منتديات السادة الهوارة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات السادة الهوارة

د/مصطفى سليمان أبو الطيب الهوارى

د مصطفى سليمان ابوالطيب ابويوسف عايد الهوارى من مواليد محافظة الاسكندرية 8-6-1973 الاصل من محافظه اسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيلة هوارة عايد الهوارى دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمة مشكاة للدرسات الاسلامية عن القبائل النازحة لمصر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء الهوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 ومؤلف مجلد قاموس القبائل العربية المصرية( مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة) و موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهم1-تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2- القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3- القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4-رجال العصر فى أنسابهوازن وبنى هلال وبنى نصر 5-الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية -6-القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف و الامين العام لمجلس للقبائل المصرية والعربية بالاسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصرى للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالاسكندرية حاصل على شهادة تفدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان [رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوطفرع عبدالقادرالعامرية الإسكندرية/ وكيل مؤسسين حزب التحرير العربى حزب لم يكتمل امين عام التنظيم بحزب مصر الثورة سابقا مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعه بالاسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدنى رئيس لجنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية وباحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية بمصر والوطن العربى موبايل رقم 01224369577 01002920977 01119825377
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

    غزوة حنين---------

    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14308
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    غزوة حنين--------- Empty غزوة حنين---------

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الإثنين أغسطس 03, 2015 4:13 pm


    غزوة حنين


    ولما فتح رسول اللّه (ص) مكة، مكث فيها خمسة عشر يوماً يدبّر أمرها ويبعث السرايا منها، فلما أراد مغادرتها جعل عليها (عتاب بن اسيد) لإدارة اُمورها وإقامة الصلاة بالناس، وكان ـ على قول ـ ابن إحدى وعشرين سنة، فأقام بها أميراً على مكة حتى قبض رسول اللّه (ص).

    كما وعين (معاذ بن جبل) لتعليم الناس القرآن وأحكام الإسلام.

    ثم خرج (ص) منها أوائل شوال في اثني عشر ألف رجل: عشرة آلاف ممن كانوا معه، وألف رجل من بني سليم، وألف رجل من مزينة، واتجه بهم إلى منطقة حنين، وحنين واد جنب ذي المجاز على مقربة من الطائف، وبينها وبين مكة ثلاث ليال.

    وذلك بعد أن عقد اللواء الأكبر ودفعه الى علي (ع) إضافة الى الرايات التي كانت معهم حين دخول مكة وفتحها.

    وسبب هذه الغزوة: ان اللّه لما فتح على رسوله (ص) مكة إنصاعت له قبائل العرب كلها وأسلموا، إلاّ (هوازن) و(ثقيف) فإنهم عتوا عن أمر رسول اللّه (ص) وفكّروا في اجتياح المسلمين والإغارة عليهم، فاجتمعوا وجمعوا الجموع والسلاح وقالوا: إن محمداً قاتله قوم لم يحسنوا القتال ولم يكن لهم علم بالحرب فغلب عليهم، ونحن اُولوا بصيرة في الحرب وتجربة في القتال، فسوف نغلبه.

    ثم عزموا على قصده قبل أن يقصدهم، وقالوا: قبل أن يظهر ذلك منه سيروا إليه.

    فقصدوا جانب المسلمين بعد أن اجتمعت هوازن وثقيف كلها، وكان على هوازن رئيسهم مالك بن عوف النصرى، وعلى ثقيف رئيسهم قارب بن الأسود، واتفق معهما نضر وجشم وسعد بن بكر وناس من بني هلال.


    هوازن وشيخ بني جشم


    ثم خرجوا جميعاً بأموالهم وأولادهم ونسائهم لئلا يفروا وليكون ذلك أدعى لهم للحرب وللإستماتة من أجلها، وكان فيهم دريد بن الصمة الجشمي رئيس بني جشم وكان شيخاً كبيراً قد ذهب بصره من الكبر، وكان صاحب رأي وتدبير وله معرفة بالحروب، فساروا حتى انتهوا إلى أوطاس، فلما نزلوا بأوطاس اجتمع الناس، وفيهم دريد بن الصمة، فلما نزل قال: في أي وادٍ أنتم؟

    قالوا: بأوطاس.

    قال: نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس، ولا سهل دهس.

    ثم قال: مالي أسمع رُغاء البعير وخوار البقر ونهاق الحمير وثغاء الشاء وبكاء الصغير؟

    قيل له: ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم ليقاتل كل أمريء عن نفسه وماله وأهله فيكون أشد لحربه.

    فقال دريد: راعي ضأن ورب الكعبة ماله وللحرب؟

    ثم قال: أين مالك؟ فدعي له.

    فقال: يا مالك إنك أصبحت رئيس قومك وانك تقاتل رجلاً كريماً وان هذا اليوم له ما بعده من الأيام، ثم مالي أسمع رُغاء البعير وخوار البقر ونهاق الحمير وغثاء الشاء وبكاء الصغير؟

    قال: قد سقت مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم، أردت ان اجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم.

    قال: راعي ضأن واللّه، وهل يردّ المنهزم شيء؟ إن كانت لك لم ينفعك الاّ رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك.

    ثم قال: ما فعلت كعب وكلاب؟

    قالوا: لم يشهدها منهم أحد.

    قال: غاب الجد والجد، لو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب، ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب، فمن شهدها منكم؟

    قالوا: عمرو بن عامر وعوف بن عامر.

    قال: ذلك الجذعان لا ينفعان ولا يضران.

    ثم التفت إلى مالك وقال: يا مالك إنك لم تصنع بتقديم بيضة هوازن في نحور الخيل شيئاً، ارفعهم الى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم، ثم الق الصبأة على متون الخيل، فإن كانت لك لحق بك من وراءك، وان كانت عليك ألفاك ذلك وقد احرزت أهلك ومالك.

    قال: لا واللّه لا أفعل، انك قد كبرت ووهن عقلك، واللّه لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكأنّ على هذا السيف حتى يخرج من ظهري. وكره أن يكون لدريد فيها ذكر ورأي.

    قالوا: أطعناك.

    قال دريد: هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه، ثم قال:

    (يا ليتــني فـيــها جــذع أخـــبّ فيــها وأضــع)

    (أقود وطفــاء الـــزمــع كــأنها شــــاة صــدع)


    عيون هوازن والمسلمين


    وبعث مالك بن عوف عيوناً من رجاله فأتوه مرعوبين مذعورين فقال: ويلكم ما شأنكم؟

    قالوا: رأينا رجالاً بيضاً علي خيل بلق، واللّه ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى.

