قصة دغفل النسابة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيما رواه ابن عباس عن علي رضي الله عنهما قال : لما أمر الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب ، فتقدم أبو بكر وكان مقدماً في كل خير وكان رجلاً نسابة فسلم فردوا عليه السلام .. فقال أبو بكر : ممن القوم ..؟ قالوا : من ربيعة ،.. قال : ومن أي ربيعة أنتم ..؟ أمن هامتها أم من لهازمها ..؟ قالوا : بل من هامتها العظمى .. قال : ومن أيها ..؟ قالوا : من ذهل الأكبر .. قال أبو بكر : فمنكم عوف الذي يُقال له : لا حر بوادي عوف ..؟ قالوا : لا .. قال : فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار ..؟ قالوا : لا .. قال : فمنكم بسطام بن قيس ذو اللواء أبو العرى ومنتهى الأحياء ..؟ قالوا : لا .. قال : فمنكم الحوفزان الحارث بن شريك قاتل الملوك وسالبها أنعمها وأنفسها ..؟ قالوا : لا .. قال : أفمنكم المزدلف بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان الحر صاحب العمامة المفردة ..؟ قالوا : لا .. قال : أفمنكم أخوال الملوك من كندة ..؟ قالوا : لا .. قال : أفمنكم أصهار الملوك من لخم ..؟ قالوا : لا .. قال : فلستم بذهل الأكبر بل ذهل الأصغر ..!! فقام إليه غلام من شيبان يقال له "دغفل" وقد بقل وجهه فقال :
إن على سائلنا أن نسأله ... والعبء لا نعرفه أو نجهله
يا هذا .. إنك قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئاً من خبرنا فممن الرجل ..؟ قال أبو بكر : أنا من قريش .. قال : بخ بخ أهل الشرف والرياسة فمن أي القرشيين أنت ..؟ قال : من ولد تيم بن مرة .. قال الفتى : أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة .. أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعى مجمعاً ..؟ قال : لا .. قال : أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ..؟ قال : لا .. قال : أفمنكم شيبة الحمد عبدالمطلب مطعم طير السماء الذي كأن وجهه قمر يضيء في الليلة الظلماء ..؟ قال : لا .. قال : أفمن المفيضين بالناس أنت ..؟ قال : لا .. قال : أفمن أهل الندوة أنت ..؟ قال : لا .. قال : أمن أهل السقاية أنت ..؟ قال : لا .. قال : أفمن أهل الرفادة أنت ..؟ قال : لا .. قال : أفمن أهل الحجابة أنت ..؟ قال : لا .. واجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام ناقته فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الفتى :
صادف درء السيل درءاً يدفعه ... يهيضه حيناً وحينا يصدعه
أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك من زمعات قريش ولست من الذوائب .. أو ما أنا بدغفل ..؟ قال : فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم .. فقال علي رضي الله عنه : يا أبا بكر لقد وقعت من الغلام الأعرابي على باقعة .. قال : أجل ( يا أبا الحسن ) ما من طامةٍ إلا وفوقها طامة وإن البلاء موكل بالمنطق ..
هذه الرواية يرويها ابن عباس عن علي بن أبي طالب .. ورويت بصيغ أخرى عن علي بن أبي طالب بدون ابن عباس .. وجميعها بأسانيد معلولة ولا تصح :
1- جاءت في دلائل النبوة للبيهقي (2 / 427) قال البيهقي : إسناد مجهول وقال : إسناد ضعيف .. وقال في موضع أخر : في اسنادها محمد بن زكريا الغلابي وهو متروك
2- رواها ابن كثير في البداية والنهاية (3 / 139) قال غريب جدا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة لا تصح مكذوبة .. ويكفينا دليل واحد ليظهر لنا كذبها وعدم صحتها وإليكم الدليل :
عندما قال أبوبكر لعلي بن أبي طالب : أجل يا أبا الحسن ..
