قصة نجاح
قرية الدوير تسبق قرى مصر ثقافياً .. مع أ/ علاء سلام وآخرين
تحقيق / بخيت خليفة مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بقرية الدوير بصدفا أسيوط طفرة ثقافية بالقرى المصرية
عندما رأيت أخبار افتتاح مركز أحمد بهاء الدين الثقافي في الصحافة والإعلام وكنت قرأت العنوان الكبير.. فأيقنت أن هذا الحدث في القاهرة الكبرى.. وذلك لوجود جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالقاهرة.
لكن لما رأيت صورة محافظ أسيوط اللواء/ نبيل العزبي فرحت لأنه بالصعيد.. وبالتحديد في محافظة أسيوط.. وهو قريب منا وسوف يلبي رغبة كثير من المثقفين في الصعيد.
فدققت نظري أكثر لأعرف مكانه في المحافظة.. حتى فوجئت أنه في إحدى قرى المحافظة.. وبالتحديد في قرية "الدوير بصدفا".
في البداية لم أصدق أن يكون مثل هذا المركز وهذا الافتتاح وكل الشخصيات الكبيرة من الضيوف والتي شملت شخصيات عالمية.. كل ذلك في قرية وليس محافظة.. وفي الصعيد.
دفعني الفضول ومعرفة الكثير عن التفاصيل أن أسأل صديقا ً عزيزا ً لي وهو الشيخ/ زهري.. الإمام والخطيب بخيت خليفة يحاور أ/ علاء سلام مدير مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بالدوير"بصدفا" وصاحب الأعمال الخيرية العديدة .
سألته عما يعرفه عن هذا المركز.. فقال سوف أعد لك لقاءً مع مدير المركز.. وهو أ/علاء سلام.
وبالفعل أخذني مشكوراً بسيارته الخاصة إلى المركز وقمت بعمل تحقيق سريع عن المركز بعدما تجولت في أروقته وقاعاته الجميلة.
كان أكثر ما أسعدني هو التحرر من فكرة المركزية في نشر الثقافة.. فكم عانينا نحن بالذات في الصعيد من غياب ونقصان المنابع الثقافية.. وإن وجدت فهي على استحياء وفي قلب المحافظة فقط.. مما صعب المهمة على المحبين والراغبين في تفعيل العملية الثقافية.
وأسعدني أكثر أن المركز لم يكن مجرد هدية من جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين من القاهرة.. بقدر ما كان تتويجاً لنشاط ثقافي طويل تطوعي من شباب قرية الدوير المثقفين وما حولها من القرى.
فلقد قدم أ/ علاء سلام وفريقه من المتطوعين نموذجاً يحتذي به في حب وتفعيل الثقافة وخدمة شباب البلد.. فقد انطلقوا من لا شيء .. وبدون مقر وبعمل تطوعي خالص من جميع الأعضاء.. حتى تعدت شهرتهم ونشاطهم القرية إلى المركز إلى المحافظة إلى المحافظات الأخرى.. فثمنت جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالقاهرة هذا المجهود وقدمت لهم مركزاً ثقافياً.. ربما لا يكون مثله في القاهرة.
وكان للدكتور/ زياد أحمد بهاء الدين الدور الكبير في بناء هذا المركز.. وفاء لقرية أنجبت أسرته أسرة الصحفي الكبير/ أحمد بهاء الدين.. والذي يعرفه الجميع.. حيث كان نقيباً للصحفيين المصريين.. وأمين اتحاد الصحفيين العرب.
ومن خلال هذا التحقيق التقيت بالأستاذ/ علاء سلام مدير المركز.. وأ/ أحمد راشد البطل مشرف النشاط الثقافي.. وهو مؤسس نادي القصة بأسيوط .. ومن رواد القصة بالصعيد.
والتقيت أيضاً بالشيخ/ زهري الإمام بصدفا.. ومجموعة من تلاميذ ورواد المركز.
وفي البداية نبدأ بمدير المركز أ/ علاء سلام.
يسرنا أن نعرف حضرتك على القراء.. والذين سمعوا مثلي عن نشاطكم الثقافي المتميز؟
الاسم: علاء الدين حسين سلام.
العمل: وكيل بالأزهر الشريف .. بالغنايم
وأعمل مدير مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بقرية الدوير بصدفا ـ أسيوط.
وكيف تجمع بين العمل بالأزهر والعمل بالمركز .. وكلاهما يحتاج إلى مجهود كبير؟
خيرت في الأزهر بين العمل الإداري وبين العمل بالتدريس.. ورغم أن جميع الوكلاء يختارون العمل الإداري لما فيه من راحة.. لكنني اخترت التدريس حتى أجد وقتاً للمركز .. فأنا أعطي الحصة.. ثم انصرف إلى المركز.
سمعت عنك أكثر من مرة من شخصيات ثقافية ومعروفة في صدفا والقرى التابعة لها بالعمل الخيري مثل الشيخ/ زهري الحاج علي.. فلكم دور كبير في بناء المساجد هنا.. حدثنا عن ذلك.. وهل تجد وقتاً كافياً لكل هذا؟
الحمد لله.. العمل الخيري والتطوعي أشعر أنه جزء من طبعي.. وأجده في دمي .. وكثيراً ما سعيت أنا والشيخ/ زهري جزاه الله خيراً في أعمال خير عظيمة.
وعلى سبيل المثال وفقنا الله لإقامة عدة مساجد .. وكنا نخطط البناء على الأرض البور أو السباخ.. ثم يوفقنا الله لإقامة المسجد.
وذات مرة وفقنا الله لبناء مسجد في أرض لم يكن يسمع فيها شيء من خمسين سنة .. سوى طلقات الرصاص والمشاكل.. حتى أننا لما انتهينا من البناء وأذن لأول صلاة انطلقت زغاريد النساء حول المسجد فرحاً بهذا المسجد في مثل هذا المكان.
