طبقات الأنساب، وهي عشرة أمور: (2)
الأول: قال الماوردي: إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً، والعمائر قبائل، يعني: وتصير البطون عمائر، والأفخاذ بطوناً، والفصائل أفخاذاً، والحادث بعد ذلك فصائل. أما في جمهرة النسب للكلبى فقد ذكر (الجذم ومنه-الجمهور ومنه-الشعب تتشعب عنده القبائل ومنه-القبيلة تتقابل عنده الأسماء - ومنه العمائر ومنه البطون ومنه الأفخاذ ومنه العشائر ومنه الفصائل ومنه الرهط) الأرحام من الرحم- العشيرة هم رهط ما دون العشرة-العصبة من العشرة إلى الأربعة-الحى حى القوم-الآل أهل بيتة وذريتة-عترة الرجل نسلة وذريتة
الثاني: قد ذكر الجوهري: أن القبيلة هي بنو أب واحد . ثم أن القبيلة قد يكون لها عدة أولاد فيحدث عن بعضهم قبيلة أوعدة قبائل، فتنسب إليه كل قبيلة تحدث عنه وتُترك النسبة إلى القبيلة الأولى، كحنظلة بن تميم، فينسب إلى " حنظلة " ويترك " تميم " ويبقى بعضهم بلا ولد، بألا يولد له أو لم يشتهر ولده، فينسب إلى القبيلة الأولى، وقال ابن حزم: جميع قبائل العرب راجعة إلى أب وأحد سوى ثلاث قبائل، وهي تَنوخ، والعُتْق، وغسّان، فإن كل قبيلة منها مجتمعة من عدة بطون.
الثالث: إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر، كهاشم، وقريش، ومُضر، وعدنان، جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع، فيجوز لبني هاشم أن يُنسبوا إلى هاشم وإلى قريش وإلى مضرو إلى عدنان، فيقال في أحد هم: الهاشميّ، والقرشيّ، والمضريّ، والعدنانيّ، بل قد قال الجوهري: إن النسبة إلى الأسفل تُغني عن النسبة إلى الأعلى، فإذا قلت في النسبة إلى " كلب بن وبرة " الكلبي، استغنيت أن تنسبه إلى شيء من أصوله. وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى. ثم بعضهم يرى تقديم العليا على السفلى، مثل أن يقال في النسب إلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه: الأموي العثماني، وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا، فيقال: العثماني الأموي.
الرابع: قد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة، فينسب إليهم، فيقال: فلان حليف بني فلان، أو مولاهم
الخامس: إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل قبيلة أخرى جاز أن ينسب إلى قبيلته الأولى، وأن ينسب إلى قبيلته التي دخل فيها، وأن ينسب إلى القبيلتين جميعاً، مثل أن يقال: التميمي ثم الوائلي، أو الوائلي ثم التميمي
السادس: القبائل في الغالب تسمى باسم الأب والد القبيلة، كربيعة ومضر والأوس والخزرج، ونحو ذلك، وقد تسمى القبيلة باسم أمها الوالدة لها، كخندف وبِجَيلة ونحوهما، وقد تسمى باسم حاضنة ونحوها، وربما وقع اللقب على القبيلة بحدوث سبب، كغسان، حيث نزلوا من ماء يسمى غسان، فسموا به
السابع: غالب أسماء العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه، أما من الوحوش، كأسد ونمروضبع وكلب، وأما من النبات، كنَبت وحنظلة، وأما من الحشرات، كحيّة وحنش، وأما من أجزاء الأرض، كفِهر وصَخر، ونحو ذلك.
الثامن: الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء، ككلب وحنظلة وضِرار وحرب، وما أشبه ذلك، وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء، كفلاح ونجاح ورباح وريحان،
والمعنى فيه ما حُكي: أنه قيل لأبي الدُّقيش الكلابي: لِمَ تسمون أبناءكم بشرّ الأسماء، نحو كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء، نحو مرزوق ورَباح وريحان، فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا. يريد أن الأبناء مُعدَّة للأعداء في المحاربة ونحوها فاختاروا لهم شر الأسماء، والعبيد معدّة لأنفسهم فاختاروهالهم
التاسع: إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان كالحارث والحارث، والخزرج ، ونحو ذلك، وأحد هما من ولد الآخر، أو بعده في الوجود، عُبِّر عن الوالد أو السابق منهما بالأكبر، وعن الولد أو المتأخر منهما بالأصغر، وربما وقع ذلك في الأخوين، إذا كان أحد هما أكبر من الآخر.
