255وثيقة نادرة تروى سيرة شيخ العرب
٦/ ٩/ ٢٠١٠
«جرد» أو وثيقة توضح شجرة عائلة همام
رغم مرور أكثر من ٢٤٠ عاماً على دخول المماليك فرشوط عاصمة الصعيد فى عهد شيخ العرب همام، وتخريبها ونهبها وهدم قصورها وبيوتها واستيلائهم على ممتلكات شيخ العرب، إلا أن قدراً معلوماً من الوثائق التاريخية المختومة بخاتم همام أو التى كتبت بخط يده، بالإضافة إلى خاتمه الخاص، قدر لها أن تبقى لدى الأبناء توارثوها جيلاً بعد جيل، حافظوا عليها وكانت بالنسبة لهم منبع فخر وشاهد على عراقة أصولهم ومجد أجدادهم الذين حكموا الصعيد وتحدوا المماليك وكونوا أول حكم ذاتى.
«المصرى اليوم» قامت برحلة بحث فى محافظتى الأقصر وقنا حصلت على صورة الوثائق النادرة سواء من أحفاد همام أو من غيرهم من أهل الصعيد الذين يمتلكون بعض منها.
قال محمد عمر على عمر درويش همام بن يوسف حفيد شيخ العرب إنه يمتلك نحو ٢٥٥ وثيقة تاريخية نادرة عن فترة حكم شيخ العرب همام للصعيد، ورثها عن أبيه عمر الذى ورثها عن جدى على وجده على ورثها عن جدى عمر ابن درويش الابن البكر لشيخ العرب همام، ونظراً لأهمية هذه الوثائق فقد وضعتها فى خزانة أحد البنوك لحمايتها، رغم أن هذا شىء مكلف، لكن قيمة هذه الوثائق بالنسبة لنا لا تقدر بثمن، خاصة أنها تثبت نسبنا وتاريخنا، فهى أهم من المال والأرض وقيمتها تساوى قيمة العرض، لذلك قمنا بتصوير هذه الوثائق وتوزيعها على الأحفاد والأولاد.
وتأتى وثيقة التحالف التى أبرمها شيخ العرب همام مع ٢٦ قبيلة فى الصعيد، بالإضافة إلى قبائل الصعيد الأعلى لتكوين تحالف ضد المماليك عام ١١٥٩ هجرية كواحدة من أهم الوثائق، نظراً لأنها توضح أن التاريخ والأمجاد التى تحققت فى تلك الفترة من الصعب بل من المستحيل ردها إلى الأسرة الهمامية وحدها أو لقبيلة بعينها كقبيلة هوارة، لكن هو تاريخ شاركت فى صناعته جميع القبائل الصعيدية بدماء وأرواح أبنائها، لذا فهو ليس حكراً يفتخر به المنتهى نسبهم إلى همام، كما أن هذه الوثيقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الصراع القبلى وعدم قبول الأخر الذى اشتد على مدار العقود الخمسة الماضية لم يكن موجوداً فى عهد همام، وأن فترة حكمه لم تكن على الإطلاق سببا فى هذا الفكر.
ونصت الوثيقة على أن جميع الموقعين عليها أشهدوا على أنفسهم الجميع، وهم بحال الصحة والسلامة والطواعية والاختيار من غير إكراه لهم فى ذلك ولا إجبار، بصحة بحور الأشهاد عليهم فيها شرعا، أن يكون الجميع على حالة واحدة وعلى يد واحدة وقلب رجل واحد، إذا حصل لأحد منهم حدوث باطل يكون الجميع معه واخدين بيده على إزالة الباطل وإظهار الحق، وكل من حصل منه خلاف ذلك يكون الجميع عليه، والذى يمشى مع الحاكم ويساعده فى خراب وإحداث مفسدة من سفك دم أو غرم مالى يكون مطلوبا منه حاكما أو عربيا.