وكنت لفترة كبيرة الممثل الوحيد لجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بمحافظة أسيوط.. وقد اكتسبت ثقة هؤلاء الناس بالقاهرة.. لما رأوا من نشاطنا وأمانتنا.
كيف كنت ترى نظرة المثقفين في جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالقاهرة عن الصعيد؟
كنت حريصاً لأنقل لهم صورة عظيمة عن الصعيد.. وكنت أمزح معهم وأقول "الصعيد لا يأكل الناس" .. وها أنا واحد منهم.. ووجودي معهم هناك كان سبباً في خير كثير لبلدي والحمد لله .
قدم لنا قرية "الدوير" في كلمات قليلة؟
هي إحدى القرى المصرية التي تشبه أي قرية مصرية.. تتبع مركز صدفا بأسيوط.. لكنها ربما أكبر مساحة من المركز نفسه.. سكانها يزيدون عن 40 ألف نسمة .. بها تقريباً معظم مقومات القرية من وحدة محلية ومدارس عام وأزهري.. حتى التعليم الثانوي موجود بها.
نسبة التعليم بها أكثر من 65%.. وزمام المساحة الزراعية كبير يزيد عن سبعة آلاف فدان.
هل هناك شخصيات هامة أخرى خرجت من القرية غير أ/ أحمد بهاء الدين ؟
نعم.. كان وزير المالية في العهد الملكي الدكتور/ زكي عبد المتعال.. وكان من إقبال كبير من الشباب والأطفال على مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بالدويرالشخصيات المعروفة أيضاً.
مركز أحمد بهاء الدين الثقافي نال شهرة إعلامية بصفته سبقاً من نوعه في قرية مصرية.. وقد تعود الجميع أن يكون مثل هذا المركز في القاهرة أو في محافظة على الأقل.. كيف بدأت الفكرة؟
المركز محصلة أفكار كثيرة ونشاط ثقافي كبير.. فعائلة السلالمة التي ينتمي إليها الكاتب الكبير أ/ أحمد بهاء الدين.. كانت تبرعت من قبل بمساحة 22 قيراط .. وأقامت عليها مدرسة ابتدائية تحمل اسم الكاتب.
ثم بعد ذلك تبنت جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين ومقرها في القاهرة فكرة إنشاء مكتبة تنويرية بالقرية.. واقترحت أن يكون مكانها بالمدرسة.
وهل بالفعل تم إنشاء المكتبة بمدرسة أحمد بهاء الدين؟
نعم.. بل وصل عدد الكتب بها إلى 27 ألف كتاب.. ودعمتها جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بكل ما يلزم المكتبة.. سواء من أجهزة كمبيوتر.. أو مقاعد.. أو مستلزمات أخرى للمدرسة.. مما جعلها من المدارس المتميزة على مستوى المحافظة.
هل قدمت جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين شيئا ً آخر للمدرسة؟
الجمعية تبنت أيضاَ رياض الأطفال بالمدرسة.. وقدمت لها الكتب المنهجية للحضانة.. وأسست بالمدرسة مكتبة الطفل.. والتي تضم الكتب المتخصصة والمناسبة للأطفال.. كما دعمت الحضانة بكمية كبيرة من لعب الأطفال.
ذكرت لي أن نشاطكم الثقافي سبق إقامة مركز أحمد بهاء الدين ثقافياً؟
نعم.. فنحن نعمل من سنوات.. وكنا ننطلق من مكتبة المدرسة.. وجاءت فكرة المركز عندما اتسع النشاط ليشمل كل المحافظة والمحافظات الأخرى.
فكان النشاط أكبر من المدرسة.. فجاءت فكرة المركز ليكون هناك مقر دائم للنشاط الثقافي بعيداً عن المدرسة.
وما أبرز الأنشطة التي كنتم تقومون بها؟
نظراً بأننا بدأنا من المكتبة.. فبدأنا بمسابقة قراءة كتاب.. وكنا نعلن عن اختيار القارئ الأول.. وهو الذي يقرأ عشرة كتب ثم يقوم بتلخصيها في خمس صفحات.. ثم نكرم الحاصلين على المراكز الثلاثة الأولى ونعطيهم جوائز.
وأقمتم مسابقات أخرى؟
نعم.. توسعنا بعد الإقبال.. فأقمنا مسابقات في القرآن الكريم.. والتراجم.. والفن التشكيلي.. والتصوير الفوتوغرافي.. والتصميم على الانترنت.
وهل كل هذه الأقسام شهدت إقبالاً؟
نعم .. وذات مرة وصل عدد المتسابقين إلى 350 في كل الأقسام.. و350 فقط في القرآن الكريم.. حتى شارك معنا معظم مراكز وقرى محافظة أسيوط.. وجاءتنا مشاركات من سوهاج وقنا.
وكيف كنتم تعلنون عن النشاط والمسابقات؟
عن طريق العلاقات الشخصية والتعريف بها في كل مكان.. وأحياناً عن طريق سيارة تطوف القرية للإعلان عنها .. وأحياناً عن طريق البوسترات.
وهل كانت المسابقات تشمل مرحلة عمرية معينة ؟
لا.. بل كنا نعمل مسابقات تحت سن الـ18 سنة.. وفوق الـ 18 سنة.
من صاحب فكرة إنشاء مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بالقرية.. وكيف تمت؟
صاحب الفكرة د/ زياد ابن أ/ أحمد بهاء الدين.. وقد ذهب منذ عدة سنوات إلى محافظ أسيوط وكان حينها د/ الطحلاوي.. وقال له: "أريد عمل مركز ثقافي".
