من طمى النيل ورمال الصحراء شكلت تربتها، من العصور الفرعونى والبيزنطى والإسلامى صنعت تاريخها، من قصر اللابرنت وهرم هوارة ومدينة كرانيس ودير الحمام، وسواقى الهدير والمسجد المعلق شيدت بيوتها، من 5 مدن و44 وحدة محلية قروية و159 قرية، و1620 كفرًا ونجعًا شكلت خريطتها..
إنها الفيوم. المحافظة التى تتمدد على بعد 90 كيلو مترًا من العاصمة، يتلون 400 ألف فدان منها باللون الأخضر، تمثل 26 % من مساحتها.. والباقى صحراء، بها 5 مراكز رئيسية هى الفيوم وإطسا وابشواى وسنورس ويوسف الصديق، ومن أسمائها «سبك» ويعنى دار التمساح، و«بايم» ويعنى أرض البحيرة.
العائلات بالفيوم عريقة ، وساهمت بشكل رائع فى كتابة التاريخ الوطنى والنضالى لمصر، ففى الفيوم، عاصمة المحافظة، عائلات «الروبى»، و«الزاوى»، و«دلّة»، و«أبوالسعود»، و«على صالح»، وفى سنورس، عائلات «عليوة»، و«الهوارى»، و«دكم» وحناوى، وعلى بياض، والشاهد، والصاوى ،ورحيل، وفى أبشواى، «مؤمن»، و«خضر»، ووالى، والجارحى، والشيمى وهويدى، وغيث، وفى مركز «إطسا» تعيش قبائل عربان المغاربة ومن أشهرهم قبيلة الرماح، التى ينتمى إليها «آل الباسل» وآل أبوجليل، وغيرهما من العائلات البدوية الموزعة فى قرى المركز، ومركز طامية يتشابه مع «إطسا»، ففيه تواجد للقبائل العربية والعائلات والفلاحين، ومنه أسر عديدة لها حضورها السياسى، بداية من مجلس شورى القوانين، وحتى مجلس الشعب، ومن عائلاتها على سبيل المثال: «أبوطالب» التى ينتمى إليها الدكتور «صوفى أبوطالب» رئيس مجلس الشعب الأسبق، وعائلة «الجمال».
ومن العائلات العربية المهمة فى «طامية» عائلة البحيرى، وهناك عائلات أخرى لها ثقلها الاقتصادى والسياسى
أشهر عائلات الفيوم
«الباسل».. العائلة التى كافحت مع عمر المختار وسعد زغلول
الباسل.. صورة جمعية للعائلة الكبيرة
نصف ساعة استغرقتها المسافة بين الفيوم ومركز عائلة الباسل، على جانبى الطريق يمكن مشاهدة أكوام التبن وحقول الذرة والبنجر، وعندما تصل إلى قصر العائلة، يمكنك اكتشاف الشبه الكبير بينه وبين بيت الأمة، مقر إقامة الزعيم سعد زغلول.
إنها العائلة التى ساندت زعيم الجهاد الليبى عمر المختار فى حربه ضد الاستعمار الإيطالى وكان عميدها حمد الباسل رفيق النضال مع سعد زغلول.. وهى العائلة التى تتمسك حتى الآن بالعادات البدوية.. ولديهم صندوق تكافل باشتراك شهرى حتى يعين الغنى الفقير.
هذه العائلة جاءت من ليبيا عام 1870، وبعد عدة تنقلات، استقر بها المقام فى هذا المكان، ثم توزع أفرادها - مع مرور السنوات - على 12 عزبة تابعة لمركز إطسا بالفيوم، هى قصر الباسل، ومشافى، وأبوعجيلة، وعوض الأعرج، وسلام، وعبدربه، وآدم غالب، ولملوم الباسل، والستين، والسريرة، وعزبة أبوعيد، وغبور.
أول حكايات أفراد العائلة كانت عن تلك «النقلة» التى واجهها الأجداد، تركوا البيئة الصحراوية إلى مركز سيدى سالم بكفرالشيخ، لكنهم لم يستطيعوا التعايش مع الزحام الشديد، فآثروا العودة إلى منطقة وسط، تجمع ما بين الحسنيين، ووجدوا ضالتهم فى نجع أبوحامد بالفيوم قبل أن يتغير اسمه إلى قرية «قصر الباسل».
وكما يحكى لنا كبار آل الباسل، فى شىء من العزة والفخر، فإن هناك فروعا كثيرة لعائلة الباسل فى عدد من المحافظات، منها على سبيل المثال بيوت من نسل العائلة بمركز العامرية غرب الإسكندرية، وفى كفرالشيخ عزبة تحمل اسم سالم الباسل، وهناك فرع آخر للعائلة فى حى حلوان بالقاهرة.