العاشر: أسماء القبائل في اصطلاح العرب
أولها : أن يطلق على القبيلة لفظ الأب، كعاد وثمود ومَدين، وما شاكل ذلك، وبذلك ورد القرآن الكريم في عدة مواضع، كقوله تعالى : (وإلى عاد)، (وإلى ثمود)، (وإلى مَدْين)، يريد: بني عاد، وبني ثمود، وبني مدين، وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام لا سيما في الأزمان المتقدمة، بخلاف البطون والأفخاذ ونحوها،
وثانيها: أن يطلق على القبيلة لفظ البُنوة، فيقال: بنو فلان، وأكثر ما يكون ذلك في البطون والأفخاذ والقبائل الصغار، لا سيما في الأزمان المتأخرة.
أهتمام العرب بحفظ أنسابهم بعد الإسلام
والذى فتح هذا الباب وضبط علم الأنساب محمد بن السائب الكلبى الذى كتب (نسب معد واليمن الكبير)، ثم ولده هشام من بعده المتوفى سنة أربع ومائئتين من الهجرة فإنه صنف فيه كتب (المنزلة-والجمهرة-والوجيز-والفريد والملوك)، ثم أقتفى أثره جماعة من النسابة مثل أبي حسن أحمد بن يحيى البلاذرى الذى كتب عشرين مجلدافى (أنساب الأشراف)، وكذلك كتاب (أنساب حمير وملوكها )، لعبدالملك بن هشام صاحب (السيرة )وكذلك (أنساب الرشاطى)، و(أنساب الشعراء)، لأبى جعفر محمد بن حبيب البغدادى النحوى وكتاب (أنساب قريش)، لزبير بن بكار القرشى و(الأنساب)، للأمام أبي سعد عبد الكريم السمعاني( جمهرة أنساب العرب) لأبن حزم كتاب العبر تاريخ ابن خلدون "( العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) أبي العباس أحمد بن على القلقشندي.( نهاية الأرب في معرفة أنساب قبائل العرب) (وكتاب البلدان) لأحمد بن أبي يعقوب بن واضح اليعقوبي. (والبيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب) المقريزي( وجمهرة أنساب العرب ) لابن حزم الأندلسي الظاهري:. (وأيام العرب قبل الإسلام ). لأبي عبيدة معمر بن المثنى و (الطالع السعيد الجامع لنجباء الصعيد) للشيخ الأمام أبي الفضل جعفر بن ثعلب الأدفوى (وسبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ) للأمام أبي الفوز السويدي (وبحرالأنساب )لمرتضي الزبيدي و( قلائد الجمان في معرفة قبائل عرب الزمان) للقلقشندى و (الإيناس بعلم الأنساب) للوزير المغربى (لب اللباب في تحرير الأنساب) للأمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطى ،(و التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب) تأليف : أبو الحسن اليمني القرطبي (و الدررو المفاخر في أخبار العرب الأواخر) تأليف الشيخ محمد البسام التميمي النجدي (ونسب عدنان وقحطان )المبرد- (وعن بدائع الزهور في وقائع الدهور) لابن إياس الحنفى) -اسعاف الاعيان في انساب اهل عمان )لسالم السيابي
(الاكليل) لللهمداني-(الانباه علي قبائل الرواه) لابن عبد البر -(الانساب المتفقه )لابن القيسراني -(الانساب) للصحاري -(الايناس بعلم الانساب) للوزير المغربي
(التعريف بالانساب والتنويه بذوي الاحساب) لأبو الحجاج الأشعري
