تابع حصاد قبائل بني سليم للعام (2016) الميلادي :
============================
الإخوة والأصدقاء وأبناء العمومة الكرام: لكم منا كامل التحية والاحترام والتقدير
اسمحوا لي أن أعيد إلى ذاكرتكم ما تم طرحه عليكم من قبل, والخاص بملف المؤامرات التي تحاك ضد قبائلنا السلمية العريقة ـ جهلاً أم قصداً ـ مما قد يترتب عليه إثارة المزيد من البلبلة والاضطراب في أنساب هذه القبائل وتاريخها المعروف, وبالتالي تشويش الذاكرة العامة لأبناء هذه القبائل, وإصابتهم بمزيد من التصدع الفكري والنفسي, نتيجة تضارب الأقوال حول أنسابهم وتاريخيهم على مر العصور. باعتبار أن ما نعلم اليوم تدليسه وتدليسه, قد يصير غداً وثيقة يعتد بها من يجهل حقيقتها عبر الأجيال المتتالية, وربما في وقتنا الحاضر, ولعل هذا ما جعلنا نصر على إلحاحنا على تكثيف نشر الدراسات والأبحاث المتعلقة بذلك, حتى نتمكن من لفت أنظار الجميع إلى خطورة ذلك وحساسيته, على من لايملكون القدرة الكافية على كشف مظاهر هذا التزييف والتحريف, لقلة ما لديهم من الخبرات البحثية والمرجعيات الفكرية والتاريخية, إلى جانب قلة جرأتهم على المواجهة المباشرة لجماعة الغشاشين والمدلسين وإيقافهم عند حدهم.
=============================================
وعلى الرغم من ذلك فإنني لا أزعم أنني أغزركم علماً, أو أكثركم جرأة, أو أكرمكم أصلاً, أو أشرفكم نسباً,, بل أقر وأعترف أننا جميعاً" سواسية كأسنان المشط" لا فضل لأحدنا على الآخر إلا بالتقوى, والحرص على تحقيق الصالح العام للجميع, كما لا أدعي أنني حاصل على تفويض رسمي, أو أمر مباشر للتحدث باسم الجميع في هذا المجال, وإنما أضطررت إلى ذلك من أجل تحقيق الصالح العام للجميع, دون أن أنتظر من ورائه جزاء ولا شكوراً, متكبداً كل أشكال التعب والسهر والمعاناة البدنية والنفسية المباشرة وغير المباشرة, بل المواجهات الشخصية المتكررة, لا لشئ إلا لمحاولة المساهمة في صناعة تاريخ مشرف تقر به الأجيال الحالية وتعترف بصحته ونزاهته, كما تطمئن إليه الأجيال المتتالية وتثق في حقيقته. أما ما أطمع بإلحاح في تحقيقه منكم, إنما هو المشاركة المباشرة في حمل هذه الرسالة التي تنوء بالعصبة اولي القوة، بأمانة وصدق وإخلاص, حتى نتمكن معاً من صناعة هذا التاريخ, الذي لا أرغب في أن ينسب إلى بمفردي مهما كان جهدي, بل إلينا جميعا دون تفرقة أو تمييز, سائلاً الله عز وجل أن يكون عملنا هذا خالصاً لوجه الكريم, دون غش أو نفاق, أو قصد لتحقيق مصالح شخصية حالياً أو مستقبلاً, أو إهانة أوانتقام من أحد أياً كان, أو تعكير صفو آخرين لأي سبب من الأساب, والله على ما أقول وكيل وشهيد.
==============================================
ولهذا فقد حرصنا أن نستكمل في اليوم الأخير من هذا الشهر ما بدأناه في اليوم الأول منه, حتى نتمكن من تقديم الصورة كاملة بين أيديكم, حفاظاً على مزيد من الاستمرارية والوجود لهذا الموضوع الهام والحساس بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى, حيث أشرنا فيما سبق إلى مخاطره التي تتهدد الوحدة المتماسكة التي تحظى بها قبائل بني سليم ببلادنا المصرية, فأفضنا في الحديث عن خطورة عمليات التنسيب العشوائي التي تتعلق بما يعرف بمؤسسات السادة الأشراف, تلك المؤسسات التي تقوم باستخدام أشخاص ليسوا محل أمانة وثقة ومصداقية لدى الجميع, وذلك لجلب المزيد من الأشخاص المجهولين وإلحاقهم بأنساب السادة الأشراف من آل البيت النبوي الشريف بطرق عشوائية, لايقصد من ورائها سوى خدمة مخططات شيعية اتخدت من تلك المؤسسات وسائل لتنفيذ هذه المخططات, بما فيها ضخ الأموال الضخمة إلى صناديق هذه المؤسسات داخلياً وخارجياً ـ كما أشرنا إلى ذلك من قبل ـ دون الاعتماد على ثوابت علمية أو ضوابط قانونية أو أخلاق إنسانية, مما يجعل من علاقات الأفراد الذين يدَّعون انتسابهم إلى هذه المؤسسات علاقات مفككة وخالية من الصلات القرابية الحقيقية التي تزيد من قوة التماسك وشدة الانتماء, كما تجعل من هويتهم الاجتماعية هوية مهلهلة, تفتقد إلى أدنى درجة من درجات ربط فروعها الحالية بأصولها القديمة, كما تشجعهم هذه المؤسسات على إجراء بحوث ودراسات نابعة من شطحات صوفية, لاتمت لقواعد وأسس أدنى درجات البحث العلمي والالتزام الأخلاقي بأي صلة تذكر.
==============================================
وتأكيداً لذلك فقد حرصنا على إرفاق بعضاً من هذه البحوث والدراسات بهذا المنشور, كما أشرنا إلى بعض أسماء وصور من قاموا بها, لنضع هذا الملف كاملاً بين أيديكم بكل مصداقية وحيادية وشفافية, لكشف النقاب عن هذا العبث المفرط الذي لايصدقه من كان في عقله مثقال ذرة من فكر, كما لا يقبله من كان لديه مثقال ذرة من إنسانية أو خلق أودين, وقد حرصنا هنا أن نشير إليه إجمالاً, بعد أن قمنا بتفصيله في دراسات سابقة, وكما يعلم الجميع أننا قد تمكنا من اقتناص بعض الاختراقات المتعلقة بهذا الموضوع, ومازلنا في الطريق إلى اقتناص بعضها الآخر, وكشف ما به من آثار فاضحة لهؤلاء جميعاً ـ أفراد وعائلات ومؤسسات ـ ولم نتوان لحظة في نشر ذلك على كافة صفحات التواصل الاجتماعي, بكل صراحة ووضوح وأمانة ومصداقية منقطعة النظير, ثم الإشارة إلى ذلك كله في مؤتمرات عامة ولقاءات خاصة, بهدف الحد من هذه الاختراقات السافرة من جهة, ثم لتبصير الجميع وتحذيرهم من مخاطرها الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية من جهة ثانية, ثم كشف النقاب عن كافة المتورطين في هذه العمليات دون مواربة أو محاباة أو استرضاء لأي أحد, مهما كان موقعه أو الصلة التي تربطنا به, حتى يكون الجميع على بينة من أمر هؤلاء جميعاً من جهة, ثم التعرف على منهجنا الواضح والثابت في التعامل مع مثل هذه الحالات وغيرها من جهة ثانية.
