طريق درب الأربعين

اكيد سمعنا كتير عن طريق درب الاربعين التي كانت تشهر به أسيوط
ولكن ماهو درب الأربعين ولماذا سمي بهذا الاسم ؟؟؟؟؟
قبل أن يقسم طريق السكة الحديد مدينة أسيوط إلى حى شرق وحى غرب، الشرق الأحدث والذى كان قديما يغمر معظمة بمياه الفيضان وتتجمع فيه أيضا التجارة النهرية فى موانىء الحمرا والوليدية وكذلك تجارة السكة الحديد، وأما فى حى غرب وهو الأقدم والذى يعتبره الكثيرون هنا ..
أسيوط الحقيقية، كانت التجارة البرية حيث ترسوا قوافل درب الأربعين، وتتمركز فى وكالات القيسارية بأسيوط، ومن هنا أتت أهميتهما، وكان وصول القافلة إلى هذه المحطة يعد بمثابة حدث عالمى, بطقوس ومراسم معينة حيث ينتشر دوى الخبر إلى كل إرجاءالمدينة ويتدفق التجار والعمال من كل صوب ليشهدوا المنافع.
وهذه المسافة تستغرق أربعين يوما، لذلك سمى الطريق بدرب الأربعين وقيل إنه سمى بالأربعين نظراُ لمرور (40) من الطرق الصوفية منه وإليه خاصة أولياء الطريقة الشاذلية.وثبت الدراسات العلمية أن هذا الوادى نهر قديم بطول 1000 كلم وكانت مصادر مياهه توجد فى هضبة جبل مرة ويلاقى النيل بالقرب من دنقلا العجوز .

لذلك فأن الأهمية لدرب الأربعين ليس فقط كونه طريق تجارة بل كونه حلقة من حلقات الاتصال الثقافى والدينى الذى يربط وادى النيل بممالك غرب إفريقيا وقد سهل وصول هذه الثقافات المختلفة إلينا.
كيف ومتى تتحرك القوافل وتصل لأسيوط :
رحيل قافلة التجار مندارفور تبدأ فى الفترة الممتدة بين شهرى سبتمبر وابريل حيث تنخفض درجات الحرارة فى هذه الأشهر, ويزاد الطلب على الجمال فى مصر , وعلى الملبوسات القطنية فى دارفور وفى أسواق غرب أفريقيا. وكانت القافلة تنظم تنظيما دقيقا ويعتمد التنظيم على رئيس القافلة ومن مهامه تحديد أوقات الحل والترحال والفصل فى الخصومات التى تنشب بين المسافرين, وتمثيل القافلة لدى السلطات، إضافة إلى رئيسها فان القافلة تضم الدليل والمؤذن ورجال الأمنوأشخاص لربط الأمتعة وتحميلها على الجمال، ووظيفة المؤذن أيضا إذاعة أوامر رئيس القافلة للتهيؤ للرحيل أو المبيت أوإعلان حالة الطوارئ إذا تعرضت القافلة لخطر لصوص الصحراء، وهنالك أشخاص يقومون بطهى الطعام ويحصلون على أجورهم من أعيان القافلة أو من التجار. وهكذا تكون القافلة مجتمعا صغيرا متحركا وفى داخل هذا المجتمع تتوزع المهام وأحيانا تختلط الأمور.
أسيوط الماضي والحاضر
البعد الاقتصادى لدرب الأربعين:
ظلت قوافل كبيرة من الجمال تجوب درب الأربعين لتجلب لمنطقة أسيوط حيوانات الذبح، وقد شكلت هذه المنطقة تواصلا بين عالمين نوع من المراكز التجارية لتصريف البضائع إلى مصرفاهتم سلاطين دارفور بهذه الطرق وكانت التجهيزات تجرى على طول الطريق من حفر الآبار وصيانتها, وإقامةما يشبه كمائن الشرطة لتأديب قطاع الطرق, وإقامة الربط لعابرى السبيل والحجاج. وربما السبب الأساسى من هذا الاهتمام هو إن السلاطين والقوات أنفسهم كانوا من الممولين الأساسيين للقافلة التجارية.
الدور الديني
وقد لعب طريق درب الأربعين دوراً دينياً هاماً، حيث إن المتصوفين كانوا يسلكون هذا الطريق،وهناك قصص وحكايات عن المعجزات التى كانت تحدث أثناء مرور هؤلاء الصوفية من درب الأربعين، فهناك من كان يأتى سيراً على الأقدام من المغرب والمناطق المجاورة، لذلك فإن أهمية درب الأربعين فى مصر ليست فقط فى كونه طريق تجارة الجمال أو تجارة الكرام أو حلقة اتصال بالصوفية القادمين من شمال غرب إفريقيا.
وكما أن الطريق ارتبط فى وجدانهم بحدث دينى هام هو كسوة الكعبة التى كان يبعثها سلاطين دارفور إلى خدام الحرمين الشريفين .بل أنه كان طريقاً يسهل وصول كل الثقافات المختلفة ولذلك فقد لعب درب الأربعين دوراُ هاماً فى التجارة بوجه عام والثقافة الإنسانية بوجه خاص، كما ذكر المؤرخون "درب الأربعين" فى معظم ما كتب عن مصر، ولعب درب الأربعين أيضاً دوراً مهماً فى مطلع القرن الثامن عشر تحديدا حين كان معبراً إلى الحج، حيث القادمون من شمال وغرب إفريقيا من هذا الطريق وذلك قبل عصر المماليك حتى أصبح ملتقى التفاعل الثقافى والتاريخى المهم، أما بخلاف ذلك فقد استخدم طريق درب الأربعين فى جلب تجارة العبيد من إفريقيا ليصب كل هذا فى وكالات أسيوط، ومن كل هذا تأتى قيمة وكالات أسيوط
#حدوته_أسيوطية