(الجوهره في نسب النبي واصحابه العشره) لمحمد البري
(الدرر المفاخر في اخبار العرب الاواخر) لمحمد بن حمد البسام
(اللباب في تهذيب الانساب) لابن الأثير أبو الحسن
(المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب) للمغيري-(نهاية-المرام في علم الكلام) للمحلى
(انساب الاشراف) للبلاذري -(جمهره نسب قريش واخبارها) للزبير بن بكار
(حذف من نسب قريش )للمؤرج السدوسي –(عشائر العراق) لعباس العزاوى
(عجاله المبتدي وفضاله المنتهي في النسب) للحازمي -(غرر الحكم و درر الكلم )للتميمى
(كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد) للحلي-(لباب الانساب والالقاب والاعقاب )للبيهقي
)مختصر فتح رب الارباب بما اهمل في لب اللباب من واجب الانساب) للمدنى
(مختلف القبائل ومؤتلفها) للبغدادي )-نسب قريش)للزبيري مصعب بن عبد الله
النسب لا يغنى عن العمل :
فحينما نزلت الآية الكريمة (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)( الشعراء : 214 )، فجمع النبى عشيرته الأقربين وهم بنو هاشم وبنو المطلب وقال لهم (إن الرائد لا يكذب أهله ، والله لو غررت الناس جميعا ما غررتكم ، والله الذى لا إله إلا هو إنى لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة ، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ، ولتجزون بالإ حسان إحسانا وبالسوء سوءا، وإنها الجنة أبدا أو النار أبدا) البخارى ،وفى موضع أخرنادى الرسول الكريم على أهله وقال: (يا معشر قريش أشتروا أنفسكم من النار فإنى لا أملك لكم ضرا ولا نفعا ولا أغنى عنكم من الله شيئا ثم نادى الرسول على بطون قريش وقال لهم أنقذوا أنفسكم من النار فإنى لا أملك لك ضرا ولا نفعا ولا أغنى عنكم من الله شيئا سلونى من مالي ما شئتم لا أملك لكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغنى عنك من الله شيئا يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله لا أغنى عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد رسول الله سلينى بما شئت أنقذى نفسك من النار لا أغنى عنك من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبليها ببلائها أي سأصلها حسب حقها)، (2).
وفى رواية أخرى أ(عملوا فليس بينكم وبين ربكم نسبا )صدق رسول الله ولا أصدق من ذلك فحينما سرقت المرأة المخزومية وهي شريفة في قومها وأراد البعض أن يتشفع لها عند رسول الله وأرسلوا له زيد بن حارثة حب رسول الله فقال له النبي (يا زيد أتشفع في حد من حدود الله وأيم الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها وإنما أهلك الذين من قبلكم إن سرق فيهم الشريف تركوه وإن سرق فيهم (الضعيف أوقال الوضيع)أقاموا عليه الحد)()، ، وقال (لا فرق بين عربى ولا أعجمى إلا بالتقوى)، صحيح البخاري ولذلك نجد الرسول الكريم يحكم بين المهاجرين والأنصار حينما تنازعوا على سلمان الفارسى على أنه من الأنصار أو من المهاجرين قال النبي: سلمان منا آل البيت.
