة في أوروبا الشرقية والعالم العربي، وكان العثمانيون ينقلون معهم غالبًا أمهر الصنّاع والحرفيين إلى عاصمتهم، كما فعل السلطان سليم الأول عندما فتح تبريز ومن ثم القاهرة،[173] وفي ذلك العهد أيضًا كان عدد من المسلمين واليهود الأندلسيين قد غادر شبه الجزيرة الأيبيرية بفعل اضطهاد الإسبان لهم بعد سقوط الأندلس، فاستقبلهم العثمانيون وقدموا لهم الكثير من التسهيلات ليستقروا في البلاد ويساهموا في نهضتها الاقتصادية.[174]

    نظّم العثمانيون ماليّة دولتهم وخزينتها بشكل أفضل وأكثر فعاليّة من أي دولة إسلامية سابقة، واستمر نظامهم المالي أفضل نظم عصره وفاق جميع النظم المالية لكل الدول من إمبراطوريات وجمهوريات وممالك وإمارات معاصرة حتى القرن السابع عشر، عندما أخذت الدول الأوروبية الغربية تتفوق عليها في هذا المجال.[175] يُعزى ازدهار الخزينة العثمانية خلال العصر الذهبي للدولة إلى إنشائهم لوزارة خاصة تختص بالأمور المالية للدولة من إنفاق واستدانة وإدانة، عُرفت لاحقًا باسم "وزارة المالية"، وكان يرأسها شخص مختص هو "الدفتردار" الذي أصبح يُعرف لاحقًا باسم "وزير المالية"،[175] وكان لحسن تدبير بعض وزراء المالية أثر كبير في نجاح فتوحات السلاطين وحملاتهم العسكرية، إذ استطاعوا بفضل هؤلاء وسلامة سياستهم المالية التي رسموها للدولة، أن يصرفوا على الجيش ويزودوه بكامل المعدات اللازمة وأحدث أسلحة العصر.[176]

    العملة[عدل]





    عملة ورقية عثمانية من فئة 100 ليرة.
    كانت العملة العثمانية في بداية عهد الدولة تُعرف باسم "الغروش" أو "القروش"، وكانت تُسك من معدن البرونز النحاس، وفي أواخر عهد الدولة أصبحت "الليرة" مرادفًا لاسم العملة العثمانية، وكان يُضاف إليها اسم السلطان الذي صدرت في عهده، فكان يُقال "ليرة مجيدية" و"ليرة رشادية" على سبيل المثال. وكانت الليرة العثمانية تساوي مئة واثنين وستين قرشًا،[177] وأطلق عليها العرب اسم "العثمليّة". كانت الليرات العثمانية عبارة عن نقود ذهبية في بادئ الأمر، ثم أصدرت الدولة في عهد الحرب العالمية الأولى أوراقًا نقدية لأول مرة في تاريخ البلاد، بسبب المبالغ الطائلة التي أنفقتها على الحرب،[177] وأكثرت من الكميات التي أنزلتها إلى السوق، فهبطت قيمة هذه العملة بالنسبة للنقد الذهبي والفضي، هبوطًا كبيرًا، ولكن الحكومة كانت تصرّ على اعتبار الليرة الورقية مساوية لليرة الذهبية، وكانت تجبر الناس على قبضها والتعامل بها.[177] تعامل الشوام في أواخر العهد العثماني أيضًا بالعملة المصرية، ومنها اكتسبت النقود تسمية "مصاري" و"مصريات" اللتان لا تزالان تستعملان في بلاد الشام للإشارة إلى النقود.

    التجارة[عدل]





    رسم لسوق أقمشة في الآستانة سنة 1878م.
    بنى العثمانيون الكثير من المراكز التجارية والأسواق الكبيرة والخانات على الطرق الرئيسية للتجارة لينزل فيها التجّار المسافرون والقوافل. وكان هناك مراكز تُجمع فيها البضائع التجارية وتقوّم قيمها وتُثبت أسعارها، أي كانت تعمل عمل البورصة حاليًا، وكان يُطلق على هذه المراكز التجارية اسم "بَدَسْتان".[178] تأسست هذه المراكز أولاً في مدينة بورصه وفي أدرنه ثم انتشرت منهما إلى سائر أرجاء الدولة العثمانية. كانت جميع أنواع السلع والبضائع تباع وتشترى في هذه المراكز التجارية، وكان بعضها يتخصص في بيع أنواع معينة من البضائع، مثل المجوهرات أو البُسط أو الأقمشة أو البهارات أو الكتب أو العطورات، وكان يوجد حول تلك المراكز بياعو الحاجيات اليومية من أغذية أو وقود أو مواد خام.[178]

    كانت التجارة الدولية في القرن الرابع عشر بيد البرتغاليين والبنادقة، وكانت البضائع الثمينة تتجمع في الموانئ، حيث تتم التجارة فيها عن طريق النقل البحري بواسطة السفن. كانت الدولة العثمانية على وعي بأن ازدهار التجارة في أي بلد يساعد على ازدهاره، وتخلفها يعني تخلفه. لذا قامت بإحياء طريق الحرير التاريخي، وأمّنت بذلك تحول التجارة إلى الطريق البري مرة أخرى.[178] لذا بنت الخانات ومراكز التجارة على الطرق التجارية المهمة، وأنشأت هذه المراكز في داخل المدن أيضاً. واستطاعت الدولة - بتحقيقها الأمن والأمان للتجارة والتجار في أراضيها الواسعة وتيسير سبل التجارة أمامهم - السيطرة على التجارة الدولية بدءً من القرن الرابع عشر حتى القرن السابع عشر.[178]

    كان التجّار في العهد العثماني على نوعين: التجار المتجولون، والتجار المقيمون في المدن. فكانت مباني البدستان محل عمل التجار المقيمين في المدن ومركزًا لتعيين أسعار البضائع، كما كانت دائرة لاستيفاء الضرائب. وكان الموظفون الرسميون الذين يعيّنون الأسعار ويستوفون الضرائب يقيمون هناك، لذا لم يكن يُسمح بزيادة الأسعار خارج الحد المعقول، أي لم يكن يُسمح بالتعامل بالسوق السوداء.[178] كان أصحاب الحرف المختلفة يعملون في البدستان كعائلة واحدة، وكانت لهم منظمات ذات تقاليد عريقة ومستقرة مثل "نقابة الأخوة". ولم يكن يؤخذ إلى هذه النقابة من أصحاب المهن من لم يمر بمرحلة التدريب والتعليم التي تتدرج من مرحلة المتعلم الناشئ أو العامل المبتدئ إلى المتدرب إلى المعلم أو "الأسطة".[178]

    الزراعة والصناعة[عدل]





    تاجر حرير يبتاع شرانق ديدان قز في أنطاكية قرابة سنة 1895م.
    كانت الدولة العثمانية تسيطر على أراض زراعية خصبة جدًا موزعة في جميع أنحائها، ومنها السهول الخصبة في بلاد الشام، وحوض نهر الدانوب، وحوضيّ دجلة والفرات، ووادي النيل، وسهول آسيا الصغرى وشمال أفريقيا. وقد اشتهرت جميع هذه المناطق في سائر العصور بخصب تربتها ووفرة مياهها وغنى إنتاجها. وكان الإنتاج الزراعي متنوعًا، فالقمح والحبوب الأخرى كان يُعتمد في إنتاجها على سهول الشام ومصر والأناضول، وزيت الزيتون كان يُنتج في الشام والأناضول والبلقان. واشتهرت اليونان وسوريا ولبنان وفلسطين وبعض أنحاء شمالي أفريقيا بالفاكهة والأثمار، كالعنب والتين والكرز والخوخ والإجاص والتفاح والدراق والسفرجل واللوز وغير ذلك.[179]

    ولم تكن الثروة الحيوانية أقل أهمية من الإنتاج الزراعي، فقد كانت قطعان الغنم الماعز البقر والإبل وجواميس الماء سارحة في هضاب البلقان وآسيا الصغرى وبوادي الشام ووادي النيل.[179] وانتشرت في الكثير من أنحاء الدولة الصناعات الغذائية والمستخرجة من مصادر حيوانية ونباتية، وأبرزها صناعة الحرير والصوف والصابون.[179]

    وفي عصر الدولة الذهبي نشطت الصناعة العسكرية لتلبي حاجة الجيوش الفاتحة، وفي مقدمتها صناعة الأسلحة النارية من بنادق ومسدسات ومدافع، وفي الكثير من الأحيان تولّى هذه الصناعة مهندسون مجريون ونمساويون وفرنسيون وسويديون، وتليها صناعة الأسلحة البيضاء من سيوف ورماح ونبال، وصناعة الدروع. وقد تضائلت أهمية هذه الصناعة مع ازدياد ضعف الدولة وتراجعها مقابل تقدم أوروبا الغربية.

    نظام الحكم[عدل]

    اتبع العثمانيون تنظيمًا بسيطًا لدولتهم، حيث ابتكروا جهازين إداريين للحكم: جهاز إداري مركزي وجهاز إداري محلي، وكان يتم اتباع هرميّة معينة في كل جهاز منها، وكان السلطان بوصفه حاكم البلاد، وخليفة المسلمين، يقبع على قمّة هذا الهرم. أخذ العثمانيون بالكثير من العادات العربية والفارسية والبيزنطية في تنظيمهم للأجهزة الإدارية، ودمجوا معها بعض العادات التركية القديمة، وصهروها كلها في بوتقة واحدة مميزة، مما جعل الدولة العثمانية تظهر بمظهر الوريث الشرعي لجميع تلك الحضارات التي سبقتها.[180]

    الجهاز الإداري المركزي[عدل]





    السلطان مصطفى الثاني يستقبل السفير الفرنسي "شارل آل فريول" في الديوان السلطاني سنة 1699، بريشة "جان بابتيست ڤامور".
    كان الجهاز الإداري المركزي يتكوّن من السلطان وحاشيته، وهؤلاء جميعًا يُعرفون باسم "آل عثمان"، ويُعاونهم في الحكم ما يُعرف باسم "الديوان"، وهو جهاز إداري مضمّن يتكوّن من الصدر الأعظم وأفراد الطبقة الحاكمة. ومنصب الصدر الأعظم هو أعلى مناصب الدولة بعد منصب السلطان، وكان من يتبوأ هذا المنصب يلعب دور رئيس الوزراء ورئيس الديوان، ومن صلاحياته تعيين قادة الجيش وجميع أصحاب المناصب الإدارية المركزية أو الإقليمية. أما الطبقة الحاكمة فكان يُشار إلى أفرادها باسم "العساكرة" أو "العسكر"، ومفردها "عسكري"، وهي تشمل: الدفتردار، أي الشخص المُكلف بالشؤون المالية وحساب موارد الدولة ومصاريفها؛ الكاهية باشا، وهو الموظف العسكري الذي يتكلف بتسير الشؤون العسكرية للدولة؛ الشاويش باشا (بالتركية العثمانية: چاويش پاشا؛ نقحرة: تشاويش پاشا) وهو موظف ينفذ الأحكام القضائية التي يصدرها القضاة؛ رئيس الكتّأب، وشيخ الإسلام وطبقة العلماء. كان السلطان العثماني هو صاحب القرار النهائي الفاصل في أغلب الأحيان، وقد استمر الأمر على هذا المنوال حتى عهد السلطان مراد الرابع، عندما ازداد نفوذ الديوان وأخذ السلاطين لا يشاركون في جلساته أكثر فأكثر. جرت العادة منذ العهد العثماني على إطلاق تسمية "الباب العالي" على الحكومة العثمانية، وهي تسمية تعني في الأصل قصر السلطان، ومع مرور الوقت أصبح المقصود بالباب العالي: أعلى سلطة تتجسد في قوة السلطان المستمدة من قوة جيشه.





    طغراء السلطان سليمان القانوني (1520).
    تعتبر السلالة العثمانية أطول سلالات الأسر الإسلامية الحاكمة عمرًا،[181] وكان رأس الأسرة هو السلطان، وهو في نفس الوقت رأس الدولة، وخليفة المسلمين، وكان يُشار إليه باسم "پاديشاه" بمعنى "ملك الملوك" أو "سيّد الملوك"، وكان يحكم الدولة حكمًا مطلقًا، ولا يقيده إلا حدود الشريعة الإسلامية، حيث كان شيخ الإسلام يتمتع بسلطة عزل السلطان لو ثبت أنه تخطى حدود الشريعة أو أصيب بعاهة عقلية أو جسدية تمنعه من ممارسة عمله والاهتمام بشؤون العباد على أكمل وجه.[معلومة 14] وقد كان السلاطين الأوائل الذين بلغت الدولة في عهدهم ذروة مجدها وقوتها ملتزمين بحدود الشريعة عادةً، أما بعد عهد السلطان سليمان القانوني، أصيب البلاط العثماني بفساد شديد استمرّ حتى تولّي السلطان مصطفى الرابع العرش،[152] فقد حكم خلال هذه المدة ثمانية عشر سلطانًا، لم يكن أحد منهم على مستوى يؤهله لأن يمارس الحكم إلاّ بواسطة وزراء كانوا أحيانًا مثالاً للفساد، وأحيانًا أخرى مشفقين على الدولة من الانهيار، كما كانوا يقومون بإصلاحات تعطي الدولة حيوية تمكنها من إدارة أمورها لسنوات عدّة.[182] كانت الأسرة العثمانية أسرة تركية من الناحية العرقية والإرثية فقط، وفي واقع الأمر أصبح البيت العثماني في ذروة اتساع الدولة عبارة عن مزيج ثقافي واسع للحضارات والثقافات المجاورة، الأمر الذي جعل العنصر التركي للدولة يفقد هيمنته مع مرور الزمن، وأصبحت الدولة ككل يُشار إليها في أوروبا باسم "المشرق".[183] كان لكل سلطان ختم خاص به يُصنع في بداية عهده ويستخدمه لختم الفرمانات والرسائل التي يبعثها للملوك والأباطرة وغيرهم من الحكّام، ويُعرف هذا الختم باسم "الطغراء"، وقد تطوّر شكل الطغراء منذ أن ابتدعها السلطان أورخان الأول حتى عهد السلطان سليمان القانوني، عندما اتخذت شكلاً ثابتًا استخدمه باقي السلاطين الذين تلوه.[184]





    دار الحريم في قصر الباب العالي.
    يُلاحظ خلال مدة القرنين السابع عشر والثامن عشر، ضعف اهتمام السلاطين بمزاولة شؤون الدولة. وكان عدد من هؤلاء السلاطين، قبل أن يتولوا العرش، سجناء في دار الحريم أو في أقبية، ما انعكس سلبًا على سلوكهم خلال توليهم الحكم، ومنهم من كان شديد الإسراف في الأبهة والقتل، فيما البعض الآخر شُغل بالقنص ومعاقرة الخمر والفساد والسطو على مالية الدولة وأخذ الرشوة وبيع المناصب، وكان لنساء القصر تأثيرهنّ القويّ على السلاطين، وخصوصًا في القرن السابع عشر، حيث كانت الدولة في بعض الأوقات تحت حكمهنّ.[185]

    استمر السلاطين هم الحكّام الفعليين للدولة منذ عهد مصطفى الرابع حتى عبد الحميد الثاني، عندما أصبح تسيير أمور البلاد بيد جمعية الاتحاد والترقي وأصبح السلطان مجرّد أداة في أيديهم يسيرونها كما يشاؤون، وتحوّل لقبه إلى "سلطان العثمانيين وخليفة المسلمين"،[186] بعد أن كان لقب السلطان من أطول ألقاب الحكّام في العالم سابقًا، فالسلطان سليمان القانوني مثلاً كان يُلقب "سلطان السلاطين وبرهان الخواقين وأمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين، متوّج الملوك ظلّ الله في الأرضين وسلطان البحرين وخادم الحرمين الشريفين، ملك الأناضول والروملي وقرمان الروم وولاية ذي القدريّة وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام وحلب ومصر وجميع ديار العرب واليمن وممالك كثيرة أخرى، السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان بن السلطان بايزيد خان".[187]





    الصدر الأعظم "إبراهيم باشا" يستقبل أعضاء الوفد الفرنسي إلى الباب العالي بتاريخ 10 أكتوبر سنة 1724م.
    كان لقب "الوزير" هو المستخدم خلال المراحل الأولى للدولة العثمانية. وأوّل من لُقب بالصدر الأعظم كان الوزير "خليل خير الدين باشا" وزير السلطان مراد الأول. والغرض من اللقب الجديد هو تمييز حامل الختم السلطاني من الوزراء الآخرين. ثم بدأ اللقب الجديد "صدر أعظم" يحل محل اللقب القديم "وزير أعظم" تدريجيًا وإن كانا لهما نفس المعنى والرتبة. وخلال التاريخ العثماني ظهرت ألقاب جديدة للصدر الأعظم مثل الصدر العالي والوكيل المطلق وصاحب الدولة والسردار الأكرم والسردار الأعظم والذات العالي. وقد برزت أهمية الصدور العظام بعد عهد السلطان سليمان القانوني، عندما أصبحوا يتولون شؤون الدولة، ومن أشهرهم آل "كوبرولي".[188] وبعد فترة التنظيمات في القرن التاسع عشر، أصبح من يتولّى منصب الصدر الأعظم يقوم بدور أكبر مما هو في منصب رئيس الوزراء في الملكيات الغربية. وبعد إقرار دستور سنة 1908 أصبح الصدر الأعظم مسؤولاً عن أعماله أمام البرلمان.[189]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:07 pm

    الجهاز الإداري المحلي[عدل]


    Crystal Clear app kdict.png انظر أيضًا: قائمة ولايات الدولة العثمانية وقائمة إيالات الدولة العثمانية





    الولايات العثمانية سنة 1900.
    نظرًا لاتساع رقعة الدولة فقد قسمها العثمانيون إلى ولايات أو إيالات، ثم قسموا كل ولاية إلى سناجق أو مقاطعات، وكلّ سنجق إلى نواح، وكل ناحية إلى أحياء وحارات. وكان حاكم الولاية، أو الوالي ولقبه "الباشا"، تبعًا للحكومة المركزية في الآستانة، في حين كان حاكم السنجق، أو "الحكمدار" ولقبه "البك"، تابعًا للباشا، ويساعده ديوان و"صوباشي"، أي ضابط أمن؛ وكان حاكم الناحية، ولقبه "الآغا" تابعًا للبك، وكان على رئس كل حي أو حارة "مختار" تابع للآغا.[190] وكان الوالي يُعيد شراء منصبه من الصدر الأعظم كل سنة، فكان طبيعيًا أن يعمد إلى ابتزاز ما دُفع من الضرائب الباهظة التي كان يفرضها على الرعيّة ومن الموظفين الخاضعين لسلطته، كما كان طبيعيًا أن يعمد هؤلاء الموظفون بدورهم إلى ابتزاز المال بمختلف الوسائل من أفراد الشعب، وعُرف هذا النظام، أي جباية الضرائب السنوية عن مساحة من الأرض من أهلها من الفلاحين، باسم "نظام الالتزام".[152] كان والي الشام متميزًا عن غيره من الولاة بإضافة منصب إمارة الحج عليه، وكانت مهمة "أمير الحج" الإشراف على قافلة الحج الشامي التي تضم حجاجًا من أنحاء بلاد الشام والأناضول والبلقان، وتأمين ما يلزم لسلامة الحجاج، من ماء وجنود ودليل خبير بالطريق أو أكثر من دليل، وغير ذلك من الأمور. كان عدد ولايات الدولة يتفاوت بين الحين والآخر، وفق ما تكسبه أو تفقده من البلدان، أو بسبب دمج بعض الولايات ببعض.[190]

    أنشأ العثمانيون خلال بعض الفترات من تاريخهم تقسيمات إدارية محلية جديدة، ففي عهد التوسع والفتوحات أصبحت الدولة تضم ألوية جديدة كان من الصعب ربطها بالعاصمة، فاضطرت إلى ضم عدد منها في ولاية واحدة، وعُين على رأس كل ولاية أمير أمراء الألوية، ولقبه "بكلر بك". كذلك أنشأ العثمانيون نظام "المتصرفية" خلال فترة أفول نجم الدولة، بضغط من الأوروبيين، وهذا النظام يهدف من الأساس لحماية الأقليات الدينية المسيحية في الدولة وإعطائها نوعًا من الاستقلال الذاتي، كما في حالة متصرفية جبل لبنان، أو لحماية بعض المناطق المقدسة عند أهل الكتاب عمومًا، مثل متصرفية القدس. وكان يُعين على رأس المتصرفية موظف عثماني يُعرف باسم "المتصرّف"، وفي حالة متصرفية جبل لبنان، فقد كان يجب أن يكون مسيحيًا عثمانيًا غير لبناني أو تركي.[191]

    البرلمان والدستور العثماني[عدل]





    السلطان عبد العزيز خان الأول، السلطان العثماني الذي أسس أول مجلس ذي طابع شبه دستوري للدولة العثمانية.
    ترجع بداية الحياة الدستورية في الدولة العثمانية إلى عام 1808م، وهو العام الذي تبوأ فيه السلطان محمود الثاني عرش السلطنة، ففي بداية عهده دعا الصدر الأعظم مصطفى باشا البيرقدار إلى عقد مجلس استشاري في الآستانة وعرض فيه برنامجًا إصلاحيًا أبرز ما جاء فيه إلزام حكّام الولايات بالولاء للسلطان، وتعهّد الدولة المركزية بالطاعة التامة لقراراته، وحدد الاتفاق العلاقات بين حكّام الولايات بعضهم ببعض، وبالتالي بين موظفي الدولة على أساس ضمانات متبادلة قائمة على العدالة.[192] وكان يمكن لهذا الاتفاق أن يكون أساس دستور حقيقي للدولة العثمانية، إلا أنه لم يعش طويلاً، فالسلطان لم يوقع عليه إلا مرغمًا، حين رأى نفسه مضطرًا لتصديقه وإصداره، بفعل أنه عدّه انتقاصًا من سلطته، لذا قرر إلغاءه عند سنوح أوّل فرصة، واستطاع ذلك عندما قُتل البيرقدار، وخلال السنوات التالية أخضع السلطان الولايات العثمانية لحكومة مركزية قوية.[192]

    صدرت في عهد السلطان عبد المجيد الأول قوانين إصلاحية عدّة ذات طابع شبه دستوري، مثل منشور الكلخانة ومنشور التنظيمات الخيرية، وينظر بعض المؤرخين إلى هذين المنشورين على أنهما وثيقتان دستوريتان لاشتمالهما على مبادئ عامّة في الحكم والإدارة، لكنهما في واقع الأمر لا يُعدان قانونين دستوريين بفعل أنهما لم يقيدا حرية السلطان أو يحدا من صلاحياته، كما أنهما لم يُنشئا المجالس النيابية أو القضائية.[193] وفي عام 1856م أنشأ السلطان عبد المجيد مجلسًا عُرف باسم "مجلس أعيان الولايات" يتكون من عضوين عن كل ولاية، يختارات من بين أصحاب المعرفة والاحترام، هدفه إبداء الرأي بالإصلاحات الواجب إدخالها على أجهزة الدولة، على أن يُبدي كل منهم وجهة نظهره في ذلك. كانت هذه التجربة الأولى من نوعها في تاريخ الحياة النيابية في الدولة العثمانية، إلا أنها باءت بالفشل لعدم قدرة المندوبين على استيعاب المشكلة برمتها، كما داخلهم الشك في نوايا الحكومة المركزية.[192] وأنشأ السلطان عبد العزيز الأول في عام 1876م "مجلس الدولة" أو "شوري دولت"، الذي تميز بطابع شبه دستوري، وشملت اختصاصاته إعداد مشاريع القوانين للدولة وإبداء الرأي للوزارات بالمسائل الخاصة بتطبيق القوانين، كما كان بمثابة محكمة ينظر بالقضايا الإدارية ويُحاكم الموظفين المتهمين بالانحراف.[194] وقد وُصف هذا المجلس بأنه بداية انطلاق لمجلس النواب.[192]





    الصفحة الأولى من الدستور العثماني.
    اشتهر السلطان عبد الحميد الثاني أنه أوّل سلطان دستوري في تاريخ الدولة العثمانية، فقد أعلن دستورًا للبلاد بعد أن أقنعه زعيم تكتل "اتفاق الحمية" مدحت باشا أن الإقدام على هذا العمل يجعل الدول الأوروبية تتوقف عن تدخلها في الشؤون الداخلية للدولة لا سيما وإنه سيُصلح وضع الرعايا المسيحيين في البلقان والشام. تشكلت لجنة عامة برئاسة مدحت باشا، ولجان فرعية لدرس مشروع الدستور قبل إصداره، وانتهت بعد مداولات طويلة إلى وضع هيكل للنظام البرلماني يقوم على مجلسين: مجلس شيوخ، يُطلق عليه "مجلس الأعيان"، ومجلس نواب يُطلق عليه "مجلس المبعوثان".[195]





    حفل إعلان الدستور العثماني وافتتاح البرلمان.
    كان الدستور العثماني ينص على تقييد السلطة المطلقة للسلطان وإنه حامي الدين الإسلامي، يتمتع شخصه بحرمة قدسية، وهو غير مسؤول عن تصرفاته أمام أحد، وحدد الدولة وعاصمتها والحقوق العامّة للرعايا.[195] وانتقص الدستور كثيرًا من سلطات الصدر الأعظم التنفيذية وأعطاها للسلطان. جعل الدستور للسلطان الحق في تعيين أعضاء مجلس الأعيان مدى الحياة، على أن لا تقل سن العضو عن أربعين عامًا، أما مجلس المبعوثان فكان أعضاؤه يعينوا عن طريق إجراء انتخابات عامّة، وكان المجلسان يجتمعان كل سنة في دورة عاديّة، تبدأ في الأول من شهر نوفمبر وتنتهي في آخر شهر فبراير، ويحق للسلطان تقديم موعد الدورة أو اختصار مدتها. كانت الحكومة هي التي تقترح التشريعات الجديدة على البرلمان، أما اقتراحات أعضاء المجلسين فيجب أن تُعرض على السلطان، فإذا وافق عليها يُحيلها إلى البرلمان عن طريق مجلس الدولة الذي يوافق عليها، وينتهي الأمر بصدور موافقة السلطان، أما إذا رفض أحد المجلسين مشروع قانون فلا يعيد النظر فيه في دورة انعقاده نفسها.[196]

    الواقع أن الحياة الدستورية، بمعناها الحديث، في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، كانت تجربة فاشلة قُدّر لها الإخفاق، ومرّت بمرحلتين: بدأت المرحلة الأولى بصدور الدستور في 23 ديسمبر سنة 1876م، الموافق فيه 6 ذي الحجة سنة 1293هـ، وانتهت بحل البرلمان وإيقاف العمل بالدستور في 14 فبراير سنة 1878م، الموافق فيه 11 صفر سنة 1295هـ.[192] وبدأت المرحلة الثانية حين قرر السلطان عبد الحميد إعادة العمل بالدستور في شهر يوليو من عام 1908م، واستمرت إلى ما بعد عهده، حيث انتهت في 18 مارس سنة 1920م، الموافق فيه 26 جمادى الآخرة سنة 1338هـ، حين قرر البرلمان إيقاف جلساته إلى أجل غير مسمّى، ثم أصدر السلطان محمد السادس في 11 أبريل من نفس العام قرارًا بحله.[192]

    المجتمع والثقافة[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: ثقافة الدولة العثمانية




    ثقافة
    الدولة العثمانية



    التركية العثمانية · الشعر · النثر [الإنجليزية] · العمارة · المطبخ · الموسيقى [الإنجليزية] · المنمنمات · مصارعة الزيت [الإنجليزية]

    Osmanli-nisani.svg



    يكاد المؤرخون يُجمعون على أنه لم تكن ثمّة حضارة عثمانية بالمعنى الدقيق للكلمة.[197] فقد كانت الحضارة العثمانية مجرّد مزيج من حضارات الأمم التي سبقتها وحضارات الأمم التي عاصرتهم. فبرز فيها أثر العرب وأثر الفرس من ناحية، وأثر البيزنطيين وأثر الأوروبيين من ناحية ثانية.[197] والواقع أن خير ما يُمكن أن يُقال في هذا الموضوع هو أن الحضارة العثمانية امتدادٌ للحضارة والخلافة العربية الإسلامية التي بلغت أوجها في العصر العبّاسي، ولكنه امتداد طبعه العثمانيون بطابعهم التركي وطعّموه بكثير من المؤثرات البيزنطية أولاً، ثم بكثير من المؤثرات الأوروبية بعد ذلك.[197]

    البنية الاجتماعية[عدل]





    راوي في إحدى المقاهي يروي قصة لتسلية الناس. كانت هذه الظاهرة الثقافية ظاهرة مشتركة بين العديد من المدن في أرجاء الدولة العثمانية.
    اتسم العثمانيون بعدم اتباعهم لسياسة هضم القوميات، الأمر الذي ساعد على نمو العصبات الحاكمة وحفظ للقوميات طابعها القومي، فقد وضع السلاطين نظامًا خاصًا عُرف بنظام "الملل"، قسموا بمقتضاه الشعوب الخاضعة لهم، ووضعوا كل ملّة أو عصبية تحت حكم زعيم لها هو المسؤول عنها أمام السلطان.[198] يقول بعض المؤرخين أن هذه السياسة هي أحد الأسباب الرئيسية التي أدّت لضعف الدولة وانفصال بعض القوميات عنها في وقت لاحق، بينما يقول آخرون أن التعددية هي ما كان وراء دوام استمرار الدولة لسنين طويلة.[198] منح السلاطين بعض الأقليات العرقية والدينية حق الإقامة في ربوع الدولة العثمانية وأعطوهم الأمان وسمحوا لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحريّة لقاء الجزية، كما فعل السلطان محمد الفاتح مع اليهود والروم الفنارية عندما دعاهم ليسكنوا القسطنطينية. طُبعت بعض المدن الكبرى في الدولة العثمانية بطابع ثقافي واجتماعي مختلط كما القسطنطينية، كونها كانت إما مرافئ تجارية مهمة أو عواصم ولايات، أو ذات أهمية دينية، ومن هذه المدن التي ما زالت تحتفظ بطابع عثماني: سراييڤو، سكوبيه، سالونيك، دمشق، بغداد، بيروت، مكة، القدس، والجزائر، فلا يزال المرء يُشاهد في هذه المدن عدد من المعالم المعمارية العثمانية الأثرية والحديثة المبنية على هذا الطراز، كما أن العديد من سكان هذه المدن نزح إليها من مناطق أخرى خلال العهد العثماني.[199] كان للانتماء المجالي تأثير كبير على وضعية ومكانة صاحب منصب ما في الدولة العثمانية، ويتمثل ذلك في ترابية أجهزة الدولة وفيما يخص بروتوكول الاستقبال. فقاضي الروملي كان أقرب وأعلى مكانة للسلطان من قاضي الأناضول، وهذان القاضيان هما أول من يدخل على السلطان، يليهما الصدر الأعظم ثم رئيس الكتّأب ورئيس بيت المال ولا يرى غيرهم. وقد اتبع أسلوب التشريفات هذا بعض الحكّام المحليين وطبقوه كما كان يُطبق في القسطنطينية.[200]

    التعليم[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: التعليم في الدولة العثمانية





    مدرسة العشائر السلطانية، أنشئت في سنة 1892 على يد السلطان عبد الحميد الثاني وأغلقت في سنة 1907.[201]
    يرى بعض الكتاب الغربيين أن الدولة العثمانية أهملت تنشيط التعليم المدني، خلال مراحل تاريخها، إلا في نطاق المدارس التابعة للهيئة الدينية الإسلامية، وقامت إلى جانب هذه المدارس، مدارس الملل بإشراف الطوائف الدينية غير الإسلامية أو البعثات التبشيرية.[202] ويرى هؤلاء الكتاب أن التعليم لم يتطور في الدولة العثمانية إلاّ في بداية عهد السلطان عبد المجيد الأول وباقي السلاطين الذين تلوه، وأبرزهم عبد الحميد الثاني. بينما يرى عدد من المؤرخين الأوربين والعرب والأتراك أنه منذ نشوء الدولة العثمانية فقد اهتمت بالتعليم وأنشأت المدارس وكانت المدارس هي من تمد الدولة بالموظفين.[203] فقد كان السلاطين العثمانيون دائما ما يطورون نظام التعليم ويقدمون الدعم له.[204] وقد اهتمت الدولة العثمانية بتدريس العلوم الدينية والدنيوية وأنشأت الجامعات لتدريس هذه العلوم.[205] فقد تم إنشاء أول جامعة للطب في الدولة العثمانية أواخر القرن الرابع عشر في عهد السلطان يلدرم بايزيد في مدينة بورصة التي كانت عاصمة الدولة العثمانية وقتها.[206] ثم تم إنشاء المجمع الطبي في القرن الخامس عشر.[207] كما تم إنشاء العديد من الكليات منذ عهد محمد الفاتح حتى سقوط الدولة العثمانية.[208] وكانت هذه الكليات تدرس مختلف العلوم فإحدى هذه الكليات كانت تدرس العلوم الدينية وعلوم الفضاء والرياضيات والاجتماع والحقوق والآداب والطب.[209]

    وفي عهد الخليفة عبد الحميد الثاني تطور نظام التعليم حيث أنشأ العديد من المدارس المتوسطة والعليا والمعاهد الفنية لتخريج الشباب العثماني، وإعداده لتولّي المناصب الحكومية والنهوض بالدولة. واهتم السلطان اهتمامًا بالغًا بالمدرسة التي أنشأت عام 1859م على عهد السلطان عبد المجيد الأول، فأعاد تنظيمها وفق خطة علمية، وتحديثها بمناهج دراسية جديدة، وفتح أبوابها للطلاب القائمين في العاصمة، والوافدين من مختلف الأقاليم العثمانية، حتى غدت مركزًا ثقافيًا هامًا. وأنشأ السلطان بدءًا من عام 1878م، المدرسة السلطانية للشؤون المالية، ومدرسة الحقوق، ومدرسة الفنون الجميلة، ومدرسة التجارة، ومدرسة الهندسة المدنية، ومدرسة الطب البيطري، ومدرسة الشرطة، ومدرسة الجمارك، كما أنشأ مدرسة طب جديدة في عام 1898م.[210]





    مدخل جامعة إسطنبول سنة 1900.
    وتوّج السلطان عبد الحميد الثاني جهوده في الحقل التعليمي بتطوير "مدرسة إستانبول الكبرى"، التي أنشئت في عهد السلطان محمد الفاتح، وأضحت جامعة إسطنبول، وضمّت، في أول أمرها، أربع كليّات هي:[211] العلوم الدينية، والعلوم الرياضية، والعلوم الطبيعية، والعلوم الأدبية، وعُدّت مدرستا الحقوق والطب كليتين ملحقتين بالجامعة.[212] وتطلبت المدارس الملكية، أو المدنية، بدورها إنشاء عدد من دور المعلمين لتخريج معلمين أكفاء يتولون التدريس فيها، وكانت أول دار للمعلمين في الدولة أنشئت، في عام 1848م، على عهد السلطان عبد المجيد الأول، وأضحى عددها في عام 1908م، ثمان وثلاثين دارًا منتشرة في العاصمة وحواضر الولايات والسنجقيات،[213] وأنشأ السلطان عددًا كبيرًا من المدارس الرشدية التي كانت بمثابة مدارس متوسطة. ومن الجامعات الكبرى التي تأسست خارج الحدود التركية في أواخر العهد العثماني: الكليّة السورية الإنجيلية التي أصبحت الجامعة الأمريكية في بيروت، سنة 1866م، وجامعة القديس يوسف، سنة 1874م، وجامعة القاهرة، سنة 1908م، وغيرها. يفيد بعض الأدباء والمؤرخين الذين عاصروا أواخر العهد العثماني أن اليوم الدراسي كان يبدأ بتلاوة سورة الفاتحة، عند المسلمين، والمزمور 23، عند المسيحيين، ثم يتلوها عبارة "عاش مولانا السلطان" (بالتركية العثمانية: پاديشاه متشوق يا شاه) ثم تتلوها ترتيلة تركية.[214]

    العبودية[عدل]





    رسمٌ من سنة 1869 يُظهر أحد العبيد الأفارقة من طائفة الباشي بازوق، الذين تحدَّر منهم بعض الأتراك السود المعاصرين.




    أحد الخصيان السود على باب دار الحريم في قصر السلطان.
    كانت طبقة العبيد تُشكل جزءًا مهمًا لا غنى عنه في المجتمع العثماني،[215] وكانت هذه الطبقة تتألف من الصبية والبنات الأوروبيين الذين يخطفهم القراصنة أو يتم سبيهم خلال المعارك والحروب، ومن الأفارقة الذين كان يخطفهم تجّار الرقيق من قراهم جنوب الصحراء الكبرى. ألغى السلطان محمود الثاني تجارة الرقيق الأبيض في أوائل القرن التاسع عشر،[216] فتحرر جميع العبيد من يونانيين وجورجيين وأرمن وشركس، وأصبحوا مواطنين عثمانيين يتمتعون بسائر الحقوق التي يتمتع بها الأحرار. إلا أن تجارة الرقيق الأسود استمرت قائمة حتى أواخر عهد الدولة العثمانية، كذلك يفيد بعض المؤرخين أن تجارة الإماء استمرت قائمة حتى سنة 1908م.[217] كان حريم السلطان يتألف بمعظمه من الإماء، وقد تزوّج بعض السلاطين بآمة أو أكثر مما ملكوا، مثل السلطان سليمان القانوني، الذي عشق آمته الأوكرانية المدعوة "روكسلانا" عشقًا شديدًا وتزوج بها، فولدت له السلطان سليم الثاني.[218] وقد حقق بعض العبيد العثمانيين شهرة كبيرة ووصلوا إلى مراكز مهمة، ومنهم علي بك الكبير يوناني الأصل، الذي كان والي مصر، ثم تمرّد على الدولة العثمانية وسمى نفسه سلطان مصر وخاقان البحرين (الأحمر والمتوسط)،[104] وأحمد باشا الجزار بشناقي الأصل، الذي أصبح والي عكا واستطاع صد هجوم نابليون بونابرت على المدينة.[219]

    أخذت الدولة العثمانية بنظام الخصاء في قصور السلاطين، على الرغم من أن الشريعة الإسلامية تحرّم مبدأ الخصاء،[220] وكان أخذ الدولة بهذا النظام غير الشرعي من الحالات النادرة التي خرجت فيها على الشريعة الإسلامية. بينما يقول مؤرخون آخرون أن العثمانيين كانوا يشترون العبيد الخصيان من خارج حدود الدولة حيث تكون عملية الإخصاء قد أجريت للعبد في صغره ليتم بيعه في سوق النخاسة إلى الملوك والأمراء حيث كان اخصاء العبيد وبيعهم للخدمة في قصور ملوك الدول المختلفة تجارة رائجة في العصور القديمة والوسطى وشطر من العصور الحديثة قبل منع الرق دوليًا.[221] كانت هناك طائفتان من الخصيان: الخصيان السود وهم المخصيون خصاءً كاملاً، والخصيان البيض وهم المخصيون خصاءً جزئيًا، وكان يُطلق على رئيسهم "قبو آغاسي"،[222] في حين كان يُطلق على رئيس الخصيان السود، الذي هو في الوقت نفسه الرئيس الأعلى في القصور السلطانية، "قيزلر آغاسي"، أي "آغا البنات" و"آغا دار السعادة"،[223] ووضعت الدولة أنظمة خاصة تُطبق على خدمتهم في القصور السلطانية. وقام تنافس شديد بين هذين النوعين كان مرده رغبة كل فريق الاستئثار بالنفوذ الأعلى في دوائر القصور السلطانية وفي شؤون الدولة، وقد ارتفع مقام رئيس الخصيان السود نتيجة اتصاله المباشر بالسلطان ووصل إلى المركز الثالث من حيث الأهمية بعد الصدر الأعظم وشيخ الإسلام،[222] وأضحى الوزراء يتملقونه والمستوزرون يتقربون منه. يتحدر اليوم جميع الأتراك من أصل أفريقي من هؤلاء الأشخاص الذين عملوا كرؤساء للخصيان في قصر السلطان.

