عبدالله التل واليهود ... واستكمالاً لما سبق :-
في ٩ يوليو تجددت المعارك وركز الاسرائيليون جهدهم لغزو اكبر مدينتين عربيتين هما اللد والرملة واطلق على هذه العملية اسم داني والهدف من ذلك هو القضاء على التهديد العربي ضد تل ابيب وتخفيف ضغط الجيش العربي في القدس ومن جملة ما خطط له الاسرائيليون احتلال اللطرون حتى يتسنى لهم فتح طريق تل ابيب _ القدس ومن ثم الاندفاع الى رام الله التي كان يتمركز فيها مقر قيادة الفرقة الاولى للجيش العربي .. وبالفعل وخلال ثلاثة ايام من ١٢ - ١٣ يوليو تمكنت قوات الدفاع الاسرائيلية من احتلال اللد والرملة دون اي مقاومة عربية وان سرية الحامية الخامسة التابعة للجيش العربي المتمركزة في مركز الشرطة بين اللد والرملة انسحبت ليلة ١١-١٢ يوليو بدون اي قتال ونتج عن هذه العملية احتلال المدينتين واعتبرت هذه العملية اكبر نجاح حققته اسرائيل خلال الحرب ..
عبدالله التل وصف الغزو السريع للمدينتين ( بمصيبة او كارثة اللد والرمله ) كما اشعل انسحاب الجيش منها مزيداً من الغضب بين العرب والفلسطينيين الذين وجهوا اللوم للضباط البريطانيين في الجيش العربي لتخليهم عن المدينتين وتآمرهم مع اليهود.. وكرر عبدالله التل تصريحاته بالقول " التخلي عن اللد والرملة لليهود يعتبر اكبر مصيبة تحدث في فلسطين لأن العملية تمت من خلال الجيش العربي " وتابع بالقول ان الجيش تصرف هكذا لأن المدينتين تحويان اكبر تجمع من الفلسطينيين التابعين للمفتي امين الحسيني والذي كان معارضاً لطموحات الملك عبدالله السياسية بضم المقاطعات العربية الى الاردن ، ولهذا السبب فضل الجيش العربي التخلي عن المنطقة لمنع المعارضين الفلسطينيين من التصدي للنظام الهاشمي .
كلوب باشا رفض اتهامات التل وادعى ان التخلي عن المدينتين كان لاعتبارات عسكرية وانه اي كلوب باشا كان قد اخبر رئيس الوزراء الاردني توفيق ابو الهدى وقبل اندلاع الحرب انه لن يتمكن من الاحتفاظ بالمدينتين بالاضافة لاحتفاظه بمنطقة اللطرون بسبب عدم الكفاية بالجنود في الجيش العربي .
قرار كلوب كان واضحاً حيث فضل تركيز قواته في منطقة اللطرون وعدم توزيع القوات في مناطق متعدده مما سيسمح لقوات الدفاع الاسرائيلية باحتلال كل منطقة على حده ومن ثم اقتحام قواتهم للقدس . عبدالله التل إدعى ان قوات المفتي امين الحسيني كانت تتوفر لديهم نية المقاومة .. تقارير استخباراتية اسرائيلية اكدت ان اللد والرملة كان يتواجد بها نسبة عالية من اتباع امين الحسيني الذين وقفوا بحانب مؤيدي الجيش المصري لمنع تثبيت حكم الهاشميين في المنطقة وكان نفوذهم قوي جداً بين السكان المحليين حتى ان السكان انفسهم طالبوا الحكومة الاردنية بإجلاء قوات الجيش العربي من المنطقة ويضيف المؤلف ( انه وحتى لو لم يكن هناك مؤامرة بين الاردن واسرائيل كما ادعى التل فمن الواضح انه كان يوجد توجهات اردنية ليأخذ الإسرائيليون المدينتين وهذا يفسر انسحاب الجيش من المنطقة بدون قتال حتى يتم منع ضمهم الى الاردن مع باقي المناطق المفترض ضمها )
استمرت المعارك شمال القدس في حي الشيخ جراح مع نهاية الهدنة الاولى وحتى بداية الهدنة الثانية وكان هدف الكتيبة الثالثة في الجيش العربي والتي كانت بقيادة الإنجليزي وليم نيومان احتلال حي مشيرم للسيطرة على طريق المواصلات الرئيسي الى رام الله وجبل المكبر والذي كان لا يزال تحت سيطرة قوة الدفاع الاسرائيلية .
وفي ١٦ يوليو ١٩٤٨ وقعت واحدة من اهم المعارك حيث تمكن الجيش العربي من احتلال عدد من البنايات اليهودية في المنطقة بقيادة عبدالله التل وحاول التل بمساعدة من الضباط العرب من الكتيبة الثالثة اجبار القائد البريطاني لإحتلال مناطق اكثر اهمية في المنطقة .
كان هجوم الجيش العربي على مشيرم قد سبق نوايا قوة الدفاع الإسرائيلية بالهجوم على حي الشيخ جراح والمناطق المجاوره لجبل المكبر .. بتاريخ ١٦ يوليو صدرت الاوامر عن رئيس العمليات الفرعية ايغال يادين قائد لواء ايتزوني وقائد القوات الاسرائيلية في القدس باحتلال حي الشيخ جراح .
وفي ١٧ يوليو وبيوم واحد قبل الهدنة الثانية وبالتعاون مع قوات الارغون صدر امر الهجوم على البلدة القديمة من خلال بوابة صهيون والبوابة الجديدة إلا ان هذا الهجوم باء بالفشل الذريع ..وبحدود الساعة الخامسة والنصف صباحاً قررت قوات الدفاع الإسرائيلية الإنسحاب بعد ان شكل التل مقاومة عنيفة .
ضاعف التل جهوده ليمتد تحكمه في البلدة القديمة ولفتح مناطق في البلدة الجديدة والتي كانت بأيدي اليهود ولم ينكر التل ابداً نواياه في احتلال كل المدينة القديمة والجديدة وقرر ان افضل وسيلة لتحقيق ذلك هو الحصار والذي من المفترض ان يحقق له النصر خلال عشرة ايام استناداً الى تقارير استخباراتية مفادها ان اليهود دخلوا في حالة يأس بسبب الضغط الشديد عليهم من الجيش العربي" خطر الموت او الإستسلام لأكثر من ١٠٠٠٠٠ يهودي كان متوقعاً "
خطة التل لفتح المدينة وجدت ملائمة بالتوقيت مع الحاكم العسكري للقدس الشرقية احمد حلمي والذي كان قد اقترح في وقت مبكر ان الحكومة الاردنية يجب ان تزيد الضغط على اليهود حتى يتم اخراجهم من القدس وان يحل محلهم اللاجئون الفلسطينيون كسكان في المدينة الجديدة إلا ان الحكومة الاردنية رفضت هذا العرض ..
مع تجدد المعركة في ٩ يوليو كافح سكرتير الامم المتحدة من اجل هدنة ثانية وبتاريخ ١٨ يونيو بدأت الهدنة الثانية وفي ٢١ يونيو وقع الطرفان الاردني برئاسة التل والاسرائيلي برئاسة شالتيل على خريطة الهدنة في منطقة القدس والتى كانت تتوافق مع الهدنة الاولى وفي ٢٣ يونيو عين موشيه دايان محل شالتيل كقائد عسكري للقدس ...
كان لدى الملك عبدالله غايات عدة لإنهاء المعركة منها الحصول على الدعم المادي الذي جمدته بريطانيا وكذلك البدء بضم المقاطعات التي احتلها الجيش العربي ولذلك امر بإحترام الهدنة خوفاً من ان اي إطلاق نار بين الطرفين ستجعله يخسر المقاطعات التي احتلها الجيش العربي .. كان إعلان الهدنة الثانية يعني نهاية الحرب في المقاطعات الاردنية مما سمح لقوات الدفاع الإسرائيلية بنقل قواتها الى مقاطعات اخرى حيث لا تزال الحرب مستمرة وبالتحديد في الشمال ضد جيش الإنقاذ العربي وفي الجنوب ضد الجيش المصري ..
للموضوع بقية
المرجع/ عبدالله التل ضابط في الجيش العربي / تأليف رونين اسحق.
في ٩ يوليو تجددت المعارك وركز الاسرائيليون جهدهم لغزو اكبر مدينتين عربيتين هما اللد والرملة واطلق على هذه العملية اسم داني والهدف من ذلك هو القضاء على التهديد العربي ضد تل ابيب وتخفيف ضغط الجيش العربي في القدس ومن جملة ما خطط له الاسرائيليون احتلال اللطرون حتى يتسنى لهم فتح طريق تل ابيب _ القدس ومن ثم الاندفاع الى رام الله التي كان يتمركز فيها مقر قيادة الفرقة الاولى للجيش العربي .. وبالفعل وخلال ثلاثة ايام من ١٢ - ١٣ يوليو تمكنت قوات الدفاع الاسرائيلية من احتلال اللد والرملة دون اي مقاومة عربية وان سرية الحامية الخامسة التابعة للجيش العربي المتمركزة في مركز الشرطة بين اللد والرملة انسحبت ليلة ١١-١٢ يوليو بدون اي قتال ونتج عن هذه العملية احتلال المدينتين واعتبرت هذه العملية اكبر نجاح حققته اسرائيل خلال الحرب ..
عبدالله التل وصف الغزو السريع للمدينتين ( بمصيبة او كارثة اللد والرمله ) كما اشعل انسحاب الجيش منها مزيداً من الغضب بين العرب والفلسطينيين الذين وجهوا اللوم للضباط البريطانيين في الجيش العربي لتخليهم عن المدينتين وتآمرهم مع اليهود.. وكرر عبدالله التل تصريحاته بالقول " التخلي عن اللد والرملة لليهود يعتبر اكبر مصيبة تحدث في فلسطين لأن العملية تمت من خلال الجيش العربي " وتابع بالقول ان الجيش تصرف هكذا لأن المدينتين تحويان اكبر تجمع من الفلسطينيين التابعين للمفتي امين الحسيني والذي كان معارضاً لطموحات الملك عبدالله السياسية بضم المقاطعات العربية الى الاردن ، ولهذا السبب فضل الجيش العربي التخلي عن المنطقة لمنع المعارضين الفلسطينيين من التصدي للنظام الهاشمي .
كلوب باشا رفض اتهامات التل وادعى ان التخلي عن المدينتين كان لاعتبارات عسكرية وانه اي كلوب باشا كان قد اخبر رئيس الوزراء الاردني توفيق ابو الهدى وقبل اندلاع الحرب انه لن يتمكن من الاحتفاظ بالمدينتين بالاضافة لاحتفاظه بمنطقة اللطرون بسبب عدم الكفاية بالجنود في الجيش العربي .
قرار كلوب كان واضحاً حيث فضل تركيز قواته في منطقة اللطرون وعدم توزيع القوات في مناطق متعدده مما سيسمح لقوات الدفاع الاسرائيلية باحتلال كل منطقة على حده ومن ثم اقتحام قواتهم للقدس . عبدالله التل إدعى ان قوات المفتي امين الحسيني كانت تتوفر لديهم نية المقاومة .. تقارير استخباراتية اسرائيلية اكدت ان اللد والرملة كان يتواجد بها نسبة عالية من اتباع امين الحسيني الذين وقفوا بحانب مؤيدي الجيش المصري لمنع تثبيت حكم الهاشميين في المنطقة وكان نفوذهم قوي جداً بين السكان المحليين حتى ان السكان انفسهم طالبوا الحكومة الاردنية بإجلاء قوات الجيش العربي من المنطقة ويضيف المؤلف ( انه وحتى لو لم يكن هناك مؤامرة بين الاردن واسرائيل كما ادعى التل فمن الواضح انه كان يوجد توجهات اردنية ليأخذ الإسرائيليون المدينتين وهذا يفسر انسحاب الجيش من المنطقة بدون قتال حتى يتم منع ضمهم الى الاردن مع باقي المناطق المفترض ضمها )
استمرت المعارك شمال القدس في حي الشيخ جراح مع نهاية الهدنة الاولى وحتى بداية الهدنة الثانية وكان هدف الكتيبة الثالثة في الجيش العربي والتي كانت بقيادة الإنجليزي وليم نيومان احتلال حي مشيرم للسيطرة على طريق المواصلات الرئيسي الى رام الله وجبل المكبر والذي كان لا يزال تحت سيطرة قوة الدفاع الاسرائيلية .