قال الشاعر:
ولا تحسب الأنساب تنجيك من لظى*** ولو كنتَ من قيسٍ أوعبد مدانِ
أبو لهب في النّار وهو ابن هاشــم *** وسلمانُ في الفردوس من خراسانِ
وقال الشاعر
والـنـَاسُ مِـن جـِهـَةِ الأنساب ِأكـفـَاءُ --------------------- ابُـوهُـمُ أدَمْ والأم حَـوَاءُ
فـَإنْ يـَكُـنْ لـَهُـمّ فـِى نـَسَـبـِهـِمّ شَـرَفُ ------------يُـفـَاخِـرُونَ بـِهِ فـَالِـلـِطـِيـِن ِوالـمَاء
وقال الشاعرُ
ولـِعَـمّـرُكَ مَاالإِنّـسَـانُ إِلاَ بـِديـِنـِهِ -------فـَلاتـَتـْرُكْ الـتـَقـْوَىْ إِتـِكـَالاً عـَلـَىْ الـنـَسَـبْ فـَقـَد ْرَفـَعَ الإِسّـلامُ بلال الحبشى-وقـَدْ--------- وضَـعَ الـشِـركُ الـنـَسِـيـبُ أبَـا لـَهَـبْ
الأول: قال الماوردي: إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً، والعمائر قبائل، يعني: وتصير البطون عمائر، والأفخاذ بطوناً، والفصائل أفخاذاً، والحادث بعد ذلك فصائل. أما في جمهرة النسب للكلبى فقد ذكر (الجذم ومنه-الجمهور ومنه-الشعب تتشعب عنده القبائل ومنه-القبيلة تتقابل عنده الأسماء - ومنه العمائر ومنه البطون ومنه الأفخاذ ومنه العشائر ومنه الفصائل ومنه الرهط) الأرحام من الرحم- العشيرة هم رهط ما دون العشرة-العصبة من العشرة إلى الأربعة-الحى حى القوم-الآل أهل بيتة وذريتة-عترة الرجل نسلة وذريتة
الثاني: قد ذكر الجوهري: أن القبيلة هي بنو أب واحد . ثم أن القبيلة قد يكون لها عدة أولاد فيحدث عن بعضهم قبيلة أوعدة قبائل، فتنسب إليه كل قبيلة تحدث عنه وتُترك النسبة إلى القبيلة الأولى، كحنظلة بن تميم، فينسب إلى " حنظلة " ويترك " تميم " ويبقى بعضهم بلا ولد، بألا يولد له أو لم يشتهر ولده، فينسب إلى القبيلة الأولى، وقال ابن حزم: جميع قبائل العرب راجعة إلى أب وأحد سوى ثلاث قبائل، وهي تَنوخ، والعُتْق، وغسّان، فإن كل قبيلة منها مجتمعة من عدة بطون.
الثالث: إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر، كهاشم، وقريش، ومُضر، وعدنان، جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع، فيجوز لبني هاشم أن يُنسبوا إلى هاشم وإلى قريش وإلى مضرو إلى عدنان، فيقال في أحد هم: الهاشميّ، والقرشيّ، والمضريّ، والعدنانيّ، بل قد قال الجوهري: إن النسبة إلى الأسفل تُغني عن النسبة إلى الأعلى، فإذا قلت في النسبة إلى " كلب بن وبرة " الكلبي، استغنيت أن تنسبه إلى شيء من أصوله. وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى. ثم بعضهم يرى تقديم العليا على السفلى، مثل أن يقال في النسب إلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه: الأموي العثماني، وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا، فيقال: العثماني الأموي.
الرابع: قد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة، فينسب إليهم، فيقال: فلان حليف بني فلان، أو مولاهم
الخامس: إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل قبيلة أخرى جاز أن ينسب إلى قبيلته الأولى، وأن ينسب إلى قبيلته التي دخل فيها، وأن ينسب إلى القبيلتين جميعاً، مثل أن يقال: التميمي ثم الوائلي، أو الوائلي ثم التميمي
السادس: القبائل في الغالب تسمى باسم الأب والد القبيلة، كربيعة ومضر والأوس والخزرج، ونحو ذلك، وقد تسمى القبيلة باسم أمها الوالدة لها، كخندف وبِجَيلة ونحوهما، وقد تسمى باسم حاضنة ونحوها، وربما وقع اللقب على القبيلة بحدوث سبب، كغسان، حيث نزلوا من ماء يسمى غسان، فسموا به
السابع: غالب أسماء العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه، أما من الوحوش، كأسد ونمروضبع وكلب، وأما من النبات، كنَبت وحنظلة، وأما من الحشرات، كحيّة وحنش، وأما من أجزاء الأرض، كفِهر وصَخر، ونحو ذلك.
الثامن: الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء، ككلب وحنظلة وضِرار وحرب، وما أشبه ذلك، وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء، كفلاح ونجاح ورباح وريحان،
والمعنى فيه ما حُكي: أنه قيل لأبي الدُّقيش الكلابي: لِمَ تسمون أبناءكم بشرّ الأسماء، نحو كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء، نحو مرزوق ورَباح وريحان، فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا. يريد أن الأبناء مُعدَّة للأعداء في المحاربة ونحوها فاختاروا لهم شر الأسماء، والعبيد معدّة لأنفسهم فاختاروهالهم
التاسع: إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان كالحارث والحارث، والخزرج ، ونحو ذلك، وأحد هما من ولد الآخر، أو بعده في الوجود، عُبِّر عن الوالد أو السابق منهما بالأكبر، وعن الولد أو المتأخر منهما بالأصغر، وربما وقع ذلك في الأخوين، إذا كان أحد هما أكبر من الآخر.
