تاريخ ونسب أولاد نايل...
بحث متكامل ومن يريد الاستزاده فليتفضل
:؛::؛:؛:؛:؛؛":؛:::؛؛؛:؛؛::::؛؛::؛؛؛؛؛::؛؛::::
إن أكبر قبيلة جزائرية على الاطلاق هي #قبيلة #أولاد #نايل- #العَدنانية ،
أجمعت المصادر العربية والفرنسية ، القديمة والحديثة ( كما سنذكرها لاحقا ) بأنها قبيلة عربية ، حيث تحتل هذه القبيلة وسط الجزائر تقريبا فتحتل بطونها العديد من الولايات هي بسكرة المسيلة الجلفة الاغواط كما تنتشر بعض بطونها في كل من المدية سطيف البرج ، وكثير من الساسة والقادة بعد الاستقلال في الجزائر يرجعون الى هذه القبيلة ومنها علماء أجلاء
قبيلة أولاد نايل العربية الجزائر
–الإختلاف حول نسب أولاد نايل ،
هل هم هلاليون أم أشراف ؟ أم أنهم أشراف خالطوا الهلاليين ؟
بالنسبة لنسب اولاد نائل ( أو سيدي نايل ) فقد حصل فيه خلاف كبير بين النسابة حيث ينسبهم البعض الى الشرفاء المشيشيين الاشراف الادارسة بينما نسبهم بعض النسابة الآخرين إلى : قبيلة أولاد نائل الزُغبية الهلالية
قبيلة أولاد نائل الزُغبية :
بنو هلال كانوا عبارة عن مجموعة كبيرة من القبائل التي قطنت (قبل الاسلام ) في المنطقة الممتدة ما بين الطائف ومكة ( الحجاز الجنوبي ) ، ثم لما تكاثروا انتشروا واستولوا (ما بعد الاسلام) على الاراضي الممتدة ما بين المدينة ونجد، كما شاركوا في الفتوحات العربية الإسلامية وذكر المؤرخون بطونهم في العراق كقبيلة بنو قبيضية وهم هلاليون يعودون في نسبهم إلى بنو قبيضة بن مخارق الهلالي وجمع كثير من الصحابة الهلاليين ، الذين شاركوا في فتح العراق واستقروا فيه خصوصا بمنطقة البصرة،
أما باقي القبائل الهلالية فتروي المرويات أنهم كانوا أشداء فخورين بقوتهم وبأسهم ,أثارو الرعب في المنطقة فأحيكت ضدهم بعض الدسائس لترحيلهم ، فاستمالهم الفاطميون في مصر لكسبهم إلى صفهم حنى أنه كان يعطى لكل فرد جمل ودينار إن أراد السفر، وللظروف التي مرت بها شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة من القحط والشدة ، فقد وافق جل الهلالين على العرض ثم هاجرت جل قبائلهم تباعا إلى مصرفي القرون الثالث والرابع الهجري ،
ثم بدؤوا ينتقلون إلى شمال أفريقيا طيلة قرنيين من الزمان توافدت قبائلهم تباعا عليها ( دامت هجرتهم قرابة 200 سنة ) ، وخاصة في مرحلة صراع الفاطميين مع المعز بن باديس في القيروان، وخرج هذا الاخير وأعلن الولاء للعباسيـين .. سنـة 437هـ/1049م وبلغ الخبر الخليفة الفاطمي المستنصر بمصر،فأشار عليه وزيره باصطناع حلفائه قبائل بني هلال وباقي حلفائهم من باقي القبائل العربية وتولية مشايخهم أمر المغرب، انتقاما من المعز ابن باديس لما رآه من فروسيتهم وبطولاتهم الحربية فقرر إستعمالهم كجند للخلافة يعيدون له ملكه الضائع في إفريقية .
ويرى البعض أن ما دفع بني هلال إلى قبول هذه الدعوة ليس كونهم بيادق في رقعة الشطرنج، بل كانت الحالة الاقتصادية التي عاشتها مصر والفتن والصراع الدائر بين الدولة العباسية من جهة والدولة الفاطمية من جهة اخرى فكان هذا الدافع السياسي هو الذي جعلهم يقصدون المغرب تماشيا مع حياة البداوة التي تقتضي الترحال وتغيير المواطن بحثا عن أراضي أخصب وظروف ملائمة للعيش .
وقد دخلت حملات القبائل الهلالية بالتدريج إلى المغرب على شكل موجات بشرية متتابعة طيلت ما يقارب قرنين من الزمن ، ما بين القرنين الحادي عشر الموافق للقرن الخامس الهجري و القرن الثالث عشرالميلادي، الموافق للقرن السابع الهجري.
واستقرت هذه القبائل في عموم شمال أفريقيا (من ليبيا وصولا للمحيط الأطلسى ) ، . كما شاركت هذه القبائل في جل الحروب والفتوحات والصراعات السياسية والعسكرية التي قامت في المنطقة وفي حوض المتوسط ( كما استعان الموحدون ببعض تلك القبائل الهلالية في حروبهم بالأندلس ) ، وكان لها الأثر الحاسم في تعريب شمال أفريقيا فإليها يعود الفضل في تعريب المغرب العربي تعريبا نهائيا.أما بالنسبة إلى المنطقة الوسطى وما جاورها من الجزائر حيث قبيلة أولاد نايل اليوم فإن أهم القبائل الهلالية التي ذكرها المؤرخون والتي وفدت واستقرت في المنطقة نذكر :
:1- قبائل العمور : الذين سكنوا المنطقة الواقعة ما بين الأوراس وجبل راشد (بما فيها منطقة الجلفة ) والذي سمى باسمهم (جبل العمور اليوم ولاية الأغواط ) بعدما استولوا عليه كليا وعمروه وأزاحوا من فيه من بربر زناته، وكان هؤلاء العمور تابعين لقبائل “الأثيج” كان هذا في القرن الحادي عشر الميلادي، أي تزامنا مع الهجرة الأولى لقبائل بني هلال إلى الغرب
.2- أما قبائل عروة بن زغبة : وهؤلاء حسب ابن خلدون جاؤوا في القرن الثاني عشر الميلادي، أي خلال الهجرات الهلالية الثانية التي عرفها المغرب.وينقسمون إلى فرعين : قبائل النضر بن عروة ، و قبائل حميس بن عروة :
.أ- ومن قبائل حميس ذكر ابن خلدون ( بنو نائل ) ، استقر هؤلاء بالنواحي الشرقية لجبل راشد ( جبل العمور) ( أي في نفس المنطقة لأولاد نايل الحاليين ) وتحالفوا مع اولاد محيا من العمور الذين استوطنوا المكان في القرن الحادي عشر أثناء هجرة بني هلال الأولى
.ب- ومن قبائل النضر بن عروة ، التي تفرعت منهم ومازالت موجودة لحد اليوم بإسمها القديم نذكر : قبيلة السحاري (أكبر قبيلة اليوم في ولاية بسكرة ) و الذين استوطنوا أول أمرهم بأرض المشنتل “وسميت جبال هذه المنطقة باسمهم –جبال السحاري” ما بين الزاب وجبل العمور ثم انتقل جمهورهم في عهد العثمانيين وعمروا الاراضي الممتدة شمال بسكرة ( واحة لوطاية ومدوكل وما جاورهم ) وبقي بعض منهم في مواطنهم القديمة ( جبال السحاري ) .