    ولما سمع بهم النبي (ص) بعث إليهم عبد اللّه بن أبي حدود الأسلمي وأمره أن يدخل في الناس، فدخل فيهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا عليه من حرب رسول اللّه (ص) فأتاه وأخبره الخبر، وقال: سمعت مالك بن عوف رئيسهم يخطب على هوازن ويقول: يا معشر هوازن انكم احدّ العرب واعدّه، وان هذا الرجل لم يلق قوماً يصدقونه القتال، فإذا لقيتموه فاكسروا جفون سيوفكم واحملوا عليه حملة رجل واحد.


    الاستعداد لمواجهة هوازن


    فلما أجمع رسول اللّه (ص) المسير الى هوازن، ذكر له ان عند صفوان بن اُمية أدراعاً وسلاحاً، فأرسل (ص) اليه ـ وهو يومئذ مشرك ـ فقال (ص): يا أبا اُمية أعرنا سلاحك هذا نلقي فيه عدونا.

    فقال: أغصباً يا محمد؟

    فقال (ص) : بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك.

    قال: ليس بهذا بأس. فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح، وقيل: أربعمائة، فلبس رسول اللّه (ص) درعين منها ولبس المغفر والبيضة أيضاً.

    ثم خرج رسول اللّه (ص) عامداً إلى حنين راكباً بغلته البيضاء دلدل وهو يسير خلف جيشه ليتدارك ضعيفهم والمنقطع منهم وكانوا اثني عشر ألفاً، وكان جيش العدو أربعة آلاف رجل.

    ولذلك قال بعضهم لما رأى كثرة عددهم وقلّة عدوهم: لو لقينا بني شيبان ما بالينا، لن نغلب اليوم من قلة، فشقّ ذلك على رسول اللّه (ص) غير انه لم يبدها لهم ولم يقل لهم شيئاً، فانتصر اللّه له فأنزل فيهم:

    (لقد نصركم اللّه في مواطن كثيرةٍ ويوم حنينٍ إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغنِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين)(1).

    وكان قد خرج مع رسول اللّه (ص) ناس من المشركين منهم صفوان بن اُمية، فلما كان عشية ذلك اليوم جاء فارس فقال: يا رسول اللّه إني طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم.

    فتبسم رسول اللّه (ص) وقال: تلك غنيمة للمسلمين غداً إن شاء اللّه.

    ثم قال: من يحرسنا الليلة؟

    قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول اللّه.

    قال (ص) : اركب . فركب فرسا له، فقال (ص): استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه. ففعل. فلما أصبح جاء وقال: طلعت الشعبين كلاهما فلم أر أحداً.

    فقال له رسول اللّه (ص): هل نزلت الليلة؟

    قال: لا إلاّ مصلياً أو قاضي حاجة.

    فقال رسول اللّه (ص) : فلا عليك أن تعمل عملاً بعد هذا.


    في وادي حنين


    فلما انتهى النبي (ص) الى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر خلون من شوال وكان قد سار إليها يوم السبت لست خلون منه، كان قد سبقهم مالك بن عوف فأدخل جيشه بالليل في ذلك الوادي وفرقهم في الطرق والمداخل وحرضهم على قتال المسلمين وأمرهم أن يكمنوا لهم ويرشقوهم أول ما طلعوا ويحملوا عليهم حملة واحدة وقال: إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم، ثم شدوا شدّة واحدة.

    فلما كان وقت السحر واندلع الفجر عبأ رسول اللّه (ص) جيشه بعد أن صلى بهم صلاة الفجر وعقد ألويته والرايات وفرقها على الناس ودفع اللواء الأكبر الى علي (ع) ثم انحدروا نحو الوادي وكانت بنو سليم على مقدمتهم.

    قال جابر بن عبد اللّه: لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحداراً، وذلك في عماية الصبح، وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه وأخبائه ومضايقه، وقد أجمعوا وتهيأوا، فواللّه ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب بايديها السيوف والعمد والقنى، قد شدوا علينا شدة رجل واحد، فانكشف الناس راجعين لا يلوي أحداً على أحد.

    وانحاز رسول اللّه (ص) ذات اليمين ثم قال: إليّ أيها الناس هلم اليّ، أنا رسول اللّه، أنا محمد بن عبد اللّه، والناس يفرّون لا يلوون على شيء.

    فلم يبقَ مع رسول اللّه (ص) الاّ نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته، منهم وفي طليعتهم علي بن ابي طالب (ع) وأخوه عقيل والعباس وابنه الفضل وأبو سفيان بن الحارث ونوفل بن الحارث وربيعة بن الحارث واُسامة بن زيد وأيمن بن عبيد وقتل يومئذ ورسول اللّه (ص) مصلت سيفه في المجتلد وهو على بغلته البيضاء دلدل، وعلي (ع) بين يديه يضرب وجوه الناس ويردّهم عنه.


    صاحب المواطن المشهورة


    قال الفضل بن عباس: التفت العباس حين انقشع الناس عن بكرة أبيهم يوم حنين فلم يرَ علياً (ع) فقال لي: أفي مثل هذه الحال يرغب ابن ابي طالب بنفسه عن رسول اللّه (ص) وهو صاحب المواطن المشهورة؟

    فقلت: يا أبة نقّص قولك لابن أخيك.

    قال: ما ذاك يا فضل؟

    قلت: أما تراه يقاتل في الرعيل الأول، أما تراه يناجز في الرهج؟

    قال: أشعره لي يا بني.

    قلت: هو ذو كذا وكذا ذو البردة.

    فأمعن النظر اليه وقال: فما تلك البرقة؟

    قلت: سيفه يزيل به بين الأقران.

    فقال: برّ بن برّ، فداه عم وخال.

    قال: فضرب علي (ع) يومئذ أربعين مبارزاً كلهم يقدّه حتى انفه فيموت من فوره.


    شيبة يعلن إسلامه


    وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة: لما رأيت رسول اللّه (ص) يوم حنين وقد انكشف عنه أصحابه ذكرت أبي وعمي وقتل علي وحمزة إياهما، فقلت: أدرك ثاري اليوم من محمد، فذهبت لأجيئه عن يمينه فاذا أنا بالعباس بن عبد المطلب قائماً عليه درع بيضاء كأنها فضة، يكشف عنها العجاج، فقلت في نفسي: عمه ولن يخذله.

    ثم جئته عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فقلت في نفسي: ابن عمه ولن يخذله.

    ثم جئته من خلفه فلم يبق لي إلاّ أن اسوره سورة بالسيف إذ رفع لي شواظ من نار بيني وبينه كأنه برق، فخفت ان يمحشني، فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقهرى.

    فالتفت اليّ رسول اللّه (ص) وقال: يا شيب يا شيب، اُدنُ مني، ثم قال (ص): اللّهمّ أذهب عنه الشيطان.

