الجزء الثالث من حياة الشيخ همام وثائق الشيخ همام

الجزء الثالث من حياة الشيخ همام
وثائق الشيخ همام
قضى شيخ العرب همام السنوات الأخيرة
من عمره في إجراء المصالحات بين القبائل المتناحرة وإنهاء الخصومات الثأرية وإستشهد المؤرخ المصري بوثيقة تاريخية بحوزته تسجل حضور شيخ العرب مصالحة ثأرية بين قبلتين في إسنا سنة 1173 هجرية حيث جاء في الوثيقة إن المصالحة تمت بحضور العبد الأجل المحترم الجليل المكرم حضرة شيخ العرب همام يوسف ..
وأبدى الباحث والمؤرخ المصري عمر أحمد محمود تركي تخوفه من أن يتضمن المسلسل الذي يحمل اسم شيخ العرب همام مشاهد تصور شيخ العرب جبارا متكبرا ظالما غليظ القلب على عكس الحقيقة حيث كان شيخ العرب همام جوادا كريما رقيق القلب تفتح موائده العامرة من صلاة الفجر وحتى منتصف الليل كما كان محبا للسلم والسلام ويتحلى بأخلاق الفرسان .
فيما اشار عبد الحكم عبد ربه وكيل وزارة الثقافة بالأقصر وهو احد أبناء المطاعنة بأسنا أن شيخ العرب همام كانت تُروى
عنه عشرات القصص والحكايات عن قوته التي كان يستخدمها في رد الظالم عن ظلمه ويضيف عبد ربه أن شيخ العرب همام قد وصل إلى اصفون وقرى
المطاعنة في إسنا بعد هزيمته على يد على بك الكبير في أسيوط حيث اخذ في التقهقر للجنوب حتى وصل إلى أصفون التي ناصرته وتضامنت معه وأحبته وبقى بها حتى وفاته عام حيث عرف بين أهل تلك القرى باسم عظيم بلاد الصعيد .
اصبح شيخ العرب همام الحاكم الفعلي للصعيد بتزعمه لعرب الهوارة والصعيد
واستطاع شيخ العرب همام لما تمتعت به شخصيته من ذكاء وطموح ان ينشيء الصلات الواسعة المتعددة الجوانب مع حكام مصر وعلماءها
ومع الدولة العثمانية نفسها وكان يطلب منها ما يريد مباشرة مجدداً ما كان من طيب العلاقات بين اجداده وبين الدولة العثمانية
مما اثار عليه غيرة بكوات القاهرة مثل علي بك الكبير ...
القاهرة القديمة
وقد لعب شيخ العرب همام دوراً هاماً في حياة الصعيد بل وفي حياة مصر كلها في النصف الاول من القرن الثامن عشر الميلادي ونحو عشرين عاماً من النصف الثاني منه ..
يقول رفاعة رافع الطهطاوي بعد زيارته إلى فرنسا واطلاعه على نظام الحكم هناك وتفاصيل انتقال السلطة والحكم فعقد مقارنة بسيطة بين النظام
الجمهوري والمشروع السياسي لشيخ العرب همام حين وصفه في كتاب تخليص الابريز في تلخيص باريز قائلا: ولما كانت الرعية لا تصلح أن تكون حاكمة ومحكومة وجب أن توكل عنها من تختاره منها للحكم وهذا هو مثل مصر في زمن حكم الهمامية فكانت إمارة الصعيد جمهورية التزامية.
وتعاطف بعض المفكرين مع الحركة التي قادها الأميرشيخ العرب همام في الصعيد ومحاولته الاستقلال بحكم الصعيد وعلى رأس هؤلاء المفكر لويس عوض الذي
ذكر في كتابه تاريخ الفكر المصري الحديث واصفا ما قام به شيخ العرب همام بأنه كان ثورة كانت لها أهداف وطنية واجتماعية أما الهدف الوطني الأول فكان استخلاص مصر من أيدي المماليك وأما الهدف الاجتماعي الأول فكان تمليك الأرض للمصريين وتوزيعها على الفلاحين.
احدي الوثائق التاريخية لشيخ العرب همام
وفي عام 1769 وفد إلى مصر الرحالة الاسكتلندي جيمس بروس وسجل في كتابه (رحلات لاكتشاف منابع النيل) تفاصيل لقائه بشيخ العرب همام بن يوسف في مدينة فرشوط حيث ذكر عنه أنه كان طويلا وضخما و وسيما وفي
الستين من عمره وأنه استقبله بأدب شديد وسأله عن ما يحدث في القاهرة أكثر من سؤاله عن أي مكان آخر. حيث كان هذا اللقاء في فترة صراع همام مع علي بك الكبير وهو نفس العام الذي توفي فيه شيخ العرب همام.
اقام شيخ العرب همام نظاماً وحكماً إدارياً دقيقاً لتنظيم بلاد الصعيد وشئون اراضيه والعاملين فيها
وكان لديه دواوين تضم جيشاً من الكتبة ومعظمهم من النصاري لمهاراتهم في الشئون الحسابية وكان هؤلاء يعملون في دأب متواصل
آناء الليل واطراف النهار لانجاز حسابات شيخ العرب همام الواسعة ...
وكان شيخ العرب همام يباشر كل اعمال موظفيه يراجع حساباتهم ويمليهم اوامره وتعليماته ومكاتباته ومن تلك ما يتعلق بمنازعات ابناء المنطقة سواءا كانت مدنية او جنائية او متعلقة بشئون الزراعة ....
احد المحاضر التي كانت تكتب في المنازعات
ترتب علي كل ما سبق من علو مكانة شيخ العرب همام ورياسته علي الصعيد بكامله وعلاقته الوطيدة بالدولة العثمانية ( الباب العالي )
حنق امراء المماليك وحقدهم علي شيخ العرب همام
وبدا الصراع المريريُترجم الي