نحن من العائلات العريقة، هكذا بدأ محمد يحيى الباسل شيخ البلدة كلامه لنا، ولها حضور قوى على مستوى العمل السياسى، منذ تأسيس مجلس شورى القوانين فى عهد الخديو إسماعيل، حتى مجلس الشعب، ونصاهر عائلات «العربان» الكبيرة ذات الوزن الاقتصادى والاجتماعى، فنحن نؤمن بالمثل البدوى القائل: «دزها للتمساح.. وما ياخدهاش فلاح».
وعندما تزوجت ابنة عمى قبل 40 سنة، قدمت لها شبكة 100 جرام من الذهب، ومهرًا 150 جنيها، بينما أغلى مهر وقتها كان 8 جنيهات، وحسب التقاليد لا تتزوج البنت الصغرى قبل الكبرى مهما حدث، ولدينا فى العائلة صندوق تكافل يتولى مسئوليته أكبر أفراد العائلة سنا، وموارد الصندوق تأتى من اشتراكات شهرية يدفعها كل بيت من بيوت العائلة، ومهمة الصندوق تحقيق التكافل بين أفراد العائلة بمستوياتها المختلفة، وحل الأزمات التى قد تواجهنا.
معظم أفراد العائلة يعملون فى الزراعة «العائلة كان بحوزتها 4 آلاف فدان قبل التأميم فى ثورة يوليو»، ويمتلكون أراضى كثيرة فى القرى التى يقطنونها، ومازال لديهم بعض القشور البدوية، لكن زيهم اختلف كثيرًا لينسجم مع الزى الريفى السائد بقرى الفيوم، والملامح البدوية كذلك أخذت طريقها إلى الاختفاء، ويبدو ذلك واضحًا فى ملامح الصغار.
ومع تلك الاختلافات، يمكنك استشعار مدى الارتباط بين العائلة والقبائل الموجودة فى الصحراء الغربية، خاصة عندما تستمع إلى النسوة الكبار فى السن، فاللهجة البدوية مازالت على ألسنتهن، ويتحدثن بها طويلا قبل أن تأخذ هى الأخرى طريقها إلى الاندثار.. على العموم كل شىء هنا فى عائلة الباسل، يشعرك بأنها تدافع ببسالة عن تراثها، فى مواجهة رغبة السنوات فى التغيير.
العمدة الحالى لقرية قصر الباسل هو باهى الباسل، وفى نفس الوقت هو وكيل المجلس المحلى للقرية، ورث العمودية عن عمه العمدة السابق حمد صالح محمد مقاوى الباسل، والذى رفض نجله أن يتولى العمودية بعده لأسباب غير متداولة، وتتميز العائلة بحرصها الشديد على استمرار التواصل فيما بين أفرادها، ولا يكتفون بالالتقاء فى المناسبات والأعياد.
السيدة «فتحية الباسل» عجوز عمرها 75 عاماً مليئة بالحكايات تنظر إلينا فى غرابة واضحة، وربما تتساءل فى نفسها: «ما بال هؤلاء يبحثون فى تاريخ العائلة، وفى أى مهنة يعملون؟ ولماذا يمسكون أقلاما وأوراقا ليكتبوا كل ما أقول؟ يمكن من البوليس!». وهو ما اضطرنا للاستعانة بإحدى حفيداتها لتترجم لنا ما تقول، وتنقل لها الأسئلة، وبدأت «ذاكرة العائلة» فى الحكى كاشفة عن ذلك الوشم البديع على وجهها.
حكت السيدة ، وفى صفحات التاريخ ما يؤيد أقوالها فعائلة الباسل كان لها دور مهم فى القضايا الوطنية، خاصة مقاومة الاحتلال الإنجليزى أيام عميدها حمد باشا الباسل، الذى سافر لعرض قضية مصر أمام مؤتمر فرساى، ولا يقل دوره فى طرح قضية تحرير مصر من الاحتلال عن دور الزعيم سعد زغلول، وبعد أن عاد من المؤتمر تم القبض عليه ونفى إلى مالطا، قبل أن يعود لمواصلة دوره الوطنى.
وكان حمد باشا يشارك فى التحكيم بين القبائل المتنازعة فى جميع الأقطار العربية، وكانت كلمته مسموعة لدى كل زعماء وشيوخ العربان فى المغرب والمشرق العربى، ورغم ذلك كان رجلاً كريمًا، متواضعًا، وعندما كان يمر على بيوت العائلة، ونحن صغار نجرى وراءه ليأخذ كل «عيل» نصيبه، وهو عبارة عن قرش صاغ مكتوب عليه الملك فؤاد.
كان فارسًا بكل ما تعنى الكلمة، لا يخاف أحدًا، فمثلاً طلب منه عمر المختار المساندة أثناء جهاده ضد القوات الإيطالية، فلم يتأخر عنه وأمده بالمال والخيل والعتاد، وأثناء محاكمة الاحتلال الإنجليزى له قال قولته الشهيرة: «لكم أن تحاكمونا.. تطير راسى وتحيا مصر».. هكذا كان حال حمد الباسل، صاحب المواقف الوطنية الرائعة، وصاحب التاريخ الوطنى الذى لا يقل بأى حال من الأحوال عن تاريخ سعد باشا زغلول.
