الشاعر : الكميت بن زيد الأسدي

الشاعر : الكميت بن زيد الأسدي ، وينتهي نسبه إلى مُضَر بن نزار بن عدنان .
وهو من شعراء الكوفة في القرن الأوّل الهجري .

ولادته ونشأته :
ولد الكميت في سنة ( 60 هـ ) ، عاش عيشة مرضية ، سعيداً في دنياه ، داعياً إلى سنن الهدى .
فعاش حتى أتيحت له الشهادة بها في الكوفة ، في خلافة مروان بن محمد سنة ( 126 هـ ) بعد عام واحد من خلافته . ولكن بعدما حفر بشعره ثغرة كبيرة في عرش بني أمية كانت بلا محالة من أسباب سقوط دولتهم.
وكان ذكياً حاضر الجواب منذ صغره ، كاتباً حسن الخط ، خطيب بني أسد ، فقيهاً متضلعاً بالفقه ، فارساً ، شجاعاً ، سخياً ، حافظاً للقرآن .



طربت وما شوقا الى البيض أطرب 00ولا لعبًا منـى أذو الشيـب يلعـبُ

ولم يلهنـى دارٌ ولا رسـم منـزلٍ 00ولـم يتطربنـى بنـانٌ مخضـبُ

ولا أنا ممن يزجر الطيـر هَمَّـهُ 00أصاح غرابٌ أم تعَـرَّضَ ثعلـبُ

ولكن ألى أهل الفضائـل والنُّهـى 00وخير بنى حواء والخيـر يطلـبُ

الى النفر البيـض الذيـن بِحُبِّهـم 00الـى الله فيمـا نابنـى أتـقـرَّبُ

بنى هاشـم رهـط النبـى فإننـى 00بهم ولهم أرضى مرارًا وأغضـبُ

خفضت لهم مني جَنـاحَ مَوَدَّتـي 00إلى كَنَفٍ عطفاه أهـلٌ ومرحـبُ

وكنت لهـم مـن هـؤلاء وهـؤلا 00مِجَنًّـا علـى أنـي أذم وأقصـبُ

وأُرمى وأرمـي بالعـداوه أهلهـا 00وإنـى لأُوذى فيـهـم وأؤنــبُ

فمـا ساءنـى قـول ذى عـداوةٍ 00بعوراء فيهـم يجتدينـى فأجـدبُ

فقل للذى في ظِلِّ عميـاء جَوْنـةٍ 00يرى الجور عدلا أين لا أين تذهبُ

بـأى كتـاب أم بـأيـة سُـنًّـةٍ 00ترى حُبَّهُم عارًا عَلـيَّ وتَحْسَـبُ

أأسلم ماتأتـى بـه مـن عـداوةٍ 00وبُغْض ٍ لهم لا جَيْرَ بل هو أشْجَبُ

فمـا لـي الا آل أحْمَـدَ شيعـة 00 ٌوما لي إلا مَشْعَبُ الحـق مشعـبُ

ومن غيرهم أرضى لنفسيَ شيعـة 00 ًومن بعدهم لا من أُجِـلُّ وأرْحَـبُ

أُريـب رجـالاً مِنهُـمُ وتُريبُنـي 00خلائقُ مما أحدثـوا هُـنَّ أرْيَـبُ

إليكـم ذوي آل النبـى تطلـعـت 00نوازعُ من قلبـى ظِمَـاءٌ وألْبُـبُ

فإني عن الأمر الـذي تكرهونـه 00بقولي وفعلي ما استطعت لأُجنـبُ

يشيرون بالأيـدي إلـيَّ وقولُهُـمْ 00ألا خاب هذا والمُشيـرون أخيـبُ

فطائفـة ٌ قـد أكفرتنـي بحبـكـم 00وطائفة ٌ قالـوا مُسِـيءٌ ومُذنِـبُ