وجمعنا الأرض اللازمة لذلك.. فمحافظ أسيوط رحب بذلك.. لكن اقترح عليه عمل المركز في المحافظة.
فقال له د/ زياد: "أريد أن أقيمه في قريتنا الدوير بصدفا"
فقال له: هناك حل وسط .. وهو أن يقام في مركز صدفا.
إلا أن د/ زياد أصر على أن يكون في القرية.. بالإضافة أيضاً إلى إصرار زوجة أ/ أحمد بهاء الدين أن يقام في الدوير.
كم تكلف المركز.. ومن قام ببنائه وتحمل المصاريف.. خاصة وأنه غير تابع لوزارة الثقافة أو أي مؤسسة حكومية ؟
المركز تكلف سبعة ملايين جنيه.. وبدأ العمل فيه منذ أربعة سنوات.. وقام بكل ذلك جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالقاهرة والمركز تابع لها.
ما هي الأنشطة التي سوف تبدأ في المركز؟
مكتب تحفيظ القرآن الكريم.. والتنمية البشرية.. ومعمل اللغة.. والمكتبات.. ومسرح للعرائس والفن التشكيلي.
كيف كانت صورة النشاط قبل المركز.. وهل ستتغير بعد المركز .. أم لا؟
قبل إقامة المركز كنا نقيم شيئا ً يسمى "أيام ثقافية".. حيث أقمنا بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم.. وكنا نختار مدرسة كل أسبوع وبالتحديد كل سبت.. لأن معظم العاملين في جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بأسيوط موظفين.
ونظراً لأن السبت إجازة فكان مناسباً للجميع.. وكنا نزور المدرسة ونقيم بها الأنشطة المقترحة.
وهل كانت المدارس تتعاون معكم؟
نعم.. لأن السيد المحافظ مشكوراً نبه على مديرية التربية والتعليم والمدارس بالتعاون معنا .. مما سهل المهمة.. كما كنا نزور مراكز الشباب أيضاً.
ولماذا كنتم تركزون على المدارس ومراكز الشباب؟
لأنها معقل الشباب والمثقفين.. وكنا حريصين على اكتشاف المواهب وتنميتها.. وكنا نسجل الأسماء وأرقام التليفونات ونتواصل معهم.
ثم آخر العام نقدم لهم الجوائز في حفل تكريم يقام خصيصاً لذلك.. بعد دعوة كل المدارس.
والآن بعد توفر المقر وهو المركز.. كيف يكون النشاط؟
سوف نفعل البروتوكول مع المدارس.. لكن بطريقة عكسية.. بمعنى أننا كنا في الماضي نذهب إليهم.. والآن سوف نطالبهم بالحضور إلينا.
ونحن سوف نقترح أخذ حصة الرسم من المدارس على أساس أن الطلاب يقضون وقت الحصة في المركز.
وبذلك نكون فعلنا قاعة الفن التشكيلي.. والطالب يستفيد عملياً من حصة الرسم.
وهل لديكم الخبرة والإشراف على الفن التشكيلي؟
لدينا دكتورة من أسيوط متخصصة في الفن التشكيلي.. وهي متطوعة معنا في المركز.
وقد جمعنا قصر ثقافة أسيوط للتعارف عليها.. وهي نشيطة جدا ً وعلى استعداد أن تظل معنا في العمل حتى الساعة 12 ليلاً.. وهي الدكتورة/ صفاء كامل من أبنوب.
أستشعر أن كل هذه الأفكار حتى الآن غير تقليدية.. أو على الأقل سابقة على العمل التقليدي في قرية بالصعيد؟
نعم.. كل شيء غير تقليدي.. حتى بناء مركز ثقافي ضخم مثل هذا المركز في قرية غير تقليدي أيضا.. ً والحمد لله نحن نبحث عن التميز.
لا زالت مشكلة الأمية عقبة قومية كبرى .. هل لدى المركز أي خطط بخصوص هذا الشأن؟المركز من الداخل نظام ونظافة وجمال وعطاء ثقافي كبير
نعم.. هناك خطط مستقبلية كثيرة منها محو الأمية ورياض أطفال.. ومنها إنشاء مشغل تريكو للفتيات.
فسوف نقيم مشغلاً كبيرا ً.. والفتاة التي تتميز في آخر التدريب سوف تحصل على ماكينة هدية من المركز.
ما هي أهم العقبات التي كانت تواجهكم؟
طبعاً أشد ما يواجه الأنشطة الثقافية هي الأزمات المالية.. فنحن طوال السنوات الماضية كان العمل تطوعيا ً .. وكانت جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين تتحمل فقط المواصلات.. مثل السيارات التي كانت تنقل المتسابقين والأنشطة.. وذلك فقط من أجل الحفاظ على الاستمرارية.
هل عدد العمالة في المركز كافياً الآن ؟
لا طبعاً.. عددهم قليل جداً خاصة العمال.. وكما قلت لحضرتك كان الجميع يعمل متطوعاً.. وكانت الأعمال كثيرة.
وأنا من طبعي لا أستطيع أن أطلب من واحد منهم عمل شيء معين وهو متطوع.
إذاً كيف كنت تتصرف؟
كنت أقوم بنفسي أولاً بالعمل.. وأشاركهم في أي عمل .. حتى في نظافة المركز.. فكانوا يرون جميعاً ذلك فيقوم جميع العاملين والموظفين بالعمل سوياً.
أستشعر مدى النظام والنظافة التي يظهر عليها المركز.. ما سر ذلك؟
هناك ضوابط كثيرة داخل المركز.. منها منع التدخين تماماً.. وعدم الأكل أو المشروبات العادية داخل المركز.
ولاحظت أننا قدمنا مشروبات معلبة.. فقط حفاظاً على نظافة المكان.