وسعد باشا زغلول كان يكن احترامًا كبيرًا لحمد باشا، ويحرص على الاستماع إلى آرائه، حتى إن اختلف معها، وكذلك كان الحال مع كل أفراد الوفد المصرى بسبب دوره المهم جدًا فى تشكيل الوفد، والعمل على بقائه متماسكًا، ومن سوء حظ حمد أن أحدًا من المؤرخين، لم يتوقف أمام علاقته مع صديقه زغلول، رغم كل ما قدمه من خدمات جليلة للوطن، ولثورة عام 1919.
نترك الحاجة فتحية إلى ذكرياتها الكثيرة عن «حمد»، وننتقل الى عادات هذه العائلة، فهم يتباركون بالإمام الغزالى، ويذهب أفرادها إلى زيارة ضريحه باستمرار، بل يقيمون له مولدا سنويا، لكن هذه العادة توقفت بعد مقتل أحد الرجال فى أحد الموالد، بينما مازالت عادة زيارة ضريح الشيخ عبداللطيف الباسل المعروف باسم «الشيخ لطوفة» مستمرة حتى الآن.
سالم الباسل يقيم 400 خيمة أمام منزله لاستضافة الشعراء
سالم الباسل عم «حمد باشا»، كان رجلاً معروفًا بين «العُربان» بكرمه وقدرته على نظم الشعر، وكان ينصب أمام بيته 400 خيمة يستضيف فيها الشعراء القادمين من مختلف المحافظات، وكذلك من دول المغرب العربى. ومما يرويه أهالى قصر الباسل، أن «سالم» أراد أن يحتفى بشاعر قادم من المنيا وفى الوقت نفسه كان يرغب فى استفزازه ليؤلف قصيدة.
وجاء يوم «العزومة»، وجلس سالم الباسل إلى المائدة، وطلب من «الخدم» أن يضعوا أمامه كميات كبيرة من اللحوم، والقليل منها أمام شاعر المنيا وعندما لم يعترض الشاعر، استفزه سالم بقوله: (جانا لحم واجد الكل ما كادك/ هى خصلتك ولاّ هو سبر بلادك؟) وتعنى أن اللحم الكثير «واجد»، وضع أمامى ألم يضايقك ذلك؟ وهل ذلك الرضا والخنوع من عادة بلادكم؟
(الشاعر المنياوى رد عليه بقصيدة قال فيها: (جانا لحم واجد صحيح كلامك/ حطُّوا لك مواليك الكل قدّامك/ شمّرت له يمينك ولويت أكمامك/ جيرتك ضْبوعَة واللى يجاورك يمسى قتيل بجوعه/ صغيّر وانت شيخ وكلمتك مسموعة/ والوِطْن وِطْنَك والبلاد بلادك).
ومعنى قصيدة الشاعر المنياوى، هو أنه بالفعل «الخُدّام» أحضروا لحمًا كثيرًا، لكنهم أعطوك النصيب الأكبر، وأنت - أى سالم الباسل - شمرت يمينك ورفعت «أكمام» جلبابك، وأكلت هذا اللحم وحدك، والذين يجاورونك على المائدة «ضباع» لا يتركون شيئًا، ومن يعش بجوارك أو يأكل معك فى «عزومة» يمت جائعًا، وهذا بسبب سلطتك على الناس، فأنت «شيخ قبيلة» وكلمتك مسموعة مهابة وأوامرك مجابة، وكان سالم الباسل يقصد من استفزاز الشاعر المنياوى، إطلاق قريحته الشعرية، أما اللحوم فهى عند «العربان»، أهم وأغلى من أى طعام آخر، والكرم يُحسب عندهم بمقدار ما يتم تقديمه للضيوف من لحوم.
فى الأفراح والأحزان.. يذبحون ويقيمون الولائم
للأفراح والأحزان طقوس فى عائلة الباسل، بينهما قاسم مشترك، هو ذبح الذبائح، وإقامة الولائم. فى حفلات الزفاف، تقام حفلة كبيرة فى بيت العروس، لمدة ثلاث أو أربع ليال، تتجمع فيها البنات حول العروس، يعجن الحنة، فى صينية ألمونيوم، ويدفن بها الشموع، ويرقصن ويغنين حتى ساعات متأخرة من الليل.
ويكون من مسئولية أقرب صديقة للعروس، تجهيزها لاستقبال أهم ليلة فى عمرها، ترتدى الفستان الأبيض، وقميصا أبيض من الدبلان، وبينهما ثوب ثالث أبيض يسميه البدو «الدبلان»، مع العلم أن شبكة العروس لا تقل عن 100 جرام من الذهب. وفى المساء تركب العروس، ومعها بنات عمومتها وصديقاتها على ظهور الجمال، وتكون العروس داخل الهودج، حتى يصلن جميعًا إلى بيت العريس، وهناك يتم عمل «كف عرب»، يستمر لمدة شهر كامل من ليلة الدخلة، ويتم من خلاله إقامة الولائم وذبح الذبائح.