    العمران[عدل]


    Crystal Clear app kdict.png انظر أيضًا: عمارة عثمانية وعمارة بيزنطية

    عُني العثمانيون بالناحية العمرانية عناية واضحة، فأقاموا شبكة واسعة من الطرق والجسور في طول الدولة وعرضها مستعينين على ذلك بمهرة الصنّاع البيزنطيين البلغار.[224] ومع أن هذه الشبكة أنشئت، في المقام الأول، لأغراض عسكرية، إلا أنها سهّلت حركة المواصلات العامّة وأسدت إليها خدمة جليلة أيضًا. كذلك عُني العثمانيون بتشييد المدارس ومعاهد التعليم التي كانت تتسع لسكنى الأساتذة والطلاّب، وبإقامة المستشفيات والبيمارستانات ودور العجزة، وبإنشاء المطاعم الشعبية والتكايا للفقراء، والخانات التي كان التجّار الغرباء ينزلون فيها؛ وكذلك عنوا ببناء الحمامات الشعبية، والمكتبات العامّة، والمتاحف والقصور، والمساجد، وبخاصة في الآستانة وعواصم الولايات.[224] تأثّر النمط العمراني العثماني بالأنماط الفارسية والبيزنطية والإسلامية في بداية عهده، فجاء خليطًا بينها ومطورًا لبعضها، فعلى سبيل المثال، اقتبس العثمانيون القبّة الفارسية من الفرس الساسانيين، وأدخلوا عليها بعض التعديلات حتى أصبحت سمة بارزة في معظم آثارهم المعمارية.[225][226] ازدهرت العمارة العثمانية في عهد التوسع والفتوحات، ثم أصبح النشاط المعماري راكدًا كما الدولة في فترة الركود، وفي فترة لاحقة أدخل المعماريون أنماطًا معمارية من أوروبا الغربية ودمجوها مع النمط العثماني، ومن هذه الأنماط: الباروكيه، الروكوكو، والنمط الإمبراطوري.






    منازل عثمانية تقليدية في قرية "صفرانبلو"، إحدى مواقع التراث العالمي.






    مسجد السلطان سليم الثاني أو مسجد سليمية في أدرنة.






    مدخل قصر الباب العالي في إسطنبول.






    جسر محمد باشا في البوسنة والهرسك. أحد مواقع التراث العالمي.






    مدخل قصر طولمة باغجة في إسطنبول.






    خان أسعد باشا في دمشق، سوريا.






    مسجد السلطان أحمد أو المسجد الأزرق.






    السراي الكبير، مقر الحكومة اللبنانية في بيروت.






    جامع محمد علي باشا في القاهرة.






    خان العمدان في عكا


    تعتبر بعض المساجد من أبرز آثار العمارة العثمانية، ومنها: مسجد السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، وقد عهد السلطان محمد ببنائه إلى مهندس يوناني يُدعى "خريستو دولوس"،[224] وهو من أروع آثار العمارة العثمانية وأقربها إلى الكمال. ومسجد السلطان أحمد في إسطنبول أيضًا، ومسجد السلطان بايزيد الذي يمتاز بفخامة موادّه البنائية وبزخرفته على الطريقة الفارسية.[224] ومسجد السلطان سليمان القانوني، الذي نافس في جماله آيا صوفيا، والذي عُهد بتشييده إلى المهندس العثماني الشهير "سنان آغا". والواقع أن سنان هذا كان أعظم المهندسين العثمانيين على الإطلاق، فقد أنشأ، بالإضافة إلى هذا المسجد العظيم، عشرات المساجد الأخرى منها مسجد السلطان سليم الثاني، أو مسجد سليمية، وخمسًا وخمسين مدرسة، وسبعة عشر مطعمًا عموميًا، وثلاثة مستشفيات، وسبعة جسور، وثلاثة وثلاثين قصرًا، وثمانية عشر خانًا، وخمسة متاحف.[224] وقد بلغ من براعة سنان آغا وبعض المهندسين الذين تلوه أنهم دمجوا في تصاميمهم النمط البيزنطي بالنمط الصيني.[227]

    الفنون والآداب[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالات مفصلة: شعر عثماني ·
    أدب تركي





    موسيقيون من حلب في أواسط القرن الثامن عشر يعزفون على آلات تركية وعربية هي: (من اليسار إلى اليمين) الدف، التنبور، الناي، الكمانچه، وطبلة النقرة.
    اهتمت الطبقة الحاكمة العثمانية بالموسيقى والطرب، وبلغ من درجة اهتمام بعض السلاطين بالموسيقى والغناء أن نظموا بعض المقاطع الموسيقية بأنفسهم ولحنوها، ومن هؤلاء السلطان سليم الثالث. تتميز الموسيقى العثمانية، كما معظم السمات الحضارية للعثمانيين، أنها خليط بين الموسيقى البيزنطية والعربية والفارسية، وكانت تُنظم وفق وحدات إيقاعية تُسمى "أصول"، ووحدات لحنيّة تُسمى "مقام". استخدم العثمانيون أدوات موسيقية ابتُكرت في آسيا الوسطى مثل الساز والكمانچه، وأخرى ابتكرها العرب مثل العود والتنبور القانون الناي، ومن ثم أضافوا إليها بعض الأدوات الأوروبية مثل الكمان البيانو. برز نوعان من الموسيقى في الدولة العثمانية بفعل اتساع رقعة الدولة وبعد الأقاليم عن بعضها البعض: الموسيقى العثمانية التقليدية أو الكلاسيكية، والموسيقى العثمانية الفلكلورية؛ وكان هناك أشكل مميزة من الموسيقى العثمانية أبرزها: موسيقى الإنكشارية، وموسيقى الغجر، وموسيقى الرقص الشرقي، وموسيقى الترك الفلكلورية. وقد اقتبس اليونانيون الشوام المصريون وبعض الشعوب الأخرى بعض أشكال الموسيقى العثمانية ودمجوها في ثقافتهم.

    تأثّر الشعر العثماني بنظيره الفارسي بشكل كبير، وبالشعر العربي إلى حد أقل، وكان لهذا الدمج بين اللغتين العربية والفارسية تأثير كبير في نشأة اللغة التركية العثمانية،[228] وقد استمر الشعراء، وبعض السلاطين العثمانيين، ينظمون الشعر بالفارسية والعربية حتى وقت متأخر من القرن التاسع عشر، عندما أخذ الأتراك يلجؤون إلى اللغة التركية في نظم الشعر.[229] كان النثر العثماني عبارة عن سرد لأحداث قديمة وقعت بالفعل، واستمر بصفته هذه حتى القرن التاسع عشر عندما تأثّر بالروايات الأوروبية، وخاصةً الفرنسية، وأخذ الكتّاب يبتدعون قصصًا خيالية.





    قهوة تركية، من أبرز سمات المطبخ العثماني المشتركة حاليًا بين تركيا وبلاد الشام والبلقان وشمال أفريقيا.
    أهمل العثمانيون فن التمثيل في بداية عهدهم، واستعاضوا عنه بعروض الدمى المتحركة، المعروفة باسم "كركوز وعواظ"، وقد انتشرت هذه الظاهرة الثقافية في معظم البلدان الشرقية الخاضعة للدولة، ولجأ إليها الناس للترفيه عن أنفسهم طيلة العهد العثماني، واستمرت قائمة في بعض الأماكن لحين ظهور دور السينما ثم المذياع والتلفاز.[230]

    المطبخ[عدل]

    يُقصد بالمطبخ العثماني ذاك المطبخ الذي كان سائدًا في العاصمة وعواصم الولايات، وما زالت مطابخ هذه المناطق العثمانية السابقة متطابقة أحيانًا ومشتركة في أنواع معينة من المأكولات في أحيان أخرى. إنصهرت هذه المطابخ جميعها في الآستانة، ذلك أن السلاطين كانوا يحيطون أنفسهم بعدد من الطبّاخين من مختلف الولايات العثمانية، ويسمحون لهم بتجربة أشكال جديدة من الوصفات أو خلط تلك الخاصة بهم مع أخرى خاصة بشعب آخر. وكان هؤلاء الطباخين ينشرون المأكولات الجديدة التي تعرفوا عليها في العاصمة في بلدانهم عندما يرجعون إليها، وبهذه الطريقة، بالإضافة إلى الولائم التي كان الولاة أو السلطان يقيموها للرعايا وللفقراء في شهر رمضان، تعرّفت الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية على مطابخ الدولة المختلفة.[231] يمكن ملاحظة أثر المطبخ العثماني اليوم في الكثير من المطابخ الأوروبية الشرقية والشامية، مثل المطبخ اليوناني والصربي والبوسني والحلبي واللبناني والفلسطيني والدمشقي والأرمني وغيرها. من أبرز المأكولات المشتركة بين تركيا وعدد من الولايات العثمانية السابقة: القهوة التركية، اللحم بعجين، الكباب المعروف باسم "الشاورما"، اليبرق أو "ورق العريش" أو "ورق العنب"، البقلاوة، راحة الحلقوم، البوريك وغيرها كثير.

    الديمغرافيا[عدل]

    يُشكل احتساب عدد سكان الدولة العثمانية موضع جدال بين المؤرخين، ذلك لأن المصادر الأولى التي تشير لهذه المسألة ضئيلة ومبهمة. ولم تعتمد الدولة العثمانية إحصاءً للسكان باستخدام الأساليب الحديثة حتى سنة 1831م، ولم يظهر الإحصاء الرسمي الأول حتى سنة 1881م،[232] إلا أن هذه الإحصاءات لا تساعد بالرغم من هذا على تحديد إجمالي عدد السكان، فإحصاء سنة 1831 على سبيل المثال احتسب الرجال فقط دون النساء ولم يُغطِ كافة أنحاء الدولة.[233]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:09 pm

    اللغة[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالات مفصلة: لغة تركية عثمانية ·
    اللغة العربية في الدولة العثمانية

    كان هناك ثلاث لغات كبرى سائدة في الدولة العثمانية: التركية، وهي اللغة الأم للأتراك، وقد تكلّم بها أغلبية سكان الأناضول وتراقيا، بالإضافة إلى المسلمين البلقانيين عدا الألبان وسكان البوسنة، وبطبيعة الحال انتشرت اللغة التركية بين الأشخاص المثقفين من غير الأتراك وبشكل خاص أولئك الموظفين في الدوائر الحكومية.[234] كذلك كان للغة الفارسية انتشار محدود بين المثقفين العثمانيين،[234] أما ثاني لغة من حيث الأهمية فكانت اللغة العربية، وقد تكلمها سكان المناطق العربية الخاضعة للحكم العثماني، بالإضافة إلى الأتراك وباقي الشعوب المسلمة في الدولة، كونها لغة الدين الإسلامي، غير أن من أتقنها وتكلمها بطلاقة كما العرب كان الطبقة المثقفة أيضًا.[234] كانت اللغة التركية هي اللغة الرسمية للدولة العثمانية، وتختلف اللغة التركية العثمانية عن اللغة التركية الحديثة، من ناحية أنها كانت أكثر تأثرًا باللغتين العربية والفارسية، واقتبست منهما مصطلحات عديدة اختفت اليوم من المعجم التركي.[234]

    انتشرت بعض اللغات الأخرى على نطاق ضيّق في الدولة العثمانية، ومنها: الكردية، والصربية، واليونانية، والمجرية، والأرمنية، والبلغارية، كذلك كان لبعض الطوائف لغاتها الطقسية الخاصة، مثل السريانية والقبطية للمسيحيين الشوام والمصريين، والعبرية بالنسبة لليهود. اقتبس العرب، وبشكل خاص الشوام والمصريين عدد من الكلمات التركية وأصبحت تشكل جزءًا من لغة التواصل اليومية في بلادهم، ومن هذه الكلمات: بصمة، وأصلها "باصماق" وتشير إلى وطأة القدم؛ "بلكي" وتعني التوقع والاحتمال؛ "بويا" أصلها "بوياغ" وتعني الطلاء؛ "جمرك" وتعني الضريبة التي تؤخذ على البضائع، "دوغري" أصلها "دوغرو" وتعني المستقيم، وتُستخدم أيضًا للإشارة في السير إلى الأمام؛ "أوضة" أصلها "أودة" وتعني غرفة؛ "برطمان" أي إناء زجاجي، وكلمات أخرى كثيرة.[235]

    الدين[عدل]

    نتيجة اتساع رقعة الدولة العثمانية، فقد ضمت الكثير من أتباع المذاهب والديانات المختلفة، سواء أكانت إبراهيمية أم غير إبراهيمية، فقد عاشت في رُبوعها عدة ديانات مميزة لم توجد في مناطق أخرى من العالم، وفي مقدمتها: اليزيدية (الإيزيدية) والصابئية المندائية والسامرية. سمح العثمانيون لليهود والمسيحيين أن يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية تحت حماية الدولة، وفقًا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية، وبهذا فإن أهل الكتاب من غير المسلمين كانوا يعتبرون رعايا عثمانيين لكن دون أن يُطبق عليهم قانون الدولة، أي أحكام الشريعة الإسلامية، وفرض العثمانيون، كجميع الدول الإسلامية من قبلهم، الجزية على الرعايا غير المسلمين مقابل إعفائهم من الخدمة في الجيش.

    الإسلام[عدل]

    Basmala White.png

    Allah1.png

    هذه المقالة جزء من سلسلة:
    الإسلام



    العقائد في الإسلام˂











    أركان الإسلام˂










    مصادر التشريع الإسلامي˂









    شخصيات محورية˂










    الفرق˂















    التاريخ والجغرافيا˂











    المسجد الحرام


    المسجد النبوي


    المسجد الأقصى














    أعياد ومناسبات˂













    الإسلام في العالم˂



    الإسلام حسب البلد










    انظر أيضًا˂






    تخطيط كلمة الإسلام.png








    دراويش مولويون من سنة 1887.
    كان الإسلام هو الدين الرسمي في الدولة العثمانية، وقد اعتنقته الأغلبية الساحقة من السكان في الولايات الآسيوية والأفريقية، وفي بعض أنحاء البلقان، وفقًا للمذهب السني، وكان هناك أقلية شيعية تنتشر بشكل رئيسي في بعض مناطق العراق كالنجف وبعض أنحاء الشام، كذلك كان هناك نسبة قليلة من الدروز والعلويين في لبنان وسوريا وفلسطين والأناضول. اتبع عدد من المسلمين العثمانيين الأتراك، بما فيهم كثير من السلاطين، عدّة طرق صوفية، ومنها الطريقة البكداشية والماتردية والباطنية والمولوية. ظهرت خلال العهد العثماني حركة عقائدية صوفية كبرى ذات أبعاد سياسية واقتصادية، وانطوت على محاولة التقريب بين الإسلام والمسيحية واليهودية، تلك كانت حركة الشيخ "بدر الدين"، وهي تتصدر أهم الحركات الدينية والاجتماعية على مدار التاريخ العثماني، كون الداعي لها قال ببعض الأفكار التي تناقض المعتقدات الإسلامية، ومنها إنكار الجنة والنار ويوم القيامة والملائكة والشياطين، وقصّر الشهادة على قسمها الأول، أي "لا إله إلا الله" وحذف نصفها الثاني، أي "محمد رسول الله"، ودعا إلى الزهد المطلق والمهدي المنتظر. وقد تمكنت هذه الدعوة من جذب الكثير من المسيحيين وقليل من اليهود وعدد من المسلمين، وقد استطاع العثمانيون إيقاف هذه الدعوة وتحجيمها، لكن اتباعها استمروا، وأصبحوا يعرفون باسم "العلاهيين".[236]

    المسيحية[عدل]





    بطاقة بريدية عثمانية من أوائل القرن العشرين تُظهر كنيسة القديس أسطفان البلغارية في الآستانة.
    كانت المسيحية الأرثوذكسية أكبر الملل غير الإسلامية في الدولة العثمانية، وقد انقسم أتباعها إلى عدّة كنائس أبرزها كنيسة الروم الأرثوذكس، والأرمن، والأقباط، والبلغار، والصرب، والسريان، وكانت هذه الكنائس تُطبق قانون جستنيان في مسائل الأحوال الشخصية. خصّ العثمانيون المسيحيين الأرثوذكس بعدد من الامتيازات في مجاليّ السياسة والتجارة، وكانت هذه في بعض الأحيان بسبب ولاء الأرثوذكسيين للدولة العثمانية.[237][238] اتبع بعض المسيحيين الخاضعين للدولة العثمانية المذهب الكاثوليكي، لكنهم كانوا يشكلون أقلية طيلة عهد الدولة، وقد انتمت معظم الكنائس الكاثوليكية إلى الفرع الشرقي، وأبرزها: الكنيسة المارونية والكنيسة الآشورية والروم الكاثوليك وغيرها. كانت علاقة الدولة العثمانية ببعض الكنائس علاقة سلمية أغلب عهدها، فكان الروم الأرثوذكس يذعنون عن طيب خاطر للسلطان طالما لم يتعرض لهم أحد في دينهم، وسمح السلاطين، وأولهم محمد الفاتح، سمحوا للأرمن ببناء كنائسهم داخل حدود الآستانة، فيما كان البيزنطيين يعتقدون أن الأرمن هراطقة ولم يسمحوا لهم بممارسة شعائرهم داخل جدران القسطنطينية، وأعطى العثمانيون للموارنة امتيازًا ميزهم عن سائر الطوائف المسيحية، وهو عدم وجوب طلب البطريرك والمطارنة الفرمان من الباب العالي، كي تعترف الحكومة بسلطتهم على رعاياهم،[239] وأعاد العثمانيون إنشاء الكنيسة البلغارية الأرثوذكسية، بعد أن كانت قد حُلّت سابقًا ودُمجت في جسم كنيسة الروم الأرثوذكس.[240]

    اليهودية[عدل]





    رسم ليهود عثمانيين من القرن السابع عشر.
    سكن اليهود مناطق عديدة من الدولة العثمانية، وقد ازداد عدد اليهود السفارديون بعد سقوط الأندلس، عندما وفدت جموع منهم إلى جانب الأندلسيين المسلمين إلى أنحاء مختلفة من الدولة، وبشكل خاص الآستانة وسالونيك وبعض مدن الشام ومصر، وكان رئيس الطوائف اليهودية يُعرف باسم "حاخام باشي" أو "باشا الحاخامات". يقول بعض المؤرخين أن اليهود العثمانيين لعبوا دورًا في إسقاط الدولة العثمانية عن طريق تعاونهم مع اليهود الأوروبيين والداعين للصهيونية، كما وساهموا في تشويه صورة الدولة لاحقًا،[241] ويوضح آخرون أن سياسة الدولة العثمانية كانت تقوم على تشجيع اليهود على الهجرة إلى ممتلكاتها، غير أنها كانت تخشى أن يقيم اليهود دولة لهم في منطقة حول القدس، فيؤدي ذلك إلى فصم بلاد الشام منها، والاستئثار بالمدينة المقدسة.[242]

    ساءت علاقة العثمانيين بالعديد من الطوائف غير الإسلامية في أواخر عهد الدولة لأسباب مختلفة، منها بروز الحركات القومية التي تبنتها شعوب غالبًا ما كانت تتعاطف معها بعض الطوائف كونها تنتمي لذات القومية أو المذهب الديني، وعند نشوب الحرب العالمية الأولى ضيّق العثمانيون الخناق على الرعايا المسيحيين منعًا لحصول أي اتصال بينهم وبين أعداء الدولة من البريطانيين والروس والفرنسيين، وخلال هذه الفترة ارتكبت الدولة بضعة أعمال واتخذت بعض الإجراءات التي نجم عنها قتل وتشريد الكثير من المسيحيين واليهود، وقد اعتبر البعض هذه الأعمال مجازر ومذابح هادفة لاضطهاد الأقليات الدينية، فيما اعتبرها آخرون أعمال قد تقوم بها أي دولة في زمن الحرب للحفاظ على أمنها.

    القانون والقضاء[عدل]


    Crystal Clear app kdict.png انظر أيضًا: شريعة إسلامية ومجلة الأحكام العدلية

    كانت الشريعة الإسلامية هي أساس القانون العثماني. وفي بادئ الأمر كان "قاضي العسكر" هو رأس الهيئة القضائية. ثم عُيّن إلى جانبه قاضيان آخران أحدهما لأفريقيا والثاني لأوروبا.[190] ولم تكن سلطة قضاة الجيش هؤلاء مقصورة على الشؤون العسكرية، بل تعدتها إلى نواحي القانون بأكمله. وكان هؤلاء القضاة هم الذين يُعينون الموظفين القضائيين والقضاة ونوابهم. وكان يتلو قضاة الجيش في الترتيب "العلماء الكبار" وهم قضاة العاصمة، ثم "العلماء الصغار" الذين كانوا يتولون القضاء في عشر مدن ثانوية من مدن الولايات كبغداد وصوفيا.[190] أما قضاة الدرجة الثانية وما دونها فكانوا ينقسمون إلى طبقات ثلاث وهم: المفتشون، والقضاة، ونواب القضاة. وكانت الهيئات القضائية كلها تخضع لمفتيّ الآستانة الذي كان يحمل لقب "شيخ الإسلام". وكان شيخ الإسلام هذا يُفتي في ما يُرفع إليه من المسائل القضائية، وكثيرًا ما كان السلاطين يستصدرون منه الفتوى كلّما أقدموا على اتخاذ قرار مصيري يتصل بشؤون السلم أو الحرب.[190]






    جلسة محاكمة عثمانية من سنة 1877.
    اعتمد السلطان عبد المجيد الأول تدوين القانون المدني العثماني كخطوة من خطواته التنظيمية، فجعل كبار الفقهاء والعلماء يجمعون التشريعات في ما أصبح يُعرف بمجلة الأحكام العدلية. تتكون هذه المجلة من ستة عشر كتاب أولها كتاب البيوع وآخرها كتاب القضاء، وكل كتاب يتناول موضوع ومكون من أبواب، وكل باب مكون من فصول.[243] صدرت المجلة سنة 1882م، وهي تعتبر أول تدوين للفقة الإسلامي في المجال المدني في إطار بنود قانونية، على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان. وهي القاعدة التي بُني عليها القانون المدني في أغلب الدول العربية مثل العراق ومصر والأردن.

    الجيش[عدل]


    Crystal Clear app kdict.png انظر أيضًا: القوات المسلحة العثمانية وقائمة معارك الدولة العثمانية

    القوات غير النظامية (1237–1365)[عدل]





    درع عثماني من الفترة السابقة على إنشاء الجيش النظامي.
    لم يكن للإمارة العثمانية عند قيامها جيش نظامي تعتمد عليه، وقد وقع عبء الفتوح الأولى على عاتق المجاهدين والباحثين عن الغنائم وجماعات الدراويش، وكانوا كلهم من الفرسان، فيجتمعون في مكان محدد عن طريق المنادين ثم يخرجون إلى الحرب، فإذا انتهت تفرّقت جموعهم وعاد كل واحد إلى عمله الأساسي.[244] وقد اعتمد العثمانيون منذ أول ظهورهم في التاريخ، نظامًا إقطاعيًا كان الهدف منه تأمين مصدر ثابت لإمداد جيوشهم بالجند، يغنيهم عن إنشاء جيش نظامي دائم ويُوفر لهم نفقاته، وكان أساس هذا النظام هو إقطاع أو منح المحاربين بعض المقاطعات الزراعية مقابل التزامهم بأن يكونوا دومًا على استعداد للسير إلى الحرب متى يُدعون إليها، مع أعداد من الفرسان من أتباعهم تتناسب ومساحة الإقطاعة الممنوحة لكل منهم، وأن يجهزوهم بكل ما يحتاجون إليه من خيل وسلاح.[244]

    الجيش النظامي الأول (1365–1828)[عدل]


    Crystal Clear app kdict.png انظر أيضًا: إنكشارية





    جندي من الإنكشارية.
    يُعتبر السلطان أورخان الأول مؤسس الجيش العثماني الحقيقي، فقد أدرك من خلال معاركه حاجته إلى جيش من المشاة يستطيع فتح القلاع واقتحام الأسوار المنيعة، ولا يعرف أفراده حرفة سوى القتال،[244] فأنشأ أول الأمر جيشًا نظاميًا مؤلفًا من فرق متعددة، كل فرقة منقسمة إلى وحدات تتألف من عشرة أنفار، ومئة نفر، وألف نفر.[244] ثم اختار ألفًا من أسرى الحروب، وأغلبهم من صغار السن، بين السابعة والعاشرة، وضمّ إليهم الأولاد المسيحيين المشردين والأيتام الذين توفي آباؤهم أو أمهاتهم خلال الغزوات والمعارك، ثم صهر الجميع في بوتقة واحدة، وأنشأهم على الدين الإسلامي وعلى التعلق بشخصه والإخلاص له وللدين والوطن، فكان هؤلاء هم نواة جيش الإنكشارية (بالتركية العثمانية: يکيچرى؛ أي الجيش الحديث).[245] كان الإنكشارية لا يعرفون حرفة ولا عمل إلا القتال والحرب، وتألّف الجيش الإنكشاري من ثلاث فرق مختلفة هي: السكمان والجماعة والفرقة، وكان رئيسه الأعلى يُعرف باسم "آغا الإنكشارية". تكاثر عدد الإنكشارية مع الزمن فبلغ في بعض الأحوال ستين ألفًا،[245] وجميع المؤرخين متفقون على إطراء روح النظام التي تميّز بها هؤلاء الجنود في العصر الذهبي للدولة، فلم يكن عندهم مكان للخمر أو قمار أو غير ذلك من الآفات التي عرفتها جيوش أوروبا في تلك العهود.[245] ولكن الفساد ما لبث أن دبّ إلى هذا الجيش مع الزمن، فاعتاد الإنكشارية أن يتمردوا ويطالبوا بالهبات السخية كلما ارتقى العرش سلطان جديد. وقد شكلوا في العهود المتأخرة عقبة كانت تحول دون الإصلاح والتجديد، فأبادهم السلطان محمود الثاني عن بكرة أبيهم وألغى جميع أزيائهم وألقابهم.[244] أنشأ العثمانيون إلى جانب جيش المشاة جيشًا من الفرسان عُرف باسم "الفرسان السواري" أو سپاهی، ويُعرفهم معظم الكتّاب العرب باسم "الفرسان السيباه"، وقد لعب هؤلاء دورًا كبيرًا في تقدم الفتوح عبر أوروبا، لكنهم أصيبوا بالفساد كما الإنكشارية في أواخر عهدهم، واشتركوا معهم في نفس المصير.[246] عُني العثمانيون بسلاح المدفعية عناية عظمى، وأنشأوا فرقة خاصة في الجيش هي فرقة المدفعية أو "الطوبجيّة". وكانت المدفعية تتقدم الجيش عند الهجوم، في حين كان الإنكشارية يرافقون طليعة الجيش.[244]

    الجيش النظامي الثاني (1826-1922)[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الجيش العثماني (1826-1922)





    رسم للخيالة العثمانيين بعد الإصلاحات العسكرية للسلطانين محمود الثاني وعبد المجيد الأول.
    بعد أن قضى السلطان محمود الثاني على الإنكشارية، أقدم على إلغاء جميع الفرق العسكرية غير المنتظمة، وأضحى الجيش كله مؤلفًا من جنود منتظمين مسلحين بالأسلحة الحديثة وصل تعدادهم بحلول عام 1826م إلى اثني عشر ألف جندي وارتفع هذا العدد إلى خمسة وسبعين ألفًا بحلول عام 1828م.[247] أطلق السلطان على الجيش الجديد اسم "العساكر المنصورة المحمدية"، واستدعى ضباطًا ومهندسين فرنسيين وألمانًا لتدريب أفراده وفق النموذج الأوروبي. وأسس السلطان أكاديمية عسكرية في عام 1834م، وأرسل بعض خريجيها إلى العواصم الأوروبية لاستكمال دراساتهم العليا.[248] استمر الجيش العثماني موجودًا بصفة رسمية حتى قيام الجمهورية التركية، عندما أصبحت جميع القوات العثمانية إلى جانب قوّات مصطفى كمال تُشكل القوات المسلحة التركية. وكان للجيش العُثماني الثاني نشيدًا خاصًا كما كان حال مُعظم جيوش العالم آنذاك.

    البحرية والأسطول[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: البحرية العثمانية





    صورة للأسطول العثماني داخل مضيق القرن الذهبي على بطاقة بريدية ألمانية تعود للسنوات الأولى من الحرب العالمية الأولى. وأعلاها نص ألماني معناه "تركيا تضرب".
    أنشأ العثمانيون أسطولاً بحريًا كبيرًا ساعدهم في كثير من فتوحاتهم البرية والبحرية على السواء. ولعلّ الفضل في تعزيز الأسطول العثماني يعود إلى السلطان محمد الفاتح أولاً، ولمّا تولّى العرش السلطان سليم الأول واصل تعزيز هذا السلاح، ثم جاء سليمان القانوني فزاد عدد سفنه فبلغت ثلاثمئة.[245] وكان الأسطول العثماني يتألّف من دوارع ثقيلة وطرّادات خفيفة، وكان مزودًا بمدفعية قوية. ولكن الدولة أهملت الأسطول، في أواخر القرن السادس عشر، فتضاءل عدد قطعه، واقتصر نشاطه على خفر السواحل تقريبًا.[245] وفي عهد الإصلاحات والتنظيمات حاول السلطان محمود الثاني النهوض بالبحرية فبنى سفينة "المحمودية" التي كانت طيلة سنوات أكبر سفينة حربية في العالم، وحاول السلطان عبد العزيز الأول إحياء البحرية العثمانية من جديد وزيادة قطعها، فبنى أسطولاً كان الأكبر في العالم بعد أساطيل بريطانيا وفرنسا، واستحصل من بريطانيا على أوّل غواصة حربية من نوعها.[249] لكن على الرغم من كل ذلك، اعتقد السلطان بأن الأسطول العثماني غير مؤهل ليواجه نظيره الروسي في معركة مباشرة، فأمر بإبقاء السفن داخل مضيق القرن الذهبي، فحُبست طيلة 30 سنة.[245] أسست جمعية الاتحاد والترقي، بعد أن استلمت الحكم في البلاد، "جمعية البحرية العثمانية" الهادفة لشراء سفن حربية جديدة بغية تطوير الأسطول العثماني.

    سلاح الجو[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: القوات الجوية العثمانية

    تأسس سلاح الجو العثماني في شهر حزيران/يونيو من سنة 1909م، وبهذا فهو يُعتبر من أقدم أسلحة الجو في العالم، وقد تلقّى الطيارون العثمانيون تدريبهم في ألمانيا إجمالاً، وقاتلوا على جبهات عديدة أثناء الحرب العالمية الأولى: من جليقة غربًا إلى القوقاز شرقًا، واليمن جنوبًا. في عام 1912 افتُتحت أول مدرسة للطيران في الدولة العثمانية، وبدأ الجيش العثماني بتعليم وتدريب ضباطه الطيران لأول مرة. ومع إنشاء هذه المدرسة زاد الاهتمام بهذا المجال وزاد عدد الموظفين العاملين فيه في فترة قصيرة.[250]

    انظر أيضًا[عدل]


    خلافة إسلامية
    طغراء

    قائمة حكام مصر من أسرة محمد علي باشا
    متصرفية جبل لبنان

    جمال باشا
    سقوط الخلافة (مسلسل)



    المصادر[عدل]


    1.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب The Encyclopædia Britannica, Vol.7, Edited by Hugh Chisholm, (1911), 3; Constantinople, the capital of the Turkish Empire...
    2.^ بريتانيكا، إسطنبول:حينما أنشأت الجمهورية التركية في سنة 1923، انتقلت العاصمة إلى مدينة أنقرة، وسُميت القسطنطينية "إسطنبول" بشكل رسمي في سنة 1930.
    3.^ Turchin، Peter؛ Adams، Jonathan M.؛ Hall، Thomas D (December 2006). "East-West Orientation of Historical Empires". Journal of world-systems research. 12 (2): 223. ISSN 1076-156X. اطلع عليه بتاريخ 12 سبتمبر 2016.  
    4.^ Rein Taagepera (September 1997). "Expansion and Contraction Patterns of Large Polities: Context for Russia". International Studies Quarterly. 41 (3): 498. JSTOR 2600793. doi:10.1111/0020-8833.00053.  
    5.^ Erickson، Edward J. (2003). Defeat in Detail: The Ottoman Army in the Balkans, 1912–1913. Greenwood Publishing Group. صفحة 59. ISBN 978-0-275-97888-4.  
    6.^ Dündar, Orhan; Dündar, Erhan, 1.Dünya Savaşı, Millî Eğitim Bakanlığı Yayınları, 1999, (ردمك 975-11-1643-0)
    7.^ "عملة ورقية عثمانية بالأبجدية العربية". اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2010.  
    8.^ بعض القواعد النحوية للغة التركية نسخة محفوظة 26 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    9.^ Quataert، Donald (2005). The Ottoman Empire, 1700–1922 (الطبعة 2). Cambridge University Press. صفحة 4. ISBN 978-0-521-83910-5.  
    10.^ From the article on the Ottoman Empire in Oxford Islamic Studies Online
    11.^ الموقع الرسمي للبحرية التركية: "Atlantik'te Türk Denizciliği"
    12.^ Glasse, Cyril, New Encyclopedia of Islam, (Rowman Altamira, 2003), 229.
    13.^ Finkel, Caroline, Osman's Dream, (New York: Basic Books, 2005), 57.
    14.^ Hathaway، Jane (2008). The Arab Lands under Ottoman Rule, 1516–1800. Pearson Education Ltd. صفحة 8. ISBN 978-0-582-41899-8. «historians of the Ottoman Empire have rejected the narrative of decline in favor of one of crisis and adaptation»  Tezcan، Baki (2010). The Second Ottoman Empire: Political and Social Transformation in the Early Modern Period. Cambridge University Press. صفحة 9. ISBN 978-1-107-41144-9. «Ottomanist historians have produced several works in the last decades, revising the traditional understanding of this period from various angles, some of which were not even considered as topics of historical inquiry in the mid-twentieth century. Thanks to these works, the conventional narrative of Ottoman history – that in the late sixteenth century the Ottoman Empire entered a prolonged period of decline marked by steadily increasing military decay and institutional corruption – has been discarded.»
    Woodhead، Christine (2011). "Introduction". In Christine Woodhead. The Ottoman World. صفحة 5. ISBN 978-0-415-44492-7. «Ottomanist historians have largely jettisoned the notion of a post-1600 ‘decline’»