وكانت لنا فرصة اللقاء بالأستاذ/ أحمد راشد البطل عضو اتحاد كتاب مصر.. ومشرف النشاط الثقافي بالمركز.. أ/ أحمد راشد مشرف النشاط الثقافي بالمركز ومن رواد القصة القصيرة بأسيوط ومؤسس نادي القصة القصيرة بأسيوط.
مرحباً بحضرتك.. وفرصة طيبة أن نلتقي بك هنا في مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بأسيوط؟
مرحباً بكم.. وشكراً على اهتمامكم بافتتاح المركز.
المركز مقام في قرية على غير عادة المراكز الكبرى.. والتي تفضل المركزية وأن تقام في المحافظات الكبرى.. فهل تتوقع نجاح المركز؟
بالفعل افتتاح المركز في قرية صغيرة في مركز صغير وفي محافظة بعيدة عن القاهرة وفي الصعيد.. هو مغامرة فرضت علينا نوعا ً من التحدي.. ونحن نثق تماماً في النجاح.
ما هي بنود هذا التحدي؟.. ومن أين مصدر هذه الثقة ؟
التحدي نابع من أن المناخ ملائم جداً.. وأن بلادنا مليئة بالمواهب.. ولكن تحتاج إلى بحث واستثمار.. ونحن سوف نحتضن هذه المواهب ونرعاها ونقدم لها الأدوات اللازمة.
وأنا أثق أن مركز أحمد بهاء الدين سوف يخدم كل أسيوط والمحافظات المجاورة لها.
ذكرت لي أنك مؤسس نادي القصة القصيرة في أسيوط؟
نعم.. وهو نادي مستقل غير تابع لقصور الثقافة.. وهو مكون من أصدقاء القصة القصيرة.
وقد حققنا بفضل الله تعالى عدة مراكز على مستوى الجمهورية.
بصفتك مشرف على النشاط الثقافي في المركز.. ما هي خطتكم القادمة للنشاط الثقافي في الفترة القادمة ؟
أ/علاء سلام والشيخ زهري وتعاون على البر والتقوى ونشر الخير والثقافةهناك خطة نشاط تشمل أربع أمسيات شعرية وأدبية كبرى.. واثنا عشر محاضرة في قواعد اللغة العربية.. واثنا عشر ندوة أدبية متخصصة.
هل سيكون لكم نادي أدب خاص في مركز أحمد بهاء الدين ؟
نعم.. سوف نقيم نادي أدب خاص بمركز أحمد بهاء الدين .. وسوف نستعين بكبار الشعراء والأدباء المتخصصين أمثال أ.د/ مصطفى رجب من جامعة سوهاج.. ود/ جمال التلاوي المنيا.. وأ/ عبد الحافظ بخيت الشاعر المعروف وهو من طما.
ثم التقينا أيضاً بالشيخ/ زهري علي حسن عامر.. إمام وخطيب بقرية الشناينة بصدفا .. ومن أشهر القائمين بالأعمال الخيرية بقرى صدفا.. وهو من عرفنا بهذا المركز وقام بالتحضير والتجهيز لهذا التحقيق.
نشكركم على هذه الفرصة الطيبة.. ونشكر لكم مجهودكم الكبير؟
العفو ومرحباً بك في المركز.. وطبعاً تربطني علاقة قوية بالأستاذ/ علاء مدير المركز .. وهو صديق عزيز ومن الشخصيات المعروفة أيضاً بالعمل التطوعي والخيري لوجه الله تعالى.
كما كانت لي فرصة اللقاء أكثر من مرة بالدكتور/ زياد أحمد بهاء الدين.. وهو من الشخصيات المثقفة .. ويحمد له إنشاء هذا المركز.
المركز طفرة كبيرة في فكر القرى المصرية.. كيف ترى ذلك؟
كما ترى المركز مجهز بتجهيزات عالية التكاليف.. وبه كل أدوات المركز من مكتبات ومسرح وأنشطة.
لكن القرى هنا تتميز بوجود الشخصيات المحبة للخير.. والتي على استعداد لتحمل أي تكاليف في سبيل فعل الخير.
وفي أثناء تجولنا في مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بالدوير.. وجدنا مجموعة كبيرة من أبناء المدارس والزوار والمتطوعين بالمركز.. التقينا ببعض طلاب المدارس الذين عبروا عن فرحتهم بالافتتاح.
نتعرف عليك؟
محمود علاء الدين حسين سلام
من الاسم طبعاً أنت ابن مدير المركز الأستاذ علاء.. ماذا يمثل لك المركز.. ونحن نشكرك فقد شاركتنا التصوير في هذا التحقيق .. فيبدو أن ابن الوز عوام وأنت صحفي بالفطرة؟
شكراً .. وأنا بحب إلقاء الشعر والرسم والمسرح.. وأسمع من زمان عن الأستاذ/ أحمد بهاء الدين.. خاصة وهو ابن تلاميذ المدارس وفرحة كبيرة بالمكتبات عم والدي .
وأنتم يا معشر الشباب نتعرف عليكم؟
أدهم جميل مصطفى الصف السادس الابتدائي .. من قرية السلالمة المجاورة للدوير.
مصطفى طلعت أحمد الصف السادس .. من قرية بني فيز المجاورة للدوير
أحمد كامل بدوي الصف السادس .. من قرية الدوير.
ما هو أكثر ما فرحتم به في افتتاح المركز؟
المكتبات.
ولماذا؟
سوف نقرأ قصص أطفال أكثر.
هل لكم اهتمامات أخرى بعيدا ً عن القراءة ؟
نعم.. الكورة
أفضل لاعب تتابعونه؟
أبو تريكة.
شكراً جزيلاً لكم.. وألف مبارك افتتاح المركز؟
شكراً على هذا اللقاء الجميل والصور الحلوة.