مشاهير العائلة
◄ الكاتب الصحفى المعروف عبدالعظيم عيسى على سالم الباسل وشهرته «عبدالعظيم الباسل» نائب رئيس تحرير الأهرام.
◄ المرحوم المهندس أبوبكر محمد حمد الباسل، وكان زعيما للبواسل حتى وقت قريب قبل أن يرحل إلى جوار ربه فى 2005، وكان نائباً برلمانياً لمدة 30 عاما وتولى خلالها رئاسة لجنة الزراعة والرى.
◄ اللواء نصر الدين على ميلاد الرمحى، وكان يشغل منصب رئيس سلاح المدفعية بالقوات المسلحة عام 1986، ثم مديرا لمنطقة تجنيد الجيزة 2002، ثم خرج على المعاش،
> محمد محمود مقاوى عميد فى المخابرات المصرية سابقا، واشتهر بنزاهته، حيث حاول بعض تجار المخدرات إغراءه ورشوته بمبلغ مليون جنيه، لأنه كان يعمل على الحدود المصرية بسيناء لإسكاته فى إحدى عمليات تهريب المخدرات، فتصدى لمحاولتهم ورفض إغراءاتهم، وحصل على نوط الواجب من وزير الدفاع وقتها المشير أبوغزالة.
◄ الدكتور خالد الباسل رئيس قسم المناظير بمستشفى القاهرة التخصصى.
باحثة البادية تزوجت عبدالستار بك.. وحاولت تحرير المرأة البدوية
هذه حكاية من أهم حكايات عائلة الباسل.. إنها زواج عبدالستار بك الباسل من ملك حفنى ناصف، أو «باحثة البادية» كما هو معروف عنها، وهو الزواج الذى استمر 11 عاماً. كان عبدالستار بك, قد تولى رئاسة قبيلة الرماح, وعمودية عائلة الباسل بعد وفاة شقيقه الأكبر حمد باشا الباسل، بينما كانت ملك ما تزال صغيرة السن، ولكن والدها كان صديقه، وهو ما أدى إلى هذه الزيجة.
وانغمست «ملك»، التى أصبحت زوجة شيخ العرب، مع نساء بادية الفيوم، وأقامت علاقات معهن، وحاولت تطبيق أفكارها الخاصة بتحرير المرأة من قبضة الرجال، وتعليمها ومنحها حقوقها التى كفلتها الشريعة الإسلامية لها، لكنها لم تستطع أن تستكمل رسالتها بعد انفصالها عن زوجها لأسباب عديدة، فى مقدمتها عدم قدرتها على الابتعاد عن أسرتها.
ولدت «ملك حفنى ناصف» فى 25 من ديسمبر 1886 والتحقت «ملك» بالمدرسة «السنّية» للبنات، وتقدمت لامتحان الشهادة الابتدائية، وكانت الأولى على الدفعة، وكتبت فى الصحف مدافعة عن المرأة المصرية فى مواجهة العادات والتقاليد، ومما ترويه نساء عائلة «الباسل،» أن «عبدالستار بك» كان يحب «ملك»، وعنما مات والدها حزن عليه حزنًا شديدًا، وهى أصيبت بمرض الحمى الإسبانية، وتوفيت فى سن «32 سنة» ودفنت فى مقابر أسرتها فى «الإمام الشافعى» ورثاها حافظ إبراهيم وخليل مطران بقصيدتين، وكذلك الأديبة اللبنانية «مىّ زيادة».
«آل حزيّن أغا».. العائلة التى «خبأت» السادات وزارها فاروق ونجيب
أفراد العائلة فى الديوان
◄ ينتمون إلى قبيلة «الجميلية» وجاءوا إلى مصر من المغرب وجدتهم من أصول تركية
◄ يتواجدون فى قنا وأسيوط والبحيرة ولهم «ديوان» ملحق به مسجد فى «إسنا»
عائلة حزين هى التى خبأت السادات عندما كان هاربًا على خلفية اغتيال أمين عثمان وزير المالية فى الأربعينيات، وربما كان هذا هو السبب فى أن العائلة مغرمة بالسادات، ومع ذلك فمنهم ناصريون ووفديون وحزب وطنى، إنها عائلة سياسية كان منها وزير وأعضاء برلمان وحرص على زيارتهم رؤساء وملوك منهم الملك فاروق ومن بعده الرئيسان محمد نجيب وأنورالسادات.
آل «حزّين» فرع من قبيلة تسمى «الجميلية»، وهو فرع وافد على مصر من المغرب العربى مع الفتوحات الإسلامية، ويتمركز آل حزين فى جنوب قنا وتحديداً فى مركز إسنا، وللعائلة كذلك أفرع فى محافظتى البحيرة وأسيوط، فى البحيرة تتمركز فى مدينة دمنهور، وفى أسيوط تتمركز فى المدينة، ومعروف لدى العائلة أن فرع أسيوط كان منه الدكتور «سليمان حزين» - وزير الثقافة الأسبق، وآل حزين طيبون ويتميزون بالتواضع، ويعتبرون أنفسهم من العائلات متوسطة الحال، وهم حريصون على تأكيد هذا المعنى، ورغم أن قوانين الإصلاح الزراعى أخذت منهم 7300 فدان، لم يعتدوا على أرض الدولة بوضع اليد، حسب قول النائب السابق «مرتضى حزين»، واكتفوا بما تبقى لهم ثلاثمائة فدان مزروعة بالقصب، وغيره من المحاصيل.
السادات فى الديوان
لكل بيت فى عائلة «حزين» ديوان خاص به، فضلاً عن الديوان الأساسى الموجود فى وسط مدينة «إسنا»، وهو ديوان عتيق يعلوه مسكن النائب مرتضى، وملحق به مسجد باسم آل «حزين»، وهو الديوان الذى يستقبل الضيوف، والمجالس العرفية، وواجبات العزاء، وبناه الحاج حسن حزين منذ 149 عاماً أو يزيد، والديوان الأساسى لآل «حزين» تقام فيه مراسم العزاء بما لا يقل عن حالتين شهرياً، وبحسب كبار العائلة فإن العزاء فى الماضى كان يستمر لمدة تصل 40 يوماً،إلا أن الظروف التى طرأت على المكان، والزمان، وإيقاع الحياة السريع جعل أيام الحداد تتناقص إلى 3 أيام.
وتكمن أهمية «الديوان» التاريخية، فى أنه شاهد كثيرا من الأحداث الهامة، فقد وطأته أقدام الملك فاروق، والرئيس الراحل أنور السادات، ومصطفى النحاس باشا زعيم حزب الوفد بعد سعد زغلول، وفؤاد سراج الدين باشا، وسيد مرعى - وكان قدوم الرئيس السادات إليه ليس لزيارة مدينة «إسنا» التى كانت مديرية، ونقلت إلى قنا، ومعها تحولت إلى مركز، قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية - وإنما للاختباء على خلفية اتهامه بمقتل أمين عثمان - وزير المالية الوفدى، فى الأربعينيات من القرن الماضى للاشتباه فى تعاونه مع الإنجليز، ومكث السادات شهراً كاملاً فى الديوان، ثم استكمل اختباءه فى قنا.
كما زار الديوان فريق «قطار الرحمة» الشهير بعد ثورة يوليو 1952، وكان يضم كلاً من الفنانتين «شادية، وفاتن حمامة، وآخرين»، واستراحوا فيه ثم أكمل القطار رحلته إلى «إسنا» للتضامن مع أهلها بعد أن أدت السيول آنذاك إلى انهيار بيوت ومنازل المواطنين فيها، وكانت هناك ليالى سمر وغناء للخروج بالأهالى من هذه المحنة، والكارثة الكبرى.
ولم يكن اختيار الرئيس «السادات» لديوان آل حزين للاختباء، وليد المصادفة، بل كان بسبب صداقة قوية كانت تربط بينه وبين المرحوم حسن بدوى حزين »مزارع«، وهو والد «عبدالمنصف حزين»، الذى شغل مناصب متعددة حيث كان محافظاً لـ«قنا»، والمنوفية، وعضو مجلس الشعب، والنواب، ونقيب الاجتماعيين آنذاك وحتى سنوات قليلة مضت، ولأن «السادات» كان ذكياً، ويعرف قواعد وأصول العائلات، كان اختياره لآل «حزين» موفقاً لأنه يعلم أنهم وطنيون.
ومن السياسيين الذين زاروا ديوان آل حزين «محمد نجيب» - أول رئيس للجمهورية بعد قيام ثورة يوليو 1952 أثناء افتتاح مستشفى الصدر بإسنا، وحافظ بدوى - رئيس مجلس الشعب فى عهد السادات- كما زاره سيد مرعى السياسى البارز فى عهد عبدالناصر ووزير الزراعة الأسبق ورئيس مجلس الشعب فى عهد السادات حيث كان مرعى وهو طالب زميلاً للطاهر حزين، كما زار سيد مرعى الديون أيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، وكان معه وزيران من الوزارة المركزية.
نسبة التعليم لدى «آل حزّين» عالية، ويعتبر الطاهر حزين - خريج كلية الزراعة - عام 1930 من أوائل الذين تخرجوا فى الجامعة من العائلة، وكان فى المدرسة السعيدية، كما أن هناك أحد أفراد العائلة - لم يتذكر أحد اسمه- خريج حقوق عام 1924. وهنا تكمن معلومة مهمة، حيث إن أغلب خريجى المدارس الثانوية، والجامعات، أكملوا تعليمهم فى القاهرة حيث كانت المدرسة الوحيدة فى إسنا «ابتدائية» فقط، واليوم صارت «ثانوية»، ويتفق أقطاب «آل حزين» على أن التعليم فى الوقت الحالى ليس كما هو فى السابق، حيث فسد منذ أصبح كل معلم من نفس بلده، وفى السابق كان المعلمون يفدون إلى «إسنا» من محافظات الوجه البحرى والقاهرة، فكان التعليم أكثر صرامة وفائدة، لأن أبناء المحافظة الواحدة، والمكان الواحد أغراضهم المادية تطغى على صالح العملية التعليمية.
وفى حين يتفاخر أولياء الأمور لدى «آل حزين» بتعليم أبنائهم، وإلحاقهم بأفضل الجامعات المصرية، يفخر كذلك الحاج «عبدالرؤوف حزين» أن الله تعالى قد رزقه بابنه الصغير، ليكون فى خدمة الديوان، ويظل مفتوحاً على يديه بعد أن انشغل عنه أهله، كما يؤكد أن نجله «عاشق الديوان» حافظ للقرآن الكريم، وتقى يحافظ على الصلوات الخمس ولديه ذاكرة قوية جداً، ويعرف جميع رواد الديوان «وكل الناس بتحبه»، وقديماً كانت الفتاة تذهب إلى المدرسة إلى أن «تفك الخط» حسب وصفهم، ولكن اليوم الوضع تطور، والنظرة للتعليم مختلفة، ولدى «آل حزين» الكثير من الطبيبات، والصيدلانيات، والمحاسبات فى جميع التخصصات، كما أن انتشار الكليات بقنا وأسوان أجبر العائلة على تعليم الفتيات إلى المراحل النهائية.
كلمة العمدة .. أهم
لا تختلف العادات والتقاليد لدى «آل حزين» عن مثيلاتها فى الوجه القبلى عموماً، والقبائل العربية والبدوية بصفة خاصة، فتوقير الكبير والرفق بالصغير أمر أساسى، ولابد من احترام كلمة العمدة، أو الرجل الكبير فى العائلة. المشهد اللافت للنظر أيضاً هو أن الكبير مادام واقفاً فلا أحد يستطيع الجلوس من الحاضرين، إلا بعد أن يجلس هو، وهى العادة التى يفخر بها «آل حزين» مؤكدين أنها اندثرت من دساتير العائلات الأخرى.
يرتبط «آل حزين» بعلاقات صداقة ومصاهرة، ونسب مع جميع العائلات الأخرى الموجودة داخل إسنا وما حولها. وأعرب الحاج عبدالرؤوف حزين، عن أسفه من تناقص المحبة والمودة بين الناس، مضيفاً: «زمان كنا بنعمل سهرات رمضان فى الديوان بحضور كبار المشايخ: محمد صديق المنشاوى، وعبدالباسط عبدالصمد»، وساعتها ماكنتش تلاقى مكان واحد فاضى»، ومن قراء الديوان أيضاً كان هناك قارئ يدعى «قدرى حماد»، وكان صديقاً لآل حزين، وكذلك الشيخ محمد سليم من قرية «أصفون»، وتخرج على يديه جميع المقرئين المشهورين فى قنا، كما أن مركز إسنا مشهور بحب أهله للقرآن، وقرائه وحافظيه. أيضاً من عادات آل حزين القديمة التى اندثرت فيما بعد، أن عريس البنت يتم اختياره من أبناء عمومتها، ويسمى فى سن 10 سنوات، ويكون زواجاً بالاتفاق بين الأسرتين، فإذا ما بلغ الاثنان سن الزواج تزوجا.
يختلف اتجاه العائلة السياسى من بيت إلى بيت، ومن فرد لفرد داخل الأسرة الواحدة، فالبعض وفدى، وآخر ناصرى، وأغلبهم «ساداتى»، ويتضح ذلك من خلال ترحم آل حزين على أيام السادات، فهم يقولون: إن إنجازات السادات وأفكاره تجبرك على احترامه، ويتذكرون له مشهداً يدل على تواضعه، حيث كان السادات يجتمع ببعض النواب فى كل عام فى «القناطر»، وفى مرة وجدوه يركب «موتوسيكل» وخلفه بنت من الفلاحين ترتدى إيشارب فلاحى، وأمامه ولد صغير من الفلاحين أيضاً. ويتفق أغلبهم أن عهد عبدالناصر كان «الأسوأ»، حيث الكلام فى السياسة ممنوع، حتى إن ثقافة الناس فى ذلك العهد كانت تعتقد أنهم مراقبون حتى فى غرف نومهم.
النائب مرتضى حزين يقول إن الديوان فى عهد عبدالناصر كانت تدخله «حمامة» ولها عش خاص بها، والناس كانت تتحدث فى شتى مناحى الحياة داخل الديوان، فإذا ما دخلت هذه الحمامة سكت الجميع خوفاً من أن تكون رسولاً لعبدالناصر وتبلغه بما يحدث.