==========================================
وانطلاقا من القول السائد :" منع الضرر مقدم على جلب المنفعة" فقد حرصنا أن نستهل هذا العام (2017م) بتقديم تقرير هام عن حصاد العام الماضي (2016م) لقبائل بني سليم, وكان من الطبيعي أن نقلب فيه الصفحات البيضاء التي تتعلق بالدور الرائد الذي قام به رموز هذه القبائل وزعماؤها ومثقفوها للم الشمل الشمل العام وتوثيق صلات الأرحام فيما بين الجميع, والذي ترتب عليه تتبع الآثار التاريخية والميدانية لهذه القبائل, لضم بعضها إلى بعض وتعريف بعضها ببعض, إلى أن حدثت مفاجأة أذهلت الجميع وهي أن عدد هذه القبائل في مصر قد اقترب من الرقم (40) تم التحقيق الفعلي لأنسابها على أرض الواقع الميداني، عن طريق الاتصال الأخوي المباشر واللقاءات الميدانية المتكررة, بعيداً عن كل أشكال التزييف والتحريف والتدليس, مما جعل النابهين من أبناء هذه القبائل يشعرون بشئ من القناعة والرضا والقبول, ونتيجة لعلمهم بذلك وتتبع آثاره أولا بأول فقد عدلنا عن الحديث فيه في هذه الدراسة المتواضعة, وجعلناه يدور حول المؤامرات الخسيسة والخبيثة التي تحاك حول هذه القبائل جميعها، من قبل بعض الأشخاص غير الأسوياء الذين أشرنا إلى بعضهم في دراسات سابقة - وسنشير إلى بعضهم خلال هذه الدراسة ـ حيث يقوم الفريق الأول منهم بالترويج لذلك عن طريق الكتب الصفراء المزيفة التي تعمل جاهدة على تزوير أنسابها الكريمة وتشويه تاريخها العريق، وحرصاً على توعية الجميع وتحذيرهم من خطرها, فقد أرفقنا بعض صورها وصفحات منها بهذه الدراسة حتى تكون حجة على الجميع خلال الفترات التالية, كما يقوم الفريق الثاني منهم بالتلبيس على هؤلاء البسطاء عن طريق التحليل الجيني المفبرك, الذي سنشير إليه بوضوح خلال السطور التالية من هذه الدراسة كذلك, حيث يلتقي الفريقان معاً في نقطة واحدة تتعلق بالمعاملات المالية المشبوهة, والمصالح الشخصية الحقيرة, التي تتعلق بطرفين هامين هما: البسطاء والمغيبين في الداخل, والمتربصين بأمتنا العربية العريقة في الخارج, أما هدفنا الأساسي من نشر هذا الموضوع في اليوم الأول من هذا العام الميلادي الجديد, إنما يتركز في محاولة رسم الطريق لما يجب أن يكون عليه أبناء هذه القبائل جميعاً خلال المراحل المقبلة, وأن يتكاتفوا جميعاً من أجل النهوض بها، والعمل على رقيها وتقدمها وازدهارها، وأن يكونوا درعا واقيا لوطننا العربي عامة، والمصري على وجه الخصوص، في مواجهة المتربصين به من جميع الجهات، وذلك كما يلي:
====================================================
أولا: قد لا نكون مبالغين حين نقول إن قبائل (بني سليم) عامة والسعادي خاصة، قد أصبحت تمثل المحور الأساسي لصراع الحضارات في هذه المرحلة الهامة من تاريخ العالم المعاصر، وذلك ﻷسباب تاريخية وميدانية, يرجع أولها إلى جوانب تاريخية تتعلق بالدور الذي لعبته هذه القبائل في أهم نقطة مركزية على خريطة العالم, هي مصر وبلاد الشمال الإفريقي, بداية من من الربع الأول للقرن الأول الهجري الذي ارتبط بالفتوحات الإسلامية, ومروراً بأواخر النصف الأول للقرن الخامس الهجري, فيما يتعلق بتغريبة بني سليم وبني هلال, وانتهاء بالمرحلة الحالية, التي تشهد فيها هذه القبائل صحوة فكرية وثقافية واجتماعية, جعلت الكثيرين يشيرون إليها بالبنان, بل يتصارعون على الدخول فيها, أو استقطاب بعض أفراد منها, أو بالأحرى من الدخلاء عليها، من قبل بعض القوى الدولية ( صهيونية / شيعية / صليبية) لتحقيق أغراض فكرية واستراتيجية إقليمية ودولية غاية في الخطورة, ولعل ذلك يرجع إلى الخلفية التاريخية المعروفة لهذه القبائل منذ نشأتها بالجزيرة العربية, وهجرتها إلى وادي النيل, ثم انتقالها إلى بلاد الشمال الإفريقي, إلى أن تمت عودة الكثيرين من أبنائها من جديد إلى ربوع وادي النيل الخصيب واستقرارهم في أرض الكنانة.
=====================================================
وقد لانكون مبالغين كذلك حين نقول أن طبيعة هذه القبائل والظروف المتعلقة بها تاريخيا وحضاريا تختلف إلى حد بعيد عن مثيلاتها من القبائل العربية الأخرى, وبخاصة من جهة الفروسية والأصالة والعراقة والاعتزاز بتاريخها من جهة, ثم اعتزازها بذاتها البدوية الخالصة وحرصها على التمسك بالحفاظ على أنسابها العامة والخاصة من جهة ثانية, إلى جانب اعتصامها بعاداتها وتقاليدها وتراثها البدوي الأصيل من جهة ثالثة, مما جعلها تمثل كياناً اجتماعياً راسخاً يلتف حول رمزها العام (بني سليم) ولعل ذلك ما جعل الصراع يدور حولها قديماً بين الدولتين أو الخلافتين (العباسية والفاطمية) فيمتد من العراق إلى الجزيرة العربية, فمصر فبلاد الشمال الإفريقي في آن واحد, حيث حاول ابن خلدون أن يشير إلى ملامح هذا الاعتزاز في عبارات موجزة خلال مراحل التاريخ المختلفة بداية من عهد الأمويين, ومروراً بالعباسيين حتى انتهاء دولة الفاطميين أو العبيديين بقوله:" أما في دولة بني أمية فللعصبية التي كانت للعرب بعضها مع بعض يشهد بذلك حروب الردة والحلفاء معهم مع أمثالهم ... وأما أيام بني العباس حين استفحال الملك وحدوث الغلظة على أهل العصابة, فلإبعادهم بالقفر من بلاد نجد وتهامة وما وراءهما, وأما أيام العبيديين فكانت الحاجة تدعو الدولة إلى استمالتهم للفتنة التي كانت بينهم وبين بني العباس, وأما حين خرجوا بعد ذلك إلى فضاء برقة وإفريقية فكانوا ضاحين في ظل الملك ... حتى كانت واقعتهم بالسلطان أبي الحسن وقومه من زناتة بالقيروان, فنهجوا سبيل الاعتزاز لغيرهم من العرب على الدول بالمغرب" كما جعل الصراع يدور حولها حديثاً, مما ستتم الإشارة إليه خلال هذه الدراسة.