قرية الدوير تسبق قرى مصر ثقافياً .. مع أ/ علاء سلام وآخرين
تحقيق / بخيت خليفة مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بقرية الدوير بصدفا أسيوط طفرة ثقافية بالقرى المصرية
عندما رأيت أخبار افتتاح مركز أحمد بهاء الدين الثقافي في الصحافة والإعلام وكنت قرأت العنوان الكبير.. فأيقنت أن هذا الحدث في القاهرة الكبرى.. وذلك لوجود جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالقاهرة.
لكن لما رأيت صورة محافظ أسيوط اللواء/ نبيل العزبي فرحت لأنه بالصعيد.. وبالتحديد في محافظة أسيوط.. وهو قريب منا وسوف يلبي رغبة كثير من المثقفين في الصعيد.
فدققت نظري أكثر لأعرف مكانه في المحافظة.. حتى فوجئت أنه في إحدى قرى المحافظة.. وبالتحديد في قرية "الدوير بصدفا".
في البداية لم أصدق أن يكون مثل هذا المركز وهذا الافتتاح وكل الشخصيات الكبيرة من الضيوف والتي شملت شخصيات عالمية.. كل ذلك في قرية وليس محافظة.. وفي الصعيد.
دفعني الفضول ومعرفة الكثير عن التفاصيل أن أسأل صديقا ً عزيزا ً لي وهو الشيخ/ زهري.. الإمام والخطيب بخيت خليفة يحاور أ/ علاء سلام مدير مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بالدوير"بصدفا" وصاحب الأعمال الخيرية العديدة .
سألته عما يعرفه عن هذا المركز.. فقال سوف أعد لك لقاءً مع مدير المركز.. وهو أ/علاء سلام.
وبالفعل أخذني مشكوراً بسيارته الخاصة إلى المركز وقمت بعمل تحقيق سريع عن المركز بعدما تجولت في أروقته وقاعاته الجميلة.
كان أكثر ما أسعدني هو التحرر من فكرة المركزية في نشر الثقافة.. فكم عانينا نحن بالذات في الصعيد من غياب ونقصان المنابع الثقافية.. وإن وجدت فهي على استحياء وفي قلب المحافظة فقط.. مما صعب المهمة على المحبين والراغبين في تفعيل العملية الثقافية.
وأسعدني أكثر أن المركز لم يكن مجرد هدية من جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين من القاهرة.. بقدر ما كان تتويجاً لنشاط ثقافي طويل تطوعي من شباب قرية الدوير المثقفين وما حولها من القرى.
فلقد قدم أ/ علاء سلام وفريقه من المتطوعين نموذجاً يحتذي به في حب وتفعيل الثقافة وخدمة شباب البلد.. فقد انطلقوا من لا شيء .. وبدون مقر وبعمل تطوعي خالص من جميع الأعضاء.. حتى تعدت شهرتهم ونشاطهم القرية إلى المركز إلى المحافظة إلى المحافظات الأخرى.. فثمنت جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالقاهرة هذا المجهود وقدمت لهم مركزاً ثقافياً.. ربما لا يكون مثله في القاهرة.
وكان للدكتور/ زياد أحمد بهاء الدين الدور الكبير في بناء هذا المركز.. وفاء لقرية أنجبت أسرته أسرة الصحفي الكبير/ أحمد بهاء الدين.. والذي يعرفه الجميع.. حيث كان نقيباً للصحفيين المصريين.. وأمين اتحاد الصحفيين العرب.
ومن خلال هذا التحقيق التقيت بالأستاذ/ علاء سلام مدير المركز.. وأ/ أحمد راشد البطل مشرف النشاط الثقافي.. وهو مؤسس نادي القصة بأسيوط .. ومن رواد القصة بالصعيد.
والتقيت أيضاً بالشيخ/ زهري الإمام بصدفا.. ومجموعة من تلاميذ ورواد المركز.
وفي البداية نبدأ بمدير المركز أ/ علاء سلام.
يسرنا أن نعرف حضرتك على القراء.. والذين سمعوا مثلي عن نشاطكم الثقافي المتميز؟
الاسم: علاء الدين حسين سلام.
العمل: وكيل بالأزهر الشريف .. بالغنايم
وأعمل مدير مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بقرية الدوير بصدفا ـ أسيوط.
وكيف تجمع بين العمل بالأزهر والعمل بالمركز .. وكلاهما يحتاج إلى مجهود كبير؟
خيرت في الأزهر بين العمل الإداري وبين العمل بالتدريس.. ورغم أن جميع الوكلاء يختارون العمل الإداري لما فيه من راحة.. لكنني اخترت التدريس حتى أجد وقتاً للمركز .. فأنا أعطي الحصة.. ثم انصرف إلى المركز.
سمعت عنك أكثر من مرة من شخصيات ثقافية ومعروفة في صدفا والقرى التابعة لها بالعمل الخيري مثل الشيخ/ زهري الحاج علي.. فلكم دور كبير في بناء المساجد هنا.. حدثنا عن ذلك.. وهل تجد وقتاً كافياً لكل هذا؟
الحمد لله.. العمل الخيري والتطوعي أشعر أنه جزء من طبعي.. وأجده في دمي .. وكثيراً ما سعيت أنا والشيخ/ زهري جزاه الله خيراً في أعمال خير عظيمة.
وعلى سبيل المثال وفقنا الله لإقامة عدة مساجد .. وكنا نخطط البناء على الأرض البور أو السباخ.. ثم يوفقنا الله لإقامة المسجد.
وذات مرة وفقنا الله لبناء مسجد في أرض لم يكن يسمع فيها شيء من خمسين سنة .. سوى طلقات الرصاص والمشاكل.. حتى أننا لما انتهينا من البناء وأذن لأول صلاة انطلقت زغاريد النساء حول المسجد فرحاً بهذا المسجد في مثل هذا المكان.
وكنت لفترة كبيرة الممثل الوحيد لجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بمحافظة أسيوط.. وقد اكتسبت ثقة هؤلاء الناس بالقاهرة.. لما رأوا من نشاطنا وأمانتنا.
كيف كنت ترى نظرة المثقفين في جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالقاهرة عن الصعيد؟
كنت حريصاً لأنقل لهم صورة عظيمة عن الصعيد.. وكنت أمزح معهم وأقول "الصعيد لا يأكل الناس" .. وها أنا واحد منهم.. ووجودي معهم هناك كان سبباً في خير كثير لبلدي والحمد لله .
قدم لنا قرية "الدوير" في كلمات قليلة؟
هي إحدى القرى المصرية التي تشبه أي قرية مصرية.. تتبع مركز صدفا بأسيوط.. لكنها ربما أكبر مساحة من المركز نفسه.. سكانها يزيدون عن 40 ألف نسمة .. بها تقريباً معظم مقومات القرية من وحدة محلية ومدارس عام وأزهري.. حتى التعليم الثانوي موجود بها.
نسبة التعليم بها أكثر من 65%.. وزمام المساحة الزراعية كبير يزيد عن سبعة آلاف فدان.
هل هناك شخصيات هامة أخرى خرجت من القرية غير أ/ أحمد بهاء الدين ؟
نعم.. كان وزير المالية في العهد الملكي الدكتور/ زكي عبد المتعال.. وكان من إقبال كبير من الشباب والأطفال على مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بالدويرالشخصيات المعروفة أيضاً.
مركز أحمد بهاء الدين الثقافي نال شهرة إعلامية بصفته سبقاً من نوعه في قرية مصرية.. وقد تعود الجميع أن يكون مثل هذا المركز في القاهرة أو في محافظة على الأقل.. كيف بدأت الفكرة؟
المركز محصلة أفكار كثيرة ونشاط ثقافي كبير.. فعائلة السلالمة التي ينتمي إليها الكاتب الكبير أ/ أحمد بهاء الدين.. كانت تبرعت من قبل بمساحة 22 قيراط .. وأقامت عليها مدرسة ابتدائية تحمل اسم الكاتب.
ثم بعد ذلك تبنت جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين ومقرها في القاهرة فكرة إنشاء مكتبة تنويرية بالقرية.. واقترحت أن يكون مكانها بالمدرسة.
وهل بالفعل تم إنشاء المكتبة بمدرسة أحمد بهاء الدين؟
نعم.. بل وصل عدد الكتب بها إلى 27 ألف كتاب.. ودعمتها جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بكل ما يلزم المكتبة.. سواء من أجهزة كمبيوتر.. أو مقاعد.. أو مستلزمات أخرى للمدرسة.. مما جعلها من المدارس المتميزة على مستوى المحافظة.
هل قدمت جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين شيئا ً آخر للمدرسة؟
الجمعية تبنت أيضاَ رياض الأطفال بالمدرسة.. وقدمت لها الكتب المنهجية للحضانة.. وأسست بالمدرسة مكتبة الطفل.. والتي تضم الكتب المتخصصة والمناسبة للأطفال.. كما دعمت الحضانة بكمية كبيرة من لعب الأطفال.
ذكرت لي أن نشاطكم الثقافي سبق إقامة مركز أحمد بهاء الدين ثقافياً؟
نعم.. فنحن نعمل من سنوات.. وكنا ننطلق من مكتبة المدرسة.. وجاءت فكرة المركز عندما اتسع النشاط ليشمل كل المحافظة والمحافظات الأخرى.
فكان النشاط أكبر من المدرسة.. فجاءت فكرة المركز ليكون هناك مقر دائم للنشاط الثقافي بعيداً عن المدرسة.
وما أبرز الأنشطة التي كنتم تقومون بها؟
نظراً بأننا بدأنا من المكتبة.. فبدأنا بمسابقة قراءة كتاب.. وكنا نعلن عن اختيار القارئ الأول.. وهو الذي يقرأ عشرة كتب ثم يقوم بتلخصيها في خمس صفحات.. ثم نكرم الحاصلين على المراكز الثلاثة الأولى ونعطيهم جوائز.
وأقمتم مسابقات أخرى؟
نعم.. توسعنا بعد الإقبال.. فأقمنا مسابقات في القرآن الكريم.. والتراجم.. والفن التشكيلي.. والتصوير الفوتوغرافي.. والتصميم على الانترنت.
وهل كل هذه الأقسام شهدت إقبالاً؟
نعم .. وذات مرة وصل عدد المتسابقين إلى 350 في كل الأقسام.. و350 فقط في القرآن الكريم.. حتى شارك معنا معظم مراكز وقرى محافظة أسيوط.. وجاءتنا مشاركات من سوهاج وقنا.
وكيف كنتم تعلنون عن النشاط والمسابقات؟
عن طريق العلاقات الشخصية والتعريف بها في كل مكان.. وأحياناً عن طريق سيارة تطوف القرية للإعلان عنها .. وأحياناً عن طريق البوسترات.
وهل كانت المسابقات تشمل مرحلة عمرية معينة ؟
لا.. بل كنا نعمل مسابقات تحت سن الـ18 سنة.. وفوق الـ 18 سنة.
من صاحب فكرة إنشاء مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بالقرية.. وكيف تمت؟
صاحب الفكرة د/ زياد ابن أ/ أحمد بهاء الدين.. وقد ذهب منذ عدة سنوات إلى محافظ أسيوط وكان حينها د/ الطحلاوي.. وقال له: "أريد عمل مركز ثقافي".