النائب مرتضى حزين يستطرد: يوم وفاة «عبدالناصر» كتب أعضاء الاتحاد الاشتراكى لافتة «بالدم» وأخرجوا جميع الأهالى للبكاء، وأعطوا كل فرد كيلو من الدقيق، وأجبروا الأهالى على البكاء، والذى لم يخرج، ولم يبك حرموه من هذا الدقيق، وأنا كنت فى ذلك اليوم موجوداً بالقاهرة، وخرجت الندابات للبكاء، والنحيب مقابل حصولهن على نقود ومكافآت.
إلهامى.. الناصرى
إلهامى سعد عمر حزين يرفض هذا الكلام يتدخل مدافعاً عن عبدالناصر والناصريين قائلاً: لو سألت فى أمن الدولة يقولولك إلهامى «ناصرى»، وأنا كنت مدرساً فى المدرسة الثانوية الصناعية فى إسنا فى عهد «السادات»، وكنت مسئولاً عن طابور الصباح، وكان من عاداتى أن أجعل الطلاب يبدأون فى الإذاعة بقراءة القرآن الكريم ثم يقولون المادة الشهيرة التى قالها عبدالناصر: «تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس.. إلخ»، وكانت حولنا كتائب للجيش.
وفى يوم فوجئنا بلواء شرطة ممسكاً باسطوانة «البيك آب»، ملقياً بها على الأرض فى عرض الطابور أمام »1800« طالب فى ذلك الوقت، وعارضته قائلاً: «حاسب دى عهدة بـ260 قرشا وفيها بسم الله، وفيها مادة 1 تؤمم» التى قالها الزعيم، وأنت أفسدت حاجتين الأولى: إنك نهيت ذكرى زعيم، وهو راجل عمل تغيير فى عهده، والثانى الـ 260 قرشاً، وفى عام 1984 عندما ترشح طاهر حزين فى انتخابات مجلس الشعب سألوه فى أمن الدولة: «فيه فى العائلة واحد ناصرى» كانوا يقصدوننى! لكن بالرغم من أن إلهامى ناصرى، إلا أنه يرى أن عبدالناصر هو مسئول عن إلحاق الضرر بالصعيد، لأنه يرى أن عبدالناصر قام بتمليك الأراضى لـ«المافيا»، والتى باعت «الملك» فيما بعد وفاة عبدالناصر، هو حقاً كان زعيماً لكن همه الوحيد كان القضاء على الإقطاع الأجنبى، ولم يلتفت إلى الإقطاع الوطنى، وعمل دولة المؤسسات التى سرقت البلد الآن.
بيت الأولياء
آل حزين بطبيعتهم يحبون التصوف، وأولياء الله الصالحين مثل أبى العباس الدندراوى، وأحمد رضوان، ويسمى بيت آل حزين «بيت الأولياء». يحكى إلهامى حزين حادثة وقعت قديماً حيث كان هناك رجل إقطاعى يسمى البرنس يوسف، يمتلك إقطاعية نجع حمادى كلها، وكان هناك رجل صالح اسمه محمد الشرقاوى، ابن الشيخ أبوالوفا الشرقاوى، وكان مقاوماً للظلم والفساد فأراد البرنس الكيد له، وكان للشيخ محمد أبوالوفا خلوة فى دير بالجبل، أما «البرنس» فحرض أتباعه على قتله، وهو خارج من الخلوة، وأن يضربوه ويرموه فى الجبل، قائلاً «واحد يبحّر وواحد يقّبل«، وعندما ذهبوا لقتله وجدوا السيد أبوالوفا الشرقاوى جالساً، ومعه سبعون رجلاً، وواضعاً يده عليهم فى ذات الوقت ذهب البرنس بسيارته الفاخرة إلى الجبل ليتلذذ بمقتل الشيخ محمد أبوالوفا، لكنه رأى مشهداً آخر، مما جعله يهب له بيته الواقع على ساحل النيل فى أولاد نجم القبلية، وهى استراحة كاملة، وصار البرنس من أتباع الشيخ محمد، وأصلح جميع شئونه، ولدى آل حزين فى المآتم والأربعين، أو بعد مرور 15 يوماً عادة وهى أنه بعد الوفاة يقام مجلس ذكر للشيخ أبوالوفا الشرقاوى، وهو شىء مقدس لديهم، ومن الأقوال التى تقال فى مثل هذه المجالس: «يا قطب دائرة الأفلاك خذ بيدى»، «يارب بالحسنى من الأسماء أشرقت شموس القرب فى سمائى»،
وتوجد علاقة أسرية بين آل حزين، والدندراوية، ولديهم الشيخ حيدر حزين، وكان «تيجانيا»، والمرحوم نور حزين وكان «شاذلياً»، وباقى العائلة الآن «سعديون»، فى ذات الوقت كان الشيخ محمد صديق المنشاوى، وتحديداً عام 1956، يسافر فى رمضان إلى سوريا، ويقيم بها عشرة أيام ليحيى لياليها بينما يحيى، باقى ليالى رمضان الـ20 داخل ديوان آل حزين، ثم بعد ذلك أصبح 15 يوماً فى سوريا، و15 لدى آل حزين فى إسنا بمصر، إلى أن أصدر جمال عبدالناصر قراراً بأن يحيى الشيخ المنشاوى شهر رمضان كاملاً فى سوريا، كما أن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، كان دائم السهر وقراءة القرآن فى قرية »أصفون« بالمطاعنة.