====================================================
ومن يتأمل قول ابن خلدون في هذا الشأن يجد أن الوفاق والانسجام كان سائداً بين قبائلنا السلمية من جهة, وبين الخلفاء الأمويين على امتداد عهودهم في حكم البلاد من جهة ثانية, وذلك لاتفاق منهج هؤلاء الخلفاء وميولهم المناصِرة للذات العربية الخالصة, مع المزاج العام لأبناء هذه القبائل جميعاً, حيث كان هؤلاء الخلفاء يناصرون كل ما هو عربي في (السلالة والثقافة والحضارة والعادات العربية الأصيلة) ويعتزون به في مواجهة كل ما هو دخيل أجنبي.
ولعل هذا كان من أهم الأسباب التي أدت إلى الصراع العنيف الذي وقع بين الطرفين ( بني سليم والعباسيين) في ذلك الحين. فما إن يبدأ العباسيون المساس بالأساليب المتعلقة بالمنهج العربي الخالص لدولة الأمويين, بتغليبها كل ما هو غير عربي على العربي الأصيل، إلى الحد الذي دفع حكام بني العباس إلى أن يحرموا أهم العناصر العربية من حقها في شغل المواقع المهمة في دولتهم, مقابل إفساح المجال لكل من هو أجنبي دخيل: كالفرس والروم والترك والديلم والأكراد وغيرهم, وتمكينهم من شغل هذه المواقع جميعاً والاعتماد عليهم في الإدارة العامة لشئون البلاد, مما أثار غضب أحفاد العرب الفاتحين لهذه البلاد جميعاً, وبخاصة قبائل بني سليم, التي ظلت تصب عليهم غضبها من شعاب بادية نجد وجبالها ووديانها, حتى أرجفت قلوب عمالهم من الشعوبيين, وقضَّت مضاجعهم ونكدت عليهم عيشهم, إلى أن وصل الأمر إلى حد قيام فرسان بني سليم وعامتهم بقطع الطريق على الحجاج المارين من العراق إلى مكة؛ بهدف المبالغة في استفزازهم وإثارة غضبهم وسخطهم, حيث يقول ابن خلدون ـ في الجزء السادس من كتابه العبر صفحة 13 ـ في ذلك:" وربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام, فيغيرون على الضواحي ويفسدون السابلة ويقطعون على الرفاق" ثم يضيف قائلاً:" وربما أغار بنو سليم على الحاج أيام الموسم بمكة وأيام الزيارة بالمدينة, ومازالت البعوث تجهز والكتائب تكتب من باب الخلافة ببغداد للإيقاع بهم وصون الحاج من مضرات هجومهم".
====================================================
وشيئاً فشيئاً إلى أن بلغ الأمر إلى حد الوقوف بالأسلحة والأموال إلى جانب القرامطة الخارجين على خلفاء بني العباس في مواجهتهم, إلى أن تمكنوا في النهاية من إنشاء دولة لهم في البحرين وعُمان, حيث يوضح ابن خلدون ذلك ـ في نفس المرجع السابق صفحة 72 ـ بقوله:" وكان بنو سليم لعهد الخلافة العباسية شوكة بغي وفتنة حتى لقد أوصى بعض خلفائهم ابنه أن لا يتزوج فيهم, وكانوا يغيرون على المدينة, وتخرج الكتائب من بغداد إليهم وتوقع بهم وهم منتبذون بالقفر" ونتيجة لهذا العداء المستحكم بين الطرفين ـ بني سليم والعباسيين ـ للأسباب السابق ذكرها, فقد اضطر بنو سليم إلى التصدي لهم بمختلف الأساليب والأشكال, إلى الحد الذي دفعهم إلى الوقوف إلى جانب دعاة الشيعة في مواجهتهم, دون التفكير في اعتناق مذاهب التشيع أو الاعتقاد فيها أو الدعوة إليها, كما يتوهم البعض ممن يفتقرون إلى وجود خلفية تاريخية توقفهم على أسباب ذلك, والدليل على ذلك أنه لم يثبت عن أحد منهم, وبخاصة من يقيمون بالأراضي المصرية والليبية, أنه قد تشيع أو اتخذ لنفسه زاوية للتصوف أو التشيع, أو كان له أتباع ومريدون يلتفون حوله للتبرك به والتمسح فيه, ثم يجعلون من قبره مزاراً فيقصدونه بالنزور اعتقاداً في كراماته أواقتباساً من نفحاته, حيث أشار كل ما وصل إلينا من تاريخ هذه القبائل ـ وبخاصة قبائل السعادي ـ إلى أن الزوايا والأضرحة التي كانت تقع في نطاق أراضيهم, إنما هي تختص بأشخاص تنتمي إلى قبائل المرابطين, ومن يتأمل كتب التاريخ التي تناولت هذه القبائل في الأماكن المشار إليها سابقاً, وبخاصة كتاب سكان برقة لهنريكودي أوغستيني, يجد ذلك ماثلاً للعيان , حيث استطاع أن يشير بوضوح إلى كافة أسماء هذه الزوايا وأسماء أصحابها ومواقعها الجغرافية في كل أنحاء هذا الإقليم, الذي تحدَّر منه عامة أبناء قبائل السعادي وباقي إخوتهم من قبائل بني سليم إلى أراضينا المصرية على فترات متتالية, ولهذا فقد أطلق عليهم اسم (عرب المغاربة) لمجيء آخر هجراتهم من جهة الغرب, ثم لاستقرار أكثرهم في الجهات الغربية للنيل.
====================================================
فإذا ما انتقلنا إلى تاريخهم القديم المتعلق بأراضي الجزيرة العربية, نجد أنهم كانوا من السابقين الأولين في دخول الإسلام, والمتمسكين بسنة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) انطلاقاً من فطرتهم الصافية النقية من جهة, ثم خئولتهم لخاتم الأنبياء والمرسلين من جهة ثانية. فما إن ينطلق صوت داعي الجهاد لفتح مكة, حتى يأتي السلميون أفواجاً من كل فج عميق, فيصير لهم الشرف الأعظم في أن يسيروا تحت قيادته الرشيدة, في هذا الحدث التاريخي الكبير, في كتيبة قوامها (ألف فارس) سلمي حر, لتصبح القبيلة الوحيدة التي يكوِّن فرسانها كتيبة كاملة من بين كافة قبائل الجزيرة, ولعل هذا وغيره ما حدا بالرسول الكريم أن يفتخر, سواء في قتاله أو في مجالسه, بخئولتهم له بقوله:"...أنا ابن العواتك من سليم".