- صورة طبق الاصل من الحجة الشرعية من محفظة رقم 101 من محكمة مكة المشرفه

- بتاريخ عشرة من رجب سنة 1223 هجرية – وقد تم تصويرها بقسم التصوير بدار الوثائق القومية

- وقد تم تسديد الرسوم المقررة بقسيمة رقم 641225 بتاريخ 20 -9- 1993 م

ع / رئيس قسم التصوير
الامر كما ذكر فيه رقمه الفقير اليه تعالي عبد الحفيظ بن المرحوم درويش العجيمي قاضي مكة المشرفة حالا عفي الله عنه
هذه نسبة شريفه شرعية ووثيقة محررة مرعية صدرت بمحكمة مكة المشرفة البهية دامت منه محروسة محمية بين يدي فخر قضاة الاسلام كمال ولاة الانام قاموس البلاغة ونبراس الافهام محرر القضايا والاحكام يومئذ ببلد الله الحرام الراجي لطف ربه الخفي الحاكم الشرعي الحنفي الواضع خطه وختمه ...اعلاه دام فضله ومجده وعلاه مضمونها - حضر الي المجلس الشرعي كل من فخر السادة الاشراف المعظمين نخبة ال عبد مناف المكرمين ينبوع اهل الفضل واليقين فرع الشجرة الزكية الطاهرة وطراز العصابة النبوية الفاخرة – سيدنا ومولانا الامير الشريف ابوعلي بن الامير علي الهمامي القاطن بمحروسة قنا – ومولانا الامير عبد المغيث بن محمد القاطن بالبر الاعظم الغربي لدشنا – ومولانا عمدة قبائل الهوارة الامير عبد الكريم بن همام باشا القاطن ببهجورة من اعمال صعيد مصر وبصحبتهم محي رسوم الشريعة بعد الاندراس ومجددها بعد الانطماس مولانا الامير سعود ال محمد لبقية الديار الحجازية والصدر الاعظم الجناب العالي محمد باشا علي والي مصر وما يتبعها – والامام الشريف علي بن الامام العباسي حامي اليمن – والامام ابراهيم بن الامام سليمان شراج المغرب والجناب المكرم مصطفي باشا نائب السلطان محمود بن السلطان عبد الحميد ادام الله علاه - والسيد عمر مكرم نقيب اشراف مصر – والسيد محمد المحروقي والشيخ محمد وفا السادات – وسيدنا حامي اشراف الحجاز الشريف غالب – ومولانا قاضي فاس الشريف محمد ريان احمد محمد همام عمر ريان همام سيبك.
ثم بعد حضورهم طلبوا من حضرة مولانا الحاكم الشرعي ان يلحقهم بسلسلة نسب ابائهم واجدادهم ولما كان النسب النبوي واجب ان يحاط بسياج من التحقيق حتي لا يتطرق اليه خلل ولا يعتريه من المبطلين زلل طلبنا منهم الوثائق المخلدة تحت ايديهم – فابرزوا لنا مراسيم اموية وعباسية وفاطمية وفرامانات شاهانية سلطانية وحججا وانسابا واحكاما فاطمية بصحة نسب السادة الهمامية .