    قال : فرفعت إليه بصري ولهو أحبّ إليَّ من سمعي وبصري.

    وقال (ص) : يا شيب قاتل الكفار. ثم اخبرني بما اضمرته في نفسي. فاستحييت واعتذرت منه وأسلمت على يديه.


    كرٌّ بعد فرّ


    ولما رأى رسول اللّه (ص) هزيمة القوم عنه، قال لعمه العباس وكان رجلاً جهورياً صيّتاً: يا عم نادِ بالقوم، وذكّرهم العهد.

    فنادى العباس بأعلى صوته: يا أهل بيعة الشجرة، يا أصحاب سورة البقرة، إلي أين تفرون؟ اذكروا العهد الذي عاهدتم عليه رسول اللّه (ص).

    والقوم على وجوههم قد ولّوا مدبرين. عندها رفع رسول اللّه (ص) يديه نحو السماء وقال: (اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان).

    فنزل جبرئيل فقال: يا رسول اللّه دعوت بما دعا به موسى حيث فلق له البحر، ونجّاه من فرعون.

    ثم التفت رسول اللّه (ص) الى أبي سفيان بن الحارث وقال: ناولني كفاً من حصى، فناوله فرماه في وجوه المشركين وقال: شاهت الوجوه، ثم رفع رأسه نحو السماء وقال: اللّهم ان تهلك هذه العصابة لم تعبد، وان شئت أن لا تعبد، لا تعبد.

    فلما سمعت الأنصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون سيوفهم وهم يقولون: لبيك، وكانت ليلة ظلماء ورسول اللّه (ص) في الوادي والمشركون قد خرجوا عليه من شعاب الوادي وجنباته ومضايقه مصلتين سيوفهم وعمدهم وقسيّهم.

    قال الراوي: فنظر رسول اللّه (ص) ببعض وجهه في الظلماء فأضاء كأنه القمر ليلة البدر ثم نادى المسلمين: أين ما عاهدتم اللّه عليه؟

    فأسمع أولهم وآخرهم، فلم يسمعها رجل إلا رمى بنفسه إلى الأرض وانحدروا إلى حيث كانوا من الوادي، حتى لحقوا بالعدوّ فقاتلوه، وكان علي(ع) قد قتل حامل رايتهم: أباجرول وخذل القوم بقتله وولّوا منهزمين.

    قال جابر بن عبداللّه: ما رجعت راجعة الناس حتى وجدوا الاُسارى مكتفين بين يدي رسول اللّه (ص) وهو يقول: اللّهمّ إنك أذقت أول قريش نكالاً، فأذق آخرها نوالاً.


    هوازن تنهزم


    ولما قتل أبو جرول وخذل القوم بقتله، وضع المسلمون سيوفهم فيهم حتى قتل من القوم كثير والنبي (ص) ينظر إلى قتالهم ويقول: الآن حمي الوطيس ـ كناية عن شدة الأمر واضطرام الحرب وهي من أحسن الإستعارات، وكان النبي (ص) أول من قالها ـ.

    ثم كانت الهزيمة والأسر حينئذ وجيء بالأسرى إلى رسول اللّه (ص) مكتفين، وكان أبوسفيان صخر بن حرب بن اُمية في هذه الغزوة، فانهزم في جملة من المسلمين، فالتقى به ابنه معاوية وتلاوما على ما ارتكباه من الهزيمة، ثم وقف فاجتمع معه الناس من أهل مكة، ثم رجعوا وأعادوا الكرة عليهم، وفي ذلك يقول مالك بن عبادة الغافقي:

    لم يـواس النـبي غير بنــــي هاشم عنـــــد الســـــيوف يــوم حنـــين

    هرب الناس غير تســـــــعة رهط فهــــمُ يهتـــفون بالنـــاس أيـــن؟

    ثم قـاموا مـع النــبــي على الموت فـأتــــوا زيـــنــاً لنـــا غيـر شين

    وقال العباس بن عبد المطلب عم النبي (ص) في ذلك أيضاً:

    نصرنا رسول اللّه فــي الحرب تسعة وقـــد فــرّ مــن قـد فرّ عنه فأقشعوا

    وقولــي إذا ما الفضــــل شــدّ بســيفه على القوم اخـــرى يـا بنيّ ليرجعوا

    وعن البراء بن عازب أنه قال رجل: يا أبا عمارة أفررتم عن رسول اللّه (ص) يوم حنين؟

    فقال : لكن رسول اللّه (ص) لم يفر، ان هوازن كانوا قوماً رماة، فلما لقيناهم وحملنا عليهم انهزموا فأقبل الناس على الغنائم فاستقبلونا بالسهام فانهزم الناس، فلقد رأيت رسول اللّه (ص) على بغلته البيضاء فنزل واستنصر وقال: اللّهمّ أنزل نصرك، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجام بغلته.

    قال البراء : وكنا واللّه إذا احمر البأس نتّقي برسول اللّه (ص).


    مغانم حنين


    ولما نصر اللّه تعالى نبيّه (ص) يوم حنين على المشركين، وانهزم المشركون، وقع منهم في أيدي المسلمين غنائم كثيرة وسبي كثير، قيل: إن السبي كان أربعة آلاف رأس، وقيل: ستة آلاف رأس، ومن الإبل اثني عشر ألفاً، وقيل: أربعة وعشرين ألفاً، سوى ما لا يعلم من الغنائم.

    وقد استجاب اللّه لنبيّه (ص) حيث كان يدعوه ويقول: (اللّهمّ انّك أذقت أول قريش نكالاً، فأذق آخرها نوالاً).

    فإن تفريق رسول اللّه (ص) بين قريش الغنائم أغنى قريشاً وأثراهم، وقد خلّف رسول اللّه (ص) الأنفال والأموال والسبايا كلها بالجعرانة حتى يفرغ المسلمون من عدوّهم، وولى عليها بديل بن ورقاء الخزاعي. فلما فرغ رسول اللّه (ص) من حنين والطائف قسم الغنائم بينهم وذلك على ما سيأتي.


    سرية أبي عامر إلى أوطاس


    فلما فضّ اللّه تعالى جمع المشركين بحنين تفّرقوا فرقتين، فأخذت الأعراب ومن تبعهم إلى أوطاس، وأخذت ثقيف ومن تبعها إلى الطائف، فبعث رسول اللّه (ص) أبا عامر الأشعري على جيش فيهم أبو موسى الأشعري إلى أوطاس، وذلك لملاحقة الأعراب ومن تبعهم بها، فلما بلغها هو ومن معه تقدم بالراية وقاتل حتى قتل دونها.