العاشر: أسماء القبائل في اصطلاح العرب
أولها : أن يطلق على القبيلة لفظ الأب، كعاد وثمود ومَدين، وما شاكل ذلك، وبذلك ورد القرآن الكريم في عدة مواضع، كقوله تعالى : (وإلى عاد)، (وإلى ثمود)، (وإلى مَدْين)، يريد: بني عاد، وبني ثمود، وبني مدين، وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام لا سيما في الأزمان المتقدمة، بخلاف البطون والأفخاذ ونحوها،
وثانيها: أن يطلق على القبيلة لفظ البُنوة، فيقال: بنو فلان، وأكثر ما يكون ذلك في البطون والأفخاذ والقبائل الصغار، لا سيما في الأزمان المتأخرة.
أهتمام العرب بحفظ أنسابهم بعد الإسلام
والذى فتح هذا الباب وضبط علم الأنساب محمد بن السائب الكلبى الذى كتب (نسب معد واليمن الكبير)، ثم ولده هشام من بعده المتوفى سنة أربع ومائئتين من الهجرة فإنه صنف فيه كتب (المنزلة-والجمهرة-والوجيز-والفريد والملوك)، ثم أقتفى أثره جماعة من النسابة مثل أبي حسن أحمد بن يحيى البلاذرى الذى كتب عشرين مجلدافى (أنساب الأشراف)، وكذلك كتاب (أنساب حمير وملوكها )، لعبدالملك بن هشام صاحب (السيرة )وكذلك (أنساب الرشاطى)، و(أنساب الشعراء)، لأبى جعفر محمد بن حبيب البغدادى النحوى وكتاب (أنساب قريش)، لزبير بن بكار القرشى و(الأنساب)، للأمام أبي سعد عبد الكريم السمعاني( جمهرة أنساب العرب) لأبن حزم كتاب العبر تاريخ ابن خلدون "( العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) أبي العباس أحمد بن على القلقشندي.( نهاية الأرب في معرفة أنساب قبائل العرب) (وكتاب البلدان) لأحمد بن أبي يعقوب بن واضح اليعقوبي. (والبيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب) المقريزي( وجمهرة أنساب العرب ) لابن حزم الأندلسي الظاهري:. (وأيام العرب قبل الإسلام ). لأبي عبيدة معمر بن المثنى و (الطالع السعيد الجامع لنجباء الصعيد) للشيخ الأمام أبي الفضل جعفر بن ثعلب الأدفوى (وسبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ) للأمام أبي الفوز السويدي (وبحرالأنساب )لمرتضي الزبيدي و( قلائد الجمان في معرفة قبائل عرب الزمان) للقلقشندى و (الإيناس بعلم الأنساب) للوزير المغربى (لب اللباب في تحرير الأنساب) للأمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطى ،(و التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب) تأليف : أبو الحسن اليمني القرطبي (و الدررو المفاخر في أخبار العرب الأواخر) تأليف الشيخ محمد البسام التميمي النجدي (ونسب عدنان وقحطان )المبرد- (وعن بدائع الزهور في وقائع الدهور) لابن إياس الحنفى) -اسعاف الاعيان في انساب اهل عمان )لسالم السيابي
(الاكليل) لللهمداني-(الانباه علي قبائل الرواه) لابن عبد البر -(الانساب المتفقه )لابن القيسراني -(الانساب) للصحاري -(الايناس بعلم الانساب) للوزير المغربي
(التعريف بالانساب والتنويه بذوي الاحساب) لأبو الحجاج الأشعري
(الجوهره في نسب النبي واصحابه العشره) لمحمد البري
(الدرر المفاخر في اخبار العرب الاواخر) لمحمد بن حمد البسام
(اللباب في تهذيب الانساب) لابن الأثير أبو الحسن
(المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب) للمغيري-(نهاية-المرام في علم الكلام) للمحلى
(انساب الاشراف) للبلاذري -(جمهره نسب قريش واخبارها) للزبير بن بكار
