السهيلي: والصحيح أن أم قضاعة هي: عكبرة، مات عنها مالك بن حمير، وهي حامل، فتزوجها معد بن عدنان، فولدت قضاعة على فراشه، فتبنّاه وتكنى به، فنُسب إليه.
قال أبو عبيد: وكان لقضاعة من الولد: الحافي، والحاري: ووديعة، وسيأتي في نسب " بُلى " أن جده من بني قضاعة: الحافي بن قضاعة. وحينئذ فدعوى صاحب الغبر أنه لا ولد له غير الحافي وَهْمٌ منه.
وإلى قضاعة: ينسب القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القُضاعي المصري، صاحب كتاب " الشهاب " ، وكتاب " خطط مصر " ، وكتاب " عيون المعارف وفنون أخبار الخلائف " وغيرها من المصنفات " .
والمشهور من بقايا قضاعة الموجودين الآن ثمانية عمائر: العمارة الأولى: منهم: جُهينة، بضم الجيم وفتح الهاء وسكون الياء المثناة التحتية وفتح النون وهاء في الآخر. وربما أبدلت الهاء بألف، فقيل: جهينا. وأنشد عليه الجوهري لعبد الشارق بن عبد العزى الشاعر:
تنادوا يا لبُهْثة إذ رأونا ... فقُلنا أَحسني ملأَ جُهينا
وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سُود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة. وفي المثل: وعند جهينة الخبر اليقين.
قال أبو عبيد في كتاب الأمثال: قال ابن الكلبي: وكان من حديثه أن حصين بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من جهينة يقال له: الأخنس، نزل منزلاً،فقام الجُهني إلى الكلبي فقتله وأخذ ماله، وكانت أخته صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم، فقال الأخنس:
تُسائل عن حُصين كل ركب ... وعند جُهينة الخبر اليقين
قال الحمداني: ويقال: إن جهينة كان يخدم ملكاً يمانياً، وكان له وزير اسمه نجيدة، إذا غاب الملك خلفه على حظية له، فتبعه جهينة يوماً من غير أن يشعر به، واختبأ حتى جلس الوزير في مجلس الملك ولبس ثيابه وغلبه السكر، وغنى:
إذا غاب المليك خلوت ليلِي ... أَضاجع خَودةً ليلي الطويلا
فقام جهينة فقتل الوزير ودفن رأسه تحت وسادة الملك، فلما حضر الملك فقد الوزير فسأل عنه فلم يقف له على خبر، حتى سكر جهينة ليلة عنده فأنشده:
تسائل عن نُجيدة كل ركب ... وعند جهينة الخبر اليقين
فسأله الملك. فأخبره الخبر. فقرّبه وأحسن جزاءه.
قال أبو عبيد: والأصمعي يرويه: وعند جفينة، بالفاء بل الهاء. ونقل الجوهري مثله عن ابن الأعرابي وابن السكيت. قال أبو عبيد: وكان ابن الكلبي بهذا النوع من العلم أدرى من الأصمعي.
والنسبة إلى جهينة: جهني، بحذف الهاء والياء.
ومن جهينة: زيد بن خالد، وعقبة بن عامر، الجهنيان الصحابيان.
قال المؤيد صاحب حماه: وكانت منازلهم بأطراف الحجاز من جهة الشمال، حيث بحر جُدة.
قال الحمداني: وهم أكثر عرب الصعيد بالديار المصرية. ولهم بلاد منفلوط وأسيوط، وبها أقوام منهم.
قال: وكانت مساكنهم أولاً بلاد قريش - يعني بلاد الأشمونين - فنقلهم الخلفاء الفاطميون منها إلى بلاد أخميم، فسكنوا أعلاها وأسفلها.
ثم قال: ويقال: إن " بليَّا " وبطونها كانت بهذه الديار، يعني بلاد أخميم. وكانت جهينة بالأشمونين جيراناً مع قريش كما هم بالحجاز، فوقع بينهم واقع أدّى إلى دوام الفتنة، فلما أتى العسكر المصري لإنجاد قريش على جهينة خافت بليّ فانهزمت إلى أعلى الصعيد، إلى أن أُديلت قريش وملكت أماكن جهينة، ثم حصل بينهم جميعاً الصلح على مساكنهم التي هم بها الآن، وزالت الشحناء من بينهم، ثم اتفقت جهينة وبليّ على أن يكون لجهينة من المشرق من عقبة قاو الخراب إلى عيذاب.
ولبليّ من جسر سوهاج إلى قريب من قمولة.
قال في مسالك الأبصار: وبحلب وبلادهم قوم منهم.
قال: وبحماة قوم منهم أيضاً.
قلت: ومن هذه الفرقة: المُقر الأشرف الناصري المؤلَّفُ له هذا الكتاب. وقد شَرُفت به هذه القبيلة، وفخم أمرها، وعلا صيتها، وشاع في الخافقين ذكرها:
وللخمر معنى ليس للكَرْم مثلُه ... وللنار نور ليس يُوجد للزَّند
وخير من القول المقدَّم فاعترف ... نتيجته والنحل يُكرم للشُّهد
وسيأتي ذكر طرف من مناقبه في خاتمة الكتاب إن شاء الله تعالى، ليكون ذكره من الكتاب مسك ختامه، وابتداء عقد عقده وتمام نظامه.