    فقال المسلمون لأبي موسى: أنت ابن عمّ الأمير وقد قتل، فخذ الراية مكانه حتى نقاتل دونها، فأخذها أبو موسى فقاتل المسلمون دونها حتى فتح اللّه عليهم، ورجعوا إلى رسول اللّه (ص) بالسبي والغنائم فاتحين.

    فأمر رسول اللّه (ص) بضمها إلى غنائم حنين وسبيها، وذلك في الجعرانة.

    وقيل: انه قال أبو موسى: كنت مع أبي عامر فرمى أبو عامر في ركبته فانتهيت إليه فقلت: يا عم من رماك؟

    فأشار إلى الذي رماه وقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدته فلحقته، فلما رآني ولّى، فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألا تثبت؟ فكف، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل اللّه صاحبك.

    فقال: يابن أخي اقرء النبي (ص) منّي السلام وقل له يستغفر لي.

    ثم قال أبو موسى: واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيراً ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي (ص) في بيته فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وأنه قال قل له يستغفر لي، فدعا (ص) بماء فتوضّأ ثم رفع يديه ودعا له بالمغفرة.

    وقيل: انه استشهد من المسلمين يوم حنين أربعة نفر منهم أيمن بن اُم أيمن، ويزيد بن زمعة بن الأسود، وسراقة بن الحارث رجل من الأنصار وأبو عامر الأشعري الذي قتل في أوطاس، وقتل من المشركين أكثر من سبعين قتيلاً.


    سرية أبي سفيان إلى الطائف


    كما وبعث رسول اللّه (ص) أبا سفيان صخر بن حرب إلى الطائف لملاحقة ثقيف ومن تبعهم الذين لجأوا إليها، فلما بلغها هو ومن معه لقيته ثقيف فضربوه على وجهه فانهزم ورجع إلى النبي (ص) يقول: بعثتني يا رسول اللّه (ص) مع قوم لا يرفع بهم الدلاء من هذيل والأعراب، فسكت عنه رسول اللّه (ص) ولم يقل له شيئاً، وعزم على أن يسير إلى الطائف بنفسه.



    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14308
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    غزوة حنين--------- Empty رد: غزوة حنين---------

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء أغسطس 05, 2015 9:17 am

    غزوة حنين

    ولما فتح رسول اللّه (ص) مكة، مكث فيها خمسة عشر يوماً يدبّر أمرها ويبعث السرايا منها، فلما أراد مغادرتها جعل عليها (عتاب بن اسيد) لإدارة اُمورها وإقامة الصلاة بالناس، وكان ـ على قول ـ ابن إحدى وعشرين سنة، فأقام بها أميراً على مكة حتى قبض رسول اللّه (ص).

    كما وعين (معاذ بن جبل) لتعليم الناس القرآن وأحكام الإسلام.

    ثم خرج (ص) منها أوائل شوال في اثني عشر ألف رجل: عشرة آلاف ممن كانوا معه، وألف رجل من بني سليم، وألف رجل من مزينة، واتجه بهم إلى منطقة حنين، وحنين واد جنب ذي المجاز على مقربة من الطائف، وبينها وبين مكة ثلاث ليال.

    وذلك بعد أن عقد اللواء الأكبر ودفعه الى علي (ع) إضافة الى الرايات التي كانت معهم حين دخول مكة وفتحها.

    وسبب هذه الغزوة: ان اللّه لما فتح على رسوله (ص) مكة إنصاعت له قبائل العرب كلها وأسلموا، إلاّ (هوازن) و(ثقيف) فإنهم عتوا عن أمر رسول اللّه (ص) وفكّروا في اجتياح المسلمين والإغارة عليهم، فاجتمعوا وجمعوا الجموع والسلاح وقالوا: إن محمداً قاتله قوم لم يحسنوا القتال ولم يكن لهم علم بالحرب فغلب عليهم، ونحن اُولوا بصيرة في الحرب وتجربة في القتال، فسوف نغلبه.

    ثم عزموا على قصده قبل أن يقصدهم، وقالوا: قبل أن يظهر ذلك منه سيروا إليه.

    فقصدوا جانب المسلمين بعد أن اجتمعت هوازن وثقيف كلها، وكان على هوازن رئيسهم مالك بن عوف النصرى، وعلى ثقيف رئيسهم قارب بن الأسود، واتفق معهما نضر وجشم وسعد بن بكر وناس من بني هلال.

    هوازن وشيخ بني جشم

    ثم خرجوا جميعاً بأموالهم وأولادهم ونسائهم لئلا يفروا وليكون ذلك أدعى لهم للحرب وللإستماتة من أجلها، وكان فيهم دريد بن الصمة الجشمي رئيس بني جشم وكان شيخاً كبيراً قد ذهب بصره من الكبر، وكان صاحب رأي وتدبير وله معرفة بالحروب، فساروا حتى انتهوا إلى أوطاس، فلما نزلوا بأوطاس اجتمع الناس، وفيهم دريد بن الصمة، فلما نزل قال: في أي وادٍ أنتم؟

    قالوا: بأوطاس.

    قال: نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس، ولا سهل دهس.

    ثم قال: مالي أسمع رُغاء البعير وخوار البقر ونهاق الحمير وثغاء الشاء وبكاء الصغير؟

    قيل له: ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم ليقاتل كل أمريء عن نفسه وماله وأهله فيكون أشد لحربه.

    فقال دريد: راعي ضأن ورب الكعبة ماله وللحرب؟

    ثم قال: أين مالك؟ فدعي له.

    فقال: يا مالك إنك أصبحت رئيس قومك وانك تقاتل رجلاً كريماً وان هذا اليوم له ما بعده من الأيام، ثم مالي أسمع رُغاء البعير وخوار البقر ونهاق الحمير وغثاء الشاء وبكاء الصغير؟

    قال: قد سقت مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم، أردت ان اجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم.

    قال: راعي ضأن واللّه، وهل يردّ المنهزم شيء؟ إن كانت لك لم ينفعك الاّ رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك.

    ثم قال: ما فعلت كعب وكلاب؟

    قالوا: لم يشهدها منهم أحد.

    قال: غاب الجد والجد، لو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب، ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب، فمن شهدها منكم؟

    قالوا: عمرو بن عامر وعوف بن عامر.

    قال: ذلك الجذعان لا ينفعان ولا يضران.

    ثم التفت إلى مالك وقال: يا مالك إنك لم تصنع بتقديم بيضة هوازن في نحور الخيل شيئاً، ارفعهم الى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم، ثم الق الصبأة على متون الخيل، فإن كانت لك لحق بك من وراءك، وان كانت عليك ألفاك ذلك وقد احرزت أهلك ومالك.