(حذف من نسب قريش )للمؤرج السدوسي –(عشائر العراق) لعباس العزاوى
(عجاله المبتدي وفضاله المنتهي في النسب) للحازمي -(غرر الحكم و درر الكلم )للتميمى
(كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد) للحلي-(لباب الانساب والالقاب والاعقاب )للبيهقي
)مختصر فتح رب الارباب بما اهمل في لب اللباب من واجب الانساب) للمدنى
(مختلف القبائل ومؤتلفها) للبغدادي )-نسب قريش)للزبيري مصعب بن عبد الله
النسب لا يغنى عن العمل :
فحينما نزلت الآية الكريمة (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)( الشعراء : 214 )، فجمع النبى عشيرته الأقربين وهم بنو هاشم وبنو المطلب وقال لهم (إن الرائد لا يكذب أهله ، والله لو غررت الناس جميعا ما غررتكم ، والله الذى لا إله إلا هو إنى لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة ، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ، ولتجزون بالإ حسان إحسانا وبالسوء سوءا، وإنها الجنة أبدا أو النار أبدا) البخارى ،وفى موضع أخرنادى الرسول الكريم على أهله وقال: (يا معشر قريش أشتروا أنفسكم من النار فإنى لا أملك لكم ضرا ولا نفعا ولا أغنى عنكم من الله شيئا ثم نادى الرسول على بطون قريش وقال لهم أنقذوا أنفسكم من النار فإنى لا أملك لك ضرا ولا نفعا ولا أغنى عنكم من الله شيئا سلونى من مالي ما شئتم لا أملك لكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغنى عنك من الله شيئا يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله لا أغنى عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد رسول الله سلينى بما شئت أنقذى نفسك من النار لا أغنى عنك من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبليها ببلائها أي سأصلها حسب حقها)، (2).
وفى رواية أخرى أ(عملوا فليس بينكم وبين ربكم نسبا )صدق رسول الله ولا أصدق من ذلك فحينما سرقت المرأة المخزومية وهي شريفة في قومها وأراد البعض أن يتشفع لها عند رسول الله وأرسلوا له زيد بن حارثة حب رسول الله فقال له النبي (يا زيد أتشفع في حد من حدود الله وأيم الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها وإنما أهلك الذين من قبلكم إن سرق فيهم الشريف تركوه وإن سرق فيهم (الضعيف أوقال الوضيع)أقاموا عليه الحد)()، ، وقال (لا فرق بين عربى ولا أعجمى إلا بالتقوى)، صحيح البخاري ولذلك نجد الرسول الكريم يحكم بين المهاجرين والأنصار حينما تنازعوا على سلمان الفارسى على أنه من الأنصار أو من المهاجرين قال النبي: سلمان منا آل البيت.
قال الشاعر:
ولا تحسب الأنساب تنجيك من لظى*** ولو كنتَ من قيسٍ أوعبد مدانِ
أبو لهب في النّار وهو ابن هاشــم *** وسلمانُ في الفردوس من خراسانِ
وقال الشاعر
والـنـَاسُ مِـن جـِهـَةِ الأنساب ِأكـفـَاءُ --------------------- ابُـوهُـمُ أدَمْ والأم حَـوَاءُ
فـَإنْ يـَكُـنْ لـَهُـمّ فـِى نـَسَـبـِهـِمّ شَـرَفُ ------------يُـفـَاخِـرُونَ بـِهِ فـَالِـلـِطـِيـِن ِوالـمَاء
وقال الشاعرُ
ولـِعَـمّـرُكَ مَاالإِنّـسَـانُ إِلاَ بـِديـِنـِهِ -------فـَلاتـَتـْرُكْ الـتـَقـْوَىْ إِتـِكـَالاً عـَلـَىْ الـنـَسَـبْ فـَقـَد ْرَفـَعَ الإِسّـلامُ بلال الحبشى-وقـَدْ--------- وضَـعَ الـشِـركُ الـنـَسِـيـبُ أبَـا لـَهَـبْ