    15.^ Quataert، Donald (1994). "The Age of Reforms, 1812–1914". In İnalcık، Halil؛ Donald Quataert. An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300–1914. 2. Cambridge University Press. صفحة 762. ISBN 0-521-57456-0.  
    16.^ "النص الكامل لمعاهدة لوزان (1923)". Wwi.lib.byu.edu. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2010.  
    17.^ Bertold Spuler. Persian Historiography & Geography Pustaka Nasional Pte Ltd (ردمك 9971774887) p 69 نسخة محفوظة 22 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
    18.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 738 - 740 ISBN 9953-18-084-9
    19.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 114-115
    20.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب كوبرولي، محمد فؤاد: قيام الدولة العثمانية: صفحة 119-122
    21.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة: صفحة 329-335
    22.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 115 ISBN 9953-18-084-9
    23.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 25 ISBN 978-9953-18-443-2
    24.^ History of the Ottoman Empire and modern Turkey, Volume 1, By Stanford Jay Shaw, Ezel Kural Shaw, pg. 13
    25.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 26 ISBN 978-9953-18-443-2
    26.^ Southeastern Europe under Ottoman rule, 1354-1804, By Peter F. Sugar, pg.14
    27.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 116
    28.^ Shaw, S: History of the Ottoman empire and Modern Turkey: I pp.13-14
    29.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 116 ISBN 9953-18-084-9
    30.^ الميرالآي إسماعيل سرهنك: تاريخ الدولة العثمانية: صفحة 14
    31.^ (بالتركية) السلطان عثمان خان الأول، الموقع الرسمي لوزارة الثقافة التركية
    32.^ Nicolle, p. 7.
    33.^ J.J.Norwich (1996) Byzantium: the Decline and Fall, Penguin, London p.320
    34.^ Crowley, Roger. 1453: The Holy War for Constantinople and the Clash of Islam and the West. New York: Hyperion, 2005. p 31 ISBN 1-4013-0850-3.
    35.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 129 ISBN 9953-18-084-9
    36.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت قصة إسلام: السلطان الغازي مراد الأول (761- 791هـ). تاريخ التحرير: الأحد، 28 آذار/مارس 2010
    37.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 120
    38.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج Tuchman, 548
    39.^ The Crusades and the military orders: expanding the frontiers of latin christianity; Zsolt Hunyadi page 226
    40.^ Michal Biran, The Chaghadaids and Islam: The Conversion of Tarmashirin Khan (1331-34) , Journal of الجمعية الشرقية الأمريكية, Vol. 122, No. 4 (Oct. - Dec., 2002), 751; "Temur, a non-Chinggisid, tried to build a double legitimacy based on his role as both guardian and restorer of the Mongol Empire.".
    41.^ Weatherford, J. McIver, Genghis Khan and the making of the modern world, (Random House Inc., 2004), 252. نسخة محفوظة 13 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
    42.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 72 ISBN 978-9953-18-443-2
    43.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 147 ISBN 9953-18-084-9
    44.^ Imber, Colin, The Ottoman Empire. London: Palgrave/Macmillan, 2002. ISBN 0 333 613872
    45.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 122-123
    46.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 92 ISBN 978-9953-18-443-2
    47.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 106 ISBN 978-9953-18-443-2
    48.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 164 ISBN 9953-18-084-9
    49.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت قصة إسلام: محمد الفاتح وفتح القسطنطينية، تاريخ التحرير: الخميس، 17 تموز/يوليو 2008
    50.^ Stone, Norman "Turkey in the Russian Mirror" pages 86-100 from Russia War, Peace and Diplomacy edited by Mark & Ljubica Erickson, Weidenfeld & Nicolson: London, 2004 page 94
    51.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 135-137 ISBN 978-9953-18-443-2
    52.^ Duffy, 2006, p. 196.
    53.^ حليم: صفحة 72، أوزتونا: الجزء الأول، صفحة 190
    54.^ Egger، Vernon O. (2008). A History of the Muslim World Since 1260: The Making of a Global Community. برنتيس هول [الإنجليزية]. صفحة 82. ISBN 0132269694.  
    55.^ الجميّل، سيار: العثمانيون وتكوين العرب الحديث: صفحة 332-333
    56.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب قصة الإسلام: السلطان بايزيد الثاني (886- 918هـ): سيطرة سليم الأول على الحكم، تاريخ التحرير: الثلاثاء، 06 نيسان/أبريل 2010
    57.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 187 ISBN 9953-18-084-9
    58.^ دائرة المعارف التركية، مقالة "سليم"، بقلم "سينساسي ألتيطاغ": الجزء الأول، صفحة 323-334
    59.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 147-151 ISBN 978-9953-18-443-2
    60.^ Savory، R. M. (1960). <91:TPOOTS>2.0.CO;2-B "The Principal Offices of the Ṣafawid State during the Reign of Ismā'īl I (907-30/1501-24)". Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London. 23 (1): 91–105. doi:10.1017/S0041977X00149006.  
    61.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 130-131
    62.^ Hess، Andrew C. (1973). <55:TOCOE(>2.0.CO;2-# "The Ottoman Conquest of Egypt (1517) and the Beginning of the Sixteenth-Century World War". International Journal of Middle East Studies. 4 (1): 55–76.  
    63.^ السيرة الذاتية للسلطان سليم القاطع وُصل لهذا المسار في 2007-09-16[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
    64.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 141-142
    65.^ "Encyclopaedia Britannica". Britannica.com. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2010.  
    66.^ "Encyclopaedia Britannica". اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2010.  
    67.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب قصة الإسلام: الخليفة سليمان الأول (القانوني) (926- 974هـ)، تاريخ التحرير: الثلاثاء، 06 نيسان/أبريل 2010
    68.^ Imber, 50.
    69.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 212 ISBN 978-9953-18-443-2
    70.^ The Cambridge history of Islam by Peter Malcolm Holt,Ann K. S. Lambton, Bernard Lewis p.330 [1] نسخة محفوظة 27 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
    71.^ تاريخ الترك: معركة بروزة نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
    72.^ Corsari nel Mediterraneo: Hayreddin Barbarossa[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
    73.^ L. Kinross, The Ottoman Centuries: The Rise and Fall of the Turkish Empire, 206
    74.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 146
    75.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث قصة الإسلام: الخليفة سليم الثاني (974- 982هـ)، تاريخ التحرير: الثلاثاء، 06 نيسان/أبريل 2010
    76.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح خ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 253-258 ISBN 9953-18-084-9
    77.^ Lewis Bernard: The emergence of Modern Turkey: p24
    78.^ Norman Itzkowitz, Ottoman Empire and Islamic Tradition p.64–65.
    79.^ Hammer: II p187. Venrad, Marc: Le Monde et son Histoire: V p415
    80.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب Kinross, 272.
    81.^ Norman Itzkowitz, Ottoman Empire and Islamic Tradition p.67.
    82.^ Partly based on an entry on Sebastian in The Popular Encyclopedia, or, Conversations Lexicon (London: Blackie & Son, 1864)
    83.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 259 ISBN 9953-18-084-9
    84.^ بروكلمان: صفحة 509، أوزتونا: الجزء الأول، صفحة 400
    85.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 243 ISBN 978-9953-18-443-2
    86.^ قصة الإسلام: العثمانيون في النصف الأول من القرن الحادي عشر الهجري، تاريخ التحرير: الثلاثاء، 06 نيسان/أبريل 2010
    87.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 267-270 ISBN 9953-18-084-9
    88.^ Inalcik, An Economic And Social History Of The Ottoman Empire, Vol 1 1300–1600 p.24.
    89.^ تاريخ الدولة العثمانية: الجزء الأول، الفصل السابع: الدولة العثمانية في القرن السابع عشر، اتجاه إلى الاستقرار أم انحدار؟ بقلم روبير مانتران: صفحة 343
    90.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 271-285
    91.^ Pouqueville, François Charles H.L.: Travels through the Morea, Albania, and several other parts of the Ottoman Empire, page 113-114, published 1806
    92.^ E. van Donzel, Islamic Desk Reference: Compiled from the Encyclopaedia of Islam, Brill Academic Publishers, p 219
    93.^ Akın Alıcı, Hayata Yön Veren Sözler, 2004
    94.^ Norman Itzkowitz, Ottoman Empire and Islamic Tradition p.77–81.
    95.^ Norman Itzkowitz, Ottoman Empire and Islamic Tradition p.80–81.
    96.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 304 ISBN 9953-18-084-9
    97.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح خ د قصة الإسلام: العثمانيون في القرن الثاني عشر الهجري، تاريخ التحرير: الثلاثاء، 06 نيسان/أبريل 2010
    98.^ Norman Itzkowitz, Ottoman Empire and Islamic Tradition p.83–84.
    99.^ Stone, Norman "Turkey in the Russian Mirror" pages 86-100 from Russia War, Peace and Diplomacy edited by Mark & Ljubica Erickson, Weidenfeld & Nicolson: London, 2004 page 97
    100.^ أ.د. محمد سهيل طref>Akın Alıcı, Hayata Yön Veren Sözler, 2004قّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:09 pm

    الخلافة: صفحة 258 ISBN 978-9953-18-443-2
    101.^ Davison: Reform in the Ottoman Empire: p21
    102.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 320-326 ISBN 9953-18-084-9
    103.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 383 ISBN 9953-18-084-9
    104.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب المصور في التاريخ، الجزء السابع. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، لبنان والأحداث المجاورة، صفحة 104-122
    105.^ Sicker, Martin (2001), The Islamic world in decline: from the Treaty of Karlowitz to the disintegration of the Ottoman Empire, pp. 83-85. Greenwood Publishing Group, ISBN 0-275-96891-X
    106.^ Sayyid-Marsot, Afaf Lutfi (2007), A history of Egypt: from the Arab conquest to the present, pp. 57-59. مطبعة جامعة كامبريدج, ISBN 0-521-70076-0
    107.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب Amira K. Bennison, "Muslim Universalism and Western Globalization," in Globalization in World History, ed. A.G. Hopkins, p. 89.
    108.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح خ قصة الإسلام: العثمانيون في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، تاريخ التحرير: الثلاثاء، 06 نيسان/أبريل 2010
    109.^ Goodwin, Jason: "Lords of the Horizons", Chapter 24: The Auspicious Event, 1998
    110.^ Davis، Claire (1970). The Palace of Topkapi in Istanbul. New York: Charles Scribner's Sons. صفحات 213–217. ASIN B000NP64Z2.
    111.^ Davis، Claire (1970). The Palace of Topkapi in Istanbul. New York: Charles Scribner's Sons. صفحات 214–217. ASIN B000NP64Z2.
    112.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 404-409 ISBN 9953-18-084-9
    113.^ "Liberation, Independence and Union". Njegos.org. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2010.
    114.^ Berend, Tibor Iván, History derailed: Central and Eastern Europe in the long nineteenth century, (دار نشر جامعة كاليفورنيا Ltd, 2003), 127.
    115.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 410 ISBN 9953-18-084-9
    116.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب المصور في التاريخ، الجزء السابع. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، محمد علي والي مصر، صفحة 155
    117.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 327-334 ISBN 978-9953-18-443-2
    118.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 430-447 ISBN 9953-18-084-9
    119.^ Alistair Horne، (2006). A Savage War of Peace: Algeria 1954–1962 (New York Review Books Classics). 1755 Broadway, New York, NY 10019: NYRB Classics. صفحات 29–30. ISBN 978-1-59017-218-6.
    120.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح خ د المصور في التاريخ، الجزء السابع. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، الحملة المصرية، صفحة 153-170
    121.^ Laffin, John, Brassey's Dictionary of Battles, (Barnes & Noble Inc., 1995),.227
    122.^ Grant, R.G., Battle: A Visual Journey through 5,000 years of combat, (DK Publishing Inc., 2005), 263.
    123.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 363 ISBN 978-9953-18-443-2
    124.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح قصة الإسلام: الدولة العثمانية في مرضها الأخير، تاريخ التحرير: الثلاثاء، 06 نيسان/أبريل 2010
    125.^ الشناوي: الجزء الأول، صفحة 222-223
    126.^ BAŞ,Ersan:Çeşme, Navarin, Sinop Baskınları ve Sonuçları Türk Deniz Harp Tarihinde İz Bırakan Gemiler, Olaylar ve Şahıslar Sayı: 8, Piri Reis Araştırma Merkezi Yayını, Deniz Basımevi, 2007, İstanbul, ISBN 975-409-452-7
    127.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 378 ISBN 978-9953-18-443-2
    128.^ المصور في التاريخ، الجزء السابع. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، عهد القائممقاميتين، صفحة 187-192
    129.^ Joseph، J (2000). The modern Assyrians of the Middle East: encounters with Western Christian missions, archaeologists, and colonial powers. BRILL. صفحة 82. ISBN 978-9004116412.
    130.^ عبد الرؤوف سنّو: العلاقات الروسية العثمانية: مجلة تاريخ العرب والعالم، العددان 77-78، آذار-نيسان 1985م، صفحة: 26
    131.^ نوّار ونعنعي: التاريخ المعاصر، أوروبا من الثورة الفرنسية حتى الحرب العالمية الثانية، صفحة 232
    132.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 396-397
    133.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح المصور في التاريخ، الجزء السابع. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، أحداث حركة 1860، صفحة 198-200
    134.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 529 ISBN 9953-18-084-9
    135.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب Stone, Norman "Turkey in the Russian Mirror" pages 86-100 from Russia War, Peace and Diplomacy edited by Mark & Ljubica Erickson, Weidenfeld & Nicolson: London, 2004 page 95.
    136.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 576 ISBN 9953-18-084-9
    137.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 423-424
    138.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح قصة الإسلام: عهد الخليفة عبد الحميد الثاني، تاريخ التحرير: الثلاثاء، 06 نيسان/أبريل 2010[هل المصدر موثوق؟]
    139.^ تاريخ الدولة العثمانية، بإشراف روبير مانتران: الجزء الثاني، الفصل الثاني عشر، فترة التنظيمات، بقلم پول دومون: صفحة 151
    140.^ Albertini، Luigi (1952). The Origins of the War of 1914, Volume I. Oxford University Press. صفحة 20.
    141.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 446-450
    142.^ مصطفى كامل: صفحة 301-320، حرب: السلطان عبد الحميد: صفحة 106، فرانسوا جورجو: النزاع الأخير، مقال في كتاب تاريخ الدولة العثمانية، بإشراف روبير مانتران: الجزء الثاني، صفحة 217
    143.^ de Courtois، S (2004). The forgotten genocide: eastern Christians, the last Arameans. Gorgias Press LLC. صفحة 99. ISBN 978-1593330774.
    144.^ Hovannisian. "The Armenian Question", p. 217.
    145.^ Akcam, Taner. A Shameful Act: The Armenian Genocide and the Question of Turkish Responsibility. New York: Metropolitan Books, 2006, p. 42. ISBN 0-8050-7932-7.
    146.^ Andrieu، C؛ Sémelin، J؛ Gensburger، S (2010). Resisting Genocide: The Multiple Forms of Rescue. Columbia University Press. صفحات 212–213. ISBN 9780231701723.
    147.^ حسّان حلاّق: موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية: صفحة 78-105
    148.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 715-718 ISBN 9953-18-084-9
    149.^ Greek and Turkish refugees and deportees 1912–1924. جامعة لايدن.[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 16 يوليو 2007 على موقع واي باك مشين.
    150.^ المصور في التاريخ، الجزء الثامن. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، الحركات التحررية العربية قُبيل الحرب. صفحة 36
    151.^ أعظم أحداث العالم، إعداد موريس شربل، دار المناهل، صفحة 163
    152.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح خ د أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 543-549 ISBN 978-9953-18-443-2
    153.^ 'Castles' p.22-23
    154.^ 'Castles' p. 48–49
    155.^ The Encyclopaedia Britannica, Vol.7, Edited by Hugh Chisholm, (1911), 3; "Constantinople, the capital of the Turkish Empire..".
    156.^ Encyclopædia Britannica. "Encyclopædia Britannica: Armenian massacres (Turkish-Armenian history)". Britannica.com. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2010.
    157.^ Balakian, Peter. The Burning Tigris: The Armenian Genocide and America's Response. New York: Perennial, 2003. ISBN 0-06-019840-0
    158.^ كريستوفر ووكر [لغات أخرى]. "World War I and the Armenian Genocide" in The Armenian People From Ancient to Modern Times, Volume II, pp. 239–273.
    159.^ Akcam. A Shameful Act, pp. 109–204.
    160.^ المصور في التاريخ، الجزء الثامن. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، الحرب في سنة 1916، صفحة 20-21
    161.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 550-552 ISBN 978-9953-18-443-2
    162.^ Mustafa Kemal Pasha's speech on his arrival in Ankara in November 1919
    163.^ League of Nations Treaty Series, vol. 28, pp. 12-113.
    164.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 718 ISBN 9953-18-084-9
    165.^ إسلام أونلاين: أحمد شوقي.. أمير الشعراء، تاريخ التحرير: الأحد. يونيو. 17، 2007 نسخة محفوظة 20 فبراير 2011 على موقع واي باك مشين.
    166.^ المصور في التاريخ، الجزء العاشر. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، تفكك الإمبراطورية العثمانية وقيام الجمهورية التركية، صفحة 191
    167.^ Bilefsky, Dan. "Weary of Modern Fictions, Turks Glory in Splendor of Ottoman Past," New York Times. December 5, 2009.
    168.^ "Political Obituaries: Ertugrul Osman". The Daily Telegraph. 2009-09-27. اطلع عليه بتاريخ 26 أكتوبر 2009.
    169.^ "'Last Ottoman' dies in Istanbul". BBC. 2009-09-24. تمت أرشفته من الأصل في 20 يوليو 2018. اطلع عليه بتاريخ 24 سبتمبر 2009.
    170.^ "Atatürk hayatımızı kurtardı (in Turkish)". Vatan. 2009-10-03. اطلع عليه بتاريخ 26 أكتوبر 2009.
    171.^ "Son Osmanli vefat etti! (English: Last Ottoman died!)" (باللغة التركية). September 24, 2009. اطلع عليه بتاريخ 19 فبراير 2010.
    172.^ Halil İnalcık, Studies in the economic history of the Middle East : from the rise of Islam to the present day / edited by M. A. Cook. London University Press, Oxford U.P. 1970, p. 209 ISBN 0-19-713561-7
    173.^ ابن اياس. بدائع الزهور في وقائع الدهور. القاهرة 1984 (ج4/ص384)
    174.^ Halil İnalcık, Studies in the economic history of the Middle East : from the rise of Islam to the present day / edited by M. A. Cook. London University Press, Oxford U.P. 1970, p. 217 ISBN 0-19-713561-7
    175.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب Antony Black (2001), "The state of the House of Osman (devlet-ı al-ı Osman)" in The History of Islamic Political Thought: From the Prophet to the Present, p. 199
    176.^ Halil İnalcık, Donald Quataert (1971), An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300–1914, p. 120
    177.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت المصور في التاريخ، الجزء الثامن. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 44-45
    178.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح مجلة حراء: مراكز النشاط الاقتصادي في الدولة العثمانية، بقلم د. ناظم إينتبه، ترجمة عن نص أورخان محمد علي نسخة محفوظة 16 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
    179.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت المصور في التاريخ، الجزء السابع، الصناعة تبلغ مستوى عالميّا، صفحة: 68-69
    180.^ Norman Itzkowitz, Ottoman Empire and Islamic Tradition p.38.
    181.^ Antony Black, ibid, page 197
    182.^ نوّار، عبد العزيز سليمان: الشعوب الإسلامية: صفحة 153
    183.^ Donald Quataert, 2
    184.^ "طغراء سليمان القانوني". المتحف البريطاني. 2010-05-14. 1949,0409,0.86. اطلع عليه بتاريخ 05 يونيو 2010.
    185.^ İlhan Akşit. The Mystery of the Ottoman Harem. Akşit Kültür Turizm Yayınları. ISBN 975-7039-26-8
    186.^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 709 ISBN 9953-18-084-9
    187.^ أوزگان، كركود. "تاريخ العثمانيين". TheOttomans.org. تمت أرشفته من الأصل في 2008-01-11. اطلع عليه بتاريخ 06 فبراير 2009.
    188.^ إسلام أونلاين: محمد الرابع.. آخر الفاتحين: محمد الرابع يباشر سلطاته (فترة آل كوبريللي) تاريخ التحرير: السبت. يناير. 1، 2000 نسخة محفوظة 21 فبراير 2011 على موقع واي باك مشين.
    189.^ ألماظ أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية – مؤسسة فيصل للتمويل – إستانبول – 1988م.
    190.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 157
    191.^ عهد المتصرفين في لبنان، لحد خاطر، صفحة: 11-12
    192.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 493-519 ISBN 978-9953-18-443-2
    193.^ نوري، عثمان: عبد المجيد ودور سلطنتي، حيات خصوصية وسياسة سي، الآستانة، 1909م: الجزء الأول، صفحة 35
    194.^ عبد العزيز محمد الشناوي: الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة – 1984م. الجزء الرابع، صفحة 1722
    195.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 590-591 ISBN 9953-18-084-9
    196.^ عبد العزيز محمد الشناوي: الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة – 1984م، الجزء الرابع، صفحة: 1764-1766
    197.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 150
    198.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 248-249 ISBN 978-9953-18-443-2
    199.^ {{مرجع كتاب|الأخير=Hourani|الأول=Albert Habib|العنوان=A History of the Arab Peoples|المكان=[[كامبريدج (ماساتشوستس).*]|الناشر=Belknap Press of Harvard University Press|السنة=1991|ref=CITEREFHourani1991}}
    200.^ تاريخ جودت: أصول التشريفات في عهد الشهابيين، صفحة: 349
    201.^ George Walter Gawrych (2006). The Crescent and the Eagle: Ottoman Rule, Islam and the Albanians, 1874-1913. I.B.Tauris. صفحة p.95. ISBN 1845112873.
    202.^ Findley. Vaughn Carter: Ottoman Civil Officialdom: pp.132, 133
    203.^ الدولة العثمانية المجهولة، أحمد آق كوندز، وقف البحوث العثمانية، 2008، ص 629.
    204.^ "مسيرة التعليم في تركيا". موقع ترك بريس التركي. اطلع عليه بتاريخ 21 نوفمبر 2017.
    205.^ "جامعة إسطنبول الجسر الواصل بين الماضي والحاضر". موقع ترك بريس التركي. اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
    206.^ "التطور العلمي في الدولة العثمانية". موقع ترك بريس التركي. اطلع عليه بتاريخ 21 نوفمبر 2017.
    207.^ "إنجازات حضارية للعثمانيين". موقع سيريا نيوز. اطلع عليه بتاريخ 21 نوفمبر 2017.
    208.^ "ست من أشهر الكليات العثمانية في إسطنبول". موقع ترك بريس. اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2017.
    209.^ "جامعة إسطنبول أقدم الجامعات التركية". موقع تركيا بوست التركي. اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
    210.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 521 ISBN 978-9953-18-443-2
    211.^ Joel S. Migdal (2004). Boundaries and Belonging: States and Societies in the Struggle to Shape Identities and Local Practices. Cambridge University Press. صفحة p.46. ISBN 0521835666.
    212.^ محمد حرب: العثمانيون في التاريخ والحضارة، دار القلم، دمشق، ط1، 1989م، صفحة 104
    213.^ عبد العزيز محمد الشناوي: الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة – 1984م، الجزء الثالث، صفحة: 1161
    214.^ إسمع يا رضا، د. أنيس فريحة، 1957، "وتغيرت الدنيا": صفحة 198-200
    215.^ "Supply of Slaves". Coursesa.matrix.msu.edu. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2010.
    216.^ Ottomans against Italians and Portuguese about (white slavery). نسخة محفوظة 13 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
    217.^ "Islam and slavery: Sexual slavery". Bbc.co.uk. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2010.
    218.^ Thomas M. Prymak, "Roxolana: Wife of Suleiman the Magnificent," Nashe zhyttia/Our Life, LII, 10 (New York, 1995), 15–20. A nicely illustrated popular-style article in English with a bibliography
    219.^ المصور في التاريخ، الجزء السابع. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، أحمد باشا الجزار، صفحة 114
    220.^ موقع الإسلام سؤال وجواب: حكم "الخِصاء"[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 10 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين.
    221.^ الرق ماضيه وحاضره - تأليف عبد السلام الترمانيني - إصدارات عالم المعرفة
    222.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب محمد جميل بيهم: فلسفة التاريخ العثماني، بيروت، 1954م، الجزء الثاني، صفحة 58
    223.^ مذكرات الأميرة عائشة عثمان أوغلي: تعريب صالح سعداوي صالح، دار البشير، عمّان، ط1، 1991م، صفحة 165-166
    224.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 151-152
    225.^ Von Gabriel Piterberg, An Ottoman Tragedy: History and Historiography at Play, pp.98–103, Books.Google.de نسخة محفوظة 19 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
    226.^ Von Helen Gardner, Horst De la Croix, Richard G. Tansey, Gardner's Art Through the Ages, p. 263, ISBN 0-15-503758-7,Books.google.de نسخة محفوظة 19 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
    227.^ "Eli Shah. The Ottoman Artistic Legacy". Mfa.gov.il. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2010.
    228.^ Gibb, E.J.W. Ottoman Literature: The Poets and Poetry of Turkey. ISBN 0-89875-906-4
    229.^ Tanpınar, Ahmet Hamdi. 19'uncu Asır Türk Edebiyatı Tarihi. İstanbul: Çağlayan Kitabevi, 1988
    230.^ Ersin Alok, "Karagöz-Hacivat: The Turkish Shadow Play", Skylife - Şubat (Turkish Airlines inflight magazine), February 1996, p. 66–69.
    231.^ Bert Fragner, "From the Caucasus to the Roof of the World: a culinary adventure", in Sami Zubaida and Richard Tapper, A Taste of Thyme: Culinary Cultures of the Middle East, London and New York, p. 52
    232.^ Behar, Cem, ed. 1996. Osmanlı Đmparatorluğu'nun ve Türkiye'nin nüfusu, 1500-1927. Ankara: T.C. Basbakanlık Devlet Đstatistik Enstitüsü
    233.^ M. Kabadayı, Inventory for the Ottoman Empire / Turkish Republic 1500–2000
    234.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث Persian historiography and geography, Bertold Spuler,M. Ismail Marcinkowski, page 69, 2003
    235.^ دنيا الرأي: كلمات تركية الأصل دخيلة في العربية بقلم: بروفيسور حسيب شحادة، تاريخ النشر: 2010-10-19 نسخة محفوظة 19 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
    236.^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 80-83 ISBN 978-9953-18-443-2
    237.^ "The Divinely-Protected, Well-Flourishing Domain: The Establishment of the Ottoman System in the Balkan Peninsula", Sean Krummerich, Loyola University New Orleans, The Student Historical Journal, volume 30 (1998–99
    238.^ Turkish Toleration, The American Forum for Global Education[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 04 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
    239.^ المصور في التاريخ، الجزء الثامن. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 31
    240.^ Daniela Kalkandjieva, “The Restoration of the Patriarchal Dignity of the Bulgarian Orthodox Church,” Bulgarian Historical Review, Sofia, vol. 4, (1994): 101-105.
    241.^ الدرر السنيّة: اليهود والدولة العثمانية[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 10 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
    242.^ إيلاف: اليهود والدولة العثمانية، بقلم محمد سعيد العشماوي.[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 18 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
    243.^ "Mecelle" in Oxford Islamic Studies Online
    244.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 34-38 ISBN 978-9953-18-443-2
    245.↑ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 158-159
    246.^ Norman Itzkowitz, Ottoman Empire and Islamic Tradition p.96.
    247.^ Shaw. II p29> Lewis, Bernard: The Emergence of Modern Turkey: pp 79, 80
    248.^ مصطفى طوران: أسرار الانقلاب العثماني، ترجمة كمال خوجة، مطابع المختار الإسلامي، القاهرة، صفحة 190
    249.^ Ellesmerereportstandard.co.uk, The standard - Petition created for submarine name
    250.^ بداية دخول الطيران العسكري إلى الدولة العثمانية نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.

    معلومات[عدل]


    1.^ لما سقطت دولة السلاجقة العظام، تجزأت أملاكهم في الأناضول إلى عشر إمارات صغيرة، وهي: قره سي وصاروخان وآيدين وتكة والحميد والقرمان وكرميان وقسطموني ومنتشا وقونية، وفي عهد أرطغرل أضيفت إليها الإمارة العثمانية التي قُدّر لها أن تضم جميع تلك الإمارات وتوحدها في دولة واحدة بعد سنوات عديدة.
    2.^ لفظ "خان" لفظ تركي مغولي قديم معناه "السيّد" تلقب به عدد من الحكّام العظام أمثال جنكيز خان وقوبلاي خان وغيرهم، ولا يزال هذا اللفظ هو لفظ التشريف الوحيد لكل مواطن في أفغانستان ويتمتع به بقايا من الناس في الهند وباكستان، بعد أن وصلهم أيام الحكم المغولي لشبه القارة الهندية.
    3.^ تحالف مراد الأول مع أمير كرميان الذي زوّج ابنته للأمير بايزيد بن مراد، وكانت مدينة كوتاهية مهرًا لهما، كما تنازل له عن بعض المدن، منها إزمير، واجبر مراد الأول أمير الحميد على التنازل له عن بلاده لقاء ثمن، وضمّها إلى الأملاك العثمانية، وهاجم السلطان العثماني إمارة تكة وضمّ قسمًا من أراضيها.
    4.^ تعتبر واقعة نقل بايزيد الأول إلى سمرقند من أكثر الأحداث جدلاً في تلك الفترة. إذ أن مؤرخي ذلك العصر قالوا بأن تيمورلنك سجن بايزيد في قفص من حديد، وقال آخرون لاحقًا أن ذلك لم يكن قفصًا وإنما عربة ذات نوافذ بقضبان حديدية. ويقول مؤرخون معاصرون أن تيمورلنك عامل بايزيد بكل إجلال واحترام، وأمر بفك أغلاله وأجلسه إلى جانبه، وأكدّ له أنه سيبقي على حياته، فأصدر تعليماته بأن تُنصب ثلاث خيام فخمة لحاشيته، لكن عندما حاول بايزيد الهرب احتجز في غرفة ذات نوافذ مسدودة بالحواجز.
    5.^ كان الإمبراطور البيزنطي واقعيًا عندما أقنعته المحنة أن الأخوّة والتعاون الكاثوليكي - الأرثوذكسي هو أحد الوسائل الأساسية لإنقاذ العاصمة من خاتمة مروعة، وأدرك أن الأسوار والسلسلة الحديدية الغليظة التي أغلقت مدخل القرن الذهبي، وعزيمة الرجال وحملة إنقاذ من أوروبا الغربية؛ هي التي يمكنها أن تدفع العثمانيين بعيدًا عن أسوار القسطنطينية، لذلك طلب النجدة من أوروبا على وجه السرعة، لكن الرد الأوروبي جاء متفاوتًا لصالح كل دولة. وأبدى البابا نيقولا الخامس استعداده للمساعدة شرط اتحاد الكنيستين الشرقية والغربية، ووافق قسطنطين على هذا المشروع على الرغم من جذور العداوة التاريخية بين الأرثوذكس والكاثوليك، وتنص بعض المصادر أن قسطنطين توسل إلى البابا وقبّل قدميه حتى وافق، وجرت مراسم دينية في كنيسة آيا صوفيا وفق المذهب الكاثوليكي، وتولّى إدارة المراسم الكاردينال "إيزيدور" الذي أرسله البابا لتنفيذ إجراءات الاتحاد. ويبدو أن الشعب البيزنطي اشمأز من ذلك، إذ قال رئيس الوزراء البيزنطي جملته التاريخية: «"إنني أفضّل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية"».
    6.^ يؤمن المسلمون أن محمد الفاتح هو صاحب البشارة والنبؤة التي قال بها النبي محمد:لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ، كما أن هناك نبؤة أخرى يؤمن بها المسلمون هي تلك التي تتحدث عن فتح "روميّة"، أي روما، إذ قال محمد عندما سُئل: "أي المدينتين تفتح أولاً: أقسطنطينية أو رومية؟"، أن "مدينة هرقل تفتح أولاً"، أي القسطنطينية. ويبدو أن محمد الفاتح طمح ليحقق النبؤة الثانية كذلك الأمر، حتى يُقال إنه أقسم بأن يربط حصانه في الكنيسة القسطنطينية، حيث تقع اليوم كاتدرائية القديس بطرس.
    7.^ كان لهذه الحملة أسباب عديدة منها الصراع على الحدود بين الدولتين وموقف المماليك من الصفويين وإيوائهم لأمراء عثمانيين فارين من السلطنة العثمانية واستغاثة أهل الشام بالعثمانيين من ظلم المماليك حيث كتبوا رسالة باسم العلماء والفقهاء والقضاة يطلبون من سليم الأول تخليصهم من ظلم المماليك الذي طال المال والنساء والعيال، كما عطلوا تطبيق الشريعة الإسلامية في حكم البلاد، وطلبوا أن يرسل السلطان وزير ثقة ليلتقي بكبار الرجالات ليؤمن ويطمئن قلوب الشعب. ومهما يكن من أمر، فقد كانت هناك أسباب للنزاع بين سليم والمماليك أعمق من هذا بكثير. ذلك أن السلطان سليم كان يطمع على ما يظهر في توحيد جميع البلدان السنيّة تحت تاجه، وانتزاع المدينتين المقدستين، مكة والمدينة المنورة، من أيدي المماليك. وقد خشي المماليك سياسة سليم التوسعيّة هذه، فعقدوا تحالفًا مع الشاه إسماعيل الصفوي
    8.^ في تلك الفترة كانت بلاد المجر منقسمة نتيجة بروز مرشحين لتولي عرش الإمبراطورية الرومانية المقدسة بعد وفاة الإمبراطور ماكسيمليان الأول، وهما كارلوس الخامس ملك إسبانيا، وفرانسوا الأول ملك فرنسا، فانحاز الأخير إلى السلطان طالبًا منه المساعدة على تنحية كارلوس، كذلك كان البابا منشغلاً بمحاربة الراهب الألماني "مارتن لوثر" مؤسس مذهب البروتستانت، وكان السكان المجريون يعيشون في بؤس شديد، حتى أن كثيرًا منهم كانوا ينتظرون قدوم العثمانيين ويعدونهم منقذين، وشاركوا لوثر في نظرته القائلة بأن: «انتصارات الأتراك إنما هي عقاب عادل لما اقترفه الرومان من فساد وظلم اجتماعي».
    9.^ تولّى هذا الملك الحكم سنة 1697م، ولصغر سنه تألّب ضده ملك الدانمارك وملك بولندا وقيصر روسيا، فحارب الدانمارك أولاً وانتصر عليها، ثم حارب روسيا فقهرها، ثم سار إلى بولندا وانتصر عليها وعزل ملكها وأقام مكانه أحد محالفيه. وفي سنة 1709م قصد مدينة موسكو، فانتصر عليه القيصر بطرس الأكبر في واقعة پولتاڤا، واحتمى هو في الدولة العثمانية حيث حل ضيفًا عند السلطان أحمد الثالث في قصر الباب العالي طيلة 5 سنوات، وخرج بعدها من تركيا قهرًا بعد أن قاوم مقاومة شديدة.
    10.^ الوهابيون قوم من العرب اتبعوا طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي التجأ إلى آل سعود في الدرعية من بلاد نجد، وقد درس المذهب الحنبلي وسافر إلى أصفهان ولاذ بعلمائها وأخذ عنهم حتى اتسعت معلوماته في فروع الشريعة وخصوصًا في تفسير القرآن، ولمّا عاد إلى بلاده أنشأ مذهبًا مستقلاً لتلاميذه فاتبعوه ودخل فيه الناس بكثرة، وشاع أمره في نجد والإحساء والقطيف وعمان وبعض أنحاء اليمن. ولم يزل أمرهم شائعًا ومذهبهم متزايدًا حتى قضى عليهم إبراهيم باشا بن محمد علي والي مصر، بأمر من السلطان محمود الثاني.
    11.^ كان محمد علي باشا يطمح من كل المساعدات التي قدمها للسلطان العثماني، أن يمنحه الأخير ولاية من الولايات الكبرى، ولكن السلطان اكتفى بأن أقطع محمد علي جزيرة كريت، تقديرًا لخدماته. ولمّا اطمأن محمد علي إلى قوته، وأدرك أن الدولة العثمانية تجتاز مرحلة صعبة من الضعف والعجز، قرر أن يجتاح الشام بالقوة، فوطد علاقته بأمير لبنان بشير الثاني الشهابي، واستعان به لتحقيق مآربه، وافتعل خلافًا بينه وبين عبد الله باشا والي عكا، حيث طالبه بإعادة مبلغ من المال كان قد قدمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في الزراعة، ولما ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة لاحتلال بلاد الشام.
    12.^ كانت فرنسا تؤيد محمد علي باشا وتدعمه، وكان في جيشه عدد من القادة الفرنسيين، وكانت تميل إلى إقراره على بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وهي تتطلع إلى فرض نوع من الحماية على مصر بهدف التمكين لنفسها في الجزائر الخاضعة لاستعمارها. وجاهرت بريطانيا بعدائها لمصر، وأعلنت وجهة نظرها بوجوب المحافظة على كيان السلطنة العثمانية، ونظرت بقلق إلى قوة محمد علي المتنامية في مصر والشام، وهي المناطق التي تمر فيها طريق الهند، كما كانت ترتاب من مخططاته في البحر الأحمر والخليج العربي، وشاركت روسيا وبروسيا والنمسا خوف بريطانيا، واتفقت على منع محمد علي، القوي، من أن يحل محل الدولة العثمانية، الضعيفة، في الشرق العربي.
    13.^ قاوم السلطان عبد الحميد الثاني فكرة اليهود الهادفة إلى إقامة دولة لهم في فلسطين بما أوتي له من قوة، فرفض في عام 1876م عروض "حاييم گوديلا" لشراء مساحات من الأراضي في فلسطين، لإسكان المهاجرين اليهود فيها، وقد لجأ اليهود إلى سفراء الدول الأوروبية وروسيا والولايات المتحدة في الآستانة لإقناع السلطان بالسماح لهم بالهجرة. ونتيجة لازدياد شعور السلطان بالتحرك اليهودي، أبلغ المبعوث اليهودي "أوليڤانت" أن باستطاعة اليهود العيش بسلام في أية بقعة من أراضي الدولة العثمانية إلا فلسطين، وأن الدولة تُرحب بالمضطهدين، ولكنها لا تُرحب بإقامة دولة دينية يهودية في البلد المذكور. وقد حاول بعض اليهود تحدي قرار الباب العالي بالنزول في يافا، فتصدت لهم السلطات العثمانية ومنعت دخولهم، وبخاصة الروس منهم، إلى مدينة القدس. لكن السلطان عاد وسمح لليهود بسكن القدس لمدة شهر واحد فقط أثناء حجهم إليها، تحت ضغط الدول الأوروبية، ثم عاد وجعل هذه الفترة 3 أشهر. وقد سافر ثيودور هرتزل إلى الآستانة وحاول الاجتماع بالسلطان، لكن الأخير رفض مقابلته، وحين تمكن هرتزل من الاجتماع به أخيرًا عرض عليه خمسين مليونًا من الجنيهات الذهب لخزانة الدولة، وخمسة ملايين من الجنيهات الذهب لخزانة السلطان الخاصة، بالإضافة إلى مشاريع أخرى كثيرة لدعم الدولة العثمانية اقتصاديًا، مقابل تنازلها عن فلسطين، لكن السلطان رفض رفضًا قاطعًا.
    14.^ من أبرز القصص التي جرت في التاريخ العثماني وكانت مثالاً بارزًا على سلطة شيخ الإسلام، ما جرى في عهد السلطان سليم الأول، فقد قرر الأخير إرغام سكان القسطنطينية من غير المسلمين على اعتناق الإسلام بعد أن أثار بعضهم القلاقل في المدينة. وبلغ هذا الخبر شيخ الإسلام "زمبيلي علي مالي أفندي"، وكان من كبار علماء عصره فساءه ذلك جدًا، ذلك لأن إكراه غير المسلمين على اعتناق الإسلام يخالف تعاليم الإسلام، الذي يرفع شعار لا إكراه في الدين، فهدد السلطان سليم بإصدار فتوى بخلعه إن أصرّ على هذا الأمر، فأذعن له السلطان. كذلك عزل شيخ الإسلام كل من السلطانين عبد العزيز الأول ومراد الخامس، بحجة أن الأوّل كان مبذرًا، ولإصابة الثاني بالجنون.

    وصلات خارجية[عدل]

    مشاريع شقيقة في كومنز صور وملفات عن: الدولة العثمانية
    رايات العثمانيين على موقع وزارة الثقافة والسياحة التركية.
    قصة الخلافة العثمانية: (699هـ/1300م – 1342هـ/1924م )، موقع قصة الإسلام.
    الدولة العثمانية من قاموس أوكسفورد حول الإسلام.
    فلسطين أبّان الحكم العثماني فلسطين العثمانية.




    هذه مقالة مختارة وتعد من أجود مواد الموسوعة. انقر هنا للمزيد من المعلومات.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:11 pm

    قائمة سلاطين الدولة العثمانية[عدل]






    اذهب إلى التنقل

    اذهب إلى البحث




    سُلطان الدولة العُثمانيَّة


    ملكية سابقة

    سلطنة
    Osmanli-nisani.svg
    شعار الدولة العُثمانيَّة

    أول حاكم
    عُثمان خان الأوَّل
    (1281–1326م)
    عثمان غازی
    سلطان عثمان غازى
    (الفارس الباسل - الغازي)

    آخر حاكم
    مُحمَّد خان السادس
    محمد سادس
    سلطان مُحمَّد وحيد الدين
    (وحيد الدين)

    نظام الحكم
    جلالة السُلطان أمير المؤمنين الخليفة الأعظم[أ]

    مقر الحكم
    قصور إستانبول:

    قائمة˂






    التبعية
    وراثيَّة

    بداية السلالة
    قُرابة عام 1299م

    نهاية السلالة
    1 نوڤمبر 1922م

    سلاطين الدولة العُثمانيَّة هُم مجموعةُ من السلاطين التُرك المُسلمين السُنَّة من آل عُثمان حكموا إمبراطوريَّة مُترامية الأطراف امتدَّت أراضيها على ثلاث قارَّات، وقد جمعوا بين الخِلافة الإسلاميَّة والسلطنة بدايةً من عام 1517م، ودام مُلكُهم من عام 1299م إلى عام 1922م. امتدَّت دولتهم عندما بلغت أوج عظمتها وقوَّتها من المجر شمالًا إلى الحبشة جنوبًا (ما يُعرف بالصومال حاليًّا)، ومن المغرب الأوسط (الجزائر حاليًّا) غربًا إلى أذربيجان شرقًا (بعض أنحاء مُحافظة أذربيجان الشرقيَّة في إيران حاليًّا).