وفي ١٦ يوليو ١٩٤٨ وقعت واحدة من اهم المعارك حيث تمكن الجيش العربي من احتلال عدد من البنايات اليهودية في المنطقة بقيادة عبدالله التل وحاول التل بمساعدة من الضباط العرب من الكتيبة الثالثة اجبار القائد البريطاني لإحتلال مناطق اكثر اهمية في المنطقة .
كان هجوم الجيش العربي على مشيرم قد سبق نوايا قوة الدفاع الإسرائيلية بالهجوم على حي الشيخ جراح والمناطق المجاوره لجبل المكبر .. بتاريخ ١٦ يوليو صدرت الاوامر عن رئيس العمليات الفرعية ايغال يادين قائد لواء ايتزوني وقائد القوات الاسرائيلية في القدس باحتلال حي الشيخ جراح .
وفي ١٧ يوليو وبيوم واحد قبل الهدنة الثانية وبالتعاون مع قوات الارغون صدر امر الهجوم على البلدة القديمة من خلال بوابة صهيون والبوابة الجديدة إلا ان هذا الهجوم باء بالفشل الذريع ..وبحدود الساعة الخامسة والنصف صباحاً قررت قوات الدفاع الإسرائيلية الإنسحاب بعد ان شكل التل مقاومة عنيفة .
ضاعف التل جهوده ليمتد تحكمه في البلدة القديمة ولفتح مناطق في البلدة الجديدة والتي كانت بأيدي اليهود ولم ينكر التل ابداً نواياه في احتلال كل المدينة القديمة والجديدة وقرر ان افضل وسيلة لتحقيق ذلك هو الحصار والذي من المفترض ان يحقق له النصر خلال عشرة ايام استناداً الى تقارير استخباراتية مفادها ان اليهود دخلوا في حالة يأس بسبب الضغط الشديد عليهم من الجيش العربي" خطر الموت او الإستسلام لأكثر من ١٠٠٠٠٠ يهودي كان متوقعاً "
خطة التل لفتح المدينة وجدت ملائمة بالتوقيت مع الحاكم العسكري للقدس الشرقية احمد حلمي والذي كان قد اقترح في وقت مبكر ان الحكومة الاردنية يجب ان تزيد الضغط على اليهود حتى يتم اخراجهم من القدس وان يحل محلهم اللاجئون الفلسطينيون كسكان في المدينة الجديدة إلا ان الحكومة الاردنية رفضت هذا العرض ..
مع تجدد المعركة في ٩ يوليو كافح سكرتير الامم المتحدة من اجل هدنة ثانية وبتاريخ ١٨ يونيو بدأت الهدنة الثانية وفي ٢١ يونيو وقع الطرفان الاردني برئاسة التل والاسرائيلي برئاسة شالتيل على خريطة الهدنة في منطقة القدس والتى كانت تتوافق مع الهدنة الاولى وفي ٢٣ يونيو عين موشيه دايان محل شالتيل كقائد عسكري للقدس ...
كان لدى الملك عبدالله غايات عدة لإنهاء المعركة منها الحصول على الدعم المادي الذي جمدته بريطانيا وكذلك البدء بضم المقاطعات التي احتلها الجيش العربي ولذلك امر بإحترام الهدنة خوفاً من ان اي إطلاق نار بين الطرفين ستجعله يخسر المقاطعات التي احتلها الجيش العربي .. كان إعلان الهدنة الثانية يعني نهاية الحرب في المقاطعات الاردنية مما سمح لقوات الدفاع الإسرائيلية بنقل قواتها الى مقاطعات اخرى حيث لا تزال الحرب مستمرة وبالتحديد في الشمال ضد جيش الإنقاذ العربي وفي الجنوب ضد الجيش المصري ..
للموضوع بقية
المرجع/ عبدالله التل ضابط في الجيش العربي / تأليف رونين اسحق.