مما يمكن القول بأنَّ العلاقات التي كانت تربط بين بني سليم, وكل من حكام القرامطة والفاطميين, لم تكن تقوم على أساس ديني ـ مذهبي أو عقائدي أو طائفي ـ كما يزعم البعض, بل على أساس سياسي اجتماعي, يهدف إلى فتح المجال أمام تمكين أبناء البادية العربية من تحقيق ذواتهم, وإتاحة الفرصة أمام نشر لغتهم وتراثهم وثقافتهم العربية الأصيلة, في مواجهة لغة وتراث وثقافة العناصر الدخيلة التي مكنها العباسيون من امتلاك مفاصل دولة العروبة والإسلام, ولعل هذا ما جعلهم ـ كما يرى ابن خلدون في نفس المرجع السابق (ص72) ـ يصيرون:" حلفاء أبي الطاهر وبنيه أمراء البحرين من القرامطة مع بني عقيل بن كعب, ثم لما انقرض أمر القرامطة غلب بنو سليم على البحرين" .
====================================================
مما أثار حفيظة العباسيين وعمالهم من العجم ضدهم, إلى الحد الذي جعلهم لم يجدوا بداً من سلوك طريق الفتن والمؤامرات بضرب العرب بعضهم ببعض, وذلك من خلال الصراع الذي صنعوه بين ربيعة ومضر, حيث وضعوا بني الأصفر بن تغلب بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان في مواجهة بني سليم وبني هلال ابني منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار, ليضعفوا من قوة الطرفين معاً ويستريحوا من قلاقلهم واضطراباتهم, حيث يتم إرسال بني الأصفر هؤلاء عام (378 هـ) إلى منطقة البحرين وعُمان مزودين بالسلاح والعتاد من قبل دولة العباسيين, فيدور القتال المحموم بين الطرفين إلى أن ينتهي باستيلاء بني الأصفر على هذه المنطقة من يد بني سليم, في الوقت الذي كان فيه الفاطميون قد استولوا على بلاد الشام من يد القرامطة وردهم على أعقابهم إلى قرارهم بالبحرين, كما كان فيه المعز بن باديس الزيري الصنهاجي البربري قد تخلص من تبعيته لدولة الفاطميين وأعلن انضمام بلاد الشمال الإفريقي إلى دولة العباسيين, فلم يجد بنو سليم والفاطميون بداً عندئذٍ من انضمام بعضهم إلى بعض واتحادهم التام في مواجهة أعدائهم العباسيين وعمالهم من الشعوبيين للأسباب السابق ذكرها, حيث انتهز الفاطميون فرصة الاستعانة بهذه القبائل القوية, ذات الطبيعة البدوية الشرسة التى تمرست على الغارات والحروب والقتال في مواجهتهم, فلاتزال رسل الفاطميين تتردد على أمراء بني سليم وزعمائهم, حتى اضطروهم إلى أن يجمعوا أمرهم على الهجرة إلى مصر وبلاد الشمال الإفريقي, ليضربوا العباسيين في مقتل في تلك البلاد المترامية الأطراف.
====================================================
ونظراً لقوة هذه القبائل وضخامة عددها فقد أضطر الفاطميون إلى إبعادهم عن عاصمة حكمهم, تجنباً لما تثيره من قلاقل واضطرابات لقوة بأسها وضخامة عددها, وخشية أن ينتهي أمرها بالإستيلاء على القاهرة نفسها وطرد الفاطميين منها, فجعلوا خط سيرهم يبدأ من بادية نجد بالجزيرة العربية, ماراً ببلبيس بمحافظة الشرقية, ثم يمتد على العدوة الشرقية للنيل حتى ينتهي في بلاد الصعيد, وما إن يصلوا إلى تلك البلاد, حتى يثيروا في أهلها الرعب والفزع, مما اضطر الخليفة المستنصر الفاطمي إلى الإسراع في تحويل مسارهم إلى بلاد الشمال الإفريقي, حيث استطاع الخلاف الذي وقع بين بعض أمرائهم, وبخاصة بين أمراء بني عمومتهم زغبة ورياح الهلاليين, والذى أدى إلى المزيد من الحروب والقتل فيما بينهم, أن يفتح المجال أمام الوزير الحسن بن علي اليازوري, ليبعث إليهم من يصلح بينهم من رجال الدولة ويصلهم بصلات سنية, ترغيباً لهم في الإسراع في الرحيل إلى بلاد المغرب, ثم إحضار أمرائهم ووعدهم بالمدد والعدد, وأباحة سيطرتهم التامة على تلك البلاد, رداً على ما فعله حكام العباسيين في مواجهتهم هناك, فأمرهم بالعيث والإخراب في بلاد الشمال الإفريقي, ثم أرسل إلى المعز بن باديس كتاباً يهدده فيه ويتوعده, بقوله فيه: " أما بعد فقد أرسلنا إليكم فحولاً, وأرسلنا عليها رجالاً كهولاً, ليقضي الله أمراً كان مفعولاً " حيث تشير هذه الرسالة الموجزة بوضوح إلى قوة أبناء هذه القبائل وكثرة عددهم, إلى حد يصعب فيه مواجهتهم.
====================================================
ولعل ذلك ما لفت أنظار القوى المتصارعة في عالمنا المعاصر إلى ما يمكن أن تحققه من استمالة هذه القبائل إلى جانبها أو استقطاب أفراد منها لتنفيذ مخططات استعمارية جديدة للنيل من وطننا العام ـ الوطن العربي ـ ووطننا الخاص ـ مصر العربية ـ كما استطاعت عبقرية المكان الذي تنتشر عليه هذه القبائل واستراتيجيته, أن تزيد من تكالب هذه القوى على هذه القبائل داخليا وخارجيا, بهدف الإسراع في تنفيذ هذه المخططات, حيث تمتد مواطن أنتشار أبناء هذه القبائل في مساحات شاسعة من المواقع الإستراتيجية, التي تبدأ, بالنسبة لقبائل السعادي, من الحدود الشرقية لإقليم طرابلس في الأراضي الليبية, حيث توجد قبيلة المغاربة وغيرها من قبائل السعادي, إلى معبر قناة السويس في الجهات الشمالية الشرقية من الأراضي المصرية, حيث توجد قبائل أولاد سلام (الهنادي / العونة / البهجة) وغيرهم من قبائل السعادي, كما توجد قبائل الحوتة وأولاد صورة وغيرهم من إخوتهم بني سليم, كما تمتد كذلك بالأراضي المصرية, في الجهات الشمالية الغربية, من الساحل الشمالي, حيث توجد قبائل أولاد عقار( الحرابي / أولاد علي) السعادي وغيرهم من إخوتهم بني سليم, مروراً بقبائل أولاد برغوث من فوايد وجبارنة وغيرهم, حتى تنتهي إلى الصعيد الأعلى بالقرب من الحدود المصرية السودانية, حيث توجد بعض قبائل الجبارنة (أولاد برغوث) كقبيلتي (المغاربة والجلالات) السعادي, إلى جانب إخوتهم: (البلابيش / أولاد سالم / السماعنة / المحاميد / العلاونة) وغيرهم من قبائل بني سليم, في تلك المنطقة التي تمتد من الجهات الغربية للنيل في إقليمي غربي الدلتا وشمال الصعيد, ومن الجهات الشرقية للنيل في إقليم جنوب الصعيد أو الصعيد الأعلى, حتى الحدود الشرقية لإقليم طرابلس السابق ذكره, بالنسبة لقبائل السعادي, ثم إلى الحدود الغربية للأراضي التونسية وبعض الأراضي الجزائرية بالنسبة لعامة قبائل بني سليم, وبخاصة التي تنحدر من عوف وزغب وذباب وغيرهم من أبناء بهثة بن سليم بن منصور في تلك المنطقة الاستراتيجية الهامة, التي جعلت منها محوراً لصراع الدول العظمى في الوقت الحاضر, دون أن يخطر ببالها أن هذه القبائل جميعاً لا يمكن أن تغدر أو تخون أوطانها يوما ما، أو تفرط في ذرة من رمال أرضيها الطاهرة, ولا في مبدإ من مبادئ عروبتها الأصيلة, أو منهج من مناهج سنة نبيها الشريفة.