    كانت شؤون الدولة تُدار في البداية من مدينة بورصة (بروسة) بالأناضول، وفي عام 1366م نُقل مركز العاصمة منها إلى أدرنة في الروملّي ثُمَّ إلى القسطنطينيَّة (إسطنبول حاليًّا) عام 1453م، وذلك بعد أن تمكّن السُلطان مُحمَّد الثاني من فتحها وإسقاط إمبراطوريَّة الروم.[1]

    إنَّ دراسة السنوات الأولى من عُمر الدولة العُثمانيَّة والرجوع إلى أصلها الأوَّل هو من الأمور الجدليَّة التي يخوض فيها الباحثون والمؤرخون، وذلك بسبب اختلاط الأحداث الواقعيَّة بالأساطير والروايات المنقولة عبر الأجيال؛ لكن عمومًا، يتَّفق أغلب الباحثين أنَّ الدولة العُثمانيَّة ظهرت ككيان سياسي فعليّ قُرابة عام 1299م، وأنَّها كانت في بداية عهدها إمارة تابعة للسلطنة السلجوقيَّة الروميَّة ثُمَّ استقلَّت عنها بعد انهيار تلك الأخيرة وتفتتها، وأنَّ أوَّل زُعمائها كان عُثمان بن أرطغرل من قبيلة قايي التُركيَّة الغُزيَّة.[2] وبهذا فهو يُعتبر مؤسس هذه السُلالة الملكيَّة، وهي تُنسب إليه.

    دامت سُلالة عُثمان ستَّة قرونٍ ميلاديَّة وكسور، وبلغ عدد سلاطينها 36 سُلطانًا. زالت الدولة العُثمانيَّة ككيانٍ سياسي وإمبراطوريَّة عالميَّة بعد أن انهزمت في الحرب العالميَّة الأولى إلى جانب حُلفائها من دول المحور. وبعد هزيمتها قُسِّمت أراضيها بين دول الحُلفاء المُنتصرة، وقد أدّى ذلك، إلى جانب حرب الاستقلال التُركيَّة، إلى ولادة الجمهوريَّة التُركيَّة ودول الشرق الأوسط المُعاصرة.[3]


    محتويات [أخف]
    1 نظام الدولة
    2 قائمة السلاطين 2.1 اللقب التشريفي الكامل
    2.2 جدول السلاطين

    3 فترة النزاع على العرش 804هـ/ 1402م – 816هـ/ 1413م
    4 انظر أيضًا
    5 حواشٍ
    6 مصادر
    7 مراجع
    8 وصلات خارجيَّة

    نظام الدولة[عدل]

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الدولة العُثمانيَّة





    الرَّاية السُلطانيَّة العُثمانيَّة.
    كان نظامُ الحُكم في الدولة العُثمانيَّة نظامًا ملكيًّا مُطلقًا خلال القسم الأعظم من عهدها، وتحوَّل ليُصبح ملكيًّا دستوريًّا في السنوات الأخيرة من عُمر الدولة. كان السُلطان يقبع على قمَّة الهرم العُثماني ويجمع بين يديه عدَّة سُلطات: سياسيَّة، وعسكريَّة، وقضائيَّة، واجتماعيَّة، ودينيَّة، وكان يُلقّبُ بكثيرٍ من الألقاب التشريفيَّة.[أ] ووِفقًا للمُعتقد الإسلامي فإنَّ السُلطان بوصفه خليفة المُسلمين كان مسؤولًا أمام الله عن أعماله وصيانته للمُجتمع الإسلامي والنظر في شؤون المُسلمين والسهر عليها والحرص على تطبيق الشريعة الإسلاميَّة. وكان الواجب الشرعي يُحتّم على شيخ الإسلام، وهو صاحب أعلى منصب ديني في الدولة وكبير عُلمائها، أن يُفتي بخلع السُلطان إن تهاون في واجبه الشرعي وترتب على ذلك الإضرار بمصالح الناس ووقوع المفاسد، على أنَّ ذلك لم يُطبَّق على شكلٍ مثاليّ. كانت مُعظم الألقاب التشريفيَّة الدينيَّة التي يحملها السُلطان ألقابًا عربيَّة وفارسيَّة اقتبسها التُرك من الفُرس عندما جاوروهم في إيران، ومن العرب في العراق والشام ومصر، ومن تلك الألقاب: خليفةُ المُسلمين، أو الخليفة الأعظم، والخليفة على الأرض (بالفارسيَّة: خلیفه روی زمین)،[4] وظل الله على الأرض أو على الأرضين في بعض الأحيان (والمقصود بالأرضين أوروبا وآسيا). وكانت القوانين لا تمر ولا توضع موضع التنفيذ إلَّا بعد أن ينظر فيها السُلطان ويأمر بجعلها سارية المفعول، وكان الأمر السُلطاني يُعرف باسم "الفرمان". كما كان السُلطان هو القائد الأعلى للجيش، وحاكم الدولة الأوحد، وجميع الحُكَّام ما دونه، يُسألون عن أعمالهم أمامه.[5] أوَّل من اشتهر من أجداد العُثمانيين كان أرطغرل بن سُليمان، عامل سلاجقة الروم على إحدى إمارات الثغور الصغيرة المُطلَّة على بحر مرمرة، وقد تولّى إدارة شؤون هذه الإمارة بحزم ودراية من عام 1230م حتّى وفاته عام 1281م. خَلَف أرطغرل في قيادة الإمارة ابنه البكر عُثمان، وقد حاز ألقاب تشريفيَّة عديدة من السُلطان السلجوقي بسبب خدماته العديدة التي قدَّمها للسلطنة، وبعد أن قاتل الروم ردحًا طويلًا من الزمن وضمَّ الكثير مما بقي من مُمتلكاتهم في آسيا الصُغرى إلى حظيرة الدولة الإسلاميَّة، ولمَّا انهارت سلطنة سلاجقة الروم سارع عُثمان إلى إعلان استقلاله عنها، فعُرف مُنذ عام 1299م حتّى وفاته سنة 1324م "بسُلطان آل عُثمان"، أو "پاديشاه آل عُثمان".[6]





    الدولة العُثمانيَّة في أقصى حدودها سنة 1683م
    بعد فتح القسطنطينيَّة سنة 1453م، اعتبر السلاطين أنفسهم الورثة الشرعيين للإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، وإلى حدٍ أبعد، الإمبراطوريَّة الرومانيَّة الأصل، فاتخذوا لقب "قيصر الروم" لأنفسهم منذ ذلك الحين.[4][7][8] وبعد فتح مصر سنة 1517م، تنازل الخليفة العبَّاسي المُقيم بالقاهرة عن الخِلافة للسُلطان سليم الأوَّل، فتحوَّل السلاطين من حينها من مُجرَّد حُكَّام محليين إلى حُكَّام عالميين.[ب] كان تتويج السلاطين يتم باحتفالٍ في مسجد أبو أيّوب الأنصاري بالعاصمة، حيثُ يتقلَّدون سيف عُثمان الأوَّل ويُقسمون اليمين على السهر على تطبيق الشريعة الإسلاميَّة، وكان ذلك أقرب ما يكون إلى احتفالات التقليد الأوروبيَّة.[9] فإن قُلِّد السُلطان وكان ذو أولاد ضمن حق ولده البكر في العرش من بعده، وإلَّا أخيه أو أقرب أقاربه الأكبر سنًّا.[10]

    رُغم أنَّ سُلطة السلاطين كانت تبدو ثيوقراطيَّة ومُطلقة من حيثُ النظريَّة والمبدأ، غير أنَّها كانت مُقيَّدة في واقع الأمر. فالقرارات السياسيَّة البارزة والمُهمَّة كان لا بُدَّ من استشارة كبار أفراد الأُسرة الحاكمة قبل اتخاذها، بالإضافة لمُمثلي الهيئات البيروقراطيَّة والعسكريَّة، والزُعماء الروحيّون.[5] بدايةً من القرن السابع عشر، دخلت الدولة العُثمانيَّة في مرحلةٍ طويلةٍ من الركود، وخلالها تولّى عدد من السلاطين الضعاف غير القادرين على الإلمام بشؤون البلاد والعِباد، وانتهى حال الكثير منهم مقتولًا أو مخلوعًا عبر انقلاباتٍ قادتها فرق الإنكشاريَّة العسكريَّة. وخلال هذه الفترة أيضًا ازداد تحكّم نساء الحريم ببعض الجوانب السياسيَّة،[11] علمًا بأنَّه خلال العهود السابقة كان لنساء القصر، وبالأخص والدات السلاطين، دورًا بارزًا في إدارة دفَّة المُستجدَّات السياسيَّة وراء الكواليس، فحكمن السلطنة لفترةٍ من الزمن عُرفت باسم عهد "سلطنة الحريم".[12]

    يُمكنُ الاستدلال على ضعف وقوَّة السلاطين ومدى قدرتهم على الإمساك بزمام الأمور عبر فترة حُكمهم التي أمضوها في السُلطة، فالسُلطان سُليمان القانوني الذي بلغت الدولة في عهده أعلى درجات الكمال وأصبحت قوَّة سياسيَّة عالميَّة ضروريَّة لحفظ التوازن بين الأمم خلال القرن السادس عشر، حكم مُدَّة 46 سنة، وهي أطول فترة حكم في التاريخ العُثماني. أمَّا السُلطان مُراد الخامس الذي تولّى العرش أواخر القرن التاسع عشر في أحلك لحظات الدولة، لم يدم حكمه أكثر من 93 يومًا، ثُمَّ خُلع لإصابته بالجنون. تحوَّلت السلطنة من نظام الملكيَّة المُطلقة إلى الملكيَّة الدستوريَّة خِلال عهد خليفة مُراد الخامس، وهو عبد الحميد الثاني، الذي كان آخر سُلطانٍ مُطلق في الدولة، وأوَّلُ سُلطانٍ دستوريّ في الوقت ذاته.[13] بدايةً من عام 2009م، أصبح رأس سُلالة آل عُثمان وصاحب الأحقيَّة في العرش العُثماني هو بايزيد عُثمان، ابن حفيد السُلطان عبد المجيد الأوَّل.[14]

    قائمة السلاطين[عدل]





    رسمٌ جامع لسلاطين الدولة العُثمانيَّة حتى مُحمَّد الخامس.
    يُظهرُ الجدول في الأسفل قائمة السلاطين العُثمانيين كاملةً، بالإضافة إلى عبد المجيد الثاني، آخر خُلفاء المُسلمين، وذلك حسب الترتيب الزمني. الطغراء هي تخطيطٌ لاسم السُلطان باستخدام الحروف المُتشابكة، وكان لكُلِّ سُلطانٍ طغراء مُختلفة عن طغراء من سبقه من السلاطين، يستخدمها لختم الرسائل والفرمانات، وجميع الأوراق الرسميَّة، كما كانت تظهر على العملات المعدنيَّة، وهي ما يستند إليه المؤرخون والباحثون بالدرجة الأولى للتعرّف على السُلطان. يضم عمود "المُلاحظات" بضع معلوماتٍ عن والديّ السُلطان ومصيره الأخير، وبحال لم ينقضِ عهد سُلطانٍ ما بوفاةٍ طبيعيَّة، يُشارُ إلى ذلك بخطٍّ عريض. يُلاحظُ عند بعض السلاطين الأوائل وجود فجوة زمنيَّة بين بداية عهدهم وعهد من سبقهم، وذلك مرَّده أنَّ سلاطين تلك الحقبة كانوا يتَّبعون سياسة "البقاء للأصلح" حسب تعبير بعض المؤرخين، ففي بعض الأحيان كان إغراء السُلطة والمُلك يدبُّ في نفوس الإخوة الأمراء أجمعين فيتقالتون وينجذب إلى كُلِّ فريقٍ أنصاره، ويستمر القتال حتى انتصار أحدهم وإطاحته بإخوته، لذلك لم يكن الابن البكر هو السُلطان دائمًا بعد وفاة أبيه. وقد أدّى خوف بعض السلاطين من الانقلابات والتحرُّشات الأجنبيَّة إلى ارتكابهم أفعالًا مذمومة تتمثل في قتل إخوتهم أو سجنهم.[15]

    عام 1617م صدر قانون الخِلافة الذي نصَّ على أنَّ من يتولَّى العرش بعد السلطان يكون أكبر أفراد آل عُثمان سنًّا، ومنذ هذا الزمن يُلاحظ كيف أنَّ بعض السلاطين خلفهم أشقائهم أو أعمامهم عوض أبنائهم البكريين.[16] استمرَّ نظام الخِلافة هذا قائمًا حتى نهاية السلطنة، رُغم أنَّ بعض المُحاولات جرت خلال القرن التاسع عشر لاستبداله بنظام البكورة.[17]

    اللقب التشريفي الكامل[عدل]





    رسالة من السُلطان سُليمان القانوني إلى فرانسوا الأوَّل ملك فرنسا، ورد في ديباجتها لقبه التشريفي.
    كان اللقب التشريفي الكامل للسلاطين العُثمانيين خلال ذروة قوَّة ومجد الدولة أحد أطول الألقاب التشريفيَّة لأي سُلالةٍ حاكمة، وهو:
    أعلى حضرة أقدس همايون السُلطان خان المُعظَّم، پاديشاه،عاهل آل عُثمان،سُلطان السلاطين،بُرهان الخواقين،أميرُ المُؤمنين وخليفة رسول ربِّ العالمين،مُتوِّجُ المُلوكظِلُّ الله في الأرضين وسُلطانُ البحرين وخادمُ الحرمين الشريفينقيصر الرومأمينُ المدائن المُقدٍّسة الثلاث: مكَّة المُكرَّمة والمدينة المُنوَّرة والقُدس الشريف، وملك القصبات الثلاث: القسطنطينيَّة، وأدرنة، وبورصة، ومدائن دمشق الشريفة والقاهرة، وتمام أذربيجان، والمغرب، وبرقة، والقيروان، وحلب الشهباء، وعراق العرب والعجم، والبصرة، والأحساء، والرقَّة، والموصل، وديار بكر، وقيليقية، وولايات أرضروم، وسيواس، وأضنة، وقرمان الروم، ووان، والبلاد البربريَّة والحبشيَّة، وتونس، وطرابلس الغرب، والشام، وقبرص، ورودس، وكريت، وبلاد المورة، والبحرين الأبيض، والأسود وجميع سواحلهما، والأناضول، والروملّي، وبغداد، وكُردستان، واليونان، وتُركستان، والبلاد التتريَّة، والشركسيَّة، ومنطقتيّ قبرطة، والكرج، وسهوب القبچاق، وتمام مملكة التتر، وكيفة وتمام أطرافها، والبوسنة، ومدينة بلغراد الحصينة، وولاية الصرب، بِتمام قلاعها وبلادها، وتمام الأرناؤوط، وتمام الأفلاق والبُغدان، وتمام المُستملكات وحدودها، وممالك كثيرة أُخرى.[18]
    جدول السلاطين[عدل]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:12 pm

    جدول السلاطين[عدل]


    #

    السُلطان

    رسم

    بداية العهد

    نهاية العهد

    الطغراء

    مُلاحظات

    — عُروج الدولة العُثمانيَّة
    (26 شوَّال 698هـ – 19 ذو الحجَّة 804هـ / 27 يوليو 1299م - 20 يوليو 1402م)
    1 عُثمان الأوَّل
    غازى (الغازي)
    بك (أمير)
    قره (حرفيًّا الأسود، ويُقصد بها الشُجاع)
    أبو المُلوك، فخرُ الدين لوحة لعُثمان الأوَّل بريشة جون يونغ 698هـ / 1299م 726هـ / 1326م —
    [ت] ابن الأمير أرطغرل الغازي وحليمة خانُم؛
    يوم 26 شوَّال 698هـ، المُوافق فيه 27 يوليو 1299م، أعلن استقلاله عن سلطنة سلاجقة الروم.
    حكم حتّى مماته.[19]

    2 أورخان
    غازى (الغازي)
    بك (أمير)
    شُجاعُ الدين والدُنيا
    اختيارُ الدين رسم للسُلطان أورخان 726هـ / 1326م 763هـ / 1362م طغراء السُلطان أورخان ابن عُثمان الأوَّل ومال خاتون؛
    أنشأ فرقة الإنكشاريَّة.
    حكم حتّى مماته.[20]

    3 مُراد الأوَّل
    خداوندگار (مُراد الله)
    شهيد (الشهيد)
    الملكُ العادل
    غيَّاث الدُنيا والدين، أبو الفتح رسم لمُراد الأوَّل 763هـ / 1362م 19 جمادى الآخرة 791هـ/ 15 يونيو 1389م طغراء مُراد الأوَّل ابن السُلطان أورخان ونیلوفر خاتون؛
    أوَّل من حمل لقب سُلطان، حكم حتّى مماته؛
    قُتل أثناء تفقُّده ساحة معركة قوصوه يوم 19 جمادى الآخرة 791هـ، المُوافق فيه 15 يونيو 1389م.[21]

    4 بايزيد الأوَّل
    ییلدیرم (البرق)
    سُلطان إقليم الروم
    صاعقةُ الإسلام
    جلالُ الدين رسم للسُلطان بايزيد الأوَّل 19 جمادى الآخرة 791هـ/ 15 يونيو 1389م 19 ذو الحجَّة 804هـ/ 20 يوليو 1402م طغراء بايزيد الأوَّل ابن السُلطان مُراد الأوَّل وگلچیچك خاتون؛
    أسره تيمورلنك خلال معركة أنقرة؛
    توفي في الأسر يوم 13 شعبان 805هـ المُوافق فيه 8 مارس 1403م.[22]

    فترة النزاع على العرش (19 ذو الحجَّة 804هـ/ 20 يوليو 1402م – 5 ربيع الآخر 816هـ/ 5 يوليو 1413م)
    5 مُحمَّد الأوَّل
    چلبی (الأنيس، النبيل)
    كرشجى (الوتَّار)
    مُمهد الدولة والدين
    غيَّاثُ الدين رسم لمُحمَّد الأوَّل 5 ربيع الآخر 816هـ/ 5 يوليو 1413م 23 جمادى الأولى 824هـ/ 26 مايو 1421م طغراء مُحمَّد الأوَّل ابن السُلطان بايزيد الأوَّل ودولت خاتون؛
    حكم حتّى مماته.[23]

    6 مُراد الثاني
    كُجا سُلطان (السُلطان الكبير)
    غازى (الغازي)
    خيرُ المُلوك
    أبو الخيرات، سياجُ الإسلام والمُسلمين رسم للسُلطان مُراد الثاني 23 جمادى الآخرة 824هـ/ 25 يونيو 1421م 26 ربيع الأوَّل 848هـ/ 13 يوليو 1444م طغراء مُراد الثاني ابن مُحمَّد الأوَّل وآمنة خاتون؛[24]
    تنازل عن العرش بإرادته لصالح ولده مُحمَّد الثاني.[25]

    7 مُحمَّد الثاني
    فاتح (الفاتح)
    صاحب النبوءة
    صاحب البِشارة
    أبو الخيرات - أبو الفُتُوح رسم للسُلطان مُحمَّد الفاتح 1444م 1446م طغراء مُحمَّد الثاني ابن السُلطان مُراد الثاني وخديجة هُما خاتون؛[26]
    تنازل عن الحكم لأبيه بعد أن طلب منه العودة لتولّي السُلطة.[25]

    — مُراد الثاني
    كُجا سُلطان (السُلطان الكبير)
    غازى (الغازي)
    خيرُ المُلوك
    أبو الخيرات، سياجُ الإسلام والمُسلمين رسم للسُلطان مُراد الثاني 1446م 1 مُحرَّم 855هـ/ 3 فبراير 1451م طغراء مُراد الثاني فترة حكمه الثانية؛
    أُجبر على العودة إلى السلطنة بعد عصيان جنود الإنكشاريَّة؛[27]
    حكم حتّى مماته.[24]

    توَسُّع الدولة العُثمانيَّة
    (20 جمادى الأولى 857هـ/ 29 مايو 1453م – 10 رجب 1015هـ/ 11 نوفمبر 1606م)
    — مُحمَّد الثاني
    فاتح (الفاتح)
    صاحب النبوءة
    صاحب البِشارة
    أبو الخيرات - أبو الفُتُوح رسم للسُلطان مُحمَّد الفاتح 1 مُحرَّم 855هـ/ 3 فبراير 1451م 4 ربيع الأوَّل 886هـ/ 3 مايو 1481م طغراء مُحمَّد الثاني فترة حكمه الثانية؛
    فتح القسطنطينيَّة عام 857هـ المُوافق فيه 1453م،
    حكم حتّى مماته.[28]

    8 بايزيد الثاني
    وَلِى (الوَلِيّ)
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان بايزيد الثاني 20 ربيع الأوَّل 886هـ/ 19 مايو 1481م 8 صَفَر 918هـ/ 25 أبريل 1512م طغراء بايزيد الثاني ابن مُحمَّد الثاني ومُكرِّمة (ستّي مُكرِّمة) خاتون؛
    تنحّى عن العرش؛
    تُوفي بالقُرب من ديموتيقا يوم 10 ربيع الأوَّل 918هـ/ 26 مايو 1512م.[29]

    9 سليم الأوَّل
    ياووز (القاطع، شديد البأس)
    سُلطان البرّين وخاقان البحرين وكاسرُ الجيشين
    خادِمُ الحَرَمين الشِريفين رسم للسُلطان سليم الأوَّل 8 صَفَر 918هـ/ 25 أبريل 1512م 8 شوَّال 926هـ/ 21 سبتمبر 1520م طغراء سليم الأوَّل ابن بايزيد الثاني وگُلبهار خاتون؛
    أصبح خليفة المُسلمين بدايةً من عام 923هـ/ 1517م
    حكم حتّى مماته.[30]

    10 سُليمان الأوَّل
    مُحتَشِم (العظيم، الأعظم)
    قانونى (القانوني)
    شهيد (الشهيد) رسم للسُلطان سُليمان القانوني 17 شوَّال 926هـ/ 30 سبتمبر 1520م 20 أو 21 صَفَر 974هـ/6 أو 7 سبتمبر 1566م طغراء سُليمان القانوني ابن سليم الأوَّل وعائشة حفصة سُلطان؛
    بلغت الدولة في أيَّامه أعلى درجات الكمال والازدهار
    حكم حتّى مماته.[31]

    11 سليم الثاني
    سارى (الأصفر، الأشقر) رسم للسُلطان سليم الثاني 14 ربيع الأوَّل 974هـ/ 29 سبتمبر 1566م 7 رمضان 982هـ/ 21 ديسمبر 1574م طغراء سليم الثاني ابن سُليمان الأوَّل وخُرَّم (أو كريمة) سُلطان؛
    أوَّلُ سُلطان أهمل قيادة الجيش بنفسه
    حكم حتَّى مماته.[32]

    12 مُراد الثالث رسم للسُلطان مُراد الثالث 8 رمضان 982هـ/ 22 ديسمبر 1574م 5 جمادى الأولى 1003هـ/ 16 يناير 1595م طغراء مُراد الثالث ابن سليم الثاني وعفيفة نور بانو سُلطان؛
    حكم حتّى مماته.[33]

    13 مُحمَّد الثالث
    عدلى (العادل) رسم للسُلطان مُحمَّد الثالث 16 جمادى الأولى 1003هـ/ 27 يناير 1595م 16 أو 17 رجب 1012هـ/ 20 أو 21 ديسمبر 1603م طغراء مُحمَّد الثالث ابن مُراد الثالث وصفيَّة سُلطان؛
    خرج عن عادة أبيه وجدّه في ترك قيادة الجيوش للصدر الأعظم، وعاد لقيادتها بنفسه
    حكم حتَّى مماته؛[34]

    رُكود الدولة العُثمانيَّة
    (10 رجب 1015هـ/ 11 نوفمبر 1606م – 24 رجب 1110هـ/ 26 يناير 1699م)
    14 أحمد الأوَّل
    بختى (صاحب البخت، المحظوظ) رسم للسُلطان أحمد الأوَّل 17 رجب 1012هـ/ 21 ديسمبر 1603م 23 ذي القعدة 1026هـ/ 22 نوڤمبر 1617م طغراء أحمد الأوَّل ابن مُحمَّد الثالث وخاندان سُلطان؛
    حكم حتّى مماته.[35]

    15 مُصطفى الأوَّل
    دِلىِ (المُختل) رسم للسُلطان مُصطفى الأوَّل 23 ذي القعدة 1026هـ/ 22 نوڤمبر 1617م 1 ربيع الأوَّل 1027هـ/ 26 فبراير 1618م طغراء مُصطفى الأوَّل ابن مُحمَّد الثالث وفُلدان سُلطان؛
    عُزل عن العرش بسبب إصابته بعاهة عقليَّة ونُصب مكانة ابن أخيه الشاب عُثمان الثاني.[36]

    16 عُثمان الثاني
    گنچ (الفتى)
    شهيد (الشهيد)

    رسم للسُلطان عُثمان الثاني 21 ربيع الأوَّل 1027هـ/ 26 فبراير 1618م 8 رجب 1031هـ/ 19 مايو 1622م طغراء عُثمان الثاني ابن أحمد الأوَّل وماه فيروز خديجة سُلطان؛
    خُلع في ثورةٍ للإنكشاريَّة يوم 8 رجب 1031هـ/19 مايو 1622م،
    قُتل بعد عزله بيوم.[37]

    — مُصطفى الأوَّل
    دِلىِ (المُختل) رسم للسُلطان مُصطفى الأوَّل 9 رجب 1031هـ/ 20 مايو 1622م 15 ذي القعدة 1032هـ/10 سبتمبر 1623م طغراء مُصطفى الأوَّل فترة حكمه الثانية؛
    أُعيد إلى العرش بعد مقتل ابن أخيه عُثمان الثاني؛
    عُزل مُجددًا بسبب عاهته العقليَّة وحُبس في السراي إلى أن توفي بعد سنوات.[36]

    17 مُراد الرَّابع
    صاحِبُ القِران
    فاتحُ بغداد
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان مُراد الرَّابع 15 ذي القعدة 1032هـ/ 10 سبتمبر 1623م 15 أو 16 شوَّال 1049هـ/ 8 أو 9 فبراير 1640م طغراء مُراد الرَّابع ابن أحمد الأوَّل وماه پيكر كوسم سُلطان؛
    أخمد عدد من الفتن الداخليَّة واسترجع عدَّة أقاليم ومُدن من الصفوييين،
    حكم حتّى مماته.[38]

    18 إبراهيم
    عَصَبى (العَصَبي)
    فاتِحُ كِريت
    شهيد (الشهيد) رسم للسُلطان إبراهيم 16 شوَّال 1049هـ/ 9 فبراير 1640م 18 رجب 1058هـ/ 8 أغسطس 1648م طغراء السُلطان إبراهيم ابن أحمد الأوَّل وماه پيكر كوسم سُلطان؛
    خُلع بانقلابٍ عسكريّ بقيادة شيخ الإسلام؛
    خُنق في الآستانة بناءً على توصية الصدر الأعظم مُحمَّد باشا المولوي.[39]

    19 مُحمَّد الرَّابع
    عَوجى (الصيَّاد، القنَّاص) رسم للسُلطان مُحمَّد الرابع 18 رجب 1058هـ/ 8 أغسطس 1648م 2 مُحرَّم 1099هـ/ 8 نوڤمبر 1687م طغراء مُحمَّد الرابع ابن السُلطان إبراهيم وتُرخان خديجة سُلطان؛
    عُزل بعد الهزيمة العُثمانيَّة في معركة موهاج الثانية؛
    توفي في أدرنة بعد 6 سنوات.[40]

    20 سُليمان الثاني
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان سُليمان الثاني 2 مُحرَّم 1099هـ/ 8 نوڤمبر 1687م 25 رمضان 1102هـ/ 22 يونيو 1691م طغراء سُليمان الثاني ابن السُلطان إبراهيم وصالِحة سُلطان؛
    حكم حتّى مماته.[41]

    21 أحمد الثاني
    خان غازى (الأمير الغازي) رسم للسُلطان أحمد الثاني 25 رمضان 1102هـ/ 22 يونيو 1691م 21 جمادى الآخرة 1106هـ/ 6 فبراير 1695م طغراء أحمد الثاني ابن السُلطان إبراهيم وخديجة مُعزز سُلطان؛
    حكم حتّى مماته.[42]

    22 مُصطفى الثاني
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان مُصطفى الثاني 21 جمادى الآخرة 1106هـ/ 6 فبراير 1695م 9 ربيع الآخر 1115هـ/ 22 أغسطس 1703م طغراء مُصطفى الثاني ابن مُحمَّد الرَّابع وماه پارة أمة الله رابعة گُلنُش سُلطان؛
    عزله الإنكشاريَّة خلال أحداث انتفاضة "واقعة أدرنة"؛
    توفي في الآستانة بعد 4 أشهر.[43]

    أُفول الدولة العثمانيَّة
    ( 24 رجب 1110هـ/ 26 يناير 1699م – 14 جمادى الأولى 1206هـ/ 9 يناير 1792م)
    23 أحمد الثالث
    لاله دورى پادشاه (ملك عصر الخُزامى)
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان أحمد الثالث 9 ربيع الآخر 1115هـ/ 22 أغسطس 1703م 18 أو 19 ربيع الأوَّل 1143هـ/ 1 أو 2 أكتوبر 1730م طغراء أحمد الثالث ابن مُحمَّد الرَّابع ووماه پارة أمة الله رابعة گُلنُش سُلطان؛
    خُلع في تمرُّدٍ للإنكشاريَّة بقيادة پترونا خليل؛
    توفي بعد خلعه بِست سنوات.[44]

    24 محمود الأوَّل
    غازى (الغازي)
    كَمبور (الأحدب) رسم للسُلطان محمود الأوَّل 19 ربيع الأوَّل 1143هـ/ 2 أكتوبر 1730م 27 صَفَر 1168هـ/ 13 ديسمبر 1754م طغراء محمود الأوَّل ابن مُصطفى الثاني وصالِحة سبكتي سُلطان؛
    حكم حتّى مماته.[45]

    25 عُثمان الثالث
    صوفو (الوّرِع، الصوفي) رسم للسُلطان عُثمان الثالث 27 صَفَر 1168هـ/ 13 ديسمبر 1754م 15 أو 16 صَفَر 1171هـ/ 29 أو 30 أكتوبر 1757م طغراء عُثمان الثالث ابن مُصطفى الثاني وشاه سوار سُلطان؛
    حكم حتّى مماته.[46]

    26 مُصطفى الثالث
    إلك ينى لكچى (المُبتكر الأوَّل)
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان مُصطفى الثالث 16 صَفَر 1171هـ/ 30 أكتوبر 1757م 8 ذي القعدة 1187هـ/ 21 يناير 1774م طغراء مُصطفى الثالث ابن أحمد الثالث وأمينة مهرشاه سُلطان؛
    حكم حتّى مماته.[47]

    27 عبدُ الحميد الأوَّل
    إصلاحچى (الإصلاحي)
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان عبدُ الحميد الأول 8 ذي القعدة 1187هـ/ 21 يناير 1774م 10 رجب 1203هـ/ 6 أو 7 أبريل 1789م طغراء عبدُ الحميد الأوَّل ابن أحمد الثالث ورابعة شرمي قادين سُلطان؛
    حكم حتّى مماته.[48]

    انحلال الدولة العُثمانيَّة[جـ]
    (14 جمادى الأولى 1206هـ/ 9 يناير 1792م - 11 ربيع الأوَّل 1341هـ/ 1 نوڤمبر 1922م)
    28 سليم الثالث
    بستىكار (المُلحِّن)
    نِظامى (المُنظّم، النظامي)
    شهيد (الشهيد) رسم للسُلطان سليم الثالث 11 رجب 1203هـ/ 7 أبريل 1789م 21 ربيع الأوَّل 1222هـ/ 29 مايو 1807م طغراء سليم الثالث ابن مُصطفى الثالث ومهرشاه سُلطان؛
    خلعه الإنكشاريَّة بانقلابٍ بقيادة قباقچي مُصطفى أوغلي رفضًا للإصلاحات التي أدخلها في جسم الدولة؛
    اغتيل بعد سنة من خلعه.[49]

    29 مُصطفى الرَّابع رسم للسُلطان مُصطفى الرَّابع على بطاقة بريديَّة قديمة 21 ربيع الأوَّل 1222هـ/ 29 مايو 1807م 4 جمادى الآخرة 1223هـ/ 28 يوليو 1808م طغراء مُصطفى الرَّابع ابن عبدُ الحميد الأوَّل وباش إقبال نُزهة زاده خانُم أفندي؛
    خُلع في عصيانٍ للإنكشاريَّة بقيادة مُصطفى باشا العليمدار؛
    أُعدم بعد حوالي ثلاثة أشهر ونصف.[50]

    30 محمود الثاني
    إنقلابچى (الإنقلابي، صاحب الإنقلاب)
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان محمود الثاني على بطاقةٍ بريديَّة قديمة 4 جمادى الآخرة 1223هـ/ 28 يوليو 1808م 18 ربيع الآخر 1255هـ/ 1 يوليو 1839م طغراء محمود الثاني ابن عبدُ الحميد الأوَّل ونقشديل سُلطان (أُمّه الكفيلة)؛
    قضى على الإنكشاريَّة في الواقعة الخيريَّة عام 1240هـ/ 1826م؛
    حكم حتّى مماته.[51]

    31 عبدُ المجيد الأوَّل
    تنظيمتچى (التنظيمي، صاحب التنظيمات)
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان عبدُ المجيد الأوَّل على بطاقةٍ بريديَّة قديمة 18 ربيع الآخر 1255هـ/ 1 يوليو 1839م 16 ذو الحجَّة 1277هـ/ 25 يونيو 1861م طغراء عبدُ المجيد الأوَّل ابن محمود الثاني وبزم عالم سُلطان،
    أصدر فرمان التنظيمات بهدف تحديث مرافق الدولة؛
    أصدر فرمانًا يتضمّن المُساواة بين جميع العُثمانيين دون النظر لديانتهم؛
    حكم حتّى مماته.[52]

    32 عبدُ العزيز
    بخت سيز (القليل البخت، قليلُ الحظ)
    شهيد (الشهيد) رسم للسُلطان عبدُ العزيز 16 ذو الحجَّة 1277هـ/ 25 يونيو 1861م 6 جمادى الأولى 1293هـ/ 30 مايو 1876م طغراء عبدُ العزيز ابن محمود الثاني وحسنة سُلطان؛
    خلعهُ وُزراؤه؛
    عُثر عليه ميتًا (مُنتحرًا أو مقتولًا) بعد خمسة أيَّام.[53]

    33 مُراد الخامس

    دِلى (المجنون) رسم للسُلطان مُراد الخامس على بطاقةٍ بريديَّة قديمة 6 جمادى الأولى 1293هـ/ 30 مايو 1876م 10 شعبان 1293هـ/ 31 أغسطس 1876م طغراء مُراد الخامس ابن عبدُ المجيد الأوَّل وشوق فضَّة سُلطان؛
    أُنزل عن العرش لإصابته بالجنون؛
    وُضع قيد الإقامة في قصر چيرغان حتّى وفاته سنة 1322هـ/ 1904م.[54]

    34 عبدُ الحميد الثاني
    أولو سُلطان عبدُ الحميد خان (الخاقان الكبير)
    السُلطان الأحمر
    السُلطان المظلوم
    غازى (الغازي) رسم للسُلطان عبدُ الحميد الثاني على بطاقةٍ بريديَّة قديمة 10 شعبان 1293هـ/ 31 أغسطس 1876م 6 ربيع الآخر 1327هـ/ 27 أبريل 1909م طغراء عبدُ الحميد الثاني ابن عبدُ المجيد الأوَّل وتير مُجگان سُلطان.
    أقرَّ دستورًا للبِلاد وافتتح مجلس المبعوثان ثُمَّ عطَّل العمل به لفترة ثُمَّ أعاد العمل به؛
    خُلع بانقلابٍ سنة 1327هـ/ 1909م؛
    وُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى مماته.[55]

    35 مُحمَّد الخامس
    رَشَاد
    (المُرشد إلى طريق الصواب)
    رسم للسُلطان مُحمَّد الخامس 6 ربيع الآخر 1327هـ/ 27 أبريل 1909م 24 رمضان 1336هـ/ 3 يوليو 1918م طغراء مُحمَّد الخامس ابن عبدُ المجيد الأوَّل وگُل‌ جمال سُلطان؛
    حكم حُكمًا صوريًّا أمام الاتحاديَّون الباشوات: مُحمَّد طلعت، وإسماعيل أنور، وأحمد جمال، حتّى مماته.[56]

    36 مُحمَّد السادس
    وَحيدُ الدين
    (مُوحِّدُ الإسلام)
    رسم للسُلطان مُحمَّد السادس 25 رمضان 1336هـ/ 4 يوليو 1918م 11 ربيع الأوَّل 1341هـ/ 1 نوڤمبر 1922م طغراء مُحمَّد السادس ابن عبدُ المجيد الأوَّل وگُلستان مُنيرة أفندي؛
    شهِد انهيار الدولة العُثمانيَّة؛
    غادر الآستانة سنة 1341هـ/ 1922م؛
    توفي في منفاه بمدينة سانريمو الإيطاليَّة بعد 4 سنوات، ودُفن في دمشق بناءً على وصيَّته.[57]

    جمهوريَّة الخِلافة
    (11 ربيع الأوَّل 1341هـ/ 1 نوڤمبر 1922م – 26 رجب 1342هـ/3 مارس 1924م)
    — عبدُ المجيد الثاني
    خليفة
    (آخرُ خُلفاء المُسلمين)
    صورة للخليفة عبدُ المجيد الثاني 28 ربيع الأوَّل 1341هـ/ 18 نوڤمبر 1922م 26 رجب 1342هـ/3 مارس 1924م —
    [ت] ابن عبدُ العزيز وخيران ديل قادين أفندي؛[58]
    انتُخب خليفةً من قِبل البرلمان التُركي؛
    نُفيَ بعد إلغاء الخِلافة الإسلاميَّة؛[59]
    توفي في باريس بعد 20 سنة، ودُفن بالمدينة المنوَّرة بناءً على وصيَّته.[60]


    فترة النزاع على العرش 804هـ/ 1402م – 816هـ/ 1413م[عدل]


    #

    السُلطان

    رسم

    بداية العهد

    نهاية العهد

    الطغراء

    مُلاحظات

    فترة النزاع على العرش العُثماني[ث]
    (19 ذو الحجَّة 804هـ/ 20 يوليو 1402م – 5 ربيع الآخر 816هـ/ 5 يوليو 1413م)
    — عيسى چلبي
    السُلطان المُشارك في حُكم الأناضول 805هـ/ 1403م 807هـ/ 1405م — بعد معركة أنقرة تمكَّن الأمير عيسى من هزيمة أخيه موسى وسيطر على القسم الغربي من الأناضول طيلة سنتين تقريبًا.
    هزمه أخاه مُحمَّد چلبي في معركة أولوباط عام 807هـ/ 1405م.
    اغتيل في العام التالي.