قال ابن خلدون : “وأما عروة بن زغبة فهم بطنان : النضر بن عروة وحُمَيس بن عروة. وبطون حميس ثلاثة : عبيد الله وفرغ ويقظان. ومن بطون فرغ بنو نايل أحلاف أولاد مِحيا من العمور القاطنين بجبل راشد. وبنو يقظان وعبيد الله أحلاف لسويد يظعنون لظعنهم ويقيمون لإقامتهم، ورياستهم لأولاد عياد من بطن يقضان”. (العبر، ج6، ص.71)
هذا فيما يخص أولاد نايل الهلاليين من حميس من عروة من شعب زغبة الذين عمروا المنطقة
فنسبهم الكامل كما ذكره ودونه ابن خلدون المعاصر لاستقرارهم في منطقة الجلفة هو :
أولاد نائل بن فرع بن حميس بن عروة بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر
من العرب العدنانية بنو عدنان من نسل سيدنا إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام
ومن المؤرخين الفرنسيين الذين أكدوا هذا النسب الخلدوني لاولاد نايل نجد ما دونه مارسال لارنود في كتابه ” سكان المناطق الجنوبية “فقال:
“”من بين القبائل العربية للهضاب العليا ، أكبر تجمع اثني هو ذلك الذي تشكله قبائل أولاد نايل والحميان ، التي تنحدر من سلالة مباشرة من قبائل بني هلال ، فهم أصرح من يمثل تلك الهجرات العربية القديمة ، شجرة نسبهم تربطهم بقبائل زغبة من أوائل القبائل الهلالية “”
أما فيما يخص ، من قال بانتسابهم إلى سيدي محمد ( المدعو نايل ، )
فقال بعضهم أنهم من أولاد سيدي محمد بن عبد الله الخرشفي ، وهو الذي لقب فيما بعد بنايل .فقد ذكر بعض الرواة وبعض المصادر أن سيدي نائل ( اسمه الحقيقي ) : محمد بن عبد الله الخرشفي ، ونائل لقب له وهذا من الألقاب المادحة ، لأنه منقول من اسم فاعل نال ينال فهو نائل.
ويقال أن من أطلق عليه هذا الاسم هو الشيخ أحمد بن يوسف الملياني. عاش سيدي نائل في القرن السادس عشر الميلادي،
وقدم المؤرخ الفرنسي اميل ديرمنقايم تاريخا تقريبيا لحياته، فيرى أنه عاش من سنة 1500 إلى 1594 للميلاد،
ويثبت نسب سيدي نائل الشريف وانتماؤه إلى أهل البيت في عدة مصادر:
- منها كتاب “السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهله بنص الكتاب” للإمام أحمد بن محمد العشماوي ثم المكي الذي يذكر أن من الذرية الكريمة للنبي – صلى الله عليه وسلم-: « بنو جرمون و السقفيون و بنو ميمون و بنو تودغير و بنو جرمة والخرشفيون و السراغنة و المراغدة وبنو حـمزة و القاضيون وبنو قلال … الخ.
- ويتطرق الإمام العشماوي لوالد سيدي نايل فيقول: ( واما سيدي عبد الله بن أحمد الخراشوفـي -رضي الله عنه- فإنه خلف أربعة أولاد ، وهم نايل و السكناوي و أبو الليث و عبد الرحمان )،
- كما يؤكد الامام سي عطية المسعودي -رحمه الله- في شجرة الأنساب، انتهاء نسب سيدي نايل إلى النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم-
- ويرى الامام سي عامر محفوظي – حفظه الله- أن نسب سيدي نايل الشريف مثبت في خزينة الأشراف، و أن ذلك محقق عن وزير الشرف بمدينة فاس وانه من ذريـة علال بن موسى بن عبد السلام بن أحمد بن علال بن عبد السلام بن مشيش، ومن أخوانهم أولاد المجيج الذين هم بمراكش ، وكان سيدي عبد السلام من أهل المائة السابعة للهجرة لأنه توفي سنة 622 هـ الموافق لـ 1228م ، وينتهي نسبه إلى سيدنا ادريس الصغر ابن سيدنا ادريس الأكبر ، دفين مدينة زرهون ومؤسس مملكة الأدارسة بالمغرب القصى.