وانهم من خلاصة العترة الطاهرة النبوية المحمدية – فوجدنا ذلك كله صحيحا بالتطبيق معهم بغاية الدقة والتحرير – وعلي هذا حكمنا في كمال هذا النسب الذي لا يختلفا فيه اثنان – المتفق عليه المقطوع بصحته من المستندات المذكورة واتصاله بالملاذ الاحمي حكما مرعيا بالتحاق نسب السادة المتقدم ذكرهم بسلسلة نسب ابائهم واجدادهم – كما جاء في الوثائق المذكورة – ان مولانا وسيدنا الامير الشريف ابوعلي الفرشوطي نزيل قنا ابن اقضي قضاة الاسلام مولانا وسيدنا فخر السادة الهمامية العظام الناظر في الاحكام الشرعية حينئذ بصعيد مصر الامير علي بن صاحب السيادة والاقبال المتوج بتاج العز والمهابه والاجلال مولانا وسيدنا الامير سليمان الهواري والي دشنا والبلينا واخميم وسوهاج وما يتبعهم بن شيخ العرب والسادة وشيخ مشايخ الهوارة وسر عسكر امير صعيد مصر سيدنا محمد بن ذي القضاء والسدارة بالصعيد سيدنا بكار بن امير صعيد مصر وبرقه مولاي همام سيبك وسيدنا ومولانا الامير عبد المغيث بن سيدنا ومولانا الامير محمد بن مولانا الامير الرشيد
ابوالمكارم بن مولانا امير الصعيد حارث بن مولانا امير الصعيد سيف الاسلام بن مولانا بكار بن مولانا همام سيبك ومولانا عمدة قبائل الهوارة الامير عبد الكريم بن قدوة الاماجد المكرمين شيخ العرب والسادة وشيخ مشايخ الهوارة سيف الدولة رب السيف والقلم وحليف التقوي والشيم امير صعيد مصر همام باشا بن امير الصعيد سيدنا يوسف بيك بن امير الصعيد سيدنا احمد همام بن امير الصعيد سيدنا صبيح بن امير صعيد مصر وبرقه الجناب العالي والكوكب المنير المتلالي حائز رتب المفاخر والمعالي سيدنا ومولانا شيخ العرب والسادة وشيخ مشايخ الهوارة مولاي همام سيبك بن مولاي ماضي بن مولاي احمد بن مولاي عياش بن مولاي بحير بن مولاي محمد بن مولاي جعفر همام بن مولاي محمد بن مولاي حمد هميم بن مولاي محمد الفاسي بن مولاي يوسف بن مولاي ابراهيم بن مولاي عبد المحسن بن مولاي حسين بن مولاي محمد ابو نمي بن مولاي موسي الجوني بن مولاي يحي طراز ال البيت بن مولاي عيسي بن مولاي علي التقي بن مولاي محمد بن مولاي حسن بن مولاي علي الهادي بن مولاي محمد الجواد بن مولاي علي الرضي بن مولاي موسي الكاظم بن مولاي جعفر الصادق بن مولاي محمد الباقر بن مولاي علي زين العابدين بن سيدنا ومولانا الامام الحسين السبط بن الامام علي كرم الله وجهه رضوان الله عليهم اجمعين وثبت مضمون ذلك لدي مولانا قاضي مكة المشار اليه اعلاه ثبوتا شرعيا معتبرا مرعيا مستوفيا للشرائط الشرعية والواجبات المحررة المرعية وحكم بصحته حكما صحيحا شرعيا – ايد الله تعالي احكامه .
تحريرا في عشرة من رجب الفرد عام 1223 ثلاثة وعشرين ومائتين والف صلي الله علي سيدنا محمد واله وصحبه وسلم .

الشريف محمد
عون الله عفاه الله عنه