    قال: لا واللّه لا أفعل، انك قد كبرت ووهن عقلك، واللّه لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكأنّ على هذا السيف حتى يخرج من ظهري. وكره أن يكون لدريد فيها ذكر ورأي.

    قالوا: أطعناك.

    قال دريد: هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه، ثم قال:

    (يا ليتــني فـيــها جــذع أخـــبّ فيــها وأضــع)

    (أقود وطفــاء الـــزمــع كــأنها شــــاة صــدع)

    عيون هوازن والمسلمين

    وبعث مالك بن عوف عيوناً من رجاله فأتوه مرعوبين مذعورين فقال: ويلكم ما شأنكم؟

    قالوا: رأينا رجالاً بيضاً علي خيل بلق، واللّه ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى.

    ولما سمع بهم النبي (ص) بعث إليهم عبد اللّه بن أبي حدود الأسلمي وأمره أن يدخل في الناس، فدخل فيهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا عليه من حرب رسول اللّه (ص) فأتاه وأخبره الخبر، وقال: سمعت مالك بن عوف رئيسهم يخطب على هوازن ويقول: يا معشر هوازن انكم احدّ العرب واعدّه، وان هذا الرجل لم يلق قوماً يصدقونه القتال، فإذا لقيتموه فاكسروا جفون سيوفكم واحملوا عليه حملة رجل واحد.

    الاستعداد لمواجهة هوازن

    فلما أجمع رسول اللّه (ص) المسير الى هوازن، ذكر له ان عند صفوان بن اُمية أدراعاً وسلاحاً، فأرسل (ص) اليه ـ وهو يومئذ مشرك ـ فقال (ص): يا أبا اُمية أعرنا سلاحك هذا نلقي فيه عدونا.

    فقال: أغصباً يا محمد؟

    فقال (ص) : بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك.

    قال: ليس بهذا بأس. فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح، وقيل: أربعمائة، فلبس رسول اللّه (ص) درعين منها ولبس المغفر والبيضة أيضاً.

    ثم خرج رسول اللّه (ص) عامداً إلى حنين راكباً بغلته البيضاء دلدل وهو يسير خلف جيشه ليتدارك ضعيفهم والمنقطع منهم وكانوا اثني عشر ألفاً، وكان جيش العدو أربعة آلاف رجل.

    ولذلك قال بعضهم لما رأى كثرة عددهم وقلّة عدوهم: لو لقينا بني شيبان ما بالينا، لن نغلب اليوم من قلة، فشقّ ذلك على رسول اللّه (ص) غير انه لم يبدها لهم ولم يقل لهم شيئاً، فانتصر اللّه له فأنزل فيهم:

    (لقد نصركم اللّه في مواطن كثيرةٍ ويوم حنينٍ إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغنِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين)(1).

    وكان قد خرج مع رسول اللّه (ص) ناس من المشركين منهم صفوان بن اُمية، فلما كان عشية ذلك اليوم جاء فارس فقال: يا رسول اللّه إني طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم.

    فتبسم رسول اللّه (ص) وقال: تلك غنيمة للمسلمين غداً إن شاء اللّه.

    ثم قال: من يحرسنا الليلة؟

    قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول اللّه.

    قال (ص) : اركب . فركب فرسا له، فقال (ص): استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه. ففعل. فلما أصبح جاء وقال: طلعت الشعبين كلاهما فلم أر أحداً.

    فقال له رسول اللّه (ص): هل نزلت الليلة؟

    قال: لا إلاّ مصلياً أو قاضي حاجة.

    فقال رسول اللّه (ص) : فلا عليك أن تعمل عملاً بعد هذا.

    في وادي حنين

    فلما انتهى النبي (ص) الى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر خلون من شوال وكان قد سار إليها يوم السبت لست خلون منه، كان قد سبقهم مالك بن عوف فأدخل جيشه بالليل في ذلك الوادي وفرقهم في الطرق والمداخل وحرضهم على قتال المسلمين وأمرهم أن يكمنوا لهم ويرشقوهم أول ما طلعوا ويحملوا عليهم حملة واحدة وقال: إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم، ثم شدوا شدّة واحدة.

    فلما كان وقت السحر واندلع الفجر عبأ رسول اللّه (ص) جيشه بعد أن صلى بهم صلاة الفجر وعقد ألويته والرايات وفرقها على الناس ودفع اللواء الأكبر الى علي (ع) ثم انحدروا نحو الوادي وكانت بنو سليم على مقدمتهم.

    قال جابر بن عبد اللّه: لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحداراً، وذلك في عماية الصبح، وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه وأخبائه ومضايقه، وقد أجمعوا وتهيأوا، فواللّه ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب بايديها السيوف والعمد والقنى، قد شدوا علينا شدة رجل واحد، فانكشف الناس راجعين لا يلوي أحداً على أحد.

    وانحاز رسول اللّه (ص) ذات اليمين ثم قال: إليّ أيها الناس هلم اليّ، أنا رسول اللّه، أنا محمد بن عبد اللّه، والناس يفرّون لا يلوون على شيء.

    فلم يبقَ مع رسول اللّه (ص) الاّ نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته، منهم وفي طليعتهم علي بن ابي طالب (ع) وأخوه عقيل والعباس وابنه الفضل وأبو سفيان بن الحارث ونوفل بن الحارث وربيعة بن الحارث واُسامة بن زيد وأيمن بن عبيد وقتل يومئذ ورسول اللّه (ص) مصلت سيفه في المجتلد وهو على بغلته البيضاء دلدل، وعلي (ع) بين يديه يضرب وجوه الناس ويردّهم عنه.

    صاحب المواطن المشهورة

    قال الفضل بن عباس: التفت العباس حين انقشع الناس عن بكرة أبيهم يوم حنين فلم يرَ علياً (ع) فقال لي: أفي مثل هذه الحال يرغب ابن ابي طالب بنفسه عن رسول اللّه (ص) وهو صاحب المواطن المشهورة؟

    فقلت: يا أبة نقّص قولك لابن أخيك.

    قال: ما ذاك يا فضل؟

    قلت: أما تراه يقاتل في الرعيل الأول، أما تراه يناجز في الرهج؟

    قال: أشعره لي يا بني.

    قلت: هو ذو كذا وكذا ذو البردة.

    فأمعن النظر اليه وقال: فما تلك البرقة؟

    قلت: سيفه يزيل به بين الأقران.

    فقال: برّ بن برّ، فداه عم وخال.

    قال: فضرب علي (ع) يومئذ أربعين مبارزاً كلهم يقدّه حتى انفه فيموت من فوره.