ونجد مقالا لآرنو في المجلة الافريقية (وهو مترجم عسكري سكن الجلفة في المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر:
أن سيدي نايل ولد بفقيق في حين كان العرب ينسحبون من الأندلس، وكان حاكما في الساقية الحمراء، ويتمتع بتقدير كبير من قبل السلطان حسن آنذاك.وحين اندلعت الحرب بين تونس و المغرب ذهب السلطان حسن على رأس جيش وغزا تونس من الجنوب، لكنه هزم وقتل منذ أول لقاء له مع القبائل التونسية. وقد كان سيدي نايل برفقته.لكن سيدي نائل لم يشأ العودة إلى المغرب بعد هزيمة السلطان، بل ذهب إلى منداس في جيل قبيلة فليته احدى قبائل زغبة الهلالية (في الغرب الجزائري) رفقة بقية أفراد جيشه ثم لحق به اقرباؤه و أصدقاؤه، ولم يحل له الاقامة فيها طويلا، فغادرها إلى الجنوب، إذ توقف في منطقة عين الريش 70 كلم جنوب مدينة بوسعادة، واصبح يتنقل في أرجائها باحثا عن الأماكن الخصبة المناسبة للعيش . لكن الموت فاجأه بضواحي وادي اللحم حيث دفن وخلف أربعة أولاد هم : أحمد و زكري ويحي ومليك ، الذين تفرعت عنهم عروش اولاد نايل الحالية.
الخلاف الكبير الذي وقع :
———————-
فبينما ينسبهم بعض النسابة الى الشرفاء المشيشيين ( الاشراف الادارسة ) ويقولون أن جدهم هو ( سيدي محمد بن عبد الله الخرشفي ) قائلين :
1- أن أولاد نايل الهلاليين الذين عمروا المنطقة قبل قدوم ( سيدي نايل ) انتقلوا فيما بعد من منطقة الجلفة وعادوا الى ليبيا ، وهم اليوم في طرابلس الغرب وهم أنفسهم قبيلة النوايل الحالية المتواجدة في ليبا وتونس .
2- كما أن هناك الكثير من المؤرخين من يثبت إنتساب سيدي محمد المدعوا نايل للأشراف الادارسة
بينما أنكر عليهم مخالفوهم هذا القول ، لعدة أسباب منها :
1- أن أغلب من نسبهم إلى سيدي محمد الخرشفي كانوا من متأخري النسابة، فكان ظهور هذا القول خصوصا خلال الفترة العثمانية
إدعاء النسب في العهد العثماني
2- كما أن أولاد نايل الهلالييين أسبق في المنطقة من أولاد سيدي محمد الخرشفي ( الذي دُعي لاحقا بنايل )
ويستشهدون بأن قبيلة أولاد نايل من فرع حميس من عروة من شعب (قبائل) زغبة الذين ذكرهم قدماء النسابة ، كانوا في المنطقة مع اخوانهم من قبائل عروة بما يزيد عن مائتي سنة قبل قدوم سيدي محمد ( المدعوا نايل ) الذي عاش من سنة 1500 إلى 1594 للميلاد. وهذا الاخير حل بينهم فانتسب الكل للجزء … فهل اختفى أولاد نايل الذين عمروا المنطقة لتحل مكانهم نفس القبيلة بنفس الاسم في نفس المنطقة ؟
3- ومن الأدلة القوية التي تدعمهم : هي أن أغلب القبائل المحيطة بأولاد نايل لحد اليوم هي من قبائل عروة ( اخوة اولاد نايل الهلاليين الذين ذكرهم ابن خلدون ) ، فإلى الشرق منهم نجد اخوتهم من قبيلة السحاري ، وإلى شمالهم أولاد سليمان ( ناحية المدية ) وبني خليفة (ناحية برج بوعريرج ) وقبيلة الشريعة الهلالية التي تسمت عليها جبال الشريعة بالمدية ، وهؤلاء كلهم يشتركون مع أولاد نايل في الجد ( عروة ) ، وللغرب منهم ناحية الأغواط قبائل العمور الذين ذكر ابن خلدون أنهم كانوا جيران ومتحالفين مع قبيلة أولاد نايل من زغبة . وكلها قبائل مازالت محافظة على أساميها ومواقعها القديمة كما هي مذكورة عند إبن خلدون وكل هذا يثبت بأنهم أولاد نايل من قبائل عروة الزغبية الهلالية العدنانية .
يقول ابن خلدون عن موطن أولاد نايل الزغبيين الهلاليين العدنانين بأنهم كانوا شرق أولاد يحى من العمور ( أي في نفس المنطقة لأولاد نايل الحاليين ) ، قال ابن خلدون متحدثا عن قبائل عروة
” وأما عروة بن زغبة فهم بطنان : النضر بن عروة وحميس بن عروة. وبطون حميس ثلاثة :
عبيد الله وفرغ ويقظان. ومن بطون فرغ بنو نائل أحلاف أولاد يحيى من العمور القاطنين بجبل راشد( ولاية الأغواط اليوم المجاورة لولاية الجلفة ) .
وبنو يقظان وعبيد الله أحلاف لسويد يظعنون لظعنهم ويقيمون لإقامتهم، ورياستهم لأولاد عابد من بطن راشد( بني راشد بن عابد بن يقظان مازالوا موجودين اليوم شمال شرق مدينة الشلف ) .
وأما النضر بن عروة فمنتبذون بالقفر ينتجعون في رماله ويصعدون إلى أطراف التلول في إيالة الديالم والعطاف وحصين وتخوم أوطانهم(يقصد ولايات المدية وبرج بوعرريج وعين الدفلى اليوم ) ”
اما اولاد نايل الذين ذكرهم ابن خلدون في الجزائر فرفع نسبهم الى بنو نائل بن فرغ بن خميس بن عروة بن زغبة بن ابي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر .
قبائل عروة
4- ذكر الشيخ العلامة المؤرخ مبارك الميلي في كتابه تاريخ الجزائر القديم و الحديث ووضح على الخارطة التي نقلها في كتابه موقع قبيلة أولاد نايل الهلالية في القرن الثامن الهجري وهوو نفس الموقع الذي تحتله قبيلة أولاد نايل الحالية ،وقال عنهم : : “عروة : هم بطنان حميس والنضر ومن حميس عبيد الله ويقظان وفرغ ومن فرغ أولاد نائل ومن يقظان اولاد عايد ومن بطن النضر أولاد خليفة والجماقنة وشريفة والصحارى وذوو زيان وأولاد سليمان. وأولاد نائل أحلاف لأولاد محيا من العمور وبنو يقظان وعبيد الله أحلاف لسويد يظعنون معهم. والنضر رئاستهم في أولاد خليفة. وهم منتبذون بالقفر ويصعدون الى أطراف مواطن حصين والديالم”. (تاريخ الجزائر في الفديم والحديث، ج2، ص.201)
كما ذكر كل من الشيخ المؤرخ أحمد توفيق المدني وزير الاعلام في اول حكومة بعد الاستقلال في كتابه الجزائر والشيخ الاديب المؤرخ الفقيه عبد الرحمان الجيلالي حفظه الله في كتابه تاريخ الجزائر العام ، أن من قبائل الهلاليين في الجزائر هي قبيلة أولاد نايل بن فرع بن حميس بن عروة بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر من العرب العدنانية ، التي مواطنهم بأراضي الجلفة وما جاورها رفقة بقية بطون عُروة .
وفي سنة 1842 قسمت لجنة علمية مكونة من مجموعة من المؤرخين والباحثين ، أرسلتها سلطات الاحتلال الفرنسي تحت قيادة المؤرخ كاريت لدراسة الوثائق التاريخية لأولاد نايل .. قسمتهم إلى قسمين ( أولاد نايل الشراقة ، و أولاد نايل الغرابة )
قبائل أولاد نايل / قسمة المدية سنة 1842
ـ أولاد نايل الغرابة : رحمان(سكان عين وسارة) ، أولاد مختار الغرابة ، أولاد سيدي أحمد ، أولاد خويني ، أولاد ديا ، أولاد أم هاني ، أولاد سعد بن سالم ، أولاد يحيى بن سالم ، السحاري ، أولاد سيدي عيسى الأدهب.
ـ أولاد نايل الشراقة : 10 قرى و19 قبيلة (عرش كبير) لم تذكرها اللجنة بأسمائها.
أجمعت هذه اللجنة العلمية الفرنسية بعد دراستها للوثائق والمرويات التاريخية التي استقتها من شيوخ أولاد نايل أنفسهم ( سنذكر بعضها في آخر المقال نقلا مباشرة عن كتابات الفرنسيين ) بأن أولاد نايل عرب لا يختلف في ذلك اثنان ، ووضح التصنيف الذي وضعه المؤرخون الفرنسيون بأن أولاد نايل كانوا آنذاك داخلين في حلف كبير مع بعض القبائل العربية الاخرى المجاورة لهم ، وبتتبع نسب تلك القبائل المحالفة لهم نجدها جد قريبة في نسبها لأولاد نايل الذين ذكرهم ابن خلدون ( كلها لها سلف-جد- مشترك مع أولاد نايل حسب ما دونه ابن خلدون عنهم ) ، فمثلا قبيلة رحمان (سكان مدينة عين وسارة ) التي صُنفت من ضمن حلف قبائل أولاد نايل هي في الحقيقة قبيلة رياحية ( من قبائل بنو رياح ) وقبيلة السحاري هم إخوة أولاد نايل من زغبة لدى ابن خلدون ، نفس الشئ بالنسبة لأولاد مختار في المدية وهم من قبيلة حصين من زغبة التي استوطنت جبال المدية في عهد ابن خلدون ، فهذا التصنيف ذكر الحلف القبلي العربي لأولاد نايل الغرابة في ناحية التيطري ( المدية والجلفة ) و من خلاله نرى أن كل القبائل التي كانت منضمة اليه هي ذات قرابة نسبا لأولاد نايل ( تشترك معهم في جد قديم ) ما يثبت صحة ما ذكره ابن خلدون بأن أولاد نايل هم من القبائل الزُغبية العدنانية الإسماعيلية
.أولاد نايل بنو هلال
وكل هؤلاء المؤرخون ( الجزائريون والفرنسيون) اعتمدوا على ما دونه عميد المؤرخين الشيخ ولي الدين ابي زيد عبد الرحمان ابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدا والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر المعروف بـ تاريخ ابن خلدون ، وهو الذي عاصر انتشار القبائل العربية في الجزائر ودون أنسابها الاولى الصحيحة قبل أن تتداخل في بعضها البعض .
فما بين الرأي الذي يريد إثبات شرف القبيلة ونسبها لرجل واحد متأخر ( سيدي محمد الخرشفي ) منكرا من كان قبله في المنطقة ، وما بين الرأي الذي يريد إثبات نسبها لأولاد نايل الهلالين الذين كانوا في المنطقة في زمن ابن خلدون ، منكرا من جاء بعدهم .. نقول أن الصواب و الله أعلم من خلال استقراء تاريخ المنطقة أن قبيلة أولاد نايل فيها الصريح وفيها الدخيل ، فهي قبيلة هلالية عدنانية في تكوينها الأول ، فأولاد نايل الهلاليين الذين ذكرهم ابن خلدون في نفس المنطقة والذين مازالوا فيها لحد اليوم يدفعنا للقول أنهم هم من كون القبيلة في تكوينها الأول وحملت اسمهم، هذا قبل أن يحل بينهم بعد قرنيين الشريف سيدي محمد الخرشفي والذي تغير اسمه فيما بعد وأصبح يُدعى ( سيدي نايل ) على اسم القبيلة التي حل فيها ، فاستقر بينهم وناسبهم وتجمعت حوله القبيلة وكثر نسله وانتسبت إليه القبيلة كانتساب الكل في الجزء وهو أمر واقع قديما في الانساب العربية .