فما ساءني تكفيـر هاتيـك منهـمُ 00ولا عيب هاتيك التي هـي أعيـبُ

يعيبونني مـن خبثهـم وضلالهـم 00على حبكم بل يسخرون وأعجـبُ

وقالـوا ترابـيٌّ هـواه ورأيــه 00بذلـك أُدعـى فيـهـمُ وأُلَـقَّـبُ

فلا زلت فيهـمُ حيـث يتهموننـي 00ولا زلـت فـي أشياعهـم أَتقلَّـبُ

وأَحمـل أحقـاد الأقـارب فيكـم 00ويُنصب لي في الأبعدين فأنْصَـب ُ

بخاتمكم غصبـاً تجـوز أمورهـم 00فلـم أَر غصبـاً مثلـه يُتغصَّـبُ

وجدنا لكـم فـي آل حاميـم آيـةً 00تأَوَّلهـا مِنَّـا تـقـيٌّ ومُـعـرِبُ

بحقكـم أمسـت قريـشُ تقودنـا 00وبالفَذ ِّ منهـا والرديفيـن نُرْكَـبُ

إذا اتَّضَعُونـا كارهيـن لِبَيْـعَـةٍ 00أناخوا لأُخرى والأزِمَّة ُ تُجْـذ َبُ

رِدافاً علينـا لـم يُسِيمـوا رَعِيَّـةً 00وهمُّهمـوا أن يَمْتَرُوهـا فيَحْلِبـوا

لينتتجوهـا فتنـة ً بـعـد فتـنـةٍ 00فيفتصلـوا أفلاءهـا ثـم يَرْكبـوا

لنا قائـدٌ منهـم عنيـفٌ وسائـقٌ 00يُقَحِّمنـا تلـك الجراثيـم مُتعِـبُ

وقالـوا ورثناهـا أبانـا وأُمَّـنـا 00ومـاورَّثَـتْـهــم ذاك أمٌّ ولا أبُ

يرون لهم حقاً على الناس واجبـاً 00سِفاهاً وحـقُّ الهاشمييـن أوْجَـبُ

ولكن مواريث ابـن آمنـة الـذي 00بـه دان شرقـيٌّ لكـم ومَغْـرِبُ

فدىً لكم موروثاً أبي وأبـو أبـي 00ونفسي ونفسي بَعْدُ بالنَّاس أطيـبُ

بك اجتمعت أنسابنـا بعـد فُرْقَـةٍ فنحن بنو الإسلام نُدعـى ونُنسـبُ

حياتُـكَ كانـت مَجْدَنـا وسَناءَنـا 00وموتك جدع ٌ للعَرَانِيـن مُوعِـبُ

وأنت أمينُ الله فـي النَّـاس كُلِّهِـمْ 00علينا وفيها اختار شرقٌ ومَغْـرِبُ

ونستخلف الأموات غيـرك كلهـم 00ونُعْتِبُ لو كنا على الحـق نُعْتِـبُ

فبُوركت مولوداً وبُوركـت ناشئـاً 00وبُوركت عند الشَّيْبِ إذ أنت أشيبُ

وبُورك قبرٌ أنـت فيـه وبُوركَـت 00بـه ولـه أهـلٌ لذلـك يـثـربُ

لقد غيَّبـوا بِـرًّا وصدقـاً ونائـلاً 00عشية واراك الصفيـح المُنصَّـبُ

يقولون لم يـورث ولـولا تراثـه 00لقد شركت فيـه بُكيـلٌ وأرحـبُ

ولا كانـت الأنصـار فيهـا أدلَّـة 00ولاغُيَّباً عنهـا إذا النـاس غُيَّـبُ

هم شهدوا بـدراً وخيبـر بعدهـا 00ويـوم حنيـنٍ والدمـاء تصبـبُ

فإن هي لم تصلـح لقـومٍ سواهـمُ 00فإن ذوي القربى أحـق وأوجـب ُ

فيالك أمـراً قـد أُشتـت أمـوره 00و دنيـا أرى أسبابهـا تتقـضـبُ