    — الأمير
    سُليمان چلبي
    سُلطان الروملّي الأوَّل رسم للأمير سُليمان چلبي 19 ذو الحجَّة 804هـ/ 20 يوليو 1402م 22 شوَّال 813هـ/ 17 فبراير 1411م[61] — خلع على نفسه لقب سُلطان الروملّي ليحكم القسم الأوروبي من الدولة العُثمانيَّة بعد فترةٍ قصيرة من هزيمة أبيه في معركة أنقرة
    اغتيل يوم 22 شوَّال 813هـ/ 17 فبراير 1411م.[62]

    — موسى چلبي
    سُلطان الروملّي الثاني رسم للأمير موسى چلبي 23 شوَّال 813هـ/18 فبراير 1411م 5 ربيع الآخر 816هـ/ 5 يوليو 1413م[63] — حمل لقب سُلطان الروملّي[64] بعد اغتيال أخيه سُليمان.
    قُتل في معركةٍ ضدَّ أخيه مُحمَّد على مقربة من بلدة سموكوڤ في بلغاريا.[65]

    — مُحمَّد چلبي
    سُلطان الأناضول رسم للسُلطان مُحمَّد چلبي 1403–1406م
    (سُلطان الأناضول الشرقيَّة)

    م1406–1413
    (سُلطان الأناضول) 5 ربيع الآخر 816هـ/ 5 يوليو 1413م — حكم القسم الشرقي من الأناضول بعد الهزيمة في معركة أنقرة.
    هزم أخاه عيسى في معركة أولوباط.
    أصبح حاكم الأناضول الأوحد بعد وفاة أخيه عيسى.
    أصبح السُلطان الأوحد بعد مقتل أخيه موسى.


    انظر أيضًا[عدل]
    الدولة العُثمانيَّة


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب السبت يناير 26, 2019 12:12 pm

    أ1 2 : كان اللقب التشريفي الكامل لحاكم الدولة العُثمانيَّة أحد أكثر الألقاب التشريفيَّة تعقيدًا في التاريخ، نظرًا لأنَّهُ كان يتكوَّن من عدَّة ألقاب أُخرى وتطوَّر مع مرور الزمن. كان لقب سُلطان هو اللقب الأكثر استخدامًا والأكثر شيوعًا بين الحُكَّام العُثمانيين مُنذ استقلال الإمارة العُثمانيَّة عن سلطنة سلاجقة الروم، وقد خُلع على عددٍ منهم بشكلٍ "رسميّ" من قِبل الخليفة العبَّاسي المُقيم بالقاهرة تقديرًا لِخدماتهم الجليلة للأُمَّة الإسلاميَّة، ومن السلاطين الذين حازوا على هذا اللقب من الخليفة العبَّاسي: مُراد الأوَّل ومُحمَّد الفاتح. لكن، نظرًا لأنَّ اللقب كان واسع الانتشار في العالم الإسلامي، أضاف العُثمانيّون ألقابًا أخرى إلى جانب لقب "السُلطان" ليُميّزوا أنفسهم عن باقي الدول والسُلالات الإسلاميَّة، لا سيَّما بعد أن أصبحت إمارتهم أقوى الإمارات المُرشَّحة لتخلف الدولة العبَّاسيَّة المُفتتة، وبعد أن نالوا لقب الخِلافة في نهاية المطاف. خلع مُراد الأوَّل، ثالثُ حُكَّام آل عُثمان، خَلَع على نفسه لقب «سُلطان أعظم»، و«خداوندگار»، (والأخير يُشير إلى أنَّهُ الحاكم بإرادة الله أو بأمر الله، فهو "مُراد الله")، وهذه الألقاب التشريفيَّة كانت مُستخدمة قبلًا من قِبل سلاطين السلاجقة التُرك والمغول الإلخانيّون على التوالي. اقتبس بايزيد الأوَّل بن مُراد لقب سُلطان الروم، والمقصود بالروم هو "بلادُ الروم" أي الأناضول، الذي كان بلادُ الروم البيزنطيين طيلة قرون، فعُرف كذلك عند المؤرخين المُسلمين وبقي محفوظًا في الذاكرة والتُراث الشعبي. أدّى المزج بين الإرثين الثقافيين الإسلامي والتُركي القديم للعُثمانيين إلى ظهور اللقب المُميَّز لجميع سلاطين آل عُثمان والذي لازمهم حتّى سقوط الدولة، وهو: السُلطان [فُلان] خان.[66] ومن الجدير بالذِكر، هو أنَّهُ على الرُغم من شيوع لقب "السُلطان" بين الناس في العالم الغربي وحتّى العربي وإشارتهم إلى حُكَّام الدولة به، إلَّا أنَّ التُرك العُثمانيين كانوا يُطلقون على الحاكم لقب «پاديشاه» أي العاهل أو الملك.[67] أصبح اللقب الكامل للسلاطين العُثمانيين هو ما ذُكر سلفًا، وكان قد أصبح ما هو عليه بعد استقرار حدود الدولة،[68] وقد ورد تعريبٌ لقسمٌ من هذا اللقب في كتاب "تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة"، أحد أهم المراجع التاريخيَّة عن الدولة العُثمانيَّة المكتوبة باللُغة العربيَّة، لمؤلَّفه الأستاذ مُحمَّد فريد بك المُحامي، وورد تعريب اللقب الوارد في رسالة السُلطان سُليمان لفرنسوا الأوَّل ملك فرنسا على الشكل التالي:[69]

    "أنا سُلطان السلاطين، وبُرهانُ الخواقين، مُتوِّجُ الملوك، ظُّلُ الله في الأرضين، سُلطان البحر الأبيض والبحر الأسود، والأناضول، والروملّي، وقرمان الروم، وولاية ذي القدريَّة، وديار بكر، وكُردستان، وأذربيجان، والعجم، والشام، وحلب، ومصر، ومكَّة، والمدينة، والقُدس، وجميع ديار العرب، واليمن، وممالك كثيرة أيضًا، التي فتحها آبائي الكِرام وأجدادي العِظام، بقوَّتهم القاهرة، أنار الله براهينهم. وبِلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر، أنا السُلطان سُليمان خان بن السُلطان سليم خان، بن السُلطان بايزيد خان."
    ب^: كانت الخِلافة الإسلاميَّة هي أهمُّ المناصب التي تبوَّأها حُكَّام آل عُثمان. فالخِلافة ترمزُ إلى سُلتطهم الدينيَّة والروحيَّة، بينما رمزت السلطنة إلى سُلتطهم الدُنيويَّة. كان السُلطان سليم الأوَّل أوَّل سلاطين آل عُثمان الذين حملوا لقب "خليفة" و"أمير المؤمنين"، ووفقًا للرأي القديم السائد، فإنَّهُ بُعيد الفتح العُثماني لمصر سنة 1517م، تنازل آخرُ خُلفاء بني العبَّاس المُقيم في القاهرة، وهو مُحمَّد الثالث المُتوكّل على الله، تنازل عن لقب الخِلافة لصالح السُلطان سالِف الذِكر. لكن، يرى بعض الباحثين المُعاصرين أنَّ هذا الكلام ليس إلَّا خبرًا تمَّت فبركته ونقله عبر الأجيال، مُنذ القرن الثامن عشر، عندما أصبحت فكرة الخِلافة مُفيدة لدعم القوَّة العسكريَّة المُتراجعة للدولة. وأنَّهُ في واقع الأمر، كان السلاطين العُثمانيين يُلقبون أنفسهم بخُلفاء المُسلمين مُنذ فترةٍ طويلة سابقة على فتح مصر، ولعلَّ ذلك كان مُنذ أيَّام مُراد الأوَّل. وهُناك رأي يقول بأنَّ الخِلافة "اختفت" طيلة قرنين ونصف من الزمن، وظهرت مُجددًا عند إبرام مُعاهدة كُچك قينارجه، بين الدولة العُثمانيَّة والقيصرة كاثرين الثانية سنة 1774م. وقد كانت تلك المُعاهدة ذات رمزيَّة عالية، بما أنَّها تضمَّت الاعتراف الدولي الأوَّل بالدولة العُثمانيَّة كدولة خِلافة إسلاميَّة لجميع المُسلمين. وعلى الرغم من أنَّ المُعاهدة انتزعت خانيَّة القرم من الدولة العُثمانيَّة، غير أنَّها اعترفت بسُلطان الخليفة العُثماني الشرعي على جميع المُسلمين في روسيا.[70] بدايةً من القرن الثامن عشر، أخذ السلاطين العُثمانيين يُعززون منصبهم كخُلفاء لإثارة المُسلمين وحثِّهم على التوحّد تحت رايةٍ واحدة لمُواجهة الإمبرياليَّة الأوروبيَّة المُتصاعدة، والأطماع المُتزايدة بالبلاد الإسلاميَّة. مع اشتعال الحرب العالميَّة الأولى، دعا السُلطان العُثماني الرعيَّة المُسلمة إلى الجهاد في سبيل الله ضدَّ أعداء الدولة، وحاول عبثًا حث أهالي المُستعمرات الفرنسيَّة، والبريطانيَّة، والروسيَّة على الانتفاض والثورة بوجه المُستعمرين. كان عبدُ الحميد الثاني أكثر السلاطين العُثمانيين الذين لجأوا إلى منصب الخليفة تأثيرًا، فقد اعترف به خليفةً الكثير من الدول الإسلاميَّة في حينها، بما فيها دولًا بعيدة مثل سومطرة.[71] كما أشار إلى لقبه كخليفةً للمُسلمين في دستور سنة 1876م (المادَّة الرَّابعة).[72]ت1 2 : استُخدمت الطغراء من قِبل 35 سُلطانًا من أصل 36، بدايةً من السُلطان أورخان خلال القرن الرابع عشر، الذي عُثر على طغرائه منقوشة على مخطوطتين مُنفصلتين. ولم يتمُّ العثثور على أي طغراء تخصُ السُلطان عُثمان الأوَّل، مؤسسُ هذه السُلالة الملكيَّة، على أنَّ قطعة عملة معدنيَّة عُثر عليها وقد نُقش على إحدى وجهيها عِبارة «عُثمان بن أرطغرل بن گندز ألب».[73] كذلك فإنَّ عبدُ المجيد الثاني، آخرُ الخُلفاء المُسلمين، لم يكن له طغراء مُميَّزة خاصَّة به، نظرًا لأنَّهُ لم يتولّى منصب رئاسي (الذي تولَّاه حينها مُصطفى كمال أتاتورك، رئيس الجمهوريَّة التُركيَّة حديثة الولادة) بل منصبًا دينيًّا وملكيًّا صوريًّا.ث^: عهدُ النزاع على العرش، المعروف أيضًا باسم الفترة الدوريَّة، كان ردحًا من الزمن سادت خلاله الفوضى في جسم الدولة العُثمانيَّة واستمرَّ من عام 1402م إلى عام 1413م. بدأت تلك الفترة بعد إنهزام العُثمانيين ووقوع السُلطان بايزيد الأوَّل في الأسر بعد معركة أنقرة بين العُثمانيين والقبائل التُركيَّة المغوليَّة بقيادة تيمورلنك، وذلك يوم 20 يوليو 1402م. حارب أبناء بايزيد بعضهم بعضًا طيلة عقدٍ من الزمن تقريبًا بعد أن رغب كُلًّا منهم بالحُكم، إلى أن تمكَّن ابنه مُحمَّد من الانتصار على إخوته والخروج ظافرًا سنة 1413م.[74]جـ^: دام انحلال الدولة العُثمانيَّة فترةً قصيرةً من الزمن وابتدأ بحلّ السلطنة وانتهى بإلغاء الخِلافة بعد 16 شهرًا. تمَّ حل السلطنة رسميًّا يوم 1 نوڤمبر 1922م. رحل السُلطان مُحمَّد السادس إلى جزيرة مالطة يوم 17 نوڤمبر على متن السفينة الحربيَّة البريطانيَّة مالايا.[57] شكَّل هذا الحدث نهاية "السُلالة" العُثمانيَّة، وليس نهاية "الدولة" العُثمانيَّة ككيان سياسي، ولا الخِلافة الإسلاميَّة. يوم 18 نوڤمبر، انتخب البرلمانُ التُركيّ نسيب مُحمَّد السادس المدعو عبدُ المجيد الثاني، وليَّ العهد المُفترض، خليفةً للمُسلمين.[75] جاءت نهاية الدولة العُثمانيَّة رسميًّا مع التوقيع على مُعاهدة لوزان (24 يوليو 1923م)، التي اعترفت "بحكومة أنقرة الجديدة"، وليس بالحُكومة العُثمانيَّة القديمة المُتمركزة باسطنبول، لتكون المُمثِّلة الشرعيَّة للشعب وخليفة الدولة القديمة. أعلن البرلمانُ التُركيّ ولادة الجُمهوريَّة التُركيَّة يوم 29 أكتوبر 1923م، ومُصطفى كمال أوَّل رئيسٍ لها.[76] وعلى الرُغم من أنَّ عبدُ المجيد الثاني كان مُجرَّد حاكمًا صوريًّا لا يتمتَّع بأيِّ سُلطةٍ سياسيَّة، إلَّا أنَّهُ بقي في منصبه كخليفة إلى أن قام البرلمان التُركي بإلغاء هذا المنصب يوم 3 مارس 1924م.[72] كان مُحمَّد السادس قد حاول بعد ذلك عبثًا أن يُقيم الخِلافة الإسلاميَّة مُجددًا في الحجاز، لكنَّهُ فشل.[77]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الجمعة نوفمبر 08, 2019 1:08 pm

    ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺳﻼﻃﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻷﻥ ﺇﻣﺎ ﻣﺴﻴﺤﻴﻦ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺃﻭ ﺷﻴعة ﻭﻟﻜﺎﻧﺖ ﺑﻼﺩ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﺑﻤﺎ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻭﻣﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﻭﻭﻻﻳﺎﺕ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺒﺮﺗﻐﺎﻝ ﻭﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﻫﻮﻟﻨﺪﺍ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﻷﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺷﻴﻌﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ
    ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻱ ﻭﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻣﻨﺬ 1517 ﺣﺘﻰ 1917 ﻳﻔﻮﻕ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻓﻰ ﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻰ ﺃﻭﺭﺑﺎ
    ﻳﺘﻬﻤﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺳﺮﻗﺖ ﺧﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺪﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺟﻬﻠﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﺡ ﺳﺆﺍﻝ ﻟﻤﻦ ﻳﺘﻬﻤﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﻘﻖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻘﻮ ﺷﻰ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺳﺘُﻌْﻤﺮﻭا ﻟﻌﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺛﻢ ﺣﻜﻤﺘﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻣﺴﺘﺒﺪﺓ ﻗﺘﻠﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﻼﻳﻦ ﻭﺃﻓﻘﺮﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺟﻬﻠﺘﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺪﺗﻬﻢ ﻭﻗﺴﻤﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﻭﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﺘﻨﺎﺣﺮﺓ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻰ ﻇﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺷﻌﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺃﺭﺽ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﺼﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ .
    ◆ ﺃﻟﻴﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺍﻥ ﻧﺨﺘﺰﻝ 500 ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺭﻓﻊ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ 50 ﻋﺎﻡ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ الدولة العثمانية؟
    ◆ ﺃﻟﻴﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺴﻠﻢ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ؟
    ◆ ﺃﻟﻴﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟
    ◆ ﺃﻟﻴﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﺘﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﻓﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻭﺃﻧﻘﺬﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﺑﻞ ﻭﺣﺮﺭﺕ ﺩﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ؟
    ◆ ﺃﻟﻴﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﺘﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺕ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 25 ﺣﻤﻠﺔ ﺻﻠﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ وهي ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍلتي ﺃﺧﺮﺕ ﺇﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ 330 ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﻭﺭﺑﺎ ؟
    ◆ ﺃﻟﻴﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻧشتم ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ التي ﺩﻓﻊ ﺁﺧﺮ ﺳﻼﻃﻴﻨﻬﺎ ﻋﺮﺷﻪ ﺛﻤﻨﺎ ﻟﻠﺘﻤﺴﻚ ﺑﻔﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ؟
    ◆ ﻭﺃﻟﻴﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﺬﻛﺮ # ﺑﺎﻳﺰﻳﺪ ﻭﻻ # ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻻ # ﻋﺒﺪ _ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻭﻻ # ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻰ ؟
    ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺤﺘﻠﻴﻴﻦ ؟
    ◆ ﺃﻟﻴﺲ ﻇﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻠّﻢ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﻧﻌﻠﻤﻬﻢ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ؟
    ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺇﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺴﺤﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻠﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻻ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻟﻤﺎﺋﺔ 100 عام وقد كان


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأحد نوفمبر 21, 2021 3:45 pm

    افتح القائمة الرئيسية
    ويكيبيديا
    بحث
    [أغلق]
    Mobeen-kau.pngبرعايةٍ من وقف لغة القرآن الكريم بجامعة الملك عبد العزيز؛ انطلقت فعاليات مسابقة مُبين التي تهدف لإثراء المحتوى العربي على ويكيبيديا.
    تستمر المسابقة وتسليم المشاركات حتى 15 ديسمبر 2021. شارك معنا!
    (التفاصيل والشروط - المشاركة)

    عثمان الأول
    مؤسس السُلالة العثمانية وأول سلاطين الدولة بحسب النظرة التقليدية
    اللغة
    تنزيل بصيغة PDF
    راقب
    عدل
    أَبُو المُلُوك السُّلطان الغازي فخرُ الدين قره‌عُثمان خان الأوَّل بن أرطُغرُل بن سُليمان شاه القايوي التُركماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: أبو المُلوك غازى سُلطان عُثمان خان أول بن ارطُغرُل؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan Osman Gazi Han ben Ertuğrul)، ويُعرف كذلك باسم عُثمان بك (بالتُركيَّة المُعاصرة: Osman Bey) وقره‌عُثمان (بالتُركيَّة المُعاصرة: Kara Osman)؛ هو زعيم عشيرة قايى التُركيَّة وعامل سلاجقة الروم على إحدى إمارات الثُغور الأناضوليَّة ومُؤسس السُلالة العُثمانيَّة التي حكمت البلقان والأناضول والمشرق العربي وشمال أفريقيا طيلة 600 عام إلى أن انقضى أجلها مع إعلان قيام الجُمهوريَّة التُركيَّة سنة 1922م.


    عُثمان الأوَّل

    (بالتركية العثمانية: عُثمان غازى)‏ تعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
    Sultan Gazi ʻUthmān Han I - السُلطان الغازي عُثمان خان الأوَّل.png
    الحكم
    مدة الحكم
    687 - 726هـ\1299 - 1324م
    عهد
    قيام الدولة العثمانية
    اللقب
    قره، الغازي، أبو المُلوك، فخرُ الدين
    التتويج
    687هـ\1299م
    العائلة الحاكمة
    آل عثمان
    السلالة الملكية
    العثمانية
    نوع الخلافة
    وراثية ظاهرة
    ولي العهد
    أورخان بن عُثمان
    Fleche-defaut-droite-gris-32.pngلقب مُستحدثأورخانFleche-defaut-gauche-gris-32.png
    معلومات شخصية
    الاسم الكامل
    عُثمان بن أرطغرل بن سُليمان شاه القايوي الغزّي
    الميلاد
    656هـ\1258م
    سُكود، الأناضول، Flag of Sultanate of Rum.svg دولة سلاجقة الروم
    الوفاة
    726هـ\1326م
    سُكود، الأناضول، Flag of the Kayihan Khanate (c. 1326).svg الخانيَّة القاييوية
    مكان الدفن
    تُربة عثمان الغازي، بورصة، تركيا
    الديانة
    مُسلم سُني
    الزوجة
    مال خاتون، رابعة بالا خاتون
    الأولاد
    أورخان غازي
    علاء الدين باشا تعديل قيمة خاصية (P40) في ويكي بيانات
    الأب
    أرطغرل بن سليمان شاه
    الأم
    حليمة خاتون
    الحياة العملية
    المهنة
    زعيم عشيرة قايى التُركيَّة وأمير حُدود لِسلطنة سلاجقة الروم
    اللغة الأم
    التركجٔية تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
    اللغات
    التركجٔية، والعربية تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
    تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب
    وُلد عُثمان الأوَّل سنة 656هـ المُوافقة لِسنة 1258م،[ِ 1] للأمير أرطُغرُل الغازي، عامل سلاجقة الروم على إحدى الثُغور المُطلَّة على بحر مرمرة، وحليمة خاتون. وصُودف أن يُولد في ذات اليوم الذي غزا خلاله المغول مدينة بغداد عاصمة الدولة العبَّاسيَّة وحاضرة الخِلافة الإسلاميَّة، الأمر الذي جعل المُؤرخين العُثمانيين اللاحقين يربطون بين الحدثين بِطريقةٍ دراماتيكيَّة. تولّى عُثمان شؤون الإمارة وزعامة العشيرة بعد وفاة والده، فأخلص الولاء للسلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة على الرُغم مما كانت تتخبَّط فيه من اضطراب وما كان يتهدَّدها من أخطار. وفي سنة 1295م شرع عُثمان بمُهاجمة الثُغور البيزنطيَّة باسم السُلطان السُلجوقي والخليفة العبَّاسي، ففتح عدَّة حُصون وقاد عشيرته إلى سواحل بحر مرمرة والبحر الأسود. وحين تغلَّب المغول على سلاجقة الروم وقضوا على دولتهم، سارع عُثمان إلى إعلان استقلاله عن السلاجقة، فكان بذلك المُؤسس الحقيقي لِدولةٍ تُركيَّةٍ كُبرى نُسبت إليه فيما بعد، فعُرفت «بالعُثمانيَّة».[1] وظلَّ عُثمان يحكم الدولة الجديدة بصفته سُلطانًا مُستقلًّا حتَّى سنة 1326م. وفي هذه السنة فتح ابنه أورخان مدينة بورصة الواقعة على مقرُبة من بحر مرمرة، وكان عُثمان في هذه الفترة قد مرُض مرض الموت، وما لبث أن تُوفي، فنُقل جُثمانه إلى بورصة ودُفن فيها، الأمر الذي جعل للمدينة رمزيَّة كبيرة عند العُثمانيين لاحقًا.[1] أمَّا خُلفائه وذُريَّته فقد تابعوا الحملات التي بدأ فيها حتَّى أواسط القرن السَّابع عشر الميلاديّ، مُحولين الإمارة التي وضع أُسسها إلى إمبراطوريَّة عالميَّة.[ِ 2]

    رُغم شُيوع لقب «السُلطان» أو «الپادشاه» والتصاقه بعُثمان الأوَّل إلَّا أنَّه لم يكن سُلطانًا فعليًّا في زمانه، وإنما لُقب بذلك لاحقًا لاعتباره مُؤسس سُلالة السلاطين العُثمانيين. اشتهر عُثمان الأوَّل ببساطة العيش والملبس لِتأثره بِمُعتقدات الدراويش الصوفيَّة، وكان بعيدًا عن الترف والبذخ، فحافظ على نمط حياته كشيخٍ لِعشيرة قايى، وحافظ على التقاليد التُركيَّة القديمة التي تحكم العلاقة بين الشيخ وأفراد العشيرة، وهي تقاليد سابقة على الإسلام لم يهجرها التُرك لِعدم تعارضها مع تعاليم الشريعة الإسلاميَّة.[2]

    خلفيَّة تاريخيَّة عدل
    Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: أرطُغرُل بن سُليمان شاه

    تُربة (ضريح) الأمير أرطُغرُل الغازي في بلدة سُكود بتُركيَّا.
    تُشيرُ أغلب الدراسات إلى أنَّ التُرك العُثمانيين ينتسبون إلى عشيرة قايى التُركيَّة الغُزيَّة (الأوغوزيَّة) التي دفعها تقدُّم المغول في أوائل القرن الثالث عشر الميلاديّ إلى الهرب غربًا صوب الأناضول حيثُ سكنت في منطقة تابعة لِسلطنة سلاجقة الروم.[3] بينما تُشيرُ دراساتٍ أُخرى إلى أنَّ عشيرة قايى انتقلت قبل نحو قرنين من هذا التاريخ مع بني سُلجوق من ما وراء النهر إلى خُراسان نحو سنة 1040م وسكنت بجوار مدينة مرّو، ثُمَّ ارتحلت مُجددًا إلى الأناضول الشرقيَّة بعد سنة 1071م.[4] انخرطت تلك العشيرة وغيرها من العشائر التُركيَّة المُرتحلة في جيش السُلطان علاءُ الدين كيقباد الثاني وواجهت معه الهُجومات الخوارزميَّة والمغوليَّة والبيزنطيَّة التي تعرَّضت لها دولته، وكانت عشيرة قايى بِزعامة قائدها أرطُغرُل بن سُليمان شاه في مُقدمة الجُيوش السُلجوقيَّة على الدوام، وقد تمَّ النصر بفضلها عدَّة مرَّات، الأمر الذي دفع السُلطان علاء الدين إلى تلقيبها بِمُقدمة السُلطان، وكافأ أرطُغرُل بأن أقطع عشيرتهُ بعض الأراضي الخصبة قُرب أنقرة،[5][6] وصار لا يعتمد في حُروبه مع مُجاوريه إلَّا عليه وعلى رجاله. وكان عقب كُل انتصار يُقطعهُ أراضي جديدة ويمنحهُ أموالًا جزيلة.[5] وظلَّ أرطُغرُل حليفًا للسلاجقة حتَّى أقطعهُ السُلطان السُلجوقي منطقة في أقصى الشمال الغربي من الأناضول على الحُدود البيزنطيَّة، في المنطقة المعروفة باسم «سُكود» حول إسكي شهر، حيثُ بدأت العشيرة هُناك حياةً جديدة.[7] ويبدو أنَّ السُلطان السُلجوقي رغب في استغلال مواهب العشيرة العسكريَّة والكفائة القتاليَّة العالية لِأبنائها لِحراسة الحُدود مع الروم، لِذلك منح العشيرة تلك الأراضي لِصد أي هُجوم بيزنطي على بلاده وبلاد المُسلمين.[ِ 3] وظفر أرطُغرُل بِلقب «أوچ بكي»، أي «مُحافظ الحُدود»، وكان منح هذا اللقب يتماشى مع التقاليد التي درجت عليها الحُكومة السُلجوقيَّة، وهو منح أي رئيس عشيرة، يعظم أمره ويلحق به عدد من العشائر الصغيرة، لقب مُحافظ الحُدود. غير أنَّ أرطُغرُل كان ذا أطماعٍ سياسيَّة بعيدة، فلم يقنع بِهذه المنطقة التي أقطعهُ إيَّاها السُلطان السُلجوقي، ولا باللقب الذي ظفر به، ولا بِمُهمَّة حِراسة الحُدود والمُحافظة عليها؛ بل شرع يُهاجم باسم السُلطان مُمتلكات البيزنطيين في الأناضول، فانتزع منهم عدد من القُرى والبلدات، واستطاع أن يُوسِّع أراضيه خِلال مُدَّة نصف قرن قضاها كأمير على مُقاطعة حُدوديَّة، وتُوفي في سنة 680هـ المُوافقة لِسنة 1281م، عن عُمرٍ يُناهزُ تسعين سنة.[8]

    بداياته عدل
    مولده ونسبه عدل

    صفحة فهرست كتاب «بهجة التورايخ» تأليف المُؤرِّخ شُكر الله. إحدى أقدم المراجع التي تتحدث عن المراحل الأولى من حياة عُثمان الأوَّل.

    تمثال حليمة خاتون، والدة (أو جدَّة) عُثمان الأوَّل.
    وُلد عُثمان الأوَّل يوم 8 صَفَر 656هـ المُوافق فيه 13 شُباط (فبراير) 1258م، وهو اليوم ذاته الذي اجتاحت فيه جحافل المغول مدينة بغداد وأمعنت تقتيلًا بأهلها ودكَّت معالم العُمران والحضارة فيها.[9] ولا يتوافر الكثير من المصادر عن حياته الأولى، إلَّا أنَّ القلَّة المُتوافرة أغلبها يُشير إلى ولادته في مدينة سُكود التي اتخذها والده عاصمةً لِإمارته.[ْ 1][ِ 4] وسبب قلَّة المعلومات المُتوافرة حول هذه المرحلة من حياته يرجع إلى أنَّ أقدم مصدر معروف عنها كُتب بعد حوالي مائة سنة من وفاته. ومن تلك المصادر: «دستان وتواريخ مُلوك آل عُثمان» تأليف شاعر وحكيم البلاط العُثماني زمن السُلطان بايزيد الأوَّل أحمد بن خِضر تاج الدين الشهير بِلقب «أحمدي» (1334- 1413م)، و«بهجةُ التواريخ» تأليف المُؤرِّخ شُكر الله (ت. 1464م)، و«تاريخ آل عُثمان» تأليف المؤرخ درويش أحمد عاشق باشا زاده (1400 - 1484م). وفي الواقع فإنَّ هذه المصادر المذكورة الباقية ليست هي نفسها النسخ الأصليَّة، بل نُسخٌ عنها أُعيدت كتابتها مرارًا بعد سنوات، لذا يُحتمل أن تكون بعض المعلومات قد سقطت منها، على أنَّ بعض المُؤرخين يقول بأنها نُسخت كما هي وبالتالي فلا فرق بينها وبين النص الأصلي.[ْ 2] وفي الحقيقة كذلك فإنَّ المصادر العُثمانيَّة والأوروپيَّة والبيزنطيَّة لا يُمكن الاعتماد عليها كثيرًا حول أُصول عُثمان الأوَّل وبالتالي أصل عشيرته. فالسجلَّات العُثمانيَّة الأصليَّة المكتوبة والتي لا تزال باقية تعود كُلها للفترة اللاحقة على فتح القُسطنطينيَّة. كما أنَّ البيزنطيين لا يُشيرون في كتاباتهم إلى أصل العُثمانيين. أمَّا المُؤرخون الأوروپيّون الأوائل، فلم يهتموا بهذا الشعب التُركي وأُصوله إلَّا مُنذ أن بدأ يُشكِّلُ خطرًا على أوروپَّا، أي بعد وفاة عُثمان بحوالي 100 سنة أو أكثر.[10]

    يذكر الإمام أحمد بن سُليمان بن كمال باشا الحنفي (ت. 940هـ \ 1534م) مؤلِّف كتاب «تأريخ آل عُثمان» أنَّ عُثمان كان أصغر أولاد أرطُغرُل سنًا، وأنَّ ولادته كانت ببلدة سُكود التي وُلّي عليها والده، إلَّا أنه قال بأنَّ ولادته كانت سنة 652هـ، وقد حدثت في ليلةٍ بدراء (ظهر فيها البدر)،[ْ 3] كما ذكر أنَّ والدته هي حليمة خاتون (على أنَّ البعض يُشير إلى أنها جدَّته). ويذكرُ ابن كمال أيضًا أنَّ عُثمان نشأ نشأة فتيان قبائل التُرك المُرتحلة، فتعلَّم المُصارعة والمُبارزة بالسيف في صغره، كما تعلَّم رُكوب الخيل والرمي بالنبال والصيد بالعُقبان، فكان أمهر إخوته في هذا المجال. كما تعلَّم مبادئ الدين الإسلامي، وتقرَّب من مشايخ الصُوفيَّة وتأثر بهم، وفي مُقدمتهم مُعلِّمه الشيخ «إده بالي»، فانعكس ذلك على شخصيَّته وأُسلوب حياته.[ْ 4]


    مُنمنمة عُثمانيَّة لِعُثمان في شبابه.
    أمَّا من حيثُ النسب، فإنَّ الرواية الكلاسيكيَّة الأكثر شُيوعًا وانتشارًا تُفيد بأنَّ عُثمان هو حفيد «سُليمان شاه» الذي قضى نحبه غرقًا أثناء عُبوره نهر الفُرات بِحصانه، على أنَّ المُؤرخ التُركي يلماز أوزتونا يعتبر بأنَّ الروايات التي تنص على ذلك رواياتٌ ضعيفة، وأنَّ جد عُثمان ووالد أرطُغرُل يُدعى «گندز ألب». ويُضيف أنَّ الأرجح أن سُليمان شاه هو ذكرى باقية من اسم فاتح الأناضول سُلیمان شاه بن قُتلمش الذي أسس سُلالة سلاجقة الروم، وأنَّ الادعاء بهذا الاسم رُبما نشأ بدافع الربط بين بني عُثمان وبني سُلجوق، خاصَّةً أنَّ بني عُثمان قد ظهروا على مسرح التاريخ مُدعين أنهم الخُلفاء الشرعيّون لِبني سُلجوق. وبناءً على هذا، فإنَّ شجرة نسب عُثمان الافتراضيَّة تكون كالتالي: عُثمان بن أرطُغرُل بن گندز ألب بن قايا ألب بن گوك ألب بن صارقوق ألب بن قايى ألب،[4] فهؤلاء كُلهم بكوات (أُمراء) عشيرة قايى المذكورين في المصادر العُثمانيَّة. ومن حيثُ شجرة الأنساب العُثمانيَّة الرسميَّة، فإنَّ عُثمان الأوَّل هو حفيد «مته» الذي يُطلق عليه التُرك اسم «أوغوز خان» (ت. 174 ق.م) في البطن السَّادس والأربعين.[4] ومن جهةٍ أُخرى تُشير بعض المصادر العُثمانيَّة إلى نسبٍ أبعد لِعُثمان ومعلوماتٍ عن أُصول التُرك الغز هي أقرب إلى الأساطير من الحقيقة، فتقول بأنَّهم من نسل يافث بن نوح، وبأنَّ لِعُثمان شجرة أنساب تضم 52 سلفًا أو أكثر وتنتهي عند النبي نوح. وتضم هذه الشجرة گوك ألب وأوغوز خان (التي تقول بأنَّه والد گوك ألب) والغُز التُركمان، ومنهم السلاجقة الذين سيطروا على فارس والأناضول وأوقعوا بالروم هزيمةً فادحة في وقعة ملاذكرد.[10] وبهذا تبدو ملامح بعض ما أشار إليه يلماز أوزتونا في فرضيَّته، بأنَّ بني عُثمان كانوا يُحاولون على الدوام ربط أنفسهم بالسلاجقة، والظُهور بمظهر ورثتهم. هذا ويتحدَّث المُؤرِّخ ابن إيَّاس في مُؤلَّفه حامل عنوان «بدائع الزُهُور في وقائع الدُهُور» عن أُصُول مُختلفة تمامًا لِعُثمان، يرفضها المُؤرخون المُعاصرون، ووفق هذه الرواية فإنَّ عُثمان وُلد سنة 658هـ، استنادًا إلى ما قاله بعض المُؤرخين من الذين سبقوه، وأنَّ أُصوله عربيَّة من الحجاز، وأنه كان يقطن وادي الصفراء بِالقُرب من المدينة المُنوَّرة. فلمَّا وقع الغلاء بِالمدينة خرج منها عُثمان فارًا إلى بلاد بني قرمان، فنزل بِقونية وتزيَّا بِزي أهلها وأخذ عنهم عاداتهم وتقاليدهم، ثُمَّ التحق بِخدمة الأمير علاء الدين علي بن خليل القرماني، فعظم أمره عنده ومشى على طريقتهم وتكلَّم بِالتُركيَّة، وصار لهُ أتباع كثيرة وأعوان.[11]

    اسمه عدل
    تُشيرُ جميع المصادر التاريخيَّة أنَّ أرطُغرُل أطلق على ولده الأصغر اسم «عُثمان» تيمُنًا بالخليفة الراشد الثالث عُثمان بن عفَّان، أحد الصحابة المُقربين من الرسول مُحمَّد ومن العشرة المُبشرين بالجنَّة وفق المُعتقد الإسلامي السُني تحديدًا. إلَّا أنَّ أحد المُؤرخين المُعاصرين المُتخصصين بالدراسات البيزنطيَّة، وهو الدكتور «لاوند قياپينار» يقول بأنَّ الاسم الأصلي لِمُؤسسة السُلالة العُثمانيَّة كان في الواقع «أتومان» أو «أتمان»، مُستندًا في ذلك إلى كتابات المُؤرخ الرومي جرجس پاخيمرس (1242 – ح. 1310م) الذي عاصر عهد عُثمان الأوَّل، ولم يذكر بداية اسمه بِحُروفٍ تُماثل العين العربيَّة، وأورده باللاتينيَّة على أنهُ «Ottomanus» وباليونانيَّة «Асман»، ومن تبريراته الأُخرى أنَّ والد عُثمان وإخوته وأعمامه لم يحمل أيًّا منهم أسماء عربيَّة إسلاميَّة، فلماذا يكون هو فريدًا بين أقاربه هؤلاء جميعًا؟[ْ 5] وقد تمَّ الرد على هذا بأنَّ هذا الادعاء غير دقيق، فجد عُثمان إن كان فعلًا يُدعى «سُليمان شاه» يُمثِّلُ أكبر دليلٍ على أنَّ التسميات العربيَّة والإسلاميَّة كانت شائعة في قبيلة قايى قبل ولادة عُثمان بزمن، كما أنَّ عُثمان نفسه أطلق على أولاده أسماءً عربيَّة إسلاميَّة وأُخرى تُركيَّة، فابنهُ البكر دُعي «علاءُ الدين» بينما دُعي ابنه الأصغر «أورخان»، مما يُفيد بأنَّهُ كان مُسلمًا ووُلد مُسلمًا. ويُضيف يلماز أوزتونا بأنَّ القصَّة التي يتداولها البعض حول أن أوَّل من اعتنق الإسلام من العشيرة هو أرطُغرُل وابنه عُثمان، هي قصَّة مُلفقة وُضعت رُبما لِإعلاء شأن العائلة.[4]

    قيام الإمارة العُثمانيَّة
    تمدُّد الإمارة العُثمانيَّة
    وفاته
    إرث عُثمان الأوَّل
    صفاته وخصائصه
    في الثقافة الشعبيَّة
    انظر أيضًا
    مراجع
    وصلات خارجيَّة
    آخر تعديل تم قبل 8 أيام بواسطة شيماء
    صفحات ذات صلة
    بايزيد الأول
    رابع سلاطين آل عُثمان وثاني من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُراد

    أورخان غازي
    ثاني سلاطين الدولة العُثمانية والابن الثاني لِمُؤسس هذه السُلالة الملكيَّة عُثمان الأوَّل

    قيام الدولة العثمانية
    تأسيس الدولة العثمانية

    ويكيبيديا
    المحتوى متاح وفق CC BY-SA 3.0 إن لم يرد خلاف ذلك.
    سياسة الخصوصية شروط الاستخدامسطح المكتب


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الخميس مايو 26, 2022 3:12 pm


    أورخان غازي
    ثاني سلاطين الدولة العُثمانية والابن الثاني لِمُؤسس هذه السُلالة الملكيَّة عُثمان
    الملك المُجاهد والسُلطانُ الغازي شُجاعُ الدين والدُنيا أُورخان خان بن عُثمان بن أرطُغرُل القايوي التُركماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: الملكُ المُجاهد غازى سُلطان اورخان خان بن عُثمان بن ارطُغرُل؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan Orhan Gazi Han ben Osman)، ويُعرف كذلك باسم أورخان بك (بالتُركيَّة المُعاصرة: Orhan Bey)؛ هو ثاني سلاطين آل عُثمان والابن الثاني لِمُؤسس هذه السُلالة الملكيَّة عُثمان الأوَّل. وُلد في مدينة سُكود عاصمة إمارة والده سنة 687هـ المُوافقة لِسنة 1281م، والدتُه هي مال خاتون بنت الشيخ «إده بالي»، وجدُّه لِأبيه هو الأمير الغازي أرطُغرُل بن سُليمان شاه، وجدَّتُه لِأبيه هي حليمة خاتون.
    أُورخان غازي
    (بالتركية العثمانية: اورخان غازى)‏ تعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
    Sultan Gazi Orḫan Han - السُلطان الغازي أورخان خان.jpg
    الحكم
    مدة الحكم
    726 - 761هـ\1326 - 1360م
    عهد
    قيام الدولة العثمانية
    اللقب
    الغازي، شُجاعُ الدين والدُنيا، اختيار الدين، الملك المُجاهد
    التتويج
    726هـ\1326م
    العائلة الحاكمة
    آل عثمان
    السلالة الملكية
    العثمانية وع الخلافة وراثية ظاهرة ولي العهد
    سُليمان (1316 - 1358م، تُوفي)
    مُراد (1358 - 1360م، تولَّى)
    Fleche-defaut-droite-gris-32.pngعُثمان الأوَّلمُراد الأوَّلFleche-defaut-gauche-gris-32.png
    معلومات شخصية
    الاسم الكامل
    أُورخان بن عُثمان بن أرطُغرُل القايوي الغزّي
    الميلاد
    687هـ\1281م
    سُكود، الأناضول، Flag of the Kayihan Khanate (c. 1326).svg الخانيَّة القاييوية
    الوفاة
    761هـ\1360م
    بورصة، الأناضول، Fictitious Ottoman flag 1.svg الإمارة العُثمانيَّة
    مكان الدفن
    تُربة عثمان الغازي، بورصة، تركيا
    الديانة
    مُسلم سُني
    الزوجة
    انظر
    الأولاد
    الأب عُثمان الأوَّل
    الأم مال خاتون
    إخوة وأخوات
    علاء الدين تعديل قيمة خاصية (P3373) في ويكي بيانات
    الحياة العملية
    المهنة
    زعيم عشيرة قايى التُركيَّة وأمير العُثمانيين
    اللغة الأم
    التركجٔية تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
    اللغات
    التركجٔية، والعربية تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
    الطغراء
    Tughra of Orhan.svg
    تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب
    تولَّى السُلطة سنة 726هـ المُوافقة لِسنة 1326م بعد وفاة والده،[ْ 1][ْ 2] وبعد أن تنازل لهُ أخوه علاءُ الدين عن العرش طوعًا، وقد امتدَّ حكمه حوالي 35 سنة. شهد عهده توسُّع الإمارة العُثمانيَّة وضمِّها لِلعديد من الأراضي والبِلاد المُجاورة وتصفية آخر مراكز النُفوذ والقُوَّة البيزنطيَّة في آسيا الصُغرى، فهزمت الجُيُوش العُثمانيَّة الروم بِقيادة الإمبراطور أندرونيقوس الثالث پاليولوگ في معركة پيليكانون، وفتحت ما تبقَّى من قِلاعٍ وحُصونٍ بيزنطيَّةٍ في غرب وشمال غرب الأناضول، ثُمَّ حوَّل أورخان أنظاره ناحية جيرانه المُسلمين ففتح أراضي إمارة قرەسي وضمَّها إلى مُمتلكاته. وقد استفاد أورخان من النزاع الأُسري والحرب الأهليَّة التي نشبت في بلاد الروم بعد وفاة الإمبراطور أندرونيقوس الثالث واعتلاء يُوحنَّا الخامس ذي السنوات التسع العرش، إذ استعان به الإمبراطور القائم بِحُكم الأمر الواقع يُوحنَّا السادس قانتاقوزن لِقتال أنصار الإمبراطور الشرعي اليافع بِقيادة والدته حنَّة الساڤويَّة، ممَّا سمح لِلعُثمانيين بِالحُصول على الكثير من الغنائم الحربيَّة من مُختلف أنحاء تراقيا، وقد تزوَّج أورخان بِتُيُودورة ابنة الإمبراطور لِقاء هذه الخدمات. وفي الحرب الأهليَّة الأُخرى التي دارت رحاها بين الروم ما بين سنتيّ 1352 و1357م، عاود قانتاقوزن الاستعانة بِأُورخان ضدَّ يُوحنَّا الخامس نفسه هذه المرَّة، ومنحهُ لقاء هذه الخدمة قلعة «جنبي» الواقعة في شبه جزيرة گليپولي حوالي سنة 1352م.[ِ 1][ِ 2] وفي يوم 6 صفر 755هـ المُوافق فيه 2 آذار (مارس) 1354م، ضرب زلزالٌ شديد گليپولي فدمَّرها وانهارت أسوارها، فعبر إليها العُثمانيُّون بِقيادة سُليمان بن أورخان وسيطروا عليها وأعادوا تعميرها، لِيكون ذلك أوَّل استقرارٍ إسلاميٍّ بِالبلقان، وأولى الخُطوات العُثمانيَّة نحو حصار القُسطنطينيَّة.