====================================================
ثانيا لقد تحتم علينا أن نشير بوضوح إلى أطراف ذلك الصراع المحموم الذي يدور حول هذه القبائل جميعا، والذي يتركز في بعض القوى العظمى - الصهيونية الصليبية الشيعية - التي تحاول فرض سيطرتها التامة على العالم العربي في الوقت الحاضر بطرقها المختلفة, والتي جعلت من عملية تحقيق الأنساب مدخلاً هاماً إلى كافة قبائلنا السلمية, وبخاصة التي تقطن منها مصر وبلاد الشمال الإفريقي, وذلك على النحو التالي:
(1) القوى الشيعية التي جعلت من مؤسسات السادة الأشراف في مختلف أقطار الوطن العربي مدخلاً لها, فأطلقت العنان لمتشيعيها أن يدخلوا في أنساب السادة الأشراف - حسنيين وحسينيين وغيرهم - ما يشاءون دون ثوابت علمية وضوابط قانونية ومبادئ أخلاقية، وليس أدل على ذلك من إدخالهم الفرس والروم والأتراك والأحباش والبربر وغيرهم في أنساب السادة الحسنيين والحسينيين بحجة الانتساب الشرفي أو التشريفي تشيعا ﻵل البيت، وطمعا في جلب النزور لتأمين خزائن دولة إيران التي تسعى ﻹعادة وإحياء الإمبراطورية الفارسية القديمة وفرض سيطرتها على العالم الحديث، فترى أنه لن يتم لها ذلك دون أن تتم سيطرتها التامة على أهم نقطة على خريطة العالم وهي مصر - وخاصة بعد اطمئنانها للسيطرة على نقطتي الرقة في العراق وحلب السورية - ونظرا لتمركز قبائل بني سليم وخاصة السعادي على امداد الموقع الاستراتيجي، الذي يربط مصر بكافة بلاد الشمال الإفريقي - حيث تنتشر في تلك المنطقة الحدودية التي تصل الغرب المصري بالشرق الليبي, فتسيطر على إقليمي برقة الليبية والصحراء الغربية المصرية - مشكلة كيانا اجتماعيا راسخا يصعب المساس به أو الاقتراب منه، ولعل ذلك ما جعلها تواجه أشرس مؤامرة في تاريخ حياتها، تتمثل في حملات التشكيك في أنسابها وتشويه تاريخها وتراثها وزعزعة أفكار أبنائها، ولعل هذه الكتب المدلسة التي أرفقنا صورا وبعض صفحات منها بهذه الدراسة، تكون خير شاهد على ذلك، حيث أشرنا إلى خطورتها في دراسات سابقة، وسيتم تفصيل الحديث فيها فيما بعد.
===================================================
(2) القوى الصليبية: المتمثلة في أحفاد الإمبراطورية الرومانية، المنافس الحقيقي والتقليدي للمد الشيعي المتعلق بحلم إعادة الإمبراطورية الفارسية إلى سابق عهدها في صراعها مع دولة الروم القديمة بوسائلها السابق ذكرها، ونظرا ﻷهمية البحوث الإثنوغرافية أوالسلالية - المتعلقة بالأنساب - في سرعة النفاذ والتغلغل في أعماق الشعوب وبخاصة الشعوب العربية ذات الأصول المعروفة والفروع الممتدة، والتي عرفت بتأييدها المطلق لفكرة الانتماء، انطلاقا من مقولاتهم الشهيرة :" من ليس له كبير يشتري له كبير" وقولهم:" من ليس له أهل يشتري له أهل" وقولهم كذلك :" الأصل يونس" وصولا إلى قولهم الذي أوقعنا في مثل هذه الإشكاليات التي نحن بصددها، وهو:" من ليس له أصل يشتري له أصل" في الوقت الذي اتصفت به المجتمعات الغربية بأنها مجتمعات :" مجهولي الهوية" بتركيزها على الاكتفاء بالأسرة النووية الخطية: (الزوج / الزوجة/ الأبناء) دون التفكير في البحث عما يتعلق بما يعرف بالأسرة أو العائلة الممتدة
ربط الأحفاد بالأجداد أو الخلف بالسلف) ونتيجة لذلك فقد ركزت هذه القوى انتباهها في الدخول إلى قبائلنا السلمية من هذا الجانب الحساس، معتمدة على استخدام ظاهرة الاستهواء المعروفة في علم النفس، والتي تتلخص في إغراء البسطاء من أبناء هذه القبائل عن طريق اختيار البديل الأسوأ بعد المبالغة في إظهار السيئ، حيث لا يمكن تحقيق ذلك دون وجود النقيضين جنبا إلى جنب على أرض الواقع الميداني، ولعل هذا ما نراه حادثا بالفعل لقبائلنا السلمية على أرض الواقع، حيث يتوزع الخونة واللصوص العملاء المنفذين لكافة المخططات المشبوهة لهذه القوى، المشار إليها سابقا، إلى فريقين: يتمثل الفريق الأول في دعاة الشيعة والتشيع، الذين يدخلون إلى البسطاء من خلال إغرائهم بالدخول في النسب الشريف وتشيعهم ﻵل البيت، ومنحهم شهادات تنسيب مزورة من نقابات السادة الأشراف وروابطها المختلفة، مقابل الحصول على مبالغ مالية طائلة، في الوقت الذي يحاول فيه الفريق الثاني استهواء هؤلاء البسطاء عن طريق تحذيرهم من خطورة المشروع الشيعي، ثم إغرائهم بضرورة اللجوء إلى المشروع (الجيني) الذي يتم من خلال عملية تحليل الحمض النووي، بحجة أن هذه العملية صحيحة وصادقة (مائة × المائة) لاعتمادها على وسائل العلم الحديث - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - وذلك مقابل مبالغ مالية يتم تحويلها إلى الخارج بفئة الدولار الأمريكي بطرق سرية تم الكشف عنها, ومصادرة بعض الأدوات التي يتم توزيعها بطرق سرية من قبل بعض العملاء الذين يعيشون بين أبناء هذه القبائل, وينصبون على البسطاء والسفهاء منهم، كما تم التحفظ على بعض النسخ من الكتب المزيفة لدعاة الشيعة والتشيع من قبل، وكشف ما بها من تدليس بين، حتى تكون حجة على الجميع، وحتى نتمكن من تشجيع أحفاد الفرسان الأنجاد، الذين فتحوا الكثير من بلدان العالم وزلزلوا عروش حكامها، على أن ينزعوا الخوف والذل والخضوع من نفوسهم، ويتلفظوا بكلمة ترفع من رصيدهم الفكري والأخلاقي بين عامة البشر... فهل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
===================================================