العمارة الثانية: من الموجودين الآن من قضاعة:
قال أبو عبيد: وكان لقضاعة من الولد: الحافي، والحاري: ووديعة، وسيأتي في نسب " بُلى " أن جده من بني قضاعة: الحافي بن قضاعة. وحينئذ فدعوى صاحب الغبر أنه لا ولد له غير الحافي وَهْمٌ منه.
وإلى قضاعة: ينسب القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القُضاعي المصري، صاحب كتاب " الشهاب " ، وكتاب " خطط مصر " ، وكتاب " عيون المعارف وفنون أخبار الخلائف " وغيرها من المصنفات " .
والمشهور من بقايا قضاعة الموجودين الآن ثمانية عمائر: العمارة الأولى: منهم: جُهينة، بضم الجيم وفتح الهاء وسكون الياء المثناة التحتية وفتح النون وهاء في الآخر. وربما أبدلت الهاء بألف، فقيل: جهينا. وأنشد عليه الجوهري لعبد الشارق بن عبد العزى الشاعر:
تنادوا يا لبُهْثة إذ رأونا ... فقُلنا أَحسني ملأَ جُهينا
وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سُود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة. وفي المثل: وعند جهينة الخبر اليقين.
قال أبو عبيد في كتاب الأمثال: قال ابن الكلبي: وكان من حديثه أن حصين بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من جهينة يقال له: الأخنس، نزل منزلاً،فقام الجُهني إلى الكلبي فقتله وأخذ ماله، وكانت أخته صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم، فقال الأخنس:
تُسائل عن حُصين كل ركب ... وعند جُهينة الخبر اليقين
قال الحمداني: ويقال: إن جهينة كان يخدم ملكاً يمانياً، وكان له وزير اسمه نجيدة، إذا غاب الملك خلفه على حظية له، فتبعه جهينة يوماً من غير أن يشعر به، واختبأ حتى جلس الوزير في مجلس الملك ولبس ثيابه وغلبه السكر، وغنى:
إذا غاب المليك خلوت ليلِي ... أَضاجع خَودةً ليلي الطويلا
فقام جهينة فقتل الوزير ودفن رأسه تحت وسادة الملك، فلما حضر الملك فقد الوزير فسأل عنه فلم يقف له على خبر، حتى سكر جهينة ليلة عنده فأنشده:
تسائل عن نُجيدة كل ركب ... وعند جهينة الخبر اليقين
فسأله الملك. فأخبره الخبر. فقرّبه وأحسن جزاءه.
قال أبو عبيد: والأصمعي يرويه: وعند جفينة، بالفاء بل الهاء. ونقل الجوهري مثله عن ابن الأعرابي وابن السكيت. قال أبو عبيد: وكان ابن الكلبي بهذا النوع من العلم أدرى من الأصمعي.
والنسبة إلى جهينة: جهني، بحذف الهاء والياء.
ومن جهينة: زيد بن خالد، وعقبة بن عامر، الجهنيان الصحابيان.
قال المؤيد صاحب حماه: وكانت منازلهم بأطراف الحجاز من جهة الشمال، حيث بحر جُدة.
قال الحمداني: وهم أكثر عرب الصعيد بالديار المصرية. ولهم بلاد منفلوط وأسيوط، وبها أقوام منهم.
قال: وكانت مساكنهم أولاً بلاد قريش - يعني بلاد الأشمونين - فنقلهم الخلفاء الفاطميون منها إلى بلاد أخميم، فسكنوا أعلاها وأسفلها.
ثم قال: ويقال: إن " بليَّا " وبطونها كانت بهذه الديار، يعني بلاد أخميم. وكانت جهينة بالأشمونين جيراناً مع قريش كما هم بالحجاز، فوقع بينهم واقع أدّى إلى دوام الفتنة، فلما أتى العسكر المصري لإنجاد قريش على جهينة خافت بليّ فانهزمت إلى أعلى الصعيد، إلى أن أُديلت قريش وملكت أماكن جهينة، ثم حصل بينهم جميعاً الصلح على مساكنهم التي هم بها الآن، وزالت الشحناء من بينهم، ثم اتفقت جهينة وبليّ على أن يكون لجهينة من المشرق من عقبة قاو الخراب إلى عيذاب.
ولبليّ من جسر سوهاج إلى قريب من قمولة.
قال في مسالك الأبصار: وبحلب وبلادهم قوم منهم.
قال: وبحماة قوم منهم أيضاً.
قلت: ومن هذه الفرقة: المُقر الأشرف الناصري المؤلَّفُ له هذا الكتاب. وقد شَرُفت به هذه القبيلة، وفخم أمرها، وعلا صيتها، وشاع في الخافقين ذكرها:
وللخمر معنى ليس للكَرْم مثلُه ... وللنار نور ليس يُوجد للزَّند
وخير من القول المقدَّم فاعترف ... نتيجته والنحل يُكرم للشُّهد
وسيأتي ذكر طرف من مناقبه في خاتمة الكتاب إن شاء الله تعالى، ليكون ذكره من الكتاب مسك ختامه، وابتداء عقد عقده وتمام نظامه.
العمارة الثانية: من الموجودين الآن من قضاعة: