الحمد لله ذي النعم الجزيلة والآلاء الجمة الجليلة، أحمده على ما علم وفهم هدى إلى الطريق الأرشد الأقوم حمدا كثيرا أثيراً بثيراً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد المبعوث إلى الكافة أجمعين، والمقدم في الفضل على سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين صلاة وسلاما باقيين إلى يوم الدين. وبعد فهذه مقالة وجيزة في ذكر من بأرض مصر من طوائف العرب قيدتها لنفسي ولمن شاء الله تعالى من أبناء جنسي والله أسأل المعونة بمنه. اعلم أن العرب الذين شهدوا فتح مصر قد أبادهم الدهر وجهلت أحوال أكثر أعقابهم، وقد بقيت من العرب بقايا بأرض مصر فمن بقي: ثعلبة وهي بالشام مما يلي أرض مصر إلى الخروبة وهي من طيء ينسبون إلى ثعْلَبَةَ بن سَلاَمَاَنَ بن ثعل بن عَمْرو بن الغَوْث بن طيء بن أُد بن زَيْدِ بن يَشْجُبَ ابن عريب بن زيد بن كَهْلاَنَ بن سَبَا بن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطًانَ. وثعلبةُ هذه بطن دِرْماً وزريق وكانوا يداً مع الفرنج لما ملكوا البلاد في الإسلام. قَدِرْما في يمن فخذٌ في طيء. هم بنو عمرو بن عوف بن ثعلبة بن سلامان، ودِرما هي أمُّ عمرو المذكور. فاعقب دِرما من أربع أفخاذ لصلبه وهم سلامة والأحمر وعمرو وقصير وأوس أولاد دِرما وهم بنو عمرو ابن عوف. وزُرَيْقٌ هو أخو درما ابني عوف بن ثعلبة بن سلامان. ومن أفخاذ زُريق أشعب ولبنى وثعلبة وعنين ونبل. ومن درما البقعة وشبل من ولد نافع بن ثروان والحنابلة والمروانية والحبانيون. ومن زريق بنووهم والطلحيون، وفي الطلحيين آل حجاج وآل عمران والمصافحة وكان مقدمهم شقير بن جرجي، أُمِّر بالبوق والعلم. وفي بني زريق عدة بطون أيضا، وكان مقدمهم عمرو بن عسيلة أُمِّر بالبوق والعلم. وجرم وهم من طيء ثم من بني جرم، واسمه ثعلبة بن عمرو ابن الغوث من طيء. وجرم امرأة حضنت ثعلبة هذا فغلبت عليه وعرف بها ثم جرم هذه هي فخذ بني شَمَجَي وجيّان ابني جرم ومن جرم هذه نفر مع ثعلبة طيء الذين تقدم ذكرهم كانوا يداً مع الأفرنج لما تغلبوا على البلاد. وجرم هذه غير جرم قضاعة. فانهم بنو جرم واسمه علاف بن ربّان براء مهملة وباء موحدة مشدّدة ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وجرم قضاعة ينزلون من الشام ببلاد غزة والدّ اروم " موضع قريب غزة " مما يلي الساحل إلى بلد الخليل عليه السلام. وفي جرم طي من ينزل الشام أيضأ، ومن جرم قضاعة بنو جشم وبنو قدامة وبنو عوف. وفيهم أيضا جرم بجيلة وجرم عاملة. ومن جرم طي شَمَجَي ويقال شمجان وقمران وجيان. فلما فتح السلطان صلاح الدين بن يوسف بن أيوب بلاد غزة وأعادها الله من أيدي الفرنج إلى المسلمين جاءت ثعلبة وطائفة من جرم إلى مصر وبقيت بقايا جرم مكانها. والمشهور من جرم هذه جذيمة ويقال إن لهم نسباً في قريش وزعم بعضهم أنها ترجع إلى مخزوم، وزعم آخرون أنها جذيمة بن مالك بن حَسل ابن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، وجذيمة هذه آل عوسجة وآل اْحمد وآل محمود وكلهم في إمارة شاور بن سنان ثم في بنيه، وكان لسنان أخوان فيهما سُؤْدَد وهما غانم وخَضر،ومن جذيمة هؤلاء جمائع الرائدين جماعة منصور بن جابر وجماعة عامر بن سلامة ومنهم بنو أسلم وأسلم هذه من جذام لا من جذيمة وإنما اختلطت مع جذيمة، ومنهم شبل ورضيعة جرم والنمور والقَدَرَةَ جماعة عليم بن رميح والأحامدة والرفثة وكور من جرم جماعة جابر بن سعيد وموقع وكان كبيرهم مالك الموقعي وكان مقَدَّماً عند السلطان صلاح الدين وأخيه العادل أبي بكر. ومنهم بنو غور ويقال هم من جرم ابن جُرْمز من سنبس، ومن هؤلاء العاجلة والضمان والعبادلة وبنو تمام وبنو حميل ومن بنى حميل بنو مقدام ومن بنى غور آل نادر وبنو غوث وبنو بهي وبنو خَوْلَة وبنو هرماس وبنو عيسى وبنو سهيل وأرضهم الداروم، وكانوا سفَراء بين الملوك وجاورهم قوم من زبيد يعرف ببنى فُهَيْد ثم اختلطوا بهم وأما جرم طىء فأنها تنزل من أرض مصر وسنبس وهم من طى ينسبون إلى سنبس بن معاوية ابن جَرْوَل بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طى،وفي سنبس أفخاذ وعشائر كبنى لبيد وعمرو وعَى وأبان وجَرْم ومحصبوقُنَّة. فأما بنو عمرو فهم يدعون بنى عقدة وعقدة أْمُّهم وإنما هم بنو عمرو بن سنبس بن معاوية ومنهم الخزاعلة وأصلهم قُنَّة بن جلاد بن حيان بن حميد بن خَزْعل بن عايد 'إحدى عشائر سنبس بن
(1/2)
معاوية بن جرول. والى قُنَّة هذا ينسب معالى بن فُريْج مُقَدَّم سنبس، كان بالبحيرة وله جوارُ ومُروءة وفيه كرم وشجاعة وقُتل صَبْراً في دار الراحة بالقاهرة. وكانت سبنس تنزل بفلسطين والداروم قريباًمن غزة، وكثروا هناك واشتدت وطأتهم على الولاة وصعب أمرهم، فبعث الوزير الناصر للدين أبو محمد الحسن بن على عبد الرحمن اليازورى إليهم في سنة اثنين وأربعين وأربعمائة يستدعيهم وأقطعهم البحيرة من أراضي مصر. فكانت البحيرة يومئذٍ منازل بني قرة من بطون ضُبَيْبِ بن جذام فنجعت سنبس وعدت إلى البحيرة وأوطأهم الوزير ديار بني قرة وأقطعهم أرضهم وديارهم فاتسعت أحوالهم وفُخم أمرهم وعظم في أيام الخلفاء الفاطميين شأنهم. ولم يزالوا بالبحيرة إلى أن كانت سلطنة المعز عز الدين أيبك التركماني أول ملوك الترك بديار مصر وأنفت عُربان مصر من تملكه عليهم لأنه مملوك من جملة المماليك البحيرة قد مسه الرق فاجتمعوا وأقاموا الشريف حصن الدين ثعلب بن الأمير نجم الدين علي بن الأمير الشريف فخر الدين اسماعيل بن حصن الدولة مجد العرب ثعلب الجعفري في سنة احدى وخمسين وستمائة، فقاتلهم الأتراك وأمسكوا الشريف وأصحابه. ثم مضوا بعد موقعة دروط إلى ناحية سخا بالغربية وقد اجتمع بنو سنبس ولواتة ومن معهم، فأوقعوا بهم وقعة شنيعة قتلوا فيها رجالهم وسبوا حريمهم ونهبوا أموالهم فذلت سنبس بعد ذلك وقلت وصارت متفرقة بالغربية. وكان من حلفاء سنبس عُذْرَةُ ومُدْلج، ويجاورهم فرقة من كنانة بن خزيمة كان مقدمهم في خلافة الفائز بنصر الله عيسى بن الظافر ووزارة الصالح طلائع بن رزيك لآخرين. ويجاورهم فرقة من بني عدي ابن كعب رهط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومقدمهم خلف بن نصر بن منصور بن عبيد الله بن علي بن محمد بن أبي بكر عبد الله بن عبيد الله بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، العُمري، ونزلوا بالبرلُّس، وكانوا هم والكنانيون من ذوي الأشارة المذكورة في نوبة دمياط. وخَلَفٌ هذا هو جد بني فضل الله بن المحلى بن دعجان بن خلف بن نصر الذين وَلُوا كتابة السر لملوك الترك بالقاهرة ودمشق نحو مائة سنة. وجُذَام، وهم بنو جذام، واسمه عامر ويقال عمرو بن عدي بن الحارث بن مُرَّة ابن أُدَد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. وهم أخوة لخم واسمه مالك وإيما قيل لهما لخم وجذام من أجل أنهما تخاصما، فجذم جذام بفمه اصبعَ لخمٍ أخيه فقطعها والجذام القطع، ولخم لَخْمٌ وجه أخيه جذام أي لطمه فخصر عينه فسمي لخماً. وقيل سبب تسميتها بذلك غير هذا. وقد اخُتلف أيضاً في نسب جذام فقيل جذام بن عدي بن عمرو بن سبأ. وقيل جذام ولخم ابنا عدي بن عمرو بن الحارث بن مرة، وقيل إن قنص بن معد بن عدنان هو أبو لخم، وأن أسْدَةَ بن خزيمة بن أخا أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر هو أبو جذام وأن جذام لحقت بالشام فانتمت إلى سبأ ولحقوا باليمن. وفي جذام عدة أبطن وأفخاذ وعشائر كبني ضُبَيْب بن قُرط بن حُفَيْدَةَ ابن نُبَيج. وفي بني ضبيب عدة أفخاذ وهم بنو سُويد وبنو زيد وبنو بعجة وهلبا سويد وهلبا مالك وهلبا بعجة وبردعة ورفاعة وناثل وبنو مسعود وبنو الوليد وبنو منظور وبنو قرة الذين كانوا بالبحيرة قبل سنبس وبنوا ردَّاد ومحرمة رهط رفاعة بن زيد جد بني روح من الصحابة. فأما سويد فانهم بنو سويد بن زيد بن مية بن الضبيب المذكور وأما زيد فبنوا زيد بن أمية بن الضبيب، ومنهم سعد بنو سعد بن أبامة ابن غطفان.ومنهم روح، ومنهم قرط ابن حفيدة ابن نبيج، ومنهم حرام وجشم وغطفان ونبيج، بنو عبيد ابن كعب، وحَطَمة بنو عوف ابن شبوة بن بديل بن جشم بن جذام، ومنهم طريف بن ثعلبة بن عذرة بن عوف بن طابخة بن مالك بن أسلم بن الهون ابن أسعد بن بكر بن بديل بن جشم بن جذام ويقال طابخة بن الهون بن شبوة بن بديل بن جشم، ومنهم عبيد بنو عبيد بن كعب بن علي بن سعد بن أبامة بن غظفان، منهم بنو صليع وبنو الضبُّيب وبنو زيد وبنو سُويد وبنو رذالة، ويقال رذالة بن نبيج بن عبيد المذكور وهم إخوة بنى حفيدة وصليع، ومنهم بنو شاكر بن الضبيب بن قرط، ومنهم زهير ومالك وأفصى، ومنهم عمرو بنو عمرو بن مالك بن الضبيب بن قرط وبنو عمرو بن سود بن بكر بن بديل بن جشم بن جذام فخذ
(1/2)
معاوية بن جرول. والى قُنَّة هذا ينسب معالى بن فُريْج مُقَدَّم سنبس، كان بالبحيرة وله جوارُ ومُروءة وفيه كرم وشجاعة وقُتل صَبْراً في دار الراحة بالقاهرة. وكانت سبنس تنزل بفلسطين والداروم قريباًمن غزة، وكثروا هناك واشتدت وطأتهم على الولاة وصعب أمرهم، فبعث الوزير الناصر للدين أبو محمد الحسن بن على عبد الرحمن اليازورى إليهم في سنة اثنين وأربعين وأربعمائة يستدعيهم وأقطعهم البحيرة من أراضي مصر. فكانت البحيرة يومئذٍ منازل بني قرة من بطون ضُبَيْبِ بن جذام فنجعت سنبس وعدت إلى البحيرة وأوطأهم الوزير ديار بني قرة وأقطعهم أرضهم وديارهم فاتسعت أحوالهم وفُخم أمرهم وعظم في أيام الخلفاء الفاطميين شأنهم. ولم يزالوا بالبحيرة إلى أن كانت سلطنة المعز عز الدين أيبك التركماني أول ملوك الترك بديار مصر وأنفت عُربان مصر من تملكه عليهم لأنه مملوك من جملة المماليك البحيرة قد مسه الرق فاجتمعوا وأقاموا الشريف حصن الدين ثعلب بن الأمير نجم الدين علي بن الأمير الشريف فخر الدين اسماعيل بن حصن الدولة مجد العرب ثعلب الجعفري في سنة احدى وخمسين وستمائة، فقاتلهم الأتراك وأمسكوا الشريف وأصحابه. ثم مضوا بعد موقعة دروط إلى ناحية سخا بالغربية وقد اجتمع بنو سنبس ولواتة ومن معهم، فأوقعوا بهم وقعة شنيعة قتلوا فيها رجالهم وسبوا حريمهم ونهبوا أموالهم فذلت سنبس بعد ذلك وقلت وصارت متفرقة بالغربية. وكان من حلفاء سنبس عُذْرَةُ ومُدْلج، ويجاورهم فرقة من كنانة بن خزيمة كان مقدمهم في خلافة الفائز بنصر الله عيسى بن الظافر ووزارة الصالح طلائع بن رزيك لآخرين. ويجاورهم فرقة من بني عدي ابن كعب رهط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومقدمهم خلف بن نصر بن منصور بن عبيد الله بن علي بن محمد بن أبي بكر عبد الله بن عبيد الله بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، العُمري، ونزلوا بالبرلُّس، وكانوا هم والكنانيون من ذوي الأشارة المذكورة في نوبة دمياط. وخَلَفٌ هذا هو جد بني فضل الله بن المحلى بن دعجان بن خلف بن نصر الذين وَلُوا كتابة السر لملوك الترك بالقاهرة ودمشق نحو مائة سنة. وجُذَام، وهم بنو جذام، واسمه عامر ويقال عمرو بن عدي بن الحارث بن مُرَّة ابن أُدَد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. وهم أخوة لخم واسمه مالك وإيما قيل لهما لخم وجذام من أجل أنهما تخاصما، فجذم جذام بفمه اصبعَ لخمٍ أخيه فقطعها والجذام القطع، ولخم لَخْمٌ وجه أخيه جذام أي لطمه فخصر عينه فسمي لخماً. وقيل سبب تسميتها بذلك غير هذا. وقد اخُتلف أيضاً في نسب جذام فقيل جذام بن عدي بن عمرو بن سبأ. وقيل جذام ولخم ابنا عدي بن عمرو بن الحارث بن مرة، وقيل إن قنص بن معد بن عدنان هو أبو لخم، وأن أسْدَةَ بن خزيمة بن أخا أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر هو أبو جذام وأن جذام لحقت بالشام فانتمت إلى سبأ ولحقوا باليمن. وفي جذام عدة أبطن وأفخاذ وعشائر كبني ضُبَيْب بن قُرط بن حُفَيْدَةَ ابن نُبَيج. وفي بني ضبيب عدة أفخاذ وهم بنو سُويد وبنو زيد وبنو بعجة وهلبا سويد وهلبا مالك وهلبا بعجة وبردعة ورفاعة وناثل وبنو مسعود وبنو الوليد وبنو منظور وبنو قرة الذين كانوا بالبحيرة قبل سنبس وبنوا ردَّاد ومحرمة رهط رفاعة بن زيد جد بني روح من الصحابة. فأما سويد فانهم بنو سويد بن زيد بن مية بن الضبيب المذكور وأما زيد فبنوا زيد بن أمية بن الضبيب، ومنهم سعد بنو سعد بن أبامة ابن غطفان.ومنهم روح، ومنهم قرط ابن حفيدة ابن نبيج، ومنهم حرام وجشم وغطفان ونبيج، بنو عبيد ابن كعب، وحَطَمة بنو عوف ابن شبوة بن بديل بن جشم بن جذام، ومنهم طريف بن ثعلبة بن عذرة بن عوف بن طابخة بن مالك بن أسلم بن الهون ابن أسعد بن بكر بن بديل بن جشم بن جذام ويقال طابخة بن الهون بن شبوة بن بديل بن جشم، ومنهم عبيد بنو عبيد بن كعب بن علي بن سعد بن أبامة بن غظفان، منهم بنو صليع وبنو الضبُّيب وبنو زيد وبنو سُويد وبنو رذالة، ويقال رذالة بن نبيج بن عبيد المذكور وهم إخوة بنى حفيدة وصليع، ومنهم بنو شاكر بن الضبيب بن قرط، ومنهم زهير ومالك وأفصى، ومنهم عمرو بنو عمرو بن مالك بن الضبيب بن قرط وبنو عمرو بن سود بن بكر بن بديل بن جشم بن جذام فخذ