ونظرا لمهارة دعاة هذين الفريقين وسيطرتهم الفكرية على أذهان البسطاء والمغيبين من عامة أبناء هذه القبائل، فإن عملية استقطابهم لفرائسهم تتم بطريقة موازية وتبادلية فيما بينهم، بهدف استنزافهم وتشتيت أفكارهم، وإيقاع الفتنة والفرقة فيما بينهم، حيث يمثل الفريق الأول (الشيعي) أشخاص معروفين للجميع، نذكر منهم على سبيل المثال: حمدي حسين غيضان الفايدي, وطارق أبو زهرة الدرسي وعمر الشامخي الجبالي العبادي وغيرهم، والذين يحملون جميعا جينات مزدوجة نصفها سلمي والآخر قرشي، كما يتزعمهم أشخاص آخرون من خارج أبناء هذه القبائل أمثال: عادل رواق السمالوسي, وسيد عبداللطيف الضعيفي وغيرهما، حيث يحمل الأول ثلاث جينات متمايزة (سمالوسي، فايدي، شريف حسني) في الوقت الذي يحمل فيه الثاني جينين اثنين (ضعيفي، شريف حسني) كما يمثل الفريق الثاني الخاص بالمشروع الصليبي الصهيوني (الجيني) أشخاص كثيرون، نذكر منهم على سبيل المثال: وائل بهجت الملقب بالعبيدي السلمي, ومتولي إبراهيم متولي الملقب بالحاسي, وغيرهما، حيث يحمل الشخص الأول منهما ثلاث جينات مختلفة (تركي، سلمي، ألماني) في الوقت الذي يحمل فيه الثاني ثلاثة جينات أخرى (سلمي، ألماني, مجهول) ولعل افتقادهم الثقة في أنفسهم، وعدم حرصهم على تحقيق الصالح العام للجميع، هو ما جعلهم يتصارعون على تشويه أنساب هذه القبائل بهذه الطريقة البشعة، التي سنقوم بتفصيلها فيما بعد بإذن الله تعالى.
===================================================
(3) القوى الصهيونية: تلك القوى التي لايزال يراودها حلم السيطرة على المنطقة الممتدة من النيل حتى الفرات, لتصير سيدة العالم, كما يصير بنو صهيون هم شعب الله المختار, وأبناء الرب وإحباءه كما يزعمون, ولن يتم لهم ذلك, من وجهة نظرهم, دون إثارة الرعب والفزع بين أبناء هذه المنطقة من العرب من جهة, ثم إثارة الشك والحيرة والقلق في نفوسهم جميعاً, وبخاصة في موضوع أنسابهم من جهة ثانية, وذلك لإشعار الجميع بأنهم أرفع منهم نسباً وأشد قوة وأرجح عقلاً, ثم يراودها كذلك حلماً آخر يتعلق برغبتها الملحة في تحقيق ذاتها في مواجهة الأمم الثلاث: (العربية والفارسية والرومانية) فإذا ما اضطرت أمة صهيون إلى الانحياز إلى طرف من هذه الأطراف الثلاثة, فإنما تنحاز إلى جانب أُمتي الفرس والروم, رغم ما يدور بينهم جميعاً من صراعات عنيفة على الزعامة والقيادة والريادة, وذلك لإحساسها بأنها أعلى منهما قدراً وأرفع نسباً, أما عدولها عن الانحياز إلى جانب أمة العرب, فربما يرجع إلى تمتع العرب بالعديد من الامتيازات التي يفتقدها أولئك الصهاينة, كصحة الدين وأصالة النسب وعراقة التاريخ, مما لايدع مجالا للتفاضل بين الأُمتين: (العرب وصهيون) لقول النويري : "ومعرفة أنساب الأمم مما افتخرت به (العرب على العجم) لأنها احترزت على معرفة نسبها ،وتمكنت بمتين حسبها ،وعرفت جماهير قومها وشعوبها ،وأفصحت عن قبائلها لسان شاعرها وخطيبها ،واتحدت برهطها وفصائلها ،ونفت الدعي فيها".
==================================================
ولعل هذا ما جعل أمة (صهيون) تبذل قصارى جهدها في النيل من العرب, إما بإضعاف قوتهم, وتفريق شملهم, أوتشويه تاريخهم, وإثارة الشك والقلق في نفوسهم, كما جعلها لاتجد حرجاً في أن تضع يدها في أيدي (الفرس والروم) السابق ذكرهما أو حتى الشيطان نفسه في مواجهة العرب, فتقف إلى جانب الفرس في تنشيط حركة مشروع الشيعة والتشيع ونشره بين أبناء أمة العرب بمختلف الوسائل الفكرية والثقافية والإعلامية, كما تقف إلى جانب الروم في توسيع دائرة المشروع المشوه للتحليل الجيني وترسيخه في أذهان البسطاء من أبناء أمتنا العربية, ولعل هذا ما دفعها إلى الحرص على أن يتم تنفيذ هذه المشاريع من خلال سفهاء هذه الأمة وأغبيائها, و بطرق عشوائية غير قابلة للتحقيق, وكما وضحنا فيما سبق كيف تتم عملية تنسيب. أبناء قبائلنا السلمية وإدخالهم في أنساب السادة الأشراف, كما أشرنا إلى طبيعة الأشخاص الذين يقومون بتنفيذ هذه المهمة ووسائلهم المختلفة في خداع ضحاياهم, فإننا سنقوم بتوضيح طبيعة الأشخاص الذين يقومون بتنفيذ مشروع التحليل الجيني, وكيفية وصولهم إلى ضحاياهم وإغرائهم بإجراء هذه العملية والتبشير بها وذلك كما يلي:
==================================================
وقبل أن ندخل في توضيح هذه العملية وبيان الإجراءات المتعلقة بها, فإنه يتحتم علينا أن نحيط الجميع علما بأنه لا يوجد خصومة شخصية بيننا وبين أي شخص ممن ذكرت أسماؤهم في هذه الدراسة أو التعليقات التابعة لها، لا من قريب ولا من بعيد، وأن كل ما يهمنا في هذا الجهد المبذول هو لم الشمل العام لقبائل السعادي خاصة وبني سليم عامة، وقبائل العرب على وجه العموم، وحماية الجميع من أيدي الخونة والمزورين وعملاء الصهاينة والشيعة والصليبيين, الذين لا يألون جهداً في التغرير بهم والنصب عليهم في عملية صعلوكية موسادية مخابراتية سيتم الكشف عنها في القريب العاجل, كما نحيط علم الجميع كذلك أننا لسنا منكرين على السادة الأشراف من آل البيت ـ الحقيقيين ـ حقهم في الانتساب إلى أصولهم الطاهرة، باعتبارنا أخوالهم وباعتبارهم إخوتنا وأبناء عمومتنا، حيث يجمعنا جميعاً الجد مضر بن نزار بن معد بن عدنان, فهم من (إلياس) بن مضر ونحن من أخيه (قيس عيلان) بن مضر, وما نوده فقط هو أن يتم ذلك بطريقة علمية وأخلاقية وإنسانية خالصة ترضي الله خالق الناس أجمعين, كما ترضي رسول الله صاحب هذا النسب الشريف.