ويذهب كثير من أفراد آل حزين إلى الاحتفالات الخاصة بالأمير المدثر، وكان المرحوم مدنى حزين نقيباً للأشراف عام 1923.
يحكى آل حزين عن أن أباءهم عندما نزلت مظلات فسفورية لاكتشاف موقع كوبرى «إدفو» خرجوا ببنادقهم وطبنجاتهم للدفاع عن البلد ظناً منهم أن هذه القوات غير مصرية، والعائلة كانت معروفة بتربية الخيول، ويجيدون اختراق الضاحية، والفروسية، ورمى الزانة، عندما أدى السيل إلى غرق قرى كثيرة بإسنا كان محافظ قنا هو عبدالمنصف حزين، وساهمت العائلة إلى حد كبير فى إيواء المنكوبين من العائلات الأخرى، وأمر عبدالمنصف حزين آنذاك، بتوفير البطاطين اللازمة لأهالى إسنا.
برلمانيون بارزون من العائلة
◄ عمر أغا حزين.. كان ناظرًا لإقطاعية قنا عندما كانت مديرية سنة 1851،
◄ محمد الملقب مدنى حزين، وهو اسم ثلاثى مركب، عضو مجلس النواب سنة 1921.
◄ متولى بك حزين، عضواللجنةالتشريعية سنة 1904، وكان عضوا فى مجلس النواب عام 1930.
◄ عباس بدوى حزين، عضو مجلس النواب من سنة 1945 لمدة خمس دورات، فى عام 1948 ترشح ضد ذو الفقار خال الملك فاروق ووالد الملكة فريدة،
◄ عبدالمنصف حزين كان ضابط احتياط بالجيش فى سلاح الإمداد والتوزيع بفايد فى الإسماعيلية، رشحته العائلة فى انتخابات مجلس الأمة عام 1967، ضد مرشح الاتحاد الاشتراكى بدر عبدالله مجاهد.
طاهر حزين:
يمثل الدائرة فى البرلمان النائب طاهر حزين، والذى ترشح للانتخابات مستقلاً، وعندما فاز بعضوية مجلس الشعب انضم إلى الوطنى بناء على ضغوط من عائلته، وكان رافضًا هذا المبدأ لأنه «وفدى»، لكن تم إسقاط عضويته من الحزب الوطنى فى شهر مايو من العام الماضى 2007، بسبب مواقفه، حيث رفض التصويت لصالح قانون الطوارئ، واستجوابه الذى تقدم به إلى وزير النقل محمد منصور، ومساندته لنادى القضاة.
سليمان حزين:
مفكر راحل من مواليد 29 مايو عام 1909، أحد علماء الجغرافيا البارزين فى تاريخ مصر ويعد من أساتذة المفكر الراحل الدكتور جمال حمدان وأسس جامعة أسيوط وتولى رئاستها وتولى وزارة الثقافة لفترة فى الستينيات وعمل مستشارًا للجامعة العربية وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1971ومن أشهر مؤلفاته: مكانة مصر فى حضارات ما قبل التاريخ.
أقام الخديو إسماعيل أول برلمان مصرى، وثانى برلمان فى العالم، يحمل اسم «مجلس شورى النواب» عام 1866.. وأراد أن يستوفى مظاهر «الأبهة» وأن يبالغ فى تقليد أوروبا فى كل شىء.
لكن النواب وعددهم 75 استغرقوا فى مناقشات جادة، فرد الخديو بتصرف صغير وعيالى، وهو إغلاق مقر المجلس بالجنازير الحديد!! وعاند الأعضاء أكثر،فذهبوا إلى فندق الكونتننتال فى العتبة واستمروا فى عقد جلساتهم حتى انقضى زمن تشكيل المجلس عام 1869.
كان ضمن هؤلاء الأعضاء الرواد، جدى الأكبر «حزين أغا».. وقد ورد اسمه فى محاضر مجلس شورى النواب بهذه الصفة «الأغا» والاسم نفسه، وأحيانا باسم (الشيخ حزين الجاحد) وأحيانا الشيخ حزين أغا، وأحيانا حزين أغا جادو.. وتولى رئاسة إحدى لجان المجلس.. وكان ممثلا فى مجلس شورى النواب لمديرية «بنى سويف والفيوم»، ومناسبة الكلام هذا، ما اتخذته جريدة «اليوم السابع» من خطوات مهنية جادة وجيدة وطريفة بالتواصل المباشر مع الشعب، ونشر موضوعات عن العائلات، ومنها عائلة حزين أغا.. وأُعدَّ الموضوع من «قنا»، ويمكن أن نضيف معلومات موثقة أخرى لتكتمل هذه الدائرة.