    تكمُنُ قيمة أورخان في التاريخ الإسلامي أنَّهُ شهد أوَّل استقرارٍ لِلمُسلمين في أوروپَّا الشرقيَّة، كما شهد ظُهور نظامٍ عسكريٍّ جديدٍ وأوَّل جيشٍ نظاميٍّ في القارَّة العجوز هو جيش الإنكشاريَّة، الذي قُدِّر لهُ أن يكون أعظم جيشٍ في العالمين الإسلاميّ والمسيحيّ لِفترةٍ طويلةٍ من الزمن، وأن يُلقي الرُعب في قُلوب المُلوك والأباطرة والأُمراء الأوروپيين لِمُدَّة أربعة قُرونٍ مُتتالية، بِالإضافة إلى ظُهور الإمارة العُثمانيَّة التي أصبحت تمتد من أنقرة إلى تراقيا، بعد أن ضاعف الأراضي التي ورثها عن والده ست مرَّات، وأرسى أوَّل تنظيمٍ لِلدولة.[1] دام حُكم أورخان خمسًا وثلاثين سنة، وعندما تُوفي كان في الحادثة والثمانين من عُمره، ليكون بِذلك أطول من عمَّر من سلاطين بني عُثمان، وكما كان حالُ والده، عاش أورخان حياةً زاهدةً أقرب إلى حياة المُتصوفين، ولم يُلقَّب بِالسُلطان رُغم شُيُوع ذلك اللقب في المُؤلَّفات التي تتحدث عنه، بل عُرف بِلقب «بك» أي «أمير». وعندما زار الرحَّالة المُسلم ابن بطوطة الأناضول في فترة حُكم أورخان وقابله هُناك، قال عنه: «إِنَّهُ أكبَرُ مُلُوكِ التُركُمَان، وَأكثَرَهُم مَالًا وَبِلَادًا وَعَسكَرًا، وَإنَّ لَهُ مِنَ الحُصُونِ مِا يُقَارِبُ مَائَة حِصنٍ، يَتَفَقَّدُهَا وَيُقِيمُ بِكُلِّ حِصنٍ أيَّامًا لِإصلَاحِ شُؤُونِهِ».[2] ووصفه المُؤرِّح أحمد بن يُوسُف القرماني بِقوله: «وَكَانَ رحمه الله مَلِكًا جَلِيلًا، ذَا صُورَةٍ حَسَنَةٍ، وَسِيرَةٍ مَرْضِيَّةٍ، وَكَرَمٍ وَافِرٍ، وَعَدْلٍ مُتَكاثِرٍ. بَنَى بِإِزْنِيق جَامِعًا وَمَدْرَسَة، وَهِيَ أَوَّلُ مَدْرَسَة بُنِيَت فِي الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّةِ».[3]
    رسمٌ إفرنجيّ تخيُليٌّ لِأورخان في شبابه، يستند إلى بعض الأوصاف البيزنطيَّة وإلى الهيئة النمطيَّة لِلرجال العُثمانيين كما عرفهم الغرب.
    لا يُعرف سوى القليل عن شباب أورخان وحياته قبل تولِّيه زعامة إمارة أبيه، كما أنَّ هُناك خِلافٌ حول تاريخ ميلاده. تنُصُّ أغلب المصادر على أنَّ ميلاد هذا السُلطان كان في سنة 687هـ المُوافقة لِسنة 1281م، وبعضُها الآخر يجعل ولادته في سنة 688هـ المُوافقة لِسنة 1281م،[ْ 3] وعاش 80 سنة وفقًا لِكتابٍ باسم «مناقب أورخان» كُتب في عصره.[ْ 4] كما أنَّ المصادر المُتأخره بعضها يُشير إلى أن ميلاده كان في سنة 1281م والبعض الأخر ينص على أنَّ ميلاده كان في سنة 1274م، أو 1279م، أو 1287م.[ْ 5] لا يُعرف كيف قضى أورخان غازي طُفُولته وشبابه، كما لا يعُرف كيف تربَّى وحصل على التعليم، بل حتَّى لا يُعرف إن كان أُميًا أم مُتعلمًا. أوَّلُ ظُهورٍ مُوثقٍ لِأورخان غازي في التاريخ كان في سنة 1298م عند زواجه من ابنة صاحب يار حصار، وتُدعى نيلوفر خاتون، فولدت لهُ سُليمان ومُراد.[4] ظهر مرَّة أُخرى عندما نقل والده مركز دولته من بيله جك إلى يني شهر في سنة 1299م حيثُ أُرسل أورخان مع الأتابك گُندز ألب صاحب الخبرة إلى قراجة حصار. وفي سنة 1300م فتح أورخان قلعة كوبري حصار ومن بعدها أصبح أميرًا لِلحُدود في قراجة حصار. ومن بعد ذلك حصل على رُتبة بكلربك أو أمير الأُمراء، وعُيِّن قائدًا لِجيش الإمارة الصغير وانضم إلى كُل عمليَّات والده العسكريَّة.[ْ 6] فاشترك في حصار إزنيق سنة 1301م، وحرب ديم بوز (دين بوز) سنة 1303م، بينما لم يُشارك في حرب لفكه لبقائه في إسكي شهر وقراجة حصار لمواجهة تهديدات الإمارة الكرميانيَّة التُركمانيَّة المُجاورة. وقد بقي معه رجال والده الموثوقين ككوسه ميخائيل وصالتوق ألب. وأثناء انشغال والده بالفُتوحات قام الأمير الكرمياني «چفدر تتر» بالهُجوم على سوق قراجة حصار ونهبه ثُمَّ انسحب. اقتفى أورخان أثر الناهبين ولحقهم حتَى قلعة چفدر حصار، وأعاد ما نهبوه وأسر ابن چفدر تتر. وقد عقد عثمان غازي مُعاهدة مع الكرميانيين بهذا الأسير وأرجعه لوالده.[ْ 7] وعندما قرر عُثمان البقاء في قراجة حصار لصد أي هُجومٍ مُحتملٍ لِلكرميانيين، أرسل ولدهُ مع بعض القادة العسكريين من رفاق دربه وقادة الآخية الفتيان أمثال «غازي ألبلر»، و«آقچه خوجة» و«قُونور ألب» و«الغازي عبدُ الرحمٰن» و«كوسه ميخائيل» إلى صقارية في سنة 1305م. ووفقًا لِعاشق باشا زاده فإنَّ تلك الغزوة كانت أوَّل حربٍ يقودها أورخان غازي.[5] كما فتح أورخان قلعة «قرەچپوش» ذات الأهمية الاستراتيجية، وقلعة «قرەتكين» الواقعة أمام إزنيق، وقلعة أبسو، وانضمَّ بعد ذلك إلى والده في يني شهر، وكان الهدف من تلك الحملات والغزوات قطع الإمدادات القادمة إلى إزنيق وإجبار حاميتها على الاستسلام. وقد اكتسب أورخان تجربته العسكرية في تلك الحروب. تشيرُ بعض المصادر أيضًا أنَّ عُثمان أرسل ولده أورخان ما أن بلغ 20 سنةً من العُمر لِيتولَّى حُكم مُقاطعة «ناقهير» الصغيرة، لكنَّ الأخير لم يمكث فيها طويلًا، وعاد إلى العاصمة سُكود سنة 1309م.
    فتح بورصة
    جانب من أسوار مدينة بورصة القديمة التي حاصرها العُثمانيّون قُرابة 10 سنوات.
    ركَّز السُلطان عُثمان جُهوده في سنواته الأخير على فتح المُدن البيزنطيَّة الكبيرة المعزولة، ورأى أن يبدأ بِفتح مدينة بورصة، فبنى بالقُرب منها قلعتين تُشرفان عليها وتُحيطان بها،[6] (وفي إحدى الروايات ثلاثة حُصون). استمرَّ الحصار العُثماني لِبورصة ما بين 10 و11 سنة، ويرجع طول الحصار إلى عدم امتلاك العُثمانيين أيَّة أدوات حصار في تلك الفترة من تاريخهم، كما أنَّ المدينة نفسها كانت حصينة ومنيعة، إذ حمتها قلعة يبلغ طولها 3400 متر تحتوي على 14 بُرج مراقبة و6 أبواب ضخمة، وكان هناك سورين سميكين في المنطقة الواقعة تحت جبل أولوطاغ المُجاور لِلمدينة.[7] وأثناء استمرار عمليَّة الحصار، قام عُثمان وقادته بتطهير جوار الإمارة من بقايا الحُصون الروميَّة، ففتحوها الواحد تلو الأُخرى، ودخل بعض قادة تلك الحُصون مع حامياتهم في خدمة عُثمان، وأسلم البعضُ منهم فيما بقي البعض الآخر على المسيحيَّة. وفي تلك الفترة أُصيب عُثمان بِداء النٌقطة (الصرع)، فبدا واضحًا أنه لم يعد قادرًا على قيادة حصار المدينة بنفسه، فعهد إلى ابنه أورخان باستكمال الأمر، واعتزل هو الخُروج مع الجُيوش ولازم دياره. واستمرَّ حصار أورخان للمدينة دون أي قتالٍ أو حرب، لكنَّه تابع عزلها عن مُحيطها، ففتح مودانيا قاطعًا صلة المدينة بالبحر، ثُمَّ فتح بلدة «پرونتكوس» في الساحل الجنوبي لِإزميد، وغيَّر اسمها إلى «قرەمُرسل» تيمنًا باسم فاتحها «قرەمُرسل بك»، كما فتح بلدة «أدرانوس» أو «أدرنوس» الواقعة جنوب بورصة على قمة جبل أناضولي طاغ، التي وُصفت بأنها مفتاح المدينة، وسُميت «أورخان ألي».[8][9] ضيَّق العُثمانيّون الحصار على المدينة حتَّى دبَّ اليأس في قلب حاكمها وحاميتها، وأيقن الإمبراطور البيزنطي أنَّ سُقوطها في أيدي المُسلمين مسألة وقتٍ لا أكثر، فاتخذ قرارًا صعبًا، وأمر عامله عليها بإخلائها، ففعل، وانسحبت الحامية البيزنطيَّة من المدينة، ودخلها أورخان يوم 2 جُمادى الأولى 726هـ المُوافق فيه 6 نيسان (أبريل) 1326م، ولم يتعرَّض لأهلها بِسُوء بعد أن أقرّوا بالسيادة العُثمانيَّة وتعهدوا بدفع الجزية.[10][11][12] واستسلم صاحب المدينة المدعو «أقرينوس» إلى أورخان، ثُمَّ أشهر إسلامه أمامه وبايع أباه عُثمان ودخل في طاعته، فأُعطي لقب «بك» إكرامًا له وتقديرًا لما أبداه من شجاعةٍ وصبرٍ خِلال الحصار الطويل، وأصبح من قادة الدولة العُثمانيَّة البارزين فيما بعد، وتأثر به عددٌ آخر من قادة الروم الذين بقوا في المدينة وحُصونها المُجاورة، فأشهروا إسلامهم وانضموا تحت لواء العُثمانيين.[13] وبهذا فُتحت بورصة بعد طول انتظار، وأسرع أورخان عائدًا إلى سُكود لينقل الخبر إلى والده.
    تولِّيه الإماره
    ظُروف تولِّي أورخان السُلطة
    خارطة تُبيَّن حُدود الإمارة العُثمانيَّة في بداية عهد السُلطان أورخان غازي وعند وفاة والده عُثمان الأوَّل (الأحمر الباهت).
    أورخان عند تربُّعه على تخت الإمارة.
    قبر عُثمان الأوَّل في مدينة بورصة.
    لمَّا بلغ أورخان سُكود استُدعي على الفور إلى والده، فوجده في حالة النزاع، ولم يلبث أن أسلم الروح بعد أن أوصى بالمُلك من بعده لِأورخان، وهو ثاني أولاده، بعد أن رآه أفضل وأكثر تهيُئًا لِزعامة الإمارة وقيادة الدولة من أخيه الأكبر علاء الدين، الذي اتصف بالورع الديني وميله إلى العُزلة.[14] على أنَّ بعض المُؤرخين قالوا بِأنَّ موضوع حُصول أورخان على الإمارة وهل كان في حياة والده أم بعد وفاته محل نقاش.[ْ 8] ووفقًا لِلمُؤرِّخ البيزنطي «ليونيكوس خلقوقوندليس» (الذي تحدث دون أن يستند إلى مصدر) فأنَّ أورخان حين توفي والده انسحب إلى جبل أولوطاغ وجمع الجنود حوله ثُمَّ حارب إخوته: باظارلي بك، وجوبان بك، وحميد بك، وعلاءُ الدين باشا، ومالك بك، وصاووجي بك، وهزمهم وسيطر على العرش بِالقُوَّة.[ْ 9] وقال ابن كمال أوَّل المُؤرخين العُثمانيين في تاريخه أنَّ أورخان أصبح أميرًا بقرار قادة جماعة الآخية الفتيان المُجاهدين والمُرابطين على الثُغور الإسلاميَّة في الأناضول، والذين كانوا يُكنُّون كامل الاحترام والوفاء لِوالده عُثمان.[ْ 10] ووفقًا لِلرأي السائد، وهو رأي المُؤرخين العُثمانيين الأوائل أمثال عاشق زاده باشا وأوروچ بك ونصري باشا والحكايات المسرودة المقبولة والشائعة، فإنَّ وُجهاء الإمارة اجتمعوا مع أولاد عُثمان غازي بعد وفاته، وفي هذا الاجتماع اقترح أورخان ولاية أخيه علاءُ الدين، ولكنَّ علاء الدين رفض هذا المُقترح، وأفاد أنَّهُ يرى أنَّ أخيه أورخان هو المُناسب لِهذا المنصب بسبب نجاحاته العسكريَّة، ووافقهُ في ذلك وُجهاء الإمارة، وهكذا أصبح أورخان أميرًا على بِلاد أبيه، وقد ناهز الأربعين من عُمره،[ْ 11] واكتفى علاءُ الدين بِمنصب الوزارة وإدارة الشُؤون الداخليَّة، لِيكون بِهذا أوَّل صدرٍ أعظمٍ في التاريخ العُثماني.[15] كان الاتفاق على تولية أورخان إمارة أبيه أحد أهم الانجازات التي حقَّقها العُثمانيُّون في تلك الفترة من تاريخهم، فقد تخطوا استحقاق وفاة زعيمهم الكبير من دون أن تتكبَّد الإمارة العتيدة أي خسارة لِوحدتها، ذلك أنَّ العُثمانيين لم يتبعوا التقليد التُركي والمغولي، كما فعلت الإمارات التُركمانيَّة المُحيطة بهم، القائم على اقتسام السُلطة وتوزيعها بين الإخوة. وهكذا ورث أورخان دولةً ليست لها قوانين أو عملة أو حُدود واضحة، يُحيطُ بها جيران أقوى منها، فكان عليه أن يُقيم دولةً راسخة الأقدام، والتوسُّع على حساب جيرانه، وتحويل أتباعه إلى أُمَّة.[16]
    وصيَّة والده
    تنصُّ بعض المصادر العربيَّة والعُثمانيَّة أنَّ عُثمانًا ترك وصيَّةً مكتوبة لِولده أورخان يوصيه فيها بإكمال مسيرة الغزو والجهاد ضدَّ الروم، وأن يلتزم بتعاليم الشريعة الإسلاميَّة ويُلازم العُلماء ويعدل مع الرعيَّة ويحميها، ويُخلص إلى الإسلام ورسالته. كما تضمَّت وصيَّته بعض النصائح إلى سائر أبناءه وإلى رفاق دربه الذين شهدوا معه كُل الغزوات أو مُعظمها. ويرى بعض الباحثين أنَّ أساس نجاح أورخان ومن قبله والده عُثمان كان الالتزام بِهذه المبادئ وعدم الحياد عنها. أمَّا نص الوصيَّة فهو:[ِ 3]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يا بُنيّ: إيَّاك أن تشتغل بِشيءٍ لم يأمر به الله ربُّ العالمين، وإذا واجهتك في الحُكم مُعضلة فاتخذ من مشورة عُلماء الدين موئلًا. يا بُنيّ: أحط من أطاعك بِالإعزاز. وانعم على الجُنود، ولا يغُرَّنَّك الشيطان بِجُندك وبِمالك، وإيَّاك أن تبتعد عن أهل الشريعة. يا بُنيّ: إنَّك تعلمُ أنَّ غايتنا هي إرضاءُ الله ربُّ العالمين، وأنَّ بِالجهاد يعِمُّ نور ديننا كُلَّ الآفاق، فتحدُث مرضاة الله جل جلاله. يا بُنيّ: لسنا من هؤلاء الذين يُقيمون الحُروب لِشهوة حُكمٍ أو سيطرة أفرادٍ، فنحنُ بالإسلام نحيا ولِلإسلام نموت، وهذا يا ولدي ما أنت لهُ أهل.[17] إعلم يا بُنيّ، أنَّ نشر الإسلام، وهداية النَّاس إليه، وحماية أعراض المُسلمين وأموالهم، أمانةٌ في عُنقك سيسألك الله عز وجل عنها.[18] يا بُنيّ: إنني أنتقلُ إلى جوار ربي، وأنا فخورٌ بك بأنَّك ستكون عادلًا في الرعيَّة، مُجاهدًا في سبيل الله، لِنشر دين الإسلام. يا بُنيّ: أوصيك بِعُلماء الأُمَّة، أدم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم، وانزل على مشورتهم، فإنهم لا يأمُرون إلَّا بخير. يا بُنيّ: إيَّاك أن تفعل أمرًا لا يُرضي الله عز وجل، وإذا صعُب عليك أمرٌ فاسأل عُلماء الشريعة، فإنهم سيدلُّونك على الخير. واعلم يا بُنيَّ أنَّ طريقنا الوحيد في هذه الدُنيا هو طريقُ الله، وأنَّ مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وأننا لسنا طُلَّاب جاهٍ ولا دُنيا. وصيَّتي لِأبنائي وأصدقائي، أديموا عُلوَّ الدين الإسلامي الجليل بِإدامة الجهاد في سبيل الله. أمسكوا راية الإسلام الشريفة في الأعلى بِأكمل جهاد. اخدموا الإسلام دائمًا؛ لِأنَّ الله عز وجل قد وظَّف عبدًا ضعيفًا مثلي لِفتح البُلدان. اذهبوا بِكلمة التوحيد إلى أقصى البُلدان بِجهادكم في سبيل الله، ومن انحرف من سُلالتي عن الحق والعدل حُرم من شفاعة الرسول الأعظم ﷺ يوم الحشر. يا بُنيّ: ليس في الدُنيا أحدٌ لا يُخضع رقبتهُ للموت، وقد اقترب أجلي بِأمر الله جل جلاله أُسلمُك هذه الدولة وأستودعك المولى عز وجل. إعدل في جميع شؤونك...[19][20]
    إنشاء جيش الانكشاريه
    عني أورخان بِتنظيم إمارته تنظيمًا مُحكمًا،[21] والتفت في بداية حُكمه إلى سن القوانين وإحداث التنظيمات الضروريَّة لِحماية إمارته، وأدرك أنَّ الأعباء المُلقاة على عاتقها أكبر من إمكاناتها، وبِخاصَّةً بعد أن أصبحت الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة تنظر إليها بِعين الريبة، ولِذا اهتمَّ أولًا بِإعادة تنظيم الجيش الذي يُشكِّلُ عماد الدولة، فلجأ إلى وسيلةٍ تكفل لهُ زيادة عدد أفراده وتوفير فئة خاصَّة شديدة الولاء لِلدولة. لم يكن لِلإمارة العُثمانيَّة عند قيامها جيشٌ نظاميٌّ تعتمدُ عليه، وقد وقع عبء الفُتوح الأولى كُلها على عاتق المُجاهدين والباحثين عن الغنائم وجماعات الدراويش، وكانوا كُلَّهم من الفُرسان، فيجتمعون في مكانٍ مُحددٍ عن طريق المُنادين، ثُمَّ يخرجون إلى الحرب، فإذا انتهت تفرَّقت جُمُوعهم وعاد كُلُ واحدٍ إلى عمله الأساسي.[22] والواقع أنَّ العُثمانيين اعتمدوا، مُنذُ أوَّل ظُهورهم في التاريخ، نظامًا إقطاعيًا كان الهدف منهُ تأمين مصدرٍ ثابتٍ لِإمداد جُيُوشهم بِالجُند، يُغنيهم عن إنشاء جيشٍ نظاميٍّ دائمٍ ويُوفِّرُ لهم نفقاته، وكان أساس هذا النظام هو إقطاع أو منح المُحاربين والمُجاهدين بعض المُقاطعات الزراعيَّة مُقابل التزامهم بِأن يكونوا دومًا على استعدادٍ لِلسير إلى الحرب متى يُدعون إليها، مع أعدادٍ من الفُرسان من أتباعهم تتناسب ومساحة الإقطاعة الممنوحة لِكُلٍ منهم، وأن يُجهزوهم بِكُل ما يحتاجون إليه من خيلٍ وسلاحٍ.[22] بناءً على هذا، وضع الصدر الأعظم علاءُ الدين باشا نظامًا لِلجُيوش التابعة لِأخيه السُلطان وجعلها دائميَّة،[23] وقسَّمها إلى وحدات تتكوَّن كُل وحدة من عشرة أشخاص، أو مائة شخص، أو ألف شخص، وخصَّص خُمس الغنائم لِلإنفاق منها على الجيش، وأنشأ لها مراكز خاصَّة يتم تدريبُها فيها.[24]


    مُنمنمة عُثمانيَّة تُصوِّرُ تجنيد بعض الفتيان البلقانيين في جيش الإمارة العُثمانيَّة. اعتمد السُلطان أورخان هذه الطريقة في سبيل إنشاء جيشٍ لا يتعصَّب لِأيِّ طرفٍ أو قبيلةٍ من القبائل التُركمانيَّة في الأناضول بِفعل رابطة الدم، وكي يكون لِلإمارة العتيدة جيشٌ دائمٌ لا يعرف حرفة سوى القتال.
    لكنَّ أورخان أدرك، من خِلال عمليَّاته العسكريَّة السَّابقة، حاجتهُ إلى جيشٍ من المُشاة يستطيع بِواسطته أن يفتح القِلاع ويقتحم الأسوار المنيعة، وقد فشلت جُهُوده في تحويل الفُرسان التُرك إلى جُنودٍ مُشاة حتَّى مع تنظيمات أخيه علاء الدين، وكان قبل تلك التنظيمات يُعاني من تأخير الفُرسان الإقطاعيين في الوُصول إلى ساحة القتال في الوقت المُحدَّد، وعدم تحمُّلهم القيام بِعمليَّات حصارٍ طويلة، بِالإضافة إلى أنَّهُ لم يكن من المُمكن الرُكون إليهم في عمليَّاتٍ عسكريَّةٍ بعيدٍ عن مناطق إقطاعاتهم من دون التعرُّض لِبعض المشاق.[22] كما استدرك علاءُ الدين أمرًا خطرًا آخر ظهر في جيش الإمارة العتيدة، وهو تحزُّب كُل فريقٍ من الجُند إلى القبيلة التابع إليها، فخشي انفصام عرى الوحدة العُثمانيَّة التي كان كُل سعيه وسعي شقيقه السُلطان في إيجادها.[23][25] لِهذا، كان من الطبيعي أن يسعى الرجُلان لِإنشاء جيشٍ من المُشاة دائمٍ ومُحترف، وهذا ما سمحت الظُروف بِتحقيقه في النصف الأوَّل من القرن الرَّابع عشر الميلاديّ،[26][27] وذلك باستخدام عُنصُر غير مُسلم وغير تُركي، وهو نظامٌ عسكريٌّ جديدٌ لم يكن مُتبعًا في الدُول التُركيَّة الإسلاميَّة السَّابقة على العُثمانيين.[22] كان صاحبُ هذه الفكرة هو قرەخليل باشا الجندرلي، وهو أحد مُستشاري أورخان، فاقترح عليه أن تأخذ الدولة خُمس أسرى الحرب من فتيان الروم مُقابل الضريبة المُستحقة عليهم استنادا إلى قانون الخُمس الذي صدر في عهد أورخان، وأن يُؤخذ أيضًا الأطفال الأيتام والمُشردين من الروم والأوروپيين ويُفصلون عن كُل ما يُذكرهم بِقومهم وأصلهم وتتم تربيتهم تربية إسلاميَّة تشمل الفكر والجسم لِترسيخ مبادئ الإسلام في قُلوبهم وأنفُسهم بحيثُ لا يعرفون أبًا إلَّا السُلطان ولا حرفةً إلَّا الجهاد والحرب، وأن يُخضعوا بعد ذلك لِتدريبٍ عنيفٍ خاص يهدف إلى تقوية أبدانهم وتعويدهم خُشونة العيش، حتَّى إذا بلغوا السن اللائق لِلخدمة العسكريَّة أُدخلوا ضمن فرق الجيش.[22] وممَّا حبَّب هذه الفكرة إلى أورخان وزيَّنها إليه أنَّ هؤلاء الغلمان كان لا يُخشى على تحزُّبهم إلَّا لِلدولة والسُلطان والإسلام نظرًا لِعدم وُجود أقارب لهم يُخشى على ميلهم إليهم، كما استحسن أخوه علاء الدين هذا النظام.[23][28] ويُذكر أنَّ أخذ الفتيان أو ما اصطُلح على تسميته بـ«ضريبة الغلمان»، كان مقصورًا على رعايا الدولة النصارى الذين يتبعون الكنيسة الأرثوذكسيَّة الشرقيَّة، رُبما بِسبب أنهم يُشكلون الغالبيَّة العُظمى من رعايا الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة وبالتالي المناطق التي فتحها المُسلمون.[29] هذا وتقول بعض الرويات أيضًا أن أورخان قرأ كتاب «سياسة نامه» لنظام المُلك الوزير السلجوقي وقد ذكر فيه الطريقة المُثلى لِإنشاء قُوَّة مُحاربة من المماليك التُرك عبر تربيتهم على أساس النُظم الإسلاميَّة، ثُمَّ يتم إدخالهم في خدمة القُصُور السُلطانيَّة والدوائر الحُكوميَّة. وبعدها بدأ أورخان في البحث عن طريقة لِتأسيس تلك ا
    الحاج بكطاش وليّ. يُشاع أنَّهُ بارك الإنكشاريَّة ودعا لهم بِالنصر على الأعداء عندما زاره السُلطان أورخان بصُحبة جيشه الجديد.
    بدأ أورخان مُنذ سنة 731هـ المُوافقة لِسنة 1330م بتأسيس جيش بلاده الجديد،[31] فأقام الغلمان والفتيان المُشردين والأيتام في ثكناتٍ خاصَّةٍ تُسمَّى «أوطة» (ثُمَّ حُرِّف لفظها بِالعربيَّة فصارت «أوضة»)، أي «غُرفة»، وجعل يُلقنهم التعليم العسكري الأساسي في مدرسةٍ حربيَّةٍ عُرفت بـ«الأوجاق». ووضع لهم قانونًا خاصًا تضمَّن أربع عشرة مادَّة تُحدِّدُ النظام الداخلي وتنظيم علاقات الأفراد بعضهم بِبعض، كما نصَّ على وُجوب الطَّاعة المُطلقة والانقياد التَّام لِلسُلطان.[32] وحرَّم عليهم الزواج، فكان الفردُ منهم يعيش من دون أملٍ في تكوين أُسرة، كما حرَّم عليهم الاختلاط بِالمُجتمع، وإنما وهبوا أنفُسهم لِلدفاع عن الدين الإسلامي وملَّة المُسلمين والسُلطان، فالإسلامُ عقيدتهم والقُرآنُ كتابهم والسُلطانُ والدهم والثكنة العسكريَّة مأواهم والحربُ مهنتهم. والقصة المشهورة أنَّ أورخان غازي لمَّا صار عنده من هؤلاء الجُنود عددٌ ليس بِقليل سار بهم إلى السيِّد مُحمَّد بن إبراهيم الخُراساني الشهير باسم «الحاج بكطاش ولي» شيخ الطريقة البكطاشيَّة بِأماسية لِيدعو لهم بِالخير ويُباركهم، فدعا لهم بِالخير والبركات والنصر على الأعداء وأن يُبيِّض الله وُجوههم ويجعل سُيوفهم حادَّة قاطعة،[33] وأعطى كُل واحدٍ منهم قطعة من طرف عباءته، فعُلِّقت على رؤوسهم تبرُّكًا بها، وكانوا ينسبون قطع اللبَّاد التي في أغطية رؤوسهم إلى هذا الشيخ،[34][35][36][37][38] وقال بعد أن باركهم: «لِيَكُن اسمُهُم "يَڭِيچِرِى"»،[23] أي «الجيش الجديد» أو «الجُند الجديد»، وهذا الاسم مُكوَّن من كلمتين: «يڭى» وتعني «الجديد»، و«چرى» وتعني «عسكر». وقد حدث خطأ في نقل الكلمة إلى العربيَّة فالكاف في كلمة «يڭى» هي كاف نونيَّة أو مُثلثة، والجيم في «چرى» هي جيم مشوبة، فالكلمة تُكتب «يڭيچرى» وتُنطق «يني تشري».[23][39] وهُناك بعضُ المُؤرخين الذين يُشكِّكون في صحَّة رُجوع أورخان إلى الشيخ بكطاش ولي، بل يُنفونها، على أساس أنَّ هذا الصُوفيّ تُوفي قبل قرنٍ من إنشاء هذه الفرقة، وإنما باركهم أحد خُلفائه.[40]
    راية الإنكشاريَّة وعليها السيف ذي الفقار.
    وكانت راية الجيش الجديد من قُماشٍ أحمر وسطُها هلال، وتحت الهلال صورة لِسيف أطلقوا عليها اسم «ذي الفقار» تيمُنًا بِسيف رابع الخُلفاء الراشدين الإمام علي بن أبي طالب.[41] وعمل أورخان على زيادة عدد جيشه الجديد بعد أن ازدادت تبعات الجهاد ومُناجزة البيزنطيين، فاختار عددًا من شباب البيزنطيين الذين أسلموا وحسُن إسلامهم، فضمَّهم إلى الجيش واهتمَّ اهتمامًا كبيرًا بِتربيتهم تربية إسلاميَّة جهاديَّة. ولم يلبث الجيش الجديد حتَّى تزايد عدده، وأصبح يضم آلافًا من الجُنود،[33] وقد اعتمد لهم التقسيم العشري سالِف الذِكر، فجعل قائد الفرقة المُكوَّنة من عشرة جُنود يُسمَّى «أونباشي»، وقائد الفرقة المُكوَّنة من مائة «يوزباشي»، وقائد الفرقة المُكوَّنة من ألف «بنباشي». ويعتبر المُؤرخون أنَّ الجيش الانكشاريّ هو أوَّلُ جيشٍ نظاميٍّ دائمٍ ذو أفرادٍ يتلقون الرواتب بانتظام عرفته أوروپَّا قبل قرنٍ كاملٍ من اعتماد شارل السابع ملك فرنسا نظام العساكر الدائمة، والتي يُشار إليها غالبًا خطأً بِأنها أقدم جيشٍ نظاميٍّ في العالم.[ِ 4]
    الفُتوحات في الأناضول فتح سواحل بحر مرمرة
    ظهر أورخان بِمظهر الفاتح في حياة أبيه، وكان قد استولى على بورصة من غير سفكٍ لِلدماء وجعلها عاصمةً لِدولته لِحُسن موقعها، ونقل جُثمان والده إليها لِيُدفن فيها بناءً على وصيَّته التي كتبها قبل مماته: «يَا بُنَيَّ، عِندَمَا أَمُوتُ ضَعْنِي تَحْتَ تِلكَ القِبَّةِ الفِضِّيَةِ فِي بُورُصَة».[42] وهذا هو الرأي الراجح عند عامَّة المُؤرخين العُثمانيين، على أنَّ عاشق زاده باشا مُؤرِّخ ذلك العصر يُفيد بِأنَّ أورخان غازي أعطها لابنه مُراد كسنجق.[ْ 12] وبِجميع الأحوال فإنَّ أورخان أمضى الفترة الأولى من عهده مُنشغلًا بِالفُتوحات في الأناضول. وقد اعتُبر خِلال فترة إمارته الأولى هذه تابعًا لِلدولة الإلخانيَّة المغوليَّة في فارس كباقي إمارت الأناضول التُركمانيَّة، واستمر في دفع الضريبة لِلإلخان المغولي المُقيم في تبريز.[43] على أنَّ إمارته كانت قد حازت قُوَّة وشُهرة في البلاط المغولي بِسبب هجماتها وغاراتها على الأراضي البيزنطيَّة. كما كان يُدينُ بِالولاء لِلخليفة العبَّاسي القائم على عرش الخِلافة الإسلاميَّة في القاهرة. أضحت كُلٌ من نيقوميدية ونيقية في بدايات عهد أورخان هدفًا في سياسته التوسُّعيَّة،[ِ 5] ثُمَّ استولى على شبه جزيرة بيثينيا الواقعة في أقصى الشمال،[ِ 6] وعلى قلعتيّ سمندرة وأبيدوس المُحصنتين،[44] وكانتا تحرُسان الطريق العسكري بين القُسطنطينيَّة ونيقوميدية، ونزل في تراقيا،[ِ 7] ثُمَّ راح يُعدُّ العدَّة لِمُهاجمة مدينة نيقية.
    معركة پيليكانون
    المقالة الرئيسة: معركة پيليكانون
    مُنمنمة بيزنطيَّة من القرن الرَّابع عشر الميلاديّ لِقيصر الروم الإمبراطور أندرونيقوس الثالث پاليولوگ قائد الجيش البيزنطي في معركة پيليكانون.
    يُعتبر عام 729هـ المُوافق لِعام 1329م من نقاط التحوُّل في التاريخ العُثماني، فقد استقر العُثمانيَّون في الفترة المُمتدة بين سنتي 1305م إلى 1329م في شرق آدابازاري وصبنجة وأضحوا على مقرُبةٍ من القُسطنطينيَّة، كما كانت نيقوميدية ونيقية قد حوصرتا من كُل الجهات ولم يبقَ مجالٌ إلَّا سُقوطهما في أيدي المُسلمين، وكانت نيقية تحديدًا مُستعدة لِلاستسلام بِسبب الجوع الذي ألمَّ بِأهلها وحاميتها بعد انقطاعها عن سائر بلاد الروم، لا سيَّما بعد فتح بورصة التي كانت بِمثابة الشريان الحيوي إليها. دفعت الحالة القائمة البيزنطيين إلى الاعتقاد بأنَّ الوضع أصبح مسألة حياةٍ أو موت، لا سيَّما أنَّ المُسلمين بعد استيلائهم على بُحيرة إزنيق بِالكامل، أخذوا يستعدون بِقيادة أورخان لِلقيام بِهُجومٍ حاسمٍ أخير لِفتح نيقية ونيقوميدية. وحدث في غُضون ذلك أن اعتلى الإمبراطور أندرونيقوس الثالث پاليولوگ العرش البيزنطي، فسعى لِإنقاذ نيقية وإيقاف التقدُّم العُثماني المُندفع تجاه عاصمة الروم، على أمل أن يُعيد الوضع على الحُدود الإسلاميَّة البيزنطيَّة إلى حالة الاستقرار والرُكود.[ِ 8] لِذلك قاد بِنفسه حملةً عسكريَّةً بلغ تعدادها 4,000 رجل وعبر بها مضيق البوسفور في 2 شعبان 729هـ المُوافق فيه 1 حُزيران (يونيو) 1329م، وهبط في أُسكُدار وأتى إلى پيليكانون، وهدفه الظاهر العُبور إلى الطرف الأخر من مضيق نيقوميدية، وأن يهبط من وادي يالاق دار ويُنقذ نيقية. وما أن علم أورخان بذلك حتَّى سار مع حوالي 8,000 من جُنوده[ِ 9] وسيطر على تلال پيليكانون قاطعًا بِذلك الطريق الاستراتيجيَّة التي كان على البيزنطيين استخدامها لِلوُصول إلى نيقوميدية.[ِ 10]
    وفي يوم 11 شعبان المُوافق فيه 10 حُزيران (يونيو)، أرسل أورخان 300 فارس نبَّال أسفل التلال لِاستدراج البيزنطيين إلى حيثُ يتمركز الجيش العُثماني، لكنَّ الروم تمكنوا من صدِّ هؤلاء، ورفضوا التقدُّم أكثر من ذلك بعد أن شعروا بِالفخ.[ِ 11] فهبط عليهم العُثمانيُّون من مواقعهم، واشتبك الجيشان في معركةٍ قويَّةٍ بِالقُرب من ميناء جبزي بالقرب من سهل المكان المُسمَّى قديمًا «پيليكانون» واليوم «إسكي حصار»، ودارت الدائرة على الجيش البيزنطي الذي حاول التقهقر والانسحاب دون أن يترك لهم العُثمانيُّون فُرصةً كبيرةً لِذلك، فقُتل منهم الكثيرون، وسرت شائعة تقول أنَّ الإمبراطور قُتل في المعركة، ممَّا أشاع الفوضى والهلع في صُفوف الجُند،[ِ 12] وفي واقع الأمر أنَّ الإمبراطور كان قد أُصيب إصابةً طفيفة، فولَّى هاربًا إلى القُسطنطينيَّة عن طريق البحر، وكان هُروبه هذا إيذانًا بِتخلِّي الأباطرة البيزنطيين عن آسيا الصُغرى إلى الأبد.[ِ 13] وطاردت الجُيُوش العُثمانيَّة فُلول المُنهزمين البيزنطيين الهاربة إلى فيلكورين، وهي مدينة ساحليَّة صغيرة، وأعملت فيها القتل وأسرت من تبقَّى من الجيش البيزنطي ولم يتمكن من الهرب. فقد أورخان في هذه المعركة 275 جُنديًا فقط، وغنم المُسلمون السرداق الإمبراطوري والرايات الإمبراطوريَّة الروميَّة، وتوجَّس الإمبراطور البيزنطي خوفًا بعد هذه الهزيمة، فطلب من العُثمانيين بحث طُرق المُصالحة.[45]