===================================================
كما أننا لسنا مُحقِّرين من شأن علم التحليل الجيني أو النووي في ذاته, أو قدراته في الكشف عن العلاقات الحقيقية بين أفراد الأسرة النووية (الخطية) التي تتكون من (الزوج / الزوجة / الأبناء) الأحياء جميعا، حين يتم أخذ عيناتهم بطريقة مباشرة في معامل تحاليل معلومة الهوية ـ وعلى أرض بلادنا المصرية ـ ومقارنة بعضها ببعض، لاكتشاف العلاقات الجينية التي تربط بين كافة أفراد هذه الأسرة أو تلك، وذلك إما ﻹزالة الشك في صحة انتساب بعض الأبناء إلى الآباء، وإما ﻻكتشاب بعض العناصر الوراثية، سواء من أمراض عصبية أو نفسية أو عضوية، أو طباع عدوانية ومحاولة علاجها والتخلص منها بطريقة أو بأخرى، إلى جانب دور هذا العلم في خدمة علم الجريمة ومده بالمعلومات الكافية, التي تساعده في التوصل إلى معرفة بعض الحقائق عن الجرائم الخطرة, كالجثث المتفحمة أو الممزقة أو غير معلومة الهوية، بأخذ عينات منها ومقارنتها بطريقة علمية مباشرة بعينات أخري من أحياء يعتقد انتساب بعضهم إلى بعض، أو من أموات سبق أخذ عينات منهم بطريقة مباشرة من قبل, والاحتفاظ بها في مراكز تحليل رسمية, صحية وجنائية، ثم تحقيق ذلك من خلال لجان علمية وإدارية رسمية منظمة، طبقا لما ينص عليه الدستور والقانون العام للدولة، وبشرط أن تكون النتائج المتعلقة بهذه العملية قابلة للمراجعة والتحقيق وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وأن تكون الحالات التي تم أخذ العينات منها معلومة الهوية للجميع ومحققة الوجود على أرض الواقع الميداني.
==================================================
وهذا يعني أنه من الطبيعي والمنطقي أن تتم عملية تحقيق انتساب أي شخص بمقارنة العينة الخاصة به بعينة الشخص الذي يدعى الإنتساب إليه، وبطريقة علمية وإنسانية منظمة ومباشرة، طبقا لضوابط قانونية محكمة.
والسؤال الذي تتحتم الإجابة عليه من قبل من يدَّعون العلم بأصول التحليل الجيني هو:
كيف تم أخذ العينات الجينية من الجد الأعلى سليم بن منصور نفسه؟!
ومن الذي تمكن من أخذها؟!
وكيف استطاع العثور على قبره بعد ما يقرب من ألفي عام؟!
وفي أي عصر تم ذلك؟!
وكيف يمكننا نحن اﻵن من تحقيق ذلك بطريقة علمية سهلة ومنظمة؟!
وإذا استحالت الإجابة على ذلك، نقول لهم: :
كيف يحق لأشخاص أن يأخذوا عينات من أشخاص أخرى, ثم يقارنوها بعينات أشخاص ثالثة، توهما بانتسابها إلى الجد سليم غير المعلوم قبره، والمستحيل الحصول على شئ من أعضائه؟! .
==================================================
أما السؤال التالي فإننا نوجهه مباشرة إلى أنصار هذه العملية والمتشيعين لرائدها الأسطوري فنقول:
من هو وائل بهجت الملقب بالعبيدي السلمي؟!
وهل سبق ﻷحد منكم الجلوس معه والتعرف عليه وجها لوجه؟!
وكيف ومتى تم لكم ذلك؟!
و هل سبق ﻷحد منكم أن التقى بأحد من أسرته النووية وتعرَّف على أماكن تواجدهم في مصر أو حتى في المريخ؟!
وهل لازلتم تعتقدون أنه شخص حقيقي وأنه مصري الجنسية وأنه يتنسب انتسابا حقيقيا إلى قبائل بني سليم التي تعتزون بها وتزعمون أنكم تدافعون عنها وعن كافة أبناء المعلومين؟!
وإلى أي حد تقتنعون بأن الأسماء المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي هي أسماء حقيقية ﻷشخاص حقيقيين يمكن الاطمئنان إليهم والثقة فيهم، إلى حد الدفاع المستميت عنهم وتسليمهم رقاب وأموال ودماء إخوتكم وأبناء عمومتكم ليجروا عليها أبحاث في معامل ( التهويد والتنصيروالتشيع) في كل من إسرائيل وألمانيا وأمريكا وإيران، كشأن القردة والخنازير، دون أن تعلموا من أمرها شيئا؟!
ألم يخطر ببالكم أن عيناتكم التي تقومون بإرسالها سيتم إخضاعها لفيروسات نشطة، سيعاد توجيهها إليكم وإلى عامة أهلكم بالريموت كنترول, كما يوجه الإرسال الهاتفي أو التليفزيوني أو الصواريخ عابرة القارات، لتقضي عليكم جميعاً أو تصيبكم بالعقم أو الشلل التام؟!
وهل خطر ببالكم أن المبالغ التي يتم تحويلها بالدولار إلى هؤلاء المجهولين من قبلكم جريمة يعاقب عليها القانون، باعتبارها إهدارا لقيمة الجنيه المصري، وإضعافا للدخل القومي، وإضرارا بخزينة الدولة المصرية؟!
وهل تبادر إلى أذهانكم أن مساهماتكم الجادة في رفع قيمة الدولار الأمريكي, من خلال قيامكم بتحويله من بلادكم الفقيرة إلى أوروبا وأمريكا وإيران وإسرائل سيعود عليكم بالبلاء والوباء في ارتفاع أسعار السلع في بلادكم الفقيرة بطرق لا تطاق؟!