وجمعنا الأرض اللازمة لذلك.. فمحافظ أسيوط رحب بذلك.. لكن اقترح عليه عمل المركز في المحافظة.
فقال له د/ زياد: "أريد أن أقيمه في قريتنا الدوير بصدفا"
فقال له: هناك حل وسط .. وهو أن يقام في مركز صدفا.
إلا أن د/ زياد أصر على أن يكون في القرية.. بالإضافة أيضاً إلى إصرار زوجة أ/ أحمد بهاء الدين أن يقام في الدوير.
كم تكلف المركز.. ومن قام ببنائه وتحمل المصاريف.. خاصة وأنه غير تابع لوزارة الثقافة أو أي مؤسسة حكومية ؟
المركز تكلف سبعة ملايين جنيه.. وبدأ العمل فيه منذ أربعة سنوات.. وقام بكل ذلك جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالقاهرة والمركز تابع لها.
ما هي الأنشطة التي سوف تبدأ في المركز؟
مكتب تحفيظ القرآن الكريم.. والتنمية البشرية.. ومعمل اللغة.. والمكتبات.. ومسرح للعرائس والفن التشكيلي.
كيف كانت صورة النشاط قبل المركز.. وهل ستتغير بعد المركز .. أم لا؟
قبل إقامة المركز كنا نقيم شيئا ً يسمى "أيام ثقافية".. حيث أقمنا بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم.. وكنا نختار مدرسة كل أسبوع وبالتحديد كل سبت.. لأن معظم العاملين في جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بأسيوط موظفين.
ونظراً لأن السبت إجازة فكان مناسباً للجميع.. وكنا نزور المدرسة ونقيم بها الأنشطة المقترحة.
وهل كانت المدارس تتعاون معكم؟
نعم.. لأن السيد المحافظ مشكوراً نبه على مديرية التربية والتعليم والمدارس بالتعاون معنا .. مما سهل المهمة.. كما كنا نزور مراكز الشباب أيضاً.
ولماذا كنتم تركزون على المدارس ومراكز الشباب؟
لأنها معقل الشباب والمثقفين.. وكنا حريصين على اكتشاف المواهب وتنميتها.. وكنا نسجل الأسماء وأرقام التليفونات ونتواصل معهم.
ثم آخر العام نقدم لهم الجوائز في حفل تكريم يقام خصيصاً لذلك.. بعد دعوة كل المدارس.
والآن بعد توفر المقر وهو المركز.. كيف يكون النشاط؟
سوف نفعل البروتوكول مع المدارس.. لكن بطريقة عكسية.. بمعنى أننا كنا في الماضي نذهب إليهم.. والآن سوف نطالبهم بالحضور إلينا.
ونحن سوف نقترح أخذ حصة الرسم من المدارس على أساس أن الطلاب يقضون وقت الحصة في المركز.
وبذلك نكون فعلنا قاعة الفن التشكيلي.. والطالب يستفيد عملياً من حصة الرسم.
وهل لديكم الخبرة والإشراف على الفن التشكيلي؟
لدينا دكتورة من أسيوط متخصصة في الفن التشكيلي.. وهي متطوعة معنا في المركز.
وقد جمعنا قصر ثقافة أسيوط للتعارف عليها.. وهي نشيطة جدا ً وعلى استعداد أن تظل معنا في العمل حتى الساعة 12 ليلاً.. وهي الدكتورة/ صفاء كامل من أبنوب.
أستشعر أن كل هذه الأفكار حتى الآن غير تقليدية.. أو على الأقل سابقة على العمل التقليدي في قرية بالصعيد؟
نعم.. كل شيء غير تقليدي.. حتى بناء مركز ثقافي ضخم مثل هذا المركز في قرية غير تقليدي أيضا.. ً والحمد لله نحن نبحث عن التميز.
لا زالت مشكلة الأمية عقبة قومية كبرى .. هل لدى المركز أي خطط بخصوص هذا الشأن؟المركز من الداخل نظام ونظافة وجمال وعطاء ثقافي كبير
نعم.. هناك خطط مستقبلية كثيرة منها محو الأمية ورياض أطفال.. ومنها إنشاء مشغل تريكو للفتيات.
فسوف نقيم مشغلاً كبيرا ً.. والفتاة التي تتميز في آخر التدريب سوف تحصل على ماكينة هدية من المركز.
ما هي أهم العقبات التي كانت تواجهكم؟
طبعاً أشد ما يواجه الأنشطة الثقافية هي الأزمات المالية.. فنحن طوال السنوات الماضية كان العمل تطوعيا ً .. وكانت جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين تتحمل فقط المواصلات.. مثل السيارات التي كانت تنقل المتسابقين والأنشطة.. وذلك فقط من أجل الحفاظ على الاستمرارية.
هل عدد العمالة في المركز كافياً الآن ؟
لا طبعاً.. عددهم قليل جداً خاصة العمال.. وكما قلت لحضرتك كان الجميع يعمل متطوعاً.. وكانت الأعمال كثيرة.
وأنا من طبعي لا أستطيع أن أطلب من واحد منهم عمل شيء معين وهو متطوع.
إذاً كيف كنت تتصرف؟
كنت أقوم بنفسي أولاً بالعمل.. وأشاركهم في أي عمل .. حتى في نظافة المركز.. فكانوا يرون جميعاً ذلك فيقوم جميع العاملين والموظفين بالعمل سوياً.
أستشعر مدى النظام والنظافة التي يظهر عليها المركز.. ما سر ذلك؟
هناك ضوابط كثيرة داخل المركز.. منها منع التدخين تماماً.. وعدم الأكل أو المشروبات العادية داخل المركز.
ولاحظت أننا قدمنا مشروبات معلبة.. فقط حفاظاً على نظافة المكان.