    والواقع أنَّ انهزام البيزنطيين في معركة پيليكانون كان قاضيًا على الأمل في المُحافظة على نيقية، ما دفع الإمبراطور البيزنطي لِلتوقف عن المُقاومة في الأناضول، أو تعزيز الحاميات البيزنطيَّة المُتبقية هُناك. كذلك لا شك أنَّ نصر أورخان وفتحه نيقية فيما بعد كان كفتح القُسطنطينيَّة آنذاك، ونُقطة تحوُّل في العلاقات العُثمانية البيزنطيَّة، فلم يعد أمام أورخان أي حاجزٍ ليستولي على نيقية ومن بعدها نيقوميدية. وقد أدَّى هذا النصر أيضًا إلى انضمام كُل القلاع الصغيرة التي على الساحل إلى الأراضي العثمانية بما فيها جبزي وهاراكا، وكان سُقوط كُل حُصون وقلاع الأناضول يعني تحوُّل الخطر العُثماني نحو القُسطنطينيَّة.[ْ 13] اشتهر أورخان بعد هذه الانتصار وأنشئ علاقات صداقة مع أوَّل سلاطين الأُسرة الجلائرية حسن بزرك،[ْ 14] كما وصلت أخبار انتصاراته إلى القاهرة ودمشق حيثُ عمَّ الفرح، وخلع عليه الخليفة العبَّاسي أبو الربيع سُليمان المُستكفي بالله ألقابًا تشريفيَّة كثيرة هي: «السُلطان» و«سُلطان الغُزاة» و«الغازي ابن الغازي» و«شُجاعُ الدين والدُنيا» و«اختيارُ الدين» و«سيفُ الدين».[45]
    حصار: فتح نيقية (1328–13
    رسمٌ إفرنجيّ قديم لِمدينة نيقية بُعيد الفتح الإسلامي لها.
    بعد هزيمة البيزنطيين في پيليكانون، شدَّد أورخان الحصار على مدينة نيقية، ولمَّا رأى أهلها أنَّ الأمل مفقود في وُصول أي مددٍ من القُسطنطينيَّة وأنَّ الإمبراطور تخلَّى عنهم أمام الأمر الواقع المفروض، أعلنوا استسلامهم وفتحوا أبواب المدينة لِلمُسلمين، ولم يُحاول أيٌ منهم مُقاومة الجُنود العُثمانيين، فسقطت المدينة في 21 جُمادى الأولى 731هـ المُوافق فيه 2 آذار (مارس) 1331م. وأظهر أورخان تساهُلًا وتسامُحًا كبيرين مع سُكَّان المدينة المفتوحة، فسمح لهم بِالبقاء فيها أو مُغادرها أنَّى شاؤوا، ولم يُعارض من أراد البقاء منهم في إقامة شعائر دينهم، وأذن لِمن يُريد المُهاجرة بِأخذ كافَّة منقولاته وبيع عقاراته مع تمام الحُريَّة في إجراءاته.[46] وقد دفعت هذه المُعاملة الكثير من سُكَّانها إلى اعتناق الدين الإسلامي.[47] وأصلح أورخان ما تهدَّم من مبانيها وأسوارها، وأسرف في الإنفاق على تحسينها، وحوَّل بعض كنائسها إلى مساجد ومدارس، وأسَّس بها مجموعةً جديدةً من المدارس والتكايا لِلفُقراء والمعوزين، وأنشئ وقفاً لزوجته نيلوفر خاتون. وسُرعان ما استعادت المدينة مركزها الهام، وبخاصَّة في صناعة القاشاني ونسيج الحرير، وأضحت أزهى مُدن الدولة العُثمانيَّة وأكثرها رخاء، ومركزًا لِلحياة العقليَّة الإسلاميَّة.[48] وجعل أورخان أكبر أولاده المدعو سُليمان باشا حاكمًا عليها، ولم يلبث في هذا المنصب إلَّا قليلًا حتَّى عُين صدرًا أعظم بعد وفاة عمِّه علاءُ الدين.[46] هذا وقد غُيِّر اسم المدينة من نيقية إلى «إزنيق»، وبِسُقوطها في أيدي المُسلمين انتهت سُلطة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة عمليًا في آسيا الصُغرى.
    حصار نيقوميدية وفتح ما بقي من بلاد الروم في الأناض
    موقع نيقوميدية على أطراف الأناضول.
    واصل أورخان فُتوحاته داخل الأراضي البيزنطيَّة في آسيا الصُغرى، فأرسل قُوَّةً عسكريَّةً في سنة 733هـ المُوافقة لِسنة 1333م، بِقيادة ابنه سُليمان، لِفتح المناطق الواقعة شمالي نهر صقارية، ففتح قلاع كوينيك ومودرينة وتُركجي،[49] وبِسُقوط تلك القلاع تقلَّصت المُمتلكات البيزنطيَّة في آسيا الصُغرى، ولم يعد لها سوى بعض المُدن المُتفرِّقة أشهرُها نيقوميدية وآلاشهر وهرقلة. وتعرَّض الإمبراطور البيزنطي آنذاك لِضغطٍ مُزدوج، فقد كثَّف التُركمان، المُنطلقون من إماراتهم الساحليَّة على بحر إيجة، غاراتهم على الأراضي البيزنطيَّة في أوروپَّا، كما تعرَّضت المُمتلكات البيزنطيَّة في البلقان لِغاراتٍ من قِبل الصربيين، فحرِص على ضمان حياد أورخان لِيتفرَّغ لِهذين الخطرين، وشرع في إجراء مُفاوضاتٍ معه. وكان أورخان بِغُضون ذلك الوقت قد ضرب الحصار على نيقوميدية بِجيشٍ كبيرٍ حرَّكهُ من خالكيديكة، وشرع المُسلمون يقذفون أسوارها بِالمنجنيق. وقد ذكر القائد الرومي يُوحنَّا قانتاقوزن (الذي أصبح إمبراطورًا لاحقًا) معلوماتٍ مُهمَّة حول هذا الموضوع. ووفقًا لِتلك المعلومات فإنَّهُ هرع بِسُرعةٍ لمُساعدة المدينة. وقد أرسل أورخان رسولًا بينما كان الأُسطول البيزنطي في الطريق وعلى وشك الوصول إلى نيقوميدية. وأخبر قانتاقوزن أنَّهُ مُستعدٌ للانسحاب وترك المدينة وشأنها إن وافق الإمبراطور على شُروطه الخاصَّة لِلصُلح، ومُستعدٌ للحرب إن لم يوافق. ورضي الإمبراطور بِهذا، وتمَّ توقيع مُعاهدة صُلح بين الطرفين في شهر ذي الحجَّة 733هـ المُوافق فيه شهر آب (أغسطس) 1333م، وقد اقتضت المُعاهدة صداقة أورخان لِلإمبراطور، وعدم القيام بأي حركاتٍ عدائيَّةٍ ضد المُدن البيزنطيَّة، وفي المقابل يتعهَّد الروم بِدفع مبلغٍ من المال لِلعُثمانيين.[50][51][52] وأرسل أورخان، كبادرة حُسن نيَّة، عدَّة هدايا إلى الإمبراطور، منها خُيُولًا تُركمانيَّة وعربيَّة مُطهَّمة، وكلاب صيد سلوقيَّة، وفراء نُمورٍ وسجَّاد، وحصل بِالمُقابل على أطباقٍ من الفضَّة، وأقمشةٍ صوفيَّة وحريريَّة، وبطانات سُروج، إلى جانب 12 ألف قطعة ذهبية سنويَّة لِقاء تراجُعه عن حصار نيقوميدية.[ْ 15]
    ضم إمارة قرەسي وفتح نيقوميدية
    الحُدود التقريبيَّة لِإمارة قرەسي ومسار الجُيُوش العُثمانيَّة عند فتحها وضمِّها إلى بلادهم.
    وفي 15 ربيع الآخر 736هـ المُوافق فيه 1 كانون الأوَّل (ديسمبر) 1335م، تُوفي آخر إلخانات المغول في فارس أبو سعید بهادُر خان، فسارع أورخان إلى إعلان استقلال إمارته عن الدولة الإلخانيَّة بعد أن تفتتت وانقضى أجلُها، ليُصبح بِهذا سُلطانًا حقيقيًا غير تابع لِأحد، وبِصفته أقدر أُمراء ورثة سلطنة سلاجقة الروم، فقد أعلن بِصُورةٍ رسميَّةٍ أنَّهُ الخلف الشرعي لِلعرش السُلجوقي الذي خلا. اختلفت مواقف الإمارات التُركمانيَّة الأُخرى إزاء هذا الادعاء، فبينما عارضته صراحةً إمارة القرمان التي كانت تُسيطرُ على مدينة قونية التي كانت عاصمة العرش السُلجوقي، تأرجحت مواقف الإمارات الأُخرى بين التعاون مع إمارة القرمان والمُوافقة على موقفها المُعارض أحيانًا، وبين مُساندتهم لِبني عُثمان كسبًا لِودِّهم وخشيةً من قُوَّتهم العسكريَّة المُتنامية أحيانًا أُخرى.[43]
    وفي الواقع، فإنَّ ، واهتمَّ بِتوطيد أركان دولته وتولَّى الأعمال الإصلاحيَّة والعُمرانيَّة ونظم شُؤون الإدارة وقوى الجيش وأنشأ المعاهد العلميَّة،[57] وأشرف عليها خيرة العُلماء والمُعلمين، وكانوا يحظون بِقدرٍ كبيرٍ من الاحترام في الدولة، وكانت كُل قرية بها مدارسها، وكُل مدينةٍ بها كُليَّتها التي تُعلِّم النحو والتراكيب اللُغويَّة والمنطق وفلسفة ما بعد الطبيعيَّات وفقه اللُغة وعلم الإبداع اللُغوي والبلاغة والهندسة والفلك، إلى جانب تحفيظ القُرآن وتدريس عُلُومه والسُنَّة النبويَّة والفقه والعقائد.[58] ومن آثار أورخان في هذه الفترة أنَّهُ أسَّس مدرسة عالية في مدينة بورصة وأُخرى في مدينة إزنيق، وأجزل العطايا لِلشُعراء والعُلماء.[46] وحرص أورخان على تعزيز سُلطانه في الأراضي التي ضمَّها، وحرص على طبع كُل أرضٍ جديدة بِطابع الدولة المدني والعسكري والتربوي والثقافي، وبِذلك تُصبح جُزءًا لا يتجزَّأ من الأملاك العُثمانيَّة، بِحيثُ أصبحت أملاك الدولة في آسيا الصُغرى مُتماثلة ومُستقرَّة.[59] وقد قام أورخان بِتنظيم ممالكه تنظيمًا إداريًا مُحكمًا، فقسَّمها إلى سناجق[21] بلغ تعدادها قبل عُبوره إلى أوروپَّا 4 سناجق، وهي: الإمارة الأُم وهي المنطقة الشاملة على مدينتيّ سُكود وإسكي شهر وما جاورها من القُرى والكور؛ السنجق الخداوندگاري وهي ما عُرف بِـ«بلاد السُلطان» واشتمل على بورصة وإزنيق وقُراها وكورها؛ سنجق قوجه إيلي وهو يشتمل على البلاد الواقعة ضمن شبه الجزيرة المُحيطة بِإزميد؛ سنجق قرەسي المُشتمل على أراضي الإمارة سالِفة الذِكر.[ِ 15] وعيَّن ولده سُليمان على إزميد، وأرسل ولده الآخر مُراد إلى سنجق بورصة، وعين ابن عمه گُندُز ألب على قراجة
    أيضًا، أمر أورخان بِضرب العملة من الذهب والفضَّة،[21] ونقش اسمه على إحدى وُجوهها، واسم الخليفة العبَّاسي المُقيم بِالقاهرة على الوجه الآخر. وكانت تلك الدراهم بسكَّة السلاجقة، وقد ضُربت حوالي سنة 729هـ المُوافقة لِسنة 1328م.[60]
    الفُتوحات في أوروپَّا العُبُور الأوَّل نحو الروملِّي
    عندما اعتلى أورخان عرش الإمارة العُثمانيَّة، كانت القبائل التُركيَّة قد عبرت المضيق إلى الجانب الأوروپي مرَّاتٍ عدَّة، من دون أن تُحقق نجاحًا أو تترك أثرًا، ولِذلك لم يعرها الإمبراطور البيزنطي أيَّة أهميَّة، لكن نشأت من هذه الغزوات، مع مُرور الزمن، حملاتٍ مُنظمةٍ نمت شيئًا فشيئًا على أيدي إمارات الأناضول التُركمانيَّة، والرَّاجح أنَّ آمور بك، حاكم آيدين، قام بِغاراتٍ مُتكرِّرةٍ على الأراضي البيزنطيَّة في أوروپَّا.[56] وحاول الإمبراطور البيزنطي التحالف مع الغرب الأوروپي لِوقف الزحف التُركماني بِعامَّةً والعُثماني بِخاصَّةً، على الرُغم من المُعاهدة المُبرمة مع أورخان، فتقرَّب من البابا يُوحنَّا الثاني والعشرين، وأقنعهُ بِضرورة شن حملة صليبيَّة ضدَّ العُثمانيين،[ِ 16] ويبدو أنَّ انهماك حُكَّام الغرب الأوروپي بِمُشكلاتهم الداخليَّة والخارجيَّة، وعدم مُوافقة رجال الدين البيزنطيين الأرثوذكس على التعاون مع البابا والكنيسة الكاثوليكيَّة، أفسد هذا المشروع، ما أعطى أورخان فُرصةً طيِّبة لِلتوسُّع في أوروپَّا استغلَّها بِنجاح. ففي سنة 737هـ المُوافقة لِسنة 1337م حاول أورخان مُهاجمة القُسطنطينيَّة وتثبيت أقدام المُسلمين في تراقيا، بِواسطة أُسطولٍ صغيرٍ يتكوَّن من ستٍ وثلاثين سفينة، لكنَّهُ هُزم أمام البيزنطيين.[61] ومع ذلك فقد أوقعت هذه الغزوةُ الرُعب في قلب الإمبراطور البيزنطي، فسعى إلى مُصالحة أورخان والتقرُّب منه وزوَّجهُ ابنته، ولكنَّ هذا الزواح لم يحل بين العُثمانيين وبين الاندفاع إلى الأمام لاحقًا.[62]
    تدهور أوضاع الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة
    الإمبراطور البيزنطي يُوحنَّا السادس قانتاقوزن القائم على العرش بِحُكم الأمر الواقع. شهد عهده القصير تدهور أوضاع الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بشكلٍ كبيرٍ غير معهود.
    تُوفي الإمبراطور البيزنطي أندرونيقوس الثالث پاليولوگ يوم 30 ذو الحجَّة 741هـ المُوافق فيه 15 حُزيران (يونيو) 1341م، وسُرعان ما تدهورت أوضاع الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد وفاته حيثُ عانت من الحُروب الأهليَّة والصراع الداخلي على السُلطة بين زُعماء اعتراهُم الوهن والضعف، لم يُقدِّروا الخطر الذي يُواجه دولتهم، ومن جهةٍ أُخرى فقد الشعب ثقته بِنفسه وبِزُعمائه الذين راحوا يتسابقون لِلاستعانة بِالعُثمانيين ضدَّ بعضهم البعض، في الوقت الذي ازدادت فيه قُوَّة الإمارة العُثمانيَّة، ما قضى نهائيًا على تلك المُعاهدة المُبرمة مع أندرونيقوس الثالث.[63]
    وتنازع على .[64]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الخميس مايو 26, 2022 3:13 pm

    عرش الإمبراطوريَّة آنذاك كُلٍ من الإمبراطور الشرعي يُوحنَّا الخامس پاليولوگ والإمبراطور يُوحنَّا السادس قانتاقوزن، وبلغ من شدَّة ضُعف الإمبراطوريَّة أن أخذت الدُويلات البحريَّة الإيطاليَّة صاحبة المُستعمرات التجاريَّة القائمة بِجوار القُسطنطينيَّة تتقاتل فيما بينها لِتدفع كُلٍ منها الأُخرى عن مركز السيادة التجاريَّة في المياه البيزنطيَّة، دون أن يكون لِلروم رأيٌ في ذلك، بل إنَّ بعضها تطاول على الإمبراطوريَّة نفسها. فكانت جُمهُوريَّة جنوة تُسيطر على مُستعمرة غلطة الواقعة على الجانب المُقابل من مضيق القرن الذهبي، وفي سنة 1348م أعلن الجنويين الحرب على الروم عندما قرَّر الإمبراطور يُوحنَّا قانتاقوزن إنقاص قيمة التعريفات الضريبيَّة على السُفن الداخلة إلى الجانب البيزنطي من القرن الذهبي في سبيل استقطاب التجارة إلى الإمبراطوريَّة وتحويل انتباه التُجَّار عن الجنويين، ودامت الحرب بين الطرفين حوالي سنة، وانتهت بِتنازُل الجنويين عن بعض الأراضي المُحيطة بِغلطة، وبِإبقاء الروم على التعريفات الضريبيَّة السابقة.[ِ 17]
    وفي سنة 1352م أدَّت المُنافسة التجاريَّة القويَّة بين البُندُقيَّة وجنوة إلى نُشوب حربٍ بينهما، وقد حالف البيزنطيين البنادقة رغبةً منهم بِطرد الجنويين والانتقام منهم، وزوَّدوهم بِبعض السُفن الحربيَّة، غير أنَّهم تعرَّضوا لِهزيمةٍ قاسيةٍ على يد الجنويين.[ِ 18] ودخل الصربيُّون آنذاك على خط الصراع السياسي، فاستغلُّوا النزاعات البيزنطيَّة الداخليَّة، وغزوا الأراضي البيزنطيَّة في سنة 750هـ المُوافقة لِسنة 1349م بِقيادة القيصر أسطفان دوشان، فاستولوا على سالونيك وبعض المُدن الأُخرى.[63]
    العُبُور الثاني نحو الروملِّي وفتح گليپولي
    كان الإمبراطور البيزنطي القائم بِحُكم الأمر الواقع يُوحنَّا السادس قانتاقوزن قد استنجد سابقًا بِأمير آيدين آمور بك في حُروبه ضدَّ البلغار، فأرسل إليه الأخير جيشه وأُسطوله عدَّة مرَّات ودخل الروملِّي ثُمَّ عاد. ولمَّا غزا الصرب أراضي الإمبراطوريَّة عاد وطلب منهُ المُساعدة مُجددًا، فأجابه آمور بك بِأنَّهُ مشغول في الحرب مع الكاثوليك اللاتين - أعداء البيزنط - في إزمير، ومن ثُمَّ فإنَّهُ سوف يتعذَّر عليه المجيء، وأوصاه بِطلب المعونة من أورخان بك بن عُثمان.[64] وفي نفس الوقت كان السُلطان أورخان يقفُ موقف المُتيقظ ممَّا كان يحدث في البلاط البيزنطي، ووضع نصب عينيه استراتيجيَّةً جديدةً في التعامل مع الروم تقتضي مُسايستهم بِدقَّة ومُساندتهم عسكريًا لو اضطُرَّ الأمر، وعدم البدء بالاعتداء أو الهُجوم.[64] وأدرك بِفطنته وحنكته السياسيَّة أنَّ الروم سوف يطلبون العون من العُثمانيين عاجلًا أم آجلًا، بعد أن تكاثر عليهم الأعداء ونخرت سوسة الفساد والحُروب الأهليَّة بلادهم، وليس لهم من حليفٍ قويٍّ مُجاورٍ إلَّا العُثمانيين، وبناءً على رؤيته هذه قرَّر أورخان أن يكون إرساله لِلجُنود نحو الروملَّي لِمُساعدة البيزنطيين، هو بداية استحواذ العُثمانيين على أراضٍ في تلك البلاد وبداية استقرار المُسلمين فيها، وأن تكون تلك فاتحة الانطلاق نحو فتح بلادٍ أوروپيَّة غير مُسلمة.[ْ 21] وبِالفعل حصل ما توقَّعهُ أورخان، إذ أوعزت إليه الإمبراطورة حنَّة الساڤويَّة، والدة يُوحنَّا الخامس والوصيَّة عليه، أن يُرسل جيشًا لِمُساعدتها ضدَّ يُوحنَّا السادس قانتاقوزن، ما دفع هذا الأخير إلى استقطاب أورخان بِأن زوَّجه ابنته تُيُودورة مُقابل ستَّة آلاف جُندي يُقدمها له أورخان،[ِ 19] وفي 21 شوَّال 747هـ المُوافق فيه 3 شُباط (فبراير) 1347م، دخل الجيش العُثماني ليلًا إلى القُسطنطينيَّة بناءً على دعوة الإمبراطور، الذي كان قد دعى أورخان لِلحُضُور كذلك لكنَّ الأخير لم يقبل الدعوة، بل أرسل ابنه سُليمان قائدًا عامًا بدلًا منه.[64] وتمكَّن الإمبراطور بِهذه القُوَّة العسكريَّة من الاستيلاء على المُدن الواقعة على شواطئ البحر الأسود باستثناء سوزوپوليس، واعتلاء العرش في سنة 748هـ المُوافقة لِسنة 1347م.[65] ويُعتبرُ العُبُور الثاني إلى الروملِّي ودُخول العُثمانيين إلى البلقان والقارَّة الأوروپيَّة أحد أهم الوقائع التاريخيَّة، فانطلاقًا من هذه النُقطة تغيَّر مجرى التاريخ الأوروپي ومصير الدُول الأوروپيَّة كذلك.[64]
    صُورة ساتليَّة لِشبه جزيرة گليپولي التي شهدت أوَّل استقرارٍ إسلاميٍّ في شرق أوروپَّا خِلال عهد السُلطان أورخان.
    سند تمليك بِخط يد السُلطان يُبيحُ فيه لِبعض قبائل التُركمان باستيطان گليپولي.
    وفي سنة 750هـ المُوافقة لِسنة 1349م، تطلَّع الإمبراطور البيزنطي مُجددًا إلى مُساعدة العُثمانيين بعد أن استولى الصرب بِقيادة أسطفان دوشان على سالونيك وبعض المُدن الأُخرى كما أُسلف، وشجَّعهم هذا النجاح إلى التطلُّع نحو القُسطنطينيَّة نفسها،[ِ 20] بهدف إقامة دولة أرثوذكسيَّة قويَّة على أنقاض الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة المُتهالكة تلُم شمل جميع النصارى الأرثوذكس الشرقيين بِمُواجهة البابويَّة الكاثوليكيَّة.[ِ 21] ومن المعروف أنَّ الوُلاة البيزنط الذين كانوا يتولون إدارة الولايات البلقانيَّة كانوا دومًا على خِلافٍ مع الأقوام الصقلبيَّة (السلاڤيَّة)، مثل الصرب والبلغار، ولم يكونوا قادرين على إدارتهم بالهيِّن. وعندما تقابل أورخان مع الإمبراطور سنة 1347م في أُسكُدار، تناولا بِالحديث التدابير المُشتركة تجاه الخطر الصقلبي في البلقان، وإمكانيَّة التعاون ضدَّ الصقالبة


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الخميس مايو 26, 2022 3:13 pm

    إعلان أورخان هذا كان يُفيد بِمدى شُعوره بالاطمئنان والقُوَّة أمام جيرانه، ويُفيد عن نيَّة دولته العُثمانيَّة الناشئة أن ترث دولة سلاجقة الروم في آسيا الصُغرى، وترث ما كانت تملكه.[53] وفي نفس الوقت أدَّى اندفاع العُثمانيين باتجاه الغرب إلى رغبتهم في تأمين واجهةٍ لهم على الساحل الجنوبي لِبحر مرمرة، وكان موقع إمارة قرەسي يُحقق لهم هذه الرغبة، لِذلك تطلَّع أورخان إلى ضمِّها. ويذكر يُوحنَّا قانتاقوزن أن مُحاربي القرەسي قاموا بغاراتٍ على الروملِّي قبل العُثمانيين. وكانت إمارة قرەسي تضم في الغرب مضيق إدرميت وبرغمة وطروادة وأيدين جك في جنوب سواحل مرمرة، وبالق أسير في الشرق. وقد كان القرەسيُّون في مقدمة الإمارات التُركمانيَّة التي شرعت بِالإغارة على الروملِّي ومضيق چنق قلعة من الناحية الأخرى، ومن المعروف أنَّ الأمير ياخشي بك كان قد أغار على شبه جزيرة گليپولي وتراقيا قبل سنواتٍ من عُبُور العُثمانيين إليها.[ْ 16] بدأ العُثمانيُّون في الاستيلاء على أراضي إمارة قرەسي قطعة قطعة في الفترة المُمتدة بين سنتيّ 1336م إلى 1361م. وكان دمير خان أمير قرەسي أراد أن يتحد سابقًا مع عُثمان غازي في سبيل توحيد الجبهة الإسلاميَّة ضدَّ البيزنطيين، وبعد وفاة دمير خان دبَّ النزاع بين ولديه طورسون وتيمورطاش حول الأحقيَّة في العرش، فالتجأ طورسون إلى أورخان على أمل أن يحصل منهُ على العون ضدَّ شقيقه، ولم يُفوِّت أورخان هذه الفُرصة لِيضم أراضي قرەسي إلى مُلكه. فعقد مع الأمير مُعاهدةّ نصَّت على ضم بلاده بالكُليَّة لِلدولة العُثمانيَّة، على أن يترك قلعة بهرام، ومنطقة «قزلجه - طُوزلة» التي تُخرج مقادير وافرة من الملح.[ْ 17] وبِهذا، أصبحت إمارة قرەسي أوَّل إمارةٍ إسلاميَّةٍ في الأناضول يضُمَّها العُثمانيُّون إلى أملاكهم، وذلك في سنة 735هـ المُوافقة لِسنتيّ 1334-1335م.[54] وبِذلك أضحى الساحل الجنوبي لِبحر مرمرة عُثمانيًا، وغدا العُثمانيُّون يتحكمون في مضيق الدردنيل، كما أصبحوا أقوى الإمارات التُركمانيَّة في المنطقة.[55][ِ 14]
    بعد الانتهاء من ضم إمارة قرەسي، حوَّل أورخان أنظاره مُجددًا ناحية نيقوميدية طامحًا في ضمِّها إلى مُمتلكاته، ولم يعبئ بِمُعاهدة الصُلح المُنعقدة بينه وبين الروم سابقًا.[56] ذكر قانتاقوزن أن أندرونيقوس إمبراطور البيزنطيين خرج في سفرٍ طويلٍ بجيشة لِمواجهة المُتمرديين الأرناؤوط (الألبان) في سنة 1337م، ولم يكن هناك أي احتماليَّة لِمجيئه إلى شبه جزيرة نيقوميدية، وكانت حاكمةُ المدينة في تلك الفترة أميرة من عائلة الإمبراطور. ولم يُفوِّت أورخان تلك الفُرصة وسارع بِمُحاصرة نيقوميدية وعندما وصل إلى هناك انضم إليه كل المُحاربيين المُسلمين الذين في الجوار. ولم يصمد أهل المدينة أمام الحصار بسبب الجوع ونقص المُؤن، فقرَّرت الأميرة الإستسلام،[ْ 18] واتفقت مع أورخان على شروط التسليم، ونصت الاتفاقية على رحيل من يُريد من الروم إلى القُسطنطينيَّة ودُخول الجيش العُثماني أثناء ترك هؤلاء للقلعة.[ْ 19] وهكذا فُتحت نيقوميدية سنة 737هـ المُوافقة لِسنة 1337م، وسُميت «إزميد»، وبِفتحها امتدت الأراضي العُثمانية من الشواطئ الآسيويَّة لِبحر إيجة حتَّى شواطئ البحر الأسود في شمال غرب الأناضول. كما أنه باستيلاء أورخان على بورصة وإزنيق وإزميد وصل العُثمانيُّون لِدرجةٍ من القُوَّةٍ تُمكنهم من إنشاء دولةٍ مُستقلَّةٍ.
    ترسيخ دعائم الإمارة العُثمانيَّة العتيدة
    عملة نقديَّة ضُربت في عهد أورخان: يظهر على الوجه الأيمن لقب الخليفة العبَّاسي: «الإمام المُستنصر بِالله»، وعلى الوجه الأيسر البسملة (بسم الله الرحمٰن الرحيم) يليها عِبارة «أورخان بن عُثمان عزَّ الله نصره».
    أمضى أورخان بعد استيلائه على إمارة قرەسي عشرين سنةً دون أن يقوم بِأي حُروب، بل قضاها في صقل النُظم المدنيَّة والعسكريَّة التي أوجدتها الدولة، وفي تعزيز الأمن الداخلي، وبناء المساجد ورصد الأوقاف عليها، وإقامة المُنشآت العامَّة الشاسعة


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الخميس مايو 26, 2022 3:25 pm

    إعلان أورخان هذا كان يُفيد بِمدى شُعوره بالاطمئنان والقُوَّة أمام جيرانه، ويُفيد عن نيَّة دولته العُثمانيَّة الناشئة أن ترث دولة سلاجقة الروم في آسيا الصُغرى، وترث ما كانت تملكه.[53] وفي نفس الوقت أدَّى اندفاع العُثمانيين باتجاه الغرب إلى رغبتهم في تأمين واجهةٍ لهم على الساحل الجنوبي لِبحر مرمرة، وكان موقع إمارة قرەسي يُحقق لهم هذه الرغبة، لِذلك تطلَّع أورخان إلى ضمِّها. ويذكر يُوحنَّا قانتاقوزن أن مُحاربي القرەسي قاموا بغاراتٍ على الروملِّي قبل العُثمانيين. وكانت إمارة قرەسي تضم في الغرب مضيق إدرميت وبرغمة وطروادة وأيدين جك في جنوب سواحل مرمرة، وبالق أسير في الشرق. وقد كان القرەسيُّون في مقدمة الإمارات التُركمانيَّة التي شرعت بِالإغارة على الروملِّي ومضيق چنق قلعة من الناحية الأخرى، ومن المعروف أنَّ الأمير ياخشي بك كان قد أغار على شبه جزيرة گليپولي وتراقيا قبل سنواتٍ من عُبُور العُثمانيين إليها.[ْ 16] بدأ العُثمانيُّون في الاستيلاء على أراضي إمارة قرەسي قطعة قطعة في الفترة المُمتدة بين سنتيّ 1336م إلى 1361م. وكان دمير خان أمير قرەسي أراد أن يتحد سابقًا مع عُثمان غازي في سبيل توحيد الجبهة الإسلاميَّة ضدَّ البيزنطيين، وبعد وفاة دمير خان دبَّ النزاع بين ولديه طورسون وتيمورطاش حول الأحقيَّة في العرش، فالتجأ طورسون إلى أورخان على أمل أن يحصل منهُ على العون ضدَّ شقيقه، ولم يُفوِّت أورخان هذه الفُرصة لِيضم أراضي قرەسي إلى مُلكه. فعقد مع الأمير مُعاهدةّ نصَّت على ضم بلاده بالكُليَّة لِلدولة العُثمانيَّة، على أن يترك قلعة بهرام، ومنطقة «قزلجه - طُوزلة» التي تُخرج مقادير وافرة من الملح.[ْ 17] وبِهذا، أصبحت إمارة قرەسي أوَّل إمارةٍ إسلاميَّةٍ في الأناضول يضُمَّها العُثمانيُّون إلى أملاكهم، وذلك في سنة 735هـ المُوافقة لِسنتيّ 1334-1335م.[54] وبِذلك أضحى الساحل الجنوبي لِبحر مرمرة عُثمانيًا، وغدا العُثمانيُّون يتحكمون في مضيق الدردنيل، كما أصبحوا أقوى الإمارات التُركمانيَّة في المنطقة.[55][ِ 14]
    بعد الانتهاء من ضم إمارة قرەسي، حوَّل أورخان أنظاره مُجددًا ناحية نيقوميدية طامحًا في ضمِّها إلى مُمتلكاته، ولم يعبئ بِمُعاهدة الصُلح المُنعقدة بينه وبين الروم سابقًا.[56] ذكر قانتاقوزن أن أندرونيقوس إمبراطور البيزنطيين خرج في سفرٍ طويلٍ بجيشة لِمواجهة المُتمرديين الأرناؤوط (الألبان) في سنة 1337م، ولم يكن هناك أي احتماليَّة لِمجيئه إلى شبه جزيرة نيقوميدية، وكانت حاكمةُ المدينة في تلك الفترة أميرة من عائلة الإمبراطور. ولم يُفوِّت أورخان تلك الفُرصة وسارع بِمُحاصرة نيقوميدية وعندما وصل إلى هناك انضم إليه كل المُحاربيين المُسلمين الذين في الجوار. ولم يصمد أهل المدينة أمام الحصار بسبب الجوع ونقص المُؤن، فقرَّرت الأميرة الإستسلام،[ْ 18] واتفقت مع أورخان على شروط التسليم، ونصت الاتفاقية على رحيل من يُريد من الروم إلى القُسطنطينيَّة ودُخول الجيش العُثماني أثناء ترك هؤلاء للقلعة.[ْ 19] وهكذا فُتحت نيقوميدية سنة 737هـ المُوافقة لِسنة 1337م، وسُميت «إزميد»، وبِفتحها امتدت الأراضي العُثمانية من الشواطئ الآسيويَّة لِبحر إيجة حتَّى شواطئ البحر الأسود في شمال غرب الأناضول. كما أنه باستيلاء أورخان على بورصة وإزنيق وإزميد وصل العُثمانيُّون لِدرجةٍ من القُوَّةٍ تُمكنهم من إنشاء دولةٍ مُستقلَّةٍ.
    ترسيخ دعائم الإمارة العُثمانيَّة العتيدة
    عملة نقديَّة ضُربت في عهد أورخان: يظهر على الوجه الأيمن لقب الخليفة العبَّاسي: «الإمام المُستنصر بِالله»، وعلى الوجه الأيسر البسملة (بسم الله الرحمٰن الرحيم) يليها عِبارة «أورخان بن عُثمان عزَّ الله نصره».
    أمضى أورخان بعد استيلائه على إمارة قرەسي عشرين سنةً دون أن يقوم بِأي حُروب، بل قضاها في صقل النُظم المدنيَّة والعسكريَّة التي أوجدتها الدولة، وفي تعزيز الأمن الداخلي، وبناء المساجد ورصد الأوقاف عليها، وإقامة المُنشآت العامَّة الشاسعة


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الخميس مايو 26, 2022 3:27 pm

    العُثمانيُّون گليپولي، وقع في يدهم مُطران سالونيك المدعو جرجس پالاماس، الذي كان أحد ألمع اللاهوتيين البيزنطيين وزعيمًا لِلحركة الهسيكاستيَّة التي اعتمدتها الكنيسة الروميَّة الأرثوذكسيَّة عقيدةً رسميَّةً في عهد يُوحنَّا السادس قانتاقوزن الذي لقي تأييدًا من جانب پالاماس.[ِ 27] وكان پالاماس يُبحرُ من جزيرة تينيدوس إلى القُسطنطينيَّة عندما وقع أسيرًا في يد البحَّارة العُثمانيين، فاقتادوه إلى بيثينيا. ولمَّا أدرك أورخان الهويَّة المُميزة لِسجينه طلب فديةً ضخمةً لِإطلاق سراحة، وأكرمه تكريمًا عاليًا، وأتاح لهُ الاجتماع بِعددٍ من مسيحيي بثينيا وإطلاعهم على التطوُّرات الجارية في الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة والكنيسة. وأظهرت عائلة السُلطان أورخان اهتمامًا بِوُجود هذا المُطران على الأراضي العُثمانيَّة بِسبب علاقاته الوثيقة مع الدوائر الملكيَّة المُحيطة بِقانتاقوزن. وأثناء وليمةٍ دُعي إليها ذات مرَّةٍ من قِبل إسماعيل حفيد أورخان، تسنَّى لِلمُطران پالاماس أن يُثير في مُناقشةٍ مُستفيضة مسائل الصوم في المسيحيَّة والإعراض عن أكل اللحم، والمُعتقد المسيحي في الصليب والسيِّدة مريم العذراء.[ِ 28] وقد تناهت بلاغة پالاماس إلى السُلطان أورخان الذي بادر إلى عقد ندوة عامَّة لِلحوار بين المسيحيين والمُسلمين في نيقية، حيثُ دعا عددًا من اليهود الذين اعتنقوا الإسلام لِتمثيل الجانب الإسلامي في هذا اللقاء.[72] جرت المُناقشة بِاللُغة اليونانيَّة كونها كانت اللُغة الأُم للروم واليهود ممن اعتنقوا الإسلام مُؤخرًا، كما حضر الندوة عددٌ من المُترجمين لِمُساعدة المُسلمين التُرك على التقاط وقائع المُساجلة. وتميَّزت تلك الندوة بِالحيويَّة، وتناولت مسائل جوهريَّة عدَّة منها: موسى والأنبياء، والبعث وصُعُود المسيح، وإحجام المسيحيين عن الاعتراف بِرسالة النبيّ مُحمَّد، والخِتان. وبدا في تلك الندوة أنَّ المُسلمين كانوا مُغتبطين ممَّا سمعوا وتعلَّموا وقد حيُّوا پالاماس باحترامٍ كبيرٍ قبل أن تُختتم المُناقشات وينفضُّ المُستمعون. وفي المُقابل، أقدم أحد اليهود ممن اعتنقوا الإسلام على إهانة المُطران وضربه، غير أنَّهُ اعتُقل فورًا وجيء به إلى السُلطان.[ِ 29] وبادر پالاس، بعد أيَّامٍ قليلة، إلى خوض مُناقشةٍ دينيَّةٍ عامَّة على نحوٍ غير رسميّ، مع عالمٍ مُسلمٍ مُتمكِّنٍ شاهده وهو يؤم صلاة الجنازة. دار السجال بين الطرفين حول مسألةٍ رئيسيَّةٍ تمثَّلت في اجتثاث اسم الرسول مُحمَّد من الكتاب المُقدَّس، وتحلَّق حول الرجلين جمعٌ من المُسلمين والمسيحيين لِمُتابعة تفاصيل الحوار، وبدا پالاس مُتطرفًا قليلًا في آرائه الأمر الذي استفزَّ بعض المُسلمين من الحُضُور. وعندما لاحظ ما آلت إليه أجواء المُناقشة استدرك، مُبتسمًا، بِالقول أنَّهُ في حال اتفق الجميع على سائر المسائل، فإنهم، بِذلك، يتقاسمون دينًا واحدًا بِعينه. ثُمَّ اندفع أحد المُسلمين قائلًا بِلهجةٍ مُتفائلة إنَّ يومًا ما قد يحملُ في طيَّاته توفُقًا من هذا القبيل، قبل أن ينفضّ الجمع بِسلام.[ِ 30]
    توطيد العلاقة بين


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الخميس مايو 26, 2022 3:28 pm

    الدولة والبكطاشيَّة
    توطَّدت العلاقة في عهد السُلطان أورخان بين القيادة السياسيَّة العُثمانيَّة ومشايخ البكطاشيَّة، وبالأخص الأبادلة الأروام، وفي مُقدمتهم الشيخ المجذوب موسى أبدال. وكان الشيخ المذكور أحد عُظماء شُيُوخ البكطاشيَّة، ويعتبره البكطاشيُّون أحد الأولياء الصالحين،[73] وقد حضر مع السُلطان أورخان فتح بورصة، وساهم في صد العدوان عن الإمارة العُثمانيَّة في بداية نشأتها، وكان يُقدِّم مُريديه كمُحاربين لِمُؤازرة أورخان في حُروبه حتَّى يتم النصر لِلجيش العُثماني، وبِذلك انضوى كثيرٌ من البلاد في الأناضول تحت راية العُثمانيين.[73] ومن المعروف أنَّ موسى أبدال وضع أدبيَّات الطريقة البكطاشيَّة، وكان يعتبر الحاج بكطاش وليّ «پيرًا» أي «صاحب علمٍ»، رُغم أنَّهُ لم يلتقِ به وجهًا لِوجه، فاتبع مذهبه وقلَّده، واتبعه مُريدوه بِدورهم، وقد انتشروا بِكثرةٍ في كافَّة أنحاء الأناضول، وبِخاصَّةٍ في القسم الغربي منه،[74] وتأثَّر بهم الناس، فأخذت فكرة تعظيم الحاج بكطاش وليّ تنتشر في أماكن واسعة داخلة في نطاق الإمارة العُثمانيَّة.[75] ومن أبرز المشايخ البكطاشيَّة من أصحاب النُفُوذ زمن السُلطان أورخان أيضًا، الشيخ المجذوب المشهور بِـ«دوغلو بابا»، وقد حضر مع السُلطان فتح بورصة، وكان يُهيِّئ لِلجُنُود لبنًا ممزوجًا بِالماء، ويُقسِّمه عليهم وقت عطشهم، وكذلك الشيخ المجذوب أبدال مُراد الذي شارك بِدوره في حصار وفتح بورصة،[76] وقد بنى السُلطان أورخان تكيَّةً لِأبدال مُراد ومُريديه في مدينة بورصة، ووقَّف قرية لِتغطية نفقاتها، وبحسب أوليا چلبي فإنَّ هذه التكيَّة كانت مُخصصة لِلبكطاشيَّة. ويقول عاشق باشا زاده في أثره أنَّ أورخان لمَّا استقرَّ في بورصة ونقل تخت المُلك إليها، جعل يُفتِّش عن الدراويش لِنقلهم إلى العاصمة الجديدة كي يُساهموا بِدعوة أهلها من الروم إلى الإسلام ويصبغونها بِالصبغة الإسلاميَّة، فأرسل إلى مُختلف أنحاء الأناضول يطلب منهم الحُضُور إليه، فأجابه كثيرون واستقرُّوا في المدينة الجديدة، لكنَّ أحد الدراويش، ويُدعى «گاييكلي بابا» أي «صاحب الأيل»، اعتزل الآخرين ورفض الحُضُور، وسمع أورخان من الدراويش الذين كانوا معه أنَّه رجلٌ مُبارك، فأمر بإحضاره إلى بورصة أو أن يذهب إليه بنفسه لإحضاره، لكنَّهُ أبى مُجددًا ورفض حُضُور السُلطان إليه.[75] بعد ذلك بِيوم، شُوهد ذلك الدرويش وهو يزرع شجرة حور عند باب المدينة، فخرج إليه أورخان مُرحِّبًا، فقال له الدرويش: «ما دامت بركاتنا عليك ستبقى على مكانتك؛ لأنَّ دُعاء الدراويش لك ولنسلك مقبول عند الله»، ثُمَّ دعا له ورجع إلى مكانه حيثُ كان يزرع الشجرة، فعرض عليه أورخان أن يمنحه قصبة إینه‌گول وأعمالها، لكنَّهُ رفض وقال: «هَذَا المُلكُ مَالٌ، والمُلكُ لله، يُعطِيهِ مَن يَشَاء. وَنَحنُ لَسنَا مِن أَهلِ المَالِ وَالمُلكِ. إنَّ الله سبحانه وتعالى أَعطَى أَمَانَةَ هَذَا المُلكَ لِلمُلُوكِ، وَأَعطَى المَالَ لِلأُمَرَاء وَأَصحَابَ التِجَارَة. نَحنُ نَعيشُ دُونَ أن نَخَافَ مِنَ الغَدِ، وقد أَعطَى لَنَا رِزقًا جَدِيدًا كُلَّ يَوم».[75] ثُمَّ نظر إلى مكان أورخان وقال لهُ: «هذا المكان يكفي لِجُلُوسنا نحنُ الدراويش»، فقبل أورخان هذا الكلام وشكر الدرويش على دُعائه، وبنى لهُ في ذلك المكان جامعًا وتكيَّة وقبَّة. ويقول عاشق باشا زاده بعد هذه الحكاية، أنَّ سلاطين العُثمانيين اهتموا بالبكطاشيين مُنذُ تلك الفترة، وكرَّر أوليا چلبي هذا الكلام، ومُنذُ ذلك الحين توطَّدت العلاقة بين السلطنة والطريقة البكطاشيَّة، وأوكل إلى البكطاشيين مُهمَّة منح التربية المعنويَّة للانكشارية، فارتبط هؤلاء بها ارتباطًا وثيقًا حتَّى عُرف أوجاقهم بِأوجاق البكطاشيَّة، ولمَّا أُلغيت طائفة الانكشاريَّة بعد قُرُون، أُلغيت معها البكطاشيَّة وأُزيلت كُل الامتيازات التي تمتع بها مشايخها.[75]


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الثلاثاء يوليو 12, 2022 6:28 pm

    أكبر خطأ في تاريخ الدولة العثمانية
    دخول جيوشهم لبلاد العرب بعد أن كانت كل جيوشهم في أوروبا، فخف الضغط عن أوروبا وأصبح العثمانيين مدافعين والأوروبيين مهاجمين

    كانت الدولة العثمانية قبل السلطان سليم دولة قوية، وتشكل حاجز دفاع لبلاد العرب ودرعا يحمي العرب من الأطماع الأوروبية، حيث كانت جيوش الدولة العثمانية كابوسا على أوروبا، فكانت بلاد أوروبا تسقط أمام العثمانيين كأحجار الدومينو.

    ولكن في عهد السلطان العثماني سليم قام بتحويل إتجاه جيوشه من الغرب الأوروبي إلى الجنوب العربي، فضاعف مساحة الدولة العثمانية ثلاث مرات ولكن في نفس الوقت خف الضغط عن أوروبا حينما أصبحت أغلب جيوش الدولة العثمانية في بلاد العرب بعد أن كانت كلها في بلاد أوروبا، وأصبحت جيوش الدولة العثمانية موزعة على مساحات شاسعة متباعدة بعد أن كانت مركزة متقاربة.

    وهذا أدى لقلب المعادلة لاحقا، فانخفضت وتيرة الفتوحات العثمانية في أوروبا ثم توقفت ثم أصبحت أوروبا هي المهاجم وهي التي تسيطر على أراضي العثمانيين، وحتى على البلاد العربية التي تحت الحكم العثماني.

    وهذا الإستنتاج ليس له علاقة بحب أو كره الدولة العثمانية، بل هو من منطلق الإنصاف، واليمن أفضل مثال لتأكيد هذا الإستنتاج، فخلال الحكم العثماني لليمن تم إرسال اكثر من 17 جيشا لإخماد الفتن فيها، فلو أرسل العثمانيون هذه الجيوش ال 17 إلى أوروبا لسيطروا على أراضي أكبر من مساحة اليمن بأضعاف.

    وحتى هذه الجيوش ال 17 لم تحقق هدفها في السيطرة على اليمن، وتم إبادتها، لدرجة أن دفتردار مصر أحمد حلبي قال:

    «ما رأينا مسبكًا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا إليها عسكرًا ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه إلا الفرد النادر».

    وضياع هذه الجيوش في بلاد العرب أدى لضعف الدولة العثمانية لاحقا، وكذلك قلل الضغط على الممالك الأوروبية بسبب إنخفاض عدد الجنود العثمانيين في أوروبا، مما أدى لاحقا الى زيادة قوة أوروبا، وفي نفس الوقت زيادة ضعف الدولة العثمانية لإنتشار جنودها وانشغالها بالبلاد العربية.

    وأما من يقول بأن ضم البلاد العربية أدى لزيادة عدد الجيش العثماني، فأقول بأن هذا الكلام خاطئ حيث أن الجيش العثماني زمن سليم ومن أتى بعده كان يعتمد على الإنكشارية من الاطفال والغلمان الذين يتم جلبهم من أوروبا وتربيتهم تربية عسكرية، وأما التجنيد من البلاد العربية والتركية فلم يبدأ إلا في القرن التاسع عشر ميلادي

    وأما من يقول بأنه لولا العثمانيين لكانت البلاد العربية اليوم تتحدث الإسبانية والبرتغالية ولكان العرب اليوم كاثوليك وليسوا مسلمين، فأقول بأن عُمان والمغرب الأقصى لم يخضعوا للحكم العثماني وما زالوا إلى اليوم مسلمين ويتحدثون اللغة العربية.

    وأما من يقول بأن الصفويين هم من أجبروا سليم أن يحول إتجاه جيوشه فأقول بأن الصفويين جهتهم شرقا وليس جنوبا، وكذلك سليم كان يستطيع أن يقضي عليهم بعد أن إنتصر عليهم في معركة جالديران عام 1514م وحينما دخل عاصمة الصفويين تبريز ولكن سليم لم يلاحقهم وكذلك إنسحب من تبريز بعد أسبوع.

    وأما من يقول بأن هنالك خطر بحري برتغالي فأقول بأن خير وسيلة للدفاع هو الهجوم فالواجب أن يتم قتالهم في بلادهم، وكذلك المماليك إنتصروا على البرتغاليين في معركة تشاول عام 1508م وأيضا المماليك اخرجوا البرتغاليين من البحر الأحمر بعد ان انتصروا عليهم في معركة جدة عام 1517م وكان هنالك ترتيبات لإخراج البرتغاليين من المحيط الهندي بالتحالف مع سلطنة گجرات وكاليكوت في الهند.

    وأما من يقول بأن العثمانيين حموا البلاد العربية من السقوط بيد أوروبا فأقول بأن فرنسا إحتلت الجزائر عام 1830م وتونس عام 1881م وهما تحت الحكم العثماني، وكذلك مصر سقطت عام 1882م بيد بريطانيا وهي تحت الحكم العثماني، وليبيا سقطت بيد إيطاليا عام 1911م وهي تحت الحكم العثماني، وهذا غير البلاد العربية التي ضاعت بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.

    ولكن لو لم يدخل السلطان سليم بجيوشه العثمانية للبلاد العربية، لإستطاعت الجيوش العثمانية أن تفتح جميع بلاد أوروبا خلال قرنين، فمن الذي يصدق بأن الدولة العثمانية زمن مراد الأول وبايزيد الصاعقة ومحمد الفاتح الذين كانوا يدخلون البلاد الأوروبية بلدا بلدا هي نفس الدولة العثمانية زمن مصطفى الثاني وأحمد الثالث ومحمود الثاني الذين كانوا مجبرين على التنازل لأوروبا على أجزاء من بلاد فتحها أجدادهم.

    وبهذا أصبحت الدولة العثمانية تسمى الرجل المريض الذي يطمع الأوروبيين بأخذ وتقاسم أملاكه، بعد أن كانت الدولة العثمانية رمزا ومصدرا للرعب على أوروبا بأسرها.
    ******************
    كتب بقلم:
    المؤرخ تامر الزغاري
    ******************


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الإثنين يوليو 18, 2022 8:13 pm

    #الدولة_العلية_العثمانية
    السلطان عبد الحميد الأول (1773-1789م)
    صعد الأمير عبد الحميد ابن السلطان الراحل أحمد الثالث إلى الحكم قبل أن يبلغ الخمسين بشهور، ليتسمَّى بعبد الحميد الأول. قضى السلطان حياته السابقة كلَّها -للأسف- في سجنه الملكي، ممَّا جعل حظوظه في السياسة قليلة، وإن كانت رغباته في الإصلاح كثيرة. كان السلطان محبًّا للسلام، ومع ذلك ابتُلي في فترة حكمه بعدَّة حروب، كان أولها تلك الحرب الروسيَّة التي لم تنتهِ منذ عهد سلفه مصطفى الثالث.

    استئناف الحرب الروسية:
    ▪أخرج العثمانيون جيشًا يقدَّر بأربعين ألف جنديٍّ في اتِّجاه الإفلاق في أول صيف 1774م. تجاوز الجيش ڤارنا في بلغاريا، ولكنه فوجئ في 20 يونيو بجيشٍ روسيٍّ يُقدَّر بثمانية آلاف جنديٍّ فقط عند قرية كوزلوجا Kozludzha على بعد عشرين كيلو متر فقط غرب ڤارنا (الآن سوڤوروڤو Suvorovo في بلغاريا).
    ▪كانت المفاجأة محبطةً للجيش العثماني؛ لأن هذه أول مرَّة يعبر فيها الجيش الروسي نهر الدانوب إلى بلغاريا، وهذا يحمل جرأةً كبيرة، ونيَّاتٍ واضحةً للوصول إلى إسطنبول. وقعت الهزيمة في الجيش العثماني بسرعة، وقُتِل منه ثلاثة آلاف، بينما لم يفقد الروس سوى مائتين وتسعة جنود[5]، واستولى الجيش الروسي على كلِّ مدفعيَّة الجيش العثماني الذي لاذ بالفرار غربًا إلى مدينة شومين Shumen على بعد خمسين كيلو مترًا من أرض الموقعة.
    ▪لحق الجيش الروسي بالعثمانيين الذين فقدوا مدفعيَّتهم ومعنويَّاتهم، وضرب حولهم الحصار. أعلن الجيش العثماني الاستسلام والقبول للجلوس للتفاوض عارضين الموافقة على الشروط الروسيَّة السابقة غير المقبولة في مفاوضات عام 1772م. بعد مراسلاتٍ سريعةٍ للحكومتين، اتُّفِق على التفاوض، واجتمعوا لذلك في قريةٍ صغيرةٍ شمال شرق بلغاريا اسمها كوتشوك قينارجي Kuchuk-Kainarji (الآن Kaynardzha)، لتُعقد هناك واحدةٌ من أهمِّ المعاهدات في التاريخ العثماني، والروسي، والأوروبي، معًا!

    معاهدة كوتشوك قينارجي (21 يوليو 1774م)
    ▪توصَّل الطرفان الروسي والعثماني، إلى اتِّفاقٍ نهائيٍّ لفضِّ النزاع، وإقرار السلام بين الدولتين، ولأن الاتفاق بين غالبٍ ومغلوبٍ كان لا بُدَّ للشروط أن تكون مجحفةً للعثمانيين! شملت الاتفاقيَّة ثمانيةً وعشرين بندًا بتفصيلاتٍ دقيقة، وكُتِبَت بثلاث لغات؛ التركية، والروسية، والإيطالية، ووقَّع الطرف التركي على المعاهدة في 17 يوليو، بينما أجَّل الطرف الروسي توقيعه إلى 21 يوليو ليتوافق مع ذكرى مرور ثلاثة وستِّين عامًا على معاهدة بروت Prut، التي كانت لصالح العثمانيين على حساب الروس، وهو بذلك يريد أن يمحو هذا التاريخ السيِّء من الذاكرة الروسيَّة.

    سنذكر الآن بإيجاز ملخَّص ما جاء في هذه المعاهدة، أمَّا نصُّها الكامل فأورده جودت باشا في تاريخه، وأكَّدته مصادر أوروبية كثيرة، ولنا عليها بعد ذلك بعض التعليقات المهمَّة:
    1. تتوقَّف الحرب تمامًا بين الطرفين، ويحل السلام.
    2. يُعفَى عن جرائم وأخطاء رعايا الدولتين أثناء الحرب (هذا بندٌ مهمٌّ بالنسبة إلى الروس، وذلك لكيلا تُعاقِب الدولةُ العثمانيةُ المتمرِّدين النصارى في اليونان، أو المسلمين في مصر ولبنان ممَّن تعاونوا مع الروس، وبذلك يحتفظ الروس بولائهم لهم).
    3. تتنازل الدولة العثمانية لروسيا عن عدَّة أقاليم ومدن تشمل الآتي:
    a. ميناء آزوڤ، ومضيق كيرش المؤدِّي إلى البحر الأسود، والمناطق المحيطة.
    b. الأراضي الواقعة بين نهري الدنيبر Dnieper، وبوج Bug، ويشمل هذا ميناء خيرسون Kherson الواقع على مصب الدنيبر في البحر الأسود، كما يشمل قلعة كينبورن Castle of Kinburn، ويعتبر بذلك نهر بوج هو الحدُّ الفاصل بين الدولتين.
    c. مقاطعة كابارديا Kabardiaفي شمال القوقاز (شمال شرق البحر الأسود، وفي روسيا الآن).

    4. تعود الأقاليم التالية إلى الدولة العثمانية (وكانت روسيا قد احتلتها خلال السنوات الست السابقة):
    a. البغدان
    b. الإفلاق
    c. إقليم بسارابيا Bessarabia، وهو الواقع بين نهري دنيستر Dniester شرقًا، وبروت Prut غربًا، وهو الآن في مولدوڤا وأوكرانيا.
    d. الأجزاء المحتلة من بلغاريا.
    e. چورچيا.
    f. جزر إيجة المحتلَّة من روسيا.

    5. تخرج بلاد القرم كلُّها من التبعيَّة العثمانية، ويعترف الطرفان الروسي والعثماني باستقلالها التام، وتنسحب منها جيوش الدولتين.

    6. تُمنح روسيا حقَّ الملاحة التجاريَّة في البحر الأسود، كما يحقُّ لسفنها التجاريَّة أن تعبر المضايق إلى البحر المتوسط بحريَّةٍ تامَّة.

    7. يمنح القيصر الروسي لقب البادشاه (الإمبراطور) في المراسلات الرسميَّة للدولة العثمانية.

    8. يحقُّ لروسيا بناء كنيسةٍ في إسطنبول، ويحقُّ لها متابعة الأمور الكنسيَّة إذا اقتضت الحاجة. هذا البند ستُفسِّره الحكومة الروسيَّة لاحقًا على أنه حقُّ حماية حقوق الأرثوذكس في الدولة العثمانية كلِّها.

    9. يحقُّ لروسيا بناء القنصليَّات في المدن العثمانية التي تراها مناسبة؛ وذلك لرعاية حقوق التجَّار والرعايا الروس.

    10. تتعهَّد الدولة العثمانية بإعفاء مواطني البغدان والإفلاق من الضريبة لمدَّة عامين، وتتعهَّد بمعاملتهم معاملةً كريمة، وإعطائهم حقَّ الهجرة إذا أرادوا، مع كامل ممتلكاتهم، والكلام نفسه على مواطني اليونان (على الرغم من تمرُّدهم السابق، الذي أُخْمِد في عام 1771م).

    11. تتعهد الدولة العثمانية بدفع غرامةٍ حربيَّةٍ قدرها خمسة عشر ألف كيس في مدَّة ثلاث سنوات. (قَدَّرها أوزتونا بسبعمائةٍ وخمسين مليون آقجة فضيَّة، وهي عملة الدولة العثمانية آنذاك، وقدَّرها الروس بأربعة ملايين ونصف مليون روبل).

    وهناك بنودٌ أخرى كثيرةٌ تتعلَّق بأمور تبادل الأسرى، وتعيين السفراء، واللاجئين إلى الدولتين، وبناء القلاع، وزيارة الأماكن النصرانية في القدس، والعلاقات التجاريَّة، وبناء الكنائس، وغير ذلك من أمور.

    هذه هي أسوأ معاهدةٍ في التاريخ العثماني حتى هذه اللحظة، ويمكن أن نرصد بعض الملاحظات عليها بالقول أن أكبر الخسائر التي أصابت الدولة العثمانية في هذه المعاهدة -في رأيي- هي «سقوط الهيبة»، فهذه هي المرَّة الأولى التي تستطيع دولةٌ أوروبية أن تنتصر عليها بمفردها دون تحالف، وهذه هي المرَّة الأولى التي تدفع فيها الدولة غراماتٍ حربيَّة، وهذه هي المرَّة الأولى التي تسمح فيها الدولة لدولةٍ أجنبيَّةٍ أن ترعى شئون طائفةٍ من طوائف الشعب (الأرثوذكس)، كما أن هذه هي المرَّة الأولى التي تعترف فيها الدولة العثمانية بخروج تبعيَّةِ إقليمٍ جلُّ سكانه من المسلمين (القرم)، فهذا السقوط للهيبة هو أعظم بكثيرٍ من سقوط القلاع والحصون، وفقد الأراضي والأموال؛ لأنه يفتح الطريق أمام كلِّ الطامعين -وما أكثرهم- ليأخذوا شيئًا من الكيان الكبير. علَّق وزير خارجيَّة النمسا آنذاك وينزيل أنتونWenzel Anton ، الشهير بكونيتز Kaunitz، على هذه المعاهدة بقوله: «لقد لقى الأتراك المصير الذي يستحقونه، ويمكن الآن لجيشٍ صغيرٍ جيِّدٍ أن يطردهم بالكلِّيَّة من أوروبا كلِّها»!

    وأعتبر أن السقوط الفعلي«للإمبراطورية» العثمانية كان في عام 1768م، وهو العام الذي بدأ فيه الصدام العسكري مع الروس. هذه هي البداية الموثَّقة التي شهدت«تفكيك» الإمبراطوريَّة.
    إنها تراكمات سنين، ونهاياتٌ حتميَّةٌ لكلِّ الإمبراطوريَّات. قال تعالى: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ [يس: 68]. الآن -بعد هذه المعاهدة- سيطرح الأوروبيون سؤالهم الشهير: ماذا سيحدث لموازين القوى في أوروبا والعالم عند انهيار هذا الكيان العثماني الكبير؟ هذا السؤال هو ما عُرِفَ «بالمسألة الشرقية» Eastern Question، وهو السؤال الذي صار حديث العالم في القرن التاسع عشر كلِّه
    #historyino1

    فضلاً وليس أمرا اذا أتممت القراءة علق بالصلاة على الرسول في ثلاث تعليقات لتصلك باقي المنشورات لمن يريد مساعدتنا في صفحه يشارك هذه المنشور في المجموعات وشكرا لكم

    المصدر:
    أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية
    فريد، محمد: تاريخ الدولة العلية العثمانية
    Weller, Grant T.: Kozludzha (Kuludzha)
    Davison, Roderic H.: Essays in Ottoman and Turkish History
    جودت، أحمد: تاريخ جودت
    شوجر، بيتر: أوروبا العثمانية
    شوجر، بيتر: أوروبا العثمانية
    دكتور راغب السرجاني: قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأحد مارس 12, 2023 7:53 pm

    ذكرى وفاة السلطان العثماني بايزيد الصاعقة
    أعلن ولائه للخليفة العباسي، فاتح بلغاريا واليونان، إنتصر على19 دولة أوروبية، إنتهى أسيرا في قفص يطاف به في البلاد.

    حيث في مثل هذا اليوم.

    توفي السلطان العثماني بايزيد الصاعقة في مدينة آق شهر الأناضولية وذلك بسبب حسرته على حاله بعد هزيمته أمام تيمورلنك.

    وكانت وفاته في 14 شعبان 805 هجري

    والموافق في تاريخ 1403/03/09 م

    وهذه 10 نقاط تلخص سيرة هذا السلطان العظيم:

    1) ولد عام 762 هجري الموافق 1361م في مدينة أدرنة وأما والده فهو السلطان مراد الأول وأما والدته فهي گُلچیچك خاتون الرومية، وتم تسميته بهذا الإسم نسبة لوالد جدة السلطان مراد والذي كان إسمه (أبا يزيد) ثم تحور الإسم لاحقا إلى (بايزيد)، وعين له والده من يشرف على تربيته تربية عسكرية، وأما لقب (الصاعقة) ومعناه بالتركية (يلدرم) فقيل بأن سببه هو سرعة بايزيد في السير بجيوشه، وقيل أن سببه هو قيام الخليفة العباسي بتلقيبه بهذا اللقب عندما تولى بايزيد الحكم، حيث ورد في رسالة الخليفة العباسي لقب (صاعقة الإسلام).

    2) دخل في السياسة لأول مرة عام 1381م وذلك عندما تم الإتفاق بين الدولة العثمانية والإمارة الكرميانيَّة الأناضوليَّة على السلام مقابل زواج الأمير بايزيد بن السلطان مراد من الأميرة دولت شاه خاتون بنت الملك سليمان، مقابل تنازل الكرمانيين عن مدينة كوتاهية وأن يكون بايزيد حاكما لها، وفي عام 1386م أصبح واليا على إمارة الحميد ثم تولى ولاية أماسية.

    3) تولى الحكم في عام 791 هجري الموافق 1389م، وذلك بعد مقتل والده السلطان مراد الأول أثناء تفقده لأرض معركة قوصوة بعد تحقيقه للنصر، وكان بايزيد قائد الميمنة في تلك المعركة، وبعد مبايعته عفا عن جميع الأسرى باستثناء قيصر الصرب لازار ونبلائه، الذين أمر بإعدامهم، فأُعدموا على الفور، وبدأ عهده بقتل أخيه الأمير يعقوب غدرا بعد ظهور بوادر فتنة نتيجة تأييد القادة التركمان لتولية يعقوب للحكم، ثم قام بالزواج من الأميرة أوليڤيرا بنت قيصر الصرب لازار بهدف كسب شرعية إضافية في ضمه لبلاد الصرب وما يتبعها.

    4) بعد وصوله لعاصمته تحرك لقمع تمرد واسع في الأناضول، ثم في عام 793هجري الموافق 1391م بدأ بتوسيع حدوده في الأناضول فسيطر على إمارة قسطموني وقتل أميرها سليمان الجندرلي، وهاجم سينوب واستولى على مدن صامصون وجانيت وعُثمانجق، ثم ضم سيواس وتوقاد إلى أملاكه، ثم أخذ مدينة آلاشهر من البيزنطيين، ونتيجة لهذا التوسع أصبح العثمانيون يسيطرون على أغلب الأناضول.

    5) أرسل السلطان العثماني بايزيد الصاعقة إلى الخليفة العباسي الرابع والأربعون محمد المتوكل على الله يطلب منه منحه الشرعية بأن يكون السلطان بايزيد واليا ونائبا للخليفة العباسي على البلاد التي يحكمها، فأرسل له الخليفة العباسي كافة المراسيم ومنحه لقب "سلطان إقليم الروم" كما خلع الخليفة العبَّاسي على بايزيد ألقابا تشريفية أخرى، أبرزها: "جلال الدين" و"صاعقة الإسلام".

    6) في عام 794 هجري الموافق 1392م أرسل بايزيد جيشًا بِقيادة «أفرنوس بك» إلى اليونان ففتح مدينة نجربونت لِينقطع بِذلك ارتباط الروم بِمقدونيا، ثم فتح مدينتيّ كارافيرية ولارسة، واستسلمت باقي القُرى والبلدات ودخلت في التبعيَّة العُثمانيَّة صُلحًا، فأصبح إقليم تساليا جُزءًا من الممالك العُثمانيَّة، وفي عام 795 هجري الموافق 1393م، هاجم بايزيد العاصمة البُلغاريَّة ترنوڤو، وسقطت بعد ثلاثة أشهر، ثم عبر بايزيد نهر الطونة بِرفقة 40,000 جُندي، لِيُقابل الجيش الأفلاقي المُكوَّن من حوالي 10,000 جُندي فقط. وانتصر العثمانيون وتم إجبار أمير الأفلاق على توقيع مُعاهدة يعترف فيها بِسيادة الدولة العُثمانيَّة على بلاده ويتعهَّد لها بِدفع جزية سنويَّة مع بقاء بلاده له يحكمها بِمُقتضى عادات وقوانين أهلها، ثم تابع بايزيد زحفه بعد ذلك باتجاه نيقوپولس - المعقل الأخير لِلقيصر البُلغاري يُوحنَّا شيشمان - فدخلها وقبض على شيشمان وأعدمه.

    7) بعد الإنتصارات العثمانية قام ملك المجر سيغيسموند بحشد حملة صليبية مكونة من 19 دولة، حيث أدرك ملوك أوروبا الخطر العثماني الذي يقترب من قلب أوروبا، فجمع جيشا عدده 130 ألف مقاتل والذي واجه الجيش العثماني وعدده 60 ألف مقاتل في معركة نيكوبوليس عام 1396م، وكان هدف الأوروبيين إخراج العثمانيين من أوروبا ثم الزحف نحو فلسطين للسيطرة على القدس، وقد تعمد السلطان بايزيد إظهار جزء من جيشه وإخفاء الجزء الأكبر خلف التلال، وفي نفس الوقت شن هجوما قويا جعل الفرنسيين ينسحبون ويتفاجئون بباقي الجيش العثماني، وبعد تفرق وتضعضع الأوروبيين بدأ الهجوم الكبير، وتفرق الأوروبيين ما بين أسير وهارب وقتيل، فكان نصرا ساحقا، وثارت ثائرة بايزيد عندما رأى المُسلمين الذين قتلهم الصليبيُّون على أسوار نيقوپولس قبل اندلاع المعركة، فأمر بِإعدام أسراه العشرة آلاف انتقامًا لِلذين قتلهم الصليبيُّون، فجرت مقتلة دمويَّة لِهؤلاء لم تتوقف إلَّا بعد توسَّل قادة الجيش العُثماني إلى السُلطان كي يُخلي سبيل الباقين.

    Cool في عام 799 هجري الموافق 1397م هاجم اليونان وفتح آرغوس وآتيكة وسلوري ورودس ومورة، ثم عاد وبدأ بحصار القسطنطينية وبنى قلعة «أناضولي حصار» على مسافة ثمانية كيلومترات منها على ساحل مضيق البوسفور، وهرب الإمبراطور البيزنطي عمانوئيل الثاني إلى فرنسا وأصبح ينتظر خبر السقوط لولا قدوم جيوش تيمورلنك والتي جعلت بايزيد يفك حصاره، حيث تفاجئ بأن عدد من ولاته في الأناضول أعلنوا إنهاء تبعيتهم للعثمانيين ونقلوا ولائهم لتيمورلنك فانشغل بايزيد في حربهم لمدة سنتين.

    9) في عام 1402م وقعت معركة أنقرة بين الجيش العثماني وعدده 85 ألف مقاتل وجيش تيمورلنك وعدده 140 ألف مقاتل، وكان بجيش تيمورلنك حوالي 30 فيلا من الهند بالصفوف الامامية واستعمل الفريقان سلاح النار الإغريقية، وبدأ القتال بهجوم جيش تيمورلنك بالنبل ورمي السهام على الجناح الأيسر للجيش العثماني، فصدت فرسان سپاهية الروملي العثمانية ذلك الهجوم الأول، ولكن حدثت خيانة كبيرة في الجيش العثماني حيث إنضمت فرقة التتار السود في ميسرة الجيش العثماني وجنود بكوات الأناضول في ميمنة الجيش العثماني إلى جيش تيمورلنك، وغادر كلا من الصدر الأعظم علي باشا الجاندرلي وأغا الإنكشارية «حسن آغا» الجيش العثماني في وسط المعركة مع قواتهما بدون صدور أوامر لهما، وغادر ساحة المعركة أيضاً أبناء السلطان بايزيد: سليمان چلبي ومحمد چلبي وعيسى چلبي مع قواتهم.

    10) ثبت السلطان بايزيد بمن معه رغم توالي الخيانات، وواصل السلطان بايزيد الحرب رغم أنه كان معه 3,000 مقاتل فقط، واستمر في القتال إلى أن وقع أسيرا بعد تعثر فرسه، وبعد أسره قام تيمورلنك بوضع بايزيد في قفص وطاف به في البلاد، فتحطم بايزيد نفسيًا ومرض مرضا شديدا وهو ما يزال في آق شهر قرب قونية، وبلغ من درجة مرضه أنهُ فقد المقدرة على الوُقوف على قدميه، فمات يوم 14 شعبان 805 هجري الموافق في 9 آذار (مارس) 1403م، ولهُ من العُمر 43 سنة، ودامت سلطنته مُدَّة 13 سنة وشهرًا و8 أيَّام.

    ****** المصادر:

    1) موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري، يلماز اوزتونا
    2) التاريخ السياسي لِلدولة العثمانية، آمجن فريدون
    3) بدائع الزهور في وقائع الدهور، ابن إياس
    4) تاريخ الدولة العلية العثمانية، محمد فريد بك
    5) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي
    6) دولت عليَّة عثمانيه، سعد الدين أفندي
    7) حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، جلال الدين السيوطي

    *****************
    كتب بقلم:
    المؤرخ تامر الزغاري
    *****************


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14467
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    الدولة العثمانية Empty رد: الدولة العثمانية

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأحد أكتوبر 29, 2023 3:12 am

    الدولة العثمانية (1299_1924)، توفي «كندز ألب» في العام التالي لنزوح عشيرته إلى حوض دجلة، فترأس العشيرة ابنه سليمان، ثم حفيده «أرطغرل» الذي ارتحل مع عشيرته إلى مدينة إرزينجان، وكانت مسرحًا للقتال بين السلاجقة والخوارزميين، فالتحق بخدمة السلطان علاء الدين سلطان قونية، إحدى الإمارات السلجوقية التي تأسست عقب انحلال دولة السلاجقة العظام، وسانده في حروبه ضد الخوارزميين، فكافأه السلطان السلجوقي بأن أقطع عشيرته بعض الأراضي الخصبة قرب مدينة أنقرة. وظل أرطغرل حليفًا للسلاجقة حتى أقطعه السلطان السلجوقي منطقة في أقصى الشمال الغربي من الأناضول على الحدود البيزنطية، في المنطقة المعروفة باسم «سوغوت» حول مدينة أسكي شهر، حيث بدأت العشيرة هناك حياة جديدة إلى جانب إمارات تركمانية سبقتها إلى المنطقة. علا شأن أرطغرل لدى السلطان بعد أن أثبت إخلاصه للسلاجقة، وأظهرت عشيرته كفاءة قتالية عالية في كل معركة ووجدت دومًا في مقدمة الجيوش وتمّ النصر على يدي أبنائها، فكافأه السلطان بأن خلع عليه لقب «أوج بكي»، أي محافظ الحدود، اعترافًا بعظم أمره. غير أن أرطغرل كان ذا طموحات سياسية بعيدة، فلم يقنع بهذه المنطقة التي أقطعه إياها السلطان السلجوقي، ولا باللقب الذي ظفر به، ولا بمهمة حراسة الحدود والحفاظ عليها؛ بل شرع يهاجم باسم السلطان ممتلكات البيزنطيين في الأناضول، فاستولى على مدينة أسكي شهر وضمها إلى أملاكه، واستطاع أن يوسع أراضيه خلال مدة نصف قرن قضاها كأمير على مقاطعة حدودية، وتوفي في سنة 1281م عن عمر يُناهز التسعين عامًا، بعد أن منح لقب كبير آخر هو «غازي»، تقديرًا لفتوحاته وغزواته.I love youI love you

    بعد
    أرطغرل تولّى زعامة الإمارة ابنه عثمان، فأخلص الولاء للدولة السلجوقية على الرغم مما كانت تتخبط فيه من اضطراب وما كان يتهددها من أخطاء

    وهذا معلومات صحيحة ومؤكدة من كتب التاريخ 💪🔥


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 5:58 am