المراجع
1- تاريخ ابن خلدون جزء 03
2- أحد مؤلفات المؤرخ الفرنسي اميل ديرمنقايم
3- السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت للإمام أحمد بن محمد العشماوي
4 – آرنو (مترجم عسكري ) مقال في المجلة الافريقية
5 الامام سي عطية المسعودي – رحمه الله- في شجرة الأنساب
6 – بعض ما كتب الامام سي عامر محفوظي
7- كاريت ، توزيع السكان العرب والبربر على مساحة الجزائر سنة 1842
بحث متكامل ومن يريد الاستزاده فليتفضل
:؛::؛:؛:؛:؛؛":؛:::؛؛؛:؛؛::::؛؛::؛؛؛؛؛::؛؛::::
إن أكبر قبيلة جزائرية على الاطلاق هي #قبيلة #أولاد #نايل- #العَدنانية ،
أجمعت المصادر العربية والفرنسية ، القديمة والحديثة ( كما سنذكرها لاحقا ) بأنها قبيلة عربية ، حيث تحتل هذه القبيلة وسط الجزائر تقريبا فتحتل بطونها العديد من الولايات هي بسكرة المسيلة الجلفة الاغواط كما تنتشر بعض بطونها في كل من المدية سطيف البرج ، وكثير من الساسة والقادة بعد الاستقلال في الجزائر يرجعون الى هذه القبيلة ومنها علماء أجلاء
قبيلة أولاد نايل العربية الجزائر
–الإختلاف حول نسب أولاد نايل ،
هل هم هلاليون أم أشراف ؟ أم أنهم أشراف خالطوا الهلاليين ؟
بالنسبة لنسب اولاد نائل ( أو سيدي نايل ) فقد حصل فيه خلاف كبير بين النسابة حيث ينسبهم البعض الى الشرفاء المشيشيين الاشراف الادارسة بينما نسبهم بعض النسابة الآخرين إلى : قبيلة أولاد نائل الزُغبية الهلالية
قبيلة أولاد نائل الزُغبية :
بنو هلال كانوا عبارة عن مجموعة كبيرة من القبائل التي قطنت (قبل الاسلام ) في المنطقة الممتدة ما بين الطائف ومكة ( الحجاز الجنوبي ) ، ثم لما تكاثروا انتشروا واستولوا (ما بعد الاسلام) على الاراضي الممتدة ما بين المدينة ونجد، كما شاركوا في الفتوحات العربية الإسلامية وذكر المؤرخون بطونهم في العراق كقبيلة بنو قبيضية وهم هلاليون يعودون في نسبهم إلى بنو قبيضة بن مخارق الهلالي وجمع كثير من الصحابة الهلاليين ، الذين شاركوا في فتح العراق واستقروا فيه خصوصا بمنطقة البصرة،
أما باقي القبائل الهلالية فتروي المرويات أنهم كانوا أشداء فخورين بقوتهم وبأسهم ,أثارو الرعب في المنطقة فأحيكت ضدهم بعض الدسائس لترحيلهم ، فاستمالهم الفاطميون في مصر لكسبهم إلى صفهم حنى أنه كان يعطى لكل فرد جمل ودينار إن أراد السفر، وللظروف التي مرت بها شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة من القحط والشدة ، فقد وافق جل الهلالين على العرض ثم هاجرت جل قبائلهم تباعا إلى مصرفي القرون الثالث والرابع الهجري ،
ثم بدؤوا ينتقلون إلى شمال أفريقيا طيلة قرنيين من الزمان توافدت قبائلهم تباعا عليها ( دامت هجرتهم قرابة 200 سنة ) ، وخاصة في مرحلة صراع الفاطميين مع المعز بن باديس في القيروان، وخرج هذا الاخير وأعلن الولاء للعباسيـين .. سنـة 437هـ/1049م وبلغ الخبر الخليفة الفاطمي المستنصر بمصر،فأشار عليه وزيره باصطناع حلفائه قبائل بني هلال وباقي حلفائهم من باقي القبائل العربية وتولية مشايخهم أمر المغرب، انتقاما من المعز ابن باديس لما رآه من فروسيتهم وبطولاتهم الحربية فقرر إستعمالهم كجند للخلافة يعيدون له ملكه الضائع في إفريقية .
ويرى البعض أن ما دفع بني هلال إلى قبول هذه الدعوة ليس كونهم بيادق في رقعة الشطرنج، بل كانت الحالة الاقتصادية التي عاشتها مصر والفتن والصراع الدائر بين الدولة العباسية من جهة والدولة الفاطمية من جهة اخرى فكان هذا الدافع السياسي هو الذي جعلهم يقصدون المغرب تماشيا مع حياة البداوة التي تقتضي الترحال وتغيير المواطن بحثا عن أراضي أخصب وظروف ملائمة للعيش .
وقد دخلت حملات القبائل الهلالية بالتدريج إلى المغرب على شكل موجات بشرية متتابعة طيلت ما يقارب قرنين من الزمن ، ما بين القرنين الحادي عشر الموافق للقرن الخامس الهجري و القرن الثالث عشرالميلادي، الموافق للقرن السابع الهجري.
واستقرت هذه القبائل في عموم شمال أفريقيا (من ليبيا وصولا للمحيط الأطلسى ) ، . كما شاركت هذه القبائل في جل الحروب والفتوحات والصراعات السياسية والعسكرية التي قامت في المنطقة وفي حوض المتوسط ( كما استعان الموحدون ببعض تلك القبائل الهلالية في حروبهم بالأندلس ) ، وكان لها الأثر الحاسم في تعريب شمال أفريقيا فإليها يعود الفضل في تعريب المغرب العربي تعريبا نهائيا.أما بالنسبة إلى المنطقة الوسطى وما جاورها من الجزائر حيث قبيلة أولاد نايل اليوم فإن أهم القبائل الهلالية التي ذكرها المؤرخون والتي وفدت واستقرت في المنطقة نذكر :
:1- قبائل العمور : الذين سكنوا المنطقة الواقعة ما بين الأوراس وجبل راشد (بما فيها منطقة الجلفة ) والذي سمى باسمهم (جبل العمور اليوم ولاية الأغواط ) بعدما استولوا عليه كليا وعمروه وأزاحوا من فيه من بربر زناته، وكان هؤلاء العمور تابعين لقبائل “الأثيج” كان هذا في القرن الحادي عشر الميلادي، أي تزامنا مع الهجرة الأولى لقبائل بني هلال إلى الغرب
.2- أما قبائل عروة بن زغبة : وهؤلاء حسب ابن خلدون جاؤوا في القرن الثاني عشر الميلادي، أي خلال الهجرات الهلالية الثانية التي عرفها المغرب.وينقسمون إلى فرعين : قبائل النضر بن عروة ، و قبائل حميس بن عروة :
.أ- ومن قبائل حميس ذكر ابن خلدون ( بنو نائل ) ، استقر هؤلاء بالنواحي الشرقية لجبل راشد ( جبل العمور) ( أي في نفس المنطقة لأولاد نايل الحاليين ) وتحالفوا مع اولاد محيا من العمور الذين استوطنوا المكان في القرن الحادي عشر أثناء هجرة بني هلال الأولى
.ب- ومن قبائل النضر بن عروة ، التي تفرعت منهم ومازالت موجودة لحد اليوم بإسمها القديم نذكر : قبيلة السحاري (أكبر قبيلة اليوم في ولاية بسكرة ) و الذين استوطنوا أول أمرهم بأرض المشنتل “وسميت جبال هذه المنطقة باسمهم –جبال السحاري” ما بين الزاب وجبل العمور ثم انتقل جمهورهم في عهد العثمانيين وعمروا الاراضي الممتدة شمال بسكرة ( واحة لوطاية ومدوكل وما جاورهم ) وبقي بعض منهم في مواطنهم القديمة ( جبال السحاري ) .
قال ابن خلدون : “وأما عروة بن زغبة فهم بطنان : النضر بن عروة وحُمَيس بن عروة. وبطون حميس ثلاثة : عبيد الله وفرغ ويقظان. ومن بطون فرغ بنو نايل أحلاف أولاد مِحيا من العمور القاطنين بجبل راشد. وبنو يقظان وعبيد الله أحلاف لسويد يظعنون لظعنهم ويقيمون لإقامتهم، ورياستهم لأولاد عياد من بطن يقضان”. (العبر، ج6، ص.71)
هذا فيما يخص أولاد نايل الهلاليين من حميس من عروة من شعب زغبة الذين عمروا المنطقة
فنسبهم الكامل كما ذكره ودونه ابن خلدون المعاصر لاستقرارهم في منطقة الجلفة هو :
أولاد نائل بن فرع بن حميس بن عروة بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر
من العرب العدنانية بنو عدنان من نسل سيدنا إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام
ومن المؤرخين الفرنسيين الذين أكدوا هذا النسب الخلدوني لاولاد نايل نجد ما دونه مارسال لارنود في كتابه ” سكان المناطق الجنوبية “فقال:
“”من بين القبائل العربية للهضاب العليا ، أكبر تجمع اثني هو ذلك الذي تشكله قبائل أولاد نايل والحميان ، التي تنحدر من سلالة مباشرة من قبائل بني هلال ، فهم أصرح من يمثل تلك الهجرات العربية القديمة ، شجرة نسبهم تربطهم بقبائل زغبة من أوائل القبائل الهلالية “”
أما فيما يخص ، من قال بانتسابهم إلى سيدي محمد ( المدعو نايل ، )
فقال بعضهم أنهم من أولاد سيدي محمد بن عبد الله الخرشفي ، وهو الذي لقب فيما بعد بنايل .فقد ذكر بعض الرواة وبعض المصادر أن سيدي نائل ( اسمه الحقيقي ) : محمد بن عبد الله الخرشفي ، ونائل لقب له وهذا من الألقاب المادحة ، لأنه منقول من اسم فاعل نال ينال فهو نائل.
ويقال أن من أطلق عليه هذا الاسم هو الشيخ أحمد بن يوسف الملياني. عاش سيدي نائل في القرن السادس عشر الميلادي،
وقدم المؤرخ الفرنسي اميل ديرمنقايم تاريخا تقريبيا لحياته، فيرى أنه عاش من سنة 1500 إلى 1594 للميلاد،
ويثبت نسب سيدي نائل الشريف وانتماؤه إلى أهل البيت في عدة مصادر:
- منها كتاب “السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهله بنص الكتاب” للإمام أحمد بن محمد العشماوي ثم المكي الذي يذكر أن من الذرية الكريمة للنبي – صلى الله عليه وسلم-: « بنو جرمون و السقفيون و بنو ميمون و بنو تودغير و بنو جرمة والخرشفيون و السراغنة و المراغدة وبنو حـمزة و القاضيون وبنو قلال … الخ.
- ويتطرق الإمام العشماوي لوالد سيدي نايل فيقول: ( واما سيدي عبد الله بن أحمد الخراشوفـي -رضي الله عنه- فإنه خلف أربعة أولاد ، وهم نايل و السكناوي و أبو الليث و عبد الرحمان )،
- كما يؤكد الامام سي عطية المسعودي -رحمه الله- في شجرة الأنساب، انتهاء نسب سيدي نايل إلى النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم-
- ويرى الامام سي عامر محفوظي – حفظه الله- أن نسب سيدي نايل الشريف مثبت في خزينة الأشراف، و أن ذلك محقق عن وزير الشرف بمدينة فاس وانه من ذريـة علال بن موسى بن عبد السلام بن أحمد بن علال بن عبد السلام بن مشيش، ومن أخوانهم أولاد المجيج الذين هم بمراكش ، وكان سيدي عبد السلام من أهل المائة السابعة للهجرة لأنه توفي سنة 622 هـ الموافق لـ 1228م ، وينتهي نسبه إلى سيدنا ادريس الصغر ابن سيدنا ادريس الأكبر ، دفين مدينة زرهون ومؤسس مملكة الأدارسة بالمغرب القصى.
ونجد مقالا لآرنو في المجلة الافريقية (وهو مترجم عسكري سكن الجلفة في المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر:
أن سيدي نايل ولد بفقيق في حين كان العرب ينسحبون من الأندلس، وكان حاكما في الساقية الحمراء، ويتمتع بتقدير كبير من قبل السلطان حسن آنذاك.وحين اندلعت الحرب بين تونس و المغرب ذهب السلطان حسن على رأس جيش وغزا تونس من الجنوب، لكنه هزم وقتل منذ أول لقاء له مع القبائل التونسية. وقد كان سيدي نايل برفقته.لكن سيدي نائل لم يشأ العودة إلى المغرب بعد هزيمة السلطان، بل ذهب إلى منداس في جيل قبيلة فليته احدى قبائل زغبة الهلالية (في الغرب الجزائري) رفقة بقية أفراد جيشه ثم لحق به اقرباؤه و أصدقاؤه، ولم يحل له الاقامة فيها طويلا، فغادرها إلى الجنوب، إذ توقف في منطقة عين الريش 70 كلم جنوب مدينة بوسعادة، واصبح يتنقل في أرجائها باحثا عن الأماكن الخصبة المناسبة للعيش . لكن الموت فاجأه بضواحي وادي اللحم حيث دفن وخلف أربعة أولاد هم : أحمد و زكري ويحي ومليك ، الذين تفرعت عنهم عروش اولاد نايل الحالية.
الخلاف الكبير الذي وقع :
———————-
فبينما ينسبهم بعض النسابة الى الشرفاء المشيشيين ( الاشراف الادارسة ) ويقولون أن جدهم هو ( سيدي محمد بن عبد الله الخرشفي ) قائلين :
1- أن أولاد نايل الهلاليين الذين عمروا المنطقة قبل قدوم ( سيدي نايل ) انتقلوا فيما بعد من منطقة الجلفة وعادوا الى ليبيا ، وهم اليوم في طرابلس الغرب وهم أنفسهم قبيلة النوايل الحالية المتواجدة في ليبا وتونس .
2- كما أن هناك الكثير من المؤرخين من يثبت إنتساب سيدي محمد المدعوا نايل للأشراف الادارسة
بينما أنكر عليهم مخالفوهم هذا القول ، لعدة أسباب منها :
1- أن أغلب من نسبهم إلى سيدي محمد الخرشفي كانوا من متأخري النسابة، فكان ظهور هذا القول خصوصا خلال الفترة العثمانية
إدعاء النسب في العهد العثماني
2- كما أن أولاد نايل الهلالييين أسبق في المنطقة من أولاد سيدي محمد الخرشفي ( الذي دُعي لاحقا بنايل )
ويستشهدون بأن قبيلة أولاد نايل من فرع حميس من عروة من شعب (قبائل) زغبة الذين ذكرهم قدماء النسابة ، كانوا في المنطقة مع اخوانهم من قبائل عروة بما يزيد عن مائتي سنة قبل قدوم سيدي محمد ( المدعوا نايل ) الذي عاش من سنة 1500 إلى 1594 للميلاد. وهذا الاخير حل بينهم فانتسب الكل للجزء … فهل اختفى أولاد نايل الذين عمروا المنطقة لتحل مكانهم نفس القبيلة بنفس الاسم في نفس المنطقة ؟
3- ومن الأدلة القوية التي تدعمهم : هي أن أغلب القبائل المحيطة بأولاد نايل لحد اليوم هي من قبائل عروة ( اخوة اولاد نايل الهلاليين الذين ذكرهم ابن خلدون ) ، فإلى الشرق منهم نجد اخوتهم من قبيلة السحاري ، وإلى شمالهم أولاد سليمان ( ناحية المدية ) وبني خليفة (ناحية برج بوعريرج ) وقبيلة الشريعة الهلالية التي تسمت عليها جبال الشريعة بالمدية ، وهؤلاء كلهم يشتركون مع أولاد نايل في الجد ( عروة ) ، وللغرب منهم ناحية الأغواط قبائل العمور الذين ذكر ابن خلدون أنهم كانوا جيران ومتحالفين مع قبيلة أولاد نايل من زغبة . وكلها قبائل مازالت محافظة على أساميها ومواقعها القديمة كما هي مذكورة عند إبن خلدون وكل هذا يثبت بأنهم أولاد نايل من قبائل عروة الزغبية الهلالية العدنانية .
يقول ابن خلدون عن موطن أولاد نايل الزغبيين الهلاليين العدنانين بأنهم كانوا شرق أولاد يحى من العمور ( أي في نفس المنطقة لأولاد نايل الحاليين ) ، قال ابن خلدون متحدثا عن قبائل عروة
” وأما عروة بن زغبة فهم بطنان : النضر بن عروة وحميس بن عروة. وبطون حميس ثلاثة :
عبيد الله وفرغ ويقظان. ومن بطون فرغ بنو نائل أحلاف أولاد يحيى من العمور القاطنين بجبل راشد( ولاية الأغواط اليوم المجاورة لولاية الجلفة ) .
وبنو يقظان وعبيد الله أحلاف لسويد يظعنون لظعنهم ويقيمون لإقامتهم، ورياستهم لأولاد عابد من بطن راشد( بني راشد بن عابد بن يقظان مازالوا موجودين اليوم شمال شرق مدينة الشلف ) .
وأما النضر بن عروة فمنتبذون بالقفر ينتجعون في رماله ويصعدون إلى أطراف التلول في إيالة الديالم والعطاف وحصين وتخوم أوطانهم(يقصد ولايات المدية وبرج بوعرريج وعين الدفلى اليوم ) ”
اما اولاد نايل الذين ذكرهم ابن خلدون في الجزائر فرفع نسبهم الى بنو نائل بن فرغ بن خميس بن عروة بن زغبة بن ابي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر .
قبائل عروة
4- ذكر الشيخ العلامة المؤرخ مبارك الميلي في كتابه تاريخ الجزائر القديم و الحديث ووضح على الخارطة التي نقلها في كتابه موقع قبيلة أولاد نايل الهلالية في القرن الثامن الهجري وهوو نفس الموقع الذي تحتله قبيلة أولاد نايل الحالية ،وقال عنهم : : “عروة : هم بطنان حميس والنضر ومن حميس عبيد الله ويقظان وفرغ ومن فرغ أولاد نائل ومن يقظان اولاد عايد ومن بطن النضر أولاد خليفة والجماقنة وشريفة والصحارى وذوو زيان وأولاد سليمان. وأولاد نائل أحلاف لأولاد محيا من العمور وبنو يقظان وعبيد الله أحلاف لسويد يظعنون معهم. والنضر رئاستهم في أولاد خليفة. وهم منتبذون بالقفر ويصعدون الى أطراف مواطن حصين والديالم”. (تاريخ الجزائر في الفديم والحديث، ج2، ص.201)
كما ذكر كل من الشيخ المؤرخ أحمد توفيق المدني وزير الاعلام في اول حكومة بعد الاستقلال في كتابه الجزائر والشيخ الاديب المؤرخ الفقيه عبد الرحمان الجيلالي حفظه الله في كتابه تاريخ الجزائر العام ، أن من قبائل الهلاليين في الجزائر هي قبيلة أولاد نايل بن فرع بن حميس بن عروة بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر من العرب العدنانية ، التي مواطنهم بأراضي الجلفة وما جاورها رفقة بقية بطون عُروة .
وفي سنة 1842 قسمت لجنة علمية مكونة من مجموعة من المؤرخين والباحثين ، أرسلتها سلطات الاحتلال الفرنسي تحت قيادة المؤرخ كاريت لدراسة الوثائق التاريخية لأولاد نايل .. قسمتهم إلى قسمين ( أولاد نايل الشراقة ، و أولاد نايل الغرابة )
قبائل أولاد نايل / قسمة المدية سنة 1842
ـ أولاد نايل الغرابة : رحمان(سكان عين وسارة) ، أولاد مختار الغرابة ، أولاد سيدي أحمد ، أولاد خويني ، أولاد ديا ، أولاد أم هاني ، أولاد سعد بن سالم ، أولاد يحيى بن سالم ، السحاري ، أولاد سيدي عيسى الأدهب.
ـ أولاد نايل الشراقة : 10 قرى و19 قبيلة (عرش كبير) لم تذكرها اللجنة بأسمائها.
أجمعت هذه اللجنة العلمية الفرنسية بعد دراستها للوثائق والمرويات التاريخية التي استقتها من شيوخ أولاد نايل أنفسهم ( سنذكر بعضها في آخر المقال نقلا مباشرة عن كتابات الفرنسيين ) بأن أولاد نايل عرب لا يختلف في ذلك اثنان ، ووضح التصنيف الذي وضعه المؤرخون الفرنسيون بأن أولاد نايل كانوا آنذاك داخلين في حلف كبير مع بعض القبائل العربية الاخرى المجاورة لهم ، وبتتبع نسب تلك القبائل المحالفة لهم نجدها جد قريبة في نسبها لأولاد نايل الذين ذكرهم ابن خلدون ( كلها لها سلف-جد- مشترك مع أولاد نايل حسب ما دونه ابن خلدون عنهم ) ، فمثلا قبيلة رحمان (سكان مدينة عين وسارة ) التي صُنفت من ضمن حلف قبائل أولاد نايل هي في الحقيقة قبيلة رياحية ( من قبائل بنو رياح ) وقبيلة السحاري هم إخوة أولاد نايل من زغبة لدى ابن خلدون ، نفس الشئ بالنسبة لأولاد مختار في المدية وهم من قبيلة حصين من زغبة التي استوطنت جبال المدية في عهد ابن خلدون ، فهذا التصنيف ذكر الحلف القبلي العربي لأولاد نايل الغرابة في ناحية التيطري ( المدية والجلفة ) و من خلاله نرى أن كل القبائل التي كانت منضمة اليه هي ذات قرابة نسبا لأولاد نايل ( تشترك معهم في جد قديم ) ما يثبت صحة ما ذكره ابن خلدون بأن أولاد نايل هم من القبائل الزُغبية العدنانية الإسماعيلية
.أولاد نايل بنو هلال
وكل هؤلاء المؤرخون ( الجزائريون والفرنسيون) اعتمدوا على ما دونه عميد المؤرخين الشيخ ولي الدين ابي زيد عبد الرحمان ابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدا والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر المعروف بـ تاريخ ابن خلدون ، وهو الذي عاصر انتشار القبائل العربية في الجزائر ودون أنسابها الاولى الصحيحة قبل أن تتداخل في بعضها البعض .
فما بين الرأي الذي يريد إثبات شرف القبيلة ونسبها لرجل واحد متأخر ( سيدي محمد الخرشفي ) منكرا من كان قبله في المنطقة ، وما بين الرأي الذي يريد إثبات نسبها لأولاد نايل الهلالين الذين كانوا في المنطقة في زمن ابن خلدون ، منكرا من جاء بعدهم .. نقول أن الصواب و الله أعلم من خلال استقراء تاريخ المنطقة أن قبيلة أولاد نايل فيها الصريح وفيها الدخيل ، فهي قبيلة هلالية عدنانية في تكوينها الأول ، فأولاد نايل الهلاليين الذين ذكرهم ابن خلدون في نفس المنطقة والذين مازالوا فيها لحد اليوم يدفعنا للقول أنهم هم من كون القبيلة في تكوينها الأول وحملت اسمهم، هذا قبل أن يحل بينهم بعد قرنيين الشريف سيدي محمد الخرشفي والذي تغير اسمه فيما بعد وأصبح يُدعى ( سيدي نايل ) على اسم القبيلة التي حل فيها ، فاستقر بينهم وناسبهم وتجمعت حوله القبيلة وكثر نسله وانتسبت إليه القبيلة كانتساب الكل في الجزء وهو أمر واقع قديما في الانساب العربية .
المراجع
1- تاريخ ابن خلدون جزء 03
2- أحد مؤلفات المؤرخ الفرنسي اميل ديرمنقايم
3- السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت للإمام أحمد بن محمد العشماوي
4 – آرنو (مترجم عسكري ) مقال في المجلة الافريقية
5 الامام سي عطية المسعودي – رحمه الله- في شجرة الأنساب
6 – بعض ما كتب الامام سي عامر محفوظي
7- كاريت ، توزيع السكان العرب والبربر على مساحة الجزائر سنة 1842