==================================================
وهل تيقنتم أيها السُّلميين النبلاء ـ إذا كنتم سُلميين حقاً ـ من أن الوهم المدعو (وائل العبيدي السلمي) قد تمت مطابقة عينته مباشرة بعينة سليم بن منصور الجد الأعلى لقبائل بني سليم؟!
ثم هل تأكدتم من مطابقة عينته مباشرة بعينة الجد (عبيد بن حرب بن عقار) ؟!
أو هل استطاع أن يدلكم على قبر عبيد بن حرب هذا أو يطلعكم على شئ من أعضائه حتى يمكننا القطع بأنه ينتسب انتسابا جينيا مباشرا إلى الجد عبيد أو حرب أو حتى شاهين نفسه؟!
وهل سبق لكم أن وقفتم على حقيقة قرينه المدعو (متولى الحاسي السلمي)؟!
وهل سبق أن سألتم أهل الذكر عنه إن كنتم لاتعلمون؟!
وإلى أي حد كانت ثقتكم فيه وفي أمثاله من عملاء الوهم الزائف (وائل الألماني) حتى تمكنوه من جيناتكم التي أتمنكم الله عليها ليعلب بها, كما يلعب بجثث الموتى التي يقوم بجلبها من القبور وبيعها لآخرين, سيتم الكشف عنهم في القريب العاجل؟! وهل سبق لكم أن سألتم عما فعله ذلك الشخص في قبيلة الحاسة في مصر, وعن مدى الخراب والدمار الذي أحدثه بين أبنائها الغافلين؟!
ثم هل سألتم عما فعله في المبالغ التي تم إيداعها أمانة في يده من قبلنا, لشراء معدات خاصة بمصنع ملابس كان سيتم إنشاؤه تحت رعاية جمعية أبناء قبائل الحرابي للتوسعة على الفقراء والمحتاجين ومساعدتهم في سد احتياجاتهم؟!
وهل تظنون أن من خان الأمانة بنهبه أموال جمعية خيرية, تحمل الاسم الذي من المفترض أنه ينتسب إليه سيكون أميناً على أموالكم وجيناتكم؟!
وإذا كان هذا حال (متولي) الذي نعرفه فكيف سيكون حال قرينه (وائل) الذي لم نتمكن من التعرف عليه أو اللقاء به منذ ما يقرب من خمس سنوات رغم وجودنا بقوة في ساحة الميدان البحثي؟!
وهل لازلتم مصرِّين بعد ذلك كله على الوقوف إلى جانب هذه العصابة الوهمية التي لايهمها سوى ما تتحصل عليه من أموال إخوتكم وأبناء شعبكم المصري المسالم, مقابل تزوير أنسابكم واللعب بجيناتكم وتسليمها لأيدي أعداء الوطن من الشيعة والخوارج والصهاينة والصليبيين؟!
وإذا كان الأمر كذلك فإننا نحيطكم علماً بأن اتحاد قبائل بني سليم في مصر قد أصدر قراره بالرفض التام لأي إجراء خاص بتنسيب أي فرد من أبناء هذه القبائل دون علمه, واعتبار من يحمل شهادة تنسيب صادرة من مؤسسات السادة الأشراف, أو معامل التحليل الجيني الوهمي من قبل هؤلاء المزورين, مشكوك في نسبه ولا يمت لهذه القبائل بأي صلة تذكر, واعتبار شهادته مزورة تزويراً قطعياً.
====================================================
مع العلم أن لدينا أسئلة كثيرة في هذا المجال سنوجز بعضها في هذه الدراسة, ثم نرجئ بعضها الآخر لدراسة تالية ومنها على سبيل المثال:
نوجه هذا السؤال إلى شيعة وأتباع ومريدي الوهم (وائل) الألماني وأنا أقول ألماني ﻷنني لم أعرف عنه غير ذلك رغم علمي المتواضع عن الكثيرين من أبناء قبائل بني سليم وغيرهم من أبناء قبائل العرب، فأقول لهم:
كيف يتم وصول أدوات وائل الألماني إليكم؟!
ومن الذي يقوم بإيصالها إليكم؟
وما مدى الثقة في ذمة ذلك الشخص الوسيط؟!
وهل تتم هذه العملية تحت إدارة جهاز علمي ورقابي متخصص طبقا للقانون المنظم ﻹدارة شئون دولتنا المصرية؟!
وهل سبق ﻷحد منكم القيام بفحص هذه الأدوات لدى جهات علمية مصرية متخصصة للتأكد من سلامتها من الفيروسات المعدية التي سرعان ما تنتشر بين عامة أبناء شعبنا المصري فتصيبه بالعدوى القاتلة؟!
وهل تأكدتم كذلك من أن عينات ضحاياكم يتم انتقالها إلى إسرائيل وأوروبا وأمريكا بشكل سليم وبطريقة علمية وإنسانية منظمة دون أن يتم تبديلها بطريقة أو بأخرى، قبل وصولها إلى أيدي الأمناء على دمائكم وأموالكم من الشيعة والصهاينة والصليبيين؟!
وهل تأكدتم من عدم تبديل أسماء ضحاياكم بأسماء أخرى، ثم إعلان نتائج أشخاص بأسماء أشخاص آخرين في هذه المهزلة الجينية العشوائية الأسطورية البشعة؟!
==================================================
وهل تيقن المدعو وائل ومراكز تحليله الموسادية الأمينة المخلصة، أن سماسرتهم وعملاء منظماتهم أمناء على هذه العينات، وأن نصبهم يتم بشكل حرفي منظم ؟!
أليس من المنطقي والطبيعي والفطري أن يكون القرار الخاص بعملية التحليل الجيني صادر من لجنة تحقيق أنساب مكونة من أشخاص أمناء معروفين من قبل كافة أبناء قبائل بني سليم بمصر, وخاضعة لمؤسسة رسمية أو عرفية تضم نماذج من ثقات أبناء هذه القبائل جميعاً, وذلك في شأن الأشخاص الذين استحال تحقيق أنسابهم من خلال المورث الشعبي المتواتر بالواقع الميداني؟!
وهل من الطبيعي والمنطقي كذلك أن تتم هذه العملية ـ أي التحليل الجيني ـ بهذه العشوائية المفرطة دون وجود فريق عمل منظم مكون من هيئة عليا تخضع لاتحاد أبناء قبائل بني سليم في مصر, وتشرف على هذه العملية بشكل كامل, تجنباً لكل أشكال الغش والتدليس لأنساب هذه القبائل, وحماية لجينات أبناء هذه القبائل وأموالهم من الفساد والضياع؟!
إلى غير ذلك من الأسئلة التي سيتم طرحها فيما بعد.
مع خالص تحياتنا واحترامنا للجميع: عبدالغفار لعبيدي السلمي