أولا : عرض النبي صلى الله عليه وآله نفسه على القبائل كان ذلك في مكة وقبل الهجرة
ثانيا : علي بن أبي طالب لم يكن متزوجاً .. فزواجه كان في المدينة سنة 2 هـ .. وهذه القصة المزعومة كانت في موسم الحج قبل الهجرة بثلاث سنوات .. فكيف خاطبه أبوبكر بكنيته يا أبا الحسن .. هل كان أبوبكر يعلم الغيب وأن علياً سيتزوج وسينجب ولدا يسميه الحسن ..؟
ثالثا : سند القصة واهٍ .ومجهول وضعيف .. وإنما هي من اختراعات القوم .. للتقليل من أبي بكر رضي الله عنه
رابعا : لا ننكر أن أبابكر رضي الله عنه كان أعلم الناس بأنساب القبائل وذلك مشهور لا خفاء فيه ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
#عبدالعزيزالقاضي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيما رواه ابن عباس عن علي رضي الله عنهما قال : لما أمر الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب ، فتقدم أبو بكر وكان مقدماً في كل خير وكان رجلاً نسابة فسلم فردوا عليه السلام .. فقال أبو بكر : ممن القوم ..؟ قالوا : من ربيعة ،.. قال : ومن أي ربيعة أنتم ..؟ أمن هامتها أم من لهازمها ..؟ قالوا : بل من هامتها العظمى .. قال : ومن أيها ..؟ قالوا : من ذهل الأكبر .. قال أبو بكر : فمنكم عوف الذي يُقال له : لا حر بوادي عوف ..؟ قالوا : لا .. قال : فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار ..؟ قالوا : لا .. قال : فمنكم بسطام بن قيس ذو اللواء أبو العرى ومنتهى الأحياء ..؟ قالوا : لا .. قال : فمنكم الحوفزان الحارث بن شريك قاتل الملوك وسالبها أنعمها وأنفسها ..؟ قالوا : لا .. قال : أفمنكم المزدلف بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان الحر صاحب العمامة المفردة ..؟ قالوا : لا .. قال : أفمنكم أخوال الملوك من كندة ..؟ قالوا : لا .. قال : أفمنكم أصهار الملوك من لخم ..؟ قالوا : لا .. قال : فلستم بذهل الأكبر بل ذهل الأصغر ..!! فقام إليه غلام من شيبان يقال له "دغفل" وقد بقل وجهه فقال :
إن على سائلنا أن نسأله ... والعبء لا نعرفه أو نجهله
يا هذا .. إنك قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئاً من خبرنا فممن الرجل ..؟ قال أبو بكر : أنا من قريش .. قال : بخ بخ أهل الشرف والرياسة فمن أي القرشيين أنت ..؟ قال : من ولد تيم بن مرة .. قال الفتى : أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة .. أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعى مجمعاً ..؟ قال : لا .. قال : أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ..؟ قال : لا .. قال : أفمنكم شيبة الحمد عبدالمطلب مطعم طير السماء الذي كأن وجهه قمر يضيء في الليلة الظلماء ..؟ قال : لا .. قال : أفمن المفيضين بالناس أنت ..؟ قال : لا .. قال : أفمن أهل الندوة أنت ..؟ قال : لا .. قال : أمن أهل السقاية أنت ..؟ قال : لا .. قال : أفمن أهل الرفادة أنت ..؟ قال : لا .. قال : أفمن أهل الحجابة أنت ..؟ قال : لا .. واجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام ناقته فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الفتى :
صادف درء السيل درءاً يدفعه ... يهيضه حيناً وحينا يصدعه
أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك من زمعات قريش ولست من الذوائب .. أو ما أنا بدغفل ..؟ قال : فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم .. فقال علي رضي الله عنه : يا أبا بكر لقد وقعت من الغلام الأعرابي على باقعة .. قال : أجل ( يا أبا الحسن ) ما من طامةٍ إلا وفوقها طامة وإن البلاء موكل بالمنطق ..
هذه الرواية يرويها ابن عباس عن علي بن أبي طالب .. ورويت بصيغ أخرى عن علي بن أبي طالب بدون ابن عباس .. وجميعها بأسانيد معلولة ولا تصح :
1- جاءت في دلائل النبوة للبيهقي (2 / 427) قال البيهقي : إسناد مجهول وقال : إسناد ضعيف .. وقال في موضع أخر : في اسنادها محمد بن زكريا الغلابي وهو متروك
2- رواها ابن كثير في البداية والنهاية (3 / 139) قال غريب جدا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة لا تصح مكذوبة .. ويكفينا دليل واحد ليظهر لنا كذبها وعدم صحتها وإليكم الدليل :
عندما قال أبوبكر لعلي بن أبي طالب : أجل يا أبا الحسن ..
أولا : عرض النبي صلى الله عليه وآله نفسه على القبائل كان ذلك في مكة وقبل الهجرة
ثانيا : علي بن أبي طالب لم يكن متزوجاً .. فزواجه كان في المدينة سنة 2 هـ .. وهذه القصة المزعومة كانت في موسم الحج قبل الهجرة بثلاث سنوات .. فكيف خاطبه أبوبكر بكنيته يا أبا الحسن .. هل كان أبوبكر يعلم الغيب وأن علياً سيتزوج وسينجب ولدا يسميه الحسن ..؟
ثالثا : سند القصة واهٍ .ومجهول وضعيف .. وإنما هي من اختراعات القوم .. للتقليل من أبي بكر رضي الله عنه
رابعا : لا ننكر أن أبابكر رضي الله عنه كان أعلم الناس بأنساب القبائل وذلك مشهور لا خفاء فيه ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
#عبدالعزيزالقاضي