وتأتى الوثيقة الثانية من حيث الأهمية والتى يملكها صبرى الرشيدى الهمامى من ذرية همام الكبير، وهى عبارة عن رقعة كبيرة من جلد الغزال تسمى فى الصعيد «الجرد»، أى التى يجرد فيها كل شجرة العائلة، هذه الوثيقة توضح أن همام هو أصغر أولاد الأمير يوسف وهم صفية التى ولدت عام ١٠٦٤ هجرية وركن الدين المولود عام ١٠٨٥ وأحمد المولود عام ١٠٨٧ وأخيرا همام الذى ولد عام ١٠٩٠ هجرية، وأنه ينتسب إلى آل البيت من ذرية همام الكبير بن سيبك الذى أنجب ٦ أولاد من ٥ زوجات هم الأمير سالم من زوجته زكية محمد الشويش والأمير حسن من زوجته خضرة شهيب القليعى وقريش من فاطمة بنت أحمد آل يحيى الكلبى وريان من ضيعه شهوان البلبيشى،
وجميعهم كانوا قاطنون مدن فاس ومكناس وسبته وشاذلة بالغرب أما بكار وصبيح فإن أمهما هى زينب سليمان شهاب الدين الشاذلى الحسنى سكنوا مصر ومن ذريتهم همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام بن صبيح بن سيبيه الهوارى، وأن الوثيقة لا يوجد بها شخصية شقيقه الشيخ سلام لذا فهى من خيال المؤلف وأما شقيقته زوجة ابن عمه إسماعيل بن عبدالله اسمها صفية وليس شمس كما جاء بالمسلسل.
وحصلت «المصرى اليوم» على صور لوثائق تنازل الشيخ يوسف عن التزامه لابنه شيخ العرب همام وكان ذلك فى ٢٨ رجب سنة ١١٢٣ هجرية المصدقة من الديوان العالى بمقر المحروسة، إضافة إلى وثيقة تنازل من على بك الكبير إلى شيخ العرب همام عن التزامه فى بعض المناطق وتقول الوثيقة إن همام بن يوسف شيخ العرب يصبح المتصرف فى ذلك، ومن ضمن الوثائق تنازله عن جميع الالتزامات التابعة للجاويشات المماليك فى بلاد الصعيد وبهذه التنازلات يصبح همام بن يوسف هو الملتزم الأوحد فى صعيد مصر.
ومن الوثائق المهمة وثيقة صلح فى حادثة ثأر وقعت قبل ٢٥٧ عاما فى قرية العضايمة بناحية إسنا، وهذه الوثيقة هى فى حوزة عمر أحمد محمود عمر بن عمر تركى صديق الشيخ همام بن يوسف والشيخ إسماعيل بن عبدالله ووفقا للوثيقة فإن شيخ العرب وبن عمه إسماعيل سافرا من فرشوط إلى إسنا عبر نهر النيل وقطعا مسافة ٢٠٠ كيلو تقريبا من أجل إنهاء هذه الخصومة الثأرية والتى تمت بمشاركة من عربان المطاعنة وقبل فيها أهل القتيل الدية المقدرة بحوالى ٤ آلاف ربع فضة وهى العملة التى كانت سائدة فى ذلك الوقت، وساهم شيخ العرب همام وعربان المطاعنة بنصفها.
وتذكر الوثائق أن شيخ العرب همام بن يوسف اهتم بتوسعة وتجديد مقام ومسجد سيدى عبدالرحيم القنائى فى قنا وأوقف له وقفاً مقداره ٣٥٠ فداناً فى قامولا و١٤٠ بجزيرتها و٥٠ فدانا بفاو و٤٠ فداناً فى بهجورة و٨٠ بناحية الطويرات وجنينة مساحتها ٣٥ فداناً بما عليها من نخيل وأشجار بمنطقة المحروسة فى قنا على ترعة الشنهورية على أن يصرف ريع هذا الوقف على مقام ومسجد وضريح سيدنا عبدالرحيم القنائى.
وقال محمد يوسف حفيد شيخ العرب همام إن أعمال التخريب والهدم التى قام بها محمد بك أبوالدهب فى فرشوط عقب هزيمة شيخ العرب ولجوئه إلى عربان المطاعنة فى إسنا طالت كل شىء ووصل الأمر إلى قيام المماليك بحفر البيوت والقصور والدواوين بحثا عن كنوز شيخ العرب، لكن الشىء الوحيد الذى لم يستطع أبوالدهب أن يقترب منه هو مسجد شيخ العرب همام الذى يعتبر تحفة معمارية رائعة ودخل ضمن المواقع الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، وتابع: هناك آثار أخرى لا تزال باقية متمثلة فى القلعة الحربية التى كان يتم فيها تدريب أبناء القبائل التى تحالفت مع شيخ العرب لمحاربة المماليك، وهى جنوب مدينة فرشوط فى منطقة «العركى» وتحتاج لترميم.
٦/ ٩/ ٢٠١٠
«جرد» أو وثيقة توضح شجرة عائلة همام
رغم مرور أكثر من ٢٤٠ عاماً على دخول المماليك فرشوط عاصمة الصعيد فى عهد شيخ العرب همام، وتخريبها ونهبها وهدم قصورها وبيوتها واستيلائهم على ممتلكات شيخ العرب، إلا أن قدراً معلوماً من الوثائق التاريخية المختومة بخاتم همام أو التى كتبت بخط يده، بالإضافة إلى خاتمه الخاص، قدر لها أن تبقى لدى الأبناء توارثوها جيلاً بعد جيل، حافظوا عليها وكانت بالنسبة لهم منبع فخر وشاهد على عراقة أصولهم ومجد أجدادهم الذين حكموا الصعيد وتحدوا المماليك وكونوا أول حكم ذاتى.
«المصرى اليوم» قامت برحلة بحث فى محافظتى الأقصر وقنا حصلت على صورة الوثائق النادرة سواء من أحفاد همام أو من غيرهم من أهل الصعيد الذين يمتلكون بعض منها.
قال محمد عمر على عمر درويش همام بن يوسف حفيد شيخ العرب إنه يمتلك نحو ٢٥٥ وثيقة تاريخية نادرة عن فترة حكم شيخ العرب همام للصعيد، ورثها عن أبيه عمر الذى ورثها عن جدى على وجده على ورثها عن جدى عمر ابن درويش الابن البكر لشيخ العرب همام، ونظراً لأهمية هذه الوثائق فقد وضعتها فى خزانة أحد البنوك لحمايتها، رغم أن هذا شىء مكلف، لكن قيمة هذه الوثائق بالنسبة لنا لا تقدر بثمن، خاصة أنها تثبت نسبنا وتاريخنا، فهى أهم من المال والأرض وقيمتها تساوى قيمة العرض، لذلك قمنا بتصوير هذه الوثائق وتوزيعها على الأحفاد والأولاد.
وتأتى وثيقة التحالف التى أبرمها شيخ العرب همام مع ٢٦ قبيلة فى الصعيد، بالإضافة إلى قبائل الصعيد الأعلى لتكوين تحالف ضد المماليك عام ١١٥٩ هجرية كواحدة من أهم الوثائق، نظراً لأنها توضح أن التاريخ والأمجاد التى تحققت فى تلك الفترة من الصعب بل من المستحيل ردها إلى الأسرة الهمامية وحدها أو لقبيلة بعينها كقبيلة هوارة، لكن هو تاريخ شاركت فى صناعته جميع القبائل الصعيدية بدماء وأرواح أبنائها، لذا فهو ليس حكراً يفتخر به المنتهى نسبهم إلى همام، كما أن هذه الوثيقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الصراع القبلى وعدم قبول الأخر الذى اشتد على مدار العقود الخمسة الماضية لم يكن موجوداً فى عهد همام، وأن فترة حكمه لم تكن على الإطلاق سببا فى هذا الفكر.
ونصت الوثيقة على أن جميع الموقعين عليها أشهدوا على أنفسهم الجميع، وهم بحال الصحة والسلامة والطواعية والاختيار من غير إكراه لهم فى ذلك ولا إجبار، بصحة بحور الأشهاد عليهم فيها شرعا، أن يكون الجميع على حالة واحدة وعلى يد واحدة وقلب رجل واحد، إذا حصل لأحد منهم حدوث باطل يكون الجميع معه واخدين بيده على إزالة الباطل وإظهار الحق، وكل من حصل منه خلاف ذلك يكون الجميع عليه، والذى يمشى مع الحاكم ويساعده فى خراب وإحداث مفسدة من سفك دم أو غرم مالى يكون مطلوبا منه حاكما أو عربيا.
وتأتى الوثيقة الثانية من حيث الأهمية والتى يملكها صبرى الرشيدى الهمامى من ذرية همام الكبير، وهى عبارة عن رقعة كبيرة من جلد الغزال تسمى فى الصعيد «الجرد»، أى التى يجرد فيها كل شجرة العائلة، هذه الوثيقة توضح أن همام هو أصغر أولاد الأمير يوسف وهم صفية التى ولدت عام ١٠٦٤ هجرية وركن الدين المولود عام ١٠٨٥ وأحمد المولود عام ١٠٨٧ وأخيرا همام الذى ولد عام ١٠٩٠ هجرية، وأنه ينتسب إلى آل البيت من ذرية همام الكبير بن سيبك الذى أنجب ٦ أولاد من ٥ زوجات هم الأمير سالم من زوجته زكية محمد الشويش والأمير حسن من زوجته خضرة شهيب القليعى وقريش من فاطمة بنت أحمد آل يحيى الكلبى وريان من ضيعه شهوان البلبيشى،
وجميعهم كانوا قاطنون مدن فاس ومكناس وسبته وشاذلة بالغرب أما بكار وصبيح فإن أمهما هى زينب سليمان شهاب الدين الشاذلى الحسنى سكنوا مصر ومن ذريتهم همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام بن صبيح بن سيبيه الهوارى، وأن الوثيقة لا يوجد بها شخصية شقيقه الشيخ سلام لذا فهى من خيال المؤلف وأما شقيقته زوجة ابن عمه إسماعيل بن عبدالله اسمها صفية وليس شمس كما جاء بالمسلسل.
وحصلت «المصرى اليوم» على صور لوثائق تنازل الشيخ يوسف عن التزامه لابنه شيخ العرب همام وكان ذلك فى ٢٨ رجب سنة ١١٢٣ هجرية المصدقة من الديوان العالى بمقر المحروسة، إضافة إلى وثيقة تنازل من على بك الكبير إلى شيخ العرب همام عن التزامه فى بعض المناطق وتقول الوثيقة إن همام بن يوسف شيخ العرب يصبح المتصرف فى ذلك، ومن ضمن الوثائق تنازله عن جميع الالتزامات التابعة للجاويشات المماليك فى بلاد الصعيد وبهذه التنازلات يصبح همام بن يوسف هو الملتزم الأوحد فى صعيد مصر.
ومن الوثائق المهمة وثيقة صلح فى حادثة ثأر وقعت قبل ٢٥٧ عاما فى قرية العضايمة بناحية إسنا، وهذه الوثيقة هى فى حوزة عمر أحمد محمود عمر بن عمر تركى صديق الشيخ همام بن يوسف والشيخ إسماعيل بن عبدالله ووفقا للوثيقة فإن شيخ العرب وبن عمه إسماعيل سافرا من فرشوط إلى إسنا عبر نهر النيل وقطعا مسافة ٢٠٠ كيلو تقريبا من أجل إنهاء هذه الخصومة الثأرية والتى تمت بمشاركة من عربان المطاعنة وقبل فيها أهل القتيل الدية المقدرة بحوالى ٤ آلاف ربع فضة وهى العملة التى كانت سائدة فى ذلك الوقت، وساهم شيخ العرب همام وعربان المطاعنة بنصفها.
وتذكر الوثائق أن شيخ العرب همام بن يوسف اهتم بتوسعة وتجديد مقام ومسجد سيدى عبدالرحيم القنائى فى قنا وأوقف له وقفاً مقداره ٣٥٠ فداناً فى قامولا و١٤٠ بجزيرتها و٥٠ فدانا بفاو و٤٠ فداناً فى بهجورة و٨٠ بناحية الطويرات وجنينة مساحتها ٣٥ فداناً بما عليها من نخيل وأشجار بمنطقة المحروسة فى قنا على ترعة الشنهورية على أن يصرف ريع هذا الوقف على مقام ومسجد وضريح سيدنا عبدالرحيم القنائى.
وقال محمد يوسف حفيد شيخ العرب همام إن أعمال التخريب والهدم التى قام بها محمد بك أبوالدهب فى فرشوط عقب هزيمة شيخ العرب ولجوئه إلى عربان المطاعنة فى إسنا طالت كل شىء ووصل الأمر إلى قيام المماليك بحفر البيوت والقصور والدواوين بحثا عن كنوز شيخ العرب، لكن الشىء الوحيد الذى لم يستطع أبوالدهب أن يقترب منه هو مسجد شيخ العرب همام الذى يعتبر تحفة معمارية رائعة ودخل ضمن المواقع الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، وتابع: هناك آثار أخرى لا تزال باقية متمثلة فى القلعة الحربية التى كان يتم فيها تدريب أبناء القبائل التى تحالفت مع شيخ العرب لمحاربة المماليك، وهى جنوب مدينة فرشوط فى منطقة «العركى» وتحتاج لترميم.
عدل سابقا من قبل مصطفى سليمان أبوالطيب في الأحد فبراير 23, 2020 1:40 am عدل 1 مرات