    شيبة يعلن إسلامه

    وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة: لما رأيت رسول اللّه (ص) يوم حنين وقد انكشف عنه أصحابه ذكرت أبي وعمي وقتل علي وحمزة إياهما، فقلت: أدرك ثاري اليوم من محمد، فذهبت لأجيئه عن يمينه فاذا أنا بالعباس بن عبد المطلب قائماً عليه درع بيضاء كأنها فضة، يكشف عنها العجاج، فقلت في نفسي: عمه ولن يخذله.

    ثم جئته عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فقلت في نفسي: ابن عمه ولن يخذله.

    ثم جئته من خلفه فلم يبق لي إلاّ أن اسوره سورة بالسيف إذ رفع لي شواظ من نار بيني وبينه كأنه برق، فخفت ان يمحشني، فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقهرى.

    فالتفت اليّ رسول اللّه (ص) وقال: يا شيب يا شيب، اُدنُ مني، ثم قال (ص): اللّهمّ أذهب عنه الشيطان.

    قال : فرفعت إليه بصري ولهو أحبّ إليَّ من سمعي وبصري.

    وقال (ص) : يا شيب قاتل الكفار. ثم اخبرني بما اضمرته في نفسي. فاستحييت واعتذرت منه وأسلمت على يديه.

    كرٌّ بعد فرّ

    ولما رأى رسول اللّه (ص) هزيمة القوم عنه، قال لعمه العباس وكان رجلاً جهورياً صيّتاً: يا عم نادِ بالقوم، وذكّرهم العهد.

    فنادى العباس بأعلى صوته: يا أهل بيعة الشجرة، يا أصحاب سورة البقرة، إلي أين تفرون؟ اذكروا العهد الذي عاهدتم عليه رسول اللّه (ص).

    والقوم على وجوههم قد ولّوا مدبرين. عندها رفع رسول اللّه (ص) يديه نحو السماء وقال: (اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان).

    فنزل جبرئيل فقال: يا رسول اللّه دعوت بما دعا به موسى حيث فلق له البحر، ونجّاه من فرعون.

    ثم التفت رسول اللّه (ص) الى أبي سفيان بن الحارث وقال: ناولني كفاً من حصى، فناوله فرماه في وجوه المشركين وقال: شاهت الوجوه، ثم رفع رأسه نحو السماء وقال: اللّهم ان تهلك هذه العصابة لم تعبد، وان شئت أن لا تعبد، لا تعبد.

    فلما سمعت الأنصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون سيوفهم وهم يقولون: لبيك، وكانت ليلة ظلماء ورسول اللّه (ص) في الوادي والمشركون قد خرجوا عليه من شعاب الوادي وجنباته ومضايقه مصلتين سيوفهم وعمدهم وقسيّهم.

    قال الراوي: فنظر رسول اللّه (ص) ببعض وجهه في الظلماء فأضاء كأنه القمر ليلة البدر ثم نادى المسلمين: أين ما عاهدتم اللّه عليه؟

    فأسمع أولهم وآخرهم، فلم يسمعها رجل إلا رمى بنفسه إلى الأرض وانحدروا إلى حيث كانوا من الوادي، حتى لحقوا بالعدوّ فقاتلوه، وكان علي(ع) قد قتل حامل رايتهم: أباجرول وخذل القوم بقتله وولّوا منهزمين.

    قال جابر بن عبداللّه: ما رجعت راجعة الناس حتى وجدوا الاُسارى مكتفين بين يدي رسول اللّه (ص) وهو يقول: اللّهمّ إنك أذقت أول قريش نكالاً، فأذق آخرها نوالاً.

    هوازن تنهزم

    ولما قتل أبو جرول وخذل القوم بقتله، وضع المسلمون سيوفهم فيهم حتى قتل من القوم كثير والنبي (ص) ينظر إلى قتالهم ويقول: الآن حمي الوطيس ـ كناية عن شدة الأمر واضطرام الحرب وهي من أحسن الإستعارات، وكان النبي (ص) أول من قالها ـ.

    ثم كانت الهزيمة والأسر حينئذ وجيء بالأسرى إلى رسول اللّه (ص) مكتفين، وكان أبوسفيان صخر بن حرب بن اُمية في هذه الغزوة، فانهزم في جملة من المسلمين، فالتقى به ابنه معاوية وتلاوما على ما ارتكباه من الهزيمة، ثم وقف فاجتمع معه الناس من أهل مكة، ثم رجعوا وأعادوا الكرة عليهم، وفي ذلك يقول مالك بن عبادة الغافقي:

    لم يـواس النـبي غير بنــــي هاشم عنـــــد الســـــيوف يــوم حنـــين

    هرب الناس غير تســـــــعة رهط فهــــمُ يهتـــفون بالنـــاس أيـــن؟

    ثم قـاموا مـع النــبــي على الموت فـأتــــوا زيـــنــاً لنـــا غيـر شين

    وقال العباس بن عبد المطلب عم النبي (ص) في ذلك أيضاً:

    نصرنا رسول اللّه فــي الحرب تسعة وقـــد فــرّ مــن قـد فرّ عنه فأقشعوا

    وقولــي إذا ما الفضــــل شــدّ بســيفه على القوم اخـــرى يـا بنيّ ليرجعوا

    وعن البراء بن عازب أنه قال رجل: يا أبا عمارة أفررتم عن رسول اللّه (ص) يوم حنين؟

    فقال : لكن رسول اللّه (ص) لم يفر، ان هوازن كانوا قوماً رماة، فلما لقيناهم وحملنا عليهم انهزموا فأقبل الناس على الغنائم فاستقبلونا بالسهام فانهزم الناس، فلقد رأيت رسول اللّه (ص) على بغلته البيضاء فنزل واستنصر وقال: اللّهمّ أنزل نصرك، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجام بغلته.

    قال البراء : وكنا واللّه إذا احمر البأس نتّقي برسول اللّه (ص).

    مغانم حنين

    ولما نصر اللّه تعالى نبيّه (ص) يوم حنين على المشركين، وانهزم المشركون، وقع منهم في أيدي المسلمين غنائم كثيرة وسبي كثير، قيل: إن السبي كان أربعة آلاف رأس، وقيل: ستة آلاف رأس، ومن الإبل اثني عشر ألفاً، وقيل: أربعة وعشرين ألفاً، سوى ما لا يعلم من الغنائم.

    وقد استجاب اللّه لنبيّه (ص) حيث كان يدعوه ويقول: (اللّهمّ انّك أذقت أول قريش نكالاً، فأذق آخرها نوالاً).