وكانت لنا فرصة اللقاء بالأستاذ/ أحمد راشد البطل عضو اتحاد كتاب مصر.. ومشرف النشاط الثقافي بالمركز.. أ/ أحمد راشد مشرف النشاط الثقافي بالمركز ومن رواد القصة القصيرة بأسيوط ومؤسس نادي القصة القصيرة بأسيوط.
مرحباً بحضرتك.. وفرصة طيبة أن نلتقي بك هنا في مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بأسيوط؟
مرحباً بكم.. وشكراً على اهتمامكم بافتتاح المركز.
المركز مقام في قرية على غير عادة المراكز الكبرى.. والتي تفضل المركزية وأن تقام في المحافظات الكبرى.. فهل تتوقع نجاح المركز؟
بالفعل افتتاح المركز في قرية صغيرة في مركز صغير وفي محافظة بعيدة عن القاهرة وفي الصعيد.. هو مغامرة فرضت علينا نوعا ً من التحدي.. ونحن نثق تماماً في النجاح.
ما هي بنود هذا التحدي؟.. ومن أين مصدر هذه الثقة ؟
التحدي نابع من أن المناخ ملائم جداً.. وأن بلادنا مليئة بالمواهب.. ولكن تحتاج إلى بحث واستثمار.. ونحن سوف نحتضن هذه المواهب ونرعاها ونقدم لها الأدوات اللازمة.
وأنا أثق أن مركز أحمد بهاء الدين سوف يخدم كل أسيوط والمحافظات المجاورة لها.
ذكرت لي أنك مؤسس نادي القصة القصيرة في أسيوط؟
نعم.. وهو نادي مستقل غير تابع لقصور الثقافة.. وهو مكون من أصدقاء القصة القصيرة.
وقد حققنا بفضل الله تعالى عدة مراكز على مستوى الجمهورية.
بصفتك مشرف على النشاط الثقافي في المركز.. ما هي خطتكم القادمة للنشاط الثقافي في الفترة القادمة ؟
أ/علاء سلام والشيخ زهري وتعاون على البر والتقوى ونشر الخير والثقافةهناك خطة نشاط تشمل أربع أمسيات شعرية وأدبية كبرى.. واثنا عشر محاضرة في قواعد اللغة العربية.. واثنا عشر ندوة أدبية متخصصة.
هل سيكون لكم نادي أدب خاص في مركز أحمد بهاء الدين ؟
نعم.. سوف نقيم نادي أدب خاص بمركز أحمد بهاء الدين .. وسوف نستعين بكبار الشعراء والأدباء المتخصصين أمثال أ.د/ مصطفى رجب من جامعة سوهاج.. ود/ جمال التلاوي المنيا.. وأ/ عبد الحافظ بخيت الشاعر المعروف وهو من طما.
ثم التقينا أيضاً بالشيخ/ زهري علي حسن عامر.. إمام وخطيب بقرية الشناينة بصدفا .. ومن أشهر القائمين بالأعمال الخيرية بقرى صدفا.. وهو من عرفنا بهذا المركز وقام بالتحضير والتجهيز لهذا التحقيق.
نشكركم على هذه الفرصة الطيبة.. ونشكر لكم مجهودكم الكبير؟
العفو ومرحباً بك في المركز.. وطبعاً تربطني علاقة قوية بالأستاذ/ علاء مدير المركز .. وهو صديق عزيز ومن الشخصيات المعروفة أيضاً بالعمل التطوعي والخيري لوجه الله تعالى.
كما كانت لي فرصة اللقاء أكثر من مرة بالدكتور/ زياد أحمد بهاء الدين.. وهو من الشخصيات المثقفة .. ويحمد له إنشاء هذا المركز.
المركز طفرة كبيرة في فكر القرى المصرية.. كيف ترى ذلك؟
كما ترى المركز مجهز بتجهيزات عالية التكاليف.. وبه كل أدوات المركز من مكتبات ومسرح وأنشطة.
لكن القرى هنا تتميز بوجود الشخصيات المحبة للخير.. والتي على استعداد لتحمل أي تكاليف في سبيل فعل الخير.
وفي أثناء تجولنا في مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بالدوير.. وجدنا مجموعة كبيرة من أبناء المدارس والزوار والمتطوعين بالمركز.. التقينا ببعض طلاب المدارس الذين عبروا عن فرحتهم بالافتتاح.
نتعرف عليك؟
محمود علاء الدين حسين سلام
من الاسم طبعاً أنت ابن مدير المركز الأستاذ علاء.. ماذا يمثل لك المركز.. ونحن نشكرك فقد شاركتنا التصوير في هذا التحقيق .. فيبدو أن ابن الوز عوام وأنت صحفي بالفطرة؟
شكراً .. وأنا بحب إلقاء الشعر والرسم والمسرح.. وأسمع من زمان عن الأستاذ/ أحمد بهاء الدين.. خاصة وهو ابن تلاميذ المدارس وفرحة كبيرة بالمكتبات عم والدي .
وأنتم يا معشر الشباب نتعرف عليكم؟
أدهم جميل مصطفى الصف السادس الابتدائي .. من قرية السلالمة المجاورة للدوير.
مصطفى طلعت أحمد الصف السادس .. من قرية بني فيز المجاورة للدوير
أحمد كامل بدوي الصف السادس .. من قرية الدوير.
ما هو أكثر ما فرحتم به في افتتاح المركز؟
المكتبات.
ولماذا؟
سوف نقرأ قصص أطفال أكثر.
هل لكم اهتمامات أخرى بعيدا ً عن القراءة ؟
نعم.. الكورة
أفضل لاعب تتابعونه؟
أبو تريكة.
شكراً جزيلاً لكم.. وألف مبارك افتتاح المركز؟
شكراً على هذا اللقاء الجميل والصور الحلوة.