    فإن تفريق رسول اللّه (ص) بين قريش الغنائم أغنى قريشاً وأثراهم، وقد خلّف رسول اللّه (ص) الأنفال والأموال والسبايا كلها بالجعرانة حتى يفرغ المسلمون من عدوّهم، وولى عليها بديل بن ورقاء الخزاعي. فلما فرغ رسول اللّه (ص) من حنين والطائف قسم الغنائم بينهم وذلك على ما سيأتي.

    سرية أبي عامر إلى أوطاس

    فلما فضّ اللّه تعالى جمع المشركين بحنين تفّرقوا فرقتين، فأخذت الأعراب ومن تبعهم إلى أوطاس، وأخذت ثقيف ومن تبعها إلى الطائف، فبعث رسول اللّه (ص) أبا عامر الأشعري على جيش فيهم أبو موسى الأشعري إلى أوطاس، وذلك لملاحقة الأعراب ومن تبعهم بها، فلما بلغها هو ومن معه تقدم بالراية وقاتل حتى قتل دونها.

    فقال المسلمون لأبي موسى: أنت ابن عمّ الأمير وقد قتل، فخذ الراية مكانه حتى نقاتل دونها، فأخذها أبو موسى فقاتل المسلمون دونها حتى فتح اللّه عليهم، ورجعوا إلى رسول اللّه (ص) بالسبي والغنائم فاتحين.

    فأمر رسول اللّه (ص) بضمها إلى غنائم حنين وسبيها، وذلك في الجعرانة.

    وقيل: انه قال أبو موسى: كنت مع أبي عامر فرمى أبو عامر في ركبته فانتهيت إليه فقلت: يا عم من رماك؟

    فأشار إلى الذي رماه وقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدته فلحقته، فلما رآني ولّى، فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألا تثبت؟ فكف، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل اللّه صاحبك.

    فقال: يابن أخي اقرء النبي (ص) منّي السلام وقل له يستغفر لي.

    ثم قال أبو موسى: واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيراً ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي (ص) في بيته فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وأنه قال قل له يستغفر لي، فدعا (ص) بماء فتوضّأ ثم رفع يديه ودعا له بالمغفرة.

    وقيل: انه استشهد من المسلمين يوم حنين أربعة نفر منهم أيمن بن اُم أيمن، ويزيد بن زمعة بن الأسود، وسراقة بن الحارث رجل من الأنصار وأبو عامر الأشعري الذي قتل في أوطاس، وقتل من المشركين أكثر من سبعين قتيلاً.

    سرية أبي سفيان إلى الطائف

    كما وبعث رسول اللّه (ص) أبا سفيان صخر بن حرب إلى الطائف لملاحقة ثقيف ومن تبعهم الذين لجأوا إليها، فلما بلغها هو ومن معه لقيته ثقيف فضربوه على وجهه فانهزم ورجع إلى النبي (ص) يقول: بعثتني يا رسول اللّه (ص) مع قوم لا يرفع بهم الدلاء من هذيل والأعراب، فسكت عنه رسول اللّه (ص) ولم يقل له شيئاً، وعزم على أن يسير إلى الطائف بنفسه.



    1 ـ التوبة: 25.



    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14308
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    غزوة حنين--------- Empty رد: غزوة حنين---------

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء أغسطس 05, 2015 9:18 am

    غزوة حنين في شوال من السنة الثامنة الهجرية بعد الفتح

    قال ابن إسحاق : ولما سمعت هوازن برسول الله صلى الله عليه وسلم وما فتح الله عليه من مكة ، جمعها مالك بن عوف النصري فاجتمع إليه مع هوازن ثقيف كلها ، واجتمعت نصر وجشم كلها ، وسعد بن بكر ، وناس من بني هلال وهم قليل ولم يشهدها من قيس عيلان إلا هؤلاء وغاب عنها فلم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب ولم يشهدها منهم أحد له اسم وفي بني جشم دريد بن الصمة شيخ كبير ليس فيه شيء إلا التيمن برأيه ومعرفته بالحرب وكان شيخا مجربا ، وفي ثقيف سيدان لهم . ( و ) في الأحلاف قارب بن الأسود بن مسعود بن معتب ، وفي بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث بن مالك وأخوه أحمر بن الحارث وجماع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري( و ) في الأحلاف قارب بن الأسود بن مسعود بن معتـب ،وفي بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث


    بن مالك وأخوه أحمر بن الحارث وجماع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري فلما أجمع السير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حط مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم فلما نزل بأوطاس اجتمع إليه الناس وفيهم دريد بن الصمة في شجار له يقاد به فلما نزل قال بأي واد أنتم ؟ قالوا : بأوطاس قال نعم مجال الخيل لا حزن ضرس ولا سهل دهس ما لي أسمع رغاء البعير . ونهاق الحمير وبكاء الصغير ويعار الشاء ؟ قالوا : ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم . قال أين مالك ؟ قيل هذا مالك ودعي له فقال يا مالك إنك قد أصبحت رئيس قومك ، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام مالي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير ويعار الشاء ؟ قال سقت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم قال ولم ذاك ؟ قال أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم قال فأنقض به . ثم قال راعي ضأن والله وهل يرد المنهزم شيء ؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك ، ثم قال ما فعلت كعب وكلاب ؟ قالوا : لم يشهدها منهم أحد ، قال غاب الحد والجد ، ولو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب ولا كلاب ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب فمن شهدها منكم ؟ قالوا : عمرو بن عامر ، وعوف بن عامر ، قال ذانك الجذعان من عامر لا ينفعان ولا يضران يا مالك إنك لم تصنع بتقديم البيضة بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئا ، ارفعهم إلى متمنع بلادهم وعليا قومهم ثم الق الصباء على متون الخيل فإن كانت لك لحق بك من وراءك ، وإن كانت عليك ألفاك ذلك قد أحرزت أهلك ومالك . قال والله لا أفعل ذلك إنك قد كبرت وكبر عقلك . والله لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري . وكره أن يكون لدريد بن الصمة فيها ذكر أو رأي ؟ فقالوا : أطعناك ، فقال دريد بن الصمة : هذا يوم لم أشهده ولم يفتني : ( يا ليتني فيها جذع أخب فيها وأضع ) (أقود وطفاء الزمع كأنها شاة صدع ) . قال ابن هشام : أنشدني غير واحد من أهل العلم بالشعر قوله " يا ليتني فيها جذع " . قال ابن إسحاق : ثم قال مالك للناس إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم ثم شدوا شدة رجل واحد . قال . وحدثني أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أنه حدث ( أن مالك بن عوف بعث عيونا من رجاله ، فأتوه وقد تفرقت أوصالهم فقال ويلكم ما شأنكم ؟ فقالوا رأينا رجالا بيضا على خيل بلق فوالله ما تماسكنا أن . أصابنا ما ترى ، فوالله ما رده ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد ) . قال ابن إسحاق : ولما سمع بهم نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي وأمره أن يدخل في الناس فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم ثم يأتيه بخبرهم . فانطلق ابن أبي حدرد فدخل فيهم فأقام فيهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع من مالك وأمر هوازن ما هم عليه ثم أقبل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ، فأخبره الخبر فقال عمر كذب ابن أبي حدرد . فقال ابن أبي حدرد إن كذبتني فربما كذبت بالحق يا عمر فقد كذبت من هو خير مني . فقال عمر يا رسول الله ألا تسمع ما يقوله ابن أبي حدرد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قد كنت ضالا فهداك الله يا عمر ) . فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى هوازن ليلقاهم ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعا له وسلاحا فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك . فقال يأ أبا أمية أعرنا سلاحك هذا نلق فيه عدونا غدا ، فقال صفوان أغصبا يا محمد ؟ قال بل عارية ومضمونة حتى نؤديها إليك ، قال ليس بهذا بأس فأعطاه مئة درع بما يكفيها من السلاح فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله أن يكفيهم حملها ، ففعل . قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ألفان من أهل مكة مع عشرة آلاف من أصحابه الذين خرجوا معه ففتح الله بهم مكة ، فكانوا اثني عشر ألفا ، واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس على مكة ، أميرا على من تخلف عنه من الناس ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه يريد لقاء هوازن . قال ابن إسحاق : وحدثني ابن شهاب الزهري ، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن أبي واقد الليثي أن الحارث بن مالك قال (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بالجاهلية قال فسرنا معه إلى حنين ، قال وكانت كفار قريش ومن سواهم من العرب لهم شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط ، يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ، ويذبحون عندها ، ويعكفون عليها يوما . قال فرأينا ونحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة خضراء عظيمة قال فتنادينا من جنبات الطريق يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى لموسى : " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم ) قال ابن إسحاق : وحدثني الزهري ، عن كثير بن العباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بحكمة بغلته البيضاء قد شجرتها بها ، قال وكنت امرأ جسيما شديد الصوت قال ( ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين رأى ما رأى من الناس أين أيها الناس ؟ فلم أر الناس يلوون على شيء فقال يا عباس اصرخ يا معشر الأنصار : يا معشر أصحاب السمرة قال فأجابوا : لبيك لبيك ) قال فيذهب الرجل ليثني بعيره فلا يقدر على ذلك فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وترسه ويقتحم عن بعيره ويخلي سبيله فيؤم الصوت حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا اجتمع إليه منهم مئة استقبلوا الناس فاقتتلوا ، وكانت الدعوى أول ما كانت يا للأنصار . ثم خلصت أخيرا : يا للخزرج . وكانوا صبرا عند الحرب فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه . فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون فقال الآن حمي الوطيس . قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله ، قال بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ورجل من الأنصار يريدانه قال فيأتيه علي بن أبي طالب من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله قال واجتلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال والتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان ممن صبر يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حسن الإسلام حين أسلم ، وهو آخذ بثفر بغلته فقال من هذا ؟ قال أنا ابن أمك يا رسول الله . قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت فرأى أم سليم بنة ملحان وكانت مع زوجها أبي طلحة وهي حازمة وسطها ببرد لها ، وإنها لحامل بعبد الله بن أبي طلحة ومعها جمل أبي طلحة وقد خشيت أن يعزها الجمل فأدنت رأسه منها ، فأدخلت يدها في خزامته مع الخطام فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم ؟ قلت : نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك كما تقتل الذين يقاتلونك ، فإنهم لذلك أهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يكفي الله يا أم سليم ؟ قال ومعها خنجر فقال لها أبو طلحة ما هذا الخنجر معك يا أم سليم ؟ قالت خنجر أخذته ، إن دنا مني أحد من المشركين بعجته به قال يقول أبو طلحة ألا تسمع يا رسول الله ما تقول أم سليم الرميصاء . قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر ، أنه حدث عن أبي قتادة الأنصاري قال وحدثني من لا أتهم من أصحابنا ، عن نافع مولى بني غفار أبي محمد عن أبي قتادة ، قالا : قال أبو قتادة : رأيت يوم حنين رجلين يقتتلان مسلما ومشركا ، قال وإذا رجل من المشركين يريد أن يعين صاحبه المشرك على المسلم . قال فأتيته ، فضربت يده فقطعتها ، واعتنقني بيده الأخرى ، فوالله ما أرسلني حتى وجدت ريح الدم ويروى : ريح الموت فيما قال ابن هشام ، وكاد يقتلني ، فلولا أن الدم نزفه لقتلني ، فسقط فضربته فقتلته ، وأجهضني عنه القتال ومر به رجل من أهل مكة فسلبه فلما وضعت الحرب أوزارها وفرغنا من القوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قتل قتيلا فله سلبه ) فقلت : يا رسول الله والله لقد قتلت قتيلا ذا سلب فأجهضني عنه القتال فما أدري من استلبه ؟ فقال رجل من أهل مكة : صدق يا رسول الله وسلب ذلك القتيل عندي ، فأرضه عني من سلبه فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لا والله لا يرضيه منه تعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن دين الله تقاسمه سلبه اردد عليه سلب قتيله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صدق اردد عليه سلبه ) فقال أبو قتادة : فأخذته منه فبعته ، فاشتريت بثمنه مخرفا ، فإنه لأول مال اعتقدته . قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن أبي سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، قال لقد استلب أبو طلحة يوم حنين وحده عشرين رجلا . قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، ( أنه حدث ) عن جبير بن مطعم ، قال لقد رأيت قبل هزيمة القوم والناس يقتتلون مثل البجاد الأسود أقبل من السماء حتى سقط بيننا وبين القوم فنظرت ، فإذا نمل أسود مبثوث قد ملأ الوادي لم أشك أنها الملائكة ثم لم يكن إلا هزيمة القوم . قال ابن إسحاق : ولما هزم الله المشركين من أهل حنين ، وأمكن رسوله صلى الله عليه وسلم منهم قالت امرأة من المسلمين قد غلبت خيل الله خيل اللات ، والله أحق بالثبات . قال ابن إسحاق : فلما انهزمت هوازن استحر القتل من ثقيف في بني مالك فقتل منهم سبعون رجلا تحت رايتهم فيهم عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب وكانت رايتهم مع ذي الخمار فلما قتل أخذها عثمان بن عبد الله ، فقاتل بها حتى قتل . قال ابن إسحاق : وأخبرني عامر بن وهب بن الأسود قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله قال أبعده الله فإنه كان يبغض قريشا .


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 11:17 am